منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   من فمك نكتب سيرتك:لقاء مع الشاعر علي الحوراني (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8648)

ايوب صابر 04-20-2012 11:35 PM

من فمك نكتب سيرتك:لقاء مع الشاعر علي الحوراني
 
في قصيدته "هواجس" يقول الشاعر الكبير على الحوراني

"تركت هواجسي الحمقى
وكان الباب مفتوحاً وقد دلفت جواريها
وكنت أغطّ في نوم على الأمل الذي رسمت
حروف قصائدي الثكلى نواصيها
وما أبقيت من حلمٍي،
سوى سطرين مرتعشين من ماضٍ
وفعلٍ حاضرٍ ..صنعا قوافيها.".

يا سكان منابر الكرام..
تعالوا نتعرف ما الذي صنع ويصنع قوافي القصيد عند الشاعر الحوراني من خلال هذه المقابلة الصحفية من ضمن فعاليات ( من فمك نكتب سيرتك ) والتي اشترطنا عليه فيها ان يحدثنا عن طفولته ونشأته بصراحه وبهدف استكشاف ان كانت الطفولة صندوق اسود فعلا يصنع الصفات الشخصية ويصنع القوافي ايضا؟؟؟!!.
--
من فمك نكتب سيرتك

الأستاذ على احمد الحوراني شاعر كبير لطالما قرأنا له هنا وقد وافق مشكورا على ان نجري معه هذه المقابلة الصحفية، والتي تقوم على البوح الصريح.


يسرنا أن نلتقي به هنا لنسأله مجموعة أسئلة والتي نرجو أن يجيب عنها بكل صراحة وأريحية وتفصيل....وعلى أمل أن نتمكن في النهاية من وضع سيرة ذاتية متكاملة وتفصيلية للأستاذ الحوراني تنشر في موسوعة منابر ثقافية - تحت التأسيس- وبما يخدم المشروع الثقافي العربي:

الأستاذ على احمد الحوراني
تحية طبية لك وشكرا على تجاوبك مع هذا المبادرة التي نحاول من خلالها كسر تابوهات الخجل والتردد والعيب الخ...والتي على ما يبدو تمنع المبدع العربي عادة من البوح والحديث عن نفسه كما تبين لنا عند طرح فكرة موسوعة منابر.

نحن وكما شرحنا في أهداف ( موسوعة منابر ثقافية ) نهدف إلى تأسيس صرح ثقافي رائد يخلد المبدعين العرب من ناحية، ومن ناحية أخرى يوفرمعلومات تفصلية(حقائق) عن حياة المبدع العربي وسيرته الذاتية، لعل هذه المعلومات تخدم عند توفرها في عمل دراسات وبحوث غاية في الأهمية وتؤسس لـ:
1- فهم جديد لقضايا الإبداع والعبقرية ومصدرها.
2- رصد وفهم الصفات والسمات الشخصية للمبدع والعبقري.
3- علاقة أحداث الطفولة بمخرجات العقول والقدرات الإبداعية العبقرية.
4- فهم جديد للشخصية الإنسانية وربما وضع نظرية للشخصية تقوم على دراسات وبيانات إحصائية وتحليله.
5- فهم سرالروعة في المخرجات الإبداعية عند أفضل الكتاب في كل المجالات.
6- فهم العلاقة بين أحداث الطفولة والقدرة على إنتاج مخرجات خالدة وذاتاثر.
7- فهم العلاقة بين طبيعة الأحداث ونوعية المخرجات الإبداعية.
8- أغناءالمحتوى العربي على الانترنت .
9- توفير مادة دراسة لطلاب الجامعات والباحثين والدارسين...وهكذا.

وعليه يسرنا استاذ على الحوراني أن نلتقي بك ضمن فعاليات هذه المبادرة المهمة (من فمك نكتب سيرتك الذاتية):

ايوب صابر 04-20-2012 11:37 PM

مقابلة صحفية(حصرية لايجوز نقلها او نقل اي جزء منها دون موافقة منابر ثقافية وصاحب الشأن) معالأستاذ الشاعر على الحوراني:

س‌1- هل لك أولا أن تعرفنا على نفسك:
أ‌- الاسمالكامل:
ب‌- مكان الولادة :
ت‌- سنةالولادة:
ث‌- مجالالإبداع:
ج‌- طبيعة ومجال عمل الأبوألام:

يا سكان منابر الكرام ،،

تابعوا معنا اجوبةالاستاذ الشاعر على الحوراني،على هذا السؤال والاسئلة التي سوف تتلاحق حتى نتعرف عليه تماما، ونكتبمعا سيرته مما يقوله هو بصراحة ووضوح وشجاعة ودون تنميق او تجميل.

اهلاوسهلا.

علي أحمد الحوراني 04-20-2012 11:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الأسم : علي أحمد محمد الحوراني

مكان الولاة : الأردن/ مدينة مادبا وهي مدينة هادئة ووادعة تسمى مدينة الفسيفساء لكثرة الرسومات الفسيفسائية فيها وهي مدينة سياحية

تاريخ الولادة :4/6/ 1958

مجال الإبدداع : الشعر

كان يعمل والدي سائقا يملك مركبة وكانت ظروفة المادية ميسورة وهو متوفى

والوالدة ربة بيت وهي أيضا متوفية رحمهما الله تعالى

ايوب صابر 04-21-2012 12:28 PM

نشكرك استاذ علي الحوراني على تجاوبك مع هذه المقابلة ، والى مزيد من الاسئلة :

س2 - اريد اناعود بكَ في سؤال الى بدايات التكوين...هل صدف ان قصت عليك والدتك كيف كانت ظروفهااثناء الحمل بك؟ اي كيف كانت ظروف الحمل وانت جنين؟ هل مرت الوالدة بتجربة صادمةمثلا خلال فترة الحمل تلك؟ام كان الحمل طبيعيا؟ وكم كانعمرها اثناء الحمل بك؟

س-3 كيف تصف ظروف العائلة الاقتصادية قبلالولادة وأثناء الطفولة؟ وما طبيعة عمل الأب عندها وما هي طباعه:هل كان مزاجي؟ هل كانشديد صعب المراس؟ أم متسامح؟؟ هل كان كبير السن عند الولادة؟ هل كان متواجد أثناءالطفولة؟ وهل كانت الأم تعمل وما طبيعة عملها في حينه؟ وكيف تصف مزاجها؟

س4- هل لكِ أنت تحدثنا عن ظروف النشأةوالطفولة:
ا- ظروف الولادة والطفولة المبكرة_خلال السنوات الثلاث الأولى_..هلهناك أي أحداث مهمة:
- هل كانت الولادة طبيعية.
- هل أصبت بأي أمراض في تلكالمرحلة؟خلع ولادة ؟ خلل هرموني؟
- هل هناك وجودللمرضعة؟
- هل هناك حضور مؤثر للأجدادوالجدات؟
-هل احتجت النوم في المستشفى طوال فترة المبكرة؟

ب- ظروف الدراسة وأهم الأحداث حتى الانتهاء من الدراسة المدرسية:
- الروضة؟
- المدرسة؟ الابتدائي الثانوي؟ التدريس الخصوصي؟ القراءة والمطالعة؟ وكيف كانت العلاقة مع المدرسة: هل كنت تحب الدارسة والمدرسة أم كنت تتفلت منها؟
-هل حدث أي تغير في الظروف المعيشية خلال هذه الفترة (من 3 - 18سنة) هل تعرض الوالد لظروف اقتصادية صعبة أو خسائر مالية صادمة أثناء فترة الطفولة؟
- وما هي الأحداث التي حصلت خلال هذه الفترة وتركت اثرا في الذاكرة بغضالنظر عن قيمتهابالنسبة لك؟ مثلا هل تعرض احدى زملائك في الصف لحادث؟ هل تعرضت أنت أو قريب للغرق أو لعضة حيوان (توضيح : المطلوب هنا البحث في ثنايا الذاكرة عن كل الأحداث التي تركت بصمتها في الذاكرة والتي قد لا تبدو مهمة بالنسبة لنا).
- هل حدث تغير على مكان السكن؟
- هلكان هناك سفر إلى بلاد أخرى؟وأين؟
- ما هو عدد الإخوة في العائلة ؟ وما هو الترتيب بين الإخوة والأخوات؟
- هل اختبرت الموت في هذه المرحلة وحتى سن الحادي والعشرين وكيف؟ بمعنى هل مات احد قريب منك وشكل موته صدمة أو إشكالية لك؟
- متى كانت اول مرة تعرفت على الموت؟

ننتظر الإجابات ونستمر في هذا اللقاء الصريح مع الأستاذ علي الحوراني....
تابعونا،، ولكم ان تطرحوا على الاستاذ علي اية اسئلة خاصة فيما يتعلق بالشعر والابداع ومصادره.

علي أحمد الحوراني 04-21-2012 01:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 112639)
نشكرك استاذ علي الحوراني على تجاوبك مع هذه المقابلة ، والى مزيد من الاسئلة :









س2 - اريد اناعود بكَ في سؤال الى بدايات التكوين...هل صدف ان قصت عليك والدتك كيف كانت ظروفهااثناء الحمل بك؟ اي كيف كانت ظروف الحمل وانت جنين؟ هل مرت الوالدة بتجربة صادمةمثلا خلال فترة الحمل تلك؟ام كان الحمل طبيعيا؟ وكم كانعمرها اثناء الحمل بك؟

س-3 كيف تصف ظروف العائلة الاقتصادية قبلالولادة وأثناء الطفولة؟ وما طبيعة عمل الأب عندها وما هي طباعه:هل كان مزاجي؟ هل كانشديد صعب المراس؟ أم متسامح؟؟ هل كان كبير السن عند الولادة؟ هل كان متواجد أثناءالطفولة؟ وهل كانت الأم تعمل وما طبيعة عملها في حينه؟ وكيف تصف مزاجها؟

س4- هل لكِ أنت تحدثنا عن ظروف النشأةوالطفولة:
ا- ظروف الولادة والطفولة المبكرة_خلال السنوات الثلاث الأولى_..هلهناك أي أحداث مهمة:
- هل كانت الولادة طبيعية.
- هل أصبت بأي أمراض في تلكالمرحلة؟خلع ولادة ؟ خلل هرموني؟
- هل هناك وجودللمرضعة؟
- هل هناك حضور مؤثر للأجدادوالجدات؟
-هل احتجت النوم في المستشفى طوال فترة المبكرة؟

ب- ظروف الدراسة وأهم الأحداث حتى الانتهاء من الدراسة المدرسية:
- الروضة؟
- المدرسة؟ الابتدائي الثانوي؟ التدريس الخصوصي؟ القراءة والمطالعة؟ وكيف كانت العلاقة مع المدرسة: هل كنت تحب الدارسة والمدرسة أم كنت تتفلت منها؟
-هل حدث أي تغير في الظروف المعيشية خلال هذه الفترة (من 3 - 18سنة) هل تعرض الوالد لظروف اقتصادية صعبة أو خسائر مالية صادمة أثناء فترة الطفولة؟
- وما هي الأحداث التي حصلت خلال هذه الفترة وتركت اثرا في الذاكرة بغضالنظر عن قيمتهابالنسبة لك؟ مثلا هل تعرض احدى زملائك في الصف لحادث؟ هل تعرضت أنت أو قريب للغرق أو لعضة حيوان (توضيح : المطلوب هنا البحث في ثنايا الذاكرة عن كل الأحداث التي تركت بصمتها في الذاكرة والتي قد لا تبدو مهمة بالنسبة لنا).
- هل حدث تغير على مكان السكن؟
- هلكان هناك سفر إلى بلاد أخرى؟وأين؟
- ما هو عدد الإخوة في العائلة ؟ وما هو الترتيب بين الإخوة والأخوات؟
- هل اختبرت الموت في هذه المرحلة وحتى سن الحادي والعشرين وكيف؟ بمعنى هل مات احد قريب منك وشكل موته صدمة أو إشكالية لك؟
- متى كانت اول مرة تعرفت على الموت؟

ننتظر الإجابات ونستمر في هذا اللقاء الصريح مع الأستاذ علي الحوراني....

تابعونا،، ولكم ان تطرحوا على الاستاذ علي اية اسئلة خاصة فيما يتعلق بالشعر والابداع ومصادره.


نعم كانت والدتي رحمها الله تذكر كيف كانت ولادتي وتذكر أنّها طبيعية وأنني كنت بصحة ممتازة

وأن حملها لي وولادتي كانت مريحة لها كل ذلك كانت تسرده عندما يقال أن علي غير مشاغب أو

كثير الحركة وكلما كنت أكبر كنت أكثر انضباطا من اخوتي وكانوا يقولون إنه يخجل وهذه العبارة

يطلقونها على من يتصف الأدب وكان عمرها تقريبا ثمانية وعشرون عاما كوني الثالث في الترتيب

كان والدي يمتهن السواقة ويمتلك مركبة عمومية في اعوام الستينيات وكان هذا شيئا جيدا في المجتمع حيث ظروف

الناس صعبة وكنت تدرّ دخلا جيدا تلبي طلبات وحاجات العائلة واذكر انني شاهدت سيارات والدي رحمه الله سيارة

تشبه الفوكس فايجن بحجم كبير المانية موديل الخمسينيات وكنت صغيرا جدا وكذلك سيارة مرسيدس موديل 180

صناعة الستينيات وكانت ذاكرة جميلة وأذكر في مرحلة السادس الأساسي ان أبي اشترى تلفازا من النوع الفاخر فلبس

في اوساط الستينات

ولم يكن في المنطقة التي نعيش فيها على كثرة السكان من يملك في بيته تلفازا وكانت الناس تأتي الى بيتنا في

العشرات لحضور برامج مميزة كالمصارعة مثلا وكانت شيئا عجيبا يتفاعل معه الناس

كان والدي الثلاثينيات شابا جميلا جدا وله هيبة الرجال ويحترمه الناس كثيرا ويحبونه كثيرا لدمثة خلقه وبساطة

معشره وكان كريما كل ذلك انعكس على افراد العائلة جميعا وكانت عائلتيي مكونة من الأب ولأم وثلاثة ابناء وثلاثة

بنات وكانت الوالدة كما الأمهات في تلك الأيام تحب الولد الكبير وتمييزه عن الأخرين لكننا كنا نلمس حنانها وعطفها

في كثير من الأحوال وكان لوالدي أخ كانا يعملان معا كان يحبنا كثيرا ويكرمنا فكان بمثابة أب آخر فيزيد ذلك من

سعادتنا كانت خالتنا زوجة عمي بمثابة أم ايضا ولا زلت اعتبرها بمثابة أمي وكنا نسكن في بيت واحد متسع فيما يتعلق بالدراسة لم يكن في وقتنا روضات مبكرة كنا نلتحق بالدراسة فيي

سن السابعة في الأول الأساسي من الصف الأول حتى الصف السادس واذكر في الصف الأول الأساسي انني قد اصبت

بمرض يدعى(ابو دغيم) وسبب لي الما شديدا وشفيت منه ولا اذكر امراضا أخرى وكنت متوسطا في دراستي ولا اذكر

شيئا كثيرا عنها من الصف السادس بدأ تميزي فأصبحت بمستوى جيدجدا حيث بدأت أدرك اهمية الدراسة وكنا

نتنافس زملائنا وكان ترتيبي في الصف سادسا تقريبا ثم مرت مرحلة الإعدادية بنفس المستوى ولا أذكر انني اختبرت

فترة الموت لقريب أو عزيز في هذه المرحلة الى أن دخلت مرحلة الأول الثانوي فتميزت كثيرا فأصبحت الثالث في

الترتيب الصفي في هذه الفترة بدأت تتضح معالمي الأدبية كنت أميل الى حفظ كتاب الأدب العربي وبدأت أخربش شعرا

وصرت اراسل الأذاعة في برنامج مواهب ادبية واذكر المقدم للبرنامج في احد المرات قال لي ان لديك حس شاعري

وفرحت بذلك وفي مرحلة الثاني ثانوي كنت الأول حيث توجهت الى الفرع الأدبي والذي يناسب تخصصي وكنت طالبا

معدا للفرع العلمي فبذلت جهدا كبيرا لأنتقل الى الفرع الأدبي وهنا تطور الأمر لدي فكتبت قصيدة أقلد فيها السياب

بعنوان (طلع النهار)ونشرتها في جريدة الأخبار في تلك الأيام فارتفعت معنوياتي ادبيا وكنت أسأل نفسي لماذا طلع النهار

بدلا من رحل النهار ولا أذكر منها شيئا والسبب كنت أكون فكرة عن السياب انه صاحب اتجاه ماركسي وكنت طالبا

محافظا على الصلاة وملتزما والنهار لدي يعني الأسلام وكانت القصيدة درسا في المنهاج وعلى الرغم انني كتبت ميئات من الأبيات العامودية الا

أن بدايتي كانت مع الشعر الحر وفي الثانوية العامة كان ترتيبي الثالث على المحافظةوكان ذلك عام 1978 وكان يوم

نجاحي في الثانوية متزامنا مع نجاح شقيقي محمود كان طالبا في مدرسة زراعية ولم يكمل دراسته وكان يوم نجاحنا

احتفالا مهيبا رافق نجاحنا يجتمع فيه الأهل والأقارب وتقدم فيه الهدايا والتبريكات وبعدها انتقلت مباشرة للجامعة

الأردنية وقبلت في كلية التجارة مبتعثا لكوني حاصل على ترتيب جيدجدا

ناريمان الشريف 04-21-2012 04:27 PM

سلام الله عليكم
أحسست وأنت تتحدث عن والدك يرحمه الله .. كأنك تتحدث عن والدي يرحمه الله
سيرة عطرة وتشد الانتباه ..
سعيدة بتواجدك هنا أخي علي ..



تحية ... ناريمان

ايوب صابر 04-21-2012 05:17 PM

استاذ علي اشكرك جدا على هذه الاجابة الشافية والوافية والمكتبة على شكل نص سردي جميل.

ولكن يدور في خاطري سؤال او عدة اسئلة في الواقع، انا الذي يعتقد بأن وراء كل ابداع دفقات مشاعر وخلجات قلب، والم وبؤس من نوعا ما، تكون في الغالب ناتجة عن ظروف درامية مأساوية مزلزلة في سن الطفولة والنشأة خاصة في حالة الابداع الشعري، والذي اراه يتطلب دفق هائل من المشاعر...

- فهل تقول لنا بأن طفولتك وحتى سن الجامعة كانت تخلو من اي مواقف او احداث درامية تسببت في دفقات شعور وعاطفة هائلة وحركت طوفان من المشاعر في ثنايا قلبك وعقلك؟

- هل تعتقد ان الميل للدراسة الادبية ومن ثم الميل للكتابة والابداع كان موروثا مثلا؟ ام ان الابداه موهبة؟

- ديتسوفيسكي مثلا كان يسكن بالقرب من المقبرة ومن مستشفى الامراض النفسية في حي فقير وقد تأثر بذلك كثيرا فأن لم يكن هناك عناصر درامية في حياتك الخاصة كان لها اثر فهل يعقل ان يكون مثل ذلك التأثير جاء من البيئة المحيطة لديكم؟

- هل تعمقت فعلا في ثنايا الذاكرة لنبشها واستخراج ما فيها من احداث كانت مثل العواصف على عقل طفل اثناء سني النشأة؟


- وان كانت حياتك تخلو من مثل هذه الاحداث الدرامية فما هي نظريتك بخصوص الابداع: من اين يأتي الشعر؟

- الشاعر المرحوم د. عبد اللطيف عقل في مقالة له تتحدث عن كيف تولد القصيدة لديه يقول بأن رؤية شيء جميل مثل شجرة لوز مزهرة او شيء قبيح ( اشواك من النوع الذي يحرك المشاعر) تجعله يدخل في حالة اشبه بلحظة الوجد وهي التي تجعله ينظم القريض ويقول القصائد؟

- فهل كان الجمال والحب في سني المراهقة دافعك للقول وتوليد القصائد؟ ام ان هناك ربما الما دفينا لا يمكننا تحديد شكله وطبيعته يسكن الذاكرة بل يستوطن فيها، واحيانا لا يمكننا تحديده او الحديث عنه؟

- وان لم يكن قد اختبرت او تعرفت على الموت عن قرب في مرحلة الطفولة... هل يعقل ان البيئة التي عشت فيها ربما خلقت لديك خوف وجودي من فكرة الموت، فكان هذا الشعور هو المحرك الداخلي لدفقات الاحاسيس التي تحولت الى قصائد كما يقول الوجوديين؟

- هل تعتقد ان التفوق الدراسي والقدرة على الاستمتاع بالنصوص الادبية مثل ما حصل معك في قصيدة بدر شاكر السياب يكفي لمحاكاة الشعراء وتوليد النصوص الادبية؟

يسرني ان استمع لما ستقوله هنا ثم نكمل طرح بعض الاسئلة الاخرى، وادعو المهتمين بقضايا الشعر للمشاركة في هذا الحوار حول الابداع ومن اين تأتي القصائد!.

علي أحمد الحوراني 04-21-2012 09:28 PM

ما أعرفه عن نفسي جيدا أنني كنت أميل الى جانب الحياء والى الألتزام بالتدين عند سن البلوغ وأن تفوقي الأدبي كان سببا في حبي للأدب وأن الموهبة تفجرت من هذا الجانب وحياتي كانت سعيدة لا سيما لشاب تتوفر له مقومات الحياة الطيبة حتى بعد تخرجة من الجامعة

واسرة مترابطة ويرعاها والد طيب محبوب ولا يوجد لديّ أمراض معينة كل ذلك يؤكد لدي الموهبة التي صقلتها

بالقراءة والمتابعة في أولى سنوات الجامعة حيث كنت أقرأ في الأدب وأتواجد في المكتبة بين الدواوين الشعرية

أكثر مما قرأت في كلية التجارة حتى تخرجي عام 1981

عبد السلام بركات زريق 04-21-2012 09:56 PM

السلام عليكم
الأخ الشاعر علي أحمد الحوراني
سأكتفي بمتابعتك يا صديقي وبارك الله
بالأستاذ أيوب صابر على عمق التحليل
من خلال الأسئلة التي يطرحها
وشهادتي مجروحةٌ فيك
فأنت شاعرٌ رقيق وكأنني قرأت سيرة حياتك
من قبل ، من خلال شعرك وتفاعلك مع الأخوة
كنتُ جديداً على هذا المقدور (الشبكة والمنتديات)
ولأن آل الحوراني عائلةٌ عريقةٌ من عوائل مدينتي
حماة كنتُ أقول لنفسي ولقربك مني :
ربما يفصلني عن علي هذا الجدار فقط !!
هذا شعوري أنقله بأمانة
وبعدها عرفتُ أنك من الأردن الشقيق
عذراً لإقحام نفسي هنا
أتابعك باهتمام
تقديري للجميع

ايوب صابر 04-21-2012 10:06 PM

الاستاذ عبد السلام بركات زريق

سعدت بمرورك الجميل والبهي كفجر جديد. اريدك ان تكون لجانبي دائما لنغني الحوار حول القضايا الشعرية والابداعية. وسوف نلتقيك قريبا ضمن فعاليات هذه المبادرة ( من فمك نكتب سيرتك ) طبعا اذا كان ذلك مناسبا بالنسبة لك.

شكرا

علي أحمد الحوراني 04-21-2012 10:10 PM

[quote=ناريمان الشريف;112669]
سلام الله عليكم

أحسست وأنت تتحدث عن والدك يرحمه الله .. كأنك تتحدث عن والدي يرحمه الله
سيرة عطرة وتشد الانتباه ..
سعيدة بتواجدك هنا أخي علي ..



تحية ... ناريمان

أختي ناريمان أكثر ما يشدني سيرة الأدباء وهي من الأشياء المفيدة في رسم حياة وابداع الأديب أنا أكثر سعادة بتواجدك دمت بخير وود

ايوب صابر 04-21-2012 10:17 PM

الاستاذ الشاعر الكبير الحوراني

سوف نسلم بما تقوله حول مصدر القصيد بالنسبة لك, ولن نجادل فيه اكثر من ذلك رغم ان علم البرمجة اللغوية العصبية يقول بأن وراء كل شيء سبب ومسببات.

- لكن هل لك ان تصف لنا فيسولوجية ولادة القصيدة عندك؟ اي كيف تلد القصيدة عندك؟

وردسورث wordsworth الشاعر الرومانسي الانجليزي يقول بأن الشعر over flow of emotion recollected in trangulity اي ان الشعر دفق هائل من المشاعر التي تتولد لدى الشاعر عندما ينفعل لسبب او لاخر فيقوم على اعادة تجميعها في لحظة هدوء.

- فهل تتفق مع هذا الوصف لولادة القصيدة؟

كثير من الشعراء يقول بأن القصيدة هي التي تكتبني..
- فهل القصيدة هي التي تكتبك انت ايضا؟ ام انك المسيطر والمتحكم على النص الشعري من اوله لآخره؟

- هل القصيدة عملية عقلية واعية او تولد من اللاوعي؟

علي أحمد الحوراني 04-21-2012 10:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 112704)
السلام عليكم
الأخ الشاعر علي أحمد الحوراني
سأكتفي بمتابعتك يا صديقي وبارك الله
بالأستاذ أيوب صابر على عمق التحليل
من خلال الأسئلة التي يطرحها
وشهادتي مجروحةٌ فيك
فأنت شاعرٌ رقيق وكأنني قرأت سيرة حياتك
من قبل ، من خلال شعرك وتفاعلك مع الأخوة
كنتُ جديداً على هذا المقدور (الشبكة والمنتديات)
ولأن آل الحوراني عائلةٌ عريقةٌ من عوائل مدينتي
حماة كنتُ أقول لنفسي ولقربك مني :
ربما يفصلني عن علي هذا الجدار فقط !!
هذا شعوري أنقله بأمانة
وبعدها عرفتُ أنك من الأردن الشقيق
عذراً لإقحام نفسي هنا
أتابعك باهتمام
تقديري للجميع

أخي الحبيب عبدالسلام

أنت تعلم الود الذي بيننا والأخوة التي تجمعنا من خلال هذه الربطة الأدبية الرائعة وهذا المنتدى العريق أنت قريب من القلب ولا يحجزنا جدار ابدأ وأنا قريب ايضا نحن في الأصل من شمال المملكة الأردني الهاشمية وكل شخص يأتي من الشمال من إربد يحمل لقب الحوراني وهذا لقب يشرفني وسنلتقي إن شاء الله ونهدم الجدار يا صديقي

علي أحمد الحوراني 04-21-2012 10:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 112710)
الاستاذ الشاعر الكبير الحوراني


سوف نسلم بما تقوله حول مصدر القصيد بالنسبة لك, ولن نجادل فيه اكثر من ذلك رغم ان علم البرمجة اللغوية العصبية يقول بأن وراء كل شيء سبب ومسببات.

- لكن هل لك ان تصف لنا فيسولوجية ولادة القصيدة عندك؟ اي كيف تلد القصيدة عندك؟

وردسورث wordsworth الشاعر الرومانسي الانجليزي يقول بأن الشعر over flow of emotion recollected in trangulity اي ان الشعر دفق هائل من المشاعر التي تتولد لدى الشاعر عندما ينفعل لسبب او لاخر فيقوم على اعادة تجميعها في لحظة هدوء.

- فهل تتفق مع هذا الوصف لولادة القصيدة؟

كثير من الشعراء يقول بأن القصيدة هي التي تكتبني..
- فهل القصيدة هي التي تكتبك انت ايضا؟ ام انك المسيطر والمتحكم على النص الشعري من اوله لآخره؟

- هل القصيدة عملية عقلية واعية او تولد من اللاوعي؟

اذا كان الشاعر مطبوعا صدّقه بان القصيدة تكتبه وقليل ما هم في لحظة التجلي وهي لحظة الشعور بتدفق المعاني والصور لدية تأتي القصيدة في كثير من الأحيان على شكل تدفق بيت واحد وينتهي وبعدها وأحيانا يكتب عشرة ابيات متدفقة وأحيانا قصيدة مكتملة ولاسيما يتبعها بالمراجعة والتدقيق
وأحيانا يصاب الشاعر بحالة تجعله منهمكا في الكتابه غير آبه لما يدور حوله واللحظة الجميلة هي لحظة تدقيق وتشذيب القصيدة وأنا واحد من هؤلاء تجري على لساني شطرة أو جملة تصير بعدها قصيدة
وأنا لا أحاول أن أكتب قصيدة متكلفا الا ما ندر في مناسبة معينة ولا أحبذها وأنا أعتقد أنها عملية عقلية واعية يتخللها لحظات من التجلي والتدفق الشعري العفوي الذي يميز الشاعر المطبوع عن الشاعر المتمكن من اللغة والوزن والقافية والذي قد يكتب شعرا لا روح فيه وكثيرا ما رددت عبارة الشعر يكتبني وللشعر طقوس أخرى كالكتابة في منتصف الليل حيث السكينة والهدوء

ايوب صابر 04-22-2012 10:11 AM

نستمر في اللقاء وهذا الحوار الساخن حول الشعر وقضاياه مع الأستاذ الشاعر على الحوارني ونفتح المجال للحوار معه وطرح أي أسئلة تخطر في بالكم لنتعرف أكثر على هذه الشخصية المبدعة:

أستاذ علي
س 5- عرفنا انك قد انضممت الى الجامعة الاردنية فهل لك أن تحدثنا بتفصيل اكثر عن الدراسةالجامعية والحياة اثناء الجامعة؟ متى التحقت بالجامعة ومتى تخرجت وما هو مجال التخصص؟

س 6- ما الحالة الاجتماعية (هو الوضع العائلي) الحالي؟ إن كنت متزوج متى حصل الزواج؟ ما اسم الزوجة وما مجال تخصصها وهل تعمل وما مجال عملها؟ عدد الأبناء والبنات طبعا؟ وهل وقعت أي حوادث صادمة بعد سن الحادي والعشرين؟

س7- الحياة العملية:ما مجال العمل؟

س 8 - (المؤلفات) هل لك أنتذكر لنا المخرجات الإبداعية المطبوعة إن وجدت؟ ومشاريع الكتب أي التي في طور التحضير للطباعة والنشر؟

س9 – ما هي ابرز السمات والصفات التي تتصف بها؟ هل تعتقد أن لديك شخصية قيادية؟ هل تمتلك كرزما ولك شخصية مؤثرة؟ هل أنت منفتح واجتماعي؟ أم منطوي وتحب العزلة؟

س10- هل هناك شيء آخر تريد ان تقوله لنا عن ( الشاعر علي احمد الحوراني ) وغفلنا ان نسأل عنه؟

اكتفي بهذه الأسئلة من جانبي لغرض وضع السيرة الذاتية للأستاذ علي الحوراني لكنني ابقي الباب مفتوحا لمزيد من الأسئلة ليستمر الحوار الرائع مع الأستاذ الحوراني.

لكن قبل ان اذهب ماذا تعني استاذ علي الحوراني ببيت الشعر هذا :
مزقت من شعري قصائد ثرة ....ما جاوزت حلقي ولا وجداني

علي أحمد الحوراني 04-22-2012 03:21 PM

التحقت بالجامعة الأردنية في 1978 في كلية التجارة ودرست الأدارة العامة ومن أهم الأحداث في هذه الفترة انتسابي لجماعة الأخوان المسلمين كوني كنت طالبا ملتزما بالصلاة وكانت قضايا أمتي العربية تأخذ حيّز كبير ولا سيما القضية الفلسطينية التي ملأت على قلبي وجرحت فؤادي والأخوان المسلمون يعتبرون هذه القضية قضيتهم المركزية وفي الجامعة كوّنت مصدر ثقافتي الأدبية وكنت أجلس الساعات الطوال في مكتبة الجامعة قسم الآداب أنهل من كتبها ودواوين الشعراء التي لا تتوفر في ذلك الوقة الا في الجامعات الكبيرة مثل مكتبة الجامعة فقرات الشعر الجاهلي والأسلامي وشعراء المهجر وكنت قليلا ما أقرأ في الشعر الحر


وذلك انعكس على ابداعي لاحقا ومن الأحداث الصادمة في هذه الفترة وفاة عمي بحادث سير وكان بمنزلة والدي فمرضت فترة طويلة كدت افقد دراسة الجامعة خلاله وشفيت بحمد الله وكانت صدمة عنيفة تخرجت من الجامعة والتحقت بوزارة التربية والتعليم كوني ابتعثت من خلالها فأصبحت مدرسا في مدرسة عماد الدين زنكي في مدينة مأدبا حيث ولدت وترعرت ودرست في مدارسها عملت لمدة عامين كتبت خلالهما شعرا كثيرا وخلال هذه الفترة جمعت ديوانا لا أذكر اسمه ومن خلال أحد الأصدقاء ارسلته الى محرر الصفحة الأدبية في جريدة الرأي الشاعر والأديب المعروف ابراهيم العجلوني وعرض صاحب عليه الديوان وامتدحه ولكنني لم انشره فقد كان شعرا ثائرا ولم يكن بالمستوى الذي ارضى به لذلك مزقته وعندما اتذكر اعاتب نفسي على تمزيقه ولكنني في فترة لاحقة من صقل موهبتي وقدرتي على النظم كتبت البيت التالي والذي أحتفظ به كتوقيع في المواقع الأدبية وكان من ضمن قصيدة رائعة عن الشعر :


مزقت من شعري قصائد ثرة = ما جاوزت حلقي ولا وجداني


وبعدها انطلقت مرحلة جديدة كتبت فيها الشعر الحر بشكل وفير وتجربة معمقة


التزمت فيها اللغة الجزلة والرمز والصور الشعرية الموحية وقراءة لقصيدة (سلمان)تعطي صورة واضحة عما اتحدث عنهوهذه الفترة كانت مهمة لمحاولة النشر وصعوبتها في انني احمل فكرا دينيا غير متقبل في هذا الوقت وفي عام 1983 في الفترة التي كنت فيها معلما تزوجت وبعدها التحقت في خدمة العلم وعدت الى التدريس بعد انتهاء خدمتي العسكرية بعد عدت اشهر فصلت من وضيفتي لارتباطي بجماعة الأخوان المسلمين وتركت الوظيفة الحكومية وتم


بعدها تعييني في المستشفى الأسلامي بوظيفة رئيس ديوان شؤون الموظفين


حيث كان المستشفى تابعا لجمعية المركز الأسلامي في هذه الفترة كنت مجدا في عملي نشيطا في العمل الإجتماعي منهمكا في كتابة الشعر وهذا العمل الجديد


وسّع آفق معرفتي بالناس والأدباء والدعاة وكنت في هذه الفترة ناشطا في حزب جبهة العمل الأسلامي لا أكل ولا أمل وفي عام 1990 استلم الإخوان خمسة وزارات في الحكومة الأردنية واستعان بي الدكتور عدنان الجلجولي لأكون


مديرا لمكتبه على الرغم من أنني في هذه الفترة والتي هبّت فيها رياح الديمقراطية


من خلال المجالس البرلمانية عام1989 فقد سعى رئيس لجنة الحرية العامة في مجلس النواب المرحوم المهندس احمد قطيش لأعادتي وزملائي المفصولين الى اعمالهم وعد الى وزارة التربية والتعليم وانتدبت في نفس العام مديرا لمكتب وزير الصحة بعدها عدت الى وزارتي ورفضت ان اعمل سكرتيرا للوزير وطلبت اعادتي الى ملركز عملي معلما في مدينة مأدبا وكان لي ذلك في نهاية العام1991 في اثناء هذه الفترة توجت اجازي الأدبي باصدار ديوان (في مهب الريح)لأتمكن من التفرغ للعمل الأدبي والإهتمام بشؤون اسرتي وفي غمرة من الفوضى التي رافقت الأنتخابات النيابية تركت العمل في جبهة العمل الأسلامي وكذلك جماعة الأخوان المسلمين التي أكسبتني صلابة وقوة وفكرا وأدبا وأحتراما ولا أكن لهم الا الإحترام


فبدأت أسس لعمل مدرسة خاصة تديرها زوجتي لعدم تفرغي فما زلت أعمل في وزارة التربية والتعليم وهذه مرحلة جديدة في حياتي الخاصة والأدبية

ايوب صابر 04-22-2012 04:13 PM

صراحه استاذ علي الحوار معك مشوق ويبدو ان الحديث سوف يطول معك. وان كنت ما تزل تحب الاستمرار فلدي بضعة اسئلة اخرى خطرت في بالي بعد ان قرأت اجاباتك الاخيرة:
منها :

س - انت من مواليد عام 1958 وهذا يعني انك كنت في التاسعة في عام الهزيمة العربية ( عام 67 ) والتي يبدو انه كان لها اثر كبير على الكتاب من سوريا ومصر ولبنان والذين قرأنا لهم : فكيف تصف وقع تلك الهزيمة عليك كأنسان عربي؟ وهل اثرت على وجدانك؟ وهل تعتقد انها كانت سبب ممكن لرغبتك في قول الشعر على اعتبار ان الابداع محاولة لتغيير الواقع؟

علي أحمد الحوراني 04-22-2012 06:52 PM

الفترة من عام 1989 وحتى 1994حدثت في حياتي تغيرات جذرية منها كنت أسكن في بيت مستأجر وعملت بما تيسر لي أن أنشيء بيتا متواضعا لأسرتي وحصل ذلك


وكانت أموري المالية في هذه الفترة صعبة جدا وكذلك حصل صادم عنيف تمثل بوفاة والدي رحمه الله وقد ناهز الستينات ولم يكلّ عن العمل لظروف المعيشة التي تزداد سوءا على جميع الناس في الثمانينيات وكذلك بعد اربع سنوات توفيت والدتي كنت صلبا قويا تمرست في الحياة كثيرا لم يؤثر ذلك في عزمي وبقيت أكتب وأقرأ وأطلع على


تجارب الآخرين في النجاح وهنا لابد من الحديث عن اسرتي قبل الدخول في مرحلة جديدة ومحطة من أجمل واروع المحطات في حياتي وأنا على ابواب الأربعينيات وهنا تمثلت قول الله تعالى:ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ..


كانت زوجتي ابتسام أحمد حسن العثامنة وهي من أقربائي مديرة لمدرسة حكومية ومضى على تعيينها خمسة عشر عاما فقررت ان تتقاعد من العمل وكان النظام التعليمي يسمح للمعلمة التي تحقق ستة عشر عاما من التقاعد مبكرا فقدمت للتقاعد وبعد فترة وعلى حين غفلة من التعب قلت في نفسي لماذا لا أنشيء روضة للأطفال


تشدّ من أزرنا وتساعدنا في تنشيئة الأطفال وتعليمهم فلدي ولد أسمه حسن وهو الأكبر وهذا


العام 2012 ينهي دراسة الطب وبنان التي تخرجت من الجامعة بتخصص اللغة الأنجليزية ومتفوقة وكذلك معاذ التحق بالدفاع المدني ومحمد الذي يعمل كمهندس للديكورو(اسلام) تخرجت من كلية التجارة وأنشأت روضة صغيرة بتكلفة عشرة آلاف دينار جمعتها من تقاعد زوجتي القليل وثمن سيارتي واستدنت من البنك الأسلامي لكوني لا أتعامل مع البنوك الربوية فنجح المشروع وتحقق جزء من حلمي وبعد سنة تقريبا كنت جسورا


وعملت مع أحد اصدقائي وأنشأت مدرسة اساسية وخلال ثلاثة أعوام كانت رائعة في المستوى التعليمي وتديره زوجتي المتمرسة في مجال التعليم واتابع اعمالها


بعده لم يرق لصديقي هذا العمل لانه غير مربح له في هذه الفترة وتخلّى عني وعملت وحيدا على أعادة انشاء المدرسة في مبنى مستقل عملت على بنائه بواسطة قرض طويل ونجح المشروع نجاحا باهرا لا زال يدر على العائلة دخلا


تمكنا من خلاله تدريس ابنائنا وتلبية حاجات العائلة وبمرور الوقت أصبحت المدرسة مبنا ومؤسسة ملكا للعائلة خلال هذه الفترة من 1991وحتى2009 وخلالها رزقت بعبدالله وغيث في الصف الثامنالأساسي والآخر في السادس


وكان نصيب وحظ الأبداع الأدبي قليلا في هذه الفترة ما عدا اصدار ديوان في مهب الريح الذي دخل معجم البابطيتن للشعراء العرب المعاصرين وعندما اسقرت الأمور بشكل رائع للأسرة


بدأعت أهتم بمشروعي الأدبي فزاد اتصالي بالمنتديات الأدبية ولاسيما منابر ثقافية


التي تعرفت فيها على ثلة من ارقى الأدباء والتي هي مستمرة حتى الأن اذكر منهم علاء الأديب وعمر ابو غريبة وعبدالسلام زريق وآخرون أغبطهم على رقي ادبهم وعلو منزلتهم كعلو المنابر الأدبية التي رعتنا وأنتسبت الى ملتقى الأدباء العرب ومنتدى الفكر والأدب وأكثر ما أسعدني التعرف على الشاعر الكبير جمال مرسي


وثروت سليم وفوزية قنديل وايضا انتسبت الى منتدى حكايا الأدبي وفي هذه الفترة اصدرت ديوان (فتشت في دفتر الأيام) وتقدمت به لجائزة البابطين وفي يوم الأرض لعام2012 فازت قصيدتي بالمركز الثالث وحصلت على شهادة تقدير موقعة من الشيخة الشاعرة هند القاسمي مع طباعة ديواني الثالث (قناديل في عتمة الليل)


وأعد لطباعة ديوان مخطوط أسمه (على شبق الإنتظار) هذه سيرتي الشخصية التي لم أبخل عليكم بتفاصيلها لشعوري بأهمية التفاصيل في ابداع الأديب

علي أحمد الحوراني 04-22-2012 07:17 PM

والحديث عن شخصيتي والتي يعرفها اصدقائي المقربين وزملائي في العمل هي شخصية متوازنة محب لكل فضيلة وأكره كل رذيلة أقول كلمة الحق واصدع بها لين الطباع أميل الى الود ولست قاسيا مع أولادي وفي عملي دراستي لإدارة الأعمال أكسبتني خبرة ولا سيما بعد دراستي الماجستير في ادارة الأعمال فلدي ميول قيادية
بقي أن أقول أنني تقلبت في وظائف متعددة منها رئيس قسم شؤون موظفين وحاليا رئيس قسم التعليم العام وشؤون الطلبة في مديرية لواء قصبة مادبا

علي أحمد الحوراني 04-22-2012 07:26 PM

فيما يتعلق بالحديث عن حرب 1967 نعم كنت صغيرا وهذا السن بالكاد يستطيع ان يسبر اعماقها اللهم الخوف الذي تسرّب الى النفوس واذا ما علمت ايها القارئ الكريم أنني اسكن في مدينة تطل على فلسطين ففي الأجواء الصافية نرى اريحا والقدس ونهر الأردن من منطقة مرتفعة طالما جلسنا فيها نتنسم انفاس هذه البلاد الطاهرة المقدسة فلسطين نعم اذكر وأنا صغير اسراب الطائرات واعلم انها الحراب ولكنني لا أعرف أكثر من ذلك لصغر سني حيث كنت في التاسعة من عمري ولكن من يقرأ ابداعي يرى ويعلم علم اليقين كم كان ذلك من مخزون الطفولة والشباب المتحمس وكذلك ما تمر به أمتنا من نكسات كثيرة ويميز أكثر إذا دقق في ابداعي في واثناء ربيعنا العربي
الذي أخذ جزء من منطقة الإبداع لدي

ساره الودعاني 04-22-2012 08:09 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


شكراً لا ينتهي يا استاذ أيوب على الجهد

وعميق الشكراً أيضاً على إنتقاء الضيوف :)


عرفت نفسي اني لا أجيد طرح الأسأله

ولكن سعيدة بمتابعة الشاعر الكبير علي الحوراني

الذي عرفناه بشعره الجميل وروحه الأخوية الراقية

وأرى أن لديه الكثير ليقوله ونستفيد منه..


شكراً لك يا استاذ علي الحوراني

وشكراً لك يا أستاذ ايوب


وتحية لكل المتابعين والمشاركين..

علي أحمد الحوراني 04-23-2012 01:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 112828)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


شكراً لا ينتهي يا استاذ أيوب على الجهد

وعميق الشكراً أيضاً على إنتقاء الضيوف :)


عرفت نفسي اني لا أجيد طرح الأسأله

ولكن سعيدة بمتابعة الشاعر الكبير علي الحوراني

الذي عرفناه بشعره الجميل وروحه الأخوية الراقية

وأرى أن لديه الكثير ليقوله ونستفيد منه..


شكراً لك يا استاذ علي الحوراني

وشكراً لك يا أستاذ ايوب



وتحية لكل المتابعين والمشاركين..

الكاتبة والأديبة سارة الودعاني

بل الشكر لك على المداخلة الجميلة

التي تبعث فينا العزم لنكتب أكثر

ونتعمق في الحديث ولذلك سأحاول

أن استفز الذاكرة بحثا عن اشياء لم أقلها

دمت بخير

علي أحمد الحوراني 04-23-2012 01:48 PM

هنا اشياء قد تكون مهمة في حياة الأديب لا يلقي لها بالا ولكنها مفيدة في سبر أغواره والتعرف على مصادر ابداعه كنت اثناء دراستي لسيرة الأدباء اقرأ ان الشاعر على محمود طه كتب اجمل قصائده في رحلاته ولا سيما الرحلات البحرية وما أن سنحت فرصة لمثل هذه الرحلات الجميلةللشاعر حتى قام بها ففي عام 1995 دعيت وزوجتي لزيارة المانيا من خلال وفد التقيناهم وأكرمناهم في بلادنا وكان من بينهم طبيب وزوجته طبيبة اطفال فزرناهم وكانوا قد أعدوا لنا برنامجا رائعا زرنا مدينة برلين العريقة وكل اماكنها بما فيها سور برلين وزرنا بحر الشمال أو ما يطلق عليه بحر البلطيق واذكر أنني كتبت قصيدة على شاطيئه وكان شاطئا رائعا لبحر عظيم لا زلت محتفظا بها ومطلعها على شاطئ ناعم كالحرير / ينام الأوز حالما بالسلام .. في حين أننا في بلادنا نصحو وننام على اجواء الحرب والدمار وكانت الرحلة لمدة اسبوعين قمنا بزيارات بحرية وبرية وتذوقنا الوانا من الأطعمة وكانت رحلة لا
تنسى أبدا تحفظهاالذاكرة الجميلة والصور التي التقطت في جميع مراحلها وقد تكون ذات أثر بالغ في حياة الشاعر حينما يرسم الجمال أو يصف الحال.

ومن الأشياء المهمة التي لم أذكرها أنني أعتز بعروبتي وديني فأبي أردني وأمي من أصول سعودية وجدتي لأمي من فلسطين فهل هذه التركيبة العربية لها أثر على مشاعر الشاعر الذي جعل جلّ شعره لأمته قد يكون ذلك

وما لم أقله أنني لم أكتب عن والدي شعرا ولم أرثه على مدى حبي العميق له فقد كنت اتقمص شخصية الرائعةودماثة خلقه
مع أني كتبت قصيدة للأم وكتبت قصيدة للزوجة التي شاركتني همومي وموهبتي رغم انها لا تميل للأدب على
اعتزازها الشديد بقصائدي وتشجيعها بنشر اشعاري مهما كلّف ذلك من مال وقصيدة لغاليتي هي القصيدة الوحيدة التي كتبتها في زوجتي التي تستحق ديوانا كاملا لكنني شاعر ملتزم ومتمسك برسم هموم أمتنا في خريفها وربيعا والأوقات تمر سريعا في حياتنا وبالمناسبة كتبت مقطع من قصيدة في رحلتنا الىبرلين بعنوان (يمضي الوقت سريعا)
والفترة التي كنت فيها ناشطا في العمل الأسلامي كانت من أضعف الفترات لأنتاجي الأدبي قد يكون العمل المستمر وبعض النشاطات هي السبب وقد يكون الأديب مقيد ضمن منظومة محددة وان كل كلمة تصدر عنه يتحمل مسؤوليتها وأن الحرية من الالتزام تفتح آفاق الابداع لدى الأديب


وما لم أقله أن الأديب العربي يلاقي الاجحاف من النخب الثقافية الرسمية فمن كان مادحا كان أديبا وان لم يفك الخط كما يقولون عندنا وان كان جادا ومبدعا فهو على الهامش وهنا تخسر الأمة مبدعيها لكن التكنولوجيا وثورة المعلومات والأتصالات أثلجت صدور المظلومين من الكتاب والأدباء المبدعين

ايوب صابر 04-23-2012 02:58 PM

الاستاذ علي الحوراني

تقول "والفترة التي كنت فيها ناشطا في العمل الأسلامي كانت من أضعف الفترات لأنتاجي الأدبي قد يكون العمل المستمر وبعض النشاطات هي السبب وقد يكون الأديب مقيد ضمن منظومة محددة وان كل كلمة تصدر عنه يتحمل مسؤوليتها وأن الحرية من الالتزام تفتح آفاق الابداع لدى الأديب".

- كنت افكر ان اسألك هذا السؤال قبل ورود هذه الاجابة عندما عرفت انك كنت تعمل ضمن نشاطات العمل الاسلامي.
س - والسؤال هو كيف تصف لنا ذلك الصراع النفسي عند شخص يرى او يؤمن بأن الشعراء يتبعهم الغاوون وبين تلك الموهبة التي لا فككاك منها وتلح عليه بان يقول القصائد دائما؟

وهناك سؤال آخر خطر لي بعد أن قرأت اجابة سابقة بخصوص الحادث الذي اصاب عمك رحمه الله:
س- كم كان عمرك وقت وقوع الحادث؟
س- هل يمكنك ان تقارن لنا بين الرغبة في قول الشعر قبل الحادث وبعد الحادث؟ هل تعتقد بأن الحادث كان سببا اضافيا دفعك لقول الشعر؟ هل الرغبة في قول الشعر اصبح اكثر الحاحا؟





ايوب صابر 04-23-2012 03:00 PM

الاستاذة سارة الودعاني

شكرا لك على مرورك ومساندتك للفكرة. ان شاء الله سوف ندعوك الى كرسي الاعتراف اذا كانت لديك الرغبة والموافقة.

بخصوص انتقاء الضيوف ربما ان الاساس الوحيد الذي تقوم عليه عملية الاختيار هو الشعور بأن هذا المبدع يوافق على الجلوس على كرسي الاعتراف من خلال اظهاره نوع من الدعم والمساندة للفكرة، ولكننا سوف نقابل كل سكان منابر في نهاية المطاف بغض النظر عن الترتيب.

علي أحمد الحوراني 04-23-2012 08:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 112917)
الاستاذ علي الحوراني

تقول "والفترة التي كنت فيها ناشطا في العمل الأسلامي كانت من أضعف الفترات لأنتاجي الأدبي قد يكون العمل المستمر وبعض النشاطات هي السبب وقد يكون الأديب مقيد ضمن منظومة محددة وان كل كلمة تصدر عنه يتحمل مسؤوليتها وأن الحرية من الالتزام تفتح آفاق الابداع لدى الأديب".

- كنت افكر ان اسألك هذا السؤال قبل ورود هذه الاجابة عندما عرفت انك كنت تعمل ضمن نشاطات العمل الاسلامي.
س - والسؤال هو كيف تصف لنا ذلك الصراع النفسي عند شخص يرى او يؤمن بأن الشعراء يتبعهم الغاوون وبين تلك الموهبة التي لا فككاك منها وتلح عليه بان يقول القصائد دائما؟

وهناك سؤال آخر خطر لي بعد أن قرأت اجابة سابقة بخصوص الحادث الذي اصاب عمك رحمه الله:
س- كم كان عمرك وقت وقوع الحادث؟
س- هل يمكنك ان تقارن لنا بين الرغبة في قول الشعر قبل الحادث وبعد الحادث؟ هل تعتقد بأن الحادث كان سببا اضافيا دفعك لقول الشعر؟ هل الرغبة في قول الشعر اصبح اكثر الحاحا؟




هناك معاناة كبيرة وصراع صعب يتملك الأديب عندما يكون موهبا ويحمل فكرة ولا سيماء دينية

تكون حائلا بينه وبين رسم الجمال الذي يتغلغل في اعماقه فلا مجال لدية في التفكير حتى في قصائد عذرية يعبّر فيها عن مكنون النفس والفكرة التي لدى الأديب ومصدرها كتاب الله أن الشعراء يتّبعهم الغاوون ليست بالصورة التي يتصورها البعض بأنها السبب في كبح جماح الأبداع لأن الأديب الواعي والمثقف يقرأ النص كاملا شاملا المعنى الذي يتحدث عن( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فلديه متسع ومندوحة يهيم فيها ضمن اطار الشرع والقول الحلال الذي لا كذب فيه أو يكون تزويرا للحقائق ومع ذلك يكون هذا الإطار ضابطا لحدود وأمكانيات الأبداع لدى الشعر وأنا منهم لكن عندما يتحرر الأديب من قيود المتابعة والمراقبة من الغير سوف يقدم ابداعا يتسوق ومكنونات النفس من العاطفة والخيال وما أقوله حقيقة فقصائدي سابقا معاني الفكرة التي أحملها ولا حقا تقرأ قصيدة أتجفوا ..أضاعت قلبها ..أو قصيدة غاليتي ووهي ايضا ضمن الحدود المسموحة
لي من تلقاء نفسي في ذات مرة في الثمانينيات وأنا أكتب قصيدة ضمنت قصيدتي غزلا وهذا اشارة لما في النفس من لواعج ومعاني قريبه من الفكرة التي تحدثت عنها ..وهذا مقطع منها مما أحفظه :
أمشي وفي عينيّ آثار انكسار
ظلمات عينيك انتحار
فوقفت ابحث عن فنار
لو كنت أملك ريشة
لرسمت قنديلا واشعلت النهار

تخلصت في هذا المقطع الموشى بالغزل فقلت : يا قدس فانتظري النهار

ومقارنة ذلك بقصيدة غاليتي نجد الفر واضحا بالتعبير والهيام ورسم الصور التي في نفس الأديبومنها:
يميناً ما سَلا قلبي
هي الشّهدُ الذي أسكرْ

ملاك في سما روحي
وقل ما شئت أو أكثرْ

تُعطّرني إذا حضرتْ
بأنواع من العنبرْ

لها في القلب خيمتها
فأصْلُ حبالها الأبهرْ

ونهرٌ دافق العزَمات
في شطآنه أسهرْ

أعدُّ فضائل الإحسان
والعرفان إذْ أفخرْ

رعتني منذ أن نَهَدتْ
بحبّ رائق المخبرْ

تناديني بلا صوت
وعندي الصوت لا يجهرْ

تمسُّ شِغاف أعماقي
كحلم مزدهي المنظرْ

أحبّ لقاءها دوما
فطعم حديثها سُكّرْ



علي أحمد الحوراني 04-23-2012 10:58 PM

كنت في العشرين من عمري عندما حدث الموت فجأة لعمي رحمه الله في حادث سير في الساعة السادسة صباحا

وكنت أهم بالذهاب الى الجامعة في عام 1979أي في السنة الثانية من الجامعة فذهبت ووالدي وأخي الى المستشفى فبادرني الممرض هل أنت أبنه فأجبته نعم وكان حقا بمقام والدي بحيث ان مصروفي اليومي منه
فأعطاني أغراضه وقال لي لا تغضب فمنذ أن جاء الى أن فارق الحياة وهو ينطق بالشهاد فاراحني ذلك كثيرا
ومع ذلك تعرضت للمرض بعد ثلاثة ايام من وفاته وكان له اولاد صغار كنت أحمل أحدهم وأقول له سترى سأكتب فيه قصائد وكنت أبكي ولكنني لم أكتب أي حرف لا أريد أن أذكر الموقف وقد يكون صعبا عليّ الكتابه تماما كما حصل عند وفاة والدي الى الآن ولا استبعد ان مثل هذا الحادث وعدم الكتابة والرثاء له يكون حافزا للأبداع
معتقدا أن الرغبة في كتابة الشعر وصقل الموهبة زاد عندي فديواني الأول كتبت معظم قصائده في الثمانينيات

ايوب صابر 04-24-2012 08:47 AM

استاذ علي الحوراني

تحية لك ،

عرضت قناة البي بي سي قبل اشهر فلم تسجيلي وثائقي حول تجربة تم فيها تعريض الام لصدمة اثناء الحمل لمعرفة اثر تلك الصدمة على دماغ الجنين وكان الطبيب يراقب طبعا من خلال الاجهزة وقع ما يجري على دماغ الجنين، وتبين كما جاء في الفلم ان الصدمات التي تقع للام وما يجري في البيئة المحيطة له اثر في تكوين الجنين ...

س- فهل تؤيد احتمالية ان يكون الجنين قد تعرض لازمات صادمة اثناء الحمل والطفولة المبكرة ؟ ام انك ترى بأن الاثر يزداد كلما تقدم العمر وزداد الوعي؟ علما بأن الاكثر عبقرية والاعظم اثر في التاريخ كانوا كلهم ايتام قبل الولادة او في السنين الاولى من العمر اي قبل الوصول الى مرحلة الوعي.
فما رأيك؟

س- بالنسبة لوفاة الوالد - رحمه الله - متى وقعت؟ في اي سن كنت؟ وهل كان اثرها اقل ام اكثر من حادث العم؟ ثم هل لمست حاجة ملحة للكتابة في الفترة التي تلت وفاته؟ الكثير من الناس يتمكنون من وضع افضل مخرجاتهم الابداعية ( توليدها ) بعد حوادث مأساوية مباشرة فهل هذا ما حصل معك؟

علي أحمد الحوراني 04-24-2012 08:18 PM

ليس شرطا أن يكون المبدعون على مسطرة قياس واحدة يقاس بها نبوغهم وابداعهم ولكن ما أعتقده أن ذلك يأتي تباعا مع تطور شخصية الأديب الموهب ومدى درجة وعية كلما ازداد في العمر وهذه فكرة كنت أحملها في ذهني في سن الشباب فكنت أقول في نفسي إن سن الخمسين سن النضج لدى المبدع المتألق المتأني المتروي في صنع ابداعه الذي رعاه بالقراءة والصقل من خلال ادوات فنية إكتملت لديه معتقدا أن الأديب قد يمر بمحطات أو مراحل في سني عمره تكون كصدمة الكهرباء تعيد كيانه من جديد والمعناة التي انعتق منها لم يعد لها الدور في الأستمرار في اطلاق طاقاته الإبداعية ومثال على ذلك ديون فتشت في دفتر الأيام كتبته في أفضل أوقات مرت عليّ وعودة الى الثمانينيات وهي صعبه في حياتي أنتجت إبداعا أعتز به كثيرا ولكن بدرجة أقل من المرحلة اللاحقة فليس شرطا لدي ان يبدع الأنسان الذي صدم في بطن أمّه وانما الأيام حبلى تلد كل جديد وعجيب وتصدم حدّ الموت وتكسب المبدع صلابة فيبدع في ثقة ويتألق في فضاء واسع.

ايوب صابر 04-24-2012 09:55 PM

شكرا استاذ علي جزيلا على لقاء جميل وحوار اجمل.

نود ان نقابل صديقك ابو غريبة اين هو ؟ هل يمكن الاتصال به لغرض اللقاء.


الساعة الآن 04:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team