منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حافية على جسر طبرية -رواية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11283)

روان عبد الكريم 06-06-2013 03:59 AM

حافية على جسر طبرية -رواية
 
الفصل الاول

طبرية - تل ابيب
زفرت ديان بحنق وهى تقف بسيارتها فى رتل السيارات المكتظة على الطريق السريع من طبرية لتل ابيب..لا يستغرق الطريق اكثر من ساعتين..لكن يبدو ان ثمة حالة طوارىء قصوى جعلتهم يغلقون الطريق..ضحكت بسخرية منذ متى لم يكن لديهم حالة طوارئ..
رن الجوال بجانبها واضيئت الشاشة برقم راؤول..عنفت نفسها بشدة وغضب على الورطة التى وضعت فيها نفسها..مازال الرنين يتواصل ..امسكت الجوال ولم تجب
ترجلت من سيارتها الصغيرة لتتنفس قليلا من الهواء النقى ولم تنسى ان ترتدى السترة الصفراء العاكسة حتى لاتصاب باذى
كانت الساعة تشير لنحو الثانية عشر مساءا بتوقيت تل ابيب..رن الجوال مرة اخرى برقم راؤول ..صرخت وهى تغلقه كلياً
- اللعنة
لقد سلمت نفسها كليا الليلة لراؤول ..هو من اقترح رحلة بحيرة طبرية وقضاء الليلة فى احد الفنادق هناك..وصلوا نحو السابعة مساء الجمعة وكان المقرر ان يمكثوا عطلة السبت كلها هناك
ثم قررت هى المغادرة فى نحو العاشرة مساء الجمعة.. تركته يغط فى نوم عميق وجسدها يشمئز قرفا
كانت افكارها كلها مع خالد..لم تكن المقارنة ابدا فى صالح راؤول
عادت بافكارها لخالد وهى تتذوق من يده ماء بحيرة طبرية العذبة ..كانت تحب دائما فى كل زيارة ان تتذوق مياه البحيرة من يده..ان صوت خالد يفتح نوافذ قلبها على مصرعيه..بينما صدمت من صوت رؤول الذى جعلها تشعران كل بؤر الجحيم اندلعت لتحرقها
اخرجت من سترتها علبة سجائرها..ادمنت السجائر فى الفترة الاخيرة..اشعلت سيجارتها الا ان انهمار الامطار الفجائى اطفئها على الفور
تخللت اصابعها فى خصلات شعرها البنية القصيرة الذى قصته مؤخرا ..كان خالد يحبه طويلا منسدلا حتى خصرها..همست بضعف والامطار تلحف وجهها بقوة ..لا شئ يكتمل
تمنت لو الامطار العاصفة مزقت جسدها او نقلتها لارض اخرى او زمن اخر..احست بالدنس يجتاحها
نخرت الرياح الباردة الهوجاء عظامها ...لجئت لسيارتها القابعة على جانب الطريق ..لسوء حظها ..نسيت المفتاح داخل السيارة..احست ان فى جبينها طعنة من خيبة الامل ..وجدت حجرا على جانب الطريق..كسرت النافذة الجانبية لتدخل سيارتها..فى بلد كاسرائيل ليس من المستحب ابدا طلب مساعدة من اى كان
جلست خلف المقود وقد اغرقت الامطار بعضا من داخل السيارة..اردات البكاء بشدة ولكنها شعرت انها تستجدى الدموع على ارصفة الامل ..اى امل تنتظره ..ماحدث قد حدث.. ولا شئ سيعيد خالد ..الذى سسلمته بيدها وليمة لذئاب الشين بيت (1)
لقد تصارعت مشاعرها بعنف فى غابة الحب والوطن واختار قلبها وطنها اسرائيل ..هى لم تعرف فى حياتها اماً سوى اسرائيل..هجرتها امها منذ طفولتها التى قضتها كلها فى الكيوبتس (2) حيثت تعملت هناك ان تنتمى فقط لدولة اسرائيل
بدأ رتل السيارت فى التحرك ببطء شديد ثم تسارعت الحركة مع توقف الامطار ..تنفست ديان الصعداء ..كانت نحو الواحدة صباحاً حينما عبرت سيارتها بزجاجها المحطم بوابة مدينة تل ابيب استرعت انتباه احد سيارت دوريات الشرطة
طلب منها التوقف والنزول بهدوء ..فتشها بمكر ويده تعبث بجسدها النحيل ..نظرت له بكراهية ..اصبح اشد صرامة معها ثم طلب منها بطاقة هويتها وانتظرت الكلمة التى تؤلم
اذنها كالعادة.. ديان الليثى ..ديان احمد الليثى ..اصبح اكثر عنفا معها واساريره تنطق بالكراهية
عربية
اجابت فى مقت
بل اسرائلية يهودية ايها الاحمق وابرزت بطاقتها الاخرى التى تبرزها فى مواقفها المحرجة
ديان الليثى مبرجمة كومبيوتر..وزارة الدفاع الاسرائيلية
اى ظابط شرطة صغير فى اسرائيل يدرك خطورة وظيفتها وقوة اتصالها لكن هذا لم يمنعه ان ينظر مرة اخرى فى بطاقتها ..تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها..الامر الذى يتناقض تماما مع مظهرها المراهق والنمش الذى يغطى وجهها وخصلات شعرها التى جفت والتصقت بجيبنها..نزعت البطاقة بقوة من يده دون ان تعيره ادنى التفاتة
ادارت سيارتها وهى تغمض عينيها واعماقها تربد يغضب مريع
مزيد من الحمقى الذين قابلتهم اليوم
فى الواحدة والنصف دلفت لشقتها فى احدى مبانى تل ابيب الحديثة بعد ان سلمت سيارتها لحارس الجراج ..اخرجت ثلة من المفاتيح للباب الحديدى ثم الباب الداخلى للمبنى
تجاهلت المصعد ..كانت متعبة لكن بها شئ من الطاقة تأبى ان تحترق
ادارت مفتاح شقتها..يأتيها صوتاً من خلفها يكمل تعذيبها لهذا اليوم
ديان ...افتقدتك اليوم
تدير جسدها وهى تحاول ان ترسم ابتسامة باهتة فى وجهه المرأة العجوز ..استغربت الحجاب الذى يغطى راسها والعباية التى اخفت جسدها..لم تتعود كل هذا التحشم من ليلى امه لخالد..اخرجها صوتها من افكارها السوداء
اليس هناك انباء عنه ديان..ثم مسحت دمعة فارة ساخنة ..اتراه مازال حياً..مرت ثلاثة اشهر

اقتربت منها ديان وهى محتارة
ليلى ..ليس لدى اى اخبار..لا اعرف لاين اخذوه
ربتت ليلى على كتف ديان بامومة ..لا بأس يا ابنتى لا بأس ..تحملى تهرؤات عجوز تبكى على على وحيدها
اومأت ديان وعينيها تهرب من نظرة ليلى المنكسرة
لا بأس
اراك فى الصباح ..انى متعبة الان
دخلت شقتها ..نظرت لصورته العابثة وضحكتة الحنون فى صورتة الكبيرة النابضة بالحياة التى تحتل حائط باكمله
اهدته له فى عيلاد ميلاده السابق ...ثمة سنة نصف مكسورة جانبية تظهر فى فى فمه..بينما تلمع عيونه فى مكر وشقاوة



تمنت لو تكسرت كل عقارب الساعة وعاد بها الزمن حيث هى وخالد فقط
ارتدت تى شيرت يصل لمنتصف ركبتها..احضرت البيتزا التى اشترتها بالامس لتأكلها..مازالت صالحة للاكل ..لعلها برودة الجو..لم تهتم بتسخينها..غص حلقها باول لقمة ثم لفظتها وتركت الباقى جانبا
نظرت مرة اخرى لصورة خالد.. ثم ادارات بصرها فى ارجاء الشقة
ثمة شئ غريب..نور المطبخ مضاء..تشعر بحركة ما فيه ..ثم انطفئ نور المطبخ مرة اخرى
راقبت الجسد الذى يقف على باب المطبخ مدثرا بالظلام وقلبها يبنبض بارتياع وصرخت
من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

..............

"هامش "

(1) شين بيت :- جهاز الامن الداخلى فى اسرائيل
(2) كيبوتس : تجمع سكانى زراعى اشتراكى متقشف تتلاشى فيه فردية الشخص ويصبح الولاء للامة اليهودية..


ايوب صابر 06-06-2013 12:48 PM

سرد قوي ومكثف وبداية مشوقة للغاية والموضوع مثير للاهتمام...فهل هذه رواية واقعية ام متخيلة؟ ساكون بانتظار كيف ستتطور الحبكة...وهل ستنجح هذه الكاتبة المصرية بأن تمنح روايتها مصداقية وتشد انتباه المتلقي خاصة انها اختارت مكان الرواية بلد ربما زارته زيارة عابرة في احسن الاحوال..فهل ذلك سيكون كافي لتتتمكن من منح روايتها المصداقية..ثم ما سر شخصية بطلة الرواية وما سر اسمها؟ فهل الليثي شخص عربي؟ او هو يهودي عربي مصري؟ وربما ان اهم ما يشد المتلقي هو نجاح الكاتبة في محورة حبكتها حول ذلك الصراع الداخلي في نفس البطلة فهي تتمزق بين حبها لخالد الذي سلمته لجهاز المخابرات وعلاقتها مع راؤؤل التي تبدو محاولة للهروب من الم تعذيب الضمير..فكيف سيتطور هذا الصراع؟

رواية تستحق المتابعة.

روان عبد الكريم 06-06-2013 04:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 147995)
سرد قوي ومكثف وبداية مشوقة للغاية والموضوع مثير للاهتمام...فهل هذه رواية واقعية ام متخيلة؟ ساكون بانتظار كيف ستتطور الحبكة...وهل ستنجح هذه الكاتبة المصرية بأن تمنح روايتها مصداقية وتشد انتباه المتلقي خاصة انها اختارت مكان الرواية بلد ربما زارته زيارة عابرة في احسن الاحوال..فهل ذلك سيكون كافي لتتتمكن من منح روايتها المصداقية..ثم ما سر شخصية بطلة الرواية وما سر اسمها؟ فهل الليثي شخص عربي؟ او هو يهودي عربي مصري؟ وربما ان اهم ما يشد المتلقي هو نجاح الكاتبة في محورة حبكتها حول ذلك الصراع الداخلي في نفس البطلة فهي تتمزق بين حبها لخالد الذي سلمته لجهاز المخابرات وعلاقتها مع راؤؤل التي تبدو محاولة للهروب من الم تعيب الضمير..فكيف سيتطور هذا الصراع؟

رواية تستحق المتابعة.

.
استاذى العزيز
اشكرك لردك على الفصل الاول من الرواية
الكاتبة لم تزر اسرائيل فى حياتها وان تخصصت فى اللغة العبرية كدراسة جامعية
بمناسبة الروايىة الواقعية ام المتخيلة اعتقد ان الرواية دائماً تكتب نفسها ..فكم من افكار ورداتنا وووجدنا الاحداث تأخذ منحى اخر تماماً..بل احيانا اتفاجئ وانا اعيد القراءة واتسأل هل هى حقيقة ام خيال
سنرى أين تأخنا الاحداث

روان عبد الكريم 06-11-2013 04:55 PM

الفصل الثاني
ضائعة فى تل ابيب




قبل ان تصرخ ديان..ظهر الجسد الطويل الممشوق ممسكاً بكوب من مشروب ما ساخن
تقدم تجاهها بثقة وهى تهتف بقوة
جنرال حاييم موفاز
ذهبت لتضغط على زر النور لمزيد من الانارة
اشار اليها بهدوء
اجلسى ديان ..هذه الاضاءة كافية لى تماماً
جلست والف سؤال يتصارع بداخلها لماذا اتى
ترى ..هل انتهى الامر يا خالد
تذكرت وهى تدلف مترددة لجهاز الشين بيت مدلية بشكوكها فى خالد
يومها جلست قرابة الساعة حتى اتى هو ..نفس الكهل الذى يجلس امامها ويضع ساقا على ساق ويرتشف ببطء مشروبه
يومها عرفت فقط اسمه وقد لا يكون اسمه بأى حال من الاحوال وانبأتها خبرتها بكينوته من المؤكد انه ينتمى ل (أمان- جهاز المخابرات الاسرائيلية)
صمتت ديان تماماً وهو يركز فى سقف الغرفة..تعلمن ديان الصمت من اقامتها فى كيبوتس نهاريا
دائما هى ديان المطيعة ..تتعرض للضرب من جميع اخوتها فى الكيبوبتس ولا تشكو ..لم تكن لديها اما لتشكو اليها ..تتحمل مداعبات المعلمين والمعلمات المتحرشة فلا تتأفف
لم تخرج من الكيبوتس سوى بشئين هى الصمت وحب بلدها ..هى لم تعرف رافقها طوال طفولتها وصباها سواه ..حباً زاد ه انخراطها فى جيش الدفاع فور خروجها من الكيبوتس حيث امضت هناك ثلاث سنوات اجبارية عانت فيهم مزيدا من الصمت والتحرشات
وضع الكوب بصوت مسموع فانتفضت ديان
قال بصوت متعجب وهو يتثائب:-
تأخرت كثيرا اليوم كثيرا ديان ثم نظر اليها مباشرة ام كان من المفترض ان تأتى الغد ..هل اضجرك راؤول كثيرا يا عزيزتى
قامت بشئ من الحدة
لا احب التطرق لأمورى الخاصة
اشار اليها بصرامة ان تجلس مرة اخرى
جلست وهى تنتفض وتغلى من الغضب ثم جمعت شتات نفسها ..هل لى ان تخبرنى سيدى بسر زيارتك المفاجئة ..نفذت كل ما ا تفقنا عليه بخصوص خالد
ضحك حاييم فى هدوء لم اتى اليوم من خالد ..ديان العزيزة ..بل اتيت من اجلك انت عزيزتى
رسم جبينها الف سؤال وهى تسال فى شك:-
من اجل انا..الشخص الوحيد الذى اعتاد الاهتمام بها وحمايتها هو خالد نفسها.
اوما حاييم وهو يهز ساقيه فى رتم بطئ
بالطبع ديان..نهتم لأمرك كثيرا..
نعلم ان خيانة خالد كانت مؤلمة لك ولنا
ان تترنحين ديان لا تركيز مطلقاً فى عملك وهى الترقية التى حصلت عليها لم تسعدك وحتى راؤول الذى وضعناه فى طريقك هربت منه بعد سويعات قليلة
ترقرت عينيها بالدمع وهى تغمم:-
وضعتموه فى طريقى
قام حاييم ووضع يديه على كتفيها
نعلم كما تعانين ديان..اسرائيل لن تتركك تعانين فى صمت ايتها البطلة ..انت واحدة من اخلص بنات اسرائيل..رغم حبك الشديد لخالد الذى مازلت تحبينه
اعترضت فى ضعف فأشار اليها ان تدعه يكمل
رغم حبك له ..عند اول شك فى ولائه ..ابلغت القيادات فيه .
وضع يده على الاريكة وهو ينظر لها بنظرة جانبيه
اريد ان تريحى ضميرك ديان
اننا نملك اقوى جهاز مخابرات فى الشرق الاوسط ان لم يكن فى العالم..ونضع عرب اسرائيل على قائمة الشك لدينا ..خالد كان مرصودا من قبل عدة اجهزة
لدينا شك فيه منذ رفض الخدمة فى جيش الدفاع كما فعلت ليلى امه..صحيح انها كانت تعمل فى قسم التمريض ولكنها قدمت خدمات جليلة لبلدها
مسحت بأناملها دموعها القليلة وهى تقول بلا مبالاة
تجنيد عرب اسرائيل ليس اجبارياً مثلنا
وافقها حاييم
لكن كنا نتوقع منه هذه الخطوة تظرا لحماسة ليلى الشديدة لخدمة اسرائيل لكنه فضل ان يسافر لوالده فى المانيا ويدرس الطيران هناك
المؤسف انه رغم تعينه كطيار اسرائيلى فى العال وقامته الطويلة بعدها فى اسرائيل كنا نتوقع منه قليل من الولاء لبلده التى ولد بها وتربى وحمل جنسيتها
تنهد ولكن كما اخبرتك دائما نخشى الدماء العربية القذرة التى تملئ اوردة هؤلاء المتجنسون بجنيستنا
نظرت اليه ديان بحدة
تراجع حاييم معتذرا
لا تنزعجى عزيزتى ..انا لا اقصدك بتاتاً..صحيح انك ولدت فى الولايات المتحدة ..لكنك جئت لاسرائيل وعمرك شهور ..تربيت فى الكيبوتس الذى اخرج خيرة قادة اسرائيل وصقور جيشها
تثائب حاييم مرة اخرى
نظرت ديان الى الساعة التى اقتربت من الثالثة فجرا
سيدى لم اعرف بعد سر زياراتك بعد هذه الحديث الطويل وانزعاجكم بشأنى..أنا بخير فقط امر بفترة من التقلبات ومعذرة لو اخبرتك ان وجودك يسبب المزيد من المشكلات لى ..تنحنحت ..خصوصا مع ليلى ..احتضنتى ليلى منذ سنوات كأبنة لها ولا اريد ان
قاطعها حاييم
ليلى ليست محور حديثنا ولا تدعيها تزعجك
فى الحقيقة انها ستكتشف الحقيقة ان عاجلا او اجلا
هتفت ديان ماذا
طرقع حاييم باصابعه
الا اذا ماذا
ردت ديان فى ضعف وتساؤل
الا اذا ماذا
امسك حاييم مرة اخرى بكتفيها
الا اذا سافرت خارج اسرائيل فى اجازة طويلة بعد الشئ
نزعت ديان ذراعه عن كتفيها بحدة
أسافر اسافر لأين
وقف امامها وهو ينظر مباشرة فى عينيها مباشرة
الى وطنك الثانى
ضحكت ياستهزاء
وهل وطن ثانى
ثبت حاييم نظره
بالطبع تعلمين وطنك الثانى ..وطن والدك
ها اقولها بصوت واضح النبرات ..
هل تسمعين ديان
تعلمين من هو وطنك الثانى ديان
هل الفظه بصوت قوى عزيزتى
مصر
هل الاسم صحيح ديان
عقد ذراعيه حول جسده
وديان تتهاوى على الاريكة وتنخرط فى نوبة بكاء مريرة





روان عبد الكريم 11-09-2013 11:11 AM

الفصل الثالث


نظرت ليلى لسماء تل ابيب وهى تستمع لاذاعة القرأن الكريم من راديوطولكرم ..كانت بحاجة للهدوء والسكينة ..بكت وهى تتذكر انه مرت سنوات طويلة لم تصلى وتسجد..سنوات نسيت فيها كينونتها ونسيت فيها انها عربية مسلمة ..كانت الساعة نحو الثالثة صباحاً بتوقيت تل ابيب

مسحت بيدها الزجاج الذى كساه الضباب وهى تتامل بسكون الشوارع الخالية حيث تسكن فى الجزء الجنوبى من تل ابيب فى الحى القديم
يبعد بيتها بضعة دقائق بالسيارة عن الميناء والشاطئ حيث اعتادت هى وصغيرها خالد التنزه
عاودت النظر وهى تبتسم فى حزن
اى بائس هذا الذى اطلق عليها تل ابيب اى ربوة الربيع بالعربية ان الصقيع والامطار تغطيها والبرد يتخلل عظامها
لم تشهد منها ليلى الا انهزام تلو الاخر وضياع تلو الاخر
تتذكرضياعها الاول حينما قرر والد خالد مغادرة اسرائيل كلها دون رجعة..اخبرها انه سأم المدينة وكره ان يعيش وسط اليهود بعد مجازر صبرا وشاتيلا ..انه حتماً سيرتكب جريمة قتل ما..هؤلاء لا سلام ولا سلم معهم قال لها بوضوح وبصوت لا ضعف فيه:-
لن اعيش مع السفاحين ..سفكة الدماء ..لن ابتسم فى وجه يهودى صباحاً وهو يشرب من دماء اهلى فى المخيمات مساءاً
..طلب منها بهدوء ان تعد اشياؤها واشياء الصغير للرحيل..سألته لأين..فاجاب وعيونه تترقرق بالدمع:-
ارض الله واسعة
نظرت له بعيون مرتعبة وقلباً مرتجف فقدت ليلى كل اخوتها الذكور فى مجزرة خانيونس عام 1956 ولم يبق من عائلتها سوى ابوها وامها وقد تركوا خلفهم لدى هروبهم جدتهم العجوز لأنهم لم يستطيعوا حملها ..وقد ركن ابوها لمولاة اليهود والخضوع لهم حتى يضمن الاقامة والحياة لعائلته..مازالت تتذكر بكاء جدتها العجوز وبكاء ابيها وعجزه عن حملها..تركوها خلفهم ولا تعرف شئ عن مصيرها بعد كل هذه السنوات..لقد استقرت وامنت وودعت الحروب والاشتباكات مع اليهود ..كانت حياتها هادئة وساكنة حتى تزوجت محمد الناغى وتوفى والداها .
كانت ترتاع من اراء زوجها وتغلق الابواب خشية ان يسمعه احدهم وهو يسب اليهود ويتوعدهم..يوم ان قرر الرحيل ..تذكرت رحيلها الاخير من خان يونس والاهوال التى قاستها وهى طفلة غريرة..بكت وهى تقول فى سريرتها
الى اين تأخذنا يا ناغى ..الى مزيد من الضياع..الى مزيد من الدماء
اخذت ابنها الذى يبلغ عام من العمر وغادرت على غير هدى قبل ان يبزغ الصباح..استوقفتها احدى الدوريات الراكبة وقادتها لاحد مخافر الشرطة الاسرائلية
ليلتها بكت ليلى حتى احمرت وجنتاها والضابط يصرخ فيها محتداً..لم ينقذها سوى دخول موشيه هركابى وهو ضابط اخر ..بهى الطلعة وسيم ..عاملها برقة وانسانية مما جعلها تروى له قصتها على الفور وعدم رغبتها فى الرحيل ابدا عن وطنها الذى عاشت فيه ..هذا هو ما علمه اياها ابوها
مولاة اليهود حتى تحتفظ بحياتها وليست حياتها فقط بل حياة خالد ابنها
اطمأنت لموشيه كثيرا وروت له كل اسرار الناغى زوجها..الذى هرب فور محاصرة قوات الامن الاسرائلية لمنزله..هرب وهو يعض على نواجذه الماً
ويتوعد ليلى بالانتقام.
اخذتها الذكريات تلو الاخرى ..تتذكر انهزامها الثانى بعد وهى تقع فريسة لموشيه..صعقها انهيارها وانحدارها..لكن لم يكن لديها اى مقاومة..عملت على التجسس على العرب الذين تعرفهم بل وتعرفت على عائلات جدد ونقلت كل اخبارهم لموشيه الذى اغدق عليها باموال تكفيها شر الحاجة

وجاء انهزامها الثالث وهى تجد نفسها حامل دون زواج ومن يهودى ..هذا الحمل الذى ابى موشيه ان تسقطه ..بل تركت تل ابيب شهور الحمل ووضعت فى مستشفى هداسا باورشليم 1..لم تحمل ابدأ طفلتها ولم تسمها ولم تأخذها فى حضنها بل حتى لم تطلب ان تفعل ..ولم تسأل موشيه عنها الا بعد سنوات من باب الفضول حينما جمعهم لقاء وهى تطلب منه ان يساعدها فى تعيين خالد فى العال الاسرائيلية ...فقد سبق ان ساعدها فى تعينها ممرضة فى جيش الدفاع الاسرائيلى

روان عبد الكريم 11-09-2013 11:14 AM

بقية الفصل

اخبرها يومها انه محظور تعيين العرب ..لكنها ذكرته ان خالد ترك اسرائيل وهو فى الثامنة عشر وانه تعلم فى المانيا وتعين بالفعل فى اللوفترهانزا الالمانية وهو طيار محترف وان سعيها لذلك ان يعود بعد سنوات من هجرها

نظرت ليلى مرة اخرى للشوارع الخالية وهى تمسح دموعها بالم
ليتنى ما تركته يعود اليك ايتها المدينة الكارهة لنا مهما فعلنا ومهما كان ولاؤنا
فجأة وجدت رجل يخرج من البناية ..هيكل جسدى تعرفه جيدا وخطوات عاصرتها سنوات راقبته وهو يركب سيارته وعرفته على الفور وهى تنظر تجاه شقة ديان وتهمس
ترى هل؟؟
#######
عبرت ديان بسيارتها شارع زنجروف يوم السبت بعد ليلة مضنية لم تذق فيها النوم بعد عرض حاييم الذى صدمها
صدمها وهو يقول
ديان ...نعلم جيدا حينما كنت فى زيارة لمصر لدى التبادل الطلابى للتطبيع مع القاهرة فى المركز الاكاديمى الاسرائيلى انك فوت رحلة الاهرام
لتزوريهم..نعنى عائلتك ديان..احمد الليثى والدك
مسحت ديان دمعة ساخنة وهى تتذكر انه مر على هذه الزيارة اكثر من عشرسنوات..كانت تملك شيئا من الفضول لمعرفة الذى انجبها ثم تركها ..فضول لا اكثر..يومها نظرت اليه وهو يدخل فيلا الندى خاصته ..القى عليها نظرة فضولية ..نظرة واحدة ثم نسيها ودخل بيته..تماما كما نسيها منذ سنوات
لم يكمل حاييم جملته وهو يراها تبكى وتنهار
ارتاحى ديان وسنتقابل الخامسة عصرا فى فندق ارمون هيكارون
وها هى تبحث عن مكان لوضع سيارتها ..ضغطت دواسة الفرامل بشئ من العنف امام الفندق بعدما ياست من ايجاد مكان لها..اعطت للحارس مفاتيح السيارة وهو يقول سيدتى
زجاجها مهشم
نظرت له باستخفاف
وهذا يدعى ان تكون اكثر حرصا عليها
لم تسمع لاعتراضه وهى تدلف للفندق قبل ساعة كاملة من الموعد المتفق عليه

روان عبد الكريم 11-09-2013 11:17 AM

الفصل الرابع


لماذا غدرت بك؟

سأل النادل ديان عن ما تريده للشراب
أجابت بشرود قهوة تركى بالحليب نفس التى يحبها خالد
جفلت وقد افاقت من شرودها وهى تنظر للشاطئ البعيد ..لم تخلع سترتها بعد ..تكومت اصابع يدها على ركبتها وشئ من البرد يكتسح جوانحها..كانت تجلس وحيدة فى مقهى الفندق الخالى من الزوار فى هذا الوقت من العام اواخر يناير 2013..هذا المقهى الذى ارتادته هى وخالد كثيراً
نظرت للقهوة الساخنة امامها وقوالب السكر بيضاء بريئة كضحكة خالد الصافية ..دمعة حارقة المت جفونها فطوحت القهوة فى الهواء..فزع النادل وهو يهرع فى اثرها. تركت بعض الشيكلات(1) على المائدة فى عصبية
ثم ركضت وركضت الى الشاطئ ..توقف هناك وهى تشهق وتتكئ بيدها على ركبيتها..بكت بشدة وهى تصرخ على الشاطئ الخالى وقت الغروب
اللعنة..دعنى يا خالد..اذهب بعيدا..وكأنى اقتفى دائما دروبك..وكأنى اقتفى غيابك..متى أنساك ايها الخائن ..لكن قسما يا خالد...ساسترجع ذاتى
ساسترجع ذاتى قالتها وهى تجلس فى انهيار على الرمال والموج يتهادى حولها وقد بدأت النوارس فى الرحيل فى صوت صاخب
مسحت الرمال عن ساقيها ..نظرت لبنطالها القصير ..كان خالد يستاء ويكفهر وجهه اذا رأها ترتديه فى الخارج وقد يخاصمها اياماً..كانت وضعته فى الخزانة مهملا .. اخرجت كل ملابسها التى قبلت الا ترتديها كى ترضيه ..عادت حرة من جديد
همست فى كآبة وهل أنا حرة؟
استرجعت نفس جلستها منذ اربع سنوات فى نفس البقعة من الشاطئ ..منزوية وحيدة ..ترقب رحيل النوارس وبوارج السفن البعيدة فى الميناء
تتابع الشمس الغاطسة كأنها تسرق معها روحها..حاولت القيام للرحيل لكن قدميها تيبست فوقعت مرة أخرى على الرمال ..امتدت يديه لمساعدتها على النهوض ..قال ناصحاً
كان عليك تلديكهما قبلاً
قالها بعبرية مهتزة
شكرته وهى تنظر لوجهه الوسيم وطوله الفارع وعينيه الآسرتين
سألته فى شك وهى تحاول أن تسترجع اين رأته من قبل فوجهه بدا مألوفاً جدا لها :-
ساكن جديد فى اسرائيل
ضحك فى سخرية
بل ساكن أصلى يا سيدتى
عقدت حاجبيها مستغربة
أجاب فى بساطة اسرتها دوماً:-
سافرت عشر سنوات وعدت فقط البارحة
اجابت فى فضول وهى تلاحظ نطقه العين والحاء فى حروفه
يهودى شرقى
ضحك ضحكة عابثة اظهرت السنة الجانبية المكسورة
بل فلسطينى عربى
انعقدت اسارير جبينها وهى تغمم
تبدو مألوفاً
رد بحيرة
نفس الشئ ..تذكرنى بشخص ما وشرد بعينيه ناحية البحر
اخرجت علبة سجائرها من جيبها وعرضت عليه واحد فرفض ووضعت اخرى بين شفتيها واعطتة الولاعة كى يشعلها لها معتذرة وهى تنظر بخبث:-
اليوم السبت ..انت تعلم انه محرم على اليهود اشعال النيران فهل فعلت لى واردفت بصوت ممطوط متعمد يحمل نبرة ازدراء
ايها العربى الفلسطينى
امسك الولاعة لبرهة فى يده ثم طوح بها فى البحر بعيدا واخذ السيجارة من بين شفتيها والقاها ثم داسها بقدميه
نظرت اليه بغضب وهو يقف متحديأً..ثم صرخت:-
عربى أحمق
لوح بقبضته لو لم تكونى امراة ..ثم ادار ظهره ورحل
راقبته وهو يمضى بعيداً على قدميه
طوحت بيدها فى الهواء وهى تضحك مستغربة نفسها..لقد حرك فيها هذا العربى الكثير فيها..ليست ملكة الرخام كما كانوا يطلقون عليها فى الجيش والجامعة.
بحثت عن ولاعتها حتى وجدتها على الشاطئ قد عبت كثير من المياه ونجحت بصعوبة فى اشعال النار بها..نظرت للسيجارة المحطمة على الرمال وهى تضحك ابقى مكانك
حينما وصلت لمنزلها ..همت باخراج سلسلة مفاتحيها للابواب الخارجية
وجدته هناك يتكئ على الجدار
نظرت اليه بتوجس وهى خائفة ..كان يضع يديها فى جيب سترته ..نادته
انت ..ماذا تفعل هنا..ماذا تريد
نظر اليها بغموض وتسلية وقد لمع شيئاً ما فى عينيه
وما شانك انت؟
اخرجت هاتفها من جيبها بشئ من العصبية وهى تهم بطلب المساعدة ..لوى ذراعها ..همس ايتها المجنونة ماذا تفعلين..ركلته بعنف فتراجع عنها وقد وقعت ارضأ ووقع الهاتف
زحفت بسرعة لتلتقط الهاتف فركله بعيدا ..صرخت ديان وقد بدأ البعض فى التجمع وقبل ان تهمس بكلمة وجدت نفسها بين ذراعى ليلى
صرخ فيها بالعربية مجنونة
اجابته بعربية سليمة
ارهابى
ارتعشت ليلى وقد بدا توتر من فهموا الصراخ
ديان ..هذا ابنى خالد
عرفت لماذا بدا لها مألوفا فقد رأت صورته لدى جارتها ليلى . ليلى التى رعتها منذ جاءت للدراسة هنا فى الهندسة وساندتها كثيرا
تقبلت من يدها كوب الشاى الدافئ وراقبت خالد وهو يشكر امه على القهوة بالحليب
جلست ليلى ..ديان ..هذا ابنى خالد..اخبرتك عنه...سافر عشر سنوات لالمانيا
اليوم عاد. نظرت لخالد مستعطفة وهى تكمل ..وسيبقى
وضع شرابه جانباً..سأخرج قليلا لاستشناق الهواء
همست ديان..وهى تنظر عبر الزجاج بدأ المطر فى الهطول..كيف ستخرج فى هذا الجو الماطر..اجاب فى غيظ
ارحم من الجيران المجانين
اجابت مدافعة عن نفسها
ظننتك احد هؤلاء العرب الحمقى المجانين بهوس قتل اليهود
لوح باصبعه مرة اخرى
انت ..هتفت ليلى فى حنو
خالدديان
بعدها صار هو خالد وصارت هى ديان حبيبته
نظرت مرة اخرى للرمل الندى وصارت تضربه بقسوة وتطيره فى الهواء
تتذكر تعينيه فى العال الاسرئيلية
وفرحته الطفولية وبكاء ليلى
مسحت دمعة اخرى حارقة بعنف وقد المتها الرمال على وجنتها :0

كان كل شئ مثالى يا خالد لماذا دمرته

روان عبد الكريم 11-09-2013 11:18 AM

بقية الفصل الرابع

جاء هذا الالم الشنيع فى ليلة مظلمة الم جعل خالد يصرخ فى جنون
لتهرع به ديان على الفور لاحدى مستشفيات تل ابيب
اخبرها الطيبب ينبغى اجراء جراحة على الفور ..يعانى من احتمال انفجارالزائدة ..اصرت ديان ان تدخل معه غرفة العمليات..كاد قلبها يتوقف عن النبض وهى تخشى ان يتلاشى حلمها وحبيبها
خرجت من الغرفة وقد مات حلمها..ما زال خالد حى لكن ما همس به تحت تأثير المخدر قتلها فى تلك الليلة
هم كلمتين فقط ..داليا...عملية الضفة
فى الشين بيت لم يعرفوا مطلقاً من هى داليا..لكن عملية الضفة تم القبض على كل العناصر المشاركين فيها لتفجير احد مؤتمرات حزب الليكود
كلت يدها من ضرب الرمال
جاءها الصوت من خلفها



هل اكتفيت ديان ..هل نفست عن غضبك
رأت حاييم يقف فوق رأسها كالطود



كان موعدنا فى المقهى..لكن كل شئ يقودك اليه فى جنون..يقودك اليه ..يقودك الى خالد
ادرك مدى ألمك يا ديان
صرخت وهى تبكى

بل لا تعلم مدى ألمى ..لم يكن خالد فقط حبيبى ..بل كان زوجى..هل تدرك معنى كلمة زوجى

ايوب صابر 11-09-2013 12:09 PM

انا في المتابعة.

روان عبد الكريم 11-09-2013 08:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 163078)
انا في المتابعة.

تشرفنى متابعتك

روان عبد الكريم 11-10-2013 10:56 AM


الفصل الخامس
قرار



مد موشيه يده لديان كى تنهض..نظرت إليهمن خلف غيمة دموعها ..تجاهلت يده...نهضت وهى تنفض الرمل من بنطالهاويدها..مستاءة من منظرها الفوضوى كما بدا لها فى انعكاسة الشمس على نظارةموشيه الرمادية

كانت الشمس قد بدأت فعلياً فى الرحيل تاركة اخر اشعتها الباهتة على وجه ديان المتورم من البكاء
غمم موشيه فى تعاطف
تثيرين الرثاء ديان بما تفعلينه بنفسك
زمت ديان شفتيها
لاتقلق نفسك بشأنى ..انا فى حالة جيدة ..اعرف ان ثمة حياة جديدةتنتظرنى..مازلت شابة ولدى الكثير لأفعله..لن تتوقف حياتى بسبب خالد..كما لمتتوقف بسبب ابى وامى..لايعنى هذا انى ساكملها مع هذا الرؤوال الذى وضعتموهفى طريقى ...ولا فى عرضكم لأزور اسرة ابى فى القاهرة
لست بحاجة لكل هذا..قدمت لأسرائيل زوجى هدية ..فقط من أجل اسرائيل
وانا راضية تماما عما قدمته
هم موشيه بقول شيئاً ما
فلوحت له باصبعها محذرة
ولا انوى تقديم المزيد سوى فى عملى الذى اجيده..كمبرمجة كومبوتير
قهقه موشيه بصوت عالى وهو يصفق بيده بينما هبت رياح مفاجئة لتعبث بشعر ديان القصير وتثير كثير من الرمال التى دخلت عينيها
رفت عينيها بقوة من الم شذرات الرمال ..أعطاها منديل ورقى ..مسحت عينيها وقد زاد المها
دفعها موشيه برقه كى تسير معه نحو مقهى الفندق
بعدما انتهت من غسل وجهها واستعادت شيئاً من رباطة جاشها
وجدت موشية يجلس على الطاولة ويده تعبث بهاتفه فى حركات دائرية لانهائية
اشار اليها
تعالى ديان
احضرت لك قهوة بالحليب
تعالى عزيزتى ستنعشك كثيرا
فى الحقيقة كانت بحاجة شديدة لقهوة الذكريات هذه..ومع برودة الجو فى المقهى المفتوح رشفت قهوتها بنهم
كانت تجلس فى مكان منعزل من المقهى وحيدة مع موشيه حيث فضل النزلاء الاخرون الجلوس فى الداخل اتقاءاً للبرودة
تنهدت برضى وهى تغلق سترتها
شكرا لك موشيه على القهوة
امسكها من رسغها
لم أنهى حديثى ديان
همت بالاعتراض فاشار لها ان تجلس هامساً
رأتنى ليلى خارجاً من المبنى بالأمس وهى ستربط الخيوط ببعضها فماذا ستفعلين ديان
عقدت حاجبيها فى غضب وما ادرى ليلى بزيارتك لى ..المبنى واسع وقد تكون فى زيارة اى شخص أخر
ضحك بتملل:-
هذه اسرار مهنة لا ينبغى الكشف عنها ولكن ليلى فى طريقها لكشف علاقتك بالقبض عن ابنها
لم يخبرها عن علاقته السابقة بليلى ولا اتصالاتها المتكررة وطلبها لقاؤه
جلست وهى لا تدرى ماذا تفعل..لا تريد خسارة ليلى بعد ان خسرت خالد
ليلى لن تتفهم ابداً ما دفعها لذلك
وضع امامها موشيه ظرف متوسط الحجم
سالته فى شك
ما هذا
اجاب دون مدارة
صور عائلتك فى القاهرة
تعلمين ان لك اخوة
غممت
اعرف انى لى اخ او اخت
بل اخ واخت عامر وندى
ازاحت الظرف تجاهه وهى تقول بعصبية وما شأنى بهم
انا ابنة اسرائيل و........ز
قاطعها فى نفاذ صبر
استمعى الى ديان..اخذت من وقتى الكثير
اننالن نرسلك للقاهرة للتجسس كما تخشين..لن ترتادى اماكن عسكرية للتصوير ولنترتبطى بعلاقة عاطفية مع احدهم لاجل اسرار الجيش او ما خلافه
هىفقط زيارة لن تأخذ من وقتك اكثر من عدة اشهر ..نريد ان تعيشى وسط المصريين ..نريد معرفة اتجاه تفكيرهم بعد فشل حصار الاتحادية ..اين يتجهالمصريون..بالطبع لن تفعلى هذا بمفردك
هناك لجنة من الخبراء سيتم وضعك تحت اشرافها لعدة اسابيع لتلقينك كيفية القاء الاسئلة وتجميع الاراء وعمل تقرير
قاطعته ديان فى حدة
ومن قال انى اوافق ..هل خدعت نفسك بخوفى من ليلى او خسارتى لها
كان خالد جزء من نفسى وضحيت به..فلماذا تعول على على نفسك ان الم خسارة ليلى سيكون اقسى من الم فراق خالد
ابتسم موشيه بخبث
فى الحقيقة الذى اخبرتك به هو شق من الامر ولكن هناك شق اخر لا يقلاهمية عن التقرير ..امر يتعلق بداليا
اتسعت عينا ديانوهم تغمم
داليا..هل عرفتم من هى
انفرجت اسارير موشيهوتراجع فى كرسيه وهو يرقب الاهتمام المفاجئ على وجهها وقد تحفز جسدها
وضحك سخرية الانثى هى الانثى
افتحى المظروف ستعرفين من هى داليا
وقبل ان تمسكه بيدها امسكه بخفة
وهى تنظر له فى غضب
فتحه وهو يتلذذ بفضولها
وضع صورة امامها لرجل فى اواخر الستينات
احمد الليثى عجوز فى الستينات من عمره ..يملك الشركة المصرية للحواسب
وصورة لشاب فى اوئل العشرينات
عامر احمد الليثى فى اوئل العشرينات ..يدرس فى هندسة الالكترونيات
وصورة لفتاة رقيقة لا تكاد تتخطى مرحلة المراهقة
ندى احمد الليثى
ثم صورة لضابط بالقوات المسلحة
حاتم محمد الليثى رائد بالقوات الجوية المصرية
وهو بالمناسبة ابن عمك ان فاتك الامر ويقطن مع ابيك نفس المنزل بعد وفاة والده وهو صغير
اما الصورة الاخيرة فهى لشقيقته وابنة عمك
تعمد موشية ان ينظر اليها كثيرا ثم ينظر لوجه ديان
ابنة عمك
داليا احمد الليثى
نظرت اليه بشك ولكن شكها تضاعف لذهول وحيرة
فالصورة التى وضعها امامها اثارتها بشكل مخيف وحدقت فيها بانهيار
تذكرت لقاؤها الاول بخالد
تذكرينى بشخص ما
فابنةعمها تكاد ان تكون نسخة كربونية منها فقط مايختلف بينهما هو اللون والفمالقوى الممتلئ الذى تملكه داليا والنمش الذى يغطى وجه ديان
جاءها صوت موشيه سحيقا
رغمكل ما فعلناه بخالد واستخدمنا وسائل شتى من التعذيب رفض الافصاح عن دالياتماما..لقد كانت مفاجئة ان نجد ابنة عمك بهذا الاسم والمفاجأة الاكبر هىالشبه الشديد بينكما
لا معلومات لدينا عن لقائها بخالد..كل مانعرفه انها كانت تعمل بالخدمة الارضية لمصر للطيران..لاى مدى تعرفت بخالد ..لا توجد معلومات مؤكدة
كل ما نعرفه انها ترفض ان تتزوج رغم بلوغها الثامنة والعشرون..يهمس البعض بقصة حب فاشلة.
لكنلا يخفى علىأحد طبيعية عملنا شديدة الحساسية هناك شيئاً يربط داليا هذهبالذات بخالد..لا نبنى عملنا على المصادفات..هناك شيئا يربطها بشبكة ماتخطط لعمليات داخل اسرائيل
يرجح ان خالد لم يرتبط بك عبثا وانالامر كان مخططاً..قبل ابلاغك عنه رصدنا معلومات تخص الامن القومىالاسرائيلى واتعرفين ما مصدرها ديان
اتسعت عينيها من الصدمة وهو يلقى بالكلمة شديدة على سمعها

الحاسوب خاصتك ديان


قادت ديان سيارتها ببطء فى شوارع تل ابيب

تركها موشيه بجملة اخيرة ..ننتظر درك خلال اربع وعشرين ساعة..والا اعتبرى لقاؤنا لم يتم..ثم اردف وهو يضع بعض الشيكلات على الطاولة
على حساب اسرائيل
عدل سترته وهو يقول انت محظوظة يا فتاة اذا لم تقع رقبتك تحت المقصلة ..كنت المشتبه الاول وليس خالد
خبطت بيدها ع المقود..كانت اعصابها مثارة وخفقات قلبها متزايدة ..والغيظ يكاد يقتلها وهى تردد
وهم كل ما عشت فيه وهم
لكن لماذا
كان صوت موشيه جيات يندفع باغنية شرقية ذاعت شهرتها كثيرا فى السنوات الاخيرة
لطالما احبت صوته ..يتحدث عن الحب والخيانة والشوق
طفرت الدموع من عينيها فاوقفت السيارة
وجدت نفسها فى ميدان رابين.. كيكار مالشى سابقا حثتها الزحمة ان تسير مجددا
هتفت فى حنق حقا انك المدينة التى لا تنام
نظرت لساعة يدها انها الثامنة مساءا..انها تقود منذ اكثر من ساعتين بلا هدف
وجدت نفسها تسير فى منطقة الميناء حيث اكبر تجمع للنوادى والحانات
تبحث عنها بلهفة..بصديقة طفولتها..يائيل عزارئيلى
وجدتها بجانب احد البارات تجاذب اطراف الحديث مع احدهم
ناداتها يائيل..يائيل
تمايلت يائيل بفستانها القصير الفاضح ووجها المصبوغ وهى تمضع علكة بكل اريحية واتكئت على نافذة سيارة ديان
هتفت
ديان ..ايتها الشقية لم ارك منذ سنوات
اشارت لها ديان وسط الصخب والهرج
اركبى
يائيل..لدى عمل

زفرت ديان فى غضب ..اركبى سادفع لك


عبدالحكيم مصلح 11-10-2013 12:12 PM

متابع أنا بإنصات ،

تحيتي وأحترامي ،

روان عبد الكريم 11-10-2013 03:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 163199)
متابع أنا بإنصات ،

تحيتي وأحترامي ،

يسعدنى الق وجودك فى صفحتى

روان عبد الكريم 11-11-2013 11:39 AM

الفصل السادس
لما ارك منذ زمن ديان العزيزة
نظرت لها ديان نظرة جانبية دون ان تجيب ..بدأ الهواء البارد يغزو سيارتها
تمتت يائيل بتافف:-
هل اغلقت النافذة ديان..يكاد البرد يأكلنى
حينما لم تجب ديان واستمرت فى القيادةمتجاهلة يائيل وغارقة فى افكارها
صرخت يائيل :-
اوقفى السيارة ايتها الحمقاء..تغيبين سنوات ثم تغرقينى فى الصمت والبرد

اوقفت ديان السيارة على احد الطرق المؤدية لاحدالشواطئ الخالية فى هذا الوقت من السنة
نزلت يائيل تتمايل وقد خلعت حذائهاوهى تدندن بلحن شرقى ذائع الصيت لزوهير ارجوف:-


الينور كم انت جميلة- العالم يراك جميلة- انى تعيس تماما- لا اعرف نهاية لهذا الحب سوى الحزن


اتكئت ديان على السيارة وهى تشعل سيجارتها التى عابثها الهواء كثيرا.ترقب رفيقة طفولتها وهى تتمايل وتطوح شعرها الطويل فى الهواء

قالت بتسلية:-
مازلت تعشيق الاغانى الشرقية يائيل
ضحكت يائيل ضحكة عبثية
اننا يهود شرقيون يا عزيزتى – اننا السفارديم مواطنوا الدرجة الثانية
اقتربت منها وهى تتطوح ..ورغم ذلك كنت تعاملين معاملة افضل منى يا ديان فى الكيبوتس ..لعلها اموال امك التى كانت ترسلها من امريكا
هزت ديان راسها نفيا وهى تأخذ نفسا عميقاً
انت مخطئة تماما يا عزيزتى كم تخطئين ..اسمى يكشف عن نصفى الشرقى.اخذت نصيبى الكافى من الصفعات والركلات ....لكن يائيل من ذرع لديك وهم كونك شرقية
ضحكت يائيل بخفة
تربيت فى الكيبوتس منذ الولادة – تخلت عن امى وكنت اسمع دائما
-
امها ليست يهودية
ثم رفعت يديها فى الهواء
انا ابنة الخطيئة وضحكت بهستريا

العرب يهربون من خطيئتهم اما اليهود فيتفاخرون بها ثم عادت للغناء مرة اخرى وديان تسمعها صامتة


حينما قاربت سيجارة ديان على الانتهاء دفنتهابقدمها فى الرمال

هيا يائيل – سأعيدك مكانك
- ماذا...هل هذا كل شئ

- اه بالطبع سأدفع لك


ابتسمتوهى تنظر اليها فى استهزاء--ركلتالموج والرمل المبلل بقدمها العارية ثمجلست وبعدها نامت بكل كسل على الرمال وهى ترقب سماء تل ابيب المظلمةوتغمض عينيها وتتنهد بخفوت

تعالى ديان ..اتذكرين كم غفونا على الشاطئ بعد خروجنا من الكيبوبتس اللعين..اديت انت الخدمة العسكرية وهربت انا وحبست ستة اشهر
جلست ديان بجانبها وهى تتكئ بمرفيقها على ركبتها لم تكن أيامه كلها سيئة يائيل
تقلبت يائيل على جانبها
بل كانت كلها شقاء بالنسبة لى..وانتهت بكارثة
- مازلت تذكرين هذا الحادث حبيبتى يائيل
- سأتذكره حتى أخر أيامى ديان
- أخبرتك الا تذهبى معهم لهذه الحفلة اللعينة لم تكن مجموعة تثقين فهم
- تنهدتيائيل بخفوت لم تكن فجيعتى فى اغتصابى ولا انتهاك ادميتى بل تلك الثورةعلى من قبل قادة الكيوبتس اتهمونى بالكذب وتلفيق الامر-وانتهت بطردى منهناك..من هذه الحشرة التى تلطخ سمعة الكيبوتس الذى اخرج النخبة فى اسرائيل- حتى انت ديان وقفت صامتة
- لقد بحثت عنك يائيل ولم اترك – طلبت منك مررا ان تسكنى معها وان تكملى تعليمك الجامعى..وعرضت عليك ليلى نفس العرض تكرارا
- قامت يائيل واعتدلت ..اه تلك العربية الحمقاء ...افضل مهنتى كفتاة متعة ديان ثم قهقهت بصوت عالى
- قاطعتنى ايتها الجاحدة حينما تزوجت ابنها..اين اميرك العربى
انفصلنا يائيل- لم نكن مناسبين
- صعقت يائيل- لا تنسى ديان انى حذرتك- هكذا هم العرب خائنون..ربت على يدها يا حبيبتى المسكينة ديان كنت هائمة به
- لا عليك يائيل فقد تجاوزت كل هذا – بل لدى صديق – صديق اسمه راؤول
- هزت يائيل – اه هنيئا لك – قالت وهى تنفض الرمل عن ثوبها القصير هل اعدتنى مكانى عزيزتى – لم اجنى الكثير الليلة

- هتفتديان وهى تغالب الدمع لا عليك يائيل سأدفع وقتك كما وعدتك- لقد اشتقت اليك بعد سنوات- منعنى هو ان ارك فيها


غمزت يائيل بعينها – دعينا ننسى اننا اليوم يهود وتغاضى عن الدفع ..انا ايضا اشتقت اليك ديان كثيرا

حينما تركتها ديان وقادت سيارتها بعيدا ..دمعت يائيل وغصة فى حلقها واعماقها تفور بغيظ
حمقاء ديان جمقاء وغبية
لم تذكر لديان ابدا..ان خالد كان يعطيها المال كى لا تبيع جسدها..لم تفهم ابدا اصراره على هذا كانت تلقى المال فى وجهه وتشتمه
انصرف ايها العربى القذر
فلا يرد اهانتها ابدا
بل يجمعه ويضعه فى يدها
لم يطلب منها شيئاً
وحينما انقطعت زيارته منذ اشهر شعرت انه يأس منها
هتفت فى اعمقاها

اين انت يا خالد؟


فتحت ديان باب شقتها بسرعة ثم تجاهلت جرس الباب الملح لليلى

اطفئتكل الانوار بعد ان هاتفت حاييم ..كانت زيارتها لرفيقتها يائيل اخر خيوطتمردها ..لم يحب خالد يائيل مطلقاً ..طردها فى اول زيارة لها عندهم حينماعرف بكونها فتاة ليل0 ولم تشفع لها دموع ليلى
انها فتاة مسكينة وينبغى مساعدتها
اغمضتعينيها ونامت بعمق فهى لم تنم منذ البارحة متجاهلة تماما ليلى التى جلستعند بابها تنوح ثم جرت جسدها جرا الى شقتها والحيرة تأكل صدرها----

######




فى مطار جى اف كيندى وقفت ديان ترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلك الصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التى عاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعهما ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
هل ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهم
ويندى هل صافحت شقيقتك

روان عبد الكريم 11-13-2013 12:40 AM

سامنتا

فى مطار جى اف كيندى وقفت ديانترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلكالصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التىعاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعها ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
-هلا ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهما
ويندى هل صافحت شقيقتك
-------------
نظرت ديان بخفة لويندى التى مدتيدها ..بلحظة جمعت تفاصيلها- شقراء بلهاء مترفة –تنفق الكثير على نعومةبشرتها والكثير على ثياب لاتحتاجها فى الاغلب ..ترتدى معطف من الفراءالاسود وتنورة قصيرة من نفس اللون وقد تركت شعرها فى انسدالة عابثة ..زمتديان شفتيها وهى تفكر فى ازدراء ترتدى الصغيرة ما لايناسبها مطلقاً .. ولكنماجعل عينيى ديان تضيقان وتنفر من ويندى اكثر تلك النظرة التى لم تفهم لهاتفسير
انزلت ويندى يدها الممتدة دونبادرة ترحيب من شقيقتها الكبرى وهى تلقى نظرة هازئة على ملابسها وعلى سروالالجينز القديم وسترتها القصيرة.
هذه الاسرائيلية ذات الشعر القصير الباهت اللون والنمش العابث لن تروق لها نيويورك ابدا
ادارت نفسها نصف استدارة وهى تهتف بعصبية
هيا سام..قلت لك لدى موعدا
- سام ..هيا يا فتيات
تبعتهم ديان واعماقها تربض فىغضب..تمنى نفسها بالصبر ..لن تمكث هنا اكثر من اسبوع ..هى محطة لا اكثرلهدفها..يستحق الليثى ان تعرف المزيد عنه من سامنتا.. وان تسافر بعدها مننيويورك للقاهرة بجواز سفرها الامريكى
..تمنت لو كسرت رقبة هذه الباربىالمسماة ويندى وهى تمشى امامها كاوزة منتشاة ..ابتسمت وهى معجبة لهذاالخاطر..قد تعود يوماً وتفعلها..بينما نظرت ويندى نظرة ذات مغزى للسائقتوماس..اخذ الحقائب من الحمال.
اطبق الصمت على ثلاثتهم فىالسيارة ..التفت ديان من نافذة السيارةلنيويورك الغارقة فى البرودة .والزحام الشديد والانارات القوية والاعلانات الضخمة..شعرت بضألتها وفكرتفى مدينتها التى لا تنام التى لا تتعدى الخمسين كيلو متراً واشتاقتاليها..ودعتها منذ عشرون ساعة فقط ..عبست لحنينها هذا ..وتنهدت وهى تتذكرشقتها وتتذكر خالد..ندت عنها صيحة غاضبة
تباً قالتها بالعبرية
- ويندى- ماذا قلت
- ديان لا شئ
ضحكت ويندى فى جزل ..نطق تمثالك الصامت سام..يبدو ان المدينة لا تروقها
زجرتها سامنتا
ويندى كفى عن العبث
ارتمت ويندى فى احضان سامنتا فربتت عليها بكل حب وقبلت وجنتها
كفى شقاوة ويندى حبيبتى
نظرت ويندى بخبث ولم يفوتها تلكالنظرة اللامعة فى عينى ديان..نظرة حملت بحرأ من الدموع..دموع طفلة وحيدةمهجورة قضت طفولتها وصباها فى مكان لا عاطفة فيه سوى لوطن يحملها فوقطاقتها
دلفت مع سامنتا للشقة المترفة فى افخم بنايات نيويورك
نظر توماس نظرة ازداء للحقيبة الصغيرة المهترئة
- قالت
بالعبرية
حتى انت ايها الاسود
- انعقد حاجبى توماس فى غضب فضحكت سامنتا وهى تقول
- اهدئىديان ..توماس هو خادمى وسائقىوطباخ المنزل وهو يهودى من يهود الفلاشاوقد قضى بضعة سنوات فى اسرائيل لذا فهو يفهم العبرية جيدا
- انبسطت اسارير ديان فقد نجحت فى جرح احدهم والقت نظرة عابثة على الخادم الغاضب..
- ارجو الا يسمم لى الطعام ..او يطبخ لنا لحم البشر..اخبرنى ايها التوماس هل تأكل لحم البشر
- تجاهلتوماس سخرية ديان التى انهالت عليه بغضبها المكتوم من حياة سامنتا المرهفةبينما قاست هى الامرين فى الكيبوتس فحتى الاموال التى كانت تبعث بها كانتتوزع على الكيبوبتس باكمله ..وتكمل هى مع اقرانها حياة التقشف.. انما شكلتلها هذه الاموال بعضا من الحظوة والمديحلا اكثر.بكت حتىارهقهاالبكاء..وحزنت حتى اصبح الحزن وطنا بداخلها..حتى فرحها القصير بخالد لميكتمل
اه ثم الف اه عادت بافكارها لخالد مرة اخرى
لم تفق الا صوت سامنتا وهى تقول
- اذهب توماس بحقيبة ديان لحجرتى ..ساعطيها حجرتى
نظرت اليها ديان نظرة خاوية..مازلت جميلة سامنتا فى اوائل الخمسينات ولكنك جميلة لعلها اموال زوجك الامريكى
اقتربت منها سامنتا بهدوء وهىترفع خصلة من شعرها..نفرت ديان وازاحت يدها..غصت سامنتا وادارت ظهرها لهاوهى تنظر عبر الزجاج لنيويورك المبتهجة تستمد منها قوة لهذه الابنة النافرة
التى تلقت منها رسالة فى رغبتها بزيارتها..تلك الزيارة التى الحت هى عليها ورفضتها ديان مرارا
همست فى ضعف
ديان..اعرف انك تعانين كثيرا ياحبيبتى..حاولى ان تتفهمى موقفى..كنت صغيرة اذلتنى حياة الكيبوتس كثيرا..مكثتهناك خمس سنوات..اعمل كالدابة ليل نهار..لولا ظهور جيفرى ذلك المليونيرالامريكى فى
زيارة سياحية للكيبوبتس ما كنت خرجت من هناك ..عدت ديان لنيويورك التى اعشقها وكلى امل ان استعيدك يوما
نظرت لها ديان باستخفاف
اخذ منك الامر عشر سنوات سامنتا..تذكرت ان لك ابنة بعد عشر سنوات
نظرت لها سامنتا باستعطاف ..بعد عشر سنوات تطلقت واصبحت حرة من جديدة
ضحكت ديان
ومع صك حريتك نصف ثروة جيفرى..
-لكنى جئت اليك ديان ..كنت فى الخامسة عشر..يومها خدشتنى باظافرك ورفضت وجودى وطردتنى وانت تصرخين
لم أياس منك ابدا ديان..رغم ان زفافك علمت به من بعض الرفاق
مسحت سامنتا دمعة فرت من عينيها..اين هو زوجك ..لماذا لم يأت
قالت ديان ببرودة
انفصلنا
- حقا هل تركته ام تركك..العرب واليهود لا يتفقون ابدا
- اه نسيت ان لك تجربة مع مصرى ..هذا المصرى الذى انجبتنى منه
- لا تتكلمى عنه هكذا ديان
رفعت ديان حاجبيها فى دهشة
- مازلت تحبينه
- لم اكف عن هذا الحب يوماً..لم تعرفى حباً كهذا ...انه يعصف بكيانك ويورثك حزنا لا ينتهى وحقدا لا يكل ولا يمل
- كيف يجتمع الحب والحقد سامنتا
- غمزت سامنتا بدلال فقط اذا كان لك قلب يهودية
- امازلت بعد كل تلك السنوات تحبينه سامنتا ..وتدافعين عن خسته معك
- لالالالم يكن احمد الليثى خسيسا ابدا معى..مازلت اذكر ايامى معه كأنهاالبارحة..حنونا رقيقا..يدرس الهندسة فى جامعة ميتشجن حيث اعملنادلة..تزوجته سريعا وخشيت دائما ان اخبره انى يهودية..لم يعرف الا بعداشهر ديان..لم يعرف الا لدى ولادتك..حينما اشارت ابنة عمى على وجوب ذهابىللكنيس اليهودى.. مازلت اذكر الحسرة فى عينيه وصدمته الشديدة ..كان يكرهاليهود بشدة
- هتفت ديان لماذا
- جلما اعرفه ان اباه اسر فى حرب ال1967 وعذب فى السجون الاسرائيلية حتىالموت..انهارت كل الروابط بيننا فى لحظة ..طلقنى بلا رجعة ..ثم عاد بعداسابيع..عرض على اموالا كثير كى اتنازل عنك ديان..هربت الى اسرائيل
- اذن انت ترين ان كرهه لليهود هو ما جعله يهرب منك..انت عار على قومنا سامنتا
رفت عينا سامنتا بالدموع وهى تنظر لوجه ديان الغاضب وقد وقفت تفرد وتقبض راحة يدها
تملكها الذعر للحظات ولم يخرجها من هذا سوى توماس
العشاء جاهز سيدتى
نظرت اليها مرة اخرى..ماذا تخفين بداخلك ديان..ماذا تنوين ايتها الشقية..انهم يستخدمونك كطعما لشئ ما..شئ يثير الخوف باعماقى

روان عبد الكريم 11-14-2013 01:30 PM

الفصل العاشر بعد قليل


9-
خائنة بالفطرة
انها الخامسة صباحاً بتوقيتنيويورك- مسحت ديان الزجاج الغارقفى المطر وهى تتأمل المدينة الصاخبة ..ترقب بفتور فوران المياه المتساقطة على الاعمدة والاسفلت اللامع وقدانعكست عليه الاضواء بفرح ..حينما توقفت الامطاراردات ان تشم رائحة مابعد التدفق
عالجت النافذة بخفة ..لفح الهواءالبارد وجهها بشدة وتطاير شعرها الناعم بثورة عارمة ..اضطرت لاغماض عينهاوالتفت ذراعيها حول جسدها اتقاءً للبرودة المؤلمة..اغلقت النافذةبسرعةواطلقت سبة قبيحة..مدينة لاتورث سوى السأم..خمس ايام قضتها هنا ..خمس ايامتكاد تبلغ عصبيتها مداها فكل شئ يثير اشمئززاها من الطعام للشراب لسمانتالويندى للخادم توماسحتى ذلك القط الاسود الاليف ذو الشعر الكثيف الذىاستيقظ ينظر اليها نظرات مرتابة
تجاهلته وهى تدلفالى المطبخالفاخر تعد لنفسها كوباً من القهوة بالحليب وضعت كثير من السكر الذى كانت ويندى وسامنتا تشهقان من الكمية التى تضعها ...زفرت بعمق وهى تتذكر
كم ابغض البلهاء وابنتها
بحثت فى البراد عن شئ تأكله..لميعجبها اى شئ فضربت الباب بعنف ..لوهلة شعرت انها ليست وحيدة..وجدت القطمعاها ينظر نفس النظرة المرتابة..ركلته بعنف وغلظة
عادت للصالة حيث وضعت حاسوبها الشخصى..فتحت على صور تل ابيب الحبيبة..تذكرت انها حذفت كل صور خالد لديها
شعرت بحركة من يفتح الباب..دخلت ويندى بصحبة شاب اسمر خشن الشعر وقد تنهدت ويندى فى دلال
شاكر هل تبقى معى قليلا
يرد عليها الاسمر
معذرة يا جميلة ..لدى عمل الغدويضحك اقصد اليوم ..تأخرنا كثيرا ويندى فى سهرة الليلة..تعلقت ويندى برقبتهوهى تقول فى غنج لا ترحل ..لا ترحل
تعلقت نظرة الشاب وهو يحاول انتزاع ذراعى ويندى من رقبته بنظرة ديان المتفحصة
قال بفتور ..لدينا مراقبة ما
ارتبكت ويندى للحظة وهى تنظر لديان وقد تسمرت نظرتها عليها وقد امالت راسها وضاقت عينها ثم فتحتهما فى تسلية وويندى تقدم رفيقها
شاكر بن عمار ..احد اشهر مغنى الراب فى نيويورك..شقيقتى ديان
عربى ..سألت ديانبلغة عربية سليمة وهى ترفع حاجبيها
اجاب فى أدب وقد تعجب من تحدثها العربية
نعم انستى ..عربى من الجزائر
صفقت ديان بيدها بجزل واغلقت الحاسب امامها..ثم وقفت واخذت كوب القهوة وهى ترتشفها ببطء وتقيس شاكر بنظرات وقحة
نمت عن ويندى زفرة غاضبة واقتربت من ديان ووضعت يدها عليها
ماذا تفعلين ايتها الحمقاء
ازاحت ديان يد ويندىببرود وقد راقها تحفز شاكر لنظرتها
قال فى حيرة
هل هناك ما يزعجك انستى فى مظهرى
قهقهت ديان بصوت عالى وهى تردد كلمة انستى
كان الحديث يدور بالعربية التى لا تفقه منها ويندى شيئاً الا اسارير شاكر المنعقدة وتوتره الظاهر اخبرها بشر تنتويه ديان
التى وقفت ترمق شاكر بنظرة جانبية وهى ترتشف القهوة ببطء وتتلذذ
سألها فى برود تتحدثين العربية ببراعة ..اين تعلمتيها
ردت بلؤم وقد حانت اللحظة للانتقام من ويندى المدللة
ندرسها فى الصفوف الاولى بجانب اللغة الاساسية العبرية
ردد فى عدم تصديق—العبرية
قلدته ديان هازئة وهى تضع الكوب جانبا- العبرية..الم تخبرك ويندى انها لها شقيقة اسرائيلية
اتسعت عينى شاكر كمن لسعه عقرب وديان تكمل
اوه ..ربما نسيت ان تخبرك ان امها يهودية ايضا
لم ينبس شاكر باى كلمة استدار وفتح الباب لحقته ويندى وتشبست بذراعه..انتزعها بعنف مما اوقعها ارضا
ذهلت ويندى وطفرت الدموع من عينيها وقد تلاشى شاكر كالسراب
نهضت من مكانها وهى تتألم ماذا فعلت له ايها اللعينة
قالت ديان ببساطة وهى مسترخية تماما
اخبرته اننا يهود...ثم قهقهت بصوت عالى هؤلاء العرب عنصريون
لطمتها ويندى على وجهها
- من انت ايتها الحشرة حتى تتدخلين بحياتى
كان غضب ديان قد وصل مداها امسكت ويندى كالعصفورة ولكمتها بعنف فى وجهها عدة مرات..انكسرت بعض اسنانها وامتلئ فمها بالدماء
استيقظت سامنتا وتوماس على صراخ ويندى المذعورة
ولم تصدق سامنتا ان تتعرض ويندى لهذا الاعتداء الوحشى فى منزلها
صرخت فى جنون توماس اطلب الشرطة لهذه الكلبة
رددت ديان فى ذهول وصدرها يعلو ويهبط جراء المشاجرة
شرطة
نظر لها توماس بتشفى
احضر حقيبتها وملابسها المبعثرة .القاها خارج الشقة وامر ديان صارخا اخرجى..بينما انشغلت سامنتا فى ويندىالفاقدة الوعى وهى تصرخ توماس احضر الاسعاف
لملمت ديان ملابسها القليلة ..خرجت من البناية..انبئها البرد القارص انها نسيت سترتها بالشقة ..نظرتللبناية نظرة خاوية..ثم مضت لا تلوى على شئ
بكت بشدة وقد ارهقها السير ..جلست على الرصيف واخرجت هاتفها..بحثت عن الرقم الذى تركه لها حاييم موفاز للتحدث اليه للضرورة القصوى
رد الصوت القوى ..ديان هل من خطب ما
- لقد طردتنى سامنتا وهى ستطلب الشرطة ..ضربت ويندى بشدة..ارهقوا اعصابى حاييم
- اين انت ردد بعد وهلة قصيرة
نظرت للمكان حولها
- شارع دينزل
- حسنا ديان ابقى حيث انت..نصف ساعة سيكون عندك احدهم
بقيت ترمق السيارات المارة والبرد يكاد يفتك بها فى هذه الساعة المبكرة..سعدت الصوت الذى انبعث من الفراغ
- ديان
كان طويل القامة قمحى الملامح..ضيقت نظرتها قبل ان يهتف
- رافى عومير
دلفت للشقة الصغيرة التى يسكنها رافى ...كانت ترتعش من البرد
هتفت رافى يا لا ديان المسكينة ..كيف تخرجين هكذا فى البرد
احتضنها برقة وهو يدلك ذراعها العارية ..شعرت ديان بشئ من الطمأنينة وهى تلقى برأسها على صدر رافى وصوته الحنون يردد
اهدئى يا صغيرتى .. لاذت به اكثر..كانت تشعر بالضياع..حينما بدأ فى مداعبتها وتقبيلها ..نفرت ديان وازاحته بعنف
هتف بدهشة اهدئي ..فقط كنت اساعدك ثم قال بمرح ما رأيك فى افطار من ارض الوطن ..ردت بخمول
لا بأس
امضت بقية النهار فى الاستماعلمحاضرة رافى فى كيفية الهدوء ومسك الاعصاب بعد ان تلقت مكاملة توبيخية منحاييم..ان الامر فى القاهرة لن يمضى على هذا النوع..المصريون لايرحمون..فلاتجربى هذا العنف مرة اخرى.
فى المساء كانت قد هدأت تماما ورافى يدخل من الباب
لقد سويت الامر مع سامنتا..احضرت لك جواز سفرك الامريكى
تسافرين على طائرة الغد عصراً.
اخذت جواز السفر..ورافى ينظر لها بشهوانية ..هل اطلب للك بيتزا معى ديان
- نعم افعل

روان عبد الكريم 11-14-2013 04:14 PM

بقية الفصل
استمتعت بالعشاء برفقة رافى وقد ضحكت كثيرا لاسلوبه الظريف وصوته الرخيم يردد اغانيها المفضلة
قبل ان تذهب للنوم جاءها صوته من خلفها..انتظرى ..احضرت لك سترة جديدة
نظرت له بامتنان وهو يلمس وجنتها برقة ..هيا اذهبى ..نامى فلديك سفر شاق غداً
تقلبت ديان على فراشها كالجمر..لماذا لم تقبل دعوة رافى..انه يروق لها ..عاد خالد يحتل افكارها ..نهضت وهى تلقى الفراش ارضاً
فتحت الباب..طرقت على غرفة رافى ..نظر اليها بتسلية وهى تردد
اريد الحديث معك قليلا..لم يدع لها فرصة للتردد وهو يجذبها من ذراعها لاحضانه ..دعى الحديث للصباح يا اميرتى
فى الصباح لم تستطع البكاء ولم تستطع التفسير لماذا تفعل هذا
جاءها صوت رافى من خلفها..دعى عنك ديان..نفرت من ذراعه حولها
ضحكوهو يقول انسى يا اميرة
نظرت اليه بحنق وهو ينظر لساعته لا وقت لدينا.. لديك نصف ساعة لاعداد نفسك للسفر

روان عبد الكريم 11-16-2013 10:54 AM


10 القاهرة

الخامسة صباحأ نظرت للقاهرة والطائرة تهبط وتهبط..متسعة كاتساع الهوة بين هويتها اليهودية وهوية عائلتها المصرية
داعبت رياح اواخر فبراير الباردة الرقيقة وجنتها الناعسة فقد بلغ التوتر بها مداه ولم تنم لحظة واحدة
حينما سألها التاكسى الذى استقلته عن وجهتهااجابته بعربية سليمة:-
وسط البلد..طلعت حرب- فندق الكوزموبوليتان
انشغلت بالطريق بالقاهرة التىكانت حلما زراتها منذ سنوات..تكاد تكون خالية من المارة فى السادسةصباحأً..سجلت بعينيها عبارات عديدة كتبت على الجدران
يسقط حكم المرشد..انا مش كافر انا مش ملحد يسقط يسقط حكم المرشد
يالا العار يالا العار الفلول بقوا ثوار
جيكا فى الجنة اساحبى
مصر اسلامية ...مصر اسلاميةرغم انف الحرامية
فين حق الشهداء يا مرسى؟
جبهة الانقاذ نحمل الخراب لمصر
حملقت بذهول وخوف ..كم تغيرتالقاهرة ..كل هذه الثورية ترعبها..كل هذا الاختلاف يذهلها.. شعرت بالذعر انتوجهت كل هذه الطاقة الثورية يوماً ضد اسرائيل...نظرت مرة اخرى للشوارعوتساءلت بخفوت وكأن عينيها تخدعها
هل هذه القاهرة العجوز الخانعةالكسولة ..مالها تحقد على نفسها..تصارع ابنائها ..شيئاً فى الهواء يستبيحالدماء ويطلب المزيد من القتلى
سألت السائق بفضول
مازالت الثورة تشتعل..هناك مؤيد للاخوان المسلمون ومعارضون ....لأى صف تنتمى
اجابها كم من لدغته حيةوهو يرقب ملامحها الاجنبية فى شك وقد وجل للكنة الغريبة فى لغتها العربية
ان شاء الله خير..ربنا يكتب الاصلح لمصر
نقدته مبلغاً زهيدا فلم ينبس ببنت شفة ..انزلها سريعاً وغادر كالريح
حملت حقيبتها الصغيرة على كتفها وعدلت من كوفيتها الفلسطينة..تسمرت فجأة على الصورة الجدارية الصغيرة المرسومة على الحائط
جيكا شهيد محمد محمود- رفعت حاجبيها فى استهانة
لا يكف العرب عن التضحية بصغارهم فى اتون المعارك..اى ثائر هذا الذى لم يبدأ حتى مرحلة المراهقة
حينما دلفت للفندق نظر الحارس شذرا للكوفيه الفلسطينية.. اخرجت جواز سفرها الامريكى فسمح لها بالدخول بكل ترحاب
هذا الترحاب الذى اقترن بالتوجس من عامل الاستقبال..اعطاها حجرة جيدة التهوية ..للحق الفندق يحمل الطابع الانجليزى تماماً
خلعت ديان سترتها ووضعت راسها على السرير المريح تحملق فى السقف المرتفع وترءات لها الالاف الخيالات تتصارع هناك
انسحبت ببطء لبحر النوم العميقوفى اغواره رأت نفسها تقف وحيدة على جسر طبرية والموج يرتفع ويرتفع حتى غطىنصف قدميها وصار كدوامة عاتية تصارعها وهى تدور معها حتى غاصت كلياً فىالظلمة حيث لا ينيرهاسوى عينى خالد المضيئان وهو مسجى على ظهره فىالاعماق يجذبها اليه بعنف
صرخت وهى تستيقظ وصدرها ينتفض وينتفض وقد تصبب جبينها بعرق غزير رغم برودة الجو
تركت فراشها بصعوبة وهى تجر جسدها جراً تجاه الحمام حيث وضعت نفسها بملابسها تحت المياه الباردة
بعد ساعة كانت قد استعادتنشاطها وجلست فى استرخاء تام على المقهى المقابل للفندق..تعجبها فكرةالمقاهى فى الهواء الطلق ..اكلت بعض شطائر الفلافل على الاقل تتشابه فيماتجده فى اسرائيل الا انها فى القاهرة افضل كثيرا..استلذت طعم الشاى المعطربالنعناع فطلبت واحدً اخر وهى ترتشفه ببطء واستمتاع غير واعية للأعينالفضولية لمجموعة من الشباب والشابات التى تحدق بها ..بالاخص كوفيتهاالفلسطينة
اقتربت منها فتاة تبدو فى اوائل العشرينات
مرحبا ثم سألتهابفضول
عربية
اجابت ديان وقد وجلت للحظة من جراءتها
امريكية
نظرت لها الفتاة بشك اكبر
تتحدثين العربية بلهجة فلسطينة
اجابت وقد غص حلقها من انكشاف امرها
استاذى فى الجامعة الذى علمنى العربية من اصول شامية
لم ترق اجابتها للفتاة التى ترتدى جينز مقطوع عند الركبة وسترة ضيقة ..اومأت لها هلا جلست ومدت يدها لتصافحها
اسمى ديان
اجابت الفتاة
ماريان ..كان بودى الجلوس معك لكن لدى مجموعة هناك تنتظرنى
برقت عينى ديان وهى تفهم
وهم من بعثوك لتتعرفى على هويتى ..ترى على تتعرفون على الاجانب بنفس الطريقة ام شيئاً يزعجك فى مظهرى
ارتبكت ماريان وهى تفرك يديها
فى الحقيقة هم يشكون فيك كونك من حماس تراقبيهم
ضحكت ديان للفكرة
حماس ولماذا اراقبكم..وما الذى وضع هذه الفكرة فى ادمغتكم
اشارت للكوفية حول رقبتها
فضحكت ديان اكثر
شعر افراد المجموعة بتوتر ماريان الشديد فقاموا فى اتجاه ديان
كانت مجموعة من شابين وفتاة اخرى
قالت ماريان بهدوء وهى ترى النظرات المتحفزة على وجوههم
ليست كما تظنون ..هى امريكية تجيد العربية ولها اسبابها والكوفية مجرد لبس
غممت الفتاة الاخرىواسمها سارة وهى ترتدى حجاباً على الطريقة الاسبانية ولبس لايقل ضيقاً عن صاحبتها
اخبرتكم حماس لا ترسل نساء
نظروا لها باعتذار ...كانت فرصة لديان لتقترب لمجموعة من المصريين
هبت بحماس وهى تمسك بذراع سارة
هلا جلستم رجاء ..هذه اول ليلة لى فى القاهرة ولى رفقة لدى ..اعتذروا بأدب ولكنها تمسكت بفرصتها بالحاح
اعزمكم على كوب من الشاى المصرىبالنعناع فهو يعجبنى كثيرا ..يبدو كل شئ مصرى مبهج... نظرت للفتاة الاخرىباسطعتاف..وقد تساعدونى فى امر شخصى..لم يجدوا مناصا من الجلوس معها


روان عبد الكريم 11-16-2013 10:55 AM

بقية الفصل
ووسط اكواب الشاى الساخنة واوراق النعناع الندية وحبيبات السكر البيضاء جلس قبالتها وائل وهو يعرفها بنفسه
وائل محمود حركة ستة ابريل محاسبوبجانبه الاخر سامح تقلاالتيار الشعبى اعمل بالسياحة ومتوقف حالياواخيرا الفتاة ماريان ماكسيموس خطيبة سامح
اما سارة فأجابت بفخر اعمل فى ادى بى دى مذيعة تلفزيونية
لم تفهم ديان لوهلة هل تتعارض اتجاهتهم ام تتقارب وأجلت أسئلتها حتى لا ثير شكوكهم
ديان الليثى ..ما ان قالت اسمها حتى غصت وجوهمم واكفهرت
سارعت امريكية مصرية فى الحقيقة اتيت للبحث عن عائلتى المصرية
حينما ساعدت سارة ديان فى الوصوللفيلا الندى بمدينة الرحاب شكرتها كثيرا هتفت سارة لا عليك فانا اسكن فىالشارع المقابل ولكن الا تعتقدين
ان الثانية عشرة مساءا توقيت غير ملائم للتعرف على عائلتك التى تبحثين عنها..قالت ديان بمكر
مطلقاً فكما ترين الفيلا مضاءة وثمة حفلة صاخبة بداخلها

ياسر علي 11-17-2013 03:40 AM


الكاتبة روان عبد الكريم ، عمل محترف .
متابع لهذا الإبداع
تحياتي

روان عبد الكريم 11-18-2013 03:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 164243)

الكاتبة روان عبد الكريم ، عمل محترف .
متابع لهذا الإبداع
تحياتي

انتظر رأيك فى القصة

روان عبد الكريم 11-18-2013 03:54 PM

11- فيلا الندى

دلفت ديان من باب فيلا كتبعليها فيلا الندى ..ثمة حفلة صاخبة الليلة ..انه عيد ميلاد ندى الليثى
العشرون..هى تعرف مسبقاً...كان الباب مفتوح على مصرعيه لدخول الضيوف ..يقفبجانبه
حارس عجوز هتف فى فرح

ست داليا ..حمد الله على السلامة

تجاهلته ديان حتى لا تثير شكوكه.. لاشك انالشبه بهذه الداليا شديد..تبغى القاء نظرة لا اكثر و
ربما حالفها الحظ وتحلتبشئ من الشجاعة وعرفتهم بنفسها ..هذه الشجاعة التى لم تواتها منذ
عشرسنوات جاءت اليهم بقلب مكسور ورحلت بقلب اشد انكسارا اما اليوم فقلبهامجبور على
الدخول لحياتهم ..ليس هناك انكسار فى حياتها بل سوء حظ واختيارلأن كان به شئ من العاطفة
وهى لم تأتى اليهم تحمل شيئاً منها بل قلب اسودسواد الليل الحقود

فى هذا المكان يسكن شخصان احالا حياتهاجحيماً..احدهم سرق احلام حياتها منذ سنوات بعيدة
والاخر سرق احلام فرحهامنذ سنوات قليلة..احمد الليثى وداليا الليثى ترى من تكرهيه اكثر ديان
همستلنفسها وهى تتكئ على الجدار ترقب الحفل الذى اقتصر فقط على عدة فتيات..شعرتفى
مكانها انها منبوذة ليس من الان بل منذ ولادتها..لم تشارك يوماً تلكالضحكات..لم تتذوق فى عيد
ميلادها العشرين طعم الحلوى ولم تحصل على هدية اىهدية تافهه..كانت تلتهم الحضور بنظرتها
التهاماً وقد دمعت عيناها بحرقةوتوقف فى محيط عينيها مما اعطاها لمعة مخيفة تراقصت فيهما
اضواء الشموع وهميطفئون تورتة عيد الميلاد..كان بداخلها تنيناً غاضب ينفث النار بتؤدة
فيحترق صدرها احتراقاً.
كم تمنت لو أن معها ذاك الكلاشينكوف الذىحملته إبان خدمتها فى جيش الدفاع لتفرغهم فيهن
جميعاً..اسعدتها الفكرةوابهجها منظر الدماء فى مخيلتها فاستعادت روحها وعزيمتها على
الانتقام ..اخذت طبق من الحلوى وبعض العصير وجلست فى ركن هادئ تأكل بتلذذ وترتشف
العصير ببطء


داليا..اخترقت تلك الصرخة الممزوجة بالفرعأذنها وفتاة بثوب دانتيل ابيض مكلل ببتلات الورود
الحمراء تقترب منها وفىيدها كاس من العصير ..انكسر الكوب عند قدمى ديان والفتاة تهز
شعرها الاسودالطويل الناعم فى غير تصديق

من أنت

ثم تحدق اليها فى ذهول تشبيهن داليا كثيرا ..لكن لست داليا

نهضت ديان فى لحظة وهى تواجه ندى بقوامها الممشوق وخزتها فى صدرها رياح حقود وهى
تحسد جسد اختها الجميل وبشرتها الخمرية

قالت فى بساطة

داليا قريبتى

هزت ندى رأسها فى استغراب فيما معناه فنحن ايضاً اقارب ولم ارك فى حياتى قبلا
-
ديان انا قريبة لكم من امريكا ..اعتذر عن اقتحامى للحفل هكذا لكنى ابحث عن عائلتى منذ فترة
بعيدة
-
عائلتك ..تمتمت ندى بذهول وقد تجمعت رفيقاتها يثرثن بهمس عن تلك الزائرة الغريبةالتى ظنت
ندى بداية انها داليا ابنة عمها مضيفة الطيران التى تسافر دوماً

اغتاظت ديان من النظرات الفضولية فهمت بالرحيلوهى تقول فى ياس وتهز كتفيها فى لامبالاة
يبدو انى اخطأت التقدير..اعتذرولن ازعجك بعد اليوم.اومأت برأسها برحكة مسرحية مدربة
وادات ظهرها

- انتظرى صرخت ندى وهى ترقب تلك الزائرة الغريبة ترحل

امسكت بذراعها فى لهفة وهى تكرر عبارتها

من انت ..ما اسمك ..لم اتعمد مضايقتك ...من انت

قالت ديان بهدوء

ديان اللليثى ثم قالت الحروف بطريقة بطيئة متعمدة

ديان احمد الليثى

تركت ندى ذراعيها وصدرها يعلو ويهبط وهى تصرخ مستحيل

توقفت الموسيقى ولم يعد سوى الهمس والثرثرةوعينيى ندى المتسعتين فى غير تصديق
وذهول بينما تعلقت عينيها بمن يقف خلفظهر ديان فى تلك اللحظة وهى تهمس وتشير الى ديان
وتغمم

بابا ..من هذه
لم يكن احمد الليثى يقف وحيدا فى هذه الحظة التى استدرات اليه ديان

بل وقف بجواره عامر الليثى ابنه بشعره الحليقوطوله الفارع وهو يحدق فى ديان بعدم تصديق
ثم يمسك بذراع ديان برقة وهويقودها بعيد عن الاعين الفضول لغرفة مكتبية

دعاها للجلوس وهو ينتظر ابوه الذى رتب على وجنة ندى بشئ من الحنو

ثم دخل مكتبه..ازداد فى اللحظة سنوات فوق سنوات عمره

نادية العتيبي 11-21-2013 12:24 AM

سرد للرواية في غاية الجمال وصياغة الكلمات راقي

متابعه لك

روان عبد الكريم 11-21-2013 01:49 PM

(12)
جلست بشئ من الاعتداد يتوجها لغرور وهى ترقب عامر الليثى بفضول وقد جلس قبالتها يتأملها بنفسالفضول..وهى تشعل سيجارتها وتعابث بدخانها الهواء..تشبه داليا ابنة عمها كثيرا ل

لكن لداليا وجه يوحى بالطمأنينة اما وجه ديان فيحمل بحر من الحزن
حيناً والتشتت حيناً اخر. اثارت تعاطفه وفى نفس الوقت قلقه.

اخرجه من افكاره دخول والده
فوقف ونظر للرجل الذى احنت السنوات كتفيه نظرة حانية..جلس فى هدوء علىمكتبه وهو يجمع شتات نفسه ..جزع عامر وهو يكتشف ان له نفس النظرة ذاتها تملكها ديان ..التى ما انفكت تنفث الدخان بوجهه

انتظر حتى انتهت من سيجارتها ..تكلم بهدوء وبصوت قوى عميق النبرات


هل لنا ان نعرف من انت..وكيف تقتحمين منزلنا
بكل هذه الصفاقة
اتسعت عينا ديان والتمعت بالدمع لوهلة ..فمعلوماتها القليلة عن احمد الليثى الذى يحمل صفة والدهاعبثا انه يكره اليهود وبشدة ..اما عامر فقد انتابته الحيرة الشديدة فى ذلكالتناقض بين

نظرة ابيه المتألمة وبها شئ من الشوق واللهفة وكلماته الحادة


بينما تمالكت ديان نفسها سريعا
..

سيد احمد ..اذا وجدت انى اشكل تهديدا ما او انى اقتحمت منزلك فالحل الامثل .... ومدت يدها بهاتفها الخلوى
الحل الامثل ان تتصل بالشرطة

نظر ليدها الممدودة وهو يعاود نفس سؤاله ..من انت

ضحكت ديان بصفاقة تقابلنا منذ عشرة سنوات ولم تتوقف حتى تسال من أنا
اطمئن سيد احمد فلم اختصرثمانى وعشرون عاماً لابحث عن عائلة تعادل الصفر بالنسبة لىاو عن اب لايريدنى ولم أتى للمساومة على شيئاً ما
..فلنقل انه الفضول ونهضت وهى تقول فى استهانة وقد رويت فضولى
ضاقت عينا احمد الليثى وهو يراقب طريقتها المسرحية والقلق البادئ على وجه عامر ابنه
قال وغصة تخترق حلقه وتخنقه
طالما رويت فضولك..فنقل انهاالزيارة الاخيرة وان لم تكن زيارة بالمعنى المفهوم ثم ادار ظهر كرسيه وهويقول اقتحام بيوت الناس فى منتصف الليل ليست زيارة ابدا
هتف عامر
بابا وهو ينظر لوجه ديان الممتقع ..لم يكن يتوقع ابدا هذه القسوة ابداً من ابيه..ولم يفهمها
اندفعت ديان تغادر بخطواتواسعة وقد رأت فى طريقها بندى التى وقفتوحيدة بعد انصراف الحضور ممتقعهالوجه فازاحتها بعنف واكملت طريقة

هز عامر كتفيه فى دهشة
بابا ..لماذا فعلت هذا..انت تعرف من هى!!!
استدار له احمد الليثى ووجهكله دموع..اخبرتك قبلا عنها لانى خشيت انى تأتى يوما وانا متوفى ..بحثتعنها سنوات فى كل انحاء امريكا سنوات وسنوات وانا لا ادرى بمصيرها ..حتىاتت هنا منذ عشر سنوات..لم اصدق يومها عيينى ولكنهارحلت ..شيئاً منعنى اناناديها ..انسها يا عامر هى لا تكن لنا اى عاطفة
تنهد عامر لا يحق لك الحكم عليها بهذه الطريقة .لا يحق لك.
هب احمد الليثى محذراً ابنه وقد وقفت ندى باكية على باب المكتب وعامر يسرع فى الخروج اشرح لها لعلها تفهمك افضل منى

جلست ديان على رصيف الفيلاتبكى ..لم تشعر بالبرد بل ارتجفت من الكراهية التى غلفت كلمات الليثى ..نفسالكراهية التى جعلته يقلب حياته رأساً على عقب يوماً..حرقتها الدموع كماحرقتها ندى المبتهجة بالحياة كما حرقتها ويندىالمدللة قبلا والاكثرايلاما انها فشلت نعم فشلت..ستعود لارض الوطن ..لشقتها الخاوية فى تل ابيب..لصورة خالد العابثة وضحكته الحنون..كم اشتقت اليك يا خالد ..كم اشتقتاليك
فى غمرة حزنها وجدت يدا تمتد اليها بمنيل ورقى .. ارتعشت فى البداية ولم تكد ترى وجه عامر الليثى حتى دب شيئاً من الامل بداخلها
#####
تاففت بشكل واضح وهى تنظرلساعة معصمها تنتظر الدخول لمقابلة جنرال حاييم موشيه ..مرت ساعة ونصف وهىتنتظر..غممت فى سخرية حينما كنت اتيك بالمعلومات لم اكد اجلس من اساسهموشيه
ا قادتها الظابطة المنوطة بخدمة السكرتارية ..نفث حاييم موفاز السيجار وهو يهتف بطريقة مسرحية
مرحى ليلى العزيزة ..مضى زمن طويل منذ رأيتك
غممت ليلى وهى تجلس فى كرسيها متجاهلة يده
حينما اتيت لك منذ سنوات لتعيين خالد
اومأ براسه متفهما وهو يقول
وكيف خالد الان
حدقت له ليلى وهى تقول بغضب
موشيه انت تعرف بالتأكيد اين خالد وماذا تفعلون به
ضحك حاييم وهو يقول اشتقت لكلمة موشيه منك ليلى الحبيبة
تجاهلت ليلى نظراته الساخرة وهى تقول
خدمت اسرائيل سنوات عمرى ..فهل يكون جزائى الا اعرف حتى مصير ابنى
قاطعها حاييم ليلى صدقينى يا عزيزتى لو عرفت اى شئ عن خالد لاخبرتك على الفور
هتفت بعنف
موشية اسمعنى جيدا..لدينا ابنة ..ولابنتك سجل اجرامى من الهروب من الجيش والعمل كفتاة ليل وقبلها فضيحةاغتصاب هزت اركان الكيبوتس..انت مرشح فى انتخابات الليكود القادمة
اتسعت عينى حاييم
وهى تكمل لست مصدرى الوحيد عزيزى موشية
انجابك ابنة من عربية وتركها فى الشارع أمر يضر كثيرا بسمعتك
صفق لها موشيه بيده
وهل لايضرك انت ليلى
قاطعته..انا انتهيت من زمن
اسمها يائيل هركابى واعتقد انك تعرفها جيدا..قليل من المال سيحركها عزيزى
ضحك حاييم ..ماذا ان قتلتها
ضحكت ليلى بدورها قلبى لا يتحرك كأم الا من اجل خالد عزيزى
عقد موشيه حاجبية فى غضب وليلى تكمل:-
لا ابغى سوى قليل من التعاون جنرال حاييم .اود رؤية ابنى وهذا ليس بكثير عليك



روان عبد الكريم 11-22-2013 12:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية العتيبي (المشاركة 164667)
سرد للرواية في غاية الجمال وصياغة الكلمات راقي

متابعه لك

تسعدنى متابعتك

روان عبد الكريم 11-24-2013 01:34 AM


13
نظرت ديان لوجه عامر وقد خفق قلبهابالأمل...تقبلت بامتنان المنديل الورقى ..مسحت دموعها

ثم نهضت وهى تشكره ..رأت فى نظرته حيرة وبعض التعاطف ..سرحت شعرها بيدها ثم هزت

كتفيها وسألتهفى ضعف :-

هل تدلنى كيف اذهب لشارع طلعت حرب للفندق..اتت بى صديقة هنامعرفتى بها طفيفة وليس لى معلومات كافية عن القاهرة فأنا هنا منذ عدة ساعات

نظر لها عامر بشئ من الشك ..قال ابى انك اتيت هنا منذ عشر سنوات
قالت بسرعة كانت رحلة للجامعة للتبادل الثقافىولم يكن مسموحاً لنا بالتجول خارج اطار الجروب وعشر سنوات مدة طويلة كىاتذكر طرق المواصلات

قال بدهشة جامعة..هل تنظم الجامعة فى امريكا رحلات للقاهرة للتبادلالثقافى

همست وقد ارتبكت لخطأئها
امريكا ..ثم مسحت بسرعة على جبينها وهى تتظاهر ببعض الصداع ..شكرته وهمت بالرحيل

انتظرى..امسك بذراعها ..اعتذر..الموقف بأكملهيدعو للأرتباك..ظهورك الفجائى ..موقف أبى الذى لا أفهمه..حتى لا اعرفاسمك..كل مااعرفه عنك انك من ام امريكية.. تنهدت وهى تمد يدها لتصافحه
كل هذا لا يمنع اننا عائلة
اسمى ديان..ديان احمد الليثى
نظر ليدها الممدوة وامسكها فى ترحاب
عامر ..عامر احمد الليثى
تهجت اسمه فى مرح عامر احمد الليثى
صفقت بيدها
اننا اخوة اليس كذلك
تنهد عامر وهو يقول نعم..انها الواحدة انتظرى سأحضر سيارتى ..سأوصلك ثم قال ببطء كمن يستوعبالاسم ديان

نظرت لظهره وهو ينصرف بخيبة أمل ..همست لنفسها بحقد
ماذا كنت تتوقعين من هذه المرفه..ان يدخلك البيت عنوة رغماً عن الليثى ..تريثى ديان وثابرى

استقبلت عامر بأبتسامة واسعة وهو يفتح لها بابالسيارة الجولف الرياضية فضية اللون..حاولت أن تجمع شيئا من ملامحه وهويقود بهدوء من مدينة الرحاب عبر الطريق الدائرى ..كان يركز فى قيادته لكنهاتعلم جيداً انها تحتل افكاره وتلك القنبلة التى القتها فى بيتهم

ركن السيارة ونزلت هى..حينما اغلفت بابالسيارة استدرات لتشكره..غاص قلبها فى صدرها وهو يصر بشدة ان يرافقها حتىالفندق ليطمئن عليها..كان به شئ من خالد ..شئ جعلها تنتحب بداخلها وترتعشبشدة..شئ مشترك بينهما ..يجمع فقط بين شابين عربين لم يرى كلا منهماالاخر..شئ اسمه الشهامة
########
وقف احمد الليثى وهو ينظر لندى وقد امتلأعينها بالدموع وقد دخل عامر وهو ياخذ سلسلة مفاتحيه..شيئاً فى صدره انقبضوقد غرق فى افكاره السوداء لم يفق سوى على يدى ندى وصوتها الباكى
بابا
تنهد وهو يزيحها فى رفق دعى كل شئ للصباح ..انا مرهق للغاية حبيتى..خطا بضعف ناحية السلم ثم استدار وهو يقول بحنان
عيد ميلاد سعيد يا ندى

ارتمت ندى على سريرها والحيرة تعصف بكيانها وصوت الهاتف يدوى فى أذنها
وهى تجيب فى ضعف
سلمى
ندى انى قلقة للغاية ..من هذه
همست ندى بضعف وهى تجيب
لا اعرف ..لم يخبرنى بابا اى شئ ..قد يفعل عامر ..ذهب لتوصيلها سأنتظره
ردت سلمى ندى اتصلى بى اى وقت حال احتجتنى لا يفصلنى عنك سوى بضعة مبان
سلمى جارتها تكبرها بسنوات قليلة..ليست فقطصديقتها..بل هى هى خطيبة ابن عمها حاتم الليثى ..هى لم تعرف ما الذى جمعسلمى الرقيقة بملامحها الطفولية وملابسها المحتشمه للغاية بظابط مهندس فى القواتالجوية له الكثير من المعجبات..تحدثت عن مغامراته مدينة الرحاب بأكلمها ..كانت خطبتهما مفأجاة فهى رغم حبها الشديد لسلمى لم تفهم ابدا ما الذىيجمع بين هذه الطبيبة حديثة التخرج المسالمة البسيطة التى تختلف مع حاتم فىكل الاراء فهى تؤيد التيار السياسى الاسلامى بكل قواها لعلها اقرب لعامرمن حاتم فى هذا الامر ..ضحكت لعله الموقف الذى جمع بينهما حينما استغاث بهوالدها رجل الاعمال ذائع الصيت لاحضار ابنته الطبيبة من المستشفى الميدانى ..يومها رجع حاتم غاضباً منها ورفضها الشديد واستغاثتها برفاق الميدانحينما حاول اخذها بالقوة..لم يكن يعرفها قبلا..انما شقيقتها العابثةمروى..نقيض سلمى التام..التى هامت فترة بحاتم ولم يعيرها انتباه حتى تزوجتوسافرت مع زوجها ..

هزت رأسها وهى تحاول ان تفكر فى قصة حاتم وسلمى لعلها تخرجها من حيرتها وصدمتها..اسمها ديان..تشبه داليا ابنة عمها كثيرا
فكرت فى داليا التى غيرت وظيفتها من الخدمة الارضية فى مصر للطيران لمضيفة فى احد شركات طيران الخليج الشهيرة
همست اين انت يا داليا..دائما مسافرة وحتى حاتم فى نوبتشية اليوم
حينما سمعت باب الفيلا الداخلى يغلق فى صوتمسموع ..عرفت ان عامر قد عاد ..لكنه كان قد دخل غرفته واغلقها بسرعة ولميهتم بطرق ندى..فيه ما يكفيه..يعلم عن اخته ديان الكثير من خلال اباه
اخبره انها ستظهر يوماً وعليه ان يعطيها نصيبها فى حالة وفاته ..لكنه اليوم صدمه بطريقته فى طردها وعدم الاعتراف بها
اغلق عينيه وهو يقول
هناك اسرار لم تكشف عنها يا أبى


كان صوت مشارى راشد العفاسى يبكى ليلى وهىتستمع له فى فجر يومها من راديو طولكرم..تنظر من خلال النافذة لسماء تلابيب الغارقة فى المطر ..تتذكر مقابلتها لموشيه او المسمى لحاييم موفاز
لم تذكر له انه رأته يخرج من المبنى وانه فىالارجح كان عند ديان..تساءلت فى وجوم ترى ماذا فعل لهذه المسكينة حتى تتركلها رسالة سريعة وتسافر لامها التى طالما كرهتها دون وداع

نفث حاييم موفاز سيجارته فى غضب وهو يتذكرليلى ..يخشى كثيرا من تهديها ..ولا يعرف لاى مدى تصل علاقاتها داخل الجيشفهى قدمت خدمات قوية لدولة اسرائيل تمكنها من ايذائه اذا استطاعت
حسم امره وهى يطفئ سيجارته بعنف ..استدعى ايلينا زوهر مديرة مكتبه..ادت التحية العسكرية
اومأ لها أن تجلس
وضع امامها صورة فتاة فى اواخر العشرينات
اسمها يائيل هركابى
قالت فى طريقة خشنة
المطلوب
نظر لها ملياً وعقله يبرق فى شدة فقد قرر انيقتل ابنته يائيل لكن فكرة طرأت له جعلته يرى طريق اخر طريق يربحه الكثيرويزيح ليلى عن طريقه
قال فى قوة
اريدها فى مكتبى خلال ساعة..وضع امامها ورقة تحمل عنوان يائيل هركابى فى الحى القديم من تل ابيب

روان عبد الكريم 11-26-2013 11:52 AM

14
الافاعى
كانت الطرقات على باب شقة يائيل كمدافع الحرب فى اذنها نظرت للساعة بجانبها انها الثانية ظهرا بتوقيت تل ابيب..هى لم تنم الا منذ ساعتين..حاولت فتح جفونها فى خمول لكن الطرق الشديد اصابها بالفزع والهلع..قامت مترنحة باتجاه الباب
نظرت من العين السحرية ..تشنجت اعضائها واستيقظ عقلها دفعة واحدة..ماذا فعلت ..نظرت مرة اخرى والطرق يتواصل..فتحت الباب وهى ترتعش
سالها الضابط بصوت غليظ وعينيه تتفحص بوقاحة جسدها تحت الغلالة الرقيقة التى ترتديها
يائيل هركابى ..اومأت بضعف
دخل بغلظة لشقتها وهو يدفعها
ارتدى شيئا للذهاب بسرعة
نطقت بخوف للذهاب لأين
صدمتها النظرة المخيفة للظابط

لم تكمل الجملة ولت ظهرها لترتدى شيئا اتقاء للبرد القارص بالخارج
فى مبنى الشين بيت دخلت يائيل مكتب حاييم موفاز
تفحصها بهدوء متوسطة القامة ..شعرها اسود غزير لها انف مستقيم وعيون واسعة ووجنات مرتفعة وفم ممتلئ وبشرة زيتونية مشربة بحمرة دافقة ترتدى معطفاً ثقيلا من الجلد الاخضر ..هتفت اعماقه
جميلة انت يائيل بك الكثير من ملاحة ليلى
اشار اليها ان تجلس
لم تدرى يائيل لماذا هى هنا وماذا تفعل فى مكتب هذا الرجل ذو العيون الحادة كالصقر
سألها فى خفوت وهو يحك ذقنه النامية قليلاً ويقرأ ملف امامه
يائيل هركابى ..ترعرعت فى كيبوتس نهاريا- طفولة مشاغبة ورفض دائم لاى نصح..ومراهقة صاخبة انتهت بفضحية ادعائك باغتصابك من شباب كنت برفقتهم باحد الحفلات الشاطئية..ثم هروب من الخدمة الاجبارية لجيش الدفاع
غصت يائيل وهى تتذكر
اكمل
ثم عملت ..كفتاة ليل
هل تستمعين بعملك يائيل
نظرت لعيونه التى تشع مكراً
- تدر دخلا يمكنى من العيش والبقاء
- الى متى تستطيعين العيش بهذا النمط
احتارت فى الاجابة..قام من خلف مكتبه وهو يمد لها سيجارة .تقبلتها بانامل مرتجفة وهى تشكره اشعلها لها ..فاخذت نفس عميق وهى تقول
هل تحتاجنى فى عمل ما سيدى ..انا لا اقدم خدمات مجانية
ضحك حاييم وهو يهز رأسه نفيا لما فكرت فيه
- نحتاجك يائيل بكل تأكيد لكن ليس من اجل ممارسة عمل فتاة ليل لنا..انصتى يائيل لما سأقوله
لو فرضنا ان هناك طفلة بائسة القتها امها يوماً لاختلافها عنها فى العرق ..ومضت سنوات واصبحت شابة بالغة وعرفت طريق امها
تفصد جبينها بالعرق
لم يكن لى اما كى اجيبك
يائيل لاتهربى من الاجابة عزيزتى
هل تشعر الفتاة بالحنين لامها
هل تشعرين بالحنين لامك يائيل
انتفضت يائيل وهى تفهم ان ذو العيون الثاقبة يقصدها
هزت رأسها نفيا
كلا لا اهتم مطلقاً
اشعل سيجارته وهو ينظر لها بعيون نصف مغمضة
ماذا لو اخبرتك اننا نعرف من هى امك..ماذا لو عرفت انها عربية
انتفضت يائيل بذعر واتسعت عينها وامتلأت بالدموع


فى السادسة صباحأ دلف حاتم الليثى لفيلا عمه حيث يقيم معه..كان يصفر بتناغم رجل مرهق يتوق لقليل من النوم بعدما قضى نوباتشية يفرضها عليه الجيش كل عدة اسابيع
خلع سترته والقاها باهمال على الكرسى وتوجه للمطبخ للبحث عن شئ يأكله..وجد طبقه الذى يتركونه دائما فى الميكرويف ..اشعله لتسخين الطعام ثم اخرجه بعد عدة دقائق..كان ساخناً جدا وضعه حاتم بألم على المنضدة ..اخرج كيسا من الثلج فى الثلاجة وهو يبتسم
عادتك اليومية يا حاتم ..حرق اصابعك
شعر بحركة خفيفة .سأل فى دهشة
ندى ..استغرب لعيون ندى الباكية..هتف وقد نسى ألم اصابعه ندى ما بك
لى اخت ظهرت من العدم
لم ينطق حاتم ببنت شفة وهو يرمق عمه احمد الليثى بنظرات متسائلة وقد وقف خلف ندى ..التى شعرت بوجوده خلفها ..قالت فى الم
بابا
لماذا لم تنامى صغيرتى
غصت بالدموع من هى ..كيف لم تخبرنى من قبل
جلس احمد الليثى وقد وجم
قصة قديمة ظننتها قد انتهت..تزوجت امها ثم انفصلنا واختفت بها بحثت عنها سنوات وسنوات كان هذا قبل ان التقى امك
لكنها عادت بابا ..لماذ تركتها تذهب..هل تشك فى انها ليست ابنتك..ان شبها الواضح بداليا يقطع كل شك
نظر حاتم لعمه مشدوها
هل اشاهد فيلما ما ..عمن تتحدثان..ماذا حدث ..اترك البيت بضعه ساعات ..اعود وانا اظن ان كل جريمتى هدية عيد ميلاد ندى
عن اى اخت تتحدث...هل لندى وعامر اخت اخرى ..لماذا تخفيها عمى اذا كنت وجدتها
تنهد الليثى بألم وهو يخفى تاثره..لكلا اسراره..انسيها رجاء..لها حياتها ولنا حياتنا
خرج للبهو وندى تتبعه وقد خرج عامر برداء نومه وهو يغمم
يبدو ان البيت كله لم ينم
نظر له ابيه
عامر
نظر له عامر بشئ من الحيرة
بابا .ان انكرت ديان ابنتك ..لا استطيع ان انكر انها اختى
امسكت ندى بذراع اخيها وهى تؤازره
وانا معه
عقد الليثى حاجبيه بشده وقلبه ينتفض من شئ مجهول ..هل يخبرهم ان اختهم يهودية ..نظر لحاتم الذى وقف متكئا ينظر لهم فى تسلية وهو يضم الشطيرة ..امراً كهذا سيضر حاتم بشدة..وسيضره هو بشدة فمن لرب هذه العائلة ذات التاريخ العسكرى المشرف ان تكون ابنته يهودية امريكية
#######
استقيظت ديان وجسدها يرقص فى نشوة..اخذت دوشا وطلبت فطارا سريعا من التوست والزبدة وكوب من القهوة بالحليب
انها تنتظر سيتصل بها عامر او ندى هى واثقة ..تجولت فى شوارع نصف البلد ..كانت التجمعات الشبابية هدفها تستمتع وتستمع..وتكون مزيد من الصداقات ..حينما المها الجوع..مرت على محل القزاز لتناول شطيرة من الشاورمة ثم عادت مرة اخرى للمقهى امام فندق الكوزموبوليتان... لتجد احدى رفيقات الامس تنتظر
هتفت ماريان
اومأت ماريان فى ترحيب
ديان ..هل كل شئ على مايرام..انى انتظر سامح خطيبى ..هل التقيت عائلتك
اومأت ديان برأسها وهى تطلب شيشة عربية وتهتف الحياة مبهجة فى القاهرة.. مبهجة للغاية
15
كانت السادسة مساءا تقريبا حينما ظهر سامح خطيب ماريان وجدها تجالس تلك الامريكية الغريبة لم يعرف لماذا لا يتقبلها شيئاً فيها يخيفه..ترك افكاره على حافة الرصيف ..لوحت له ماريان ..مضى باتجاهما
رحبت به ديان مرحبا
غمم مرحبا
سأل ماريان اين البقية
- وائل وسارة فى طريقهم الينا بعد دقائق
شاى بالنعناع ام قهوة بالحليب وجهت ديان الكلام له
شكرها بأدب سانتظر البقية ونظر لماريان
كيف كان يومك
- لاجديد..تخفيض المرتب سارى كالعادة الشغل قليل ..صاحب الشركة يأتى يوم فى الاسبوع اكاد اشعر انه يتعمد عدم العمل
- كيف قالها باستغراب .بالنسبة لنا لا توجد سوى وفود من الهند او تركيا وبعض الامريكان والانجليز حجوزات فردية اما الوفود الفرنسية والالمانية والبلجيكية فقد اوقفت الرحلات العارضة للعام الثانى ..امر يخنق للغاية
قطع حديثهم الذى تنصت اليه ديان وصول وائل وسارة ومعهم شاب اخر يشبه وائل بعض الشئ وان بدا اصغر فى العمر بنفس الشعر الخشن والوجه الاسمر الحزين مع جسد اطول وعيون عسلية واسعة
نظرت لهما ديان بفضول ونظرا اليها بفضول اكبر..نهض سامح ليتحضن احدهم
سامر ..لم نرك منذ فترة
غمم فى خفوت دراسة ..وائل يعلم ان دراسة هندسة ليست بالهينة
ضحك وائل وهو يجلب كراسى لهم
اصبحت هندسة صعبة بعدما انتخب هو محمد مرسى وانتخبنا نحن شفيق
اعترضت سارة
انا لم انتخب شفيق مطلقا
كنت مقاطعة
نظرت اليها ماريان بفضول
لوكنت تعملين ما الذى سيفعله هذا المنحاز لاهله وعشيرته بالاعلان الدستورى هل كنت ستظلين مقاطعة ايضاً
نظر اليها سامر نظرة ثاقبة
هذا المنحاز للحق وضع يده فى عش الدبابير واى خطوة سيفعلها يجعل اى دبور يجرى جرى الوحوش على الشارع
ضحك سامح بسخرية وهو يردد كلمة المنحاز للحق
مرسى يده ملوثة بدماء الاتحادية ودم جيكا
هل تعلم من هو جيكا ولماذا قتلوه جيكا هو ..جيكا قتلته الداخلية
زفر سامر بعمق
شهداء الاتحادية عشرة منهم تسع اخوان حقيقة تنكرونها بكل حمق جيكا قاتله يقتص منه ربى سنظل نحبث عن الطرف الثالث حتى نصحو على كارثة والدم كله حرام.. ..قبل ان نكمل حديث الفرقاء هل تعرفنا بالسيدة ..نظر تجاه ديان التى ومضت فى عينيها ومضة كراهية تجاه هذا الشاب ..به شئ ينفرها ويقربها فى نفس الوقت شئ رأته قبلا فى خالد وفى عامر اخيها..كانت تنصت لحديثهم بكل مكر
تمالكت نفسها بسرعة
ديان الليثى ..مصرية امريكية
سامر ..شقيق وائل ثم استطرد هل تقيمى فى مصر واضح من لهجتك انك هبط مصر منذ مدة بسيطة..تبدين مألوفة لى وهذا غريب
مهلا هل قلت الليثى ..هل لك علاقة بعائلة الليثى فى الرحاب .. بداليا الليثى
همست :-داليا
لم تقابل ديان حتى هذه اللحظة غريمتها التى جعلتها تغير كل حياتها
فركت كفها بعصبية
هى ابنة عمى
غمم سامر مندهشا
هل انت اخت عامر..لم يذكر لى مطلقاً ان له اخت امريكية
تعلقت العيون بديان ..تشعر انها مكشوفة ..هل على الجميع ان يعلم قصتها..تبا لفضول هؤلاء المصريين ..اتت لتنقل وتقص عنهم لا العكس
تعاطفت معها سارة ..ربتت على كتفها..هل انت على ما يرام
كيف كانت مقابلتك مع عائلتك
لم تنطق ديان بأى كلمة وقد ازادت العيون المتعلقة بها فضولا لم تفهم ان هذا الفضول شيئاً اسمه الشهامة المصرية فى مد يد المساعدة
ومض الموبيل فجأة..نظرت بفرح للرقم
هالو عامر
اهلا ديان انا فى الفندق ..اين انت
فى المقهى امامه وومضت عيناها بمكر وهو تقول مع بعض الرفاق
#######
فى السابعة مساءا ..ضربت داليا الليثى جرس الباب عدة مرات..ترتدى الزى المميز لمضيفة طيران..وضعت حقيبتها ارضاً وهى تبحث فى حقيبتها عن مفتاح للفيلا
دخلت وهى تجر الحقيبة جرا وهمست غيظاً
لا شئ غير عادى ..بيت يهجره سكانه حتى العاقل عامر
كانت تطوق للنوم بشدة..لا تدرى اى عاصفة هبت على هذا البيت واى شبح اتى لينبش ماض قد نسته او تناسته وتعايشت مع هذا النسيان
لبست منامتها بعد دوش سريع
وقبل ان تضع جبينها على الوسادة
اخرجت صورة ضوئية من حافظتها ..ابتسمت لابتسامته ونظرته الحنون ولمعة الشمس على وجنته..ليست اى شمس ..انها شمس مصر..قبلت الصورة بشغف..اعادتها لمكانها ..ترقرقت عيونها بالدمع الرقيق وراحت فى نعاس بعيد بعيد
#########
مضت ليلى فى الممر بخطوات كئيبة رتيبة..ينبض قلبها بعنف ويخفق فى شدة..فى طريقها لزيارة حبيبها خالد ..اتت مكالمة سريعة من موشيه فى الصباح بالموافقة لمدة عشر دقائق مع محاذير بعدم الاجابة عن اى سؤال هذا اذا ارادت له الحياة
فتحوا لها غرفة ضيقة كئيبة.. خالية من اى رفاهية الا مكتب قديم وكرسين على نفس الحال
وقف على الباب مكبل اليدين بالقيود وهمس فى رقة
ماما

روان عبد الكريم 11-27-2013 11:31 AM

16

لم تعرف تفاصيل وجهه للوهلة الاولى..لم تر سوى وجه اضناه العذاب وضاعت ملامحه الحنونة تحت سطوة الألم ..فقط عيناه اللتان تشعان بالأمل اخبرتها ان خالد مازال هناك..بنفس هامته المرفوعة وان ازداد جسده نحولا وان اعترى محياه شيئا من القسوة ..تسمرت قدماها ولم تقوى على حملها وهى تهمس
ابنى
خطا بتجاهها ولكنه توقف فى منتصف الطريق..رفت عينيه بشئ من البريق وهو يحبس دموعه..كانت كلماته كالسياط تجلدها وهو يقول:-
انى ادفع شيئاً من اثم يديك
ارتاعت ليلى وتراجعت للحائط ..لم يعد ما يفصلها عن خالد ابنها بضعة سنتيمرات بل من اميال واميال من العار والخجل والفضيحة ..شعرت انها عارية ..شهقت ودموعها تنهمر كالسيل وانتفض جسدها بعنف
خطى بتجاهها وهو يرثى لحالها مرددا تلك الكلمة التى تزيد المها:-
ماما
حاول ان ياخذها فى احضانه رغم قيوده واغلاله
احتوت وجهه بين راحتى يديها مازال هو خالد الحنون.. ذلك الطفل الذى كان يشاغب الطرقات ..كيف اعمتها بصيرتها عنه ..نشأ وسط اطفال اليهود..لكنه لم ينسى انه عربى..لم يدعه اليهود ان ينسى انه عربى..لم تعمله شيئاً لكنه كان به شئ من القوة جعلته ان يتعلم بنفسه كل شئ..قوة لم تحملها اعماقها يوماً ..رغم خوفها عليه لم يتعلم ابدأ الخوف ..يوم انفجر فيها غضبا وترك لها اسرائيل كلها وسافر لم يجلدها كما جلدها اليوم ..ظنت انه يوم ان عاد سامح وغفر..لكنه لم يغفر وانه يدفع حياته صكاً لهذا الغفران
حينما سألها عن ديان ..سكتت الكلمات على شفاهها والسجان يعلن انتهاء الدقائق العشر
دوى صوته كالرعد وهم يجرونه جرا والسلاسل تصطك بجدارن الممر
ماما ..لا تتركي ديان
ودت ليلى لو أن هاوية انشقت وابتلعتها الى مالانهاية..كم تاقت نفسها للموت تلك اللحظة جلست على الارض ولم تفق الا على يد السجان وهو يجرها للنهوض كى تغادر
شعرت بكل الايادى التى غاصت فى لحمها ودت لو أن لحمها تساقط وان عارها الابدى انجلى عن جسدها.حينما وجدت نفسها خارج جدران السجن
شعرت ان مبنى السجن بأكمله يردد كلمة
عاهرة .
@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقفت ديان بمرح وهى ترحب بعامر وندى..افاق عامر على يد سامر الممدوة وخجل من اجابة السؤال الذى ارتسم على جبينه
اتسعت الدائرة والكراسى تصطف .. وديان تقول فى جزل الصياد الذى حظى بفرائس كثيرة
ندى ..عامر هل جلسنا قليلا..يبدو ان لكم اصدقاء هنا
قاطعها وائل وهو يخاطب عامر
لم نرك منذ فترة ..لم نعرف ان لك اخت امريكية
نظر له عامر بضيق وتجاهله
تدخلت ماريان بسخرية بعد ان رشفت رشفة كبيرة من العصير
الم يكن هو العبقرى الذى اقنع الكثير بانتخاب محمد مرسى..الهارب من السجن..عميل حماس وامريكا
نظر لها عامر بغضب
لا اعلم اى هراء تروجين
نظرت له بتحدى ..ليس كلامى بأى حال من الاحوال
تهكمت سارة منه هو تقرير امن دولة يا عامر ..فلتبقى تغرس رأسك فى الرمال حتى تختنق

قهقه سامح ووائل بشدة وعيونهم تنطق بالتسلية بينما تصاعد الغضب من اعماق سامر مؤيدا موقف صديقه ومئنباً رفاقه كيف يتم الاستعانة بتقارير امن الدولة المنحل والذي تم حرقه والثورة عليه وعلي افعاله وتم تسريح اغلب قياداته لانحرافهم كيف بالله عليكم تكون لتقاريره اي مصداقية لا والكوميديا ان هذا التقرير لا يحمل اي تسجيلات لهجوم حماس المزعوم علي السجون ولا يوجد اي دليل فعلياً علي هذا الكلام الفارغ الذي لو كان صحيحا يجب معاقبة من شاهد جيش حماس الجبار الذي قام بغزو مصر والهجوم عليها دون ان يتم القبض علي شخص منهم سواء من الجيش او من المخابرات او من أ من الدولة هل لهذه الدرجة اجهزة الدولة هشة وضعيفه حتي تخترقها حماس
للاسف البعض مازال يستخف بعقول المصريين بكلام يدينه هو قبل ان يدين حماس بداية هذه الاكذوبة هو عمر سليمان الذراع الايمن لمبارك وهو اول من اطلقها دون ان نري منه دليل واحد علي صحتها ودون ان يخبرنا كيف لاجهزة الدولة ان تتركهم يصولون ويجولون في المدن المصرية دون ان يتم القبض علي فرد واحد منهم ياااااااااااااااا نـــــاس
مبارك دمر وافسد كل اجهزة الدولة وبلا اي استثناء ولكي الله يامصر
صفقت سارة بيدها بجزل

سامر هو افضل محامى للأخوان وعامر نائبه بلا نزاع
قاطعهم عامر وهو ينهض فى غضب ويمسك بيد ندى المشدوهه
اخوان فوبيا متمكنة
بينما نهض باقى الرفاق

اخوان فوبيا هى اليافطة التى تعلقون عليها رئيس فاشل منحاز لاهله وعشيرته..قالت ماريان وهى تنتفض من الغضب
تابعت ديان الجو المشحون واعماقها تفور ببركان من الفرح..هذه البلد تقتل نفسها...لا يدركون اولى مبادئ اليمقراطية
اتاها صوت عامر
ديان هل ذهبنا لنجلس فى مكان اكثر هدوءا..اعتذرت ديان وهى تخفى خيبة املها فهى تريد الاستماع للمزيد..ان ما حققته الليلة سيسعدهم فى تل ابيب..مضت معهم بينما وقف سامر ووائل يسأله
لأين
قال فى الم
اختلفت الطرق ..
غادرهم وشئ فى صدروهم يختلق بألم ..شئ غطى عليه العناد
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تراقصت اصابع ديان على اللاب توب بخفة..ظلت طوال لقائها مع ندى وعامر تخزن الحديث الذى دار امامها حتى ترصه بكل حذافيره ..جلست معهم على كافيه على النيل..وبذلت جهدا رهيبا لتخفى كرهها لندى التى شعت عينيها برقة وطفولة
اما عامر فقررت ان تنحيه من تفكيرها فبه الشئ الكثير من خالد
وعدوها بزيارتها مرة اخرى واقناع والدها بلم الشمل
ضحكت فى خفوت وهى ترص الحديث كله كما علموها فى تجهيز المواضيع باحدى المنتديات العبرية التى تديرها شبكة امان
نامت وهى تشعر بشئ من الرضا ..غابت فى احلامها..حيث خالد ينظر لها غاضباً يملئ وجهه الغرفة كلها ..قامت مذعورة وقد تبدد احساسها بالأمان ..تكورت كهرة خائفة فى فراشها حتى الصباح
@@@@@@@@@@@@@@@@@@2
تلقفت اجهزة امان ..تقرير ديان
واجتمعت لجنة متابعة الثورة فى مصر..التى تضم حاييم موفاز بينها
ارتشف رئيس اللجنة شامير درعى كوبأ من الماء المثلج وهو يقول فى نشوة
التقرير يتفق مع يبعث به عملاؤنا المنتشرون فى مصر ..لكن احييك فعمليتنا سريعة ونشطة للغاية..ليس مطلوب منها اكثر من هذا
لتستمر..حذرها فقط من ابداء رأيها ..المصريون شكاكون ولن يتقبلوا اراء اى اجنبى
بينما اومأت اوشرا ليفنى عن سعادتها
الحمقى ..ثورتهم تخدم اسرائيل تماما..اصبح عدوهم حماس
قهقهت هى وبقية اللجنة وحاييم موفاز يهتف فى جزل
هذا نصر يفوق نصر حرب الايام الستة
@@@@@@@@@
فى عاصمة احدى الدول العربية الشهيرة ..جلس ذلك الرجل الذى اشتهر بأسم النمساوى مع احد رجال هذه الدولة ورجلى مخابرات من دولتين عربتين اخرتين وشخص بانت ملامحه الشرق اوربية على الفور مع مندوب اسرائيل
يحبكون خيوط المؤامرة وفى انتظار المرشح الرئاسى الخاسر
دخل بجسده النحيل وجلس فى عصبية
لتعلمون انى لا اخون وطنى وان تعاملى مع المخابرات الاسرائلية الا لاخراج مصر من براثن الاحتلال الاخوانى ..ايده عملاء الامن فى الدول العربية المشاركة
قاطعهم مندوب اسرائيل فى غطرسة
هذا الامور تقال للميديا..لانكم تعلمون جميعا ان بقاء اسرائيل من بقاء عروش ملوكم ..فان سقطت اسرائيل سقطتم
قاطعه النمساوى فى دبلوماسية اشتهر بها
لا داعى لكل هذا يا سادة
فالخطر سيحرق الشرق الاوسط كله..دعونا من كافة الخلاقات الهلامية
وضع يده على الطاولة فوضعوا ايديهم جميعا
يتفقون على ميثاق القضاء على الاخوان فى العالم كله

روان عبد الكريم 11-28-2013 03:48 PM

17

كانت ندى تدندن بلحن شهير لجورج مايكل احد اشهر مغنى الروك بوب ..نهرها عامر وهو يقود السيارة فى طريق العودة:-
الم تجدى سوى هذا الشاذ لتغنى له
ردت بحدة..الم تكن تسمع له قبلا..تغيرت يا عامر واصبحت لاتطاق
نظر نظرة جانبية لاخته الصغيرة الغاضبة..قد يكون التغير للافضل يا ندى
قاطعته فى حدة..اى تغيير للافضل..انك تخسر اصدقائك..من اجل ماذا رئيس فاشل وجماعة مستغلة..اضغط عل نفسك قليلا لتشاهد باسم يوسف كيف يكشف حقيقتهم
انهم مسخرة وفشلة بذقونهم المنكوشة كالمقشة وجلابيهم القصيرة..اعوذ بالله من هذه الاشكال
لم يصدق عامر ان اخته تتفوه بهذه الالفاظ..كانوا قد وصلوا الى المنزل فضغط المكابح بحدة..نظرت له ندى غاضبة من تصرفه وقبل ان تغادر السيارة امسك بذراعها بقسوة.:-
هل وصل تفكيرك فى السخرية بأى سمت اسلامى..هل مسحوا عقلك يا ندى ببرامج تافهه
لم ترد عليه وازاحت يده بعنف وانطلقت تفتح الباب فى حدة ..دخلت غرفتها فوجدت داليا نائمة..فرحت لوهلة الا ان الغضب اعتراها مرة اخرى ..ستجد لك نصير لافكارك السخيفة يا عامر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جلس عامر وحده فى الصالة الواسعة...دخل حاتم وهو يرتدى سروال اسود من الجيز وقميص ابيض مفتوح تفوح منه رائحة عطرة وهو يلهو بسلسة مفاتحيه
توقف عند عينى عامر المؤنبتان..يكره هذه النظرة..تذكره بنظرة سلمى المؤنبة ..ما الذى يضير فى قليل من اللهو البرئ ..لم يلتزم بيبت حتى الان ..فما المانع من الخروج مع بعض الفتيات..هن يقعن فى طريقه ..ساءه ان يزيح عامر ببصره عنه..اقترب منه وربت على كتفه ليقطع الجمود بينهما ..رغم كل شئ هو يحبه..ليس ابن عمه..بل اخوه الصغير..هذا البيت يجمع بين ساكنيه الحب والمودة
كيف كانت مقابلتك مع الاخت الامريكية اليوم..لم يرد عامر
نظر له حاتم نظرة بحنو
هل تود الحديث هل هناك خطب ما
قال عامر تشاجرت مع ندى..
ضحك حاتم فى حنو ..ندى الرقيقة المشاكسة ..انهض لاصالحك عليها
دخل احمد الليثى ..نظر اليه عامر وحاتم فى نفس اللحظة خرجت ندى من حجرتها واحتضنت اباها وهى تبكى
بابا
ربت عليها احمد الليثى فى حنان..تذكره ندى كثيرا بأمها..مسح دموعها وهو يتساءل ما الذى ابكى صغيرته..نظرت هى الى عامر ..الذى هتفت اعماقه
لا تبكى ندى رجاء ..انهم يزرعون الكراهية العداء بين الجميع..لم يحرك ساكناً ولم يجرؤ على ان يلتقى بنظرة ابيه
خرجت داليا من غرفتها وهى تتثائب ..يبدو ان الجميع تذكر ان لهم بيت..عدت ولم اجد احدا..استفاقت سريعا على وجه ندى الباكى
نظرت نظرة واحدة لعامر وقد فهمت الموقف
رفعت حاجبيها باستياء ثم نظرت لحاتم اخيها الذى حاول تلطيف الموقف
اهلا بالرحالة..كيف كانت رحلتك
جلست وهى تقول
دبى رابعة المدن العربية..لن تصدق من كان معنا ..شيخ الازهر بنفسه..على ما اعتقد يحضر احد المؤتمرات
قال عامر بخفة
زيارات الجميع لدبى تثير الريبة
نظرت له ندى شذرا فهدأ والدها الموقف
عامر كف عن مشاكسة ندى..لعنة على السياسة التى خربت العقول..المهم كيف كان لقائكم بديان اليوم
استغرب عامر وندى حديث والدهما ببساطة عن ديان
بينما هزت داليا راسها وهى لاتفهم شئ
ديان من؟؟
رفع حاتم حاجبيه فى تعجب مصطنع
الا تعرفين من ديان
ردت داليا بنفس طريقة شقيقها
وهل علمت كل وكالات الانباء واذاعوا النبأ دون ان ادرى
ضحكت ندى وتنهدت فى خمول سنخبرك كل شئ
جلسوا كأسرة بسيطة واحدة بينما عقل احمد الليثى غارق كيف يخبرهم ان هذه الاخت التى ظهرت من العدم يهودية وهو ادرى الناس بطباع اليهود.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
دخلت سارة وجلة مكتب مدير القناة التلفزيونية التى تعمل بها
قال اشرف العنتيل وهو يطلب منها ان تجلس
سارة اعلم مدى اخلاصك لعملك ..لقد رشحتك برنامج موجه لتوعية الناس..رأيت الكارثة التى وقعنا بها..وقد رشح الشعب الجاهل الاخوان والسلفين..ان التيار الاسلامى يعصف بمدنية مصر..هم يكرهون كل ما هو مبدع ..انظرى كيف يهاجمون اسطورة الادب فى مصر نجيب محفوظ..ويهددون بحرق كتب سيد القمنى..
اكملت سارة
ليس هذا فقط بل يهاجمون وسطية الازهر ويحاولون اخونته بكل الطرق
اكمل اشرف
وما خفى كان اعظم..هل رأيت هذا الكائن اللزج المسمى محمد مرسى كيف يتحدث على الستينات..كاره عبد الناصر ..يريد ان ينال من زعيم امة عربية
ضحكت سارة بخفوت
يحتاج مترجم.. لا افهم منه شئ
صمت اشرف قليلا
هم الرعاع الذين يحاولون اخونة الدولة لا بد من محاربتهم والقضاء عليهم
ارتج على سارة فى بادئ الامر تلك الالفاظ العنيفة
الا انها افاقت على صوت اشرف العنتيل وهو يفصل تفاصيلها بنظرة عينيه
هذا هو العقد الجديد
نظرت للرقم المبالغ ولم تصدق عينيها واشرف العنتيل يلاحقها بصوته العميق
نريد الهمة
فتقول فى حماس
رهن اشارتك
اجاب بغموض
ولا بأس من الاحتفاظ بحجابك
@@@@@@@
فى احد فنادق الهرم الشهيرة ..جلس المندوبان العربيان واشرف العنتيل واحد ولفيف من اشهر رجال الاعلامين والاعلاميات واحد اخطر رجال المخابرات العامة المصرية
هتف المندوب الاول لدولة الخليج
دولتنا مستعدة تماما لتمويل اى شئ يوقف هؤلاء المتأسلمون..ثورة مدمرة للمنطقة بدأت فى تونس وليبيا واليمن ومصر ولن يسكتوا حتى تصل الينا
نظر له ظابط المخابرات باستخفاف..تعلم فى مهنته ان الاخوان خطر وان مكانهم السجون هذه هى عقيدته العسكرية ولن تتغير..هو لا يهمه عروش هؤلاء العرب بقدر وقف الخطر الاخوانى ..هذا الخطر الذى قد يجر مصر لحرب مرة اخرى مع اسرائيل ومصر لن تحتمل حرب اخرى..هؤلاء اصبحوا خطر على الأمن القومى.. هذا الانحياز الاعمى لحماس يقلب موازيين المنطقة ..مصر لن تجر لحرب اخرى ..بكل تأكيد لكن تكون الحرب مع اسرائيل بقدر ما ستكون مع الحليف الاستراتيجى لها..مازال شبح العراق يجول فى مخيلة كل ظابط مصرى..لم يظهر اى اثر لتفكيره على وجهه ومما يختلج فى نفسه من قلق
تعلقت العيون به وهو يقول نبدأ على بركة الله
حركة تمرد

ياسر علي 12-01-2013 01:04 AM



بداية الصياغة و التسلسل وتوالي الأحداث و تسلسلها وبناء الشخصيات موفق جدا و هو صلب العمل الروائي ، تبقى الرواية السياسية عملا شاقا ، وهي سلاح ذو حدين ، يمكن أن تكون ناجحة للغاية حين يتم وضع الأفكار يشيء من الحيادية أقصد حيادية الراوي و ترك الشخص الافتراضي يعبر فالراوي يصف الوضع ويعرض البضاعة كما هي دون أن يقدم على وضع تصور ما في النص ، مع بعض الدهاء في تناول حديث المؤامرة ، فالمؤامرة ليست أكثر من التقاء فرقاء على مشروع معين ، ضدا على التوجه العام للثقافة السائدة و المشروع المرجعي المتصور و الراسخ في الذاكرة الجماعية . و يمكن أن تعصف بالنص الروائي فلا يبقى في الذهن غير تصورات سياسية تتصارع كمقالات سياسية .
حقيقة النص يعد بالكثير من التشويق وحين قرأت بداياته لم يتبادر لذهني أن موضوعه سينحو هذا المنحى السياسي الصرف .
على كل أتمنى التوفيق لهذا العمل الذي يمكن أن يكون بصمة في أدب الثورة . و أتمنى أن أن لا تطول تلك الصفحات التي تناقش بحدة التوجهات السياسية و أن يتم تفادي هذا الإشكال بتناول بعض هوامش حياة شخصيات النص ، لأن التركيز الشديد على الظاهرة السياسية وطول صفحاتها تصيب النص بجفاف أدبي و تغرقه في اللغة التقريرية ، والمباشرة الصرفة ، إذ يمكن لأحداث بسيطة في حارة و دون أن تتوغل في المؤسسات أن تتناول الكم الوافر من جزئيات الصراع السياسي كما عبرت عنه في بيت الليثي . .

مزيدا من التوفيق بإذن الله .




روان عبد الكريم 12-02-2013 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 165737)


بداية الصياغة و التسلسل وتوالي الأحداث و تسلسلها وبناء الشخصيات موفق جدا و هو صلب العمل الروائي ، تبقى الرواية السياسية عملا شاقا ، وهي سلاح ذو حدين ، يمكن أن تكون ناجحة للغاية حين يتم وضع الأفكار يشيء من الحيادية أقصد حيادية الراوي و ترك الشخص الافتراضي يعبر فالراوي يصف الوضع ويعرض البضاعة كما هي دون أن يقدم على وضع تصور ما في النص ، مع بعض الدهاء في تناول حديث المؤامرة ، فالمؤامرة ليست أكثر من التقاء فرقاء على مشروع معين ، ضدا على التوجه العام للثقافة السائدة و المشروع المرجعي المتصور و الراسخ في الذاكرة الجماعية . و يمكن أن تعصف بالنص الروائي فلا يبقى في الذهن غير تصورات سياسية تتصارع كمقالات سياسية .
حقيقة النص يعد بالكثير من التشويق وحين قرأت بداياته لم يتبادر لذهني أن موضوعه سينحو هذا المنحى السياسي الصرف .
على كل أتمنى التوفيق لهذا العمل الذي يمكن أن يكون بصمة في أدب الثورة . و أتمنى أن أن لا تطول تلك الصفحات التي تناقش بحدة التوجهات السياسية و أن يتم تفادي هذا الإشكال بتناول بعض هوامش حياة شخصيات النص ، لأن التركيز الشديد على الظاهرة السياسية وطول صفحاتها تصيب النص بجفاف أدبي و تغرقه في اللغة التقريرية ، والمباشرة الصرفة ، إذ يمكن لأحداث بسيطة في حارة و دون أن تتوغل في المؤسسات أن تتناول الكم الوافر من جزئيات الصراع السياسي كما عبرت عنه في بيت الليثي . .

مزيدا من التوفيق بإذن الله .




استاذ ياسر على شكرا لمروك
الظاهرة السياسية لن تطول اعدك..

هذه الرواية بالذات كتبت نفسها ..كلما اردت الذهاب بها فى طريق اخذتنى لطريق اخر

حتى من بدايتها اردت كتابة رواية عن اخر ايام الاندلس وعن يهودى اخر موشية هالفى او موسى اللاوى ..فظهرت لى ديان

كنت اتوق للتخلص من ديان وابطال القصة بشدة ..ارهقتنى ولم احب موضوع الحيادية ..رغم ذلك ..وان لم تعبر الرواية عن موقفى الحقيقى فهو اقوى بكثير مما اكتب

اسعدتنى مرة اخرى بتعليقك وانتظر تعليق منك بعد النهاية

روان عبد الكريم 12-02-2013 12:05 PM

18

كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءا ..استقل احمد الليثى سيارته مرة اخرى بعد ان طلب سائقه فتحى..عصفت اعماقة بقلق مبهم..وهو يطلب منه التوجه لفندق الكوزمبوليتان فى القاهرة..وعد عامر وندى بزيارة ديان..وعدهما وهو لا يخلف وعداً

رن جرس التليفون فى حجرة ديان التى جافها النوم بعد حلمها المرعب
اهتز كيانها وهى تعلم اسم من يطلب لقائها..قاربت الساعة منتصف الليل ارتدت سترة خفيفة فبرد القاهرة محبب للنفس غير قاسى

كان الليثى يجلس هادئ فى احد اركان الفندق
هتفت ديان بارتعاش مرحباً
اشار لها بالجلوس
وهو يقول فى تؤدة
لا اكن لك ضغينة ديان..لكن كيف يطلب منى ان اتقبل ابنة يهودية
ارتعشت اكثر وهو يقول
على ان اخبر ندى وعامر لن يتقبلا هذا الامر مطلقا
لمعت عينى ديان لوهلة واحمد الليثى يخط رقما على احدى شيكاته
اظن هذا المبلغ يجعلك تبتعدين كلياً عن حياتنا
كان المبلغ كبيرا بالفعل
قالت وهى ترفع حاجبيها
كل هذا كونى يهودية..انت عنصرى
نظر اليها بعمق..ديان ..انا لا اصدق هذا الحنين والاشتياق العائلى المفاجئ ..رايتك منذ عشر سنوات..مازلت اتذكر تلك النظرة الكارهة فى عينيك ديان..كنت غضة تفضحك عيونك..الان لا اجد سوى نظرة ثلجية ..اعلم ان الكره مازال بداخلك اضعاف اضعافه..رفع حاجبيه
ترى ماذا وراءك ديان...لماذا تركت اسرائيل واتي هنا
ارتج على ديان كيف عرف
اتعلمين ماذا يمعنى من ابلاغ السلطات بشانك
غمزت بعينها بسخرية ود تمالكت نفسها بعض الشئ ولاح فى كلامه شئ من الطمأنينة
ابوة دافئة
ضحك بنصف ابتسامة
هى ابوة دافئة من اجل ندى وعامر ..لن اخسرهما لبعض الوقت من اجل امرا كهذا..لكن ان لم ترحلى فاسضطر مكرهاً..ارسل لك باكرا تذكرة للرحيل لليونان ومن هناك ارحلى حيما تشائين . الرحلة فى السابعة مساءا..لا اريد ان اسمع منك مرة اخرى .. فى مقابل هذا وقعى على هذه الورقة
قرأتها ديان بخفوت
اقر انا ديان الليثى هو انه ما يجمعنى بعائلة الليثى هو مجرد تشابه اسماء
اعطاها القلم واعماق ديان تموج بشتى الانفعالات
هل منحتنى بعض الوقت للتفكير
تنهد فى ارتياح..كنت اعلم
نظرت اليه ماذا
ليس الامر فقط كونك اسرائلية..انك سترجعين لمن بعثوك هنا
قالت بذعر
لالا ليس الامر كما تظن
اذن هى حنين لابوة دافئة
همست بغباء لم تسطع اخفاؤه
مطلقا
ضحك الليثى مرة اخرى بمكر
كنت اعلم
امضى ديان امضى على الورقة وردى الكلمات لانى ساصورها بفيديوالموبيل
رضخت ديان والدموع تتألق فى عينيها واعماقها تموج بغيظ وغضب يخالطه الخوف
كم كرهت احمد الليثى لحظتها
بعد انصرافه هرعت لحجرتها
خطت رسالة بنفس طريقتها السابقة لحاييم موفاز
اتاها رد موفاز السريع على الموبيل
صرخت وهى تسمع صوته
حاييم
لماذا لم تخبرنى هذا الرجل ليس فقط مهندس.. اسلوبه يدل انه تلقى تدريبا ..تدريبا يشبه بعض الشئ التدريب الذى تلقيته
غمم حاييم ..اهدئى ديان
سيتم التعامل
كانت لديهم بعض الشكوك فى احمد الليثى ولكنهم اعدوا العدة تماما..لن يتركوا شيئا يوقف مخططهم
تلقى فتحى سائق احمد الليثى اتصال ما ثم وضع الموبيل جانبا هو ينظر للاحمد الليثى يجلس منهكا مغمضا عينيه فى الكرسى الخلفى للسيارة ..وضع كمامة على انفه وعدل من وضع نظارته ثم اطلق رذاز عطر السيارة ..لم يكن عطر ع الاطلاق
فتح الليثى عينيه بصعوبة والغاز المخدر ينطلق فى السيارة
نظربارتياع لفتحى وهمس بضعف ندى
اوقف فتحى السيارة على جانب الطريق ودس فى فم الليثى الذى فقد وعيه تماما الدواء الذى يرفع نبضات قلبه الضعيف لاقصى درجة.
@@@@@@@
استيقظت سلمى على رنين للموبيل..صوت ندى يصرخ ..سلمى ..بابا .لم تفهم شيئاً..ثمة خطب ما..عاودت الاتصال بندى ولم تجيب وبحاتم وعامر نفس الشئ
ارتدت معطفا على ملابسها وغطاء للراس ..قابلها والدها على السلم
سلمى ما الخطب..قالت ونبضها يتزايد ثمة شئ لدى ندى كانت تصرخ ..شئ يتعلق باحمد الليثى
انتظرى ساتى معك..اغير ملابسى
قالت سلمى ساذهب الان ..واضح الان الامر لا يحتمل انهم بجانبا ساخذ السيارة
اذن ساتى معك هكذا
وصلت سلمى ..وحاتم وعامر يخرجون جسد احمد الليثى من السيارة
همست بضعف وقد المتها النظرة الباكية فى عينى حاتم
كان الليثى مسجى على ظهره وسلمى تقيس النبض ..لم تكن فى حاجة للقياس فالرجل ميت منذ فترة بالفعل
صرخت ندى..هل سيفيق..اجيبى سلمى ..لم تسطع مواجهة صرخات ندى ولا داليا التى وقفت بلا حراك..لم تفق الا وعامر يختضن جسد والده وهو يقرأ القرأن الكريم ويبكى ..يبكى بحرقة..بينما حاتم يحتضن قدمى عمه الباردتين وقد اعتصر الحزن الشديد قلبه.حينها وقعت ندى على الارض لا تدير بالعالم شيئا ..انهارت داليا بجانبها تحاول لمسها ولم تسطع فقد ارتخت يدها بجانبها
@@@@@@@@@@
كيف هى سأل عامر سلمى وداليا عن اخته ندى
اجابت سلمى اعطيتها حقنة مهدئة ..لم تحتمل اعصابها
همست داليا ومن يحتمل ..تذكرت احداث الامس وكأنها كابوس
قالت سلمى اخلدى قليلا للراحة انت وعامر سيقام سرادق العزاء فى السادسة ابى سيشرف على كل شئ
غص حلق عامر وهو يمسح دموعه ساذهب معه
حينما غاب ..قامت داليا بدورها سانم قليلا ..اين حاتم
ذعرت سلمى فقد تناست امره تماما منذ البارحة
وضعت همها فى داليا وندى وعامر ..تساءلت بدورها
داليا ..اظن رأيته فى غرفته
طرقت الباب فلم يجب ..وجدته مفتوحا فدخلت على استحياء
كان ينام ع الارض على ظهره يحدق فى السقف بينما تنهمر دموعه
شهقت سلمى وهى تجلس على ركبيتها بجانبه
حاتم
اقتربت منه وهى وجله.. لم تلمسه قبلا..حبيبها وزوجها ..مسحت وجنته باناملها
نظر اليها بضعف..احتوت وجهه بين راحتيها.نهض بعض الشئ فاخذت رأسه فى حضنها وهى تردد فى أذنه ايات الذكر الحكيم
++++++++++++++
تلقت ديان رسالة عاجلة من حاييم
مبارك وفاة البابا مع ضحكة ساخرة .. فى المساء ارتدت بلوزة سوداء وبنطلون اسود ..حينما وصلت فيلا الندى..دخلت على الصغيرة ندى وهى تبكى بحرقة ..ولم تغب عن عينيها تلك تقف على رأسها وتشبها كثيرا


روان عبد الكريم 12-02-2013 12:06 PM


19
..خطة مزدوجة

رتبت داليا حجرتها بعناية..كان قد مضى شهرين على رحيل عمها احمد الليثى ..طفرت عينيها بالدموع وكأنها تريد حزناً فوق حزن.. ترامت اليها ضحكة ندى وصياحها..تنهدت ..لا بأس ..للبعض القدرة على تجاوز الاحزان ..اما هى فتتعايش معها حتى تصبح جزء من كيانها..ارتدت زى مضيفات الطيران لديها رحلة الليلة لبرلين..تعشق هذه المدينة التى تنام منذ الثامنة مساءا..لتستيقظ فى السادسة صباحاً ..اخذتها الذكرى لسنوات ماضية لشتاء برلين الثلجى فى زيارة لها مع عمها احمد الليثى مكافأة لها على تخرجها بامتياز من الجامعة...جلست
على احد الدببة الخشبية التى تشتهر بها المدينة بينما نظرات الاستهجان تلاحقها
.رنت ضحكته العابثة ..دببة برلين للمشاهدة وليست للجلوس ..غضبت وهى تقوم
منتفضة يبدو انها ارتكبت خطأ ما..سارت مبتعدة عنه.. لكنه تابعها وهو يمد لها
كوب ملئ بالقهوة الساخنة..
تفضلى ..اعتذر
..انتبهت لحظتها انه قالها بعربية واضحة..خرجت من
افكارها مرة اخرى على صوت ندى المشاكس يخالطه صوت ديان..كانت قد جاءت
للأقامة معهم ..لم تحب ديان ابداً..شيئاً بها يثير الريبة..خرجت وهى تسحب حقيبة
سفرها خلفها..نظرت لندى
ندى ..الم يكن لديك محاضرات اليوم
اجابت ندى وهى تجعد انفها
بلى..ولكن لدى وديان بعض اللقاءات فى كافيه الاوبرا
رفعت داليا حاجبيها بتعجب:
لقاءات!!
شعت نظرة ديان لها بالكراهية..النفور بينهما متبادل.لكنها اكملت
نعمل على مساندة حركة جديدة اسمها تمرد لسحب الثقة من محمد مرسى
ردت داليا بهدوء دكتور محمد مرسى
تدخلت ندى فى الحديث .داليا من مساندى وهى تكرر الكلمة بسخرية الدكتور محمد مرسى..رغم انها لا تنتمى للاهل والعشيرة
تجاهلت داليا مشاكسة ندى..لا تريد مزيد من التوتر
القت ندى نظرة على ملابس داليا
هل لديك رحلة
نعم هذه المرة لبرلين ..التمعت عينيها بشئ من الدموع..تعلم ندى ماذا تعنى هذه المدينة لداليا..احتضنتها.. وهى تقول
ترجعى بالسلامة
ضحكت داليا كى تدارى دموعها ..فقط دون الواح الشيكولاتة والعطور
ضحكت ندى بمرح..ندى كبرت يا ابلة داليا
قرصت ندى من وجنتها واصطدمت نظرتها بنظرة كراهية تشع دوما من عيينى ديان نجحت بسرعة فى تغيرها..هتفت داليا فى اعماقها ..هذه الفتاة لا تؤتمن
دخل عامر فى تلك اللحظة ..نظر لاخته وابنة عمه
هل انت مسافرة ..هل اوصلك للمطار..قالت داليا ..مع انى سيارة الشركة ستمر ..لكن لا بأس من عرضك
نادته ندى فلم يجب..عقدت داليا حاجبيها..المشاجرات بين ندى وعامر اصبحت رهيبة ..وعامر غاضب من شقيقته ويخاصمها
خرج مسرعا من باب الفيلا وهو يسحب حقيقبة داليا
فى الطريق
داليا ..عامر ..حاول ان تجد حلا لك مع ندى.. لااحب ان اراكما هكذا
تنهد عامر و يقود السيارة..اصبحت ندى هجومية وعنيفة
اومأت داليا..الاعلام مجند بشكل غريب ..اشعر اننا أمام خطة ممنهجة لتشويه التيار السياسى الاسلامى..لا اعرف سبب لهذه الحملة الشعواء..اشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث..لا اثق فى تلميعهم فى صورة احمد شفيق..تعلم بحكم عملى فى مصر للطيران انى اعرف الكثير عن مصائبه..من تفتتيه للشركة لثلاثة عشر شركة وتعين اذياله الى بيع الطائرات الى عمل كوبرى خاص يصل المطار الى منزله.. يؤلمنى ان دكتور مرسى لا يتخذ ردود فعل قوية مع هذه الحملة ضده..يسمح بأهانته ويتغاضى عن حقه
اومأ عامر
الرجل يعمل بجدية ..لديه هدف يريد الوصول اليه
ردت داليا هذا حقيقى لى صديقة ..زوجها يعمل بالحرس الجمهورى
يقول ان الرجل شعلة ..وانه لا يستطيعون ملاحقته..تخيل فى زياراته الخارجية لابيت ليلة زيادة توفيراً للنفقات..وانه يعامل حراسه ببساطة ويعطى لهم حقوق لم يحصلوا عليها قبلا
كانوا قد وصلوا صالة السفر الدولى
انزل الحقيبة ..حينما ادرات داليا ظهرها
ناداها فعادت..ترجعى بالسلامة..ضحكت وهى توصيه بندى
لم تعتبر ندى وعامر اولاد عمها بل اخوتها الصغار.
عاد عامر للمنزل عازماً على مصالحة ندى ..لم يجد احد فى المنزل سوى الصمت الذى احتل اركانه..حانت منه التفاته لصورة والده ..لمعت عينية بالدموع..ثم احتلت صورة ديان افكاره ..وانقبض قلبه بشدة ..لا يعرف لماذا صدقها بأن ابيه طلب منها الاقامة منها لديهم..لكنها اخته قبل اى شئ..صحيح انه لا يشعر تجاهها بهذا الشعور ..لكنه امر يقره الواقع..طلب ندى على الموبيل فلم ترد
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الكافيه بصحبة ديان سالتها ديان بخفة
لماذا لم تجيبى
هزت ندى كتفيها
انه عامر..لم يجبنى فى المنزل فلما اجيبه
ودت ديان لو اعتصرت عنق هذه المدللة بيديها لكنها رسمت ابتسامة صفراء وهى ترتشف العصير
لماذا بكت داليا اليوم..سافرت عدة مرات ولم ارها فى مثل هذه الحالة
همست ندى بحزن
تثير برلين حزن لداليا فهناك التقت زوجها وهناك فقدته
رددت ديان ...زوجها..اعرف انها مخطوبة فقط
قالت ندى باستغراب تعرفين من من انها مخطوبة فقط ..هل اخبرك حاتم
اومأت ديان وقد جف ريقها لهذه الغلطة الغبية
نعم حاتم
تنهدت ندا ..لم يوافق حاتم او والدى على زواجها ..ووضعا العراقيل امامهما..وافقا امام الحاح داليا على خطوبة ..يوم سمعت داليا الحديث بالصدفة بين حاتم وأبى باعتزامهم فض هذه الخطوبة باى شكل
قررت داليا ان تتزوجه..كتبت كتابها ..وعادت لتخبرهم..كانت فى الثالثة والعشرين من عمرها وعاد هو لبرلين هل تركها تواجه الامر وحدها
- مطلقاً..اتى معها ..وقد تلقى من حاتم اللطمات واللكمات ..كان رجل حقيقى ..مازلت اذكر طرد والدى له ..كانت فضيحة فى الحى كله ..ظن الجميع انها خطوبة فقط اضطر للعودة لبرلين لأن اقامته انتهت ..عمل حاتم ووالدى على طرده بأى طريقة ولكنه لم ييأس استطاع عن طريق احد اقاربه اخراج داليا والسفر بها الى برلين..حتى الان لا نعرف ماذا حدث ..هى لا تحكى ابدا ..فقط تقول انها فقدته هناك
- ديان ولماذا كل هذا التعنت
- بسبب جنسيته
- جنسيته ؟
- نعم يحمل الجنسية الفلسطنية
- ولكن كيف يعيش فى المانيا ..
- يحمل اقامة مدى الحياة لانه كان متزوج من المانية سابقاً..تغيرت داليا بعدها تماما..التحقت بعدها بطاقم الضيافة..فى كل زيارة لبرلين ..اشعر ان ورائها شيئاً ما
ارتشفت ديان العصير ببطء وقد اكل الحقد قلبها
ابحثى ما بدا لك داليا الحزينة..حبيبك يقبع فى اقذر سجون تل ابيب..عقدت حاجبيها ببطء..يجب الا تحزنى كثيراً داليا على هذا النذل فقد باعك منذ سنوات ..بينما انت تبحثيت وتبحثين كان هو يقبع فى احضانى..شيئأ غير خططه يا داليا ..شيئاً اتى به لاسرائيل
انه يستحق انتقامى..اخذت نفسا عميقاً يستحقه بكل تأكيد..رددت العبارة الاخيرة بالعبرية..نست ندى التى تجلس امامها
اى لغة تتحدثين
انتبهت بذعر هذه الغلطة الثانية لها..ضحكت بعمق..الايرلندية
لم تكمل ندى كلامها فقد ستة افراد من الحملة..حملة تمرد
@@@@@@
جلس سالم الجارحى والدها لسلمى فى الاجتماع المغلق الذى جمعه برجال عمال اخرين هذه الوجوه يألفها جيدا منذ اجتماعات الحزب الوطنى..وصل المسؤل الكبير..وجل لوهلة..انه احد الوجوه المميزة واحد اخطر الوزرات فى الحكومة الحالية
شدد على الجميع بالسرية التامة..ووضع الخطة..خطة شل مصر..واختلاق ازمات البنزين
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقف رجل ادارة الازمات فى الدولة العظمى امام رئيسه
روبرت ..تقريرك رائع..سفيرتنا تقوم بمهمتها على اكمل وجه..تساعدها مخابرات واجهزة دول عربية عدة
ضحك رئيسه
هؤلاء العرب بلهاء يتكالبون لحماية عروشهم
يظنون ان الخطة هى القضاء على الاخوان فى العالم
بل الخطة مزدوجة
الم نفعلها قبلا فى الجيش السورى حينما زج به فى حرب لبنان..ثم الحرب فى سورية الان..وقبلها الجيش العراقى
غمم روبرت فى سخرية
ان خطتنا رائعة ولن نجد فرصة مثلها ابدا
ضرب جيشهم الاسطورة..وضرب جماعتهم الاسطورة
ترك تقريره وهو يمضى عبر الباب بينما تعلقت عينى رئيسه بعبارة كتابة منمقة
خطة تحطيم الجيش المصرى والاخوان فى ضربة واحدة
تنهدت فى رضى يلهو بميدالية مفاتحيه التى حملت نجمة دواود

روان عبد الكريم 12-03-2013 08:25 PM

20

مازلت الثلوج تغطى شوارع برلين حتى فى ابريل...همست داليا بحزن وهى تنظر من خلف زجاج غرفتها الكائنة باحد فنادق برلين... ودت لو تعالج مزللاج الشباك الثقبل وتغوص بجسدها فى الثلج..مضت سنوات على فراقه ومازال قلبها على عهده ..امسكت جوالها..ضربت رقمها..تريد الاطمئنان عليها
جاء الصوت الصوت النائم الرقيق مرددا ..هالوا
ودت لو اغلقت الموبيل فليس هذا صوت رئيفة الناغى
همست بألمانية ضعيفة ..هل لى التحدث برئيفة الناغى من فضلك
ثمة صمت على الجهة الاخرى ثم تساؤل
داليا!! لم تجب داليا فردد الصوت اكثر داليا انا لينا ..لينا الناغى همت باغلاق الخط ..فعلاقتها بلينا الناغى لم تكن بالجيدة قط ..كانت فى الثامنة عشر حين التقتها منذ خمس سنوات..مدللة محمد الناغى وابنته من زوجته الالمانية التى تركته ورحلت ليتزوج من رئيفة التى حملت لقبه بعد ذلك..سورية دمشقية ..تزوجها الناغى لترعى ابنته ..ولتجد من ينفق ايضاً على ابنها الوحيد من زواج سابق..احبت داليا رئيفة كثيرا فقد كانت امرأة صبور غير متكلفة..طيبة وحنون..ظنت فى البداية ان لينا ابنتها..لكن غيرة لينا الواضحة وافتعالها المشاكل معها ..خرجت من افكارها على صوت لينا مجددا
داليا
همست نعم
جاء صوت لينا فرحأ..داليا انت فى برلين
نعم ...هل لى التحدث مع رئيفة
تنهدت لينا للأسف داليا تعرضت رئيفة لحادث
حادث اى حادث
تعرضت للانزلاق فى المنزل .انها بحالة جيدة الآن ..لم تسألى داليا عنها منذ اعوام..هى نائمة الان
مسحت داليا دموعها .سأتى لزيارتها
لكنها لا تقيم فى منزل الناغى الآن وكذلك انا ..اعطتها لينا العنوان..مقاطعة البوندزاليه- 56 ناخود شتراسه
طلبت داليا تاكسى بالتليفون..كان المكان قريب منها..بناية متعدد الطوابق لكنها لا تحمل بالتأكيد طلاف بناية محمد الناغى..فتحت لها بالباب ..لينا الناغى ..ترتدى ملابس بسيطة وقد قصت شعرها الاشقر الطويل الذى كانت تعتز به..مازلت جميلة يا لينا ..خليط من الشرق والغرب..احتضنتها لينا ببساطة وطبعت على وجهها قبلة وقالت تفضلى
اخذها ترحيب لينا الودود..وهى تقودها للجلوس على اريكة بسيطة وتجلب لها كوب القهوة الغنية بالكريمة والسكر
قالت بود اتذكر انك كنت تحبيها هكذا
اجابت داليا بلؤم واتذكر انك وضعت ملحاً يومها بدل السكر
ضحكت لينا ببساطة..انسى لينا القديمة فهناك الكثير من التغيرات..لحظات وساوفيك برئيفة فعلى ان اعدها لتاتى
ذهبت لينا وسط استغراب داليا..ارتشفت قليل من القهوة التى اعجبتها..تجول..ببصرها فى الشقة انها استديو صغير
سمعت كرسى عجل يتحرك ..انتفضت داليا وهى تجد وجه رئيفة الحبيب ولينا الكرسى المتحرك..احتضنت الوجه الغائر بخطوط الزمن بيديها ..قبعت للحظات فى حضنها ولم تجرؤ على الكلام..فى وجه رئيفة رأت كل ملامح زوجها الحبيب ..قالت لينا بصوت مرح وهى تعد الطعام
ماذا ترغبين للا فطار داليا..يوجد بيض وجبن وبعض البسكويت
اتسعت عينى داليا بتعجب ..التى تقف امامها بعيدة كل البعد عن لينا المدللة ..ردت رئيفة على ملامح داليا المتعجبة
لم تعد لينا المدللة ..تغيرات الصغيرة الحبيبة كثيرا..فلحت سنوات صبرى وحبى لها..نظرت داليا ليعنى لينا المرحة وهى تققدم لها طبقاً مملؤاً بالبيض الشهى ثم جلست وهى تطعم رئيفة بيديها وتدللها..
لن ارضى الا باكلك للطبق كله .ماما ..ثم نظرت لداليا وهى تقول بحزم وكذلك انت
كان الجو كله يبعث فى داليا الامل..عرفت ان لينا تركت منزل والدها منذ ثلاث سنوات وانها تعمل مراسلة صحفية لمجلة دير شبيجل..قالت لينا.. لااجنى الكثير لكنه بساعد على المعيشة..ثم اردفت بحزن اصبح البيت لا يطاق..اصبح محمد الناغى صعباً ..ضربه رحيل خالد فى مقتل ..مسحت يدها بمنديل
رددت داليا رحيل خالد مفهموما للجميع ..ان يعود لاسرائيل بهذه الصورة ..امر مؤلم..كان عليه الوقوف بجانبكم ..غصت بحلقها خاصة بعد اختفاء رائد
ربتت رئيفة بصوت رخيم
لا تسئ الظن بخالد فقد مكث معنا عشر سنوات ..لم يكن شقيق لينا فقط ..بل كان يعتبر رائد ابنى اكثر من شقيقه
دمعت داليا لدى ذكر اسم رائد الجارحى زوجها وحبيها ..مازلت تتذكر صوته الحنون وهو يحكى لها عن ذكرياته فى دمشق بعد وفاة والده ذو الاصول الفلسطنية ..اتى لالمانيا وهو فى نحو العاشرة من عمره مع امه التى تزوجت محمد الناغى لترعى طلفته ذات الثلاثة اعوام .. كان يعتبر لينا شقيقته ويتدخل كثيرا لحل المشاكل بينها وبين خالد شقيقها..يحكى لها فى البداية انه لم يتقبل خالد الذى جاء اليهم وهو فى الثامنة عشر..الا انه سرعان ما جمعتههم الصداقةس ..كان يصغر خالد باعوام قليلة ويعمل مثله فى اللوفتهانزا.. مازلت تتذكر صوت رائد الهامس وهو شبه نائم..الى اين؟؟
ساشترى بضعة اشياء من المتجر المقابل..لدينا شئ للطعام..كان قد مر على زواجهم عدة ايام..حينما عادت وجدت الشقة فى حالة مزرية وثمة دماء تلطخ الارضية ..لم يعرف ابدأ احد اين اختفى زوجها رائد الجارحى وماذا حدث له
افاقت من ذكرياتها المريرة ولينا تمد لها يدها بالموبيل جاءت لى هذه الرسالة منذ عدة اشهر
لينا عليك بالبحث عن داليا بأى طريقة ..لدى معلومات عن مكان رائد
اتسعت عينى داليا وهى تصرخ
هل مازال حى..رائد حى
لينا اخبرينى
همست لينا بضعف وصوتها اقرب للبكاء
الرسالة منذ عدة اشهر..حاولت الاتصال بعدها بخالد دون جدوى
داليا وهى تغوص فى كرسيها .مؤكد ان محمد الناغى يعرف عنوانه
ربتت لينا على ظهر داليا بحنان
عرفت منذ عدة اسابيع سر اختفاء خالد..اعتقله اليهود فى سجونهم ولا نعرف التهمة..حاولت ماما رئيفة ان تحثه على السفر لاسرائيل بعدها..لكنه رفض..تعرفين ان بابا استاء كثيرا من خالد بعد رحيله وزواجه من يهودية ايضا..تدخلت رئيفة
الناغى يحاول الهروب من ماضيه وكينوته..ينسى انه يحمل دماء فلسطنيه ..تعرضت بعد ذلك لحادث السقوط..وخرجت من المشفى للاقامة مع لينا,....حبيبتى لينا
دق جرس الباب..اتى الصوت من اسفل ..لينا هل فتحت الباب
همست فى تعجب
بابا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جلس حاتم على الاريكة ..لا يوجد احد فى المنزل سوى ديان التى اختفت فى غرفتها..همس
احسن..يشعر تجاه ديان بنفور لايعرف له سبباً..شعر باختناق..اتصل بسلمى..لا يوجد احد بالعالم يستمع له
مثل سلمى
اين انت يا حبيتى
فى نوبطشية حاتم
تنهد بعمق..انت ابنة احد اغنى اغنياء البترول لما تعملين ولا تجلسى فى المنزل هادئة وديعة تشذبين اظافرك وترتدين اجمل ما لديك واخف لاستقبال زوجك العزيز
ضحكت سلمى وقد احمر وجهها
نفس الامر الذى يجعلك ترفض اموال والدى وعمك وتصر على اكمال الشقة بتفسك
كان يحب بساطة سلمى ..تلك البساطة التى جعلتها تقبل بشقته البسيطة فى زهراء مدينة نصر
طال صمته
فقالت فى حنو
ما بك حبيى
يحب سماع هذه الكامة منها
لا شئ ..قدمت الجهاز الذى صرفت كثيرا عليه..احد قطع غيارات الطائرات الخربية التى نستوردها ب 700 الف دولار وتكلفته لاتتعدى ال 700 جنيه
هتفت سلمى انت عبقرى
قال بحزن وهذا العبقرى لم يستمر طويلا معيدا فى الفنية العسكرية..كنت اتوقع مكافأة سخيىة..لكنها لم تتعدى الفين جنيه.ضحك بفتور وقد صرفت على الابحاث وحدها نحو خمسة الالاف جنيه
لم تسطع سلمى ان ترد عليه..تعلم ان حاتم مجتهد..هذا ما تحبه فيه..ولا تفهم ابدا كيف لا يقدرون جهوده
اكمل وما زاد حزنى انى وجدت موبيل عمى ..سلمه لى حارسه فتحى قبل ان يترك العمل..تعلمين ان عمى كان مولع بعمل بتصورينا فى افطار الجمعة الذى يجمعنا
قالت بهمس لدى ساعة لانهاء عملى ..هل مررت على لنخرج قليلا
قال بهمس هل نذهب لشقة الزهراء
ردت سلمى مطلقا وهى تضحك كف عن العبث
تنهد بخوفت ..كنت ظننت ان قلبك قد رق لحاتم المسكين..اين انت
فى مسشتفى رابعة العدوية
حسنا ساكون عندك بعد ساعة
@@@@@@@@@@@@@
تقلبت ديان فى فراشها..لم تخرج اليوم..تشعر بوعكة ما..انها مكتئبة قليلا..لم تعد ذكرياتها مع خالد تؤلمها
بل تزايدت بداخلها رغبة الانتقام من هذا الوغد..نزوجها لانها تشبه داليا كثيراً...شعرت ببعض الجوع..نزلت حافية وهى ترتدى شورت قصير وتى شيرات يكاد يغطى خاصرتها
سمعت همس ..انه حاتم يتحدث فى الموبيل ..اصغت السمع..تعجبت الم يخبروها انه يعمل فى القوات الجوية..ظنت انه طيار فاذا به تكتشف انه مهندس طيران..همت بالرجوع الى غرفتها حتى اتى حاتم على ذكر الموبيل
شهقت بخوف..كيف فاتها هذه..كيف نسيت..ان الليثى صورها وهى تقول انها لاعلاقة لها بهذه العائلة وانه تشابه اسماء..حتما حاتم لم يشاهد الفيديو بعد..انسحبت بهدوء ..دخلت غرفة حاتم بهدوء ..بحثت عن الموبيل حتى وجدته انه مميز للغاية ..وضعته فى جيبها واعادت ترتيب الاشياء حينما همت بالانصراف اصدم ظهرها بحاتم الذى ظهر فجأة
غمم بذهول
ماذا تفعلين فى غرفتى
وجلت للحظة وتملك الرعب قلبها..غرفتك ..ظننت انها غرفة عامر
القى نظرة على ثيابها ثم اشاح ببصره عنها واعطاه ظهره
وماذا تفعلين فى الغرفة التى ظننت انها غرفة عامر
قالت بصوت اقرب للعنج والدلال بعد لاحظت تأثره بها
ابحث عن شاحن للموبيل..هذا هذه جريمة
حسناً هل خرجت رجاء
لم تخرج ديان بل مضت تجاهه وهى تطوق خصره بحنان وتلقى برأسها على كتفه

روان عبد الكريم 12-06-2013 11:00 AM

21

لقد تأخرت ..هتفت سلمى بغيظ
رد حاتم بغيظ ربع ساعة لا يعتبر تأخير واغلق باب السيارة
اعادت سلمى كنت اظن ان العسكرية تعنى انضابط المواعيد
قال وهو يجتز على اسنانه دعك من العسكرية الآن كان مؤشر السيارة يتجه الى المائة وعشرون
هل خففت السرعة قليلا ..اوقف السيارة فى طريق مظلم هادئ ..نظر لوجهها البرئ ثم جذبها اليه وقبلها بعنف لم يفق الا على دموع سلمى وشهيقها..ذهل من نفسه ..ترك السيارة واخذ علبه سجائره ..اشعل واحدة ..لا يعرف ماذا اعتراه ..تلك الديان حركت غريزته ..لقد لفظها بعنف وسبها آمرا إياها ان تخرج من غرفته وحينما لم ترضخ جرها من شعرها لخارج الغرفة ..لم ينسى انها ابنة عمه وان هذا بيت عمه
لكن لماذا على سلمى المسكينة ان تدفع ثمن ضعفه ..لماذا عليها ان تدفع ثمن احباطه واعتلال مزاجه ..انه يحبها ولكنه يشعر انه يخدعها بتمسكه بشقة الزهراء الصغيرة ..هو لم يعتد هذه النمط من الحياة والارجح ان سلمى لن تعتاده وهو يتحجج بضيق ذات اليد كثيرا حتى تعرض هى عليه الاقامة فى الفيلا..يريد ان يكون العرض بالضغط عليه ولكن الى متى يحتمل ..تذكر امر سلمى ..اطفأ سيجارته وعاد للسيارة وجدها تنتحب بصمت وقد اشاحت بوجهها ..لم ينبس سوى ..لماذا كل هذا البؤس ..لاتنسى انى زوجك...نظرت له نظرة مؤنبة
زوجى لا يأخذنى عنوة على جانب طريق مظلم..حينما اوصلها لمنزلها هتفت بصوت غاضب
انت لاتؤتمن ثم صكت باب السيارة خلفها
لم ينتظر حتى تدلف للمنزل ..كان غاضباً منها ومن نفسه
عاد لفيلا الندى وجد ديان تنظر من شرفة الفيلا وتدندن بلحن ما وقد اضاء القمر جسدها المثير وكأنها تنتظر فريسة ما..ادار سيارته مرة اخرى وهو يغمم تباً لك من افعى..يبدو انى على ان اجرب حياة شقة الزهراء منذ الآن
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تثائب حاييم موفاز وهو ينتظر احدهم فى الحى القديم ..كانت الساعة تشير لنحو الرابعة صباحاً بتوقيت تل ابيب..تقدم منه احدهم ..اشقر الشعر نحيل للغاية دلت عينيه الزرقاوين على برودة متناهية برودة قاتل محترف ..تسلم منه المظروف صورتين احدهم لامرأة عربية عجوز وصورة اخرى لفتاة شابة بملامح مختلطة..همس ينفض غبارا وهمياً عن سترته..عليك بقتل العجوز اولاً ثم الفتاة ثم ..
اكمل النحيل بنفس البرود
ان اجعل ان الامر تم كجريمة ثم انتحار
غمز حاييم بعينيه بخبث وهو يعطيه بعض المال
هذا الجزء الاول والجزء الثانى بعد التنفيذ..اذا حدث خطأ ما ..انا لم التقيك مفهوم
اومأ براسه تفهماً وهو يتجه بخطى ثابته حيث تقيم ليلى ويائيل
بينما مضى حاييم موفاز وهو يصفر فى مرح..ستنجح خطته للتخلص من ليلى وتهديداتها وبالمرة من يائيل لم يغفر لنفسه قط ان يكون له طفله من عربية ..مهما كان ولاءها لهم تظل عربية قذرة تستحق الابادة
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
اغلقت يائيل التلفاز نحو الرابعة والنصف صباحاً..شعرت بملل رهيب..لماذا تفعل بنفسها هذا ..هل تخاف بشدة من حاييم موفاز..اعتادت حياة الليل ولم تشتكِ..لم تظفر بشئ من مراقبة ليلى ..فهى تقريباً لا تخرج الا المرة الوحيدة التى عادت تبكى سمعت نحيبها من الشرفة المجاورة..هناك شئ غريب بشأن اقامتها ..حاييم لا يطلب منها اى شئ ولا يجبرها على شيء لا اتصالات ولا غيرها
اطفأت نور الشقة .وذهب للتأكد من اغلاق الباب ولم تنس ان تلقى نظرة من العين السحرية ابتسمت فهى تفعلها كل ليلة لتؤكد لنفسها انها تراقب جيدا..فركت عبينها لتتأكد مما ترى..ذلك المتشح يعالج شقة ليلى بمهارة ويفتحها ..يدخل بهدوء خلفه ثم ارتطام وصرخة خافتة من فوهة الباب المفتوح ظهر وجهه ليلى المرتاع ..وقدمى المقتحم فتحت يائيل الباب..انبت نفسها غبية..ما الذى يقحمك فى المشاكل اشارت لها ليلى فخرجت من شقتها ودلفت من باب شقة ليلى
كان ملقى على الارض شاب نحيل يحمل الملامح السلافية ..ارتعشت يائيل
امسكتها ليلى من رسغها واجلستها
جست نبضه
فارق الحياة
اشارت يائيل كيف
شعرت بشئ مريب عند الباب..عادة احمل هذا الصاعق .يبدو انى صعقته فى قلبه فتوفى على الفور
فتشت جيوبه فلم تجد سوى العنوان وصورتين لها وليائيل
ماذا كان ينوى سألت يائيل بخوف
هزت رأسها بخفة
صورتين لامرأتين ومبلغ من المال وورقة اخرى مدون عليها بقية المبلغ..امسكت موبيله
الوغد صور بطريقة ما لقائه بحاييم موفاز يبدو انه كان ينتوى ابتزازه لاحقاً
ارتعشت يائيل اكثر وهى تدرك ما يحدث
انتفضت على الذهاب .امسكتها ليلى من رسغها ..حياتك فى خطر اى هروب سيجعلك هدف سهل
فاضت دموع يائيل اللعنة كم اكرهكم جميعا..كم اكره هذه البلد رضيت ان اعيش على الهامش..فقط اريد ان اعيش
همست ليلى ستعيشين يا يائيل اعدك انك ستعيشين حياة تستحقينها..حياة كريمة وفى بلد اخر ..انت ضحيتى الكبرى يائيل كما هو خالد ابنى ضحيتى ..يوما ما ساخبرك من تكونى بالنسبة لى
مسحت يائيل دموعها وهى تلقى نظرة على المسجى ارضاً لا تتعبى ذاتك ..اعلم من انت اخبرنى حاييم
وهل اخبرك انه والدك
همست يائيل هذا الوغد لا يصلح ابا كما لا تصلحين اما..علينا ان نعالج امر هذا واشارت الى الجثة الملقاة يجمعنا خطر واحد..ثم تساعدينى على الخروج من هذه البلد ..اخرجت النقود بخفة من سترة القتيل ووضعتها فى جيبها لن يضرنى ماله
ثم استعادت رباطة جأشها
ماذا نفعل بهذا
احمليه فقط معى لمغطس الحمام..قالتها وهى تفكر فى يائيل انتهازية تحمل جينات حاييم ولا شك
ما ان ألقته يائيل معها فى المغطس
والآن
قالت ليلى دون ان تلتفت اليها ..اذهبى واخلدى للنوم وهى تنتزع سترة التمريض من المشجب ولا تنسى ان تغلقى باب شقتك جيدا
ارتعدت يائيل وليلى تنتزع ملابس القتيل بمهارة وبمشرط حاد..همست لنفسها هذه المرأة قاتلة محترفة..لا اصدق قصة انها صعقته فى القلب بالصدفة
همست ليلى لنفسها ستأخذ الكثير من حمض الكبرتيك المركز ايها الوغد..فرغت الحمض ببطء ثم ملأت المغطس بالماء ليعمل المحلول على التحلل ثم غطست قدميه ..رأته يذوب ..غمغمت تحتاج عدة ساعات وبعدها افرغ المغطس بشدة واحدة من هذه السلسلة ..احتاج انا للنوم..اتوق للنوم بشدة..علي بقتلك اكون كفرت عن شئ من اثامى ..فهى لم تكن بالممرضة العادية اطلاقاً بل امرأة قاسية القلب قادت عمليات التعذيب بمهارة للأسرى العرب ..تذكرت كم صعقت من اعضاء وقطعت من اطراف..بكت وهى تتذكر ان خالد حبيبها سيتعرض لنفس المصير ..مصير قررته هى لمئات من الأسرى
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++=
دلفت سلمى من باب الفيلا باكية..كان سالم الجارحى يجلس يفكر فىما يفعله بأومر من الوزير واتباعه لايجرؤ على مخالفتهم فهو جزء من منظومتهم ..يملكون عليه العشرات من الادلة التى تضع القيد فى يده...مازلوا يملكون قوة القضاء .مرت سلمى امامه ..ناداها سلمى ..الا تلقين تحية المساء على بابا
اختنق صوت سلمى بالبكاء وهى ترتمى فى احضانه..تروى خجلة ما فعله حاتم لم تعتد اخفاء شئ عن والدها
همس وجنتها برفق
بريئة انت سلمى مثل امك ..ربت على كتفها ..ساتكلم مع حاتم
همست سلمى لا بابا
ضحك ابوها لا حبيتى ..ساتعجل الزفاف ..عليه ان يتقبل الزفاف فى الفيلا لدينا
سيرفض بابا
قرصها بخفة من وجنتها لدى بابا وسائل تجعله يقبل
همست سلمى فى تأكيد لن يقبل ..قبلت يدى والدها وتساءلت هل يقبل حاتم هذا ..هزت رأسها نفياً مهما كان حنقها على حاتم فهى تعلم عزة نفسه وانه سيصر على الزفاف فى شقته البسيطة وعفش بسيط وضحكت وهى ستقبل
صلت العشاء وشربت كوب اللبن الدافئ الذى تحبه..اضاء جوالها برقم حاتم
اجابت :نعم
همس سلمى هل انت بخير
اجابت بخير تام ..يريد ابى التحدث معك غداً
عن ماذا
اسأله ..تصبح على خير واغلقت الخط بهدوء ثم الهاتف كله ونامت وعلى وجهها ابتسامة
رن موبيل حاتم ..رقم عامر
حاتم اين انت
لا شئ فى شقة الزهراء
لماذا
لاشئ على الاعتياد لانى ساتزوج بها قريبا ..اراك غدا
لم يفهم عامر حديث حاتم المقتضب لكن نزول ديان بملابسها افهمه الوضع بكل روية ..اعتصر قلبه الحزن وندى تخرج من المطبخ تحمل شطائر لتأكلها فى التراس ولم تكلف نفسها ان تسأله هل اكلت ..بل نادت ديان وتجاهلته تماماً
+++++++++++++++++++++++++++++++++
ارتمت لينا فى احضان والدها ..غمغم ابنة قاسية..ثم قبل رأس رئيفة بمودة
تعرف داليا ان الناغى يبدو قوى الشكيمة تعرف ان هذه الرجل ارهقته الحروب والقتل فى فلسطين ..جاء هنا ليبحث عن ذاته بعد تجربة زواج فاشلة وزوجة خائنة..ليتزوج تلك الالمانية الثرية التى تركته بعد عامين وتلقى حتفها تاركة ثروتها لابنته لينا..لم يتزوج رئيفة عن حب ..بل واجب نحو صديقه ووجد فى ابنها تعويض ضئيل عن ابنه..تخلى عن جنسيته واحتفظ بالجنسية الالمانية كان يريد حياة جديدة بعيد عن كل صراعات الماضى ..حتى عاد خالد...رفض عودة ابن الخائنة وطرده من منزله..صار خالد بالنسبة له ماضً يتهرب منه وخيانة لامرأة ضربت شره بمقتل..لولا رئيقة واخلاصها واصرارها على ضم خالد لاسرتهم...تقبل الامر واعتبر خالد امتداد له حتى اختفى رائد وقرر خالد العودة لاسرائيل يومها ضربه فى وجهه
اذهب يا ابن ليلى..اذهب لتنتزع امك من احضان عشاقها اليهود
لم يتسامح مع ترك خالد ابدا وصار عصبياً يثور حتى طرد لينا هى الاخرى..كان يزداد بؤساً واكتائباً ..لولا وقوف رئيفة بجانبه لقتل نفسه من زمن بعيد ..
اتسعت عينيه وهو يتبين وجود داليا
ابنتى الحبيبة..لم ارك منذ زمن..كيف حال الليثى ..طفرت عينى داليا بالدموع ..مات عمى منذ نحو شهرين
جلس الناغى وهو يتمتم
كان رجلا طيباً ..قوى الشكيمة عملنا فترة طويلة معاً..لم يفرقنا سوى رفضه زواجك من رائد ..معه حق من يتزوج فلسطينى
قالت لينا بغضب
بابا كلنا نحمل الدم الفلسطينى
همس بضعف ..اباك متعب لينا ..متعب لا يعرف ما يقول ..ثم نظر لرئيفة ..ورفيقة عمره تركته..رفت عينى رئيفة بالدمع ومن يجرؤ على تركك يا محمد يا ناغى ..نهض متعباً وهو يقبل رأسها
ارتدت لينا سترتها واحضرت لداليا سترتها
علينا تركهما الان يصفيان الخلاف بينهما..ثم ضحكت لم اعرف لأبى قلباً يبدو انه يحب هذه الصابرة عليه وقد ابتلت به وبابنائه
كانت الثلوج تغطى الشوارع بطبقة خفيفة..وقد وقفت عربة صغيرة على جانب الطريق فى مدخل المترو تبيع البطاطس المحمرة والمايونيز .اشترت لينا لها واحدة و لداليا واحدة ..لم تأكلى طعامك ..هذا يفى بالغرض
ضحكت داليا لبساطة لينا كم تغيرت هذه الصبية
اتكأت على احدى الدبب الخشبية
والان ماذا سنفعل
قالت لينا وهى تأكل بنهم اصابع البطاطس ..الاسبوع القادم ساغطى مؤتمر طبى هام ..يستمر اسبوع
أين
فى تل ابيب نفسها..وفرصة لامر على ليلى امه لخالد..قد احصل على بعض المعلومات..تقيم فى شقتها كنت احادثها واحادث خالد..فى الفترة الاخيرة ردت على الهاتف ثم اغلقته..وراءها شئ مريب
وضعت داليا نصيبها فى يد لينا .اكملى هذا..اخذته منها بأمتنان سأعود غدأ للقاهرة ..كيف ساظل على اتصال بك
امر سهل..الانترنت لم يترك مجالا لعدم التعارف
ضحكت داليا بمرارة ..لاتعرف ماذا تخبئ الايام لها..هل ستعود مرة اخرى يا رائد..تذكرت حاتم شقيقها..فاكتئبت بصمت

روان عبد الكريم 12-08-2013 11:14 PM

22

نظرت ديان لسيارة حاتم الصغيرة التى توقفت لبرهة ثم مضت..ضحكت باستهزاء..اشعلت سيجارة ثم شغلت اللاب لتكتب تقرير اليوم..الامور تسير بطريقة طيبة..حركة تمرد يشتد عودها..ندى تنشط نشاط ملحوظ بين طلاب الجامعة وسارة تتقبل كثير من الافكار وتنشرها بكل براعة فى برانامجها الشهير ..ختمت رسالتها نحن ملوك السخرية.
انهت عملها واطفئت سيجارتها..ثم نزلت على صوت ندى..نظرت لعامر الذى جلس يقلب فى التلفاز ثم دخلت مع سارة الى التراس
هتفت شطائر لذيذة شكرا ندى..تحتاج لقليل من البيرة للهضم
غص حلق ندى
بيرة
ضحكت ديان واشعلت سيجارة وقدمت واحدة لندى جربيها خفيفة
رفضت ندى بضعف مضرة بالصحة
غمزت ديان بمكر وكذلك الهواء..وكذلك عامر المجلب للنكد
غممت نعم ثم اخذت السيجارة
ديان :-
هل فكرت بعرض سارة للعمل بالقناة التى تعمل بها يحتاجون مراسلة فى الجامعة
اومأت ندى وهى تأخذ نفساً عميقا من السيجارة
نعم وساذهب معها غدا للقاء مديرها
نظرت لها ديان بمكر
هذه ليست اول سيجارة
احمر وجه ندى فضحكت ديان وهى تبتسم ابتسامة صفراء واعماقها تهمس .ليتنى اسقيك السم ايتها الدلوعة
################################################## #
دخلت سارة مكتب اشرف العنتيل
ابتسمت وهو يقول تعالى يا سارة
فتح غرفة جانبية بزر
هتفت سارة بانبهار للغرفة الفندقية الضخمة المترفة وكأنها لاتمت بصلة تماما للمكتب بل اشبه بشقة صغيرة ملحقة به
جلست سارة على الاريكة وهو يحضر دفتر شيكاته ..خط لها مبلغ كبير
هتفت سارة فى انبهار ..هذا كثير
قال وهو يستلذذ بالسيجار ويجلس بقربها..انت متميزة.. برنامجك يحظى بجماهيرية واسعة لفظة خرفان على لسان كل شخص الان بفضلك سارة
وضع السيجار جانباً ..قبلها على خدها ويده تربت على ظهرها فلم تمانع . لكنها .ارتعشت داخليا وهى تنظر للباب الذى اغلق وصوته كالفحيح فى اذنيها ..لا تلقلقى الغرفة مصمتة لن يسعمنا احد

جلست سارة فى سيارتها على جانب الطريق ورقم وائل يرن بتواصل..اغلفت الهاتف..نظرت الى مرأة السيارة ثم بصقت على نفسها ..قادت سيارتها حيث تسكن فى الرحاب لم تسمع صوت امها..بل دخلت الى الحمام وضعت نفسها تحت الدش الساخن لعلها تخلص جسدها من درن خطيئتها دون جدوى
وهى تمشط شعرها سألتها امها
سارة انت بخير
نظرت لها بتعجب
بخير . نعم بخير.ساذهب للنوم..حينما وضعت راسها على الوسادة ترددت كلمة الحارس فى الصباح
صباح الخير انسة سارة

عادت سلمى من دوامها النهارى فى مستشفى رابعة حوالى السابعة مساءاً لتفاجأ بحاتم يجلس مع والدها..مازالت تشعر بالخجل والغضب منه..ناداها والدها امراً
سلمى ..اقتربت بهدوء وهى تصافح يد حاتم وقد ضغط بمكر على يدها وعيناه تنظر لوجها المحمر فى تسلية ..
يحب حاتم هذا الاحمرار الذى يشوب وجه سلمى...ربما احبها لهذا..ولكنه لم يفهم ابدأ هذا الغضب الشديد الذى ارتسم على وجهه ونظرة التأنيب فى عينيها ووالدها يخبرها بوافقته حاتم بعد الحاح على الزواج الاسبوع القادم والاقامة فى فيلا سالم الجارحى..لم يفهم وقوفها بعصبية وهى تقول
لا اعتفد انى ساتزوج الاسبوع القادم..اذا اتفقت مع حاتم على الاقامة هنا فباحثوا عن عروس اخرى..القت عليه نظرة غاضبة ..فنظر اليها نظرة اشد غضبا وهو يصرخ فى وجهها

من تظنين نفسك...انفجر الوضع فجأة وهى تهتف
وهل تظن انى اغفل عما تفعله وتبدلت نظرتها لاحتقار شملت حاتم من راسه لاخمص قدمية..التفت لوالدها الذى وقف مشدوهاً وحاتم يمضى مبتعداً
صرخ سالم الجارحى
سلمى هل جننتى
التفت سلمى الى طيف حاتم وقد تلاشى من امامها والباب يغلق بعنف خلفه..تسمرت قدماها واطنان من الرمل تسمرها مكانها وهدير سيارته يشق سكون مدينة الرحاب
نظرت لوجه والدها الغاضب ثم للباب مرة اخرى..همست لنفسها اذا فعلت..غممت حقاء يا سلمى حمقاء.. انطلقت فى اثر حاتم لفيلا الندى التى تبعد شارعين عن فيلا الجارحى على قدميها وصوت ابيها يأتيها من بعيد سلمى

اوقف حاتم سيارته..كان غاضباً ..توجه لفيلا الندى..اتصل بعامر الذى اخبره ان فى الطريق ثم اتصل بندى فاخبرته انها فى مقابلة مع قناة تلفزوينة ..لم يتوقع ان يجد احد ولكنها كانت هناك ديان
فى الصالة لم يجد سوى ديان ..حين هم بالصعود لغرفته نادته ديان باستعطاف
حاتم..انى اعتذر
نظر اليها ملياً عن ماذا ..عن ما حدث بالامس
اقترب منها وانا ايضا اعتذر ..اقترب منها وشدها لاحضانها..اندهشت ديان فى البداية ..الانها بخبرتها عرفت انه غاضب وانه ينفس عن غضبه وهذه فرصتها..قبلته فاستجاب لها ..نسى عامر نسى عمه وهو يغوص فى احضان ديان ويستجيب لها ويصعد معها غرفته.

وقفت داليا تبحث عن مفتاحها بعد وصلت لفيلا الندى ..رأت سلمى مقبلة عليها والدموع فى عينها..
ماذا حدث ..
تشاجرت مع حاتم
نظرت لسيارته خارج الفيلا.زوهى تفتح الباب غالبا هو فى غرفته..اصعدى اليه وربتت ع كتفها بحنو مبتمسة ان اساء الادب نادى فقط داليا
لم يستمع حاتم لطرقات الباب الخافتة وقد القى سترته وديان تفك ازار قميصه وتمطره بقبلاتها
لم ينتبه على فتح الباب وصرخة ملتاعة تشق اذنه ووجهه سلمى غير مصدق لما ترى وقد اسرعت داليا فى اثرها واتسعت عينها على اخرهما
تحجرت الدموع فى عيون سلمى وطارت كالريح..جرى فى اثرها اوقفها فى منتصف الشارع وهو يلهث ويتلعثم..يصرخ بداخله لالا لا لا لن يفقدها..نظرت له بجمود وصفعته على وجهه ..حينما تجمع المارة بفضول تركها تمضى وورائها ندم شديد يعتصر قلبه ويلقيه فى الف متاهة
نظرت ديان باستفزاز لنظرات داليا المحتقرة ولم تحاول ان تغلق ازارا بلوزتها المفتوحة
قالت داليا بين اسنانها بغيظ
حقيرة
حينما رأت حاتم بالاسفل يصعد السلم متحاشيا نظرتها يصعد السلم يلملم ملابسه على عجل ويخرج من فيلا الندى لم تحاول منعه
كبت دموعها
يا لك من شقى يا حاتم قضيت على اخر ما تبقى لك من رصيد عندى
####
خطت يائيل هركابى خطوات واثقة نحو مكتب حاييم موفاز..استقبلها بابتسامة مزيفة وهو يكظم غيظه
جلست وهى تضع ساقاً فوق ساق
ابى العزيز
ردد كلمتها ابى العزيز..
قالت فى مرح ..لا عليك فلم اتى من اجل هذا..بل من اجل هذا
نظر للفيديو المصور له مع القاتل
هل هذا تهديد يائيل الجميلة
بل ابتزاز يا عزيزى.التكنولوجيا جعلت امر نشر اى فيديو سهل بضغط زر بسيطة
ضحك بغل وبالطبع اتخذت تدابير لهذ فى حالة اختفائك
همست اذا لم اخرج من هنا خلال 15 دقيقة ع الاكثر
رفع حاجبيه
والمطلوب
قليل من المال لن يضيرك بل سيؤمن لى حياة اخرى خارج هذا البلد
وضعت يائيل رقم ما امامه وحسابها البنكى
نظر لها بذهول
وهى تمتم على ان يكون الرقم بالدولار
مضت وهم برفع مسدسه على ظهرها لكنه تراجع وفمه يزبد من الغضب

23

روان عبد الكريم 12-08-2013 11:15 PM


23

جلس محاولا الاستناد على جزء من جسده المثخن بالجراح..فى حجرته المظلمة ..ينزف فى صمت..يتذكر لماذا هو هنا..من البداية هو ضدهم..ضد كل خيانات امه..منذ كان فى الثالثة عشر من عمره وهو على اتصال بالمقاومة الفليسطنية..يساعدهم فى كثير من العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل..قهره خيانة امه وتخاذل ابيه...كلاهما باع الحلم بثمن بخس..هو يدفع الثمن لعله يتطهر ..تذكر ديان..ديان ضحية مثله..كان يأمل يوماً ان يخرج بها من هذه البلد العفنة فرغم ما زرعوه فى عقلها بها جزء يستجيب..كان سينفذ عملية الضفة ويخرج برائد من هنا..هو من ورط رائد بكل هذا.عاش عيشة اللاهى لم يجذب له الانظار ابدا..وانشغل فى دراسة الطيران فى المانيا..عرّف رجال المقاومة على رائد دون ان يظهر هو فى االصورة..كان يحتفظ باسراره لنفسه..هز رأسه مؤنباً يعرف ان رائد كان شديد الحب لوطنه وان المانيا لم تمثل له ابدا وطناً بديلا ..تذكر داليا ..وعدها ان يعرف مكان رائد ..خمس سنوات وهو يعمل على هذا وهو لا يستطيع الان انقاذ نفسه..عادت ديان لذهنه بقوة..فى البداية تزوجها لانها تمنحه غطاءً ..تذكر رغبتها فى انجاب طفل..ورفضه الدائم ..كان يؤجل كل هذا حينما يخرج من هنا ويعرف ديان على عائلتها المصرية. يريد ان يتصل بها بأى طريقة يعتذر لها ..تذكر أمه هز رأسه نفياً فهو لايثق بها وقد تكون هى من وشت به..برقت فى ذهنه فكرة ما..ابتسم..لعلها تكون حلاً
اعتادت عينيه الظلمة ..ابتسم مرة اخرى لن تكون أسوأ من ظلمة القبر يا خالد..اعتدل ليصلى ..الصلاة هى الشئ الوحيد الذى يريح آلام جسده ونفسه
======================================
نظرت يائيل باستغراب لتلك الشقراء الاجنبية التى تدق جرس باب شقة ديان من اسفل البناية..تساءلت من؟؟؟
فاجابت الشقراء ..ديان...انا لينا الناغى شقيقة خالد..هل انت ديان..فتحت لها يائيل الباب ثم باب الشقة
تفحصت يائيل لينا الناغى ببنطالها الجينز الازرق وسترتها البيضاء الخفيفة..اواخر ابريل فى تل ابيب يناسبه تماما هذا الملبس الذى بدا ملائماً تماما للشقراء الجميلة..تأملتها لينا بدورها.. بشرة زيتونية.. وعيون واسعة مع فم رقيق..همست
ديان
افسحت لها يائيل الباب
تفضلى ..انا صديقة ديان..دخلت لينا بتوجس وقد انفتح الباب المقابل فهتفت يائيل شهقة ..ان ليلى تراقب كل حركة
ليلى ..هذه لينا الناغى اخته لخالد.. اغلفت ليلى شقتها وذهبت لشقة خالد وديان
تفحصت لينا المرأة التى سببت عذاباً لابنها وزوجها..حدجتها ليلى بنظرة منكسرة وهى تقول فى نفسها ترى ما اخبرك خالد عنى ..تعرفها من صورتها ..لا بأس ان تنهال علىّ الاف السياط فأنا استحقها
تقبلت عدم مودة لينا ..التى جلست بهدوء
اغطى مؤتمر طبى هنا ..ثم سألت بتوجس ..اين خالد انقطعت اخباره عنى منذ شهور ..ألمتها تلك الدموع فى عينى ليلى وذلك الاحباط فى عينى يائيل..شئ ما يخيف فى القصة ألقت نظرة على صورة خالد الضاحكة ثم لفت نظرها صورة اخرى .لخالد وزوجته امسكت الصورة بتساؤل ويائيل تقول:-
بالطبع هذه ديان..سكتت لينا ولم تحر جوابا ديان تكاد صورة مطابقة لداليا الليثى
استغربت الشبه

قالت ليلى فى فتور هل جئت لشقتى ..لنتحدث قليلاً..أومأت لينا بتفهم وهى تعتذر ليائيل التى شعرت بالحرج
وهى تهتف اذهبى معها ولكنى لست اكثر خطرا على خالد من امه وزوجته. صعقت لينا للرد وليلى تعقد حاجبيها فى غضب
اكملت يائيل بتردد
ديان هى من سلمته ليلى ..هى من سلمت خالد للشين بيت
جزعت ليلى وهى تسقط على الاريكة :-
مستحيل.. كاذبة ..ديان من صدمتها سافرت لامها..

ضحكت يائيل بتشفى :-
الم تذكر لك صديقها راؤول ..الم تنتبهى ايتها الغبية ..
نظرت لينا بتساؤل وقلبها يخفق هلعاً
هل قبضوا على خالد..بأى تهمة ثم نظرت ليائيل بتساؤل وليلى تغمض عينيها وتبكى ..امسكتها يائيل بعنف
لسنوات وسنوات عرفت ان بيننا رابطة ما..نسيت كيف تغيرت معاملته بعد طردى ..جاء كمن يعتذر ..كمن اكتشف سرا ما
ابعدتها لينا برفق عن ليلى
اهدئى ..انتم تتسببون فى ارتباكى
اولا القبض على خالد - زوجته هى من سلمته..ما العلاقة التى تربطك بأخى
قالت يائيل بخفوت وكأنها تخشى ان تسمعها الجدران
نفس ما يربطك به هو اخى ايضاً
######

جلست لينا تلهو بعد حبيبات الارز فى طبقها وهى تتناول وجبتها فى الفندق..انتبهت على رنين الهاتف
جاءها صوت مديرها مارك
تغطية جيدة لينا ..اريدك ان تجرى حوار مع بروفسير ادوارد فيتزبرج
قالت نعم بفتور
تساءل مارك
هل من خطب ما
شرحت الامر ببساطة لمارك
انتظرى منى رد لينا ..ينتهى المؤتمر فى الخامسة مساء غد..لديك يوم اضافى ..سارسل لك من تسطيعين الاتصال به فى تل ابيب لمعرفة مكان اخيك..
كانت مصدومة من موضوع يائيل ..تساءلت فى مرارة كيف احتملت كل هذا يا خالد..تذكرت شخصيته التى كانت تميل للمرح واللهو ..تعجبت من تحوله ومن ثورته يوم اختطاف رائد فقد عاش بصورة الشخصية اللامبالية بقضية فلسطين على منوال ابوهما محمد الناغى..ظل على اتصال بها بعد رحيله لسنوات..وذلك ا الشبه الذى يربط زوجته بداليا يحيرها ..كم حنقت زواجه منها. تنهدت كيف لك ان تثق بهذه اليهودية يا اخى
=================================
قرأ حاييم موفاز الرسالة التى وضعت امامه..صحفية المانية تدعى لينا الناغى ..تجرى اتصالات واسعة فى تل ابيب ..وتتهم ادارة الامن بخطف شقيقها خالد الناغى وشخص اخر منذ خمس سنوات اسمه رائد الجارحى
ابتسم ابتسامة صفراء ..بقى عدوه القديم ليأتى بنفسه محمد الناغى
هز رأسه لكنه لن يفعلها ..ان فلسطين تعنى له ليلى بكل خياناتها
خط بضع كلمات لمساعدته
يسمح لها بزيارة رائد الجارحى..انتهينا منه ولن يضيرنا ان نفرج عنه قريباً..فعاجز مصاب بالشلل يكلف اسرائيل اكثر ما يفيدها..قهقه بسخرية
#####
استيقظت داليا على رنين الهاتف فى السادسة ..طالعها رقم غريب من خارج مصر..حينما اتاها صوت لينا عبر الاثير شعرت انها تنتقل لعالم اخر ..لم تصدق نفسها
لقد وجدته داليا ..وجدته..لكن تقلع طائرتى الان من تل ابيب لبرلين..لن اتركه حتى اخرجه من هنا..سيرسل ابى وفد من امهر المحامين الدولين له ولخالد
داليا هل تسمعينى
اومأت داليا وهى تبكى
هل هو بخير
سارعت لينا
على الرحيل الان ..اتصل لاحقاً
-------------------------------------------------------------------------------------
استيقظت ندى على صوت بكاء داليا
هل هناك شئ ..قالت فى وجوم هل حاتم بخير
همست داليا
وجدوه
قالت فى دهشة من
رائد,احتضنتها ندى بفرح وبكت معها ثم نظرت للساعة
مازال الوقت مبكرا لكنها فرصة لبعض المذاكرة فقد اقتربت الامتحانات
هل ترغبين بشئ معين للافطار
ربتت داليا على يدها
سانام قليلا فعندى رحلة بعد الغد
تركتها ندى بعد ان اخذت دوش سريع لتعد لنفسها شئ للافطار واصطحبت كتبها معها
كانت ما تزال نائمة..رشفت قليل من الشاى بلبن وهى تجلس فى التراث..لم تحضر غيره بعد وجبة الافطار العامرة النى يحضرها والدها
جففت دموعها ببطء ويد تمتد لها ببضعة شطائر من الجبن والبيض والمربى
نظرت بفرح لليد الممدوة ثم غصت وهى ترى عامر ..تجاهلته وهى تتظاهر بالتركيز فى كتابها ..ضحك عامر وهو يترشف كوبها..غضبت ثم ضحكت لانه كان هكذا دائماً يصحو متاًخرا واول ما يفعله هو شرب كوبها
تناولت الشطائر بمرح وهى تشعر بارتياح ..تساءلت ديان التى وقفت على باب الشرفة وهى تخرج دخان سيجارتها
ارى انكما تصالحتما..نظر لها عامر نظر غاضبة
ديان ..اخبرتك مرارا انى اكره رائحة السجائر واننا لسنا عائلة مدخنة ..نظرت ديان نظرة جانبية ماكرة لندى التى احمرت وجنتاها وهى تطفئ سيجارتها..توقعت منه حاضرة رجل شرقى لكنه لم يفعل..ربما لم يعتبرها اخته حقاً..ينصب كل اهتمامه على ندى التى وجه لها كلامه
ندى هل لديك محاضرة اليوم..ساذهب للجامعة الثامنة
اعتذرت ندى ..لدى فقط موعد مع حركة تمرد فى الثانية ظهرا فى الاوبرا
تنهد فى خفوت ..ساحضر معك..انهى محاضرة لى فى الثانية تماما اوفيك هناك. وضع باقى مشروب الشاى بلبن امامها وهو يبتسم
نظرت له ديان بكره وهو ينصرف ونظرت لندى بكره اكبر وهى تعاود التهام الشطائر بنهم وتشرب بقية المشروب
شعرت بالقرف والحسد
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
نظرت ماريان لسارة وهى تخطو باتجاهها..صارت اكثر اهتماما بملبسها ترقبها العيون باهتمام فقد استطاعت خلال اسابيع قليلة خطف الابصار ببرنامجها ..حينما جلست رأت تلك النظرة المنكسرة فى عينيها ولم تفهمها..ابتسمت لها وديان وندى تقتربان وفى اثرهمها وائل
جلس وائل وهو يركز ببصره على سارة التى تحاشت النظر اليه وهو يردد بعض الهتافات فى وقفات البلاك بلوك
يسقط يسقط حكم المرشد..انا مش كافر انا مش ملحد
قال عامر وهو يقف خلف ظهره
من كفرك
انتفض وائل كمن لدغته عقربة ..نهايتكم 30 يونيو
ضحك عامر فى خفوت
وجه كلامك للاخوان
احتد وائل اكثر
دم بدم. دم بدم ..رئيسك فاقد شرعيته بدم جيكا وكريستى والجندى وابو ضيف
صعق عامر وندى لعبارة دم بدم
محمد مرسى لم بقتل احدا ..ووقف الاسطوانة المحفوظة
تدخلت ندى بحدة عامر هل لنا ان ننصرف
كانت عبارة دم بدم تدوى فى اذنها ..نظرت لديان ساذهب وقد وقف عامر بعيدا..همست ديان بغيظ
عامر يفسد كل شئ كالعادة ..ردت ندى
ليست هذه المرة ..نظرت نظرة خاوية لوائل كله الا الدم..ثم اكملت حديثها لسارة
اعتذرى لمستر اشرف ..ومضت فى اتجاه شقيقها تلاحقها نظرات ديان المغتاظة وهى تشاهدها تحلق بعيدا عن السرب
ابتسمت بمرارة وهى توجه نظرها للحضور
هيا للتخطيط لمظاهرات 30 يونيو ونشر استمارة تمرد
######
لم تتوقع سلمى ان تجده امام مستشفى رابعة يتكئ على سيارته ويدخن سيجارته بهدوء..لم يكن قد غير بدلته العسكرية
..نادى عليها..تجاهلته وهى تسير بخطوات واسعة بطريق شارع النصر ..هرع وارءها وهو يلهث
سلمى
قالت بفتور
دكتورة سلمى
تنهد سلمى ..انها الثانية عشر ليلاً..كيف تتأخرين هكذا
قالت بغيظ وما شأنك انت
رد بهدوء لا تنسى انى زوجك
ضحكت سلمى بفتور
الم يطلبك والدى مراراً للطلاق
وقلت له انى لن اطلق
زفرت سلمى بعمق وهى تقول
انت لا تطاق ..حاولت الاشارة لتاكسى
امسك يدها وهو يحاول ايلامها
ساطلق بعد ان اتزوج ديان ..المته الدمعة التى التمعت فى عينها بقدر ما اسعدته
مسحت دموعها بسرعة بعد ان اطلق يدها وتوقف تاكسى لتغيب بداخله ويغيب طيفها
غمم بهدوء وهو يعود لسيارته ليتبع التاكسى الذى اقلها..اطمأن على وصولها والتقت عينيه بعينها وهى تدلف للفيلا
مازالت تبكى..أنب نفسه ..انت غبى يا حاتم.. لكنك تحبها ايها الغبى ولن تتركها
قاد سيارته لشقته فى زهراء مدينة نصر بهدوء
24

سلمى
جاء صوت ابيها ليزيد بؤسها..التفتت اليه والدموع تغرق وجهها البرئ..حدق بها لبرهة ثم احتواها وهو يربت على ظهرها..حاتم ..مرة اخرى..لم ينتظر اجابة منها...نظر اليها ملياً
سلمى....
هل اسعى للصلح معه..واضح انه مازال يحبك وانت كذلك يا ابنتى
قاطعته فى هدوء ومازلت عينيها تلمع بالدموع فتزيد المه...
ستظل حياتى مع حاتم مزيد من الألم ..لاشئ سوى الالم...
ربت على وجنتها فى حنان يؤلمه وضع سلمى..هو مشغول بما وضع نفسه فيه..ورطوه لانهم يملكون ضده الكثير..لا حيلة له فى لعب دوره مع بقية رجال الاعمال..سينفذ دوره..لكنه بحاجة للابتعاد حتى تنتهى الامور..فاذا فشلت المؤامرة ..سيخسر كل شئ..من سيحمى سلمى ساعتها
لاحظت سلمى شروده وهمست ابى
اجاب بابتسامة
ما رأيك فى السفر معى لفرنسا الاسبوع المقبل ..عشرة ايام..وبعدها اخلصك من هذا الغبى ان اردت للابد
قالت فى اصرار وقلبها يرتجف بداخلها
لا ابى فقد اتخذت قرارى ..عدنى فقط عندما تعود ان اخلص من حاتم للابد
ربت على يدها ..انت ابنتى الملاك يا سلمى..فقط اشيرى باصبعك ..الان ماذا تطلب اميرتى للعشاء
ابتسمت بود ..اكلت لا رغبة لى بالمزيد..استأذنته لأنها مرهقة..القت بحقيبتها على سريرها..حانت منها التفاتة لصورة حاتم..مسحت بيدها على وجهه الوسيم..تنهدت وهى تغالب مزيد من الدموع
كيف فعلت هذا بى
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
استيقظت يائيل على صوت الهاتف.. جاء صوت حاييم موفاز
تم تحويل المبلغ..ودعت النوم وهى تغمم
حياة جديدة..بلد جديدة ..بعيدة عن كل هذا..ضحكت اين.. نظرت للمرآة لا يهم.. اترك هذه البلد اولا ثم اقرر..استدارت لترتطم بصورة خالد وكأنه يراقبها..ابتسمت
على الاقل شئ تريده سيتحقق ..ساودع حياة الليل
اما حاييم موفاز فقد ترك الهاتف من يده وقد ارتسمت على وجهه كل ايات الشر..عاود الاتصال بالبنك..
هل كل شئ على ما يرام
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
زفرت ندى فى حنق وهى ترد على عامر
اين انت
فى طابور البنزين..فشل..رئيس فاشل..وزارة فاشلة
اهدئ
سانزل ضده يا عامر انتهى
غمم عامر وهو يرقب ديان التى تشاهد التلفاز.. نظرت له بعيون نصف مغمضة
هذه البلد تسير فى طريق مظلم ..مضت ساعة قبل ان تدخل ندى...كان. الحر والارهاق يكاد يقتلها..اشارت باصبعها محذرة ..سانزل الاتحادية يوم 30 يونيو..لم يرد فقد رن جواله مرة اخرى
داليا
عامر انا فى المطار..لدى رحلة تغادر بعد ساعة و نصف.. للأسف نسيت حافظتى وبها اوراق مهمة وندى لا ترد على الموبيل هل تسطيع احضارها رجاء.
نظر لندى وقد ارتمت على الاريكة شرح الامر ببساطة فطالما ندى هنا فهى اولى باحضار الحافظة
قالت ندى باستعطاف
ديان هل فعلت لى معروفا ..ستجدينها فى درج الكومودينو الخاص بداليا
ومضت عينى ديان وهمت بنشاط
كانت حجرة داليا بلون زهرى ..غممت ديان هازئة لونك المفضل يا خالد
وجدت الحافظة وفتحتها بسرعة تبحث عما بها ..اتسعت عينى ديان على الصورة التى تجمع بين داليا وشخص اخر ..شخص لا يشبه خالد ابدا
..افاقت على صوت عامر
نزلت بسرعة وهى تعطى عامر الحافظة
التفت عامر لندى.. هل اعطتينى مفاتيح سيارتك ..فقد اوشك البنزين فى سيارتى على النفاد
نظرت له بغيظ
قل انك ستنزل معى يوم 30 يونية
اجابها بسرعة
اكيد لن اتركك تذهبين وحدك
القت له بمفاتيح سيارتها
بعد ان غاب ..كان شيئا يكاد يفتك بديان
همست ندى
جائعة
تجاهلت ديان الامر وهى تقلب التلفاز وهى تقول فى حذر
هل ارتبطت داليا بعد اختفاء زوجها
فتحت ندى عينها
لالا
ثم عادت تسأل ماذا لدينا للطعام اليوم..ثم مضت باتجاه المطبخ وهى تتفقد الاوانى..مضت ديان فى اثرها..هل متاكدة انها لم ترتبط بعد زوجها خالد..
وضعت ندى امامها طبقا مملؤاً بالطعام
طبعا متأكدة وزوجها لم يكن اسمه خالد.. نظرت الى ديان ثم عاودت الاكل
من اين اتيت باسم خالد هذا
قالت ديان بارتباك
ذكر احدهم هنا اسم خالد الناغى
وضعت ندى معلقتها وهى تنظر لديان باهتمام..الناغى الذى اعرفه كان شريكا لوالدى وقد اختلف معه فى موضوع زواج رائد لداليا ..لكنى لم اعرف ان له ابن اسمه خالد..رائد كان ابن لزوجته على حد علمى..عادت لطبقها
لما كل هذه الاسئلة..هل اخبرتك داليا شيئا..لاتكادين تتحدثين معها
ضاع صوت ندى وديان تتركها..ارادت ان تتحدث الى حاييم موفاز لكنها.. تراجعت..هل تم خداعها..ترقرقت الدموع فى عينيها..وعاد خالد يحتل رأسها بقوة والم
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ارتدت ندى تى شيرت بالوان علم مصر ..كانت الساعة تشير الى الرابعة عصرا
سألها عامر
هل مازلت على رأيك
اجابت بتصميم
رئيسك فاشل يا عامر..انى افعلها من اجل مصر..لا يستحق ان يكون رئيسها...هل تذهب معى
غمم سافعل..ثم سأل اين ديان
اجابت فى حجرتها تقول انها مريضة..لا ترتاع ..هى مكتئبة قليلا
سأل فى خفوت ألن تنزل
لالا لن تنزل
فى الاتحادية وقفت ماريان ووائل ولدهشة حاتم وجد سامر هناك نظر له متعجبا..بادله سامر نفس النظرة
رفع عامر يده
لا لم افعل ..هنا من اجل شقيقتى
سخر سامر ..ظننت انك هنا بسبب ازمة البنزين
ضحك عامر ابتدت فى الحل اليوم..هل انت هنا من اجل البنزين
اجابه .. لا فقط نوع من النزهة..الجميع خرج للفسحة..هل هذه ثورة والجميع يتسابق على شرب الكولا والعصائر..ثورة ما بعد السادسة..ضحك عامر واخته تحضر له بعض العصائر وهى تهتف بفرح
الشرطة يحملوها على الاعناق ..يثورون معنا.. نظرة الم اكتست عينيه قابلتها نفس النظرة فى عينى سامر
------------

روان عبد الكريم 12-08-2013 11:16 PM

25

سألت ماريان بدهشة ندى التى كانت تجلس فى مكانها المعتاد
اين ديان
فى المنزل لا تكاد تبرحه
جلست ماريان وهى تطلب لنفسها بعض المرطبات
انها الثانية باقى ساعتين وينتهى انذار الجيش
نظرت لها ماريان وهى تهز رأسها فى فتور سينتهى الامر بانتخابات رئاسية مبكرة
راقبتها ندى باستغراب لا يبدو عليك الحماسة
هزت كتفيها ..لا شئ ..تعلمين انى و سامح شاركنا فى مظاهرات 25 يناير وماسبيرو ومظاهرات ضد العسكر لذا لدينا دائما حساسية من تدخل الجيش
مطت ندى شفتها اى شئ نقبل به مقابل ان نخلص من هؤلاء الفشلة ..لكن اين سارة ..لم تعد تحضر اى لقاء
غممت ماريان .. نصيحة انسى سارة ثم ارتشفت مشروبها بعمق وبعدها اكلمت بابتسامة وودة
كان قرار جيد انك رفضت العمل فى تلك القناة
نهضت ماريان فجأة سامح هناك يشير الى هو مكتئب بعض الشئ
هزت ندى كتفيها لا عليك.. رن موبيل ندى
عامر اين انت
فى دار الاوبرا ..لاشئ افعله اقابلك فى المنزل
كان عامر فى المنزل وديان كعادتها فى الأونة الاخيرة تجلس باكتئاب تقلب قنوات التىلفزيون دون اكتراث..بها شئ من الحزن لا يعرف له سبباً
نظر لها بعطف وهو يأخذ الريموت من يدها
ديان ..ما بك
نظرت اليه بدهشة..له نفس النظرة الحنون التى يرمقها بها خالد..نظرة طالما اشعرتها ان العالم بأمان ..نظرة افتقدتها فى دموع طفولتها القاسية ..بقدر ما اسعدتها مزقتها ..بكت بحرقة والم وجسدها يهتز بعنف ..بكاء هستيرى لا يتوقف وعامر يحاول ان يهدئها وقد فاجأته عاصفة البكاء وجلوس ديان على الارض ولم يشعر بدخول داليا التى عادت من السفر وتسمرت وهى ترى الانهيار الذى تعانى منه ديان..القت حقيبتها بسرعة وهى تحاول اسناد ديان التى نامت فى وضع جنينى..مسحت دموعها برقة وازاحت الشعر المبتل عن جبينهاثم مسدت جبينها بقليل من العطر رقبتها بسرعةثم وضعتها هى وعامر على الاريكة فى التراس لتستنشق قليل من الهواء ..تركت عامر معها وهو يمسك بيدها لتحضر لها كوبا من الينسون..وضعته بين يدها :-
اشربيه ..مفيد..
نظرت لها ديان بامتنان..لم تشعر بمثل هذا الاهتمام من بعد خالد..تنهدت وسكين يخترق قلبها..نظرت لندى التى دخلت متسائلة
ماذا يجرى هنا
تمتمت ديان
انا بخير لاعليكم..فقط تلقيت خبر محزن عن احد الاصدقاء
همست داليا
يبدو انه صديق عزيز وقريب لك
تنهدت ديان بحزن
اقرب مما تتصورين
رن موبيل داليا
داليا انا لينا وصلت الان مطار القاهرة ..لم اخبرك قبلا ..لكن رائد سيخرج غدا وساستقبله غدا اخر اليوم من منفذ طابا ..
ردت داليا بفرح ساتى لاخذك من المطار
بل صفى لى المنزل وساخد تاكسى
هتفت داليا بمرح رائد سيعود..سيعود يا ندى..سيعود يا عامر
نظرت لها ديان بأسى وهل ستعود يا خالد..هل ستعود لمن باعتك ..لكنك بعت وطنى يا خالد فلما يقتلنى الحزن عليك..هل جلب الوطن السعادة كما فعلت انت ..صراع رهيب يدور بداخلها وهى شاردة عمن حولها ..لم تشعر بالعيون التى تعلقت بها وهى تهذى لم تشعر حتى بيدى ندى وداليا يسنداها ولم تشعر بنفسها وهى تغوص فى السرير لتنام بعمق.

حينما استيقظت على الاصوات باسفل كانت الساعة تشير للعاشرة مساءاً..اغتسلت بسرعة وارتدت ملابسها لتتريض قليلا لعل النزهة تفيدها بعض الشئ
حينما نزلت
لاحظت وجود تلك الاجنبية الشقراء التى بدت لها مألوفة للغاية..كان صوت عامر مرتفع وغاضب:-

لقد وضع مصر فى مأزق ..لم يلتفت لفصيل اخر..وضع الجميع على المحك
ردت ندى
لم نتوقع هذا ..ابسطه استفتاء ولكن العزل !! ربنا يستر على البلد
قاطعتهم الشقراء بعربية واضحة
هذا وأد واضح للتجربة الديمقراطية فى مصر
نزلت ديان على السلم
وقد التفت الجميع صوبها
قامت ندى لتساعدها
ديان
همست لينا بصدمة ديان..كانت قد نسيت امر الشبه بداليا واعتبرته صدفة
تعالى حبيبتى تابعت ندى وهى تمسك بيدها وتقدم لينا..لينا الناغى.. ديان اختى
قالت لينا بقسوة اختك واطبقت فى رقبة ديان بعنف وسط دهشة داليا وندى وعامر
خلصوا رقبة ديان بصعوبة
هى تعر ف من هى ..تعرف لانها اخته لخالد
قامت ديان بسرعة وخرجت من الباب هاربة وسط صيحات لينا لا تتركوها
تعلم ديان ماذا تفعله فى حالة كشفها ..هناك منزل امن قريب وشخصية اخرى وجواز سفر اخر لفتاة شقراء
انجزت الامر فى دقائق واتجهت للمطار لتستقل اول طائرة تغادر مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
لم يستوعب حاتم الامر ولينا تحكى امامه من هى ديان الليثى اليهودية الديانة الاسرائيلية الجنسية التى غدرت بأخيها خالد الناغى..بينما انتابت ندى حالة من الذهول وعدم التصديق
اخذه عامر جانباً
حاتم علينا ابلاغ السلطات
قال حاتم بخفوت
امر كهذا سيضر بمستقبلى ..لن استطيع
هتف عامر ..ماذا
ربت حاتم على كتفه البلد فى حالة غير مستقرة الان سنبحث الموضوع لاحقاً
غادر المنزل وهو يتجه لمنزل سلمى
كانت داليا فى حالة غريبة من الحيرة فهى تجمع ملابسها لتذهب لطابا ومنها لشرم الشيخ والرحيل لالمانيا مع رائد اخبرت حاتم فمط شفتيه بعدم اكتراث ..تؤلمها حالة ندى وصدمتها فى ديان..هى لم ترتاح لديان منذ البداية وان تعاطفت معها اليوم..لكن ان يظهر انها يهودية واسرائيلية فالامر فوق استعيابها
كانت ممزقة بين رغبتها فى لقاء رائد زوجها وبين تركها لندى
وضعت اخر شئ بالحقيبة ولينا تربت على كتفيها
هناك شئ لابد ان تعلميه
رائد تعرض لتعذيب رهيب ..
دمعت عينى داليا
تعذيب
نعم داليا ..انه يعانى شلل كلى
هتفت داليا فى ارتياع
وحوش
احتضنتها لينا وهى تبكى ..نحمد الله على عودته..استطعت الوصول اليه لكن خالد لم استطع حتى الان لكنى لن ايأس ..لن ايأس ابداً
@@@@@@@@@@@@@@@@
اوقف حاتم سيارته بجانب فيلا سالم الجارحى..كانت سلمى تجلس فى الشرفة تشرب عصيرا ما..حينما رأت سيارته دخلت واغلقت النافذة ..دخن سيجارته بهدوء وهو يغمم
عنيدة ولكنك لى ..ستظلين لى شئت ام ابيت سيعود ابيك فى السادس من هذا الشهر بعد ثلاثة ايام ..علينا ان نحسم امر عملك فى مستشفى رابعة فقد صار الخطر كبيراً.حينما احس بحركتها وهى تفتح النافذة ثم تغلقها ضحك وقاد سيارته الى شقته فى زهراء مدينة نصر
---------------------------------------------------

روان عبد الكريم 12-08-2013 11:17 PM

---------------------------------------------------
26

كانت نحو التاسعة مساءا حينما انهى حاتم اتصاله مع موظفة الاستعلامات بمستشفى رابعة العدوية..اخبرته ان دكتورة سلمى ستنهى عملها فى العاشرة مساء..اصبح يفعل هذا كل مساء ..يعرف موعد خروجها .ينتظرها..تتجاهله.. تركب تاكسى فيمضى فى اثرها حتى تصل المنزل..لا يعرف سبب القلق الذى يأكل صدره..سيعود والدها غدا عليه ان يحسم الامور..لا يرتاح ابدا لهذا الوضع..هو لن يطلق..وهى تعلم هذا..غير عملها فى هذه المستشفى الذى يعتصم امامه انصار مرسى ..لا يعرف كيف تتطور الامور اذا ماعلموا ان الطبيبة التى تقسم ا ونهارها وليلها بين مستشفى رابعة والمستشفى الميدانى ..زوجة ظابط جيش
حاول ان يسير بجانب التاكسى حانت منه التفاته لها ..بادلته النظرة ثم ولت وجهها تجاه الجههة الاخرى
حينما وصلت اطفأ نور سيارته..نزلت وهى تسير بقامتها الهشة صوب المنزل ..المظلم..لايعرف ما الذى يحبه بها ..شيئاً تملكه سلمى ولا تملكه غيرها..طالما من نفسه ان يتزوج ملكة ..لا هم لها سوى جماله..لكنه اختار سلمى ...ابتسم بحزن فرغم انها قريبة منه للغاية الا انه بينه وبينها اميال ..صنعها غبائه..حينما اضاء المنزل .. هم بشتغيل السيارة..دوت صرخة من داخل المنزل..اختلج قلبه رعبا ..تذكر السلاح الذى تسلمه ..
سمع صراع من الداخل ضرب رتاج الباب برصاصة سريعة
كانت سلمى ملقاه على الارض وذلك الملثم يحاول تكبيلها
استقرت رصاصة حاتم الثانية فى فخذه
بينما هرعت سلمى بوجهها الباكى تلوذ به ازاحها برفق كى يكبل اللص
####
بعد ان انهى الامر مع الشرطة
عاد اليها ..مسح برفق على شفتيها يعالج الجرح الذى اصابها من ضرب اللص
تنهدت سلمى للمسة اصابعه..برقت عينه..مازالت تحبه
خرج من افكاره على صوتها ..انها الثانية صباحا عليك الرحيل
قال بتسلية .الباب لا يغلق
نظرت برعب وقد تذكرت ما حدث لها منذ ساعات
اقترب منها ..تراجعت عنه..شدها بقوة اليه
تملصت وهى تقول لا تفعل
قال بتلسية اكثر لا افعل ماذا
لم استطع الافلات من ذراعيه وهو يهمس فى اذنها
اليس هذا من حقى ..الست زوجك..هل ما افعله يخالف الشرع
ترقرقت الدموع فى عينيها
حاتم ارجوك
حملها كالريشة ..ستسامحينى سلمى ..ستفعلين حبيتى
قالت بيأس لن اسامحك ابداً
ضاع صوتها وحاتم يقترب من غرفتها..لم يستمع لتوسلها..ولا لدموعها..هو يريدها..لا يستوعب ابدا ان تبقى بعيداً عنه..خاصة بعد حادثة الليلة سيظل بقربها مهما حدث
استيقظت سلمى على صوت زقزقة العصافير فى السادسة صباحاً..تتساءل بذهول عما حدث لها..كان حاتم ينام بوداعة بجانبها عارى الصدر ..عضت اناملها ..تمتم بأسمها..تعلم انه يحبها..هذا الحب الذى تكره..
نزلت بخفة وارتدت ملابسها على عجل..قبل ان يستيقظ..لن تبقى معه..كانت تمضى بلا هدف مرت بفيلا الندى..ارادت ان تدخل..خجلت من نفسها ..ركبت للمسشتفى..كان تتصارع بداخلها هى لم تفعل شئ لا يقره الشرع..هو اجبرها..هزت رأسها لم يجبرها ...كانت متعبة وبحاجة للراحة..لم يأتى موعد دوامها بعد..نامت فى استراحت الطبيبات
#####################
وصلت ديان تل ابيب بعد معاناة..بعثت لحاييم برسالة مقتضبة..حينما وصلت شقتها فوجئت بيائيل تجلس هناك
قالت ببرود
لا اتذكر انى اجرت الشقة قبل رحيلى
غمزت يائيل بعينها ..حاييم فعل
جلست متعبة
اه حاييم
حانت منها التفاتة لصورة خالد..نظرت له بأسى
ضحكت يائيل بخفة..جلست بجانبها..حينما كنا صغار..كانوا يرفهون عنا بالذهاب الى طبرية ..هل تتذكرين كيف كنا نلهو هناك..كنت اصر ان اخلع حذائى على جسر طبرية قبل الدخول للشاطئ حتى لا يبلى لم يكن لدى سوى حذاء واحد بينما تنتعلين انت حذاءك الثمين.
نظرت ديان باستهزاء ..كانت سامنتا تبعث لى الكثير من الاحذية ..الكثير من الثياب

القت يائيل بظهرها لتسترخى اكثر ..كنت اسير حافية ..حتى اطلق احدهم على يوماً حافية على جسر طبرية
حافية على جسر طبرية..يومها خلعت انت حذاءك..حتى تحظين باللقب الذى اطلقه (اورى) هل تتذكرين اورى..ذلك الفتى الوسيم الاشقر ذو العيون الزرقاء وضعه ابوه يعد وفاة امه هناك..وترك اسرائيل
قالت ديان بنفاذ صبر وهى تشعل سيجارتها
نعم اتذكر اورى وقالت باستهزاء ولكنى لم انافسك على اللقب..انت الحافية الاشهر على جسر طبرية هل ارتحت
ضحكت يائيل بأسى
لكنك نافستنى على اورى
اطفأت ديان سيجارتها بعصبية
ماذا تريدن يائيل ..تسكنين شقتى..وتذكرين احداث مرت ونحن فى الثالثة عشر من عمرنا
دمعت عينى يائيل..تعلمين ما حدث لاورى بعد حادثة اغتصابى ..انتحر اورى ..ظل سنوات يتحمل القهر والفقر فى الكيبوتس..حتى اخبرته انت قبل ان اخبره بما حدث لى ..كانت لدينا احلام ديان..ان نخرج من هنا ..نعود لبولندا ارض اجداده..شعر اورى بالعجز ديان..هل تعلمني ماهو شعور بالعجز
دمعت عينى لوهلة وقد بدأت تفهم ما ترمى له يائيل وهى تكمل
خرجنا انا وانت من الكيوبتس انا كائن مهترئ ضعيف لا يجذب غير ذباب الليل..بينما انت بحذائك الثمين تسيرين وتنجحين وحصلت على اورى اخر ...اعنى شخص يختارك ويحبك ..اعنى به خالد..
دمعت عينى ديان وهى ترتجف .سيخرج يائيل ساعمل على يخرج..سيعود لى ..سنترك هذ البلد
ضحكت يائيل باستهزاء
هذا الخطاب وصل اليوم..يخبرونك بوفاة زوجك وتعجيل استلام جثته
نظرت ديان بذهول للورقة التى القتها يائيل وجرس الباب يرن وبشدة
فتحت يائيل الباب وهى تقول
ليلى مرحب بالماما
&&&&&&&
استيقظ حاتم فى الحادية عشر ..لم يجد سلمى..كان شء من شعرها الاسود على الوسادة ..شئ منها فى كل مكان..تمطأ بكسل ..لديه نبطشية فى دار الحرس الجمهورى تبدأ فى السادسة مساءاً..اخذ دوشا سريعا واتجه لشقته لتغير ملابسه..اتصل بمستشفى رابعة ليطمئن على وصول سلمى هناك..بعد ان حاول مررار الاتصال على هاتفها دون ان تجيب.

انتهت سلمى عملها فى الثالثة عصراً..ثم جلست فى المستشفى الميدانى..تستقبل حالات الاغماء وارتفاع ضغط الدم من قبل المعتصمات والمعتصمين ..كان اعتصام رابعة يزداد بقوة ..ترى الطبيب والمهندس والعالم والفلاح والتاجر ..تتعاطف معهم بشدة ..تكره تدخل الجيش فى السياسة ..لكنها تثق ان الجيش سيصل بحل للأمور يرضى الجميع..تذكرت حاتم الم تثق به قبلاً
كانت تراجع الادوية الناقصة وهى تستمتع للترتيل النورانى للقرأن الكريم من احد المعتصمين القريبين
دمعت عينها وهى تقول
اللهم عدلك ورضاك
&&&&&&&
حاول حاتم مرارا الاتصال بسلمى ..يعرف الاوامر المشددة بالا يخرج..يعلم انها مازالت فى رابعة..كلم عامر ان يذهب لاحضارها..اخبره عامر انه بالفعل هناك وسيحاول ان يصل اليها
ثم عاد واخبره انها مازالت فى المستشفى الميدانى وستنهى عملها فى العاشرة مساءاً لكن لديها نبطشية مرة اخرى فى مسشتفى رابعة تنتهى صباحا
غمم حاتم قى سخط منذ متى تبتين يا سلمى خارج المنزل
كانت نحو العاشرة مساءا استلقى بهدوء وسرعان ما غلبه النعاس
لا يعرف من اين يأتى هذا الصوت
ايقظه احدهم
قام بذهول
ماذا يحدث
اجاب زميله بهدوء وتشفى
انهم يقتلون بعض الخرفان التى تجرأت واعتصمت امام الحرس الجمهورى
ابتسم حاتم ثم خبت ابتسامته سريعاً
تذكر سلمى وعامر
اتصل برقمها بسرعة
جاء صوتها صارخا ودوى الطلقات حولها يدوى وصوت طائرة فى أذنه
لماذا يا حاتم
صرخت حاتم .حاتم
ثم انقطع الصوت بغتة بينما مازال دوى ضرب النيران وهدير الطائرة يدوى فى اذنه
قام بسرعة وهو يقطع المسافة من مكتبه الى البوابة الرئيسية
كان كل شئ انتهى ..الامن المركزى يحيط بالمكان والجنود يذهبون لخلف عمارات العبور
لم يستوعب شئ
اتصل بارتعاش بعامر ..جاء صوته باكياً ثم انقطع الاتصال
حاول الدخول لرابعة وقد احاطها الجيش من كل اتجاه
جاء صوته باكيا للظابط المسئول زوجتى هناك تعمل طبيبة
اخبره بوجوم..ذهابهك خطر كبير ببدلتك العسكرية
نظر لبدلته العسكرية فى أسى
عاد مسرعا لسيارته ليبدل ملابسه فى شقته
تمكن اخيرا من دخول رابعة
لم يكن الاعتصام يحوط المستشفى بل حولها
اذهله كم الجرحى والموتى
سأل على سلمى لم يعطه احدهم جوابا
فقد تحولت المستشفى لساحة من الصراخ والعويل وهرولة اللاطباء لانقاذ ما يمكن انقاذه
الدماء تغرق كل شئ
حينما وصل لاحد الادوار ..وجده هناك عامر يرتكن على احد الجدران ويبقى فى صمت
قال حاتم وهو يسأله فى خوف
هل اصيبت سلمى
هل اصابتها خطيرة
هزه من كتفه
اخبرنى عامر
اين هى
نظر له عامر والدموع تغرق وجههه
هزه حاتم بعنف
ايها الاحمق
كل لحظة تضيع معناها حياتها
اين هى دعنى انقذها
ضربه حاتم بعنف على وجهه وعامر لايرد
صرخ وصرخ وهو يشير له للحجرة المجاورة..استراحة الطبيبات
وقف على الباب وهو ينظر للجسد المسجى وقد احاطه الكفن الابيض وغطى الوجه
التفت لعامر..لا يوجد احد هنا..سوى جثة هناك
قال بارتعاش ..عامر
اين هى ..رفعه بخفه..والدموع تتساقط من عينيه اخبرنى يا عامر..اخبرنى
نزع عامر يده برفق
وهو يربت بقوة على كتفه
شهيدة يأذن الله
اقترب ببطء غير مصدق..رفع الغطاء..مازالت هناك بعض الدماء المتخثرة عند عنقها..المه ذلك الثقب وقد انغرست فيه الرصاصة غرساً
كان بعض شعرها يلتصق بجبينها
نظر غير مصدق لوجهاا البرئ
اه يا سلمى لم اعرف ابدا انك بمثل هذا الجمال
كان جسدها مازال دافئاً..طار لبه
اصمدى يا حبيتى
هو جرح بسيط
ستتعافين يا سلمى
صار يهذى
سلمى هل سامحتنى
هل استحق ان تسامحينى
قبل عيونها المغمضة
استيقظى يا سلمى
استيقظى يا دكتورة سلمى
تحبين لقب دكتورة
ساناديك لبقية عمرى حبيتى الدكتورة
هيا يا سلمى..كفاك دلاًلا
انت تعاقبينى..كفاك انا لا احتمل هذا العقاب..اضعف من أن احتمل هذا العقاب
امسك يدها وعامر ينظر اليه
كان عامر ينظر اليه ويبكى
قال غاضباً لا تنظر لشعر سلمى المكشوف ساغطيه ..تعرف انها لن تسامحنى
لكن ساعدنى يا عامر ارجوك فى ن اوقظها
جلس عامر على الارض مرة اخرى وهو يضع رأسه على ركبته
لا يعرف ماذا يصنع ..لم يهتز هكذا يوم وفاة والده..رفع رأسه على صوت الطبيب والممرضة ينتزعون حاتم نزعاً هو يصرخ بهستريا
سلمى مازالت حية ..سلمى لم تمت
--------------------------------------

روان عبد الكريم 12-08-2013 11:17 PM

27 والاخيرة

طرقت ندى الباب عدة مرات وقد وقف بجانبها عامر
جائهم صوت حاتم صارخا
اتركونى
ارتعبت ندى لصوته بينما نظر لها عامر فى يأس
قالت بارتعاش حاتم افتح ارجوك الامر مهم يتعلق بسلمى
جاوبهم الصوت المطبق ..فتح حاتم الباب وهو يفسح لهما الطريق
لم يبدل ملابسه منذ حادث سلمى ..نمت ذقنه قليلا بينما دلت جفونه المحمرة انه لم ينم ابداً
جلس فى هدوء وهو يشعل سيجارته..بينما ذهبت ندى لفتح الستائر ..قال بضعف اتركيها رجاء
دمعت عينى عامر وامسك ندى من يدها يستمد منها بعض الشجاعة وحاتم ينفس الدخان فى الهواء وهو يقول بتخاذل..لن احتمل ان اجلس فى عزاء سلمى ثم اكمل وبدنه كله يرتعش كما لم احتمل ان ادفنها بيدى..اعلم ان والدها قد وصل .حاول ان تسانده عامر رجاء انت وندى..اعتبرنى ميت منذ ماتت سلمى
مسحت ندى دموعها وهى تقول بتشنج لم تدفن سلمى حتى الان يا حاتم..انها فى منزل والدها
نظر غير مصدق وعامر يقول بغيظ
يصرون فى المشرحة على اعطاء تقرير حادث انتحار ..ذهب والدها بجثامنها مرتين وفشل معهم
الامر يحتاج تدخل منك يا حاتم
لم ينظر اليهم حاتم بل طار عبر السلم الى الشارع حافى القدمين حتى حبيبته..دق الجرس بعنف
وجده هناك سالم الجارحى وقد اكتست عينيه نظرة غريبة اشبه بالذهول ..نكس رأسه حينما رأى حاتم
لم ينبس بشئ اشار لحجرتها
كان اللون الازرق بدأ يزحف على اطرافها رويداً رويدا ..واثر جرح صغير على شفتيها..تذكر ليلة اللص ..حاول ان يمد يده ليلمسها فتوقفت فى الهواء ..انهار على الارض وهو يطلق اه قوية ..امسكه عامر الذى هرع فى اثره بقوة وهو يهتف به..انها تحتاجك يا حاتم ...تحتاجك بشدة..لن تتركها هكذا..انت زوجها اقبل التقرير ...هم لن يعطونا وساماً فى الدنيا ..اجعل ابوها يفهم هذا بدلا من اصراره الغبى ..نظر له حاتم نظرة خاوية ثم قال فى قوة
اخرج
تلعثم عامر من التبدل الغريب لا بن عمه فقد استعاد رباطة جأشه سريعاً...صرخ فيه حاتم مرة اخرى
اخرج..اطلب من ندى ان تحضر لى بدلتى العسكرية..ستدفن سلمى وسيخرج التقرير بالحالة الفعلية.
ارتدى حاتم بدلته العسكرية وحمل سلمى بين ذراعيه وقد وقفت عربة اسعاف بالخارج..فى المشرحة رفض الطبيب فى البداية لكن امام اصرار حاتم نفذ التقرير ..قتل نتيجة رصاصة فى العنق ولكنه لم يكتب ابداً انها تحمل اسم ج م ع ولم ينسى ان يبعث اسم حاتم الليثى للمخابرات الحربية...حاتم الذى عاد لانهياره بعدما وارها التراب
&&&
كانت ندى تقلب كوب الشاى الذى برد عدة مرات فى المقهى بدار الاوبرا ..اقتربت منها ماريان وسامح
جلست ماريان بهدوء وندى فى عالم اخر..امسكت بيدها ..ندى
ارتعشت ندى ..اهلا ماريان كيف انت
بخير حبيبتى ..كيف عامر ..وحاتم ابن عمك
تنهدت ندى ..حاتم قبضت عليه الشرطة العسكرية ..لا نعلم اين هو بالتحديد ..يحاول عامر جاهداً الاتصال بكل معارفنا
زفر سامح فى غيظ ..قتلوا زوجته ويحبسونه
ردت ندى ..قانون العسكرية اذا تغيب اى ظابط مدة ثمانى واربعون ساعة يتم القبض عليه..لست قلقه عليه فاحد معارفنا اخبرنى انه سيخضع لتأهيل نفسى ثم يخرج ..حاتم تخصص نادر لهم
ردت ماريان...تقولين لهم!!
زمت ندى شفتيها اعنى الجيش
تراجع سامح فى كرسيه الجيش ليس لهم ولنا يا ندى..الجيش ملكنا جميعا
تركت ندى المعلقة بعصبية ..لا تمسك على كلمة
ربتت ماريان على يدها اهدئي حبيبتى .. ليس معنى ان جراتسى بنظارته السوداء اعطى صكاً وتفويضاً بالدم ان نقسم الجيش
تساءلت ندى بخفوت من جراتسى
ضحك سامح بهدوء الا تشاهدين الافلام..جنرال جراتسى فى عمر المختار ونظارته الشهير وحركة فمه الجانبية
فهمت ندى من يقصدان قالت وهى تشهق انتما
همست ماريان نعم..نذهب لرابعة ونساندها بكل قوة..نختلف مع الاخوان لكن جراتسى لا يقبل مبدأ الخلاف
انا وقبلى المقصلة ..المقصلة دارت قبلاً فى ماسبيرو
نظرت ندى فى ارتياع وقد تذكرت سلمى ..ليتنى لى نفس شجاعتكم
همس سامح وهو يقول درس تعلمناه هناك
هى موتة ولا اكثر..تكة ولن تشعر بشئ
&&&&&&&&&&
دخلت ندى منزلها وجدت عامر يقلب قنوات التلفزيون بفتور
قال بسخرية وهو يراقب شقيقته التى جلست بخمول
لو جلست امام التلفزيون يا ندى ستخرجين بيقين ان سلمى قتلت نفسها ..اخذت منه ندى الريموت واغلقت التلفزيون بهدوء
عامر الا تفكر فى الرحيل
قال بفضول الرحيل.
ردت نعم نبيع كل شئ ..نرحل إلى بلد اخرى
بالمناسبة اتصلت داليا ..استقرت فى بيت الناغى ..تقول ان محمد الناغى تعرض لانتكاسة صحية شديدة بعد ان علم بامر ابنه..لكن حماتها ترعاه وترعى معها رائد وان هناك امل كبير فى الشفاء لرائد وانها ستستقر فى المانيا ..لذا طرأت فكرة الهجرة..ما رأيك
ضحك عامر وهو يعاود فتح التلفزيون
السفارات كلها مغلقة..ثم عاود التعليق على صريخ احد المذيعين وبنر مصر تحارب الارهاب مكتوب باللغة الانجليزية والعربية هل سمعتى عن مشروب جديد اسمه ميرندا برسيم
&&&&&&&&&&&&&&&
دخلت ليلى بهدوء
قالت بصوت هادئ
ديان قد عدت ..مدت ديان يدها لها وعيونها مغرقة بالدموع
لقد مات يا ليلى
تجاهلت ليلى يدها وذهبت لصورة خالد
اتعنين خالد وردت بهدوء اكثر ..اه بعثوا لى بخطاب مثلك
جلست قبالتها
ويائيل تنظر لها غير مصدقة
ألست حزينة ليلى
ردت ليلى
حزنى سيدنس خالد..انه اطهر ان تبكيه اماً مثلى او زوجة مثلها ..نظرت لها ديان بارتياع
ليلى ..لم اكن اعرف ما افعله..انا غبية حمقاء..قد يكون خبر موته اكذوبة
نظرت لها ليلى نظرة خاوية بل كلانا يعرف ما نفعله ديان
نظرت لهما يائيل بغيظ
ديان تركت شريحة هاتفك هنا..فتحتها من باب الفضول..هناك رسالة وصلت منذ اسبوع لك ارسلها خالد عن طريق احدهم
مدت ديان يدها لها
وهى تردف ساصنع لكما بعض العصير ..اعتبراه هدية منى فأنى راحلة بعدها
مسحت ديان دموعها بسرعة وهى تقرأ الرسالة
ديان حبيبتى..لا اعرف كيف انت..احبك ديان..تمنيت ان يكون لنا طفل..سنفعل ديان..بعض السجناء هنا نجحوا فى اخراج نطفة منهم ..العملية شديدة التعقيد ولن احكى التفاصيل.. المهم ان عملية نقل النطفات وزرعها فى ارحام اربع زوجات نجحت.....اتمنى ان نفعلها ديان وان تحملى طفلى .ساعود يوما ديان..لاجد ابنى قد كبر..وان لم اعد اتركى هذا البلد..اذهبى به لابى ..هو رجل طيب رغم كل شئ..من حقك ان تعيشى عيشة افضل من هذه ديان..ساعاود الاتصال بك
القت ديان الموبيل وهى تصرخ وتتكور على نفسها..اه يا خالد
اتت يائيل على صراخها
وهى تضربها على وجهها عدة ضربات
اهدئي ديان ..لن يعيد شئ خالد..كما لن يعيد شئ اورى تألمى ديان وابقى واقتصى من روحك بقية عمرك..نظرت لليلى ستعيشين سواداً تلو سواد
توقفت دموع ديان فجأة وهى تنظر لليلى التى جلست بصمت..تناولت من يد يائيل العصير وهى ترقب بخوف ليلى التى اخذت هى الاخرى العصير ..شمته اولا ..قالت يائيل بحبور
كنت اود ان اضع لكما السم فيه..لكنما تستحقان اكثر من هذا..الافاعى تعيش حتى التعاسة ..سيخفف من كرهى لكما قليلا ان اتمنى لكما ميتة شارون
اشربى ديان اشربى ..

والان سارحل .وداعاً ديان..وداعاً اسرائيل ..وداعا كل دنس فى حياتى ..حملت حقيبة خفيفة لتذهب فى اتجاه المطار..
شربت ليلى العصير بعمق وهى تقهقه
الدماء العربية تجرى فى جسد هذه الفتاة..ميتة شارون يا لها من شريرة
وضعت ديان الكوب بعد ان شربته وهى تهمس
ليتها وضعت بعض السم لنا ..ميتة شارون يا لها من شريرة
سمعت صوت صرير سيارة بالاسفل وصوت يصرخ.. نظرت من النافذة وجسد يائيل قد تهشم تماماً والسيارة الفان الكبيرة التى لا تحمل اى ارقام تبتعد
صرخت فى ليلى ..قتلوا يائيل..قتلوها ..قتلوها
قهقت ليلى وهى تغنى وترقص ببطء وترسم دوائر بيدها وتمزق بعض من شعرها ثم تطيره فى الهواء
قتلوا الصبية ..قتلو الصبى ..والافاعى احياء
ثم توقفت وقد عاد اليها شئ من عقلها
اتعلمين ديان..ان الافعى حينما تلد تترك صغارها لمصيرهم..ثم اردفت والزبد يتطاير من فمها لكنى افعى شريرة اعدت ولدى ليتذوق سمى ..انا افعى شريرة وعادت لرقصها وتمزيق شعرها
صرخت ديان وهى ترقب يائيل بدمائها اسفل البناية..وليلى التى فقدت عقلها..نظرت لصورة خالد ورسالته الاخيرة..مرت يدها على بطنها وصرخت الماً..لقد وضعت لى يائيل السم لى انا ..وقفت بصعوبة وليلى مازالت فى صخبها ..امسكت الستائر ..شعرت ان صدرها يتمزق وان النار تأكله ..كان خالد يترائ لها من بعيد بابتسامته الرائعة وسنته الجانبية المكسورة..نادت خالد..لكنه تجاهلها وهو يمسك يدى يائيل ويتلاشى كالسراب.
&&&&&
تمت بحمد الله


الساعة الآن 12:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team