منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 10-20-2015 07:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
سرقة الجوهرة
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده ..
وكلما ازدادت ( قيمتها ) ازداد حرص الشياطين في ( سلب ) تلك الجوهرة من يد صاحبها ..
ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة ، لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم ، من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد ..
ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف ، لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك ، لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة.

************************************************** ************************************************** ******
حميد
عاشق العراق

20 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-21-2015 08:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الالتفات للمسبِّب لا للسبَّب
إن من الضروري - في السعي وراء الأسباب عند الاسترزاق أو الاستشفاء أو غير ذلك - الالتفات المستمر ( لمسبِّبية ) الحق للأسباب ، إذ أن الساعي في تلك الحالة - وخاصة عند الاضطراب أو الغفلة - قد يكون بعيدا عن مثل هذه الالتفاتة المقدسة ..
ومن الواضح أن مثل هذا الالتفات مستلزم ( لعناية ) الحق في تحقيق المسبَّب الذي يريده الساعي جريا وراء الأسباب ..
إضافة إلى خروجه من صفة الغفلة التي تكاد تطبق الجميع في مثل هذه الحالات ، وبذلك يجمع بين ( قضاء ) الحاجة و( الارتباط ) بمسبب الأسباب في آن واحد.

************************************************** ************************************************** ******
حميد
عاشق العراق

21 - 10- 2015

حميد درويش عطية 10-21-2015 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الإحساس بالمعيّـة الإلهية
لو تعمق في نفس الإنسان الإحساس بالمعـيّة الإلهية - المطردة في كل الحالات - لما انتابه شعور بالوحدة والوحشة أبدا ، بل ينعكس الأمر إلى أن يعيش الوحشة مع ما سوى الحق ، خوفا من صدهم إياه عن الأنس بالحق ..
وهذا هو الدافع الخفي لاعتزال بعضهم عن الخلق ، وإن كان الأجدر بهم ( تأسيًا ) بمواليهم ، الاستقامة في عدم إلتفات الباطن إلى ما سوى الحق ، مع اشتغال الظاهر بهم ..
وبما أن الإنسان يعيش الوحدة في بعض ساعات الدنيا ، وفي كل ساعات ما بعد الدنيا ، فالأجدر به أن يحقق في نفسه هذا الشعور ( بالمعية ) الإلهية ، لئلا يعيش الشعور بالوحدة القاتلة ، وخاصة فيما بعد الحياة الدنيا - الذي تعظم فيه الوحشة - إلى يوم لقاء الله تعالى.

************************************************** ************************************************** *******
حميد
عاشق العراق

21 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-21-2015 08:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة العلوم الطبيعية
إن التعمق في العلوم الطبيعية يعين على معرفة عظمة الصانع ، وبالتالي يوجب مزيد الارتباط به ، سواء في ذلك العلم الباحث في المخلوق الصغير وهو ( الطب ) أو الباحث في المخلوق الكبير وهو ( الفلك ) ، وقد قال الحق جل ذكره: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم }..
ومن الممكن للمتعمق في هذه العلوم ، أن يجـمع في نفسه بين آثار ( الانبهار ) بعظمة عالم التكوين و بين آثار ( التعـبد ) بعالم التشريع معا ، إذ أن صاحب الشريعة هو بنفسه صاحب الطبيعة ، والذي أمره بالصلاة هو الذي خلق الكون الفسيح بما فيه ..
وبذلك ينظر مثل هذا المتعمق إلى الشرائع بتقديس واعتقاد ، وتعبد ممزوج بالتعقل والقبول ..
ومما يلفت النظر في هذا المجال ، أن القرآن الكريم أمر بالعبادة بقوله: { اعبدوا ربكم الذي خلقكم }، عقيب قوله: { الذي جعل لكم الأرض فراشاً } ، مما قد يستفاد منه أن الالتفات إلى النعم في عالم التكوين ، مما يهيّـئ نفس الملتفت للخضوع أمام المنعم الخالق.

حميد
عاشق العراق

21 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-22-2015 12:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مدبريّـة الحق
إذا اعتقد العبد بحقيقة ( مدبرية ) الحق لعالم التكوين ، وأن ( سببيّة ) الأسباب - فسخا وإبراماً - بيده ، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد لا بالنسبة إلى القدير المتعال ، كان هذا الاعتقاد موجبا ( لسكون ) العبد - في احلك الظروف - إلى لطفه القديم ، كما هو حال الخليل (عليه السلام ) في النار .
ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد ، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده.

************************************************** ************************************************** *********
حميد
عاشق العراق
22 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-22-2015 12:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللقاء في جوف الليل
إن جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وبين ربهم . ولهذا ينتظرون تلك الساعة من الليل - وهم في جوف النهار - بتلهّف شديد ..
بل إنهم يتحملون بعض أعباء النهار ومكدراتها ، لانتظارهم ساعة ( الصفاء ) التي يخرجون فيها عن كدر الدنيا وزحامها ..
وهي الساعة التي تعينهم أيضا على تحمّل أعباء النهار في اليوم القادم . وبذلك تتحول صلاة الليل ( المندوبة ) عندهم ، إلى موقف ( لا يجوز ) تفويت الفرصة عنده ، إذ كيف يمكن التفريط بمنـزلة المقام المحمود ؟!.
ومن الملفت في هذا المجال أن النبيّ (صلى الله و آله وسلم ) أوصي أمير المؤمنين علياَ بصلاة الليل ثلاثاً ، ثم عقّب ذلك بالقول: اللهم أعنه!.

************************************************** ************************************************** ******
حميد
عاشق العراق
22 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-22-2015 01:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
شرف الانتساب إلى الحق
عندما يتحقق العمل القربى منتسباً إلى الله تعالى ، فإن شرف ( الانتساب ) إلى الحق أشرف وأجلّ من ( العمل ) نفسه ، سواء كان ذلك العمل كثيرا أو قليلا .
فالعبد الملتفت لمرادات المولى ، يجاهد في تحقيق أصل ( العُلقة ) ، ولا يهمه - بعد ذلك - حجم العمل ولا آثاره . لأن العمل مهما بدا للعبد جليلا ، فهو حقير عند المولى الذي تصاغر عنده الوجود برمّـته ، بخلاف علقة الانتساب إليه ، فانه شريف لكونه من شؤونه تعالى.

************************************************** ************************************************** *
حميد
عاشق العراق
22 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-23-2015 09:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وجه القلب
كما إن في الكيان ( العضوي ) للإنسان وجها يمثل جهة اهتمامه بالأشياء والأشخاص ، إذ الإقبال على الأمور الخارجية والإعراض عنها يكون بالوجه ، فالأمر كذلك في الكيان ( النفسي ) للإنسان ، فإن له وجها بذلك الوجه يتجه حبا أو إعراضا نحو ما يتوجه إليه أو عنه .
فمن الممكن بعد المجاهدات المستمرة والمراقبات المتوالية ، الوصول إلى درجة تكون جهة القلب ( ثابتة ) نحو المبدأ ، وإن ( اشتغل ) البدن في أنشطة متباينة ، وتوزع وجهه الظاهري نحو أمور مختلفة.

************************************************** ************************************************** ******
حميد
عاشق العراق

23 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-23-2015 09:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة قمة اللقاء
إن ( أصل ) وجود علاقة العبودية و ( عمقها ) بين العبد وربه ، يمكن أن يستكشف من خلال الصلوات الواجبة والمستحبة .
فالصلاة هي قمة اللقاء بين العبد والرب ، ومدى ( حرارة ) هذا اللقاء ودوامها ، يعكس أصل العلاقة ودرجتها .
فالمؤمن العاقل لا يغره ثناء الآخرين - بل ولا سلوكه الحسن قبل الصلاة وبعدها - ما دام يرى الفتور والكسل أثناء حديثه مع رب العالمين ، فإنه سمة المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.

************************************************** ************************************************** ***
حميد
عاشق العراق

23 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-23-2015 09:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
العلم لا يلازم الاطمئنان
إن من الواضح أن عملية ( تخزين ) المعلومات النظرية - حتى النافعة منها فيما يتعلق بعالم الفكر والإدراك - عملية مغايرة لعملية ( تجذير ) موجبات الاطمئنان في القلب .
فقد يوجب العلم حالة الاطمئنان وقد لا يوجبها ، وان كانت المضامين الموجبة لسكون القلب ، لها دورها كإحدى المقدمات الواقعة في سلسلة العلل .
ومما يؤيد ذلك عدم وجود تلازم بين ( القراءات ) المتعلقة بالجانب الروحي - كالكتب الأخلاقية - وبين ( التفاعلات ) الروحية المستلزمة لحالة السكينة والاطمئنان.

************************************************** ************************************************
حميد
عاشق العراق

23 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-24-2015 05:47 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اجتذاب قلوب الخلق
إن السيطرة على قلوب المخلوقين ولو لغرض راجح - كالهداية والإرشاد - تحتاج إلى ( تدخّل ) مقلب القلوب ومن يحول بين المرء وقلبه ..
وعليه فلا داعي لاصطناع الحركات الموجبة لجلب القلوب كالتودد المصطنع ، أو حسن الخلق المتكلَّف ..فما ( قيمة ) السيطرة على القلوب أولاً ؟!.
وما ( ضمان ) دوام السيطرة الكاذبة ثانياً ؟!..
وحالات انتكاس علاقات الخلق مع بعضهم - بدواع واهية - خير دليل على ذلك.

************************************************** **************************************************
حميد
عاشق العراق
24 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-24-2015 05:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
تلذذ الغني والفقير
طالما اشترك الغني والفقير في الالتذاذ ( الفعلي ) بملذات الحياة الدنيا ..
وإنما افترقا في إحساس الأول بامتلاك الوسائل الكافية لتأمين الالتذاذ ( المستقبلي ) دون الآخر ..
وليس هذا الفارق مما يستحق معه الوقوع في المهالك ، وخاصة أن ساعة المستقبل تنقلب إلى ساعة الحاضر في كل لحظة ، فيجد فيها الفقير أيضا ما يحقق له أدنى درجات الالتذاذ بحسبه ، من دون الوقوع في ( المعاناة ) والحرص الذي يصاحب جمع المال عـادة.

************************************************** ************************************************** ***
حميد
عاشق العراق
24 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-24-2015 06:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
تسويل النفس
كثيرا ما ننبعث في حياتنا من ( محركية ) الذات ومحوريتها ، حتى في الأمور التي يفترض فيها محو الذات ، واستذكار القربة الخالصة لله رب العالمين ، كدعوة العباد إلى الله تعالى ..
ولطالما ( تسوّل ) النفس لصاحبها ( فيبطّن ) محورية ذاته بأمور أخرى عارضة ، كالثأر للكرامة أو إثبات العزة الإيمانية ، أو الدفاع عن العنوان ، أو دعوى العناوين الثانوية ، مما لا تخفى على العالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
وليعلم في مثل هذه الحالات ، أن الإحجام عن العمل خير من القيام به من تلك المنطلقات المبطّنة.

************************************************** **************************************************
حميد
عاشق العراق

24 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-25-2015 06:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
حذر المصلحين
إن المصلح الذي يروم إخراج العباد من الظلمات إلى النور في معرض ( عداء ) الشياطين له ، بل إثارة أحقادهم المستلزم ( للانتقام ) منه ، لأنه يروم تحرير الآخرين من سيطرة الطاغوت ، وهذا بدوره يعتبر تحديا له ولجنوده ..
ومن هنا كان الأولياء يعيشون حالة الإشفاق والخوف من وقوعهم في إحدى شراك الشيطان المنصوبة لهم في جميع مراحل حياتهم ..
فلم يأمنوا سوء العاقبة إلا بفضله تعالى ، وخاصة في مواطن ( الامتحان ) العسير في المال أو الجاه أو الدين ، فيما لو تزامن أيضا مع الضعف ، والغفلة ، وتكالب الشرور.

************************************************** ************************************************** *[size="3"][/size]
حميد
عاشق العراق
25 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-25-2015 09:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعاذة بالحق
لو اعتقد الإنسان بحقيقة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، وأنه أقسم صادقا على إغواء الجميع ، وخاصة مع التجربة العريقة في هذا المجال من لدن آدم إلى يومنا هذا ، ( لأعاد ) النظر في كثير من أموره ..فما من حركة ولا سكنة إلا وهو في معرض هذا التأثير الشيطاني ..
فالمعايِش لهذه الحقيقة يتّهم نفسه في كل حركة - ما دام في معرض هذا الاحتمال - فإن هذا الاحتمال وإن كان ضعيفا إلا أن المحتمل قوي ، يستحق معه مثل هذا القلق ..
و( ثـمرة ) هذا الخوف الصادق هو ( الالتجاء ) الدائم إلى المولى المتعال ، كما تقتضيه الاستعاذة التي أمرنا بها حتى عند الطاعة ، كتلاوة القرآن الكريم.

************************************************** **********************************************
حميد
عاشق العراق

25 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-25-2015 10:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
العبودية ضمن المجاهدة
ليس من المهم تحقيق العبودية الكاملة من دون ( منافرة ) للشهوات والأهواء ..
فمن يمكنه سفك الدماء والإفساد في الأرض - بما أوتي من شهوة وغضب - ثم ( يتعالى ) عن تلك المقتضيات ، ويلتزم جادة الحق والصواب ، هو الجدير بخلافة الله تعالى في الأرض ..
وكلما ( اشتد ) الصراع والنجاح ، كلما عظمت درجة العبودية ..
وقد كان الأمر كذلك بالنسبة إلى إبراهيم (عليه السلام ) في تعامله مع نفسه وأهله وقومه ، إذ لم يصل إلى درجة الإمامة ، إلا بعد اجتيازه مراحل الابتلاء كما ذكره القرآن الكريم.

************************************************** ************************************************** *
حميد
عاشق العراق
25 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-26-2015 07:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أمارة التسديد
من أمارات الصلاح في الطريق الذي يسلكه العبد ، هو إحساسه ( بالارتياح ) وانشراح الصدر ، مع استشعاره للرعاية الإلهية المواكبة لسيره في ذلك الطريق ، وقلب المؤمن خير دليل له في ذلك ..
وحالات ( الانتكاس ) والتعثر والفشل ، والإحساس ( بالمـلل ) والثقل الروحي مع الفرد الذي يتعامل معه أو النشاط الذي يزاوله ، قد يكون إشارة على مرجوحية الأمر ..
ولكنه مع ذلك كله ، فإن على العبد أن يتعامل مع هذه العلامة بحذر ، لئلا يقع في تلبيس الشيطان .

************************************************** ************************************************** *****
حميد
عاشق العراق

26 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-26-2015 07:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اختيار الأقرب للرضا
لا ينبغي للمؤمن أن يختار لنفسه المسلك المحببّ إليها حتى في مجال الطاعة والعبادة ، فمن يرتاح ( للخلوة ) يميل عادة للطاعات الفردية المنسجمة ( مع الاعتزال ) ، ومن يرتاح ( للخلق ) يميل للطاعات الاجتماعية الموجبة للأنس ( بالمخلوقين ) ..بل المتعين على المستأنس برضا الرب ، أن ينظر في كل مرحلة من حياته ، إلى ( طبيعة ) العبادة التي يريدها المولى تعالى منه ، فترى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) عاكفا على العبادة والخلوة في غار حراء ، وعلى دعوة الناس إلى الحق في مكة ، وعلى خوض غمار الحروب في المدينة تارة أخرى .

************************************************** ************************************************** ***

حميد
عاشق العراق

26 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-26-2015 07:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
كالخرقة البالية
تنتاب الإنسان حالة من إدبار القلب ، بحيث لا يجد في قلبه خيرا ولا شرا ، فيكون قلبه ( كالخرقة ) البالية كما ورد في بعض الروايات ..
ففي مثل هذه الحالة يبحث المهتم بأمر نفسه عن سببٍ لذلك الإدبار ، فان اكتشف سببا ( ظاهرا ) ، من فعل معصية أو ترك راجح أو ارتكاب مرجوح ، حاول الخروج عن تلك الحالة بترك موجب الادبار ..
وإن لم يعلم ( سبباً ) ظاهرا ترك الأمر بحاله ، فلعل ضيقه بما هو فيه ، تكفير عن سيئة سابقة أو رفع لدرجة حاضرة أو دفع للعجب عنه

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق

26 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-27-2015 09:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
لحظات الشروق والغروب
إن لحظات الغروب والشروق مما اهتم بها الشارع من خلال نصوص كثيرة ..إذ أنها بدء مرحلة وختم مرحلة ، وصعود للملائكة بكسب العبد خيرا كان أو شرا ، وهو الذي يتحول إلى طائر يلزم عنق الإنسان كما يعبر عنه القرآن الكريم ..
فهي فرصة جيدة لتصحيح قائمة الأعمال قبل تثبيتها ( استغفارا ) منها أو تكفيراً عنها ..وللعبد في هذه اللحظة وظيفتان ، الأولى: ( استذكار ) نشاطه في اليوم الذي مضى ، ومدى مطابقته لمرضاة الرب .والثانية : ( التفكير ) فيما سيعمله في اليوم الذي سيستقبله ..ولو استمر العبد على هذه الشاكلة - مستعينا بأدعية وآداب الوقتين - لأحدث تغييرا في مسيرة حياته ، تحقيقا لخير أو تجنيبا من شر .

------------------------------------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
27 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-27-2015 09:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الصفات الكامنة
إن من شؤون المراقبة اللازمة لصلاح القلب ، ملاحظة الصفات ( القلبية ) المهلكة كالحسد والحقد والحرص وغير ذلك ..
فان أثر هذه الصفات الكامنة في النفس - وان لم ينعكس خارجا - إلا أنه قد لا يقل أثرا من بعض الذنوب الخارجية في ( ظلمة ) القلب ..
وليعلم أنه مع عدم استئصال أصل هذه الصفة في النفس ، فان صاحب هذه الصفة قد ( يتورّط ) في المعصية المناسبة لها في ساعة الغفلة ، أو عند هيجان تلك الحالة الباطنية ، كالماء الذي أثير عكره المترسب .

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق

27 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-27-2015 09:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
برمجة اليوم
إن على العبد أن ( يبرمج ) ساعات اليوم من أول اليوم إلى آخره فيما يرضي المولى جل ذكره ، مَثَله في ذلك كمَثَل ( الأجير ) الذي لا بد وأن يُرضي صاحبه من أول الوقت إلى آخره فيما أراده منه ..
فإذا أحس العبد بعمق هذه ( المملوكية ) ، لاعتبر تفويت أية فرصة من عمره ، بمثابة إخلال الأجير بشروط هذه الأجرة المستلزم للعقاب أو العتاب ..
وبمراجعة ما كتب في أعمال اليوم والليلة تتبين لنا رغبة المولى في ذكر عبده له في جميع تقلباته ، حتى وكأن الأصل في الحياة هو ذكر الحق ، إلا ما خرج لضرورة قاهرة أو لسهو.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
27 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-28-2015 10:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قوارع القرآن
كثيرا ما يخشى الإنسان على نفسه الحوادث غير ( المترقبة ) في نفسه وأهله وماله ..فيحتاج دائما إلى ترس يحميه من الحوادث قبل وقوعها ، ومن هنا تتأكد الحاجة لالتزام المؤمن بأدعية الأحراز الواقية من المهالك ، وهي قوارع القرآن التي من قرأها ( أمِـنَ ) من شياطين الجن والإنس : كآية الكرسي والمعوذات وآية الشهادة والسخرة والملك ..
فإن دفع البلاء قبل إبرامه وتحقـقه ، أيسر من رفعه بعد ذلك .
وقد ورد: { أنه ليس من عبد إلا وله من الله حافظ وواقية ، يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلـيّا بينه وبين كل شيء .

************************************************** **************************************
حميد
عاشق العراق

28 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-28-2015 11:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الأدب الباطني لتناول
إن للأكل آدابا كثيرة مذكورة في محلها ، إلا أن من أهم آدابه شعور الإنسان العميق ( برازقية ) المنعم الذي أخرج صنوفا شتى من أرض تسقى بماء واحد ..
فمن اللازم أن ينتابه شعور بالخجل والاستحياء من تواتر هذا الإفضال ، رغم عدم القيام بما يكون شكرا لهذه النعم المتواترة ..
ومن الغريب أن الإنسان يحس عادة بلزوم الشكر والثناء تجاه المنعم الظاهري - وهو صاحب الطعام - رغم علمه بأنه واسطة في جلب ذلك الطعام ليس إلاّ..
ألا يجب انقداح مثل هذا الشعور - بل أضعافه بما لا يقاس - بالنسبة إلى من أبدع خلق ( الطعام ) ، بل خلق من أعده من ( المخلوقين ) ؟!.

************************************************** ************************************************** ***
حميد
عاشق العراق

28 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-28-2015 11:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الرغبة الجامحة
إن الميل والرغبة الجامحة في الشيء من دواعي النجاح في أي مجال: دنيويا كان أو أخرويا .وهذا الميل قد يكون ( طبعيا ) ، كما في موارد الهوى والشهوة ، ولهذا يسترسل أصحابها وراء مقتضياتها من دون معاناة ..
وقد يكون ( اكتسابيا ) كما لو حاول العبد مطابقة هواه مع هوى مولاه فيما يحب ويبغض ..وليُعلم أنه مع عدم انقداح مثل هذا الحب والميل في نفس العبد ، فإن سعيه في مجال الطاعة لا يخلو من تكلف و معاناة ..
فالأساس الأول للتحليق في عالم العبودية ، هو ( استشعار ) مثل هذا الحب تجاه المولى وما يريد ، إذ أن{ الذين آمنوا أشد حبا لله }.

************************************************** ************************************************** *
حميد
عاشق العراق
28 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-29-2015 09:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
سوء الظن
كثيرا ما يحس الإنسان بإحساس غير حسن تجاه أخيه المؤمن ، وليس لذلك - في كثير من الأحيان - منشأ عقلائي إلا ( وسوسة ) الشيطان ، و ( استيلاء ) الوهم علي القلب القابل لتلقّي الأوهام ..
وللشيطان رغبة جامحة في إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين ، معتمدا على ذلك ( الوهم ) الذي لا أساس له ..
ومن هنا جاءت النصوص الشريفة التي تحث على وضع فعل المؤمن على أحسنه ، وألا نقول إلا التي هي احسن ، وان ندفع السيئة بالحسنة ، وأن نعطي من حرمنا ونصل من قطعنا ، ونعفو عمن ظلمنا ، وغير ذلك من النصوص الكثيرة في هذا المجال .

************************************************** ************************************************** *****
حمبد
عاشق العراق
29 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-29-2015 09:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وظيفة الداعي
ليس المهم في دعوة العباد إلى الله تعالى ، كسب العدد والتفاف الأفراد حول الداعي ..
وإنما المهم أن يرى المولى عبده ساعياً مجاهداً في هذا المجال . وكلما اشتدت ( المقارعة ) مع العباد ، كلما اشتد ( قرب ) العبد من الحق ، وإن لم يثمر عمله شيئا في تحقيق الهدى في القلوب ..
فهذا نوح (عليه السلام ) من الرسل أولي العزم ، لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، فما آمن معه إلا قليل ، بل من الممكن القول بأن دعوة الأنبياء والأوصياء لم تؤت ثمارها الكاملة كما ارادها الله تعالى لهم ، وهو ما نلاحظه جلياً في دعوة النبي وآله (عليهم السلام ) للأمة ، إذ كان الثابتون على حقهم هم أقل القليل ..
فالمهم في الداعي إلى سبيل الحق ( عرض ) بضاعة رابحة ولا يهمه من المشتري ؟!..
وما قيمة البضاعة الفاسدة وإن كثر مشتروها ؟!..
أضف إلى كل ذلك أن أجر الدعوة ودرجات القرب من الحق المتعال ، لا يتوقف على التأثير الفعلي في العباد .

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق

29 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-29-2015 09:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
هدر العمر بالنوم
إن النوم من الروافد الأصلية التي ( تستنـزف ) نبع الحياة . ومن هنا ينبغي السيطرة على هذا الرافد ، لئلا يهدر رأسمال العبد فيما لا ضرورة له ..
ولذا ينبغي التحكم في أول النوم وآخره ، ووقته المناسب ، وتحاشي ما يوجب ثقله ..
والملفت في هذا المجال أن الإنسان كثيرا ما يسترسل في نومه الكاذب ، إذ حاجة بدنه الحقيقية للنوم اقل من نومه الفعلي . فلو ( غالب ) نفسه وطرد عنها الكسل ، وهجر الفراش كما يعبر القران الكريم: { تتجافى جنوبهم عن المضاجع }، فانه سيوفّر على نفسه - ساعات كثيرة - فيما هو خير له و أبقى ..
وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أنه قال : { من كثر في ليله نومه ، فاته من العمل ما لا يستدركه في يومه}و{ بئس الغريم النوم ، يفني قصير العمر ، ويفوّت كثير الأجر }.

************************************************** **********************************************
حميد
عاشق العراق
29 - 10 - 2025

حميد درويش عطية 10-30-2015 10:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الفراق والوصل
إن في الفراق رجاء ( الوصل ) ، وخاصة إذا اشتد ألم الفراق وطال زمان الهجران ، وفي الوصل خوف ( الفراق ) ، وخاصة مع عدم مراعاة آداب الوصل بكاملها ، ومن هنا كانت حالة الفراق لديهم - في بعض الحالات - أرجى من حالة الوصل ..
إذ عند الوصل تعطى الجائزة ( المقدرة ) ، بينما عند الفراق يعظم السؤال فيرتفع قدر الجائزة فوق المقدر ..وعند الوصل حيث الإحساس بالوصول إلى شاطئ الأمان ( يسكن ) القلب ويقل الطلب ، وعند الاضطراب في بحر الفراق يشتد التضرع والأنين ..
وعليه فليسلم العبد فصله ووصله للحكيم ، الذي يحكم بعدله في قلوب العباد ما يشاء و كيف يشاء .

************************************************** ************************************************** ******
حميد
عاشق العراق
30 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-30-2015 10:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
العداء المتأصل
إن القرآن الكريم يدعونا لاتخاذ موقع العداء من الشياطين ..وليس المطلوب هو العداء ( التعبدي ) فحسب ، بل العداء ( الواعي ) الذي منشأه الشعور بكيد العدو وتربّصه الفرص للقضاء على العبد ، خصوصا مع الحقد الذي يكنّه تجاه آدم وذريته ، إذ كان خلقه بما صاحبه من تكليف بالسجود مبدأ لشقائه الأبدي ، وكأنه بكيده لبنيه يريد أن ( يشفي ) الغليل مما وقع فيه ..
وشأن العبد الذي يعيش هذا العداء المتأصل ، شأن من يعيش في بلد هدر فيها دمـه ..فكم يبلغ مدي خوفه وحذره ممن يطلب دمه بعد هدره له ؟!.

************************************************** ************************************************** ****
حميد
عاشق العراق
30 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-30-2015 10:59 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مؤشر درجة العبد
لو اعتبرنا أن هناك ثمة مؤشر يشير إلى حالات تذبذب الروح تعاليا وتسافلاً ، فإن المؤشر الذي يشير إلى درجة الهبوط الأدنى للروح ، هو الذي يحدد المستوى الطبيعي للعبد في درجاته الروحية ..
فدرجة العبد هي الحد ( الأدنى ) للهبوط لا الحد ( الأعلى ) في الصعود ، إذ أن الدرجة الطبيعية للعبد تابعة لأخس المقدمات لا لأعلاها ..
فإن التعالي استثناء لا يقاس عليه ، بينما الهبوط موافق لطبيعة النفس الميالة للّعب واللهو . هذه هي القاعدة التي يستكشف بها العبد درجته ومقدار قربه من الحق تعالى ..
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال :
{
من أحب أن يعلم ما له عند الله ، فليعلم ما لله عنده } وبذلك يدرك مدى الضعف الذي يعيشه ، وهذا الإحساس بالضعف بدوره مانع من حصول العجب والتفاخر ، بل مدعاة له للخروج منه ، إلى حيث القدرة الثابتة المطردة .

************************************************** ************************************************** **
حميد
عاشق العراق

30 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-31-2015 10:16 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مجالس اللهو والحرام
إن بعض المجالس التي يرتادها العبد ، يكون في مظان اللهو أو الوقوع في الحرام ، كالأعراس والأسواق والجلوس مع أهل المعاصي ..
ومن هنا لزم على المؤمن أن ( يهيئ ) نفسه لتحاشي المزالق قبل ( التورط ) فيما لو اضطر إلى الدخول فيها ..و
ليُعلم أن الجالس مع قوم إنما يبذل لهم ما هو أهم من المال - وهي اللحظات التي لا تثمن من حياته - فكما يبخل الإنسان بماله ، فالأجدر به أن يبخل ببذل ساعات من عمره للآخرين من دون عوض ..
وتعظم ( المصيبة ) عندما يكون ذلك العوض هو ( تعريض ) نفسه لسخط المولى جل ذكره ، فكان كمن بذل ماله في شراء ما فيه هلاكه ..
وأشد الناس حسرة يوم القيامة من باع دينه بدنيا غيره .

************************************************** **************************************************
حميد
عاشق العراق
31 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-31-2015 10:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التفكير في الشهوات
إن التفكير في الشهوات - بإحضار صورها الذهنية - قد تظهر آثاره على البدن ، فيكون كمن مارس الشهوة فعلا يصل إلى حد الجنابة أحيانا ..
فإذا كان الأمر كذلك في الأمور ( السافلة ) ، فكيف بالتفكير المعمق فيما يختص بالأمور ( العالية ) من المبدأ والمعاد ؟..
أولا يُرجى بسببه عروج صاحبه - في عالم الواقع لا الخيال - ليظهر آثار هذا التفكير حتى على البدن ..وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض هذه الآثار بقوله تعالى: { تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثمَّ تلين }و{تولَّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا } ، أضف إلى وجل القلوب وخشوعها ..
بل يصل الأمر إلى حالة الصعق الذي انتاب موسى (عليه السلام ) عند التجلّي ، وكان لإبراهيم ( عليه السلام ) أزيز كأزيز المرجل ، ناهيك عن حالات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) عند نزول الوحي ، وحالات وصيه (عليه السلام ) أثناء القيام بين يدي المولى جل ذكره .

************************************************** ************************************************** *****
حميد
عاشق العراق
31 0 10 - 2015

حميد درويش عطية 10-31-2015 10:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
منبّهية الآلام الروحية
كما أن الآلام ( العضوية ) منبهة على وجود العارض في البدن ، فكذلك الآلام ( الروحية ) الموجبة لضيق الصدر ، منبّهة على وجود عارض البعد عن الحق ..
إذ كما انه بذكر الله تعالى ( تطمئن ) القلوب ، فكذلك بالإعراض عنه سبحانه ( تضيق ) القلوب بما يوجب الضنك في العيش ، فيكون صاحبه كأنما يصّـعد في السماء ، والمتحسس لهذا الألم أقرب إلى العلاج قبل الاستفحال ..
والذي لا يكتوي بنار البعد عن الحق - كما هو شان الكثيرين - يكاد يستحيل في حقه الشفاء ، إلا في مرحلة: { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} ، وعندئذ لا تنفعه هذه البصيرة المتأخرة عن وقت الحاجة .

************************************************** *************************************************
حميد
عاشق العراق

31 - 10 - 2015

حميد درويش عطية 11-01-2015 08:29 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
آيات لأولي الألباب
إن التأثر ( بآيـتيّة ) الآيات متوقف على وجود ( اللّب ) المدرك لها ..
فالآية علامة لذي العلامة ، والذي لا يعرف لغة العلامة كيف يتعرّف على ذي العلامة ؟!..
فمَثَل الباحثين في الطبيعة والغافلين عن الحق ، كمَثَل من يحلل اللوحة الجميلة إلى أخشاب وألوان . فتراهم يرهقون أنفسهم في البحث عن مادة اللوحة وألوانها ، ولا يدركون شيئا من جمال نفس اللوحة ولا جمال مصورها ، وليس ذلك إلا لانتفاء اللبّ فيهم إذ
{ ان في ذلك لآيات لأولي الألباب }..
فعيونهم المبصرة والآلة الصماء التي يتم بها الكشف والاختراع على حد سواء ، في انهما لا يبصران من جمال المبدع شيئا .
************************************************** ************************************************** *
حميد
عاشق العراق

1 - 11 - 2015

حميد درويش عطية 11-01-2015 08:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين0
التسمية نوع استئذان
إن التسمية قبل الفعل - من الأكل وغيره - نوع ( استئذان ) من العبد في التصرف فيما يملكه الحق ، وإن كان الأمر حقيرا عند العبد ، فالأمر في جوهره وعند أهله المستشعرين للطائف العبودية ، يتجاوز مرحلة الاستحباب ..
وهكذا الأمر في جميع الحركات المستلزمة للتصرف في ملك من أمـلاك المولى جل ذكره ..
ولهذا فإن كل عمل غير مبدوء بـ ( بسم الله) فهو أبتر ، إذ كيف يبارك المولى في عبد لا ينسب عمله إليه ، ولا يصدر منطلقا من رضاه ، بل يتصرف في ملكه من دون ( إحراز ) رضاه ؟!.

************************************************** ************************************************** ****
حميد
عاشق العراق

1 - 11 - 2015

حميد درويش عطية 11-01-2015 08:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الإعراض بعد الإدبار
لابد من المراقبة الشديدة للنفس بعد حالات الإقبال - وخاصة - الشديدة منها ..
وذلك لأن ( الإعراض ) المفاجئ باختيار العبد - بعد ذلك الإقبال - يُـعد نوع ( سوء ) أدب مع المولى الذي منّ على عبده بالإقبال وهو الغني عن العالمين ..
ولطالما يتفق مثل هذا الإقبال - في ملأ من الناس - بعد ذكر لله تعالى ، أو التجاء إلى أوليائه (عليهم السلام ) ، وعند الفراغ من ذلك يسترسل العبد في الإقبال على الخلق ، فيما لا يرضي الحق: من لغو في قول ، أو ممقوت من مزاح ، أو وقوع في عرض مؤمن أو غير ذلك ..
ومثل هذا الإدبار الاختياري قد ( يحرم ) العبد نعمة إقبال الحق عليه مرة أخرى ، وهي عقوبة قاسية لو تعقّلها العبد ..
نعم قد يتفق الإدبار المفاجئ - مع عدم اختيار العبد - دفعا للعجب عنه ، وتذكيرا له بتصريف المولى جل ذكره لقلب عبده المؤمن كيفما شاء .

************************************************** ************************************************** **
حميد
عاشق العراق

1 - 11 - 2015

حميد درويش عطية 11-02-2015 08:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الأجر الجزيل على القليل
قد يستغرب البعض من ترتب بعض ما روي من ( عظيم ) الثواب على اليسير من العبادة ..
ولو كان هذا الاستغراب بمثابة عارض أوّلى لا قرار له في النفس لهان الأمر ، ولكن الجاد في استغرابه ، فإنما هو قاصر: إمّا في إدراك ( قدرة ) المولى على استحداث ما لم يخطر على قلب بشر بمقتضى إرادته التكوينية المنبعثة من الكاف والنون ، أو في إدراك مدى ( كرمه ) وسعة تفضله الذي استقامت به السموات والأرض ..
فمن يجمع بين القدرة القاهرة و العطاء بلا حساب ، فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل . إذ الثواب المبذول إنما هو اقرب للعطايا منه إلى الأجور ..
وليعلم أخيرا أن نسبة قدرة الحق المتعال إلى الأمر - الحقير والجليل - على حد سواء . فلماذا العجب بعد ذلك ؟!.

************************************************** *************************************************
حميد
عاشق العراق

2 - 11 0 2015

حميد درويش عطية 11-02-2015 09:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
ملكوت الصلاة
إن الصلاة مركب اعتباري ركب أجزاءه العالم بمواقع النجوم ..
فالحكيم الذي وضع الأفلاك في مسارها هو الذي وضع أجزاء هذا المركّب في مواقعها ، ولهذا كان ( الإخلال ) العمدي بظاهرها مما يوجب عدم سقوط التكليف ، لعدم تحقق المركب بانتفاء بعض أجزائه ..
وليعلم أن بموازاة هذا لمركب الاعتباري ( الظاهري ) ، هنالك مركب اعتباري ( معنوي ) يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة . فالذي يأتي بالظاهر خاليا من الباطن ، فقد أخل بالمركب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه ..
ومن هنا صرحت الروايات بحقيقة: { أنه ما لك من صلاتك إلا ما أقبلت فيها بقلبك }

************************************************** *************************************************
حميد
عاشق العراق

2 - 11 - 2015

حميد درويش عطية 11-02-2015 09:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الطهارة الظاهرية والباطنية
أكد المشرع الحكيم على طهارة البدن والساتر والأرض في حال الصلاة ، التي هي أرقى صور العبودية للحق المتعال ،كما يفهم من خلال جعلها عمودا للدين ومعراجا للمؤمن ..
ولعل الأقرب إلى تحقيق روح الصلاة ، هو الاهتمام بتحقيق الطهارة ( الداخلية ) في جميع أبعاد الوجود ، بل هجران الرجز لا تركه فحسب لقوله تعالى: { والرجز فاهجر }..
فالهجران نوع قطيعة مترتبة على بغض المهجور المنافر لطبع المقاطع له ..
فالمتدنس ( بباطنه ) لا يستحق مواجهة الحق وان تطهّر بظاهره ، حيث أن المتدنس - جهلا وقصورا - لا يؤذن له باللقاء وان اُعذر في فعله . كما أن المتدنس ( بظاهره ) لا يؤذن له بمواجهة السلطان ، وإن كان جاهلا بقذارته .

************************************************** ************************************************
حميد
عاشق العراق

2 - 11 - 2015


الساعة الآن 07:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team