منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل انتهى الربيع العربي؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=19535)

ايوب صابر 10-08-2017 02:17 PM

حول اسباب فشل الربيع العربي ...كما جاء في السؤال ... لماذا فشل الحراك ولم يحقق نتائجه المرجوة ام انه افشل ومن الذي افشله؟
في رأيي...
لا احد ينكر بأن هناك مقومات لنجاح اي تحرك ثوري، والربيع العري ليس استثناء. وربما يقع على رأسها مشاركة قطاعات كبيرة من المجتمع في الحراك الثوريخاصة ما يعرف بالطبقة الوسطى التي تلعب دورا حاسما في استمرارية النظام عادة، وكذلك وجود قيادة واعية وحكيمة ومن ثم تحول الاحتجاجات التي تكون قد انطلقت على الاغلب بصورة عفوية الى حركة منظمة تدير معركة التغيير وتملا الفراغ الذي يمكن ان يحصل كنتيجة للخل الذي يحصل في اجهزة السلطة البائدة التي تتعرض لفقدان السيطرة.
طبعا ويسبق كل ذلك وجود اسباب تستدعي مثل ذلك الحراك الثوري ومن ذلك الفقر والظلم الاجتماعي والبطالة وغياب الحرية والعدالة والكرامة الانسانية...

لا شك ان كل شروط نجاح التحرك الثوري العربي كانت متوفرة ولو بنسب متفاوتة حسب الموقع الجغرافي لكن في حالة الربيع العربي لم يكن غياب كل او بعض هذه الاسباب هو الذي ادى الى فشل الربع العربي وانما يعود الامر في كليته الى التدخل الاجنبي..

بكل تأكيد لقد فاجأ الربيع العربي الدول التي تتحكم في مصائر شعوب الارض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- والتي اخترعت مؤخرا ما يطلق عليه اسم النظام العالمي الجديد- وحاولت فرض واستمرار سيطرتها على المشهد الدولي من خلال هذا النظام العالمي اوغيره من اذرع السيطرة التي ظلت هذه الدول تدير بها النظام العالمي سواء القديم او الحديث مثل البنك الدولي وغيره من المؤسسات...

ولذلك ما ان انطلق الربيع العربي حتى شعرت هذه الدول الاستعمارية والتي ارادت ان ظل الوضع كما هو عليه حتى استنفرت هذه الددول كافة اجهزتها ومؤسساتها وتآمرت ووضعت الخطط الهادفه الى اجهاض تحرك الشباب العربي ولو انها وقفت ظاهريا مع الحراك بحجة انها مع اي حركة تطالب بالحرية والديمقارطية... وكان حراك هذه الدول منسجم مع واقع الحال في دول الحراك..

وبينما سمحت بتغير شكل محدود في تونس نجد انها دعمت الجيش في مصر ليقوم بانقلاب يجهض النظام الثوري الذي وصل الى السلطة بانتخابات ربما لم تكن مثالية لكنها حتما ديمقراطية. اما في ليبيا فكان قرار هذه الدول هو التدخل المباشر نظرا لغياب البديل المحلي الذي يمكن ان يلعب دورا حاسما في اعادة عقارب الساعة الى الوراء.

لذلك ارى بأن فشل الربيع العربي لم يكن لاسباب موضوعية نابعة من الواقع المحلي وانما بسبب الحرب الخفية التي شنتها دول النام العالمي الجديد ضد حركات التحرر، واستخدمت فيها الكثير من الوسائل المحلية مثل الدولة العميقة والجيش الخ..بهدف افتضاح امرها كدول معادية لحرية الشعوب..

ولو ان الشعوب العربية تركت لحالها لكانت كل تلك الحركات الثورة قد نجحت في تاسيس نظام جديد لكنه سيكون بالضرورة خارج سيطرة النظام العالمي الجديد ولهذا تم اجهاض هذه الحركات...

ان معركة تحرر الشعوب العربية معركة صعبة لانها بالاضافة الى انها حركات ثورية ستقوم على تأسيس انظمة تسعى من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية فهي بالضرورة ستكون كمن يغرد خارج السرب وهذا يعني ثغره في جدار النظام العالمي الاستعماري ما يلبث ان ينهار وتصبح الحركات الثورية هي الاساس وغيرها الاستثناء..

ودليل على هذا الدور موقف العالم من استقلال الكرد في اقليمهم..فلو ايدت الدول هذا الاستقلال فانها تكون بذلك قد هدمت بايديها اطار التفاهامات التي اعتمدتها بعد الحرب العالمية الثانية..ونحن نرى ان حراكا للاستقلال قد بدأ في كتالونيا على اثر شعور شعوب العالم بحالة الاضطراب التي يعاني منها النظام العالمي..
ولن تسمح هذه الدول لكتالونيا بالاستقلال كما رفضت استقلال الكرد لان ذلك سيفتح على النظام العالمي القائم ابواب جهنم فتتدحرج كرة الثلج ولا يعرف اين ستقف..

ايوب صابر 11-02-2017 06:27 PM

ننتقل لمناقشة هذا السؤال ....هل انتفت اسباب اندلاع الحراك العربي من جديد؟

- ما هي الاسباب الحقيقية للحراك العربي ؟

- لماذا فشل الحراك ولم يحقق نتائجه المرجوة ام انه افشل ومن الذي افشله؟
- هل انتفت اسباب اندلاع الحراك العربي من جديد؟ - هل انتهى الربيع العربي؟
- ما هو مستقبل الحراك المسمى بالربيع العربي؟
- كيف يمكن الحراك ان ينجح ويحقق اهدافه ؟ اي ما هي شروط نجاح اي تحرك مستقبلي
؟

يزيد الخالد 11-03-2017 08:24 PM

نعم انتهى ما يمسى التخريب الربيع العربي من حيث بداء

بلا فائدة بل بخسائر كبيرة ستنعكس اثارها لفترة طويلة وكما يهدف اليه من ساهم في هذا الربيع!!

اي التمزيق والتفكيك لدول عربية . واهم النواتج - دخول ايران الرجيم !! في المنظومة

بحجة خزعبلات البساط الاحمر الذي يقال انه امر طائفي عقائدي حين ياتي شخص يدعي

مهدي او مهدوم ويرغب في البساط الاحمر ممهد له !! ايضا العدائية الفارسية التاريخية الفاشلة

على مدار عقود والبقاء في دائرة التباكي والبكائيات والاحزان واللطميات والتطبير !! وغيرها

فهذه سورية - لبنان - اليمن -ليبيا -اربع دول تعاني الامرين من هذا الربيع المخزي

الا مصر التي عرفت الطريق الصحيح وانقذت نفسها .

ايوب صابر 11-08-2017 05:27 PM

استاذ يزيد
التخريب جاء من قوى الاستعمار صاحبة الأطماع في بلاد العرب لانهم استكثروا ان ينال الشباب العربي فرصتهم في العيش الكريم والحرية. أرادوا ان يفشل الربيع العربي حتى يظل عالمنا العربي تحت نفوذهم وهذا ما كان ليستمر لو ان الثورات نجحت وتمكن الشباب من قيادة دفة الامور.
لكن الواقع يقول شيء اخر . وقد اظهر ما جرى في المملكة العربية السعودية ان التغيير لا بد منه وان المجتمع الذي لا يتغير بعمليات ديمقراطية ينفجر في ثورات حتى في غياب الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت المحرك الاول في ثورات الربيع العربي.

هذه طبيعة المجتمعات وهذه حركة التاريخ. لا يمكن ان تظل الامور على ما هي عليه الى ما لا نهاية. احيانا يقوم النظام بثورة استباقية حتى لا يقع المحظور. خاصة اذا ظهرت إشارات على قرب الانفجار وهذا هو التغيير من الداخل ومثاله ما جرى في المغرب والان في السعودية ولكن اذا ما تم إهمال الإشارات تحدث الثورات وهذا ما جرى في دول الربيع العربي الاخرى لكن الاستعمار كان لها بالمرصاد .

السؤال هل يمكن للاستعمار ان ينجح في احباط الثورات الي ما لا نهاية ؟

في تصوري لا والف لا فلا احد يستطيع وقف تيار التغير ومن يقف أمامه يجرفه .

والان بعد ما جرى من تثبيط للثورات زادت الأزمات التي كانت سببا في انطلاق الثورات ابتداءا وهذا يعني ان اسباب تجدد هذه الثورات قد تضاعف مرات ومرات . *ونحن على موعد لانطلاق الموجة الثانية من الربيع العربي والذي سينحح هذه المرة لتراكم المعرفة عند الشعوب وتعمق الأزمات الطاحنة التي لم تبق خيار امام الشباب الا الثورات.


ايوب صابر 11-14-2017 07:10 AM

التغيير قادم لا محالة حسب راي هذا الكاتب ؟! فهل هذا يعني استمرار الربيع الغربي؟؟!!

---

المنطقة الملتهبة وحتمية التغيير في العالم العربي
[1]
ثلاث حروب على الأقل مرشحة بالاندلاع في المنطقة العربية الصغيرة والملتهبة أصلاً، التي لم تهدأ فيها التوترات طوال السنوات العشر الأخيرة، وهذه الحروب الثلاث المرتقبة، سواء اندلعت واحدة منها أو أكثر فسوف تنضم إلى جملة الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً رغم سرعة التحولات ورغم تبدل الأولويات التي لدى الأنظمة بشكل سريع.
المنطقة العربية يُعاد تشكيلها حالياً بفعل عوامل التغير الطبيعي والحتمي، والرغبة الجامحة لدى الشعوب العربية بالتغيير، وهي الرغبة التي ظهرت في بدايات عام 2011، فيما تحاول بعض القوى والأنظمة في العالم العربي أن تستفيد من حراك التغيير، وتظن نفسها تعمل على توجيهه وتتحكم فيه، وحقيقة الأمر أن هذه القوى وإن استطاعت الاستفادة من هذا التغيير وتوجيهه إلا أنها لن تتمكن من التحكم به بشكل كامل، ولا يمكن أن تبقى الماسك بزمامه حتى النهاية.
في المنطقة العربية يوجد اليوم تحالف إقليمي قوي استطاع في عام 2013 أن يحدد مسار الأحداث في مصر ونجح في ذلك بدون شك، لكن هذا التحالف وسّع نشاطه لاحقاً من أجل التحكم بمسار العالم العربي بأكمله، وتحديد مصير المنطقة بأكملها، وهذا ما نستطيع القول إنه من المستحيل أن ينجح.
التحالف العربي والإقليمي الذي أطاح بنظام ما بعد الثورة في مصر ونجح في توجيه البلاد والعباد فيها لمصلحته، فشل لاحقاً في أغلب مشاريعه بالمنطقة، فلا استطاع تغيير النظام في تركيا ولا حسم المسار في سوريا واليمن وليبيا، ولا نجح – حتى الآن على الأقل – في أن يدفع أو يدعم قيام دولة كردية في شمال العراق، تُؤدي الى زعزعة النفوذ التركي والإيراني في المنطقة.. وهذا كله يعني في النهاية أن التحكم في مسار الأحداث السياسية والعسكرية، لا يمكن أن ينجح بشكل كامل، ولو نجح مرحلياً فلا يمكن أن يستمر إلى الأبد.
في المنطقة العربية حالة من الترقب حالياً، بسبب التطورات والتوترات السياسية التي يمكن أن تتحول في أي لحظة الى مواجهات عسكرية، وهي مواجهات لا يعلم أحد الى أين يمكن أن تؤدي في المنطقة، إلا أن المؤكد أمامنا هو أن المنطقة تتغير ويُعاد تشكيلها من جديد، بل إن الأنظمة القائمة أيضاً تتغير من الداخل، وتتم إعادة تشكيلها وهو ما يجري حالياً في السعودية، التي يتم تأسيس «مملكة جديدة» فيها وتشهد عملية تغيير جذري داخلي، أطاحت بكافة القوى التقليدية داخل النظام وامتدت من السياسة الى الاقتصاد والاعلام. وهذه التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية لا تبعث على القلق الكبير لسبب بسيط، وهو أن الوضع العربي كان وما يزال متردياً، إلى درجة لا تدفع الى الاعتقاد بأنه يوجد أعمق من هذه الهاوية التي تعيش فيها الأمة منذ سنوات وعقود، إذ أن أي تغيير مهما كان غير ملبٍ لطموح العرب وآمالهم فإنه أيضاً لن يؤدي إلى أسوأ مما هم فيه الآن، ولذلك فإن المغامرة ليست كبيرة والمخاطرة محدودة.
ما يحدث اليوم في العالم العربي هو تغيير حتمي وطبيعي سببه أن الأنظمة في هذه المنطقة تشكلت بطريقة مشوهة، ولم تكن يوم نشوئها نتيجة طبيعية ومنطقية لمسار الأحداث، وإنما نشأ بعضها بموجب خطوط «سايكس بيكو» واستمدت بعض الأنظمة شرعيتها من الخارج وليس الداخل، وتحالفت أخرى مع المحتل الأجنبي، بينما بالغت أنظمة ثانية في القمع والاستبداد والفساد، حتى أصبحت عبئاً على السكان والمنطقة. وهكذا ظلت التشوهات تتراكم حتى انتهينا الى مرحلة التغيير التي بدأت مطلع العقد الحالي ونتوقع لها الاستمرار لسنوات مقبلة.
أما الخلاصة في هذا كله، فهو أنه لا يوجد قوة أو تحالف في المنطقة العربية يستطيع التحكم في مسار الأحداث الحالية بشكل كامل، إذ ربما تنجح دولة أو نظام أو جهة في شيء ما، أو توجيه ما لكنها لن تنجح في كل شيء ولا في كل الدول، ودليل ذلك واضح وضوح الشمس، ويتجلى في فشل الانقلاب العسكري التركي، وفشل الحسم العسكري في ليبيا، واستمرار الحرب في سوريا واليمن، مع عدم قدرة أي طرف على الحسم.. وفي النهاية فإن التغيير في المنطقة حاصل لا محالة، وما علينا سوى الانتظار لبضع سنوات حتى نرى.
محمد عايش
كاتب فلسطيني

عن القدس العربي

ايوب صابر 11-19-2017 07:10 PM

اي حال هذا التي آلت اليه الشعوب العربية ؟ ؟؟!!

-----------------

15 شخصا لقوا حتفهم في المغرب في تدافع خلال توزيع مساعدات غذائية

الرباط- (أ ف ب): اعلن مصدر رسمي مغربي أن 15 شخصا على الاقل لقوا حتفهم وجرح خمسة آخرون الأحد في تدافع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية في منطقة الصويرة (غرب).

وافادت وزارة الداخلية المغربية في بيان أن المأساة وقعت اثناء توزيع المساعدات الغذائية في منطقة سيدي بولعلام، نحو 60 كلم شمال شرق الصويرة.

ايوب صابر 11-26-2017 11:22 AM

ان الفقر والعوز وغياب الوظائف وغياب الحرية والشفافية وبالتالي الكرامة وكثرة الفساد في بعض الاماكن وسرقة المال العام توفر بيئة صالحة للثورات سواء كانت ثورات ربيع او ثوراث خريف. ولن تهدأ الشعوب وقد طفح الكيل. وان كانت الحكومات معنية فعلا بوقف هذه الثورات فعليها تلبية مطالب الشعوب. فما نيل المطالب بالتمني. بعد هذه الكارثة التي جرت في المغرب مثلا يجري الحديث عن توزيع اعانات كذلك هناك نقص في المياه!!! نحن نتحدث عن القرن الحادي والعشرين والناس تموت تحت الاقدام للحصول على كيس طحين فاي ظروف هذه التي يعيشها الشعب العربي من الشرق الى الغرب؟

ويظل السؤال : هل يمكن القضاء على ثورات الربيع العربي دون تنمية وتوفير وسائل العيش الكريم؟


ايوب صابر 01-05-2018 07:46 AM

الربيع العربي: هل اختل النسق السلطوي في المنطقة؟
بمناسبة الذكرى السابعة للحراك الديمقراطي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقترح كاتب هذه السطور للنقاش الأفكار الآتية حول بعض الأسباب العميقة لما سمي بالربيع العربي.
منذ نهاية عهد الاستعمار الكلاسيكي لم تظهر بمنطقتنا أي حركية اجتماعية حقيقية قادرة على تعبئة كتلة حرجة من الساكنة من أجل الديمقراطية. طبعا عرفت أغلب البلدان العربية أو ذات الأغلبية العربية حركات شعبية عارمة أحيانا ولكنها كانت تطالب أساسا باحترام أو الدفاع عن الكرامة القومية أو الدينية أو الوطنية اتجاه الغرب وإسرائيل أو من أجل استقلال وسيادة هذا الشعب أو ذاك. ولعبت فلسطين في هذا المضمار وخصوصا منذ سنة 1967 دورا محوريا ومستداما. عرفت بعض البلدان كذالك انتفاضات ضد الجوع والغلاء كما حدث بتونس ومصر في السبعينيات والمغرب في بداية الثمانينيات لكنها لم تعبر بوضوح عن الديمقراطية كمطلب مركزي.
ولكن منذ سبع سنوات شهرا بشهر حدث ما لم يكن ينتظره أحد وهو حركة قوية كادت تخترق كل الجسم العربي، حركة جعلت من مطلبي الديمقراطية والحرية شعارها الأساسي.
هذا شيء جديد تماما، فماذا حدث إذن؟
بعض علماء الاجتماع حددوا ثلاثة موارد استراتيجية ضرورية حتى تستطيع طبقة او فئة ما الهيمنة على مجتمع بكامله. وهذه الموارد هي الثروة/الاقتصاد، السلطة السياسية/الحكم، المعرفة/الإعلام.
فالاقتصاد تسيطر عليه في النسق السلطوي العربي، حسب الحالات، جماعة عشائرية بل وأحيانا بعض العائلات الممتدة، أو فئة مدنية او عسكرية وقد تختلط هاته بتلك كما هو الحال في مصر مثلا. هاته السيطرة تتم عبر تملك الثروة والتحكم في القرار الاقتصادي وتوجيه الانتاج والاستهلاك لصالح فئات معينة قد تتسع أو تضيق حسب وفرة الموارد وضغط قاعدة المجتمع. أما السلطة فتتم السيطرة عليها عقب انقلاب أو ثورة وطنية أو بفضل مشروعية تقليدية وقد تستعمل الانتخابات المتحكم في نتائجها كنوع من الملمع الحداثي. أما المورد الاستراتيجي الثالث وهو المعرفة بمعناها العام الذي يشمل العلم والدين والثقافة والايديولوجيا فطرق التحكم فيه عديدة ومنها التعليم والإعلام وكل قنوات التواصل مع الأغلبية الصامتة. لكن يبقى أن هذا المورد اللامادي يصعب التحكم فيه بشكل تام وذلك لأسباب كثيرة منها العدد الكبير من الناس الذين يشاركون فيه ونظرا كذلك لارتباطه بحميمية الإنسان الفرد وضميره الذي يستعصي أحيانا كثيرة على وسائل التطويع.
إن الثورة المعلوماتية والإعلامية المعاصرة وخصوصا منها الشبكة العنكبوتية قد دمقرطت إلى حد بعيد الولوج إلى المعرفة وذلك بسبب تواضع ثمنها وصعوبة مراقبتها من طرف الأمن والجهاز الايديولوجي للدولة.
كانت النتيجة هي فقدان النسق السلطوي العربي لرجله الثالثة التي يتكيء عليها. هذا ما أتاح للشباب وغير الشباب أولا الاستفادة من السيلان الحر للمعلومة البديلة -وأعني بها التي لم تعالج عبر الوسائط الرسمية- وثانيا تنظيم أنفسهم عبر الفضاء الافتراضي والذي يصعب التحكم فيه من طرف البوليس السياسي.
ولكن قبل الثورة المعلوماتية والقفزة التواصلية التي نتجت عنها كانت هناك الثورة التعليمية التي عرفها العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون فنسبة المتعلمين قفزت حسب إحصائيات البنك العالمي من أقل من خمسين في المائة في أواسط الثمانينيات إلى حوالي ثمانين بالمائة في 2011 أي سنة الربيع العربي.
كما أن عدد الطلبة الجامعيين العرب كان لايتجاوز الآلاف سنة 1950 وأصبح يصل الآن إلى الملايين.
أضف إلى ذلك أن المثاقفة والتبادل القيمي قد ازداد زخمهما بين المنطقة العربية والمجتمعات الديمقراطية. فعدد الطلبة العرب الشرق أوسطيين يصل الآن إلى حوالي مئة ألف في الولايات المتحدة وحدها وثلاثين ألف بالمملكة المتحدة. بل ان هذا العدد ازداد في الولايات المتحدة ب 21٪‏ في سنة واحدة حسب معهد التعليم الدولي بين الدخول الجامعي لخريف 2012 وخريف 2013.
وقد نُقل عن بعض الزعماء العرب تخوفهم من هذا المستقبل «المظلم» بالنسبة إليهم فأحد أواخر خيديوات مصر قال منبها النخبة إلى الخطر المحدق بها «الشعب الجاهل أسلس قيادة من الشعب المتعلم»، كما أن الملك المغربي الراحل الحسن الثاني قد قال في خطاب بعد مظاهرات الدار البيضاء الشهيرة موجها كلامه وبشكل تهديدي لرجال التعليم: إنه لا خطر أكبر على الدولة من شبه المثقف وانتم أشباه المثقفين ويا ليتكم كنتم جهالا.
ماهي الخلاصة التي يمكن أن نخرج بها من كل هذا؟ إن الديمقراطية حسب منطق الأشياء تدق على أبواب العالم العربي وإننا سنرى خلال العقدين القادمين ولا شك عدة دول عربية تتحول من السلطوية إلى نظام تعددي تكون فيه السيادة حقا بين يدي الشعوب لا الأقليات أكانت مدنية أم عسكرية أم عشائرية.

٭ كاتب من المغرب

الربيع العربي: هل اختل النسق السلطوي في المنطقة؟
المعطي منجب
عن القدس الغربي

ايوب صابر 01-22-2018 03:49 PM

هاهي شعوب ايران تنتفض ايضا حيث يبدو ان الربيع اصبح عالميا وليس فقط عربيا والسبب هوو الظلم الاقتصادي على ما يبدوا واستبعاد الشباب وعدم تمكينهم : السؤال هو :-
- هل سيؤدي هذا الحراك الجماهري في اقطار العالم قاطبة الى نمط اقتصادي جديد؟
- ام ان العالم يتجه نحو الفوضى ؟ Anarksism
- هل ما يجري بسبب تأثير التكنولوجيا والذكاء الصناعي؟
- هل ستتفاقم الازمة العالمية؟
- كيف ستحل مشاكل الاقتصاد والبطالة والظلم الاجتماعي ؟
- هل نعود للاشتراكية؟
- هل الشيوعية هي الحل؟
- اين يتجه العالم؟
- واين يتجه العالم العربي ؟

ايوب صابر 03-04-2018 01:52 AM

المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط: العالم العربي في حالة مخاض لا يمكن ان ندرك مستقبله
حاورته: روعة قاسم
Mar 03, 2018


تطرق المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط في هذا الحوار مع «القدس العربي» إلى ما يجري في العالم العربي، معتبرا ان استقرار فكرة الدولة الوطنية منذ فترة الاستقلال في العالم العربي، شكل اللبنة الأساسية للصراعات بين الدول التي كانت تربطها سابقا فكرة الدولة القومية. وقال ان البعض جعل من الإسلام ركيزة وأوله تأويلات راديكالية جذرية. وأوضح ان الشعوب العربية والمسلمة، لا تقرأ تاريخها وتجهل بعض الحقائق التاريخية التي لها تأثير كبير على توجهات وقضايا في حياتنا المعاصرة. وقال ان ما حدث في تونس والعالم العربي هي ثورات، وأخفقت هذه المحاولات ربما لأن هذه الشعوب لم تكن مستعدة للدخول في الديمقراطية. يشار إلى ان الكاتب التونسي هو أستاذ زائر في كل من جامعة ماك غيل (مونتريال كندا) وجامعة كاليفورنيا، بركلي ومعهد فرنسا. وتولى سنة 2012 رئاسة مجمع بيت الحكمة في تونس. وله الكثير من المؤلّفات منها، «الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي» و«الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية» و«الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر» و«أزمة الثقافة الإسلامية» و«في السيرة النبوية1 الوحي والقرآن والنبوة» و«تأسيس الغرب الإسلامي» و«في السيرة النبوية 2: تاريخية الدعوة المحمدية» و
«أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة». و«في السيرة النبوية.3: مسيرة محمد في المدينة وانتصار الإسلام». وهنا نص الحوار:
○ كيف تنظرون إلى ما يحصل اليوم في العالم العربي من صراعات؟
• العالم العربي في اضطراب، وهذه المنطقة ليست إلا جزءا من العالم الإسلامي واتخذت شكلا آخر بعد التطور الحداثي الذي حدث منذ 500 سنة في البلدان الغربية. الآن العالم العربي والإسلامي في اضطراب ولا بد ان ندخل في هذا المضمار، أفغانستان وإيران وباكستان وحتى اندونيسيا، فهذه البلدان في اضطراب وخاصة الرقعة العربية التي كانت في القرون الأخيرة أكثر الرقاع الإسلامية تأخرا. لا ننسى أن في القرون الحديثة بدءا من الخامس والسادس عشر إلى حرب 1914، الدولتان الكبيرتان المسلمتان كانتا، العثمانية، وعمادها الأتراك، وأيضا الفارسية، وإلى حدود الوجود البريطاني في الهند كانت هناك دولة ما يسمى بالمغول، والرقعة العربية، بمعنى المتعربة، أي في الشرق الأدنى كانت في تأخر كبير وتابعة منذ قرون للدولة العثمانية ثم صارت تحت احتلال الدول الأوروبية. ودخلت هذه الدول في التاريخ الحديث في القرن العشرين وبالأخص منذ فترة الاستقلال والتحرر أي خلال خمسينيات القرن الماضي. إذ كان العالم العربي مستعمرة كبرى مهيمن عليها وصارت متأخرة في مسار التاريخ. والآن يقع تمخض لا يمكن ان ندرك مستقبله. وهنا لا بد ان نذكر بتأثير استقرار الدولة الوطنية. فالدولة، الأمة قويت حتى في بلدان كانت في الماضي متأخرة جدا مثل السعودية وممالك الجزيرة العربية. فالدولة الوطنية على منوال الدول الأوروبية صارت مترسخة أكثر، وهذا ما يفسر إلى حد كبير الاضطراب الحاصل والابتعاد تماما عن الفكرة القومية التي دعا إليها جمال عبد الناصر وأحزاب البعث وغيرها. فقد ترسخت هذه القوى بما ينتج عن ذلك من أنانية وطنية وصراعات بين الدول ودخولها في معتركات مثل ما يقع في سوريا. وأخذت القوى المتصارعة بشعار الإسلام، لان هذه القوى اعتبرت انه ليس لها أيديولوجيا أخرى مثل الأيديولوجيا الماركسية التي قام عليها الاتحاد السوفييتي والصين الماوية. لم يجد هؤلاء رابطا آخر يمكن ان يمثل رمزية كبيرة لدى هذه الدول إلا الإسلام، ومنهم من أوله تأويلا خاصا ومختلفا تماما أي ما يسمى بالإسلام الجذري الراديكالي.
○ وما أسباب ارتماء الشباب العربي والمسلم في أحضان الجماعات الإرهابية؟
• أفضل عدم الخوض في هذه المسألة. فأنا شخصيا أتألم من كون المثقفين العرب والمسلمين بصفة عامة ما زالوا متأخرين فكريا وعلميا. وبالتالي كان همي الأساسي هو الانغماس في كتابات فكرية لعله وقع تجاوزها الآن لكن هذا ما سيبقى عندما تستقر الأمور، وستستقر في يوم ما.
○ هل يمكن لتونس ان تجد المعادلة بين الديمقراطية والنمو، وهل ما حصل في تونس والعالم العربي هو ثورات أم مؤامرات خارجية حسب ما يعتبر البعض؟
• ليست هناك مؤامرة. هي ثورة وبمعناها الكامل. هناك تجربة قام بها الشعب التونسي بتأثير من الفكر الأوروبي، ووجدت في البدء صدى لدى الشعوب التي عرفت تأثيرا أوروبيا قديما من الاستعمار مثل مصر وليبيا وحتى اليمن وسوريا بالخصوص، وأخفقت هذه المحاولات ولعل هذه الشعوب لم تكن مستعدة للدخول في الديمقراطية .
تونس اليوم في فترة انتقال وحافظت على هذه الفكرة إلى حد الآن مع كثير من الاضطراب، لان الشعب التونسي في أغلبه غير متعود على هذا المنوال من السياسة الديمقراطية وحرية التظاهر والتعبير وغير مستعد لها. وأيضا حتى في مسار أوروبا عرفت «الديمقراطية» هزات متعددة ولم تترسخ إلا في آخر المطاف بعد ان دُمرت النازية الألمانية والفاشية الايطالية، وحتى بعد ان سقط الاتحاد السوفييتي الذي لم يكن يعرف الديمقراطية السياسية. المعادلة صعبة ولا نتعجب من حدوث الاضطرابات. كل ما يمكن ان أبعثه كرسالة، ان تونس يجب عليها ان تحافظ على المكسب الديمقراطي مهما كلف ذلك من متاعب اقتصادية واجتماعية، لان المتاعب الاقتصادية والاجتماعية ستحل بطول الزمن. لان الديمقراطية يجب ان تتزامن مع نمو اقتصادي ويلزمها مسار، نحن بدأنا وما زالت الخطوات.
○ نظرية صراع الحضارات، هل هي قائمة اليوم من خلال ما نشهده من حروب وصراع بين الدول الكبرى؟
• الحضارات لا تتصارع والعالم توحد. وما يحصل أعتقد أنه حركية تاريخية وليس مسألة صراع حضارات، وفي الحقيقة ليس هناك الآن حضارات، بل هناك حضارة موحدة – ان أمكن ان نسميها كذلك – مرتكزة على أمور أخرى مثل التكنولوجيا والمال وما يتبعهما من فساد. فالفساد أصبح عالميا وبنسب ودرجات متفاوتة.
○ طرحتم في كتاباتكم حول الإسلام والتراث الإسلامي وآخرها كتاب «في السيرة النبوية» أفكارا حول الإسلام ونشأته، لو تحدثنا أكثر عن أهم الخلاصات التي جاء فيها؟
• كتاب «السيرة النبوية» هو ضمن أجزاء ثلاثة، تناولت في الأول نظرة شمولية لولادة الإسلام وهو يدخل في مجال التاريخ المقارن للأديان والمقصود ليس فقط التوحيدية، بل أديان أخرى عالمية كالهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية. فالعرب ليس لديهم اهتمام كبير بالأديان الآسيوية الأخرى، لذا هو كتاب نصف تاريخي ونصف فكري. في الجزء الثاني والثالث دخلت في صميم التاريخ النبوي، فتكلمت عن الدعوة في مكة وما كانت تقام عليه، وما هو أيضا الوسط الذي خرج منه الرسول محمد، أي الوسط القرشي والجاهلي بصفة عامة. وتعمقت بدراسة ما سميته بـ «الأنثروبولوجيا التاريخية» أي التعمق في دراسة الدين الجاهلي وعلاقات القرابة وما هي المحارم الموجودة في العلاقات بين المرأة والرجل. وكذلك في مؤسسات كبرى معروفة مثل «الحج والعمرة والحرم» التي هي مؤسسات دينية. لقد تناول بعض المستشرقين القدامى وحتى الجدد هذه المسائل، لكن أردت التدقيق في هذه الأمور واتخذت منهجا أنثروبولوجيا صارما. فالمستشرقون القدامى لم تكن لهم في الحقيقة معرفة دقيقة بمناهج الأنثروبولوجيا الحديثة، والتاريخية تهتم – من هذه الوجهة – بدراسة ما هو ماض وليست أنثروبولوجيا واقعية وحاضرة كما قام بها الأنثروبولوجيون الأمريكيون بالخصوص، أي دراسة المجتمعات البدائية بالملاحظة وغير ذلك. أنا درست هذه الأنثروبولوجيا التاريخية اعتمادا على النصوص الموجودة والمصادر عن كثب. وبالطبع قرأت الكثير عن المؤلفين الكبار في الأنثروبولوجيا. وأدخلت هذه الدراسات في الجامعة، ونتوصل من خلال هذا المنهج إلى ان الإسلام لم ينبثق من لا شيء – كما ترتأي الرؤيا الإيمانية البحتة، أي تنزيل الوحي من الله فقط. أي فقط إذا اعتبرنا – من وجهة إيمانية – من اهتمامات الرسول ونبوغه الخاص. واعتبرت، يجب ان ندرس بصفة علمية الاتجاهات الدينية التي كانت موجودة في زمانه والتي غيرها الإسلام جذريا ولكن تواصل مع البعض منها، فالرسول لم يمح الحج مثلا والذي هو مؤسسة جاهلية وإنما أعطاه معنى جديدا. فالحج إلى عرفة كان في الجاهلية طقسا من طقوس عبادة الشمس، إنما الرسول أعطاه معنى آخر وجعله متجها فقط نحو الإله الأوحد أي الله، ومسح كل ما له علاقة بعبادة الشمس. والحج كان مراحل، الحج ومزدلفة ومنى، الرسول أبقى على مؤسسة النحر التي نسميها «الأضحى» وإنما في الواقع جعلها كواجب يدخل في العطاء للفقراء أي مسألة أخلاقية فقط. كما انه زاوج بين الحج إلى عرفة ومزدلفة وبين العمرة التي كانت مؤسسة أخرى متباينة عن الحج تقام في مكة بالذات، وهي مؤسسة محلية مكية قرشية بينما الحج مؤسسة بدوية. وربط الرسول بين هاتين المؤسستين وجعل الطواف حول الكعبة يدخل في مؤسسة الحج، فلا يمكن اتمام الحج إلا بالطواف حول الكعبة كآخر مرحلة بينما كانت هذه المؤسسات سابقا منفصلة عن بعضها البعض. إذن الرسول أبقى على مؤسسات قديمة جاهلية وحولها تحويلا جذريا. وهذا درسته واهتممت به. ومن جهة أخرى وفي السياق نفسه انبثق الإسلام بتأثير من «المسيحية السورية» وحاولت دراسة هذه التأثيرات وهي في الواقع تخص ماهية الإله الذي دعا إليه الرسول، وهو موحد واحد وهنا جاءت الفكرة التوحيدية. وأيضا يبدو ان هناك تأثيرا من المسيحية السورية بخصوص «اليوم الآخر» و «ما بعد الموت» أي قيامة وتواجد عنصري الصلحاء والمؤمنين بالجنة، وجهنم هي النار بالنسبة للكفار والآثمين. والفكرة هذه موجودة عند المسيحيين في القرن السابع عندما ظهر الإسلام، ولم يكن العرب يعرفونه إلا بعض من «تمسح» منهم في الشمال بالخصوص واليمن. ولكن ليس في المنطقة التي انبثق منها الرسول وهي الحجاز. فالحجاز كانت لها شخصية دينية وكل هذه الرقعة التي تبتدئ من يثرب وتمتد إلى مكة ثم إلى الطائف، وما حولها وما بين مكة والطائف، كانت رقعة مفعمة بالمقدسات الجاهلية التي يسميها القدماء «دين العرب» أي لها خصوصية دينية عربية وتغذي الهوية العربية بالخصوص في تلك المنطقة. وكان للعرب آلهة متعددة وفي هذه الرقعة كانت توجد مقرات للآلهة أهمها الثلاث التي ذكرها القرآن، اللات كان لها معبد في الطائف، والعزى كان لها معبد في النخيلة قرب مكة، ومناة كان لها موقع قريب من يثرب، في مكان يسمى الحديدة. وكانت هناك آلهة متعددة لدى قريش والقبائل العربية البدوية حيث كان هناك دين مهيكل قبل الإسلام وهي تعددية دينية ووثنية .
دعوة الرسول لم تقم على فرض إله جديد، إنما قامت على التوحيد أي إبعاد كل الآلهة الأخرى وعدم الاعتراف بها. القرآن لم يكن يعترف بتأليه المسيح ولم يكن يعترف أيضا بـ«الشريعة اليهودية» وإنما فقط يعتبرها كماض تجاوزه القرآن آخر الكتب السماوية. فهو لا يعتبر انه بعيد تماما عن المسارات التوحيدية في الشرق الأدنى آنذاك وإنما يعتبر انه أكمل التوحيدية وأعطاها حقها الحقيقي. ولذا اعتبر القرآن أنه يدخل في المسار التوحيدي ولكنه يتجاوزه وهذا ما عبر عنه بكلمة «المهيمن» والتي لا تعني المسيطر كما تطورت الآن الكلمة – إنما يعني انه في الوقت نفسه يعترف بالكتب التوحيدية المقدسة التي جاءت من قبل ويضمنها أي يعطيها ضمانة ويتجاوزها في الوقت نفسه، أي يعطيها آخر صورة لكل هذا المسار التوحيدي الذي له آلاف السنين.
○ هنا ما أهمية إعادة قراءة تاريخ منطقتنا من النواحي الأنثروبولوجية؟
• الكثيرون لا يقرؤون تاريخهم وحتى المثقفين لا يهتمون بدراسة المجال الديني من نواحي أنثروبولوجية واجتماعية. هنا أريد ان أشدد على أهمية دراسة الدين الإسلامي وظروف نشأته وبداياته والمجتمع الذي جاء فيه وكيف أصبح بعد ذلك «ثورة حقيقية». الفيلسوف الألماني هيغل كان يرى ان الإسلام هو ثورة الشرق. أريد ان أضيف هنا، في مسار الرسول كانت هناك فكرة تحذيرية للعرب تتجاوز حضارتهم القديمة، وهي فكرة توحيد العرب وكانوا شعبا متشرذما وقبليا، واعطاءه العنصر الأساسي – وهو العنصر الديني بالخصوص – وبالطبع تدخل فيه التشريعات والأخلاق وغير ذلك، لكي يتوحد حول هذا المشروع الجديد وهذا ما حصل. تقريبا في حياة الرسول، الإسلام لم ينتشر بشكل كامل في الجزيرة العربية إنما خصوصا في الجزيرة العربية الغربية أي الحجاز، ولكن حصل شيء من الانتشار في رقاع بعيدة أخرى مثل اليمن، وهذا ما تناولته في الجزء الثالث. حيث أردت ان أدقق في كيفية انتصار الإسلام في آخر حياة النبي في الجزيرة العربية، وبالخصوص مع الخلفاء الذين فرضوا الدين تماما على كل الجزيرة، فالرسول واجه رفضا تاما من طرف قبيلته «قريش» باستثناء فئة قليلة من المؤمنين، وعرف المضايقات طوال سنوات حياته التي دعا فيها إلى دينه. إذ لم يتمكن من فرض الدعوة في مكة وفي ان يدخل قومه في هذا الدين الجديد. وهو حسب نظري أمر طبيعي لأنه ليس من السهل ان يتخلى شعب ما عن ديانته والتي تمثل هويته الأساسية، ولم يكن القرشيون مستعدون للدخول في دين يعتبرون ان آخر منابعه جاءت من الخارج، بالرغم من ان محمدا قرشي، وبالتالي حصل الصراع بين الرسول وقومه وانتهى بإخراج الرسول وتهجيره .
يقول الموروث التاريخي والكتابات الحديثة انه وقعت هجرة إرادية من طرف الرسول لكن القرآن يخالف هذه النظرة، إذ يتكلم عن إخراج وتهجير بالقوة.
فالقرار القرشي موجه خصيصا لمحمد ولم يكن موجها ضد الذين كانوا معه من أصحابه الذين هاجروا إراديا مع نبيهم. ثم تتالت بعض الهجرات من بعض العناصر بعد ان استقر النبي في المدينة.
واعتبر الرسول ان من هاجر إلى المدينة وكان مع الله ورسوله وقطع كل العلاقات الاجتماعية والعائلية التي كان يعيش عليها، هو أمر ديني له قيمة كبرى. وفي الحقيقة لقد درست عن كثب في الجزء الثاني من كتاب «السيرة النبوية»، هذه الهجرة من طرف أصحابه، واعتبرت ان هناك تأويلات كبيرة نسجت حول هذه الفترة تخص ظروف التهجير والهجرة، لأن كتابي الثاني قام على السير والتواريخ وبالخصوص ابن اسحق والطبري وابن سعد وكل تلك المصادر القديمة، فقمت – كما يجب على المؤرخ – بنقدها أي بنبذ العناصر غير العقلانية منها .
○ مجال دراسة «نشأة الإسلام وبالأخص سيرة الرسول» يتطلب دقة كبيرة في ظل تعدد التأويلات والتفسيرات وتعدد المراجع فكيف واجهتم كل هذه الصعوبات؟
• هذا المعجم التاريخي أخذ مني عشرين سنة وهو ليس بالأمر السهل، فقد قرأت مئات الكتب والمصادر، ودققت الأمور عن كثب لكي أتوصل إلى الكيفية التي كون بها الرسول «الأمة» أي الاعتماد على الرابط الديني لتكوين جماعة متضامنة وتجاوز الخلافات القبلية. ودرست عن كثب علاقة الرسول بيهود المدينة. فالفكرة الأساسية التي أردت التركيز عليها هي ان الرسول في المدينة لم ينجح من أول وهلة في مهمته، بل وجد صعوبات كبيرة، إذ كانت له سلطة معنوية فقط. وبعض المؤرخين الكبار يقولون انه كون دولة من أول وهلة وهذا غير صحيح، إنما شيئا فشيئا وعلى مراحل ضم إليه كل أهل المدينة في صراعه الأساسي وهو صراع بالخصوص ضد قريش أي ضد قومه الأصليين، ودخل في مراحل من الصراع الحربي لأنه اعتبر بعد تجربته الطويلة في مكة، ان القرشيين الذي كان لهم وزن في المنطقة والعرب بصفة عامة، لن يدخلوا في الإسلام أبدا إلا إذا فرض عليهم. إذن اعتبر الرسول ان العرب لا يؤمنون إلا بعلاقات وموازين القوى، وبالتالي توجه سلوكه نحو محاربة «قريش» والعرب بصفة عامة، وإجبارهم على الدخول في هذا الدين عن طريق تكوين سلطة عسكرية ومالية بتدرج. لأن أهل المدينة لم يكونوا مستعدين لتقبل هذه النظرة، صحيح دخل الأغلبية في دينه في المدينة، ولكن لم يكونوا مستعدين كلهم ان يدخلوا في مغامرة حربية تشمل كل الجزيرة العربية. وتكمن «عبقرية الرسول» في أنه عرف كيف يستدرجهم إلى ان يكونوا كلهم معه في هذه العملية وبالخصوص في آخر لحظة عند فتح مكة، إذ عرف كيف تكون الامكانات العسكرية والدبلوماسية والمالية بخطى ثابتة وبتدرج كما قلت.
كل ذلك يجب معرفته لأن تكوين دين عظيم، مسألة تاريخية لها أهمية عظمى ليس فقط للمسلمين وإنما لكل البشر، لأنها قراءة تاريخية تريد فهم الأمور من أجل فهم قسم كبير من مسار الإنسانية، وهذا أمر أساسي لفهم الحضارة الإسلامية. فالمسلمون لا يعرفون في الواقع تاريخهم ولا أتكلم فقط عن الفئات الشعبية حتى المثقفين لا يهتمون إلا بالحاضر. إذن في واقع المسار التاريخي الإنساني صار الإسلام دينا عالميا مع مر الزمان وتكونت امبراطورية شاسعة وحضارة لعبت دورا كبيرا في نمو الإنسانية. في ألف سنة لم توجد إلا امبراطوريتان وحضارتان عظيمتان في العالم، وهي الإسلامية وفي أقصى الشرق الصينية، كانت أوروبا متأخرة وبيزنطة ضعيفة جدا، والهند دخلها المسلمون وسيطروا عليها إلى حدود دخول الانكليز في الفترة الحديثة. المسيطر في الهند كانت الديانات الهندوسية وغيرها.
○ في ضوء ما يحدث اليوم من اضطرابات في واقعنا المعاصر، تونس والعالم العربي إلى أين؟
• لا يمكن التكهن بالمستقبل. فكل تاريخ يشهد فترات مخاض عنيفة، لأن التاريخ الإنساني القديم مفعم بالعنف ولم يستقم إلا على غزو مجتمعات وتطويرها أيضا وهي مسألة تدخل في إطار فلسفة التاريخ.
ولدت في القرن العشرين ودخلنا في تطور آخر في العالم أجمع، ألاحظ ما الذي يجري، انه ليس العالم الذي ولدت فيه بل هو في تغير سريع جدا.

ايوب صابر 05-08-2018 08:32 AM

الثورات المسروقة والانقلاب الزاحف
الياس خوري
عن القدس العربي

عندما أتى ياسر عرفات في زورق إلى طرابلس سنة 1983، في إحدى أكبر مغامراته وأشدها خطورة تحدث عن احتمال سرقة الثورات، قال انه أتى كي لا تُسرق الثورة الفلسطينية.
كان ذلك في لحظة فلسطينية بالغة الصعوبة، يوم نجحت استراتيجية «الأكورديون» في خنق الفلسطينيين في لبنان. إسرائيل في الجنوب وبيروت، وجيش حافظ الأسد وأتباعه في الشمال. وعبارة «استراتيجية الأكورديون» صكّها «الختيار» باعتبارها لحظة اختناق قد تحصل، عندما تأتلف استراتيجية النظام السوري مع إسرائيل في قرار معقّد قوامه الخلاص من الفلسطينيين تمهيدا لاستمرار صراع النفوذ على لبنان بين القوتين الإقليميتين.
في طرابلس نجح عرفات في سحب قواته من لبنان، بفضل تلك المغامرة، التي لا يقوم بها سوى من امتلك حس القائد التاريخي.
نجح عرفات في إنقاذ ثورته من السرقة وأخذها إلى مسارات جديدة، وصلت إلى نهايتها التراجيدية بعد فشل رهانه الأوسلوي، هذا الفشل الذي قاده إلى إشعال الإنتفاضة الثانية، التي سُرقت بعد موته شهيداً بسمّ الحصار الإسرائيلي، وهذه حكاية طويلة، تستحق أن تروى.
لكن معركة طرابلس، لم تمنع سرقة لبنان، ولعل سرقة هذا الوطن الصغير، الذي استولى عليه أمراء الطوائف من جديد، في حروبهم المريرة وتحالفاتهم الإقليمية، وخضوع معظمهم في النهاية للمستبد السوري، هي البداية، التي أوصلتنا بعد ذلك إلى سرقة الثورات في سوريا ومصر، محوّلة المشرق العربي إلى ملعب مفتوح للاستبداد والجيوش المحتلة، بعد بصيص الضوء الذي أشعله الناس وهم يهتفون للحرية في مواجهات غير متكافئة مع آلة الاستبداد الوحشية.
الثورات تُسرق وتُمتهن وتتبدد، ومع سرقة الثورات، تُسرق الأوطان أيضاً.
هذا ما شهدناه في مصر يوم مذبحة ماسبيرو الشهيرة، حين كانت الآليات المجنزرة التابعة للمجلس العسكري تدوس أجساد شباب ميدان التحرير، وعندما صارت فحوص العذرية مناسبة لامتهان أجساد الفتيات، وإذلال الناس، عبر تحويل الاغتصاب إلى ممارسة «شرعية»، تقوم بها أجهزة الأمن. هذا قبل أن تصل مصر إلى مجزرة رابعة، وما تلاها.
وهذا ما شهدته سوريا، في مسار بالغ التعقيد، بدأ بالدبابات تقصف المتظاهرين في ساحة الساعة في حمص، واتخذ شكله الفاقع مع الميليشيات التابعة لإيران والتدخل العسكري لحزب الله في قمع السوريات والسوريين، وانتهى بنجاح أنظمة الكاز والغاز في تسليط الإسلاميين على المناطق المحررة، وصولاً إلى التدخل الروسي والايراني والتركي والإسرائيلي، بحيث فقدت سورية استقلالها.
حين سُرقت الثورة السورية سُرقت سورية أيضاً.
هذا هو الدرس البليغ الذي نتعلمه اليوم بالدم والأسى.
لكن ماذا يعني هذا؟
هل يعني أن سرقة ثوراتنا هو قدرنا، وأن العرب محكومون بالفشل لأسباب ميتافيزيقة كما يدعي المستشرقون وبعض تلامذتهم المحليين؟
ألم يأتِ الوقت الذي تعترف فيه النخب اليسارية والديمقراطية والعلمانية عن مسؤوليتها عن هذا المسار الكارثي؟
هناك بالطبع أسباب عديدة ومعقدة، موضوعية وذاتية لهذا التقصير المخيف، الذي لم يسمح لنا بحد أدنى من الدفاع المشرّف عن ثورات الناس التي أعلنا الانتماء اليها. وهي أسباب في حاجة إلى دراسة وتبصّر، تمهيداً للوصول إلى استنتاجات عقلانية، تحمي التيارات الديموقراطية من الاندثار وتبني أفقاً جديداً للتغيير.
الثورات تُسرق والديمقراطية يمكن أن تسرق أيضاً.
ولعل المثال الأبرز لتحوّل الديمقراطية إلى وسيلة لإفراغ الديمقراطية من معناها هو الانتخابات البرلمانية التي أُجريت أول من أمس في لبنان.
فبينما حصلت معارك انتخابية «تقليدية»، داخل جميع الطوائف والمناطق، بقيت طائفة واحدة عصية على المعارك، إذ تمت مبايعة الثنائي الشيعي في الجنوب والبقاع الشمالي بنسب تجاوزت التسعين في المئة في أغلب الأحيان، بحيث يمكن القول أن ما جرى في لبنان كان نصف انتخابات تقليدية في مقابل إستفتاء على طريقة الأنظمة العربية.
تحليل هذه النتائج، وفهم آليات تراجع الحريرية وتقلّص التيار العوني ونجاحات القوات، وثبات الزعامة الجنبلاطية في مواقعها، على أهميته ودلالاته، لا يغيّر من واقع الانقلاب الزاحف الذي يتعرض له لبنان، بحيث صارت هناك مرجعية للدولة قوامها الثنائية الشيعية، تدور جميع القوى السياسية في فلكها جذباً ونبذاً، وصار حزب الله في طريقه الى التحول إلى الدولة العميقة القادرة على التحكم في مفاصل الدولة.
فلبنان لا يزال وفياً لدوره بصفته مرآة المشرق العربي، فيه تنعكس موازين القوى الاقليمية بشكل واضح. فسرقة ثورة الشعب السوري على أيدي إسلاميي النفط الخليجي، كانت تمهيداً مباشراً لتقدم المحور الايراني المستقوي بالطائرات الروسية، فصارت سوريا أشلاء وطن، وانعكس ذلك بشكل واضح على لبنان، الذي أسلم نفسه بشكل «ديمقراطي»، للمنتصر.
اتخذت الأمور في لبنان مسارات مختلفة كي تصل إلى نتيجة مشابهة، رغم أن تعقيدات البنى الطائفية اللبنانية تجعل المسألة أكثر غموضاً، من دون أن يستطيع الغموض الطائفي حجب الصورة الإجمالية للإنقلاب الزاحف الذي بدأ في 7 أيار/ مايو 2008، ووصل إلى ذروته في 6 أيار 2018.
ولعل المآل المحزن لما يسمّى المجتمع المدني، في تلك الصيغة الفضفافة التي أطلق عليها إسم «كلنا وطني»، وهي صيغة هجينة حاولت أن ترث نضالات القوى الديمقراطية والعلمانية أو المدنية، وخاض الانتخابات بـ 66 مرشحة ومرشحاً، يعبّر عن مأزق عميق، لا يمكن تغطيته بفوز هامشي حصدته مرشحة حزب سبعة (وهو حزب لا يمت بأي صلة للحراك المدني) أو بالتباس حول مقعد آخر تدور من حول خسارته اتهامات بالتزوير في دائرة بيروت الأولى. يشير هذا المأزق إلى أن القوى التي تصدرت بناء هذا المشروع لم تكن تمتلك القدرة على بلورة أفق سياسي حقيقي يستطيع التعبير عن التوق الى التغيير.
إنكشف هذا التحالف على تناقضاته، وعجز عن بلورة إطار عمل جبهوي عريض. فاختلط حابل «حزب سبعة» بنابل يساريين يلهثون للوصول إلى السلطة، واصطدم التحالف بجدار عقلية تكنوقراطية تسعى إلى إيصال «خبراء» يشبهون جماعات البنك الدولي إلى المجلس النيابي بأي ثمن.
الانتخابات صارت وراءنا، ولا نرى أمامنا سوى الانقلاب الزاحف الذي يستولي على لبنان.
فكيف نقاوم هذا الانقلاب؟
هذا هو السؤال.

الثورات المسروقة والانقلاب الزاحف
الياس خوري

ايوب صابر 05-26-2018 03:43 AM

عمر الثورات طويل
مالك التريكي
May 26, 2018

على هامش الدورة الرابعة من منتدى «مواعيد تاريخ العالم العربي» الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس هذه الأيام، قال المؤرخ هنري لورنس إن ارتداد العالم العربي إلى حال من السوء أكبر وأخطر مما كان عليه قبل عام 2011 لا يسوغ المسارعة إلى الحكم على الثورات العربية بالفشل. والتعليل هو أن صيرورة الثورات لا يمكن أن تتكشّف فعلا إلا بعد عقود. وضرب على ذلك مثالا بانتفاضة أيار/مايو 1968 في فرنسا. فقد أعقبتها انتخابات عامة أعادت اليمين مجددا إلى الحكم ـ محبطة بذلك آمال نصف مليون من الطلاب وسبعة ملايين من العمال ـ ولكن أثر الانتفاضة لا يزال ساريا إلى الآن في نسيج الحياة الاجتماعية والثقافية الفرنسية. ذلك أن جيل الشباب الذي شارك في أحداث 1968 أو عايشها بكل وجدانه لا يزال متأثرا بها حتى هذا اليوم ولا تزال بالنسبة إليه مرجعا قيميّا ودليلا عمليا. كذلك الأمر بالنسبة لمئات الآلاف من الشباب الذي شارك في الثورات العربية أو واكبها، إذ سيبقى أثر هذه الثورات ممتدا في حياته إلى حدود عام 2060.
ولمزيد التوضيح أورد هنري لورنس مثالا آخر من التاريخ المعاصر، هو «ذوبان الجليد» النسبي الذي أعقب موت ستالين عام 1953. حيث أن الانفراج السياسي والمدني الفعلي لم يقع إلا بعد ثلاثين سنة من ذلك لأن الساسة والمساعدين الذين اعتمد عليهم غورباتشوف عند تسلمه الحكم منتصف الثمانينيات هم من الجيل الذي شهد فترة المتنفّس الوجيزة التي طرأت في الاتحاد السوفييتي في الخمسينيات. ولذلك فالرأي عند هذا الباحث المتخصص في التاريخ العربي هو أن المنظور الزمني المديد مكون هام في فهم صيرورة الثورات وتبلور نتائجها العامة.
وهذا رأي معقول يحظى بشبه إجماع لدى الباحثين في العلوم الاجتماعية والتاريخية. ولعل من أبرز الأمثلة على وجاهته أن بريطانيا لم تشهد حدثا ثوريا حقيقيا منذ إطاحة أوليفر كروميل بالملكيّة وإنشائه حكما جمهوريا عام 1649. ذلك أن «بندول، أو رقاص، الساعة الحائطية يتمايل ويتأرجح في بريطانيا»، كما قال رئيس الحكومة الراحل هارولد ماكميلان للملكة اليزابيث الثانية في حفل خاص عام 1973، «ولكنه لا يتأرجح إلى اليمين كليا ولا إلى اليسار كليا». كان ذلك إبان المظاهرات الكبرى لعمال المناجم في بريطانيا، وكان القلق يساور الطبقة الحاكمة من توسع نفوذ الحركة العمالية. فقد نقل عن المكلة أنها قالت إن «هؤلاء العمال حصلوا على سلطة مفرطة حتى أصبحوا يحكمون البلاد ويحتجزونها رهينة». فكان ذلك دافعا لتعليق أحدهم بأن الملكة فيكتوريا قد أصيبت هي أيضا بالهلع من انتفاضات 1848 التي اندلعت في عدد من البلدان الأوروبية وعرفت باسم «ربيع الشعوب. لهذا أضاف ماكميلان، السياسي المحافظ الحصيف العارف بالأدب والتاريخ، مهدئا من روع اليزابث الثانية: «وبينما ترين أن بندول الساعة يميل صوب اليسار، فإني بدأت ألمح بعض التحرك نحو اليمين. لذلك فلا تخافي، سوف تسير كل الأمور على ما يرام».
وهذا ما حصل بالفعل. فقد سارت الأمور على ما يرام بالنسبة للطبقة المستفيدة من ثبات الوضع القائم، حيث أنه لم تمض ستة أعوام حتى كانت مارغريت تاتشر قد وصلت إلى الحكم، مدشنة (مع رونالد ريغان بعد عام من ذلك) ما أطلق عليه اسم “الثورة المحافظة”، أي عودة الأصولية الرأسمالية غير المنقحة بأي من مكاسب العدالة الاجتماعية.
إذن لا جدال في أن عمر الثورات طويل. فهي ديناميكيات تاريخية مفتوحة على شتى الاحتمالات، ومسارات متعرجة معقدة مليئة بالتراجعات والانتكاسات. ولكن يبقى، مع كل هذا، أن ما تتخبط فيه اليوم البلدان العربية التي هزتها ثورات 2011 من حروب أهلية أو إقليمية مقترنة، في بلدان اللاّ ـ حرب، بأسمج أنواع الجهالة الدكتاتورية إنما يجعل من الصعب الاطمئنان إلى هذا الرأي رغم معقوليته. أما ما يضاعف هذه الصعوبة فهو أن هنالك في التاريخ المعاصر أمثلة، من إسبانيا والبرتغال، على عدم استحالة التحول الديمقراطي الحثيث. بل إن تجربة الصهاينة الروس والأوروبيين الشرقيين أثبتت عام 1948 أنه يمكن التعجيل بإقامة نظام ديمقراطي (للمحتلين اليهود فقط، طبعا) حتى قبل أن يتوفر شرط الثقافة الديمقراطية.

٭ كاتب تونسي

ايوب صابر 03-06-2019 10:24 AM

… ويستمر الربيع العربي
محمد كريشان

ثلاث دول عربية مهمومة هذه الفترة بالبحث عن طريقة لتأبيد نظام الحكم القائم فيها لعقود، لكن كل منهمك في إخراجها على طريقته: الجزائر وموريتانيا ومصر.
في الجزائر أطلق عليه البعض تعبير «المرور بالقوة» أي محاولة الطبقة النافذة هناك أن تمرر رغم أنف الجميع ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمدة رئاسية جديدة رغم كل الاعتراضات الشعبية العارمة التي عبرت عن نفسها في مظاهرات ضخمة في المدن الجزائرية المختلفة وفي باريس. «معيز ولو طاروا» أرادها هؤلاء النافذون في كل خطوة، من قرار الترشح لخمس سنوات مقبلة رغم عجزه صحيا، إلى تقديم هذا الترشح إلى المجلس الدستوري رغم صرخات الغاضبين المزمجرة ورغم جدل تقديمها شخصيا أو عبر وكيل، إلى الإصرار على الاحتفاظ بهذا الترشح بل والهروب إلى الأمام عبر تقديم مقترح إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال عام والقيام بإصلاحات هامة، من المفارقة أن العشرين عاما التي قضاها في الحكم لم تكفه للقيام بها. والآن لا أحد يدري ما إذا كان هذا العناد الذي يديره النافذون من وراء صورة بوتفليقة، المقيم حاليا في المستشفى بجينيف، سيستمر ولو أدى إلى ما يمكن أن يؤدي إليه أم أن عودة ما للرشد ما تزال واردة وكيف؟
في مصر، لا حديث الآن إلا عن التعديلات الدستورية التي ستجعل من عبد الفتاح السيسي رئيسا إلى غاية 2034 وكل معترض على ذلك هوجم وشوّه ولفقت له التهم المختلفة فالمطلوب حاليا المسارعة بتمرير هذه التعديلات والترويج لها في كل محفل وتخوين كل معترض. هكذا يجد الشعب المصري الذي انتفض ضد حكم حسني مبارك في كانون الثاني/يناير 2011 بعد ثلاثين عاما من الحكم وشبح التوريث، ولم يعجبه أداء محمد مرسي مفضلا عدم انتظار محاسبته عبر صناديق الاقتراع، مستعجلا دعم من ظنه المنقذ، يجد نفسه اليوم في وضع أسوأ بكثير من سنوات مبارك التي حافظت دائما على هامش يضيق ويتسع من حرية الرأي والتعبير والصحافة. ما من أحد الآن بات يتجرأ على نقد «الريس» فلا صوت غير صوته وسط خنوع كامل وترهيب واضح وصل برئيس الدولة إلى أن يعرب علنا بأنه «زعلان» من مجرد هاشتاغ منتشر: #إرحل يا سيسي، رغم أنه تعبير صادق عن مزاج عام في البلاد.

طالما لم تحل هذه المعضلة المقترنة دائما بتفشي الفساد وضياع الحقوق فالربيع العربي سيزهر دائما حتى وإن ظن المتكالبون ضده أنه انتهى. خرج السودانيون وخرج الجزائريون ولا شيء يمنع خروج غيرهم طالما ما زال بين ظهرانينا حكام على الشاكلة التي تعرفونها جميعا
أما في موريتانيا، فقد تفتق ذهن أبناء الصحراء على ما هو أذكى بكثير وأسلم. خلال شهر كانون الثاني /يناير الماضي، بدأ البعض هناك يعدون المباخر والبخور للشروع في حملة وطنية تدعو إلى تعديل الدستور لفتح الباب أمام ترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية رئاسية ثالثة. أمرهم الرئيس بالتوقف فتوقفوا مما يدل على أن مثل هذه الحملات ليست سوى عمليات مفتعلة ومعدة سلفا ولا علاقة لها لا بالشعب ولا بالعفوية. انتهت الحفلة قبل أن تبدأ وتوقف كل حديث عن تعديل الدستور. قبل أيام، اختارت الأغلبية الرئاسية وزير الدفاع محمد الغزواني لانتخابات يونيو/ حزيران المقبل لتثبت أن الحمق العربي الرسمي ليس بالضرورة قدرا محتوما حيث يمكن مع بعض المكر ضمان استمرار نفس النظام بأقل ما يمكن من الاستفزاز ودون الدخول في مواجهات مفتوحة مع الشعب الشاعر بالإهانة على غرار ما يشعر به الجزائريون اليوم. الموريتانيون واعون بلا شك أن «الرئيس ووزير دفاعه وجهان لعملة واحدة» كما كتب أحدهم وأن من اختير هو جنرال وبالتالي ففي المسألة «استمرار للحكم العسكري المستبد مع تغير العنوان»، لكن ذلك لا يغير في شيء في أن القيادة الموريتانية اختارت سبيلا أكثر دهاء من مصر والجزائر واستطاعت أن تتجنب الدخول في مواجهة مفتوحة مع الشعب رأت أن لا لزوم لها طالما أنها تستطيع أن تؤمن نفس الهدف بأسلوب أقل استفزازا وافتضاحا.
يجب ألا ننسى السودان أيضا، عمر البشير الذي لم تكفه ثلاثون عاما في الحكم استكثر على الشعب أن يتنازل أمامه فيلغي السعي إلى التعديلات الدستورية التي تسمح بإعادة ترشيح نفسه، اكتفى بالحديث عن تأجيلها لا غير فكان أن استمرت الاحتجاجات ضده ودعوات إسقاطه. هو الآن منغمس في محاولة كسب الوقت جامعا في نفس الوقت بين بلادة أسلوب السيسي وعناد جماعة بوتفليقة ليثبتوا لنا جميعا أن مأساة الحكم والتداول السلمي عليه ما زالت المعضلة الأبرز في بلادنا العربية.
طالما لم تحل هذه المعضلة المقترنة دائما بتفشي الفساد وضياع الحقوق فالربيع العربي سيزهر دائما حتى وإن ظن المتكالبون ضده أنه انتهى. خرج السودانيون وخرج الجزائريون ولا شيء يمنع خروج غيرهم طالما ما زال بين ظهرانينا حكام على الشاكلة التي تعرفونها جميعا.

كاتب وإعلامي تونسي
القدس العربي

ايوب صابر 04-11-2019 02:40 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
هل انتصر الربيع العربي في كل من الجزائر والسودان ام ان الجيوش هناك سرقت الثورات حيث انها أجهضت الثورة الكاملة لتعود للحكم وتظل الامور على حالها رغم تغير الوجوه ؟!؟!؟
هل نشاهد هناك ثورات مضادة يقودها الجيش ؟ ام ان خصوصية هذه البلاد لن تسمح بسرقة الربيع العربي؟!
هل يمثل انتهاء حكم البشير بداية جديدة للشباب العربي وتحقيق حلمه ام ان قوى الاستعمار لن تسمح بذلك كما تفعل الان في ليبيا ؟

ايوب صابر 04-12-2019 10:20 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
هل يمكن ان تنطلي سرقة الثورة من قبل العسكر على الجماهير في كل من الجزائر والسودان ؟
وهل فعلا يمكن للجماهير ان تحقق انتصار ثوري كامل "سلمي"؟
وما هو المخرج ما دام العسكر يقطعون الطريق؟
وهل الخيار الانزلاق في مواجهة عسكرية كما جرى في سوريا وليبيا ؟
وهل يمكن الانتصار في هذه الحرب ما دام الاستعمار يقف بكل قوة مع الثورات المضادة والتي يقودها العسكر ؟
*

ايوب صابر 04-12-2019 10:25 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
السودان: انقلاب على البشير أم على الشعب؟
رأي القدس العربي
خلع الجيش السوداني أمس رئيسه أحمد عمر البشير وذلك بعد موجة احتجاجات شعبية بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2018 على رفع أسعار الخبز تطوّرت إلى أشكال من المظاهرات المستمرّة توّجت باعتصامات قرب مواقع قيادة الجيش السوداني، وذلك بعد أن لاحظ المتظاهرون، منذ بداية الانتفاضة الشعبيّة إلى تجاوب بعض العسكريين والقيادات، بمن فيهم رئيس الانقلاب الجديد عوض بن عوف الذي قال مطلع كانون الثاني/يناير 2019 إن الشبان الذين يشاركون في الاضطرابات لهم «طموح معقول».
لقطع هذا الجسر بين المتظاهرين والمؤسسة العسكرية لجأ البشير إلى استمالة الجيش عبر تعيين وزير دفاعه الفريق أول ركن عوض بن عوف نائباً أولا له مع احتفاظه بمنصبه واستبدال جميع حكام الولايات بقادة عسكريين، كما أنه قام بالابتعاد خطوة عن حزبه الحاكم، المؤتمر الوطني، معلنا أنه على مسافة واحدة من جميع الأحزاب.
صعّد المتظاهرون خلال الأسابيع الأخيرة أسلوب الضغط على الجيش بالقيام باعتصامات كبرى، ولاحظنا قيام عناصر من الجيش بحماية المتظاهرين والاشتباك مع قوات الأمن أحيانا، مما شكّل ضغطا على القيادات العسكرية الكبيرة، فإما تخسر المزيد من عناصرها وضباطها الصغار المتعاطفين مع المتظاهرين، أو تحاول تطويق المسألة برمّتها عبر التضحية بالبشير.
تصدّع تماسك جبهة البشير إثر ذلك، فخسر العسكر الذين جرّب خطة الاحتماء بهم، كما خسر حزبه، المؤتمر الوطني، الذي ضاق عناصره بتعامل البشير معهم كأدوات للاستخدام الرخيص فساعة يتخلى عنهم وساعة يحاول جمعهم لتخفيف ضغط العسكريين عليه، وكان قد خسر سابقا حزب «المؤتمر الشعبي» الذي انقلب عليه وزج بقائده حسن الترابي في السجن بعد أن كان حليفه في انقلاب عام 1989.
وإذا كانت الإطاحة بالبشير هدفاً كبيراً دفع ثمنه الشعب السوداني عشرات القتلى والجرحى في انتفاضة دامت 4 شهور فإن قيادة عوض بن عوف، الانقلاب، تثير الجدل، فهو النائب الأول للبشير، وهو ابن المؤسسة العسكرية ـ الأمنيّة والسياسية نفسها التي ثار عليها السودانيون، حيث كان مديرا للمخابرات العسكرية ونائبا لرئيس اركان القوات المسلحة.
إضافة إلى كل ذلك فإن الحلول التي طرحها بن عوف في إعلانه الانقلابي تكشف صراحة عن رغبة بن عوف ومجموعة الضباط الكبار الذين يرأسهم في تثبيت حكم عسكريّ جديد يبدأ، كعادة الانقلابات العسكرية كلها، بـ«تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان»، على حد تعبيره، وكذلك تعطيل كل أشكال الحياة السياسية، من الدستور والحكومة والبرلمان والولايات.
ورغم أن البيان يعلن «إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً» و«تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة» الخ… فإن حديثه عن «الفرض الصارم للنظام العام» و«إعلان وقف إطلاق النار» وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال كلّها خطوات تدلّ على اعتقاد قادة الانقلاب أنهم قادرون على فرض ما لم يستطع رئيسهم الذي بقي في السلطة 30 عاما فرضه.
خروج آلاف المحتجين على بيان الجيش السوداني في الخرطوم، وكذلك سقوط مصابين في مدينة عطبرة (وهي من أوائل المدن التي انتفضت احتجاجا) برصاص قوّات الأمن بعد الانقلاب إشارتان مهمتان إلى أن انتفاضة السودانيين حقّقت انتصارا مهمّا لكنّ الانقلاب لن يسعى إلى تحقيق أهدافها في مرحلة انتقالية قصيرة تنتهي بانتخابات ديمقراطية، وبالتالي فإن شوارع السودان ستشهد مزيدا من الاحتجاجات.

كلمات مفتاحية
رأي القدس

ايوب صابر 09-20-2019 09:42 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
هل انتهى الربيع العربي ؟

يزيد الخالد 09-20-2019 01:18 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
اهلا استاذ ايوب . عودا حميدا . اسعدنا حضوركم واعادة فتح هذا الموضوع
الذي تصدر المشهد والحوار بالمنابر .. حياكم الله استاذنا الموقر

لازلت عند رائي منذو مشاركتي بالموضوع . مسمى الربيع العربي .فقط اشارة
لحدث وبالامكان ان يلقب باسماء اخرى الاهم في هذا الامر .
ان الفكرة السيطرة والركض نحو الجلوس على كرسي رئاسي لدول ما يسمى الربيع
ومن عرفنا الدنيا والصراعات والمناكفات والحوادث متلاحقة لا جديد . والبقاء للاقوى
في الدول التي تتعاطى الربيع واي فصل من الفصول الاربعة . دون فائدة او جدوى
وحتى لو نجحوا في ربيعهم وهذا امر لا ولن يتحقق بحكم الاهداف والرغبات في
كرسي رئاسي مع عدم حسن النوايا اصلا . فقط خطوط عريضة باصلاحات ودوران الرحى
دون طحن . اذا الموضوع فاشل برمته لانه لم يؤسس لاهداف وتخطيط والدليل
ان كل الدول والشعوب التي استخدمت الربيع لازالت ترزح وتترنح ولم ينجح احد ..
وهناك امر يجب ان نشير اليه . الدول المستقرة كدول الخليج على سبيل المثال
احترمت رغبات الشعوب التي تمارس هذا الربيع ووقفت معهم بحياد وباستشارات
وتعاون وايجاد حلول ودعم اداري ومعنوي ومالي وكلما يساعد في تحقيق نجاح ربيعهم !
لكن دون فائدة ودون اي توقعات وأمال للنجاح . ولم يستمعوا لصوت العقل والمنطق
واصلاح النوايا والخلل وتعديل الفكرة وتوضيح الاهداف .!! اذا ساسميه
كما قال الشاعر ( فصل الربيع . هو فصل حائر بين الفصول الاربعة )

ايوب صابر 09-20-2019 06:12 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
مرحباً استاذ يزيد
الصحيح انني ارى بان الربيع هو ثورة اجتماعية نتجت لتراكمات الفقرة والفساد وغياب الحريات والبطالة للشريحة الاكبر في المجتمعات العربية. وهي شريحة الشباب.
واضح ان الحكومات في دول الربيع تجاهلت وجود مطالب لشريحة الشباب مثل ايجاد وظائف مما تسبب في حدوث ازمات اجتماعية حادة صار لا بد من الثورة عليها.
من هنا ولد الربيع العربي. أيضاً سبق ان قلت بان الربيع العربي لن يتوقف كحركة احتجاج وثورة الا اذا تم تمكين الشباب وتوفير حياة كريمة لهم. وهذا ما فشلت فيه الحكومات التي وصلت الحكم بعد الحراك الذي اعقب ثورة البوعزيزي.
اذا العامل الاساسي في ثورات الربيع العربي هو العامل الاقتصادي لذلك لم تتوسع الثورات لتصل الى دول الخليج لان فيها وفرة اقتصادية نسبيا والبطالة وما يرتبط بها في أدنى حدود. ولو ان دول الخليج كانت في نفس ظروف تونس الاقتصادية طبعا ، لامتدت الثورات لها.
الفشل الذي أصاب الموجة الاولى من موجات الربيع العربي لم يكن سببه الركض وراء الكرسي بقدر ما هو خطة مدروسة من قبل الدول غير المعنية ببروز دول عربية متمكنة ولا تدور في فلك الاستعمار. ولذلك قامت ما يسمى بالثورات المضادة بدعم غربي.
لكن في ظل استمرار الوضع المتردي لاقتصاد تلك البلاد بل وحدوث تراكمات جديدة مثل الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مصر من الطبيعي توقع ثورة جديدة متجددة لحين تمكن شريحة الشباب من تحقيق اهدافها.
ومن الطبيعي ان تتعلم الثورات من تجاربها وتنتصر.
وهناك عنصر مهم في الانتصار القادم للثورات وهم الايتام الذين خلفهم قمع الثورات المضادة والمساجين. يلاحظ مثلا ان الثورة في الجزائر مستمرة بصورة نظامية ولم تتمكن السلطة التي تمثل الدولة العميقة من كسر شوكتها وسوف تحقق اهدافها خاصة اذا ما اندلعت مظاهرات اليوم في مصر بحيث يكون لذلك قوة دفع معنوية توثر على كل الثورات. والسر في ديمومة ثورة الجزائر هم ايتام الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
الربيع العربي سوف يستمر ما دام الوضع الاقتصادي المتردي والظلم مستمر. وسوف ينتصر الربيع فلا احد يستطيع ان يقف أمام حشود الجماهير اذا ثارت. قد يتاخر الانتصار لكنه سياتي في النهاية والطريقة الوحيدة لمنع انتصار ثورات الربيع العربي هو تحسين ظروف معيشة الناس خاصة الشباب وهذا لن يحصل في ظل حكومات غير شرعية تحكم بالحديد والنار وتضع على راس أولوياتها مصالحها الذاتية . *

يزيد الخالد 09-21-2019 12:17 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
ذا العامل الاساسي في ثورات الربيع العربي هو العامل الاقتصادي لذلك لم تتوسع الثورات لتصل الى دول الخليج لان فيها وفرة اقتصادية نسبيا والبطالة وما يرتبط بها في أدنى حدود. ولو ان دول الخليج كانت في نفس ظروف تونس الاقتصادية طبعا ، لامتدت الثورات لها.
الفشل الذي أصاب الموجة الاولى من موجات الربيع العربي لم يكن سببه الركض وراء الكرسي بقدر ما هو خطة مدروسة من قبل الدول غير المعنية ببروز دول عربية متمكنة ولا تدور في فلك الاستعمار. ولذلك قامت ما يسمى بالثورات المضادة بدعم غربي


---------------------------------------------------

تحية طيبة . استاذنا الراقي . ايوب . لكم الود وسعيد جدا بعودتكم
اتفق معكم فيما ذكرته وايضا احترم ارائكم الحصيفة بشتى المواضيع
---------------------
لا اعتراض على ما يسمى بالربيع العربي . لكن الطريقة والالية والتعامل
يسمى ( التخريب والتحطيم العربي ) فالامر لايستدعي للتخريب والقتل والدمار
بسبب رغبة بالاصلاح او بسبب (فورة وحموة دماء) وتفريغ شحنات كطبيعة وتركيبة
مضاف اليها انعكاسات استعمار وردود افعال بسبب التعنيف والقسوة من المستعمر
الذي قسى وبكل جبروت على البلدان العربية المستعمرة وعلى شعوبها
وهنا في هذه الحال لا تنطبق مقولة ( ما اخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة ) لاء والف لاء
لا انكر حقوق الشعوب في استحقاقها وحسب دساتير هذه الدول ولا انكر ايضا
تسلط واغتصاب وجبروت حكام الدول التي استخدمت التخريب العربي . وليس الربيع العربي
ايضا اتفق معكم في جزئية الايدي الخارجية العابثة التي تتحكم وتفرض سلطويتها
على الحكام ..

أليس بالامكان افضل مما كان ! اليس هناك تحكيم صوت العقل والمنطق بعيدا عن
الدمار والتخريب وقتل الابرياء من ابناء الشعوب !! باسلوب الغاب والفوضى
وهل من المعقول ! ان يحرق شاب نفسه ( يسوي فيها مناظل على غفلة ) نتيجة
احباط اولا وقبلها ضعف ايمان ووزاع ديني !! وهل سيسال امام الله بانه انتحر
وقتل نفسه بسبب انه يريد يصبح مناظل ويحل مشكلة 100 مليون عربي يعانون من
سلطوية وفقر وبطالة .. هذا ما قصدته لا للعنف ولا الدمار ومن ثم يسمى ربيع عربي
انظر سيدي العزيز لتاريخ وطول مكوث حكام الدول التي اصيبت ( بمرض التخريب العربي)
سورية - مصر - السودان - ليبيا- الجزائر .وبالنهاية لم تتحسن الامور بل ذهبت للأردى
---------------------------

دول الخليج دول حديثة ولها خصوصية اجتماعية سياسية . ناجحة بامتياز .
وصوت الحكمة والعقل مقدم قبل الكرسي او السيطرة ..
------------------




ايوب صابر 09-21-2019 11:47 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
استاذ يزيد
تقول "لا اعتراض على ما يسمى بالربيع العربي . لكن الطريقة والالية والتعامل
يسمى ( التخريب والتحطيم العربي ) فالامر لايستدعي للتخريب والقتل والدمار
في الواقع استاذ لا احد يملك ان يعترض على الربيع العربي والسبب ان الربيع العربي حالة برزت نتيجة للظلم الاجتماعي وهي حتما نتيجة حتمية لتراكمات كمية وصلت الى حالة الغليان ثم الانفجار الشعبي المطالب بأبسط الحقوق وعلى راسها الحقوق الاقتصادية . الامر بعيد كل البعد عن ان يكون مؤامرة إخوانية او حزبية او فئوية .
اما بالنسبة للطريقة والآلية فالصحيح انه لا يوجد طريقة اخرى للثورة سوى الثورة . الانقلاب الابيض يمكن ان يقوم به العسكر اما الثورة الشعبية فلا بد ان تقلب الارض عاليها سافلها.
لن يحدث تغيير ولن تتحقق اهداف الثورة بالورد الأحمر فلا بد من الفوضى الخلاقة هذه هي الثورة ولا سبيل اخر للثورة والا يكون ما يجرى تتغير في راس النظام وبقاء الدولة العميقة وهذا يعني استمرار النظام السابق واستمرار الظلم .
لا يمكن تحقيق اهداف ثورية بوسائل ديمقراطية ولا يمكن للنظام الظالم ان يتخلى عن مصالحه الا بالعنف الثوري ومهما كان الثمن فهو اقل على الشعوب من ثمن استمرار الظلم الاجتماعي.

ايوب صابر 09-22-2019 12:13 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
استاذ يزيد وتقول " أليس بالامكان افضل مما كان ! اليس هناك تحكيم صوت العقل والمنطق بعيدا عن الدمار والتخريب وقتل الابرياء من ابناء الشعوب !! باسلوب الغاب والفوضى وهل من المعقول ! ان يحرق شاب نفسه ( يسوي فيها مناظل على غفلة ) نتيجة احباط اولا وقبلها ضعف ايمان ووزاع ديني !! وهل سيسال امام الله بانه انتحر وقتل نفسه بسبب انه يريد يصبح مناظل ويحل مشكلة 100 مليون عربي يعانون من سلطوية وفقر وبطالة .. هذا ما قصدته لا للعنف ولا الدمار ومن ثم يسمى ربيع عربي انظر سيدي العزيز لتاريخ وطول مكوث حكام الدول التي اصيبت ( بمرض التخريب العربي)
سورية - مصر - السودان - ليبيا- الجزائر .وبالنهاية لم تتحسن الامور بل ذهبت للأردى.

استاذ يزيد
التاريخ يقول ان الحروب هي سر نهضة الشعوب. ومن الطبيعي ان تغييب العقول اذا جاعت البطون. الصحيح ان شخص يعيش في بحبوحة اقتصادية لا يمكنه استيعاب ما يشعر به المظلوم والفقير والإنسان الذي يقف عاجزا امام ظرف اقتصادي قاس والمشكلة انه لا امل يلوح في الافق يمكن ان يحدث تغيير .
لكل ذلك يصبح الموت أهون على المواطن الفقير والمظلوم. من هنا نستطيع ان نفهم ونتفهم ما جرى للبوعزيزي. طبعا تصرف غير عقلاني لكنه تحصيل حاصل لحالة القهر التي وصل اليها دفعته لاتخاذ قرار غير عقلاني والسبب هو تلك الحالة المزرية من الفقر التي يتحمل مسوليتها النظام . حتما لم يكن البوعزيزي يفكر فيما سيحدث بعده ولو انه رأى بصيص امل في ثورات تندلع هنا وهناك كان يمكن ان تحرك حالة الانسداد التي أفقدته الأمل لربما لتراجع عن تصرفه غير العقلاني.
ابو العزيزي لم ينتحر ولو انه اشعل النار في نفسه . الذي قتل ابو العزيزي حالة الفقر التي سدت كل الأبواب أمامه وأفقدته الأمل في حياة كريمة فالذي قتل البوعزيزي النظام الفاسد او الفاشل الذي اوصل البلاد الى حالة الفقر تلك .
لم تتحسن الامور لان دول الانهمار رمت بكل ثقلها من اجل الحفاظ على النظام العالمي وحدوث ثورات يمكن ان تودي الى خروج تلك الدول من فلك النظام العالمي جعلها تتصرف من اجل قمع الثورة واستمرار النظام القديم.
لكن ما جرى بالأمس في مصر واستمر اليوم كما تشير الاخبار يوكد ان الشعوب يمكن ان تخاف لكنها لا تموت . لقد انطلقت المارد من قمقمه ولا يستطيع احد السيطرة على شعب جائع اذا ثار من اجل كرامته ولقمة العيش.
هناك طريقة وحيدة لوقف الثورات العربية وهي تحقيق العدالة الاجتماعية وهذا لن يحدث لذلك الثورة مستمرة حتى يسود الربيع العربي في اطار الدول الفقيرة .
ربنا يسعدك

يزيد الخالد 09-22-2019 11:20 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
اهلا بكم استاذ ايوب . الحبيب . اسعد الله ايامكم بالمسرات.
صحيح لكل فعل ردة فعل مساوية !! تلك القاعدة الشهيرة الثابتة .
------------------------

نحن نقول بالخليج كمثل شعبي .اخر الطب الكي . اي نهاية العلاج بالكي رغم
الحديث الشريف . عن الحبيب النبي . محمد بن عبدالله صلى الهل عليه وعلى اله وسلم

( يقول النبي ï·؛: الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي رواه البخاري في صحيحه، وفي رواية: وإني أنهى أمتي عن الكي.) ..
وهنا من وجهة نظري جوازا وقياسا . ولا افتي .

-----------------------------
من خلال ردرودي السابقة قبل سنة تقريبا اشرت الى امر هام وهو
الحكام القابعون فوق سدة الرئاسة لعقود طويلة واستخدامهم للقوة والعنف
في اغلب الدول التي امتطت شعوبها ثورة الربيع ! عانت كثيرا ولكن التزموا الصمت
وارتضوا بالقوة . وهم يعلمون انهم في كدر العيش والظلم
وطبعا من ضمن الاسباب الاقتصاد والاحتياج والفقر والبطالة مما جعل اغلب ابناء هذه الشعوب
يتركون اوطانهم ويغادرون اوطانهم بحث عن العيش والامن والامان . ولا حول لهم ولا قوة
والسبب الرئيسي .( ان الدعم العربي من الخليج وكواجب وبلا منة ) لايصل لتلك للشعوب
ولا يستفيدون منه . اذا الخلل من الحكام في تلك الدول
سورية - مصر - السودان - اليمن - والمغرب العربي . وليبيا مشكلتها داخلية قبلية
فالامر مرتبط بالحاكم وانصياعه للقوة الخارجية .
وحتى لو جاء او حضر او غاب !! اخر للسلطة . العلة والخلل لن ولا تتغير .
والاسباب معروفة طبعا .الصراع على الكرسي والاكل من الكيكية لفترة ويذهب وياتي
غيره وهكذا دواليك . الخلل ازلي ابدي .
الاهم لا للعنف ولا القتل والتخريب والدمار لانه وبالنهاية لا ولم ولن ينصلح الحال
كدليل على ما سمي بالربيع . بات فصل تائه هو نفسه لا يعرف من يكون !!
وذهبت هذه الدول وتفككت وتقسمت .
واغلب الشعوب العربية لديها ( هواية الناقد والمنقود لاي سبب كان ) والبحث عن
مشكلة من لا مشكلة . والمثل المصري الشهير يقول
( ما لقوش عيش ياكلوه هاتو بسكوت وتقرقشوه ) ..

ايوب صابر 09-22-2019 05:03 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
مرحباً استاذ يزيد

تقول "وحتى لو جاء او حضر او غاب !! اخر للسلطة . العلة والخلل لن ولا تتغير .والاسباب معروفة طبعا .الصراع على الكرسي والاكل من الكيكية لفترة ويذهب وياتي غيره وهكذا دواليك . الخلل ازلي ابدي ."
- لا للياس . يقول أفلاطون انك لو وضعت قدمك في ماء النهر ورفعتها ثم وضعتها مرة اخرى لن تقع قدمك على نفس حبات الماء وهكذا هي الحياة . التغيير يحدث دائماً والتراكمات تخلق واقعا متجددا فنحن لا نبقى في النقطة الف (ا) وانما تراكمات الخبرة والوعي تجعلنا دائما نتحرك الى نقطة اخرى . ودليل ذلك انفجار الاحتجاجات الشعبية على الظلم فلو كان صحيح ان الوضع يستمر كما هو لما تحركت الشعوب للقضاء على الظلم.
الخلل ليس ازلي ولا ابدي والعامل الحاسم في إصلاح الخلل هو الوعي وتراكم الخبرة والتجربة . وهذا ليس تمنيات وانما هي حركة التاريخ. والثورة دائماً تشكل قفزة نوعية بدلا من التغيير البطيء.
صحيح ان العالم لم يصل بعد الى نظام الحكم الرشيد لكن هناك تفاوت في مدى سلطوية أنظمة الحكم وظلمها وبعضها يخضع فعلا للمحاسبة البرلمانية والشعبية والقضائية ويلعب الاعلام دورا حاسما في ذلك، لكن هذا تحديدا ما يبرر ثورات الربيع العربي لان الأنظمة سلطوية همها الاول ليس رفاه الشعب وانما استمرارها باي ثمن وهذا ما يحمل في ثناياه بذور الثورة ويجوز ان نقول "جنت على نفسها براقش".
اما فيما يتعلق بالعنف فانت تنظر الى حالات من العنف الفردي او لنقل حالات تعد على الأصابع وهو لا يعادل شيء مقارنة مع عنف الأنظمة التي بظلمها وقمعها وممارساتها تقتل الشعوب بأسلحة الدمار الشامل وعلى راسها الظلم والفقر.
ليس هناك طريقة اخرى للتغير سوى الثورات لان الحكومات السلطوية لا ولن تترك مجال للتغير السلمي. ولن تكون ثورة تاتي بالتغيير المطلوب اذا لم تكن عنيفة.
قد يكون المشرط هو العلاج والكي أيضاً اذا استدعت الحالة ذلك وافضل ان يخضع المجتمع الى جراحة مؤلمة او كي حارق من ان يموت .
لنأخذ مثلا مصر كمثال . هل يعقل ان يأتي نظام جديد يتلقى الدعم من كل الاتجاهات لكنه ليس فقط لا يحقق اي تحسين في الوضع الاقتصادي بل يفاقم الامور معتمدا على امبراطورية الجيش الاقتصادية . حتى ان التقارير تقول بان مصر اصبحت مهددة بالعطش. فماذا ينتظر النظام ؟ وكيف يتنازل عن حق الشعب في الماء؟ اي في الحياة ؟ فأيهما اعنف ان تقوم ثورة مهما كلفت ام ان يموت الشعب عطشا ؟!؟! ذلك طبعا اضافة الى القائمة الطويلة من المطالب الشعبية وعلى راسها توفير حياة كريمة للشباب
*

يزيد الخالد 09-22-2019 09:58 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
استاذ ايوب .. الفاضل .
بالضبط استاذي العزيز فقط اوضحت الاسباب والمسببات
واتفق معك في الحلول بالعنف . اذا كانت تجاه الحاكم والسلطة الطاغية
في تلك الدول التي قامت فيها الثورات . لكن هل التخريب وتدمير الاوطان وايذاء الابرياء
حل . او لنكن مع الثورات والطريقة والعنف . فهل وجدت الحلول وهل انصلحت الاحوال
ابدا لم يحدث شيء وان حصل فهو طفيف جدا وغادر الحكام وبقية فلولهم وبقاياهم
وانتقلت الحرب الى الاطاحة بهم كما يحدث بالجزائر .
وصحيح الامل موجود لكن متى ! وباي زمان وفي اي قرن . هناك حلول اكيد لكن ليست
بايدي الشعوب . بل بيد خارجية استعمار اخر لاسمح الله . لابد من تحكيم صوت العقل
وتغليب المصلحة العامة وانصياع الحاكم والمحكوم وحل المشاكل سريعا
ونسال الله ان ينور دروبهم ويسهل امورهم

ايوب صابر 09-24-2019 12:02 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
بداية النهاية للثورة المضادة
محمد عايش
عن القدس العربي
الحراك الأخير الذي شهدته مصر ليس عادياً بكل تأكيد، فالمتظاهرون أعادوا فتح ميدان التحرير لأول مرة منذ أكثر من ست سنوات، والتظاهرات خرجت بالتزامن في أغلب المدن المصرية الكبرى، والأهم من ذلك هو الانتشار الرهيب للوسوم والحملات الإلكترونية التي أطلقها الثوريون على الإنترنت، والتي تصدرت القوائم العالمية ودفعت حتى غير الناطقين بالعربية إلى الالتفات لها.
لأول مرة منذ سبع سنوات سُمعت في شوارع مصر من جديد هتافات ثورة يناير التي ظلت طوال الفترة الماضية بمثابة «كلام في الممنوع»، ولم يكن يجرؤ أحد على أن يرفع في العلن هذه الشعارات. ثمة دلالات بالغة الأهمية والرمزية للحراك الأخير في مصر، أهمها أن المصريين كسروا حاجز الخوف الذي ظل يهيمن عليهم طوال الفترة الماضية، واستطاعوا – ولو بأعداد قليلة- النزول إلى الشارع والهتاف مجدداً ضد النظام، وبثوا الأمل في قلوب آلاف المعتقلين وآلاف العائلات المكلومة والقلوب المكسورة من منتظري الأبناء والآباء والأشقاء.
أما الدلالة الأخرى التي يتوجب الوقوف عندها فهي أن الجيوش الالكترونية الجرارة، لا يمكن لها أن تنجح في إسكات الصوت الحقيقي للناس، ولا يمكن أن تنجح في فبركة وتدليس رأي عام يتناسب مع النظام، ولذلك فان اثنين من وسوم المعارضة على «تويتر» تجاوزت خلال الأيام الماضية مستوى المليون تغريدة، لتسجل رقماً تاريخياً هو الأعلى في تاريخ شبكة التواصل منذ تأسيسها، وفي المقابل فإن وسوم وحملات الجيش الإلكتروني المؤيد للنظام، لم تحصد سوى أعداد قليلة لم تتجاوز الآلاف القليلة من التغريدات.

لأول مرة منذ سبع سنوات سُمعت في شوارع مصر من جديد هتافات ثورة يناير التي ظلت بمثابة «كلام في الممنوع»
في مصر ثمة موجة غضب حقيقي ضد النظام، لا علاقة لها بالفنان والمقاول محمد علي، ولا بعلبة سجائره ولا مقاطع فيديوهاته، وإنما مردها إلى السنوات الست العجاف الماضية، والتردي المتواصل في المستوى المعيشي للسكان، والمجزرة التي حلت بالطبقة المتوسطة عندما وجدت نفسها بين عشية وضحاها تحت خط الفقر بعد تعويم الجنيه يوم السادس من نوفمبر 2016، إذ تبخرت الأموال من جيوبهم وارتفعت الأسعار بمستويات ونسب غير مسبوقة، ووجد كثيرون أنفسهم أقرب إلى الجوع من أي وقت مضى. إلى جانب ذلك فإن السنوات القليلة الماضية كانت كفيلة بتغيير مزاج الكثير من المؤيدين للنظام، بسبب خيبة الأمل من عدم تحسن الأحوال العامة، وتراجع مستوى الحريات، وتدهور المستوى المعيشي، فضلاً عن أن الجنيه المصري فقد أكثر من 70% من قيمته خلال السنوات الست الماضية، أما المديونية الخارجية للحكومة فارتفعت من 40 مليار دولار إلى 118 ملياراً، في الوقت الذي يخرج فيه المتعاقد السابق مع الجيش محمد علي ليكشف عن مشاريع قصور وفنادق يتم تشييدها بتكاليف فلكية. التظاهرات التي خرجت في مصر خلال الأيام الماضية، والاحتجاج الإلكتروني غير المسبوق والمتصاعد، مؤشران على بداية موجة جديدة من التغيير، وبداية انهيار وفشل مشروع الثورات المضادة في المنطقة العربية برمتها.. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن التغيير سيحدث بكل تأكيد، لأن الأيام دولٌ بين الناس، ولأن الشعوب العربية حية لا تموت، ولأن الإنسان المصري والعربي يستحق أفضل بكثير مما هو فيه.
كاتب فلسطيني

ايوب صابر 10-02-2019 04:45 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
الظلم الاجتماعي و الفقر ابو الثورات
استاذ يزيد بانتظار تحليلك لماىيجري في العراق الان ؟!

أماني عبدالعزيز 10-05-2019 10:05 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
بكل أمانة لايوجد ربيع عربي إلا ماكان صدفة في تونس أما مابعده فهو مصطنع مخابراتيا وإعلاميا واستغل حاجة الناس لبعض الإصلاحات
فلو كان حقيقيا لما رأيت عذابات من ثاروا على حكامهم ،
وبالنسبة لثورة العراق الحالية فأظنها مثل ثورة تونس صادقة وسيعقبها ثورات مصطنعة في بعض الدول.
حفظ الله أمتنا الإسلامية من كيد الكائدين ومن خيانة الخائنين.

ايوب صابر 10-10-2019 05:59 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
ربيع ثاني وثالث: عيش… حرية… عدالة اجتماعية
منذ 6 ساعات

د.شفيق ناظم الغبرا

0 عن القدس العربي
كل المؤشرات تنبئ بأننا نجلس على بركان ينفجر على مراحل ودفعات. وفي كل دفعة جديدة تبدو كرة الثلج واضحة المعالم، إذ تنتقل بين المكان والآخر لتصل لمناطق جديدة لم تصلها من قبل. تتدفق الأخبار مؤكدة بأن سكان الإقليم العربي ليسوا سعداء بينما يتعايشون بسلبية مع أنظمة قمعية وقلما سياسية بسبب خلوها من صيغ تنظر للمصلحة العامة كهدف أساسي من أهداف الدولة، بل وقلما تتطلع تلك الأنظمة لمصلحة المواطن كأولوية. في هذا الإقليم سيطرة لشخصيات تتمتع بالسلطة لأجل السلطة والسيطرة لأجل السيطرة مما يـؤدي لمجتمعات مفككة قابلة للانفجار.
في مصر وبسبب غلق المساحات السياسية بما فيها الحزبية والوطنية النقدية والمعارضة بكل مدارسها برزت ظاهرة محمد علي. بل تحول خطاب محمد علي، بين يوم وليلة، لرسالة إنذار للنظام. فمصر في بداية جديدة لحراك يبحث عن العيش الكريم والحقوق والدولة المساءلة. اما في العراق فقد انفجر كل شيء من جراء تراكمات نتجت عن الفساد المتحكم بالدولة، لقد أخرج الشعب العراقي غضبه وكبته ضد قوى الفساد وضد النخب التي لم تقم بأدنى عمل لإعادة بناء العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. لهذا مهما صدقت اعمال بعض قادة الدولة كالرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الا ان الحالة العامة للمؤسسة العراقية الرسمية والأحزاب السياسية المسيطرة مليئة بالتناقضات. إن الرد على المظاهرات والمطالب بالماء النظيف والكهرباء والحقوق والعدالة بالرصاص هو ما وقع تماما في سوريا في 2011. ما يقع الآن في العراق دليل على عمق التمرد الشعبي الذي وصل لكل الأوساط الشيعية كما والسنية ودليل آخر على سعي العراقيين لأجندة وطنية تخرجهم من تحكم الخارج (الدور الإيراني) وفساد الداخل.
أما الحراك الجزائري فهو يطرح المزيد من المقاومة في وجه الحكم العسكري كما ويطرح بقوة أسسا لانتقال ديمقراطي. في الجزائر تطورت هوية وطنية مكتملة وتجربة تاريخية مع العنف تفرض الحوار وفتح المساحة لنظام سياسي أكثر تمثيلا. بينما في السودان وصلت المفاوضات بين الجيش والمدنيين المعارضين لموقع متقدم في إطار طرح الشراكة في العمل الحكومي. إن دور الجيوش في السياسة في مصر والسودان والجزائر لم يعد مقبولا بسبب تحول دوره من الدفاع عن الوطن الى التجارة والمقاولات وبيع المأكولات ونشر الفساد. إن دفع الجيوش للعودة لثكناتها ليس من وحي الخيال، بل أصبح حراكا واضح المعالم في عدد من البلدان العربية بما فيها مصر. إن نجاح نموذج واحد للتغير كفيل بالإطاحة ببقية النماذج العسكرية.

المرض الرسمي العربي انتقل للمجتمع وللمؤسسات وللإدارة وللسلطات على كل مستوى. أصبحت الثقافة العربية سلطة رقابة، وسلطة عقاب وتحكم وسلطة تقييد حريات وحد من الحقوق
أما في سوريا فقد قامت المعارضة المسلحة منذ أسابيع بتوحيد جهودها ضمن إطار جديد، بينما تخلت الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد، بنفس الوقت تتقدم تركيا في الشمال نحو المنطقة الآمنة. المشكلة السورية ليست قابلة للحل في المدى المنظور أو المتوسط وذلك بسبب الخارج والداخل. فحتى الآن لم تتبدل حالة الشعب السوري في ظل ملايين اللاجئين. في سوريا لن تحل الأزمة بلا نظام مساءل يضمن الحياة الكريمة والحقوق لكل الناس. وهذا غير ممكن بلا تغيير أساسي في بنية النظام السياسي وفي بنية الرئاسة. في سوريا أن نظام الأسد يعاني الآن من عمق اكتشاف السوريين وخاصة أنصاره لمدى الكارثة التي ألمت بسوريا. سوريا في هذه المرحلة واقعة بقوة تحت النفوذ الروسي الذي يمسك بملفها، ستراوح سوريا في مكانها لأمد غير معلوم.
أما حرب اليمن والأحداث التي أحاطت مؤخرا بالمملكة العربية السعودية فتتكثف منذ قصف أرامكو ومنذ مقتل الحارس الشخصي للملك سلمان الفغم ومنذ الهجمات الحوثية الأخيرة في الاراضي السعودية بما في ذلك انقسام الجنوب عن الشمال ودور الامارات المتحدة في المشهد اليمني. هذا المشهد يشير لاستمرار الأزمة اليمنية الراهنة كما هو حال الحرب الأهلية الليبية وذلك بتداخل عوامل الداخل مع الخارج. ومع ذلك تبرز بين الحين والآخر إشارات إيجابية عن تفاوض إماراتي سعودي مع إيران. هذه المفاوضات التي تهدف للتهدئة قد تنجح خاصة بعد انكشاف هشاشة الوضع العربي في ظل التراجع الأمريكي وقرارات ترامب المفاجئة.
كل شيء في هذا الاقليم متحرك، كل شيء ينبئ بغضب السكان ورفضهم للواقع وخوفهم من المجهول. الحراك العربي، او الصيغة الثانية من الربيع العربي، يحركها الاقتصاد وخاصة الفقر والبطالة والجوع والمستقبل المغلق المرتبط بالتهميش والظلم. إن الاحتكار السياسي، وغياب للحوار العلني والمساءلة وسيطرة الجيوش على السياسة، وانتشار الفساد والجشع والفقر وزيادة عدد نزلاء السجون تنذر بالمزيد من الحراكات والثورات.
نحن في إقليم قادته يحكمون مدى الحياة، فجمهورياته لا تتغير الا بالانقلاب والثورات، وملكياته تزداد تكلسا أمام رغبات المجتمع بحريات وحقوق ومساءلة. المرض الرسمي العربي انتقل للمجتمع وللمؤسسات وللإدارة وللسلطات على كل مستوى. أصبحت الثقافة العربية سلطة رقابة، وسلطة عقاب وتحكم وسلطة تقييد حريات وحد من الحقوق. قد لا يكون في العالم اليوم مجتمعات فيها هذه الدرجة من التحكم من قبل السلطات كما يوجد في المجتمعات العربية.
الجيل الجديد ثار في 2011، لكن ثورته انحسرت بفضل القمع، ولهذا لازال الجيل يبحث عن توازن جديد بين المصلحة العامة وبين الحرية وبين الحقوق وبين سلطة المواطن وحدود سلطة الدولة. لقد تم جمع كل السلطات العربية في سلطة الاستبداد والفساد وهي السلطة التي يثور عليها الجيل الصاعد. هذا الجيل لازال يبحث عن دولة حقيقية تؤدي واجباتها وتقوم بوظائفها، وهو يريدها مختلفة عن الدولة الراهنة التي اقتصرت واجباتها على الشكليات والإعلام الموجه والقمع والسجن والإهانة وشراء الصمت وسرقة المال العام وإفساد المجتمع.

استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت


كلمات مفتاحية
د.شفيق ناظم الغبرا

يزيد الخالد 10-10-2019 08:56 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
[justify]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 242502)
الظلم الاجتماعي و الفقر ابو الثورات
استاذ يزيد بانتظار تحليلك لماىيجري في العراق الان ؟!

-----
شكرا لكم . استاذ ايوب . اثمن لكم دعوتكم لتكرار مشاركتي في هذا الموضوع
الهام والحيوي . والابرز في حال الامة العربية .
--------
العراق يعاني من ايام الحجاج ابن يوسف الثقفي وامتدت مشاكله لما بعده
مرورا بالملوك . فيصل الاول والثاني من بنو هاشم . ومن ثم عبدالرحمن عارف والبكر والربيعي والبزاز وصدام والياور وغيرهم . هناك مشكلة ازلية
لها الاسباب وقد ذكرها الحجاج بن يوسف الثقفي الذي حكم العراق
وحينما بدات الامور تستقر وتتغير الألية بالحكم . ظهرت مشكلة صدام حسين
والغزو على الكويت واجزاء من المدن السعودية . في لعبة غير محسوبة العواقب
فعاد العراق الى الدوامة . ونكئت الجراح القديمة عقب ثبوت المشكلة الحالية
وما افضت اليه ( ان الطائفية العربية العربية العقائدية ) وتغلغل وتفشي
(السرطان والشيطان ايران الرجيم)بما سمي عقيدة ومرجعية ووصايا مكذوبة
بانها الرسالة الفارسية بنوعيها الاولى الغزو والتخريب والدمار واباحة الدماء
والنوع الثاني ( اللاأخلاقي من الرسالة الفارسية التي لا تذكر فحواها )
لكن فقط للتذكير بماهيتها لمن يعرفها وينسبها لاهل العمائم
السيستاني وشلته .. ( وفي ثمي ماء) .. والاهم في المشكلة والابرز والمسئول
عنها تعاقب الحكومات العراقية الموالية والمحبة لايران التي استغلت السذاجة
والتصديق بالمرجعية والخزعبلات وقصة المهدي المنتظر ..
وكلما حضرت المحاولات من الامة العربية والاسلامية في اصلاح الامور واعادة
العراق للعرب والمسلمين . تدخل الشيطان الاكبر اميركا . الذي ليس من صالحه
استقرار العراق . لاهداف وغايات معروفة اهمها الربح والمكاسب وتطبيق سياسة
امريكا بان التواجد للمصالح وثانيا استمرار تفكك الامة العربية وهنا اشير الى
نظرية الموأمرة فعلا وليست تلك النظرة والنغمة الاعتيادية بل هنا فعلا
حقيقة موأمرة .وعقب محاولات الشعب العراقي في القبض على كرسي الحكم
والسيطرة بهدف العيش والامن والامان ساعدت الحكومات الموالية لايران في
عدم نجاحهم بغض الطرف والصمت وترك القوة الايرانية بثوب عراقي
في استخدام القتل والاعتقالات وستظل المشكلة قائمة طالما ايران الرجيم
يتدخل بالمنطقة ويعبث كما حصل في لبنان وسورية واليمن ..
هنا تصبح الثورة حق مستحق للدفاع عن الارض والعرض والوطن دون النظر
الى هوية الانسان ورغباته بين وطني وترابي .
مشكلة العراق مشربكة وتحتاج افاقة لضمائر العالم وقول الحق والوقوف بجانبه
وتحرك !! النائمة الامم المتحدة ومجلس الامن .غير هذه الحلول لايمكن ايجاد حل
العراق يعاني من قديم الازل مرورا بحكام وطوائف وغزو اميركي ومن ثم
ايران ..
[/justify]

ايوب صابر 10-18-2019 06:39 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
من وأقع التجربة اللبنانية ليل امس والتي أسقطت ضريبة وسائط الاتصال في وقت قياسي ، عندما تخرج الجماهير كموج هادر تتحول الى تسونامي يجر في طريقة الأخضر واليابس ويصل الى مديات لم يكن يتوقعها احد . ثورات الشعوب تحقق أهدافها اذا شارك فيها جماهير عريضة.

ناريمان الشريف 10-18-2019 07:02 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
صباح الخير أستاذ أيوب
أرجو من الله أن تكون بخير
قرأت الحوار الأخير الذي دار بينك وبين الأستاذ يزيد وأعجبني التحليل
كما قرأت بعضاً من المقالتين اللتين نقلتهما عن القدس العربي للكاتب الفلسطيني وللدكتور شفيق ..
يتضح بشكل جلي بالأرقام وبالتحليل المنطقي ,, أن الشعوب ما دامت في حالة قهر
سيبقى هناك فرصة للثورات في كل بلد من بلادنا العربية
وأستطيع أن أشبه الحال بالنار التي تخمد لكنه يبقى بعض الجمر في الكانون .. وما أن تهب نسمة تنفخ في الرماد من جديد وتعود الثورة تتأجج ..
وهذا ما يحدث في مصر والعراق ..
وإني أتوقع الحال سيبقى على ماهو حتى يأتي حدث كبير يأكل الأخضر واليابس
وتتحرر الأمة العربية من براثن المحتل الداخلي
أشكرك على مواظبتك وأغبطك ..
تحية ... ناريمان

ايوب صابر 10-18-2019 10:27 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
أسرع نزول للشارع .. سببه الواتساب
" الربيع العربي يتواصل "
يسعدك أستاذه نريمان على مداخلتك

ايوب صابر 10-23-2019 06:05 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
الثورة عنوان هذا الزمن… وستبقى
منذ 7 ساعات
جلبير الأشقر
عن القدس العربي

من قلب تونس في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، انطلقت سيرورة ثورية طويلة الأمد عمّت المنطقة العربية بأسرها خلال ما سمّي بالربيع العربي، بالغة مستوى الانتفاضة العارمة في ستة من بلدان المنطقة. وقد أصيبت تلك السيرورة بدءًا من عام 2013 بانتكاسة شاملة رافقها سقوط ثلاث من ساحاتها الرئيسية في أتون حرب أهلية مدمّرة، اعتقد الكثيرون أنها أجهزت على السيرورة بأكملها. فظنّوا أن الشتاء القارس الذي أعقب ربيع الشعوب العربية أثبت أن تلك الشعوب محكومة بأن تقبع إلى الأبد في الزنزانات العملاقة وأسواق الاستغلال الفاحش التي يُطلق عليها اسم «الدولة» في منطقتنا.
بيد أن التاريخ سوف يسجّل أن السيرورة الثورية الإقليمية شهدت في عامها الثامن انطلاق موجة ثورية جديدة، بدأت في السودان في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018، وانتقلت إلى الجزائر ومنها إلى العراق ومن ثم لبنان، بينما يُنذر احمرار جمر النضالات الاجتماعية والهبّات الاحتجاجية المتعاقبة في المغرب وتونس ومصر والأردن، يُنذر بانتفاضات قادمة في هذه البلدان، ناهيكم من سوريا وليبيا واليمن حيث فاقمت الحرب الأهلية الشروط الاجتماعية بما سوف يؤدّي لا مُحال، عاجلاً أم آجلاً، إلى انتفاضات جديدة.
وفي هذا السياق، فإن العبرة من انتفاضتي العراق ولبنان المندلعتين كليهما في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لهي عبرة بالغة الأهمية لما يشترك فيه البلدان من اعتياد لدى العصابات الحاكمة فيهما على إطفاء الحريق الاجتماعي بمياه الطائفية الآسنة. والحال أن العراق ولبنان بلدان يميّزهما نظامٌ سياسي قائم على «الديمقراطية الطائفية» التي يطيب لبعض أنصارها تسميتها «الديمقراطية التوافقية»، وهي لا تعدو كونها نظاماً يتوافق فيه أخصّائيون في تأجيج النعرات الطائفية على تقاسم غنائم السلطة والاستمتاع بمنافعها على حساب سواد الشعب.
أما الفضل الوحيد لنظام «الديمقراطية الطائفية» على نظام الاستبداد الطائفي القائم في سوريا والبحرين، فهو أنّ انعدام قدرة أي من فرقاء الطائفية على فرض سطوته الحصرية على الحكم والمال العام، إنما يخلق مجالاً من الحرّية السياسية يحتاج إليه أولئك الفرقاء لترويج بضاعتهم الطائفية الفاسدة، بدل استئثار فريق واحد بالحكم والمال العام بفرض قبضته الحارقة على سائر الشعب. ومجال الحرية هذا، هو ما استفادت منه الجماهير في العراق ولبنان كي تنتفض ضد الحثالة الحاكمة غير آبهة لتهديدها بالميليشيات الطائفية على نسق البلطجية والشبّيحة الذين حاول الحكم في كلّ من مصر وسوريا في مرحلة من المراحل أن يعوّض بهم عن تقاعس الأجهزة الرسمية في ردع المتظاهرين وقمعهم.

يتميّز الحراك اللبناني عن الحراك العراقي بأنه يلتقي بالحراكين السوداني والجزائري من حيث كثافة المشاركة النسائية، وهي الدليل الأهم على تقدّمية أي حراك، إذ ليس من تحرّر ناجز ممكن بلا تحرّر نصف المجتمع النسائي
بل أصرّ المتظاهرون في لبنان على تحدّي تحريم «حزب الله» لشمل زعيمه بين زعماء النظام الطائفي الاستغلالي الذين ينتفضون ضدهم، وهو تحريم طالما فرضه الحزب بردع مُهيب تمارسه أجهزته المسلّحة التي هي بمثابة دولة موازية للدولة الرسمية، لا تقيّدها القوانين التي تسيّر هذه الأخيرة. وقد غدا هتاف «كلّن يعني كلّن» (كلّهم تعني كلّهم) شعاراً مرافقاً للشعار الذي بات عنوان السيرورة الثورية الإقليمية بأكملها: «الشعب يريد إسقاط النظام». إلّا أن الأمر يترافق في لبنان كما ترافق في مصر قبل ثماني سنوات، ومثلما ترافق بصورة فاشلة في السودان والجزائر قبل أشهر، بمحاولة لتجيير حؤول الجيش دون وقوع المجزرة التي هدّدت بها الميليشيات، لأجل تلبيس هذا الجيش ثوب المنقذ تمهيداً لتدخّله في إنقاذ النظام، لا الشعب بالتأكيد، لو دعت إلى ذلك حاجة أهل النظام.
هذا ويتميّز الحراك اللبناني عن الحراك العراقي بأنه يلتقي بالحراكين السوداني والجزائري من حيث كثافة المشاركة النسائية، وهي الدليل الأهم على تقدّمية أي حراك، إذ ليس من تحرّر ناجز ممكن بلا تحرّر نصف المجتمع النسائي. فإن كثافة المشاركة النسائية هي الدليل القاطع على استكمال تعبئة المجتمع واكتمال الشرط الذي بدونه يبقى «الشعب يريد» توكيداً ناقصاً. ويعني الأمر أن تعبئة طاقة المجتمع الثورية قد بلغت الذروة وأن السيرورة الثورية باتت بلا رجعة ممكنة إلى السكون طويل الأمد الذي ساد في الحقبة التاريخية السابقة.
ومهما كانت النتيجة الآنية التي سوف يؤول إليها الحراك الراهن في السودان والجزائر ولبنان، فإن التجربة التي تخوضها شعوب البلدان الثلاثة، على أمل أن ينضمّ إليها شعب العراق بنسائه ورجاله وسواه من شعوب المنطقة، سوف تشكّل مدخلاً إلى إعداد شروط حراك أقوى في مرحلة مقبلة، بالأخص من خلال تنظيم الحراك وتزوّده بقيادة ديمقراطية، نزيهة في تمثيلها للمصلحة الشعبية، على غرار القدوة التي قدّمها ويقدّمها شعب السودان للسيرورة الثورية الإقليمية بأسرها.

كاتب وأكاديمي من لبنان


كلمات مفتاحية
جلبير الأشقر

ايوب صابر 10-23-2019 06:22 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
أكاديمي مغربي: الربيع العربي مستمر طالما وُجدت أسبابه
منذ 20 ساعة

0 حجم الخط
المغرب- محمد بندريس:
أعرب الكاتب وأستاذ علم الاجتماع المغربي، أحمد شراك، عن يقينه بأن “الربيع العربي” سيستمر ولن يتوقف، طالما وجدت أسباب لاحتجاجات قال إنها تعبر عن ديناميات المجتمعات.

وشراك، كاتب وأستاذ علم اجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس (حكومية)، في رصيده أكثر من 20 مؤلفا، بينها كتب “سوسيولوجيا الربيع العربي”، و”الثقافة والسياسة”، و”الثقافة وجواراتها”.
ويقول شراك إن “الظاهرة الاحتجاجية في العالم العربي ستستمر ولن تخمد بالعصا الغليظة، بل بتلبية رغبات ومطالب الناس في العدالة والكرامة والمساواة والحرية”.
ويضيف: “طالما لم يتم تحقيق هذه المطالب، فستستمر الحركات الاحتجاجية باعتبارها صوت المجتمع النابض”.
ومطلع 2011، اندلعت ثورات في عدد من البلدان العربية، اصطلح على تسميتها بثورات “الربيع العربي”، انطلقت شرارتها في تونس، قبل أن تمتد إلى دول أخرى.
وفي الربع الأول من 2019، شهدت كل من الجزائر والسودان احتجاجات شعبية طالبت بإسقاط الأنظمة فيها، وانتهت بالإطاحة برئيسي البلدين عن السلطة، سواء عبر إجباره على الاستقالة أو عزله.
وبحلول أكتوبر/ تشرين أول الجاري، دخلت الجزائر الشهر السادس من المرحلة الانتقالية التي تعيشها منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في 2 أبريل/ نيسان الماضي، تحت ضغط انتفاضة شعبية لقيت دعما من قيادة الجيش.
ومطلع أكتوبر أيضاً، اندلعت احتجاجات دامية في العراق رفع المحتجون خلالها، للمرة الأولى سقف مطالبهم إلى المطالبة بإسقاط الحكومة، في شعارات خلت منها موجات احتجاجية سابقة عامي 2016 و2018.
ويتوقع “شراك” أن تصبح الأنظمة الحاكمة حذرة، وأن يقل الفساد والغلاء، ويزداد منسوب الديمقراطية والعدالة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية.

امتداد “الربيع العربي”
وبخصوص قراءته للاحتجاجات الجديدة في العالم العربي، يعتبر شراك أن “بلدانا (يقصد الجزائر والسودان) شهدت احتجاجات، وهي التي لم تعرف حراكا في المرحلة الأولى”، في إشارة إلى موجة الاحتجاجات التي انطلقت عام 2011.
ويرى أن “الاحتجاجات في الجزائر والسودان والعراق، تشكل في مضمونها وفلسفتها امتدادا للربيع العربي”.
ويوضح: “الاحتجاجات تدل على أن أطروحة استمرارية الربيع العربي هي الناجعة والقريبة من الحقيقة، خاصة أن الظاهرة الاحتجاجية في دول الربيع العربي تناسلت وما زالت ستتناسل”.
ويتابع: “سيستمر الربيع العربي ما دام هناك أسباب لوجود الظاهرة الاحتجاجية، وعلى رأسها استمرارية الاستبداد واللاديمقراطية أو حضور جرعات قليلة من الديمقراطية وغياب العدالة الاجتماعية والمساواة”.
ويشدد على أن “الظاهرة الاحتجاجية أصبحت سارية المفعول، وهي مسلسل لا ينتهي، قد يسكت حينا لكن ينطق أحيانا أخرى”، محذرا من أن “الظاهرة الاحتجاجية حتى إن اختبأت تحت رماد، فإن نارها تبقى مشتعلة”.

حقيقة الثورات
ويرفض الخبير المغربي توصيف الربيع العربي بأنه “ثمرة لنظرية المؤامرة أو أن مصدره من الغرب”، معتبرا مع ذلك أن “هناك بعض الملامح التي تشير لذلك، لكنها ليست جوهرية”.
وفي معرض تعقيبه عما يعتبره البعض “انكسارا” للربيع العربي، يوضح الأكاديمي أن “القراءة التي تعتبر أن الربيع العربي لم يأت بشيء وأنه أحدث فوضى عارمة، عدمية رغم أن فيها نوعا من الحقيقة، لأنها تنظر إلى الثورات بمنظار الملموسية والإنجاز الاقتصادي فقط”.
ويضيف: “شخصيا أميل إلى نظرية الاستمرارية لأن الأهم هو أن المواطن طلّق الخوف بالثلاث ولم يعد خائفا بعدما أصبح يخرج للشارع”.
ويتابع موضحا: “يجب النظر بتأمل كيف أصبحت المجتمعات دينامية وليس ستاتيكية (جامدة)، إذ لم تعد تطبق المقولة الشهيرة: العام زين (مثل شعبي يعني أن العام جيد)”.
ويلفت إلى أن “الجماهير أصبحت تقول أيضا إن العام شين (غير جيد)”، مستدركا: “مع ذلك يجب العمل من أجل عدم انحراف الاحتجاجات إلى العنف أو المغالاة أو السقوط في العدمية”.

المثقف الجديد
وبشأن دور المثقف في الحركات الاحتجاجية، رأى شراك أن “الربيع العربي أظهر مثقفا جديدا هو المثقف التأسيساتي (تأسيسية) نسبة إلى أن هذه الثورات أتت على غير منوال لتؤسس لمجتمعات جديدة في عملية التحول من الاستبداد إلى مجتمع ديمقراطي”.
ومن ملامح هذا المثقف، يتابع، أنه “ينزوي وراء ستار وحواسيب ويشتغل بطريقة مختلفة استطاعت تجييش الناس وجعلهم يخرجون للشارع”، مشددا أن “المثقف الجديد الذي يعبئ الناس ويدعو إلى الثورة ليس من صنف المثقف الكلاسيكي المعروف”.
ويوضح أن “المثقف التأسيساتي هو مثقف مشاكس ونقدي، لا يقبل بالأوضاع القائمة ويطالب دائما بالمزيد لتحقيق المكتسبات”.
ويستدرك: “هو ليس كالمثقف المعارض الذي تنتهي رسالته ودوره بمجرد تسلق السلطة”.
ويعتبر شراك أن “الربيع العربي شكّل نموذجا لعدد من الشعوب الغربية، بعدما أصبح العالم العربي مثار تقليد وتصدير للاحتجاجات، كما حصل في احتجاجات السترات الصفراء” في فرنسا.
ومنذ 10 أشهر، تشهد فرنسا، في أيام السبت من كل أسبوع، احتجاجات ينظمها أصحاب “السترات الصفراء” تنديدا برفع أسعار الوقود، وارتفاع تكاليف المعيشة، تخللتها أعمال عنف حيث استخدمت الشرطة القوة ضد المحتجين.
ويرى شراك أن “احتجاجات السترات الصفراء هي النسخة الفرنسية للحراكات العربية”.
فيما يذكر أن “المثاقفة أصبحت مقلوبة، حيث تتجه من العالم العربي نحو العالم الغربي، مما يدل على أن العالم العربي بدأ يتململ ويفرض نفسه كرقم صعب على مستوى الظاهرة الاحتجاجية”.

(الأناضول)

ايوب صابر 11-08-2019 09:29 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
هل تكفي المقاومة السلمية ليحقق الشعب العراقي اهدافه في الاستقلال و الرخاء والعدالة الاجتماعيد والحرية ؟!؟! ام ان طبيعة عدو الشعب وردود فعله الاستعمارية يستدعي التفكير بوسائل اخرى؟
الا يظهر ما جرى في بعض هذه البدان- بلدان الربيع العربي- ان الجيش هو الورقة الحاسمة واكبر دليل على ذلك ما جرى في مصر وما يجرى في الجزائر؟
هل المؤسسة العسكرية هي الدولة العميقة ام أداتها التنفيذية ؟
وما الخلاص لهذه الشعوب المظلومة ؟ *

ناريمان الشريف 11-08-2019 07:11 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 244759)
هل تكفي المقاومة السلمية ليحقق الشعب العراقي اهدافه في الاستقلال و الرخاء والعدالة الاجتماعيد والحرية ؟!؟!
أؤكد جازمة أن المقاومة السلمية يمكن أن تحقق العدالة الاجتماعية .. بشرط ( الاستمرارية ) وعدم التوقف .. لأن استمرار الشعرب في حالة فوضى يدخل الحكام
في خانة القلق الدائم لأن ذلك أشبه بالعصيان المدني خاصة إذا ترافق ذلك مع تعطيل الدوائر الحكومية .

ام ان طبيعة عدو الشعب وردود فعله الاستعمارية يستدعي التفكير بوسائل اخرى؟

الإجابة على هذا السؤال .. ما ورد في المقالة السابقة وفيها ( فإن العبرة من انتفاضتي العراق ولبنان المندلعتين كليهما في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لهي عبرة بالغة الأهمية لما يشترك فيه البلدان من اعتياد لدى العصابات الحاكمة فيهما على إطفاء الحريق الاجتماعي بمياه الطائفية الآسنة. )

الا يظهر ما جرى في بعض هذه البدان- بلدان الربيع العربي- ان الجيش هو الورقة الحاسمة واكبر دليل على ذلك ما جرى في مصر وما يجرى في الجزائر؟
أؤيد ذلك وبشدة ..
هل المؤسسة العسكرية هي الدولة العميقة ام أداتها التنفيذية ؟
بالتأكيد المؤسسة العسكرية هي الدولة العميقة .. ومن الممكن جداً أن تنبثق الانقلابات من داخل الجيش كما حصل في بعض الدول ..
وما الخلاص لهذه الشعوب المظلومة ؟ *
أرى أن تصالح الشعب مع المؤسسة العسكرية سيضمن حتماً نجاح أي ثورة .


هذه وجهة نظري .. مع الاحترام

يزيد الخالد 11-08-2019 08:16 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 244759)
هل تكفي المقاومة السلمية ليحقق الشعب العراقي اهدافه في الاستقلال و الرخاء والعدالة الاجتماعيد والحرية ؟!؟! ام ان طبيعة عدو الشعب وردود فعله الاستعمارية يستدعي التفكير بوسائل اخرى؟
الا يظهر ما جرى في بعض هذه البدان- بلدان الربيع العربي- ان الجيش هو الورقة الحاسمة واكبر دليل على ذلك ما جرى في مصر وما يجرى في الجزائر؟
هل المؤسسة العسكرية هي الدولة العميقة ام أداتها التنفيذية ؟
وما الخلاص لهذه الشعوب المظلومة ؟ *

------------
الحلول في مصب اخر .

اولا . تغيير الايدولوجية بالكامل ومن الاساس .
بلا مشاكل وفتن ونزاعات وخلافها مما نعرفه عن العراق من خمسة او سبعة
الاف سنة .. ومن ايام الحجاج ابن يوسف الثقفي ..

ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا .. ولا يقل اهمية عن سابقه ..

الانسلاخ وخلع ثوب الطائفية وابعاد رأس الشر والفتن ( ايران الرجيم)
من العراق دون وصاية او تدخل والتقارب مع العرب ومما يريدون لهم الخير

ايوب صابر 11-10-2019 01:10 AM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
يسعدك استاذة نريمان
ان المظاهرات في كل من العراق ولبنان لا يمكن ان تحقق اهدفها بالوسائل السليمة ذلك لان اي تغيير في الطبقة الحاكمة يعني خسارة هائلة للنفوذ الايراني من هنا سنجد ان العنف والقمع الشديد هو الطريقة التي يواجه بها المتظاهرين . ولذلك ارى بان التظاهر السلمي سيفشل لان الموسسات الأمنية المامورة لن تدخر جهدا في سحق المظاهرات وسوف يتم استهداف قادة المظاهرات برصاص القناصة حتى يتم كسر العمود الفقري للثورة . لذلك من الخطأ تشخيص الحراك في كل من لبنان والعراق على انه ثورة ربيع عربي وانما هو ثورة ضد الاستعمار الحديث . وثورة غاندي يتيمة لا تمتلك مقومات ان تتكرر في اي مكان اخر من العالم *

عبدالله الشمراني 11-11-2019 06:34 PM

رد: هل انتهى الربيع العربي؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 202584)

الواضح ان الشعوب التي انطلقت لتحقيق مجموعة من المطالب وعلى رأسها الحرية والكرامة ولقمة العيش وتمكين الشباب لن تعود الى حالة الذل والمهانة والاستكانة من جديد ابدا ولن تتوقف عن الحراك الشعبي والثوري العارم دون ان يتحقق لها على الاقل الحد الأدنى من المتطلبات مهما كان الثمن .
لقد انطلق المارد من قمقمه ولن يستكين الا بعد ان ينتصر ...
فهل انتهى الربيع العربي ام ان المخاض طويل ؟

وهو كما ترى هذه الأيام من تجديد الربيع العربي ان صحت التسمية مما يؤكد كما تفضلت ان الشعوب التي انطلقت لتحقيق مجموعة من المطالب وعلى رأسها الحرية والكرامة ولقمة العيش وتمكين الشباب لن تعود الى حالة الذل والمهانة والاستكانة من جديد ابدا ولن تتوقف عن الحراك الشعبي والثوري العارم دون ان يتحقق لها على الأقل الحد الأدنى من المتطلبات مهما كان الثمن .
لقد انطلق المارد من قمقمه ولن يستكين الا بعد ان ينتصر ...
اذن المخاض طويل ولكنه يبدو اقصر مما كنا نظن , وكل الأنظمة العربية التي كانت تعتقد انها بمنأى عن مثل هذه الثورات بدأت تتحسس رؤوسها وتعلم انه لا ملجأ لها الا رضا شعوبها ان ارادت الاستمرار , والا فأن مزابل التاريخ أولى بها ..
ولي عودة ..!


الساعة الآن 03:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team