منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات التربوية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   تعالوا نكتب قصص أطفال ساحرة: ورشة عمل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10508)

ايوب صابر 01-15-2013 08:55 PM

تعالوا نكتب قصص أطفال ساحرة: ورشة عمل
 
وانا اتصفح حياة وما كتب عن كاتبة قصص الاطفال السويدية استرد لندجرين صاحبة واحد من اعظم 100 كتاب في التاريخ اعجبني هذا المقال الذي كتبه الاستاذ شقير حول فن كتابة قصة للاطفال.

ووجدت ان التعرف على طريقة كتابة قصص الاطفال عند الكاتبة السويدية ربما يساعد على كتابة قصص جديدة ضمن نفس السياق الذي يبدو ناجحا جدا لانه يفترض الذكاء في الطفل ويقدم لخياله الواسع ما يريد ان يسمعه ويبتعد عن الوعظ والارشاد والتلقين المباشر.

ساحاول ادراج ما يتوفر من معلومات حول الكاتبة وطريقتها واسلوبها في الكتابة قبل ان ننطلق في محاولتنا لكتابة قصص اطفال ساحرة ضمن ورشة العمل هذه والتي آمل ان يشارك فيها كل من يحب ولديه قدرة على الكتابة الابداعية.

تابعوني هنا ....

==


كيف ندخل إلى عالم الأطفال
بقلم محمود شقير
تكتسب الكتابة الأدبية للأطفال جدواها وجدارتها، بقدر تلبيتها لاحتياجات الأطفال المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية، وبقدر ما تمكنهم من عدم الانجرار كلياً وراء ثقافة الصورة التي تحملها إلى الأطفال، أجهزة الإعلام الحديثة، التي تهدد الكتاب المقروء وتمعن في إبعاد الطفل القارئ عنه على نحو خطير.

انطلاقاً من ذلك، ومن معاينتي لعدد من النصوص الشعرية والقصصية المكتوبة للأطفال في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، فقد لاحظت أن ثمة طغياناً للوظيفة التوجيهية لأدب الأطفال على حساب الوظائف الأخرى التي لا تقل أهمية عن الوظيفة المذكورة ، بل إن هذه الوظيفة التوجيهية تتجلى في عدد من النصوص على نحو مبالغ فيه ، بحيث تبدو فيها نزعة الوعظ والرغبة في التلقين مخلة بشروط العمل الأدبي وبجمالياته، وتفضح من وجه آخر، ما تواطأ عليه الكبار من فهم خاطئ مؤداه أن الطفل كائن ضعيف مفتقر الى من يمد له يد المساعدة في كل شئ، فلا يلبث هذا التواطؤ أن يستفحل الى أقصى حد، مما يولد حالة من الاستهانة بذكاء الطفل، والمجازفة بتقديم نتاجات أدبية مختلفة، دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودون اعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناء القراءة، وهو الأمر الذي يغفله بعض كتاب الأطفال، فيكتبون للطفل أفكارهم ورؤاهم التي لا تتلاءم مع إدراكه الغض، ويقدمون له مشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتطابق مع مشاعره وأحاسيسه، للفارق الكبير بينهم وبينه في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.
إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً للكبار في بعض الأحيان. وللتدليل على ذلك أسوق بعض الأمثلة: كنت قبل فترة وجيزة، أشاهد مجموعة من الأفلام القصيرة لعدد من المخرجين من بلدان عديدة، في ذكرى جريمة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. من بينها فيلم من أفغانستان، تسأل فيه المعلمة تلاميذها الذين لا يتجاوز عمر الواحد منهم خمس سنوات: من الذي دمر برجي التجارة في نيويورك؟ يجيب أحد الأطفال: الله هو الذي دمر البرجين. يتصدى طفل آخر للتعليق على هذه الإجابة قائلاً: ولكن ليس لدى الله طائرات. يؤكد الطفل الأول: الله دمر البرجين، وهو الذي يميت الناس ويخلقهم. يعلق طفل آخر قائلاً: ليس الله مجنوناً لكي يميت الناس ثم يخلقهم.
كذلك، فقد لاحظت الأمر نفسه في نصوص بالغة التكثيف، مفاجئة، كتبها أطفال، وجمعتها الكاتبة Nanette Newman في كتاب عنوانه Small Talk، أقتبس منه ما يلي: كتبت أليس (5 سنوات) تقول: To get married you have to shave your legs I think
وكتب نورمان (6 سنوات): I wouldn't fall in love because girls are all spotty and they wisper ، وكتب نيك (6 سنوات) : my dad was going to marry my mum but he forgot. وكتبت آنا (5 سنوات) : I am helping my Mummy choose my next Daddy وكتب أندريه (6 سنوات) : once you've had a baby you can't put it back. وكتبت تينا (6 سنوات) : A new borned baby can't talk it just thinks all day
ولتجنب نزعة الوعظ والإرشاد والمباشرة في التوجه إلى الأطفال، ربما كان من المناسب التذكير بقصة " Pippi Long Stocking " للكاتبة السويدية Astrid Lindgren ، لتبيان ما يلحقه الإصرار على الوعظ المباشر والتلقين من قمع لخيال الطفل، ومن تدجين لفضوله المعرفي، ومن خلق قيود جديدة تكبله باسم الحرص عليه ، وتنشئته على نحو صحيح .
ففي هذه القصة المتميزة تتجنب الكاتبة نزعة الوعظ المباشر والتلقين تماما، وتسمح لبطلة قصتها بحرية الحركة والفوضى ، وتشجعها على كسر النظام المألوف ، وعلى القيام بمغامرات جديدة ، وعلى ارتكاب مخالفات صغيرة ، دون أي تدخل منها لنقدها أو ادانتها الا على نحو غير مباشر ، وباسلوب غاية في الذكاء ، فالطفلة " Pippi " " ليس لها أب ولا أم . وهي تحبذ ذلك ، لأنه ليس هناك من يأمرها بأن تذهب للنوم في المساء ، ولاسيما عندما تكون في قمة نشاطها وبهجتها . فهي تفعل دائما ما تريد"، وحينما كانت تخفق البيض لتحضير الفطائر لها ولصديقيها ، فان بيضة تنكسر على رأسها ولا تكترث لذلك ، بل تقول " لقد سمعت دائما أن صفار البيض مفيد للشعر "، وحينما تأكل " فهي تستلقي على الطاولة ، وتضع الطعام على الكرسي " ، حيث " لا يوجد هناك من يطلب منها أن تجلس بطريقة صحيحة "، "وعندما تنام " Pippi " تضع قدميها على الوسادة ورأسها تحت الغطاء . انها تفضل النوم بهذه الطريقة . ولا يوجد هناك من يأمرها بألا تفعل ذلك"، وفي حين " قامت " Pippi " بترتيب طاولة المطبخ بشكل جميل "، فانها شربت الشوكولاته السائلة ثم " قلبت الفنجان على رأسها كأنه " طاقية " ولكنه لم يكن فارغا تماما ، فسالت بقايا الشوكولاته على وجهها "، وبعد ذلك تلعب هي وصديقاها لعبة القفز " في أنحاء المطبخ فوق الأشياء الموجودة فيه ، دون أن يلمسوا الأرض " ، وفي النهاية يضطر صديقاها الى مغادرة بيتها، تقول صديقتها كأنها عائدة الى مكان لا يروق لها : " من المؤسف أننا يجب أن نعود الى البيت في النهاية ".
إن هذه القصة وهي تمارس تحريضها ضد السائد والمألوف ، استجابة منها لرغبات الأطفال في المشاغبة والعبث والتحدي ، لم تتوقف عن تكرار ثيمة واحدة بعينها تؤكد على أن الطفلة تعتمد في كل شئ على نفسها، وتلك قيمة تربوية ما كان يمكن لها أن تصل الى قرارة نفس الطفل الا " بالتجرؤ على الواقع ، بكسر قيوده ، وتجاوز حدوده ، واعادة تركيب العلاقات بين عناصره ، أو اعادة استخدام أدواته. ولا يتاح ذلك الا من خلال الانطلاق في الخيال الخلاق الذي يتجاسر على جمود الواقع ، ويتجاوز صلابته " على حد رأي أحد النقاد العرب.
ولعل تجربتي في الكتابة للأطفال أن توضح فهمي لكيفية الدخول إلى عالم الطفل، كما توضح بعض خصوصيات الكتابة النابعة من طبيعة الوضع الذي يحياه الشعب الفلسطيني، فقد انصبّ اهتمامي إلى حد كبير، وأنا أكتب قصصاً قصيرة ومسرحيات للأطفال، على الهم الوطني. كنت معنياً بجذب الأطفال إلى حب الوطن، وإلى التعلق بالأرض، وإلى رفض سلطة العدو المحتل للوطن والأرض. وقد ألهمتني انتفاضات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والأذى الذي يتعرض له أطفال فلسطين، كتابة قصص ترصد مشاعر الأطفال لدى رؤيتهم لجنود الاحتلال وهم يقمعون مظاهرات الاحتجاج السلمية أو يفرضون منع التجوال على المواطنين الأبرياء. وكتبت قصصاً عن أطفال حقيقيين استشهدوا على أيدي جنود الاحتلال. كتبت هذه القصص محاولاً ما أمكن تجنب المباشرة الصارخة، وكنت معنياً بأن تصل الفكرة إلى الأطفال دون شعارات أو خطب بليغة، وأعتقد أن أفضل ما كتبت في هذا المجال، قصة "الجندي واللعبة" التي استوحيت مادتها مما وقع فعلاً مع طفلتي الصغيرة على الحدود، وهي عائدة مع أمها من الأردن، حينما قام جندي إسرائيلي بتمزيق لعبتها البلاستيكية خوفاً من وجود مادة متفجرة بداخلها. بالطبع، فإنني لم أكتف بالمادة الخام لتشكيل القصة، وإنما تصرفت بهذه المادة على النحو الذي أحالها إلى قصة فنية.
فيما بعد، كتبت قصة طويلة للفتيات والفتيان، تتناول الرغبة في التعايش وإحلال السلام العادل، ومحاولة التعرف إلى تفكير الآخر، علاوة على تطرقها لبعض مظاهر تخلفنا الاجتماعي، وبالذات حينما يتعلق الأمر بالمرأة أو بالفتاة، وحينما يتعلق الأمر بالدور التقليدي الذي تلعبه المدرسة والأسرة وغيرها من مؤسساتنا الاجتماعية، ما قد يدفع بعض فتياتنا إلى طريق خاطئ، وإلى الهرب من بيت الأسرة كرد فعل على المعاملة السيئة التي يلقينها هناك. وكتبت رواية للفتيات والفتيان فيها الكثير من الخيال والفانتازيا، أناقش فيها فكرة التعايش مع الآخر أيضاً، وهي الفكرة التي يقف الاحتلال عائقاً أمامها. الرواية تنطلق من فكرة خيالية لحل الصراع، ثم تنتهي بضرورة إلغاء الأسلحة من حياة البشر والتطلع إلى الحرية والحب والطمأنينة والسلام. وفي هذه الرواية ثمة انتباه إلى التعددية التي يتسم بها المجتمع الفلسطيني، فأبطال الرواية هم من المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في حالة تامة من التفاهم والانسجام.
كذلك، فقد انتبهت في قصصي إلى الجانب الاجتماعي في حياة الأطفال. ثمة أطفال يعيشون في أسر فقيرة. كيف نتعامل مع موضوع الفقر مثلاً؟ بعض الكتاب يعمدون إلى معالجات سوداوية تدخل الحزن إلى نفوس الصغار. والمطلوب عدم إدخال الحزن إلى نفوسهم، وعدم تحميلهم ما هو أكبر من قدراتهم. إذاً، يمكن أن نتحدث عن الموضوع بطريقة حذرة ، وبما يجعل الطفل متفهماً لظروف أهله، فلا يلح في طلباته الكثيرة، وقد فعلت ذلك في بعض قصصي بحيث يكتسب الطفل خبرة جديدة ووعياً جديداً، ولكن دون الدخول به إلى تعقيدات لا حاجة له بها.
كتبت قصصاً أخرى تجعل الأطفال محبين للطبيعة من حولهم ومندفعين إلى التفاعل معها والاستمتاع بمظاهرها من مطر وغيم وأشجار وجبال. ولعلنا نتذكر تلك الجملة التي وصف فيها الروائي الكولومبي الشهير غارسيا ماركيز، علاقة أهل المدينة بالريف، حينما قال إنهم حينما يتحدثون عن الريف، يقولون: إنه ذلك المكان العجيب الذي تمشي فيه الدجاجات وهي نيئة! (وذلك انطلاقاً من أنهم لا يرون الدجاج إلا وهو مشوي خلف الفاترينات الزجاجية للمطاعم). وقد كتبت قصصاً تربوية تعلم الطفل بعض أساليب السلوك الصحيح، كما كتبت مسرحية للفتيات والفتيان حول الممارسة الديمقراطية داخل الأسرة، وكتبت مسرحية أخرى حول ضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة. ومسرحية ثالثة حول الخوف الذي يسببه الاحتلال وعساكره للأطفال الفلسطينيين، وكذلك حول ضرورة انصراف الأطفال إلى دراستهم وألعابهم، وتأجيل مشاركتهم في مقاومة الاحتلال إلى أن يبلغوا سن الرشد. كما كتبت قصة اسمها "الملك الصغير"، أتحدث فيها عن أهمية التسامح وتفهم الآخر وعدم اللجوء إلى العنف لحل النزاعات.
أبطال قصصي هم من الأطفال والبشر العاديين، وأهتم في قصصي بإبراز دور البنت تماماً مثلما أهتم بدور الولد، وأهتم بدور المرأة اهتمامي بدور الرجل، كما أنني ألجأ في بعض قصصي إلى أنسنة الحيوانات والطيور والاستعانة بها لأداء أدوار البطولة في هذه القصص، وأستمد العون في ذلك من التراث العربي القديم الذي جسد في كتاب "كليلة ودمنة" حكايات تدور كلها على لسان الحيوانات، وفيها مجموعة من القيم التي ترشد الناس إلى أفضل السبل للتعامل مع بعضهم بعضاً وإلى فهم أفضل للحياة. أما الحمار فله مكانة خاصة في قصصي، وقد كتبت قصصاً عديدة بطلها حمار. وفي الوقت نفسه ففي قصصي دفاع عن حق الأطفال في اللعب. وقد كتبت قصة استفدت فيها من واحدة من شخصيات تراثنا المحكي، وأقصد هنا "الشاطر حسن" الذي يقرأ في دفتره بعض الوقت ثم يحول الجبال إلى ذهب، بمعنى أن قراءته في الدفتر تجعل أوامره مطاعة. يستعير الطفل "ماهر" الدفتر من الشاطر حسن ثم يحول رجال الحي الذي يقيم فيه إلى ملوك ونساء الحي إلى ملكات مدة يوم كامل، لكي تتاح له ولأصدقائه من الأطفال فرصة للعب من دون تدخل من ذويهم. كل ذلك بأسلوب ساخر تتحقق من خلاله متعة القراءة، التي هي أهم شرط من شروط الكتابة للاطفال.
كما نشرت خمسة كتب تعالج موضوعات محددة ولغايات تعليمية. من بينها كتاب مكرس لذوي الاحتياجات الخاصة، آخذاً بعين الاعتبار عدم عرض هؤلاء كما لو أنهم موضوعات غريبة، وإنما ينبغي التعامل معهم كما نتعامل مع أية شخصية طبيعية تقوم بأعمال طبيعية، منتبهاً في الوقت نفسه إلى حقيقة وجود حواجز في المجتمع تعرقل محاولات المعاق نحو حياة طبيعية ناجحة، حيث أن غالبية المعاقين يعانون من التمييز ضدهم في مجالات العمل وفي التعليم وحتى في المواصلات العامة وغيرها من مجالات الحياة اليومية. وكتاب آخر مكرس لإلقاء الضوء على طبيعة معاملة الطفل. بطل الكتاب طفل يتعرض للعنف في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع، ما يجعل سلوكه عنيفا مع أقرانه من الأولاد. وكتاب آخر مكرس لمعالجة موضوع التسرب من المدرسة والذهاب إلى العمل في سن مبكرة.
أميل في الكثير من قصصي إلى الاهتمام بعنصر الفكاهة والسخرية لإمتاع الطفل أثناء القراءة، وأظن أن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى جهد خاص. وأميل إلى العناية بعنصر الخيال لما له من أهمية في إغناء عالم الطفل وتوسيع مداركه، وأحرض على استخدام اللغة الفصيحة المبسطة التي تتلاءم والتحصيل المعرفي للطفل وقدرته على الاستيعاب.
مع ذلك، أعترف بأن عالم الأطفال ليس سهلاً، والدخول إليه يحتاج إلى تحصيل معرفي وخبرة حياتية ومراس أدبي، وأعترف أن بعض قصصي التي نشرتها في السنوات الماضية، تميل إلى التركيز على وجهات نظر خاصة بي، من دون أن تكون بالضرورة مقنعة للأطفال أو جاذبة لاهتمامهم. وحينما أقرأ بعض صفحات من كتاب "Harry Potter" للكاتبة J.K.Rowling أو أشاهد بعض مشاهد متلفزة منه، فإنني لا أجد متعة في المتابعة، ولا أفكر بكتابة مثل هذه الكتابة الممعنة في السحر والغرابة والمغامرات، لاعتقادي أن ليس هذا ما يحتاجه الأطفال في بلادي وفي العالم سواء بسواء، ومع ذلك، فإن ملايين النسخ قد بيعت من هذا الكتاب، الذي أثار اهتمام أطفال العالم على نحو أكيد، وهذا بدوره يطرح من جديد أسئلة عديدة عن: كيف ندخل إلى عالم الأطفال؟ وماذا نكتب لهم؟

تاريخ الإدراج: 7 / 1 / 2007

ايوب صابر 01-15-2013 08:57 PM

أشهر كاتبة عرفها أدب الطفل على مر التاريخ
ولدت استريد ليندجرين (Astrid Lindgren) في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسط السويد، نشأت الفتاة في بيئة تمجد القراءة، لذلك تعرفت مبكرا على القصص والروايات الخيالية، وهو ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.
بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها التي بلغت سبعة ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، و ترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 76 لغة من لغات العالم المعروفة، وتم بيع ملايين النسخ منها حول العالم.
لقبت استريد بـ (معلمة الأجيال) السويدية، والغريب أن انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ابنتي هذه الحكاية وأحبها أصدقاؤها، وبقيت ولسنوات أحكي لهم حكايات بيبي”.
قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص لهم القدرة على التفكير واتخاذ القرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن ايضا، ما أسهم في تربية أجيال من الناس ذوي شخصية قوية ومؤثرة. فالأطفال الذين قرأوا قصة “جنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدون قراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.
ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشر في حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمه كهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب، فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعد فترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها
ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن ايضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان، وبسبب إسهامتها في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، تم تأسيس منظمة “بريس” – انطلاقاً من فكرتها – لضمان حقوق الأطفال في المجتمع. ويُذكر في هذا الصدد ايضا مساهمتها في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب وبغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية، وهذا يدل على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة، تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنا بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي في داخلي”.
يلقب السويديون مدينة فيمربي مسقط رأس الكاتبة، بمدينة استريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها.
وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.


توفيت استريد ليندجرين عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002، وبعد رحيلها سجلت في حقها الكثير من الشهادات، كان أبرزها ما قاله ملك السويد كارل جرستاف: “لقد عنت استريد ليندجرين عبر كتاباتها المتفردة الكثير لنا جميعا، صغارا وكبارا ليس في السويد وحدها وإنما في العالم بأسره، فقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها. عوالم قصصها ممتلئة ببيئات وأناس يختلفون تماما عما هو موجود في السياق اليومي العادي والمتوقع غالبا”.
لقد عاشت استريد وفية لطفولتها التي حملتها معها حتى في شيخوختها، وظهر هذا من خلال التماع عينيها وتمردها وضحكتها الطفولية.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية

ايوب صابر 01-15-2013 08:57 PM

بيبي لونغ ستوكينغز.. الطفلة الملهمة المتمردة
صعب ان انتقي قصه من القصص التي امر بها وتمر بي خلال هذه الاجازه الصيفيه غير التقليديه باجوائها البارده في غالب الاحيان، واعلم صعوبه الحديث عن هذه الاجواء في ظل ارتفاع الحراره المرافق لانقطاعات التيار الكهربائي في احياء كثيره من مدن المملكه بما فيها الرياض. لكني ارغب في مشاركتكم في الامر لاسيما وان هذه التجارب تقل الاشاره اليها لدي الحديث عن بلد مثل السويد او مثل امريكا بولاياتها المتعدده. لابدا من حيث بدات، بالسويد، واتناول قصه ليست خلافيه تزعج السامعين.. قصه احدي الاطفال التي تناولتها رائده كتابه قصص الاطفال السويديه الاديبه استريد ليندجرينAstrid Lindgren (1907- 2002)، وهي قصه الطفله "بيبي لونغ ستوكينغز" Pippi Longstockings او بيبي ذات الجوارب الطويله. وسبب بدئي بها ان في نفسي وفي نفس اولادي شيئا من روح هذه الطفله المتمرده والمسالمه في ان مما يجعلني لا استطيع الانتقال الي موضوع اخر قبل اشفاء الغليل من مداعباتها الذكيه.
علي الرغم من ان كتابات ليندجرين مترجمه الي معظم لغات العالم وتعد الكاتبه الثامنه عشره في ترجمه اعمالها علي مستوي العالم وبيعت من كتبها حوالي 145 مليون نسخه من قصص اشهرها بيبي لونغ ستوكينغز التي ترجمت الي 60 لغه، بالاضافه الي كارلسون علي السطح، واطفال بولبيري السته او الاطفال السته المزعجين وغيرها. ولسبب او لاخر انتشرت شخصيه معينه في بلاد دون اخري لسبب يعود الي استحسان تلك الشعوب لها، فعلي سبيل المثال اعتبر كارلسون الشخصيه الكارتونيه والقصصيه رقم واحد في الاتحاد السوفييتي السابق ودول شرق اوروبا، بينما شاعت قصه بيبي في بقيه انحاء العالم. اما العالم العربي فلم يعرف هذه الكاتبه او قصصها الا في حدود ضيقه، فلم اجد لبيبي لونغ ستوكينغز الا ترجمه دار المني تحت اسم "جنان ذات الجورب الطويل". وقليل هو ما يعرف عن هذه الكاتبه الفذه وتاثيرها علي ادب الطفل في العالم العربي. ربما للموقف النقدي من كتابات ليندجرين التي تجعل البعض يتحرج من قبولها وربما لبعض الشقه بين العالم العربي والعالم الاسكندنافي، او هكذا نتصور. فما هي قصه استريد او قصه بيبي واخواتها من قصصها الاخري؟
تعتبر استريد كاتبه الهمت ملايين الاطفال حول العالم ليفكروا بطريقه مختلفه، ليفكروا لانفسهم وليسعدوا بالطبيعه ويبحثوا عن الامان فيها. يعتبرها نقادها محرضه للتمرد علي سلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه والتعليم والمجتمع لتصويرها شخصيه بيبي في صوره فتاه يتيمه الام في التاسعه تعيش في فترات طويله بمفردها في بيت يسمي "فيلا فيلاكولا" في قريه ريفيه هادئه مع حصانها الابيض المنقط بالاسود وقردها "السيد نيلسون". والدها بحار جاب المحيطات وجابتها معه في فترات متفرقه وفي فترات اخري كانا يقيمان في هذا المنزل. وهي تُصور كطفله تستطيع تدبر امرها وهي تعيش مما اثار استياء التربويين والجيران في القريه واخذ كل يريد ان ينقل بيبي الي دار لرعايه الاطفال وهي تصر ان بيتها هو بيت اطفال نظراً لانها طفله وتعيش فيه ثم انها ليست بمفردها فمعها حصانها وقردها ولا تحتاج احداً ان نقصت عليها مؤونه فلديها صندوق من القطع الذهبيه الذي تركه لها والدها من سفرياته البحريه فتصرف جنيهاً كلما رغبت في شراء شيء، وهو ما جعلها عرضه لطمع بعض اللصوص الذين تعاملت معهم بكل تسامح ومحبه وجعلتهم يحتارون في امرها، وهذا في طابع مرح. ويشارك بيبي في القصه صديقاها في البيت المجاور، تومي وانيكا اللذان يشاركانها مغامراتها ويستمتعان بجراتها وقدراتها الخارقه ويندهشان لمعرفتها بالعالم وشعوبه التي زارتها. لذلك فتمثل بيبي الشخصيه المتمرده علي السلطه المجتمعيه وسلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه، فهي لا تذهب الي المدرسه وتكتسب تعليمها من والدها وخبره السفر فحسب. وتتميز بيبي بانها حره الروح، شديده التفاؤل، منطلقه التعبير والتصرف، تحسن الظن في الجميع مع حس عال بالعداله والانصاف، وما يثير الهام الاطفال بالاضافه الي ذلك هي قوتها الخارقه فهي تستطيع ان تحمل حصانها بيد واحده، وفي قصه تحدت اقوي رجل في العالم في سيرك مر بقريتها بان حملته باثقاله علي اصبع واحده وهي تقول ان كان هو اقوي رجل في العالم فانا اقوي فتاه في العالم، واصبحت لازمه من مقولاتها التي تتناقلها الفتيات.
وبيبي ليست الشخصيه الوحيده لدي استريد التي تمثل الخروج علي السلطه العامه فهناك ايضاً شخصيه كارلسون في قصصه الثلاثه وغيره من الشخصيات التي وان كانت محبوبه الا انها تنحو الي الاستقلاليه وابداء الراي الحر. كما تحمل شخصيات استريد ليندجرين افاقاً من الخيال المتناهي والذي يردد صدي خيال الاطفال المنطلق، وتعزز انطلاقه بهذه الشخصيات التي لا تخضع لقوانين البشر وانما لقوانين الطبيعه في بيئتها المسالمه والعادله.
كنت قلقه من هذه القصه التي غزت بيتنا وانا ابحث في ثقافه السويد قبل السفر اليها وابحث عما يناسب الاطفال حتي تعرفت علي استريد وبيبي، ووجدت لها فيلماً كرتونياً طويلاً بالانجليزيه محكم الصنع والاخراج والالحان التي جعلت من زين الشرف تتسمر امام الكومبيوتر وكلما انتهي الفلم تطلب اعادته وبعد قليل انضم اليها اجواد ايضاً وقد ظننت ان قصه الطفله لن تلفت نظره لكن هناك من التفاصيل ما شده كذلك وقد اخذا يحفظان كلمات الاغاني ويرددانها وهي تقول "انا ملك نفسي، هناك سحر في كل شيء، ماذا سافعل اليوم يا تري؟" وهي تتنقل علي ظهر السفينه تساعد طاقمها ووالدها في كل تفاصيل الرحله كما تحاول انقاذ والدها بعد ان سقط في البحر.

ايوب صابر 01-15-2013 08:58 PM

كاتبة الأطفال أستريد ليندجرينبالعربية

لندن: «الشرق الأوسط»
عن دار «المنى» بالسويد، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، صدر الجزء الأول من قصة الأطفال «إميل في لنبريا»، والجزء الثاني «إميل في لنبريا يسرح ويمرح» لكاتبة الأطفال السويدية الشهيرة أستريد ليندجرين. وترجم الجزء الأول إلى العربية سعيد الجعفر، بينما ترجمت الجزء الثاني آن كريستين باتفوز نصار.
من أجواء القصة الاولى:
«هل سمعت يوماً بفتى يدعى إميل في لنبريا، الذي كان يسكن في مزرعة كاتهولت في سمولاند؟ لا؟ أحقاً؟ أؤكد لك أن جميع أبناء لنبريا كانوا يعرفون ابن عائلة سفنسون، ذاك الشقي الذي كانت مشاغباته تتجاوز عدد أيام السنة، والذي كان يخيف سكان لنبريا لدرجة أنهم قرروا إرساله إلى اميركا. أجل، أجل، ولهذا الغرض جمعوا ذات يوم بعض النقود وذهبوا بها في صرة إلى أم إميل قائلين:
«ربما تكفي هذه النقود لكي ترسلي إميل إلى اميركا»، فقد كانوا متأكدين من إن لنبريا ستصير أكثر هدوءا من دون وجود إميل فيها. وكانوا بالطبع على حق، غير ان أم إميل جن جنونها ورمت بالصرة بقوة جعلت النقود تتبعثر فوق لنبريا بكاملها».

ايوب صابر 01-15-2013 08:58 PM

استريد ليندجرين (1907=2002)م (Astrid Lindggren) كاتبة اطفال سويدية شهيرة ولدت في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسط السويد، نشأت الفتاة في بيئة تمجد القراءة، لذلك تعرفت مبكرا على القصص والروايات الخيالية، وهو ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.{{ترتيب_افتراضي بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها التي بلغت سبعة ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، و ترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 76 لغة من لغات العالم المعروفة، وتم بيع ملايين النسخ منها حول العالم.
لقبت استريد بـ (معلمة الأجيال) السويدية، والغريب أن انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ابنتي هذه الحكاية وأحبها أصدقاؤها، وبقيت ولسنوات أحكي لهم حكايات بيبي”.
قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص لهم القدرة على التفكير واتخاذ القرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن ايضا، ما أسهم في تربية أجيال من الناس ذوي شخصية قوية ومؤثرة. فالأطفال الذين قرأوا قصة “جنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدون قراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.
ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشر في حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمه كهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب، فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعد فترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها.
ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن ايضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان، وبسبب إسهامتها في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، تم تأسيس منظمة “بريس” – انطلاقاً من فكرتها – لضمان حقوق الأطفال في المجتمع. ويُذكر في هذا الصدد ايضا مساهمتها في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب وبغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية، وهذا يدل على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة، تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنا بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي في داخلي”.
يلقب السويديون مدينة فيمربي مسقط رأس الكاتبة، بمدينة استريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها.
وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.
توفيت استريد ليندجرين عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002، وبعد رحيلها سجلت في حقها الكثير من الشهادات، كان أبرزها ما قاله ملك السويد كارل جرستاف: “لقد عنت استريد ليندجرين عبر كتاباتها المتفردة الكثير لنا جميعا، صغارا وكبارا ليس في السويد وحدها وإنما في العالم بأسره، فقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها. عوالم قصصها ممتلئة ببيئات وأناس يختلفون تماما عما هو موجود في السياق اليومي العادي والمتوقع غالبا”.
لقد عاشت استريد وفية لطفولتها التي حملتها معها حتى في شيخوختها، وظهر هذا من خلال التماع عينيها وتمردها وضحكتها الطفولية.[[تصنيف:مؤلف

ايوب صابر 01-15-2013 08:59 PM

ترجمة "إميل في لنبريا" لساحرة الصغار ليندجرين





عن دار المنى بالسويد، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، صدر الجزء الأول من قصة الأطفال "إميل في لنبريا"، والجزء الثاني "إميل في لنبريا يسرح ويمرح" لكاتبة الأطفال السويدية الشهيرة أستريد ليندجرين. وترجم الجزء الأول إلى العربية سعيد الجعفر، بينما ترجمت الجزء الثاني آن كريستين باتفوز نصار.
من أجواء القصة الأولى وفق صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية:
"هل سمعت يوماً بفتى يدعى إميل في لنبريا، الذي كان يسكن في مزرعة كاتهولت في سمولاند؟ لا؟ أحقاً؟ أؤكد لك أن جميع أبناء لنبريا كانوا يعرفون ابن عائلة سفنسون، ذاك الشقي الذي كانت مشاغباته تتجاوز عدد أيام السنة، والذي كان يخيف سكان لنبريا لدرجة أنهم قرروا إرساله إلى أمريكا. أجل، أجل، ولهذا الغرض جمعوا ذات يوم بعض النقود وذهبوا بها في صرة إلى أم إميل قائلين:
"ربما تكفي هذه النقود لكي ترسلي إميل إلى أمريكا"، فقد كانوا متأكدين من إن لنبريا ستصير أكثر هدوءا من دون وجود إميل فيها. وكانوا بالطبع على حق، غير أن أم إميل جن جنونها ورمت بالصرة بقوة جعلت النقود تتبعثر فوق لنبريا بكاملها".
ولدت ساحرة الصغار أستريد ليندجرين في نوفمبر عام 1907 في بيت أحمر اللون تحيطه أشجار التفاح من كل صوب. تقول كما نقلت عنها جريدة "الاتحاد" الإماراتية: المزرعة التي عشنا فيها كان اسمها نيس وهي ما تزال تحمل نفس الاسم. المزرعة قريبة جدا من مدينة فيمربي في منطقة سمولاند.
بلغ إنتاجها أربعة وثمانين كتابا للأطفال وحوالي أربعين نصا سينمائيا وعديد من المسرحيات، هذا إضافة إلي عدد من الكتب للقارئ البالغ.. وقد تم تحويل أغلب أعمالها إن لم تكن كلها إلي أفلام ومسلسلات تلفزيونية ومسرحيات وأعمال إذاعية مختلفة.. كما ترجمت أعمالها إلي خمس وثمانين لغة حية في العالم وبيع من كتبها ما يزيد علي 130 مليون نسخة لتكون الكاتبة السويدية بل العالمية الأكثر انتشارا في القرن العشرين علي الإطلاق.
وكانت ليندجرين تؤكد أن هدف قصصها هو: "يجب أن يعرف الأطفال أن في الحياة حزنا وشرا وأن الحياة ليست أرض حكايات سعيدة فقط".
غادرت ليندجرين الحياة عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002.


أسرار أحمد 01-18-2013 08:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 136940)
وانا اتصفح حياة وما كتب عن كاتبة قصص الاطفال السويدية استرد لندجرين صاحبة واحد من اعظم 100 كتاب في التاريخ اعجبني هذا المقال الذي كتبه الاستاذ شقير حول فن كتابة قصة للاطفال.

ووجدت ان التعرف على طريقة كتابة قصص الاطفال عند الكاتبة السويدية ربما يساعد على كتابة قصص جديدة ضمن نفس السياق الذي يبدو ناجحا جدا لانه يفترض الذكاء في الطفل ويقدم لخياله الواسع ما يريد ان سمعه ويبتعد عن الوعظ والارشاد والتلقين المباشر.

ساحاول ادراج ما يتوفر من معلومات حول الكاتبة وطريقتها واسلوبها في الكتابة قبل ان ننطلق في محاولتنا لكتابة قصص اطفال ساحرة ضمن ورشة العمل هذه والتي آمل ان يشارك فيها كل من يحب ولديه قدرة على الكتابة الابداعية.

تابعوني هنا ....

==


كيف ندخل إلى عالم الأطفال
بقلم محمود شقير
تكتسب الكتابة الأدبية للأطفال جدواها وجدارتها، بقدر تلبيتها لاحتياجات الأطفال المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية، وبقدر ما تمكنهم من عدم الانجرار كلياً وراء ثقافة الصورة التي تحملها إلى الأطفال، أجهزة الإعلام الحديثة، التي تهدد الكتاب المقروء وتمعن في إبعاد الطفل القارئ عنه على نحو خطير.

انطلاقاً من ذلك، ومن معاينتي لعدد من النصوص الشعرية والقصصية المكتوبة للأطفال في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، فقد لاحظت أن ثمة طغياناً للوظيفة التوجيهية لأدب الأطفال على حساب الوظائف الأخرى التي لا تقل أهمية عن الوظيفة المذكورة ، بل إن هذه الوظيفة التوجيهية تتجلى في عدد من النصوص على نحو مبالغ فيه ، بحيث تبدو فيها نزعة الوعظ والرغبة في التلقين مخلة بشروط العمل الأدبي وبجمالياته، وتفضح من وجه آخر، ما تواطأ عليه الكبار من فهم خاطئ مؤداه أن الطفل كائن ضعيف مفتقر الى من يمد له يد المساعدة في كل شئ، فلا يلبث هذا التواطؤ أن يستفحل الى أقصى حد، مما يولد حالة من الاستهانة بذكاء الطفل، والمجازفة بتقديم نتاجات أدبية مختلفة، دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودون اعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناء القراءة، وهو الأمر الذي يغفله بعض كتاب الأطفال، فيكتبون للطفل أفكارهم ورؤاهم التي لا تتلاءم مع إدراكه الغض، ويقدمون له مشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتطابق مع مشاعره وأحاسيسه، للفارق الكبير بينهم وبينه في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.
إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً للكبار في بعض الأحيان. وللتدليل على ذلك أسوق بعض الأمثلة: كنت قبل فترة وجيزة، أشاهد مجموعة من الأفلام القصيرة لعدد من المخرجين من بلدان عديدة، في ذكرى جريمة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. من بينها فيلم من أفغانستان، تسأل فيه المعلمة تلاميذها الذين لا يتجاوز عمر الواحد منهم خمس سنوات: من الذي دمر برجي التجارة في نيويورك؟ يجيب أحد الأطفال: الله هو الذي دمر البرجين. يتصدى طفل آخر للتعليق على هذه الإجابة قائلاً: ولكن ليس لدى الله طائرات. يؤكد الطفل الأول: الله دمر البرجين، وهو الذي يميت الناس ويخلقهم. يعلق طفل آخر قائلاً: ليس الله مجنوناً لكي يميت الناس ثم يخلقهم.
كذلك، فقد لاحظت الأمر نفسه في نصوص بالغة التكثيف، مفاجئة، كتبها أطفال، وجمعتها الكاتبة Nanette Newman في كتاب عنوانه Small Talk، أقتبس منه ما يلي: كتبت أليس (5 سنوات) تقول: To get married you have to shave your legs I think
وكتب نورمان (6 سنوات): I wouldn't fall in love because girls are all spotty and they wisper ، وكتب نيك (6 سنوات) : my dad was going to marry my mum but he forgot. وكتبت آنا (5 سنوات) : I am helping my Mummy choose my next Daddy وكتب أندريه (6 سنوات) : once you've had a baby you can't put it back. وكتبت تينا (6 سنوات) : A new borned baby can't talk it just thinks all day
ولتجنب نزعة الوعظ والإرشاد والمباشرة في التوجه إلى الأطفال، ربما كان من المناسب التذكير بقصة " Pippi Long Stocking " للكاتبة السويدية Astrid Lindgren ، لتبيان ما يلحقه الإصرار على الوعظ المباشر والتلقين من قمع لخيال الطفل، ومن تدجين لفضوله المعرفي، ومن خلق قيود جديدة تكبله باسم الحرص عليه ، وتنشئته على نحو صحيح .
ففي هذه القصة المتميزة تتجنب الكاتبة نزعة الوعظ المباشر والتلقين تماما، وتسمح لبطلة قصتها بحرية الحركة والفوضى ، وتشجعها على كسر النظام المألوف ، وعلى القيام بمغامرات جديدة ، وعلى ارتكاب مخالفات صغيرة ، دون أي تدخل منها لنقدها أو ادانتها الا على نحو غير مباشر ، وباسلوب غاية في الذكاء ، فالطفلة " Pippi " " ليس لها أب ولا أم . وهي تحبذ ذلك ، لأنه ليس هناك من يأمرها بأن تذهب للنوم في المساء ، ولاسيما عندما تكون في قمة نشاطها وبهجتها . فهي تفعل دائما ما تريد"، وحينما كانت تخفق البيض لتحضير الفطائر لها ولصديقيها ، فان بيضة تنكسر على رأسها ولا تكترث لذلك ، بل تقول " لقد سمعت دائما أن صفار البيض مفيد للشعر "، وحينما تأكل " فهي تستلقي على الطاولة ، وتضع الطعام على الكرسي " ، حيث " لا يوجد هناك من يطلب منها أن تجلس بطريقة صحيحة "، "وعندما تنام " Pippi " تضع قدميها على الوسادة ورأسها تحت الغطاء . انها تفضل النوم بهذه الطريقة . ولا يوجد هناك من يأمرها بألا تفعل ذلك"، وفي حين " قامت " Pippi " بترتيب طاولة المطبخ بشكل جميل "، فانها شربت الشوكولاته السائلة ثم " قلبت الفنجان على رأسها كأنه " طاقية " ولكنه لم يكن فارغا تماما ، فسالت بقايا الشوكولاته على وجهها "، وبعد ذلك تلعب هي وصديقاها لعبة القفز " في أنحاء المطبخ فوق الأشياء الموجودة فيه ، دون أن يلمسوا الأرض " ، وفي النهاية يضطر صديقاها الى مغادرة بيتها، تقول صديقتها كأنها عائدة الى مكان لا يروق لها : " من المؤسف أننا يجب أن نعود الى البيت في النهاية ".
إن هذه القصة وهي تمارس تحريضها ضد السائد والمألوف ، استجابة منها لرغبات الأطفال في المشاغبة والعبث والتحدي ، لم تتوقف عن تكرار ثيمة واحدة بعينها تؤكد على أن الطفلة تعتمد في كل شئ على نفسها، وتلك قيمة تربوية ما كان يمكن لها أن تصل الى قرارة نفس الطفل الا " بالتجرؤ على الواقع ، بكسر قيوده ، وتجاوز حدوده ، واعادة تركيب العلاقات بين عناصره ، أو اعادة استخدام أدواته. ولا يتاح ذلك الا من خلال الانطلاق في الخيال الخلاق الذي يتجاسر على جمود الواقع ، ويتجاوز صلابته " على حد رأي أحد النقاد العرب.
ولعل تجربتي في الكتابة للأطفال أن توضح فهمي لكيفية الدخول إلى عالم الطفل، كما توضح بعض خصوصيات الكتابة النابعة من طبيعة الوضع الذي يحياه الشعب الفلسطيني، فقد انصبّ اهتمامي إلى حد كبير، وأنا أكتب قصصاً قصيرة ومسرحيات للأطفال، على الهم الوطني. كنت معنياً بجذب الأطفال إلى حب الوطن، وإلى التعلق بالأرض، وإلى رفض سلطة العدو المحتل للوطن والأرض. وقد ألهمتني انتفاضات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والأذى الذي يتعرض له أطفال فلسطين، كتابة قصص ترصد مشاعر الأطفال لدى رؤيتهم لجنود الاحتلال وهم يقمعون مظاهرات الاحتجاج السلمية أو يفرضون منع التجوال على المواطنين الأبرياء. وكتبت قصصاً عن أطفال حقيقيين استشهدوا على أيدي جنود الاحتلال. كتبت هذه القصص محاولاً ما أمكن تجنب المباشرة الصارخة، وكنت معنياً بأن تصل الفكرة إلى الأطفال دون شعارات أو خطب بليغة، وأعتقد أن أفضل ما كتبت في هذا المجال، قصة "الجندي واللعبة" التي استوحيت مادتها مما وقع فعلاً مع طفلتي الصغيرة على الحدود، وهي عائدة مع أمها من الأردن، حينما قام جندي إسرائيلي بتمزيق لعبتها البلاستيكية خوفاً من وجود مادة متفجرة بداخلها. بالطبع، فإنني لم أكتف بالمادة الخام لتشكيل القصة، وإنما تصرفت بهذه المادة على النحو الذي أحالها إلى قصة فنية.
فيما بعد، كتبت قصة طويلة للفتيات والفتيان، تتناول الرغبة في التعايش وإحلال السلام العادل، ومحاولة التعرف إلى تفكير الآخر، علاوة على تطرقها لبعض مظاهر تخلفنا الاجتماعي، وبالذات حينما يتعلق الأمر بالمرأة أو بالفتاة، وحينما يتعلق الأمر بالدور التقليدي الذي تلعبه المدرسة والأسرة وغيرها من مؤسساتنا الاجتماعية، ما قد يدفع بعض فتياتنا إلى طريق خاطئ، وإلى الهرب من بيت الأسرة كرد فعل على المعاملة السيئة التي يلقينها هناك. وكتبت رواية للفتيات والفتيان فيها الكثير من الخيال والفانتازيا، أناقش فيها فكرة التعايش مع الآخر أيضاً، وهي الفكرة التي يقف الاحتلال عائقاً أمامها. الرواية تنطلق من فكرة خيالية لحل الصراع، ثم تنتهي بضرورة إلغاء الأسلحة من حياة البشر والتطلع إلى الحرية والحب والطمأنينة والسلام. وفي هذه الرواية ثمة انتباه إلى التعددية التي يتسم بها المجتمع الفلسطيني، فأبطال الرواية هم من المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في حالة تامة من التفاهم والانسجام.
كذلك، فقد انتبهت في قصصي إلى الجانب الاجتماعي في حياة الأطفال. ثمة أطفال يعيشون في أسر فقيرة. كيف نتعامل مع موضوع الفقر مثلاً؟ بعض الكتاب يعمدون إلى معالجات سوداوية تدخل الحزن إلى نفوس الصغار. والمطلوب عدم إدخال الحزن إلى نفوسهم، وعدم تحميلهم ما هو أكبر من قدراتهم. إذاً، يمكن أن نتحدث عن الموضوع بطريقة حذرة ، وبما يجعل الطفل متفهماً لظروف أهله، فلا يلح في طلباته الكثيرة، وقد فعلت ذلك في بعض قصصي بحيث يكتسب الطفل خبرة جديدة ووعياً جديداً، ولكن دون الدخول به إلى تعقيدات لا حاجة له بها.
كتبت قصصاً أخرى تجعل الأطفال محبين للطبيعة من حولهم ومندفعين إلى التفاعل معها والاستمتاع بمظاهرها من مطر وغيم وأشجار وجبال. ولعلنا نتذكر تلك الجملة التي وصف فيها الروائي الكولومبي الشهير غارسيا ماركيز، علاقة أهل المدينة بالريف، حينما قال إنهم حينما يتحدثون عن الريف، يقولون: إنه ذلك المكان العجيب الذي تمشي فيه الدجاجات وهي نيئة! (وذلك انطلاقاً من أنهم لا يرون الدجاج إلا وهو مشوي خلف الفاترينات الزجاجية للمطاعم). وقد كتبت قصصاً تربوية تعلم الطفل بعض أساليب السلوك الصحيح، كما كتبت مسرحية للفتيات والفتيان حول الممارسة الديمقراطية داخل الأسرة، وكتبت مسرحية أخرى حول ضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة. ومسرحية ثالثة حول الخوف الذي يسببه الاحتلال وعساكره للأطفال الفلسطينيين، وكذلك حول ضرورة انصراف الأطفال إلى دراستهم وألعابهم، وتأجيل مشاركتهم في مقاومة الاحتلال إلى أن يبلغوا سن الرشد. كما كتبت قصة اسمها "الملك الصغير"، أتحدث فيها عن أهمية التسامح وتفهم الآخر وعدم اللجوء إلى العنف لحل النزاعات.
أبطال قصصي هم من الأطفال والبشر العاديين، وأهتم في قصصي بإبراز دور البنت تماماً مثلما أهتم بدور الولد، وأهتم بدور المرأة اهتمامي بدور الرجل، كما أنني ألجأ في بعض قصصي إلى أنسنة الحيوانات والطيور والاستعانة بها لأداء أدوار البطولة في هذه القصص، وأستمد العون في ذلك من التراث العربي القديم الذي جسد في كتاب "كليلة ودمنة" حكايات تدور كلها على لسان الحيوانات، وفيها مجموعة من القيم التي ترشد الناس إلى أفضل السبل للتعامل مع بعضهم بعضاً وإلى فهم أفضل للحياة. أما الحمار فله مكانة خاصة في قصصي، وقد كتبت قصصاً عديدة بطلها حمار. وفي الوقت نفسه ففي قصصي دفاع عن حق الأطفال في اللعب. وقد كتبت قصة استفدت فيها من واحدة من شخصيات تراثنا المحكي، وأقصد هنا "الشاطر حسن" الذي يقرأ في دفتره بعض الوقت ثم يحول الجبال إلى ذهب، بمعنى أن قراءته في الدفتر تجعل أوامره مطاعة. يستعير الطفل "ماهر" الدفتر من الشاطر حسن ثم يحول رجال الحي الذي يقيم فيه إلى ملوك ونساء الحي إلى ملكات مدة يوم كامل، لكي تتاح له ولأصدقائه من الأطفال فرصة للعب من دون تدخل من ذويهم. كل ذلك بأسلوب ساخر تتحقق من خلاله متعة القراءة، التي هي أهم شرط من شروط الكتابة للاطفال.
كما نشرت خمسة كتب تعالج موضوعات محددة ولغايات تعليمية. من بينها كتاب مكرس لذوي الاحتياجات الخاصة، آخذاً بعين الاعتبار عدم عرض هؤلاء كما لو أنهم موضوعات غريبة، وإنما ينبغي التعامل معهم كما نتعامل مع أية شخصية طبيعية تقوم بأعمال طبيعية، منتبهاً في الوقت نفسه إلى حقيقة وجود حواجز في المجتمع تعرقل محاولات المعاق نحو حياة طبيعية ناجحة، حيث أن غالبية المعاقين يعانون من التمييز ضدهم في مجالات العمل وفي التعليم وحتى في المواصلات العامة وغيرها من مجالات الحياة اليومية. وكتاب آخر مكرس لإلقاء الضوء على طبيعة معاملة الطفل. بطل الكتاب طفل يتعرض للعنف في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع، ما يجعل سلوكه عنيفا مع أقرانه من الأولاد. وكتاب آخر مكرس لمعالجة موضوع التسرب من المدرسة والذهاب إلى العمل في سن مبكرة.
أميل في الكثير من قصصي إلى الاهتمام بعنصر الفكاهة والسخرية لإمتاع الطفل أثناء القراءة، وأظن أن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى جهد خاص. وأميل إلى العناية بعنصر الخيال لما له من أهمية في إغناء عالم الطفل وتوسيع مداركه، وأحرض على استخدام اللغة الفصيحة المبسطة التي تتلاءم والتحصيل المعرفي للطفل وقدرته على الاستيعاب.
مع ذلك، أعترف بأن عالم الأطفال ليس سهلاً، والدخول إليه يحتاج إلى تحصيل معرفي وخبرة حياتية ومراس أدبي، وأعترف أن بعض قصصي التي نشرتها في السنوات الماضية، تميل إلى التركيز على وجهات نظر خاصة بي، من دون أن تكون بالضرورة مقنعة للأطفال أو جاذبة لاهتمامهم. وحينما أقرأ بعض صفحات من كتاب "Harry Potter" للكاتبة J.K.Rowling أو أشاهد بعض مشاهد متلفزة منه، فإنني لا أجد متعة في المتابعة، ولا أفكر بكتابة مثل هذه الكتابة الممعنة في السحر والغرابة والمغامرات، لاعتقادي أن ليس هذا ما يحتاجه الأطفال في بلادي وفي العالم سواء بسواء، ومع ذلك، فإن ملايين النسخ قد بيعت من هذا الكتاب، الذي أثار اهتمام أطفال العالم على نحو أكيد، وهذا بدوره يطرح من جديد أسئلة عديدة عن: كيف ندخل إلى عالم الأطفال؟ وماذا نكتب لهم؟

تاريخ الإدراج: 7 / 1 / 2007

متابعة باهتمام

ايوب صابر 01-21-2013 03:26 PM

شكرا لك على اهتمامك. اريد منك ان تكوني مشاركة وليس فقط متابعة.

في الخطوة التالية سنحدد هندسة وخطة كتابة قصة الاطفال من واقع ما هو مذكور هنا.

لكننا نريد مزيد من المشاركين في هذه الورشة.


ريم بدر الدين 01-22-2013 11:50 AM

و أنا أتابع باهتمام أ. أيوب صابر لأنني أعرف أنك تولي ما تعمل كل اهتمامك و محبتك
و لدي ثقة بمشاركة فاعلة مميزة من سيدة هذا المنبر و مشرفته الرائعة
تحيتي لكما

ايوب صابر 01-22-2013 11:50 AM

اهلا وسهلا استاذة ريم . حضورك سيجعل للموضوع قيمة عالية.


الساعة الآن 02:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team