منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 01-01-2018 06:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تصدّي من لامعرفة له[/marq]
إن من الخطأ الذي يعود ضرره إلى الدين ، أن ( يتصدى ) من لا معرفة له بقواعد البحث والمجادلة ، ولا إلمـام له بتفاصيل الفروع والأصول ، للدفاع عن العقيدة الحقّـة ،
إذ قد يسيء بذلك أكثر مما يحسن ، ويفسد أكثر مما يصلح ..
وعليه فمن كان في مظان ذلك ، فعليه أن ( يتسلح ) بسلاح الأسلوب الهادف ، والمضامين الصحيحة لترويج الدين ، وإلا وجبت عليه ( الدلالة ) على من يكون واجداً لتلك الصفات ، من العلماء الذين جمعوا بين الأسلوب الحكيم والمضمون الحق ..

-------------------------------------------------------
1 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-02-2018 06:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
ناريّـة الأفعال
يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة ..
وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار ، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي ( بواطنهم ) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى ، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها ، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار ..فلو استحضر العبد ( نارية ) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها ، جهلا بذلك الباطن الذي ( يُكشف ) عنه الغطاء ، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف .

-------------------------------------------------------
2 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-03-2018 04:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المتفرج على الأحداث[/marq]
يصل العبد - بعد اجتياز مرحلة التفويض وايكال الأمر لمدبر الأمور - إلى درجة يرى نفسه فيها ( كالمتفرّج ) لسير الأحداث المرسومة بيد الحكيم .
فلا يهش فرحا للمفرح منها كما لا يأسى على المحزن منها وذلك لأنه لا يرى نفسه معنيّا بالأمر اكثر مما أمر به فهو يسعى بما هو لازم فعل العبد وهو ( التدبير )
ويوكل الأمر بعد ذلك إلى ما هو لازم فعل المولى وهو ( التقدير ) والعبد يريد والمولى يريد ، ولا يكون إلا ما يريده المولى .
وأين رتبة التدبير من رتبة التقدير ؟!
فالأولى في رتبة الأسباب والثانية في رتبة الأسباب والنتائج معا .
ومن المعلوم أن هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لأوجب له شعورا بالرضا و ( الاطمئنان ) في أشد المراحل تقلبا .

-------------------------------------------------------
3 / 1 / 2018

ناريمان الشريف 01-03-2018 04:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 228562)
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المتفرج على الأحداث[/marq]
يصل العبد - بعد اجتياز مرحلة التفويض وايكال الأمر لمدبر الأمور - إلى درجة يرى نفسه فيها ( كالمتفرّج ) لسير الأحداث المرسومة بيد الحكيم .
فلا يهش فرحا للمفرح منها كما لا يأسى على المحزن منها وذلك لأنه لا يرى نفسه معنيّا بالأمر اكثر مما أمر به فهو يسعى بما هو لازم فعل العبد وهو ( التدبير )
ويوكل الأمر بعد ذلك إلى ما هو لازم فعل المولى وهو ( التقدير ) والعبد يريد والمولى يريد ، ولا يكون إلا ما يريده المولى .
وأين رتبة التدبير من رتبة التقدير ؟!
فالأولى في رتبة الأسباب والثانية في رتبة الأسباب والنتائج معا .
ومن المعلوم أن هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لأوجب له شعورا بالرضا و ( الاطمئنان ) في أشد المراحل تقلبا .

-------------------------------------------------------
3 / 1 / 2018

التوكل على الله فضيلة رائعة وأية فضيلة
يقول عيسى عليه السلام : لو توكلتم على الله حق التوكل لمشيتم على الماء
هذا بالتأكيد من الثقة العميقة بأن المقدور كائن ..
جزاك الله خيراً

حميد درويش عطية 01-04-2018 08:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]هجوم الخواطر والأوهام[/marq]
قد يمر العبد في ظرف خاص ، تهجم عليه الخواطر والأوهام بشكل لا يطيق دفعها من دون مجاهدة كبيرة ، فيرى نفسه ( معذوراً ) في الاستسلام لها والاسترسال معها عملاً بقاعدة : { أنا الغريق فما خوفي من البلل } ..والحال أن أدنى التفاتـة إلى الحق - في تلك الحالة - يُـعد سعياً مشكوراً من قبل المولى جل ذكره ..كما يتعمد أحدهم استضافة جليسه في مجلس يغلب عليه موجبات الذهول والانصراف ، ( ليستخبر ) مدى إقباله عليه في ذلك الظرف الطارئ .. ومن المعلوم أن العبد قادر - لو أراد - على استجماع المتفرق من أفكاره ولو في مثل تلك الظروف ، كما يتفق ذلك بوضوح في موارد رغبته الخاصة ، كاستغراقه بذكر ( محبوبه ) ، مع وجود الخواطر الصارفة والأوهام الكثيفة .
-------------------------------------------------------
4 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-05-2018 10:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر على كل حال[/marq]
لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال عن آية ( الذين يذكرون الله قياماُ وقعوداً وعلى جنوبهم ) : { ويلٌ لمن قرأ هذه الآية ، ثم مسح بها سبلته } و { ويل لمن لاكها بفكّـيه ، ولم يتأمل فيها }..
ومن الملفت في هذه الآية الكريمة أنها تجمع بين ( تذكّر ) الحق المتعال كمقصود غائي يستفاد من قوله تعالى: { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً }، فهذا هو الذي يمنحه الاستواء في السلوك ، والجدية في الإرادة ، وبين ( تذكرّ ) الحق التفصيلي في كل التقلبات ، إذ أن العبد لا يخلو من قيام أو قعود أو اضطجاع ، فمن ذَكَر الله في هذه المواضع ، كان ذاكراً لله على كل حال ..
فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) انه قال :
{ لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله } .

-------------------------------------------------------
5 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-06-2018 10:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]روح الكفر[/marq]
إن أول معصية وقعت على وجه الأرض بعد خلق آدم ، هو إباء الشيطان عن السجود لآدم والذي وصفه القرآن الكريم بالكفر ، إذ من المعلوم أن روح الكفر هو التمرد على أوامر الحق ، وإلا فإن الشيطان لم يصدر منه ما يفهم منه الكفر الإعتقادي..
وعليه فإن الذي يعصي الحق مع الإيمان به ، يحمل روح الكفر بين جنبيه ، ولو بدرجة لا تساوي درجة عناد إبليس ..ولكن الذي يخشى منه ، هو أن تتابع العصيان ، قد تقلب العفويّة في المعصية إلى تعمّد في الارتكاب ، فيزداد اقتراباً من روح الكفر ، إلى أن يصل إلى قلب الكفر نفسِه ، ليرتكب ما لم يرتكبه إبليس نفسُه .

-------------------------------------------------------
6 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-07-2018 10:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التسديد بالوحي والإلهام[/marq]
إن مما يدعو العبد إلى السكون إلى مدد الحق - كالتسديد و الإلهام في السير إليه - هي ملاحظته لتعامل الحق مع بعض المخلوقات التي ذكرت في القرآن الكريم : كالنمل ، والنحل ، والذباب ، والبعوض ، والعنكبوت ..فلولا اعتيادنا لما تعملها ، لكانت أفعالها ضرباً من الإعجاز والوحي والتدبير ، الذي لا يرقى إليه تدبير العقلاء من البشر ، إذ أن من الواضح أنها تتحرك وفقاً للوحي الرباني الذي يصرح به القرآن الكريم ..ومن الملفت في هذا المجال استعمال التعبير بـ( أوحى ) كاستعمال التعبير نفسه بالنسبة للأنبياء (عليهم السلام ) ، وفي ذلك غاية العناية والالتفات ..فهل يستبعد بعد ذلك معاملة الحق لمن أراد هدايته إلى الكمال بالتسديد والإلهام ، كمعاملته للنحل في هدايته إلى الجبال ، ليكون نتاجه شراب ، فيه شفاءٌ للأفئدة والألباب ؟! .
-------------------------------------------------------
7 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-15-2018 07:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] حب التوابين [/marq]
إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق ..
ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه ..
ومن هنا نجد حالات ( الطفرة ) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها ..
والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة .

--------------------------------------------------------------------------
16 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-18-2018 03:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]ساعات الفراغ[/marq]
تمر على الإنسان ساعات كثيرة من الفراغ الذي يتخلل النشاط اليومي ، ولو عُدّت هذه الساعات لمثلّت مساحة كبيرة من ساعات عمره ..فالمؤمن الفطن لا بد وان يكون لديه ما يملأ هذا الفراغ:
إما بقراءة نافعة ، أو سير هادف في الآفاق ، أو قضاء حاجة لمؤمن مكروب ، أو ترويح للنفس حلال ..وإن من الأمور التي يحرم منها غير المؤمن ، هو العيش في عالم التفكر ( والتدبر ) الذي قد يستغرق ساعات عند أهله ، يناجي المولى فيها بقلبه ، كما قد يشير إليه الحديث الشريف: { وكلّمهم في ذات عقولهم }..فيسيح في تلك الساعة بقلبه ، سياحة تدرك لذتها ولا يوصف كنهها ..وهي سياحة لا تحتاج إلى بذل مال ولا صرف جهد ، ومتيسرة لصاحبها كلما أراد في ليل أو نهار بتيسير من الحق المتعال ..ومن مواطن هذه السياحة المقدسة ( أعقاب ) الصلوات و( جوف ) الليل ، وهي سياحة لا تدرك بالوصف بل تنال بالمعاينة.

------------------------------------------------------------------
19 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-19-2018 07:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]أوثق عرى الإيمان[/marq]
إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه ..ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة ..وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق ..ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع ( أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب ..ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب.[/COLOR

---------------------------------------------------------------------------
-------------------------
OR="Indigo"]19 /1 / 2018

حميد درويش عطية 01-20-2018 09:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التألُّم [/marq]
إن التألم الشديد من ( مرارة ) البعد عن الحق ، وعدم استشعار لذة المواجهة في الصلاة وغيرها ، ومواصلة تقديم الشكوى من هذه الحالة للحق الودود ، والتحرز من موجبات إعراض الحق المتعال ، مما قد يوجب ( ارتفاع ) هذه المرارة أو تخفيفها ..وكلما طالت هذه الفترة من الادبار والتألم ، كلما كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى ..فالمؤمن اللبيب لا ييأس لما هو فيه من الإدبار ، وإن كانت هذه الحالة - في حد نفسها - مرضا يخشى مع استمرارها موت القلب ..ولطالما اتفق أن أثمر هذا الادبار المتواصل إقبالا ( شديداً ) راسخا في القلب ، بعد سعي العبد في رفع موجباته التي هو أدرى بها من غيره.
-----------------------------------------------------
20 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-24-2018 07:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]لذة الأنس بالحق[/marq]
إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود ، لكان ذلك بمثابة زرع الهوى ( المقدس ) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة ..ولكان علمه بان تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها ، ( مدعاة ) له للثبات على طريق الهدى عن
---------------------------------
24/ 1 / 2018

حميد درويش عطية 01-25-2018 07:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]النظرة إلى الخلق[/marq]
لو اعتقد العبد اعتقادا راسخا أن الخلق ( عيال ) الله تعالى - ومنهم أهله وعياله - لانقلبت لديه موازين التعامل معهم رأسا على عقب ، فيمتلك بذلك قدرة ( مضاعفة ) على تحمّل الأذى منهم ، لعلمه أن ذلك كله بعين المولى تعالى الذي يرعى عياله بعد خلقهم لهم ..بل يزداد ( حـبّه ) ورأفته لهم ، زائدا عن مقتضى العلاقة البشرية المتعارفة بين المخلوقين ..كما ( يبارك ) المولى فيمن يحيط به من عياله ، ويجعلهم قرة عين له كما ذكر القرآن الكريم ، إكراماً لقصده في إكرام من هم عيال الله تعالى ، وأحب الخلق إليه - كما روي - من نفع عيال الله ، أو أدخل على أهل بيت سروراً ..وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله و سلَّم
-----------------------------------
25 / 1 / 2018

حميد درويش عطية 07-05-2018 06:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أسمى المعاني في السفر إلى الحق ، هو ( تجلّي ) الحق لمن أراد التجلي له ..وهذا التجلي وإن كان من شؤون الحق ، إلا أن للعبد دوره أيضاً في إعداد ( القابل ) لهذا التجلي ..ومن الواضح أن هذا التجلي المستند إلى الواسع العليم ، لو تحقق في قلب العبد ، لوَسِـعه بما لا يبقى معه ركن في القلب ، إلا واستوعبه جلال هذا التجلّي ..فما أمكن أن يكسبه العبد بجهده المتعثر في سنوات متمادية من المجاهدة ، قد يتحقق في (لحظة ) من لحظات التجلي .. فتصديع الجبل الأصم بالجهد البشري يحتاج إلى جهد جهيد في سنوات غير قليلة ، إلا أن التجلي الإلهي من خلال كتابه - لا بنفسه - يوجب له الخشوع والتصدّع ..وإن مما يفتح الآفاق الواسعة للمقبلين على الحق المتعال ، ما ورد في هذا المجال من أنه : { إذا تجلى الله لشيء ، خضع له } .
------------------------------------------------------------


الساعة الآن 10:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team