منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 09-07-2011 09:21 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الطمع في مودة القلوب
إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق - ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه
فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد ( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب
منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها
إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار
الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد

عاشق العراق
7
9
2011

حميد درويش عطية 09-20-2011 09:05 PM


الإحساس بالتقصير العظيم
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى -
بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم
كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره } ..
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!..
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب -
لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير
ويشتد حياؤه منه .
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif

عاشقُ العراق
20

9
2011


حميد درويش عطية 09-28-2011 04:16 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

الهوة بين المادة والمعنى

إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور ..
فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غاب الآخر عن قلبه
ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية
بل إن أصحاب النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول :
{ إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، فأجابهم النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) :
لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء}
والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده
ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس ..
فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود ، فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله ..
وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
{ ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه } .

http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشقُ العراق
28
9
2011

حميد درويش عطية 10-02-2011 04:43 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

التفويض إلى البصير بالعباد
يختم الحق قوله في :
{ وأفوض أمري إلى الله }
بذكر ( العباد )
ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه
من خلال ( سيطرته ) على العباد
بمقتضى مولويته المطلقة و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين
فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد
فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض
وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة الجليلة منها والحقيرة .
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشقُ العراق
2
10
2011



حميد درويش عطية 10-08-2011 08:44 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

الذهول عما سواه

أشار القرآن الكريم إلى حالة الذهول المستغرق الذي انتاب النسوة اللاتي قطّعن أيديهن عندما رأين جمال يوسف (عليه ِ السلام ) ..فعلم من ذلك أن توجّـه النفس إلى جهة واحدة ، يوجب ( انصراف ) النفس عما عداها في تلك الحالة ..وبناء على ذلك فان العبد لو أمكنه ( استجماع ) المتفرق من خيوط نفسه المتشعبة نحو الهوى ، وتوجيهها نحو كعبة الهدى الإلهي ، لتحقق منه ( الذهول ) عما سوى الحق بما لا يقاس به ذهول نسوة يوسف عمن سواه ..فأين جمال الخلق من جمال الخالق المستجمع لكل صفات الجلال والكمال ؟!..إن الاعتقاد بهذه الدرجات العليا من السمو الروحي ، يوجب ( ارتفاع ) همّـة العبد ، وإن كان يائسا - فعلا - من الوصول إلى شيء من تلك الدرجات ، لنقصٍ في المقتضيات أو وجودٍ للموانع .

http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif


عاشق العراق
8
10
2011


حميد درويش عطية 10-09-2011 04:38 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif


تقديم القربان
تتوقف ( حيازة ) بعض درجات القرب العالية من الحق
على ( تقديم ) قربان يتمثل في شيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات
فالعبد - الذي تولى الحق تربيته - يجد في نفسه حالة من التكامل والرقي
بعد كل وجبة بلاء
تزول محنته ويبقى أثره
وهذا ما نلحظه في حياة الأنبياء ( عليهم السلام ) ، فلكل نبي بلاء مختص به :
كأيوب وإبراهيم ويعقوب (عليهم السلام )
وتصل قمة البلاء في النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم )
الذي أوذي بما لم يؤذ أحد قبله
وعليه فإن على المؤمن السالك إلى الحق
أن يستعد لصنوف البلاء أسوة بمن مضى قبله ممن هم أفضل منه
ولو كان الإعفاء من البلاء لطفا
لكان الأنبياء أولى بهذا اللطف .

http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif

عاشق العراق
9
10
2011

حميد درويش عطية 10-11-2011 06:14 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

الحركة ثم البركة
إن الحقَّ تعالى أمر مريم ( عليها السلام ) بهزّ جذع النخلة
ليتساقط عليها الرطب الجنيّ
ومن ذلك يُعلم أنه لابد للعبد من ( الحركة ) ليتحقق من الحق ( البركة )
فرغم أن مريم ( عليها السلام ) كانت في ضيافة الحق ورعايته
- مع ما فيها من عوارض الحمل والوضع -
إلا أنها مأمورة أيضا ببذل ما في وسعها وإن كان بمقدار هز الجذع على سهولته .
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشق العراق
11
10
2011

حميد درويش عطية 10-15-2011 04:01 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الإحتفاف بالشهوات والشبهات

كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته
فكذلك عالم الفكر محفوف ( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته ..
وللشيطان دور في العالمين معاً
فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى :
{ لأزينن لهم في الأرض }
كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى :
{ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور كالشيوعية مثلاً
وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني لقادة هذه الأفكار الباطلة
بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب
والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله :
{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم }
وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟!
ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق
سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب
أو دفع الشبهات عن الفكر
لئلا يتحول العبد ياتباع خطوات الشياطين
إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار .
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشق العراق
15
10
2011

حميد درويش عطية 10-16-2011 08:31 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
التفاعل الموجب للحزن

كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة
أو الخواطر المشوّشة
وبالتالي نوقع أنفسنا ( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق
فعلى العاقل أن يضع جهاز مراقبة في نفسه
لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة
أو بالأحرى منع استقرارها في النفس
فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار
وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق -
بل البأس كل البأس في التفاعل مع ( الهاجس ) على أنه حقيقة
ومع ( المستقبل ) على أنه حاضر ، ومع ( الموهوم ) على أنه متيقن .
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشق العراق
16
10
2011

حميد درويش عطية 10-25-2011 06:27 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
اجتياز المشاعر الباطلة

إن العبد قد يعيش بعض المشاعر الباطلة في نفسه
كالحسد والحقد وغير ذلك
فيوجب له ( اليأس ) والتذمر لما آل إليه أمره ،
( فيترك ) بسبب ذلك السير التكاملي نحو الحق
والحال أن مثل تلك المشاعر قد ( تتوارد ) على النفس وتتجول في جنباتها
من دون استقرار وثبات
فيكون مثلها كمثل الأجنبية
التي ترد الدار من دون أن تستقر أو تتفاعل مع صاحبها
فلا يذم صاحب الدار على مجرد هذا الاجتياز
الذي لم يستتبع أية صورة من صور الفساد
http://www.hotagri.com/data/media/71/98.gif
عاشق العراق
25
10
2011

حنان عرفه 10-25-2011 07:17 AM

الأستاذ الفاضل / حميد
لك كل التقدير لمواضيعك الهادفة وطريقة طرحك المميزة
لك كل الشكر
تمنياتي لك بالخير أينما تكون

حميد درويش عطية 10-25-2011 09:12 AM

الأستاذ الفاضل / حميد
لك كل التقدير لمواضيعك الهادفة وطريقة طرحك المميزة
لك كل الشكر
تمنياتي لك بالخير أينما تكون
حنان عرفه
_______________________________________________

أسعدَ اللهُ تعالى صباحكِ أختي الفاضلة حنان عرفة
ممتنٌّ لكِ كثيرا ً لمروركِ الكريم
مؤملا ً دوامَ التواصل
و حبذا لو تنورينا ببعض الومضات الهادفة
تحيَّتي
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

عاشق العراق
25
10
2011

حميد درويش عطية 10-27-2011 03:24 PM


إن روح العبادة هي ( الالتفات ) إلى الغير بشتى صور الالتفات
وإن لم نعتقد ( ربوبية ) الملتَفَت إليه
ومن هنا أعتبر الإصغاء للناطق كالعابد له لأنه في مظان الطاعة له لاحقاً
فإن روح العبادة هي الطاعة قوة أو فعلاً
وقد حذّر القرآن الكريم من الشرك بكل صوره وأشكاله
واعتبر الهوى إلها متخذا من دون الله تعالى
وذلك لالتفات العبد إلى هواه وطاعته له
وإلا فَمَن الذي يعبد الهوى بالمعنى الظاهري للعبادة كعبادة الأوثان والأصنام ؟!..
وبناء على ما ذكر فما القيمة الكبرى لعبادة من ( نعتقد ) بربوبيته
مع عدم ( الالتفات ) إليه لا إجمالاً ولا تفصيلاً ؟!..
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
27
10
2011

حميد درويش عطية 10-27-2011 03:26 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الإحساس بالتقصير العظيم
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى -
بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ،
كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره }
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه
لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه )
أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب -
لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
27
10
2011

حميد درويش عطية 10-31-2011 08:39 AM


تتوقف ( حيازة ) بعض درجات القرب العالية من الحق
على ( تقديم ) قربان يتمثل في
شيء من الخوف والجوع ، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات
فالعبد - الذي تولى الحق تربيته -
يجد في نفسه حالة من التكامل والرقي بعد كل وجبة بلاء ، تزول محنته ويبقى أثره
وهذا ما نلحظه في حياة الأنبياء ( عليهم السلام )
فلكل نبي بلاء مختص به :
كأيوب وإبراهيم ويعقوب ( عليهم السلام )
وتصل قمة البلاء في النبي محمد ٍ ( صلى اللهُ عليه و آله ِ)
الذي أوذي بما لم يؤذ أحد قبله
كما تتمثل قمة العطاء في تقديم القربان - عن طواعية واختيار -
وعليه فإن على المؤمن السالك إلى الحق ، أن يستعد لصنوف البلاء
أسوة بمن مضى قبله ممن هم أفضل منه
ولو كان الإعفاء من البلاء لطفا ، لكان الأنبياء أولى بهذا اللطف .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
31
10
2011

حميد درويش عطية 11-01-2011 05:49 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الطُّعم لصيد أكبر

إن من الضروري أن نعلم أن بعض المحرمات - على بساطتها -
بمثابة طعم لصيد أكبر ..فالسمكة الكبيرة تصطاد بدودة صغيرة
والعبد قد يدخل السجن الكبير من الباب الصغير
فالنظرة المحرمة إلى المرأة وأشباه ذلك من الذنوب التي نستصغرها
بمثابة الدودة الصغيرة التي توقع آكله في الشباك
فينتقل من بيئته الآمنة ، إلى حيث الهلاك الذي لا نجاة منه
ومن هنا عُـبّر عن بعض الذنوب أنه سهم من سهام إبليس
وما السهم إلا عود دقيق يوجب الهلاك العظيم .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
1
11
2011

حميد درويش عطية 11-02-2011 05:56 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الضيافة في العبادة

إن هناك وجهُ شبهٍ أكيدٍ بين الحج والجهاد والصيام
فالعبد في تلك المواسم الثلاث ، في حال عبادة ( مستمرة ) وممتدة
خلافا لعبادات أخرى واقعة في ( برهة ) من الزمان كالصلاة والزكاة
ومن هنا كان العبد في ضيافة المولى في الحالات المذكورة كلها وبامتداد أوقاتها
وتبعاً لذلك كان مأجورا في كل تقلباته
كالأكل والنوم حتى النَفَس الذي ورد أنه تسبيح حال الصيام
فالكريم كل الكريم هو الذي يكرم ضيفه في كل أوقاته
بالضيافة اللائقة بذلك الوقت .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
2
11
2011

حميد درويش عطية 11-03-2011 12:54 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الوجل بعد الذكر
إن وَجَل القلب عند ذكر الحق لا يلازم ( الخوف ) والرهبة فحسب
بل قد يقترن ( بالإجلال ) والتعظيم وخاصة بعد الغفلة
ولهذا وقع بعد الذكر الرافع لتلك الغفلة
مَثَل ذلك مَثَل من كان في ضيافة عظيم تشاغل عنه الضيف
وفجأة أطلّ ذلك العظيم عليه - وهو في غفلة عنه -
فإن شعوراً بالوجل سينتاب الضيف
لا لخوفه منه - إذ هو آمن من سخطه في ضيافته -
بل لأجل التقصير في إجلاله وتعظيمه
فالعبد قد يعيش حالة رتيبة من الغفلة
يقطعها الذكر ( المفاجئ ) عند تلاوة آياته
فينقلب إلى عبد وَجِل مصداقا لقوله تعالى :
{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
3
11
2011

حميد درويش عطية 11-04-2011 05:50 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
التفاعل غير المجاورة

إن التفاعل الروحي مع الفعل ( كالدعاء ) أو المكان ( كالمسجد ) أو الزمان ( كشهر ) رمضان أو الحالة ( كالحج )
يحتاج إلى نوع امتزاج واندماج مع ما ينبغي التفاعل معه
كتفاعل سائلين في قارورتين إذا صبتا في قارورة واحدة
أما مجرد مجاورة قارورة لأخرى لا يكفي لإحداث مثل هذا التفاعل
والذي يحصل مع عامة الخلق هو الحالة الثانية
فإنهم يجاورون الطاعات مجاورةً لا تفاعلاً
فتراه في جوف الكعبة ببدنه وكأنه في عقر داره بقلبه
فمَثَله كمَثَل من وضع قارورةًجَنْبَ أخرى بمالا يستتبع أي تفاعل أو اندماج
وإن تمت المجاورة الموهمة للتفاعل الكاذب .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
4
11
2011

حميد درويش عطية 11-05-2011 05:54 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
نعيم الآخرة في الدنيا

إن من أهم صور النعيم في الآخرة هو ما يصفه القرآن بقوله :
{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }
وذلك نظرا لما يلازمه من أنواع ( التجلّيات ) الجلالية والكمالية
و( كشف ) الحجب وبذل ( الألطاف ) الخاصة
وليعلم أن حقيقة النظر إلى الحق المتعال أمرٌ لا تستوعبها النفوس الساذجة
وذلك لأنها تحتاج إلى بلوغ روحي خاص قلّ من يصل إليه
وعليه فلو أمكن للعبد أن يصل إلى هذه المرحلة من التلذذ بالنظر إلى الرب المتعال
- وهو في الحياة الدنيا - فإنه يحوز على ألذ متع الآخرة قبل أن ينتقل إليها
إذ أن جوهر الجنة مرتبة الرضوان وما يستلزمه من الدرجات
وما دام العبد واجداً للجوهر
فلا ضير من تأخر العوارض الأخرى إلى أجل معلوم
فهو في حالة التذاذ دائم - دنياً وبرزخاً وعقبًى -
وإن اختلفت درجة الالتذاذ بحسب المرحلة التي هو فيها
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
5
11
2011

حميد درويش عطية 11-07-2011 06:11 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
بلاء عالم التفكير
إن الإبتلاءات التي تعرض للمؤمن في عالم الذهن والتفكير لمن ( أعظم ) أنواع البلاء
وذلك لشدة حاجته إلى صفاء في ذهنه ليتفرّغ للتفكير فيما يعنيه من أمر آخرته ودنياه
فإذا ( كدّر ) الفكر شيء من مكدرات الأذهان :
كالوسوسة والتفكير القهري والتوجس من الأوهام والقلق من المجهول
( افتقد ) العبد سيطرته على النفس المتلاطمة بأمواج ما ذكر
وهذا بخلاف الإبتلاءات المتعلقة بعالم الأبدان - كالمرض والفقر -
فإنها قد لا تشوّش العبد المراقب لقلبه
وذلك لأن البلاء متوجه ( للبدن ) ومراقبة الحق إنما هو ( بالقلب )
مثل ذلك كالبصر السليم في البدن السقيم وسقم البدن لا يمنع الإبصار مع سلامة البصر .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
7
11
2011

حميد درويش عطية 11-08-2011 06:18 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الرزق المادي والمعنوي

كما أن الأرزاق ( المادية ) بيد الحق يصرّفها كيفما شاء وأينما أراد
فكذلك الأرزاق ( المعنوية ) المتمثلة بميل القلوب إلى الخير ونفورها من الشر
من الهبات الإلهية العظمى التي يختص بها من يشاء من عباده
والعبد المرزوق هو الذي وهب الثاني وإن حرم الأول
إذ به يحقق الهدف من الخلقة وهو عبودية الواحد القهار
وقد أشار الحق للرزقين معاً في قوله تعالى :
{ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات }
مقدما هويّ القلوب وهو الرزق المعنوي ، على رزق الثمرات وهو الرزق المادي
ومن الملفت أن هذا الرزق المعنوي الخاص الذي طلبه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) قد ( شمل ) الكثيرين ببركة دعوته
وهو ما يتجلى لنا في توجُّه الخلق بشتى صنوفهم - من الطائعين والعاصين -
إلى بيته الحرام منذ زمانه إلى يومنا هذا
وكأن هناك من يتصرف في قلوبهم فتجعلها تهوي إليه ولو من شقة بعيدة .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
8
11
2011

حميد درويش عطية 11-10-2011 06:45 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
أثر التحليق الروحي

إن من ( آثار ) التحليق الروحي - عند تحققه -
هو أن يرى ( صغر ) ما دون الحق في عينه
فمَثَله كمثل الطير الذي حلّـق في أجواء عليا
فيرى كل عناصر الأرض وهي أصغر بكثير من حجمها وهو ينظر إليها عندما يدبّ على الأرض
وعليه فإن صِغَـر الدنيا في عين صاحبها
( علامة ) صادقة لتحليق روح صاحبها في أجوائه العليا
وأما الذي يدعي التحليق
أو يتوهّم حصول مثل هذه الحالة في نفسه - وهو مُعجب بشيء من المتاع -
فليعلم أنه قد ضلّ سعيه وغلب عليه وهَـمُه
ولا زال متثاقلاً إلى الأرض لا محلّـقاً في السماء .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
10
11
2011

حميد درويش عطية 11-11-2011 06:14 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
علاج الشرود الذهني

الضعيف لا بد أن يتفرق فكره بقليل ما يسمع أو يرى
فعلاج الشرود الذهني يكون بقطع هذه الأسباب
بأن يغض بصره
أو يصلي في بيت مظلم
أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه
أو يقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره
ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة
وعلى الفرش المزينة
ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم
سعته بمقدار ما تمكن الصلاة فيه
ليكون ذلك أجمع للهمّ .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
11
11
2011
الجمعة 15 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-12-2011 05:33 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
حقيقة الخلوة والاعتزال

إن حقيقة الخلوة والاعتزال ليست ( بالهجرة ) من المكان أو ( الهجران ) للخلق
بل الخلوة بالحق تتحقق بترك الأغيار طرًّا حتى النفس
والتي هي من أكبر الأغيار ..فالمشغول برغبات نفسه
حتى في جلب المنافع الباقية لها غافل عن الحق
فضلا عن تحقيق الخلوة معه
ولو تحققت منه هذه الخلوة الحقيقية في العمر مرة واحدة
لأحدث قفزة كبرى في الطريق ، جابرا بذلك تخلفه عن ركب السائرين إليه
ومن أفضل مواضع الخلوة هذه
هو السجود الذي يمثّل الذروة في ترك الأغيار
( حساً ) إذ لايرى أحدا في حالة السجود
( ومعنىً ) لأنه أقرب ما يكون إلى ربه
وهذه هي الحركة التي اختارها الحق المتعال
عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) في بدء الخلق البشري
ومنها انشقت مسيرة السعادة والشقاء .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
12
11
11
السبت 16 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-13-2011 06:16 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
إنكار المقامات الروحية

إن من الخطأ بمكان أن ينكر الإنسان المقامات الروحية العالية
التي يمكن أن يصل إليها العبد بتسديد من ربه
هذا ( الإنكار ) لو اقترن أيضا باستصغار قدر أهل المعرفة
قد ( يعرّض ) العبد لسخط المولى الجليل
وبالتالي ( حجبه ) عن الدرجات التي كان من الممكن أن يصل إليها
لولا ما صدر منه من سوء الأدب بحق أولياء الحق
لأن الاستخفاف بأولياء الحق يعود إلى الحق نفسه
لأنهم من شؤونه ِ .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
13
11
11
الأحد 17 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-14-2011 05:46 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الخير الكثير
أطلق الحق تعالى وصف الخير الكثير
على الحكمة التي أعطيت للقمان الحكيم
وهي تحتاج إلى قلب ( مطهّر ) من الدنس لتتلقى تلك الجوهرة القيّمة
إذ من الحكمة أيضا لحاظ السنخية بين الظرف والمظروف
فإن المظروف المطهّر لا يستقر إلا في الظروف الطاهرة
ومن الموانع لتلقي هذه الحكمة :
الشرك في العمل
وعدم العمل بما يقتضيه العلم
وتوارد الخواطر والأوهام بكثافة في النفس بما يفقدها السلامة والاستقرار
فتكون مرتعا ً( للشياطين ) المانعة من إلهامات ( الملائكة ) الموكلة بذلك .
ومجمل القول أن على العبد أن يعمل بما يوجب اختيار الحق له أهلاً لتلّقي حكمته
فيُمنح مثل هذه الهبات العظمى
وقد ورد في الخبر :
{ وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح صدره لذلك وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهم العلم إلهاماً }
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
14
11
11
الاثنين 18 ذو الحجة 1432


حميد درويش عطية 11-15-2011 06:02 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الحذر من زوال النعم

ينبغي التأمل في مضمون الدعاء الوارد :
{ اللهم ارزقني عقلا كاملا
وعزماً ثاقبا
ولبا راجحا
وقلبا زكيا
وعلما كثيرا
وأدباً بارعاً
واجعل ذلك كله لي ولا تجعله عليّ }
ففيه تحذير بأن هذه النعم - على جلالتها - ليست في صالح العبد دائما
وذلك نظرا إلى :
( إمكان ) سلبها فتكون الحجة على العبد أبلغ
أو( تعريض ) صاحبها للعجب والغرور
أو عدم ( شكر ) تلك النعم بما يناسبها
أو ( استعمال ) ذلك فيما من شأنه أن يبعده عن ربه
وغير ذلك من آفات النعم التي ينبغي أن يحسن جوارها
إذ أنها وحشية تنسل عند الغفلة عنها .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
15
11
11
الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432

هند طاهر 11-15-2011 10:33 PM


لَوْ أَحْسَسْتَ أنّ الأرض بِكَوْنِهآ ضآقت ،
والقُلوب عليك قَستْ ،
ولا تَرى ولَو بَصيص ضوءٍ في أيّ شيءٍ حَولَك
، و تَغْشآك آلهمْوم من كل مكآن ..

... فَ اهتُف و بكلّ ” ثــقــه ” ..
وَ قُل بعزيمة ومن قلب صآدق :

"يآ حيّ يآقيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ولآ تكلني إلى نفسي طرفة عين".

والله .. لنّ يَخزيك الله أبدا !!

حميد درويش عطية 11-16-2011 04:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند طاهر (المشاركة 94280)
لَوْ أَحْسَسْتَ أنّ الأرض بِكَوْنِهآ ضآقت ،
والقُلوب عليك قَستْ ،
ولا تَرى ولَو بَصيص ضوءٍ في أيّ شيءٍ حَولَك
، و تَغْشآك آلهمْوم من كل مكآن ..
... فَ اهتُف و بكلّ ” ثــقــه ” ..
وَ قُل بعزيمة ومن قلب صآدق :

"يآ حيّ يآقيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ولآ تكلني إلى نفسي طرفة عين".
والله .. لنّ يَخزيك الله أبدا !!

جزاكِ اللهُ تعالى خيرا ً
أختي هند طاهر
فقد أنرتِ الدربّ بومضتك
فلا تحرمينا من الوميض هنا
فقد اشتقنا لكِ و لوميضك ِ
تحيتي
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
16
11
11
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-16-2011 05:51 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الاختبار الدقيق للقلب

إن من الاختبارات الدقيقة للقلب هو إرساله في ما يهواه من دون تكلف
ليعلم ( محطات ) هبوطه
( فاختيار ) القلب لمواقع الهوى الذي يلائمه هو الذي ( يعكس ) توجّه القلب
ومستوى ارتفاعه أو انحطاطه
وإن بلغ صاحبه من العلم النظري ما بلغ
فالقلب المـُغرم بالشهوات
عند إرساله من دون تدخل العقل في إقناعه بخلاف ميله
لهو قلب بعيد عن مدارج الكمال
لأن هذا الانتخاب التلقائي للقلب يدل على قبلته الطبيعية
وهي التي تحدد تلقائيا مسار العمل بالجوارح
وإن تكلف صاحبها خلاف ذلك
ولو ترك القلب على رسله فيما يهوى ويكره لقاد بالعبد إلى الهاوية
فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
16
11
11
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-17-2011 05:50 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الطمع في مودة القلوب

إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق - ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه
فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد ( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب
منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها
إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار
الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
17
11
11
الخميس 21 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-18-2011 05:43 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
مجمل شهوات الدنيا

إن شهوات الدنيا قد أجملها الحكيم المتعال
في النساء والبنين والأموال بأقسامها من المنقول وغيره ،
ويجمع ذلك كله :
الاستمتاع ( بالاعتبارات ) كوجاهة البنين والعشيرة ،
( والواقعيات ) كالاستمتاع بالنساء والأموال
وهذا مما يعين العاقل على مواجهة الشهوات بما يناسبها ،
لأنها بتنوعها تندرج تحت قائمة واحدة ،
وتصطبغ بصبغة واحدة وهي ملاءمتها لمقتضى الميل البشري ( السفلي ) فلو تصّرف العبد في طبيعة ميله
وجعلها تتوجه إلى قائمة أخرى من مقتضيات الميل البشري ( العلوي ) ، لزال البريق الكاذب للقائمة الأولى ،
لتحل محلها قائمة أخرى من الشهوات العالية ،
وقد قال الحق المتعال عن هؤلاء :
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
18
11
11
الجمعة 22 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-19-2011 08:16 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
ترك التسافل

إن الوظيفة الأساسية للعبد
أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض
بترك موجبات ذلك
ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج
إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده
إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى
إذ هو الذي يرفع عمله الصالح لقوله تعالى :
{ والعمل الصالح يرفعه }
وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا
لأنه القائم بذلك العمل الصالح
وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى :
{ ورفعناه مكانا عليا }
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
19
11
11
السبت 23 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-20-2011 05:38 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

إحسان من أسلم وجهه

قد يستفاد من قوله تعالى:
{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } :
أن الإحسان من حالات المسلِّم وجهه لله تعالى
فموضوع الآية في الدرجة الأولى
هو العبد الذي أصلح ( وجهة ) قلبه وأسلمها للحق وأعرض بها عمن سواه
ومن ثَمَّ صدر منه ( الصالحات ) من الأعمال كشأن من شؤون ذلك الموضوع
ومن المعلوم أن رتبة الموضوع سابقة لرتبة الحالات الطارئة عليه
وعليه فلا يؤتي الإحسان ثماره إذا لم تصلُح وجهة القلب هذه
ومن هنا لم يقبل الحق قربان قابيل
لأنه صدر من موضوعٍ لم تتحقق فيه قابلية الإحسان إذ قال تعالى :
{ إنما يتقبل الله من المتقين } .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
20
11
11
الأحد 24 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-21-2011 04:38 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
اجتثاث الرذيلة الباطنية

أسند الحق الشح في آية :
{ ومن يوق شح نفسه } إلى النفس
إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال -
منشؤه حالة في الباطن
ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) يظلُّ الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا
وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق
فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس
بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
21

11
11

الاثنين 25 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-22-2011 05:36 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
من أرجى آيات القرآن
إن من أرجى الآيات قوله تعالى :
{فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }
والسر في ذلك أنها نازلة بحق اليهود وقبائحهم من عبادة العجل
وكفران النعم ، وقتل الأنبياء ، ونقض الميثاق
مع ما رفع فوقهم من جبل الطور تخويفا لهم كما ذكر في صدر الآية :
{ ورفعنا فوقكم الطور.. .ثم توليتم من بعد ذلك }
فإذا استعمل الحق الودود ( أناتـه ) مع هؤلاء القوم
فكيف لا يستعملها مع عصاة الأمة المرحومة
( بشفاعة ) نبيها محمد ٍ( صلى الله عليه وآلهِ وسلّم )
وهم دون ما ذكر من قبائح بني إسرائيل بكثير ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
22
11
11

الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-23-2011 06:23 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
القعود على الصراط المستقيم

ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء -
في ( الاستقامة ) على الصراط
كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه
ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع
والناس صرعى على طرفيها وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم
ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة
وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط :
إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه
وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
23
11
11

الأربعاء 27 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-24-2011 05:29 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الحق أولى بحسنات العبد

إن الله تعالى أولى بحسنات العبد من نفسه
لأن كل الآثار الصادرة من العبد إنما هو من بركات ( وجود ) العبد نفسه
والحال أن وجوده إنما هو ( فيض ) من الحق المتعال حدوثا وبقاء
أضف إلى أن ( مادة ) الحسنة التي يستعملها العبد في تحقيق الحسنات
ينتسب إلى الحق نفسه بنسبة الإيجاد والخلق
فيتجلى لنا - بالنظر المنصف - أن دور العبد في تحقيق الحسنة
دور باهتٌ قياسا إلى دور الحق في ذلك
فلـيُقس دور مؤتي الزكاة من الزرع إلى دور محيي الأرض بعد موتها
وما تمر فيها من المراحل المذهلة التي مكّنت المعطي من زكاته
والتي هي أشبه بالأعجاز لولا اعتيادنا لها بتكررها
ومن هنا أسند الحق الزرع إلى نفسه رغم أن الحرث من العبد
فقال :
{ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
24

11
11

الخميس 28 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-25-2011 04:05 AM

http://www.samysoft.net/forumim/basmla/7685685.gif
الصبغة الواحدة
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته -
متصف بلون واحد وصبغة ثابتة
وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا
والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه
فهو الوحيد الذي وهبه الحق تعالى منحة العبادة ( الاختيارية )
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا
لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى سبحانه حبا وبغضا
ولذلك يباهي الحق المتعال - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به -
بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود
والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته
مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
عاشق العراق
25

11
11
الجمعة 29 ذو الحجة 1432


الساعة الآن 12:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team