منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الحب هل هو وهم ام حقيقة ؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=21665)

ايوب صابر 09-06-2017 09:31 AM

مرحبا استاذة اميمة
اشكرك على تفاعلك مع الموضوع ومداخلتك الجميلة والتي في ظاهرها تنحاز ان الحب حقيقة ولكن في باطنها تؤكد ما نقوله بأن الحب وهم واسطورة تطورت عبر التاريخ .

تقولين
" لا يمكننا فصل الحب عن الحياة والحب كما يقال رصيد بنكي ينقص ويزيد
يجدر بنا تنميته بالكلمة الطيبة والفعل الحسن
ونحن هنا نتكلم عن الحب السليم الذي ينشأ في إطار عائلة
أما حب الشعراء والعشاق والخ.. قد يكون هذا عشقا وولها وتعلقا
وينبغي أن نميز بين الحب والتعلق و لا نلغي الانجذاب الروحي بين المتعلقين"


ما يربط الناس في الزواج ليس حبا وانما ترابط وتوادد وتراحم. ما نقوله ان حب الشعراء اي الحب على شاكلة حب قيس وليلى ليس حبا وانما هو نقيض الحب. الفشل في تكوين علاقة تؤدي الى الاشباع الروحي والجسدي والعقلي والعاطفي تؤدي الى نشوء حالة نفسية وهمية اصطلح الناس على تسميتها بالحب. وهذا خطأ فادح ما يزال يتكرر ويبنى عليه حتى تحول مشاعر الفشل في الحصول على التكامل مع الشريك الى اسطورة الحب.

الحب هذا عبارة عن حالة ذهنية وهمية تنشأ كنتيجة لخلل في التكامل بين شخصين وتؤدي مؤقتا الى افرازات هرمونية تؤثر على وظائف القلب فنراه يتسارع في نبضه عند روية الحبيب الموهوم او الالتقاء معه كما يحمر الوجه وترتجف الايدي الخ...ولكن كل هذه العلامات تختفي بعد الزواج وبعد حصول الاشباع الروحي والجسدي والعقلي والعاطفي...وهنا تتشكل علاقة تقوم على التوادد والتراحم (وليس الحب) طبعا فالحب وهم ينتهي بمجرد الحصول على الاشباع الجنسي.

عبد الله المنصور 09-06-2017 02:21 PM

الفاضل ايوب صابر
تقول مُتسائلاً
((الحب هل هو وهم ام حقيقة ؟ وهل هناك فعلا شيء اسمه الحب؟ وما هو ذلك الشيء؟ اي ما طبيعة الحب ان كان حقيقة ؟ هل هو تفاعل كيميائي ؟ ام التقاء روحي؟ او انجذاب جنسي ليس الا ؟))

كي نجيب هلاّ عرفت لنا الحُب ؟
ثم هل ماينطبق على الحب سينطبق على الكراهية
الحب مثله مثل الحزن والفرح والألم شعور حسي وتأثيره مادي

ايوب صابر 09-07-2017 01:19 AM

مرحباً استاذة صبا

اشكرك على مداخلتك الجديدة . بل ازداد انحيازا للاعتقاد بان الحب أسطورة بعد ان عثرت على كتاب يحاول فيه صاحبة نفي ان يكون الحب أسطورة لكني اظنه فشل فشلا ذريعا وبفضله اكد على ان الحب أسطورة .

ايوب صابر 09-07-2017 01:35 AM

مرحباً استاذ عبد الله المنصور

اشتقنا لمداخلتك الاكثر جدية وجدلية وليتك تشاركنا الحوار باستمرار .

الحب المقصود هنا في هذا الحوار هو ذلك الاصطلاح الذي يطلق على منظومة المشاعر الرومنسية الجياشة التي يظن البعض انها ضرورية لنجاح العلاقة بين الذكر والأنثى ويعتبرها البعض شرطا مسبقا واساسيا للزواج . يعني حب روميو وجوليت.
والكراهية حتما ليست نقيض الحب. ولو افترضنا ان الحب حالة انجذاب لقلنا ان النقيض عدم الانجذاب وليس الكراهية.
الحزن والفرح حالات شعورية يمكن التسليم بوجودها لان لها مؤشرات ودلالات واضحة جلية لكن ذلك الذي يسمونه الحب هو في الواقع دفقات هرمونية تدفع الانسان للتزاوج من اجل حفظ النوع وهو تصرف غريزي يتشارك فيه الانسان مع الحيوان والنبات لكن في مرحلة ما اطلقوا علية اسم " الحب" فولدت اكبر عملية تزييف في التاريخ. *

يزيد الخالد 09-08-2017 09:11 PM

حبيب الحب يالحب وحبيبي
نفس روحي بعد روحي وحالي
عسى دايم .. وشمسك ما تغيبي
عن عيوني وعن قلبي وبالي

********
عرفت الحب منك يا حبيبي
وشكرا لك يا حبي لحالي

---------------

احساس شاعر مرهف متيم بالحب

الشاعرالامير -فيصل بن خالد بن سلطان

---------------

عبد الله المنصور 09-09-2017 01:45 AM

أستاذي الفاضل ايوب صابر

أتمنى أن تتقبل عودتي مرةً أخرى فأنا أرى أنك في ردك وضحت لنا ماتقصده سأدون بعض تساؤلاتي حول الموضوع إن وجدتني أخطأت الفهم فصحح لي
الحب المقصود هنا في هذا الحوار هو ذلك الاصطلاح الذي يطلق على منظومة المشاعر الرومنسية الجياشة التي يظن البعض انها ضرورية لنجاح العلاقة بين الذكر والأنثى ويعتبرها البعض شرطا مسبقا واساسيا للزواج . يعني حب روميو وجوليت.

لاتقل لي أنك لاتملك مشاعر حب تجاه أبناءك أسرتك دعك من هذا فل ننتقل لخطوة أخرى,
حين تتزوج هل تتزوج إمرأة لمجرد أن تقيم علاقة حميمية وتنجب أطفال فقط ؟
ألست تريد إمرأة واعية ومدركة قادرة على التعامل معك برقي وإحترام وتشاركك مشوار حياة وبناء أسرة ؟ هناك أشياء أنت تُحب أن تتوافر في شريكة الحياة إذاً هناك حب
هل ستقبل أن تتزوج بإمرأة تكرهها أو أنها تكرهك ؟

والكراهية حتما ليست نقيض الحب. ولو افترضنا ان الحب حالة انجذاب لقلنا ان النقيض عدم الانجذاب وليس الكراهية.
في ردي السابق سألتك (ثم هل ماينطبق على الحب سينطبق على الكراهية )


الحزن والفرح حالات شعورية يمكن التسليم بوجودها لان لها مؤشرات ودلالات واضحة جلية لكن ذلك الذي يسمونه الحب هو في الواقع دفقات هرمونية تدفع الانسان للتزاوج من اجل حفظ النوع وهو تصرف غريزي يتشارك فيه الانسان مع الحيوان والنبات لكن في مرحلة ما اطلقوا علية اسم " الحب" فولدت اكبر عملية تزييف في التاريخ. *


لايوجد تشابه في تصرف الإنسان والحيوان في هذه الصفة ياأستاذي العزيز
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
دينياً حُسم الأمر في الفرق والتفضيل
عقلياً هناك مهر هناك مراسم للزواج ومسؤليات متبادلة لبناء الأسرة وحفظ النوع



ايوب صابر 09-12-2017 05:13 AM

مرحباً استاذ عبد الله
سأعود للرد على مداخلتك ولكن دعنا اولا نطلع على هذه المقالة حول الحب من مقال لكاتب مغربي منقول عن القدس العربي :

الحب… مقدسون ومدنسون

هذه الروح تأتي غريبة إلى الأرض وترهق نفسها بالبحث عن الحب، إنها نشوة الروح التي تشتاق إلى التوحد في التضاد، إذ يجب أن نكون من حين لآخر سعداء بجنوننا لكي نظل سعداء بحبنا، لأن الحب في ماهيته جنون حكيم، هذيان متأمل، لكن ما الذي يجعل هذه الرحلة نحو الحب يهددها الضياع في كينونة الزمان؟ ألا يكون الزمان هو نفسه الحب متجليا في الجمال؟ تجربة الحب لا تضاهيها سوى تجربة الوجود، باعتبارها إقامة خارج الذات، توحدا مع الآخر ميلادا جديدا للروح في أعماق الجمال الذي ترعاه الأشباح بعنايتها، فما هو السر؟
مهما كان الحب رائعا وناعما، فإنه يخفي شراسته، ولا تظهر إلى الوجود إلا بعد فوات الأوان، لتحول الانسجام إلى صراع، والتناغم إلى تنافر، والإحساس النبيل إلى كراهية، هكذا ينفجر الضدان، بلغة أفروديت، ليعود كل واحد إلى أصله. ووحده العاشق يستطيع أن يميز بين التراجيديا والكوميديا، ويستخلص من فشل عشقه لذة خالدة، تسمو بالروح إلى ما بعد الطبيعة: «فكل معرفتنا بالحب ليست في العمق إلا وهما لا يسمح لا بالتمييز بين النجاح والفشل»، والشاهد على ذلك أن المنهزم في معركة الحب لا يتوقف، بل يجدد عاطفته مع كائن آخر، قد يكون هو أيضا هاربا من ألم عميق. فجمالية الخلاص تفقد ماهيتها في سفينة الحمقى، التي تبحر بعيدة عن الحقيقة، فالذي يحب لا يبرهن على حبه، لأنه أعمى ينظر بقلبه، يتحدث بلغته، يكشف عن نفسه في الآخر، مخدر الإدراك، وقد يصبح متهور الإرادة، يثبت وجوده وهو يفكر في حبيبه، هكذا يفضح الحب جنون الإنسان، أو ربما يعيده إلى طفولته، إنه مخترع الإنسان الرومانسي العائد إلى موطنه الأصلي.
وستكون فلسفة الحب، هي المنقب الجيد في أعماق الإنسان عن معنى جديد لحقيقة الحب، فهل يستطيع الإنسان أن يعيش في هذه الحياة بدون حب؟ وما الذي يدفعه إلى المغامرة بنفسه في هذا البحر المضطرب؟ ألا يكون قدره في خطر، وبذلك يريد أن يخاطر؟ وإلى أي حب مازلنا ننتمي نحن اليوم؟

الحب العَرَضي وأوهامه

ثمة جراح نرجسية يسببها الحب العرضي، وليس الحب الجوهري، لأن هذه الجراح تكون نتيجة إشباع اللذة الجنسية، ثم مغادرة أحدهما للآخر، وبلغة آلان باديو: «الكثير من الناس الآن لا يعرفون متعة الحب، بل يعرفون اللذة الجنسية»، والحال أن الحب ليس عقدا بين نرجسيين، إنه بناء للذات، انطولوجيا، ولكي يستمر الحب على الإنسان أن يعيد إبداع ذاته في الجمال، ذلك أن اثيقا الجمال تقوم برعاية تلك الشعلة الصادرة عن سراج الحب، فبانطفائها ينطفي. ومن سيئات هذا العصر المضطرب، الذي ماتت روحه الرومانسية، نجد: «الجميع يقول إن الحب يدور حول إيجاد الشخص المناسب لي، وسيكون كل شيء على ما يرام». ولكن الأمر ليس كذلك، لأن الحب هو إبداع أكثر منه صفقة تجارية، قد تنجح، وقد تفشل، وربما يكون هذا هو السبب البعيد الذي جعل الكل يهجر الحب، ويكتفي بإشباع مرضه النرجسي، فهل بإمكاننا أن نعتبر الحب صفاء للروح يشبه صفاء الفردوس؟ أم مجرد تراجيديا، وشكوك، وألم دائم؟ وبعبارة أنبل، هل الحب يبدأ باللقاء والبناء، ليقتحم الأبدية؟ أم أن فوضى اللقاء ومحدودية الصدفة يهزمها التصريح بالحب كقدر؟

الحب الأول

في كتابه «مديح الحب»، يعترف بارديو بأن فشل الحب الأول، ينبغي ألا يؤثر في حياة الإنسان، والشاهد على ذلك أنه هو نفسه مرّ بهذه التجربة، حيث يقول: «لقد يئست من الحب مرة واحدة في حياتي، كان حبي الأول؛ قلت فيها أحبك، كانت خطأ، فحاولت تجديد ذلك الحب الأول.. وأعترف جازما بأن المرأة التي أحببتها، بقيت مخلصا لحبها دائما». على الرغم من تقلبات الزمان، وتعاقب لحظات الفرح والسعادة، مع لحظات الأحزان والشقاء، فإن الحب يظل هو القدرة على المقاومة وعدم الاستسلام للانهيار والشعور بالهزيمة.

المختارون

ولذلك فإن المصاب بفوبيا الالتزام يعيش الحب بدون أن يقع في الحب، يتوهم بأنه حصل على حب مطلق بلا معاناة، بمجرد ما اشترى لذاته، وكأنها سلعة، بيد أن هذه اللذة يعقبها الحزن الحاد والاكتئاب الدائم، فبهجة أحلى من لحظة عابرة على هوامش البركان. نعم إن شعرية الحب تقع في قلب شعرية الوجود، ولذلك فإن الإحساس بهذه الشعرية لا يكون في متناول الجميع، بل في متناول الأصفياء الذين يحتمون باليقظة والاستيقاظ في مأوى الكوجيطو الديكارتي. فالجهل يدمر شعرية الحب والوجود معا، ويرمي بنفسه في الضياع، الزواج والطلاق، اللذة والأطفال، الرتابة والبؤس، لأنه لا يمكنك شراء حبيب ويمكنك شراء الجنس، ولكن ليس حبيبا. أنت تشتري جسدا بلا روح، والنتيجة المنطقية، هي ضياع متعة الحب. والحرمان من صفاء الفردوس.

الكلاسيكي والاستهلاكي

هكذا يتعين علينا أن نعيد إحياء فلسفة الحب ضمن إشكالية الوجود الراهن وبألوان النزعة الرومانسية، التي ستحررنا من النزعة الكلاسكية التي ترتب الحب مسبقا في الزواج، أو النزعة الاستهلاكية التي أفرغت الحب من محتواه وحولته إلى سلعة للاستهلاك، وتحول المجتمع إلى سوق كبرى لبيع اللذة بالمال. أما الحب فأصبح ذكرى تغنى في المهرجانات. الحب ليس سلعة إنه تجربة وجودية تقرب الإنسان من ماهيته، إنه لقاء وبناء، في الوقت ذاته، إذ ينطلق من الصدفة واللقاء الأول، ليصبح قدرا يحمي الإنسان من شراسة الضياع في العزلة. ولذلك فإن نشر الوعي ببهجة الحب وقدرته على السمو بالروح، لأنه ليس فقط مجرد خوف مسرحي مرعب يهزم الروح ويحكم عليها بالشقاء، بل إنه انتصار على تراجيديا الوجود، وتفتيت تدريجي للخوف من القدر، وابتكار لما سيدوم، لأن ما يدوم يؤسسه العشاق.

الابتهاج المأساوي

«أودعك وأطلب منك أن تحبني، وأن تزيد آلامي يوما بعد يوم، أعني أنني أحبك في أعماق اليأس». هكذا تقول امرأة عاشقة، هذا الحب الذي امتزج باليأس، بل تحول إلى تجربة وجودية في أعماق اليأس، باعتباره مرحلة أساسية في يقظة الروح من سباتها، وضياعها في العدم، لأن الحب وحده يمنحها شهادة الميلاد في الوجود، ويجعلها تتحرر من إرهاب الخوف، ومواجهة قدرها ببهجة، وكأن الذي يحب تطل النجوم من روحه، ويستطيع أن يحول التراجيديا إلى كوميديا، والشقاء إلى سعادة، والحزن إلى ابتهاج، والموت إلى حياة؛ لعبة مقدسة، اختراق عميق لكينونة الزمان. فكل شيء في الإنسان يخضع لسلطة الزمان إلا الحب، إنه دائرة مستقلة داخل الوجود، ولذلك يتم الرمز إليه بواسطة خاتم الزواج، والاحتفال به، وإشعال نار البهجة، إنه يضاد الموت الذي يستدعي البكاء والحداد، فالحب يكشف عن الحقيقة، إنه البناء الجمالي للحقيقة. فقدان المحبوب هو في حقيقته موت ينشر ظل الأحزان، التي تخفي أنوار الروح، وترمي بها في عنف المأساة، إنه الفرح المأساوي، بلغة نيتشه ففي كتاب «ميلاد المأساة»، يتحدث عن استطيقا الذات، التي تحتفظ بالعمق المأساوي للمرح، حيث إن الإنسان الفنان يشعر في غمرة الابتهاج بهدير الأحزان، وباقترابه من الاغتراب، إنها فرحة استطيقية يحملها الحب في عنفوانه، لكن مهما كان قدر العشاق حزينا، فإنهم يحتفلون بتلك اللحظات الجميلة. وقد كانت المأساة عند الإغريق هي نفسها إرادة القوة التي تدمر ذلك الوجه البشع للوجود، فحقيقة الحب تشبه إلى حد ما حقيقة العمل الفني، باعتبارها مزيجا من الفرح والحزن، أو بالأحرى إنها الابتهاج المأساوي، الذي يتطلب التضحية بالعواطف مقابل نشوة عابرة، نشوة افروديت وديونيزوس.

المقدسون والمدنسون

الحب الحقيقي يحاكي منطق الطبيعة، لأنها تهرب من الحزن وتشتهي اللذيذ، ويجمع بين الأخيار: «لأن الأخيار لذيذ بعضهم عند بعض»، وكل واحد منهما جدير بالمحبة والثقة. أما الأشرار فإنهم لا يفرحون بالحب، بل باللذة والمنفعة، ولذلك فإن حبهم يطول طوال المنفعة، وينحل بانتهائها، وقد تجد الأخيار يسقطون في هذا الحب الذي تحركه اللذة والمنفعة، ولكن الأشياء التي تكون بنوع العرض لا تجمع كثيرا، لأن الزمان يتعقبها: «فإذا كانت أنواع المحبة تنقسم في هذه، فإن أهل الرداءة سيكونون أحباء لمكان اللذة والمنفعة». والحال أن العشق العميق يتأسس على لذة النظر والمشافهة، إذ هم أحبوا بطول المشافهة صاروا متشابهين بالمشافهة». ولذلك فإن ميتافيزيقا العشق مركبة من ضدين، من المستحيل الحفاظ على حميميتهما النظر والخدمة: «العاشق والمعشوق لا يلذان بشيء واحد، بل أحدهما يلذ بأنه يرى الآخر، والأخر بأن العاشق يخدمه، وإذا نقصت الساعة، يعني الحال، ربما نقصت المحبة أيضا، من أجل أنه لا يكون النظر لأحدهما لذيذا، ولا تكون الخدمة للآخر». هكذا يكون للحب الرديء، الذي يجمع بين ذوي الرداءة، لأنه تجربة خارج الوجود، مجرد عرض، يتحرك على هوامش الزمان، مادام أنه ينطلق من ثنائية النظر العابر، والخدمة المؤقتة، ذلك أنه عبارة عن مرض نرجسي، فالعاشق للذة لابد أن يقدم الهدايا ويشتري القدر المحتاج إليه من اللذة، والذي يكون محتاجا لهذه الهدايا يقدم نفسه كسلعة يتم استهلاكها، إنها مفارقة غريبة، تسيطر على هذا العصر، الذي فقد كل القيم، وأضحى الحب فيه يشعر بالاغتراب، ولذلك فإنه عاد إلى أصله، وترك هذا الجيل يلتهم العواطف بشراهة.

٭ كاتب مغربي

الحب… مقدسون ومدنسون
عزيز الحدادي

ايوب صابر 09-12-2017 06:06 PM

صحيح ان اطروحة هذا الكاتب المغربي صاحب المقال اعلاه صعبة ولم اكد افم اين هو من قضية الحب لكن كأنه يعرف الحب على انه :

الحب
: " عبارة عن مرض نرجسي، فالعاشق للذة لابد أن يقدم الهدايا ويشتري القدر المحتاج إليه من اللذة، والذي يكون محتاجا لهذه الهدايا يقدم نفسه كسلعة يتم استهلاكها، إنها مفارقة غريبة، تسيطر على هذا العصر، الذي فقد كل القيم، وأضحى الحب فيه يشعر بالاغتراب، ولذلك فإنه عاد إلى أصله، وترك هذا الجيل يلتهم العواطف بشراهة."

كما ورد في خلاصة مقاله اعلاه ؟
وانا اميل للاتفاق معه ولو انني اميل اكثر الى الاعتقاد بان الحب حالة وهمية يقع فيها الانسان اذا ما فشل في الحصول على الإشباع بعد لحظة الانجذاب الهرموني وهي بذلك حالة مرضية .

أميمة محمد 09-12-2017 08:28 PM

لا يمكن أن ينكر الإنسان حقيقة المشاعر في حياته ولو لم يرها إلا إنه يجد آثارها
يستطيع أن يتغافلها أحيانا ويستطيع أن يسيطر عليها بتحكيم عقله
تبقى أحيانا تقض عليه مضجعه وتسهره
الحب ليس حكرا على روميو وجوليت وقيس ليلى الحب إحساس يشعر به كل إنسان
وحدها تركيبة الإنسان الداخلية ــ بما فيها أفكاره وطريقة تفكيره ــ تتحكم في معدلاته
ربما لا بد أن يعشق الإنسان مرة واحدة على الأقل في العمر شبيه مرض الحصبة مثلا!
تعتمد الإصابة به على مناعة الإنسان وديناميكته
ليس الحب لغزاً الجميع يعرف لغته إنما يصعب وصفه فإنه يُحسُّ ولايُرى
الحب ليس مقصورا على الشعراء هم فقط ناس أستطاعوا وصفه أو أحبوا التغني بمشاعره الرقيقة الخلابة
و في النهاية لن يختلفوا على الناس العاديين إلا إنهم قد يزيدون في حبّ عيش الحالة مرات ومرات
بأحاسيس مكررة تضيء لهم الحروف

مررت وآمل أن تكون هناك بقية
موضوع قيم
تقديري

ايوب صابر 09-28-2017 08:15 PM

مرحباً استاذ عبد الله المنصور

تقول " لاتقل لي أنك لاتملك مشاعر حب تجاه أبناءك أسرتك دعك من هذا فل ننتقل لخطوة أخرى.

- اذا كان حب الاطفال الأبناء والبنات وافراد الاسرة حب فهل هذا الشعور هو نفسه الشعور الذي يربط بين الذكر والأنثى ويقال له حب؟ في الواقع هذا يؤشر على الخلط الحاصل بين الأمرين وانه تم في وقت ما إقحام مشاعر الرغبة الجنسية ضمن منظومة الحب واسموه حبا للتورية . وهذا يؤكد على ان الحب أسطورة. ولو كان حقيقة لوجدوا له اسما منفصلا. وربما كان الأجدر بهم ان يسموه عشقا مثلا حتى يميزون عن حب الأبناء.


وتقول " حين تتزوج هل تتزوج إمرأة لمجرد أن تقيم علاقة حميمية وتنجب أطفال فقط ؟
ألست تريد إمرأة واعية ومدركة قادرة على التعامل معك برقي وإحترام وتشاركك مشوار حياة وبناء أسرة ؟ هناك أشياء أنت تُحب أن تتوافر في شريكة الحياة إذاً هناك حب. وهل ستقبل أن تتزوج بإمرأة تكرهها أو أنها تكرهك ؟

- اتصور ان الزواج اختيار عقلي وبعيد كل البعد عن الاختيار العاطفي القلبي. صحيح ان الجنس يكون نقطة الارتكاز والبند الاهم في اللائحة لكن حتما يحاول الانسان اختيار الذكر شريكة حياته ضمن المواصفات التي ذكرت ولهذا السبب نقول يكون الاختيار عقلي ولا دخل للحب فيه. الحب المفترض هو عملية انفعالية تشوش على العقل ولذلك يتنازل الانسان عن قائمة المتطلبات العقلية المذكورة ولهذا السبب غالبا ما تفشل اي علاقة لا تقوم على اساس الاختيار العقلي ويكون القلب او لنقل الدفقات الهرمونية هي المسيطرة اثناء اتخاذ القرار .

وفي جواب على سؤالك : وهل ستقبل ان تتزوج بامراءة تكرهها او انها تكرهك؟

-أظن والله اعلم ان 99.9% من الزيجات تتم في ظل غياب مشاعر الحب . نحن الذكور نشتهي شريكة الحياة المثالية على شاكلة الموديلات او نجمات السينما اثناء العزوبية ولكن عندما نقرر الزواج نبحث عن السترة ونلجأ الى الاسرة الام والجدة لتختار لنا هي شريكة الحياة.
وغالبا ما يحصل الزواج دون الحد الأدنى من المشاعر بين الطرفين . وقد تكون العلاقة نفور وربما كره في المراحل الاولى من الزواج ولو انه كره مكتوم . وغالبا ما يصاحب الزواج الندم على الاختيار. فلا احد يرضى بما يملك.
لكن مع مرور الزمن ومن واقع العلاقة الحميمة والتواصل الذهني يحدث تشابك نفسي ومن هناك يتولد التوادد والتراحم وليس الحب. بل هناك ما يؤشر ان اي زواج يتم بناء على العلاقة الوهمية التي تسمى حب غالبا ما تنتهي على مذبح ليلة الدخله او بعد ذلك بقليل . لان المتورطين في مثل تلك القضية الوهمية غالبا ما يصتدمون بالواقع فينهار الزواج. لان الاختيار كان من واقع قرار قلبي او الأصح جنسي هرموني غير عقلاني. والزواج او شريك الحياة ليس للجنس فقط كما قلت. والإشباع الجنسي هو العنصر المدمر لمشاعر الحب الوهمية فكيف اذا تبين عدم وجود توافق جنسي؟ هنا تحصل الكارثه.


الساعة الآن 01:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team