منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1733)

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:38 AM

من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
 
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
تَصدّعتْ منك حصاة ُ الجَنَانْ
وأذكرَتْهُ من زمانِ الصّبا
طيبَ المغاني والغواني الحسان
كيفَ رَمَتْ بالنّارِ أحشاءَهُ
ذاتُ هديلٍ في رياضِ الجِنانْ
يُرنّحُ الغصنَ نسيمٌ بها
معانقٌ بين الغصون اللدان
ومقلتاها لو بكتْ عنهما
فاللؤلؤ الرّطبُ له مقلتان
ما ذاك إلاّ لنوى غربة ٍ
قسا عليها الدهرُ فيها ولانْ
حمامة َ الأيك أبيني لنا
من أين للعجماء نُطقُ البيان
هل خانكِ المخزونُ من دمعة ٍ
بكى بها عنك فمن خان هان
يا ليلة ً عنّتْ لعيني شجٍ
للدمع ما بينهما لجّتانْ
سوداءُ تْخفي بين أحْشائِهَا
من فَلَقِ الإصباح طفلاً هِجان
كأنما قرطُ الثريا لَهُ
في أُذْنِها خَفَقُ فؤادِ الجبان
كأنما فوقَ قذالِ الدجى
لجامُ طرفٍ ما له من عنان
كأنَّما الإظلام بحرٌ طما
والشرقُ والغربُ له ساحلان
كأنَّما الخضراءُ من زُهْرِها
روضة خرقٍ نورها أقحوان
كأنَّما النَّسران قد حَلّقَا
كي يُبْصِرَا حَرباً تُثِيرُ العُثَان
كأنما انقضّا وقد آنسا
مصارعَ القتلى التي ينعيانْ
كأنَّما الجوزاءُ مختالة ٌ
تسحبُ فضلاً من رداء العنان
كأنها راقصة ٌ صوّبَتْ
وزاحمَ الغربَ بها منكبان
كأنَّما شُدّتْ نطاقاً فما
تبدو لها تحتَ ثيابٍ يدان
كأنَّما الشهبُ الّتي غَرّبَتْ
شهبُ خيولٍ في استباقِ الرّهان
كأنَّما الصّبحُ لهُ راحة ٌ
تلقط في الآفاق منها جمان
نَكّبْتُ عن ذِكْرِ الهوى والمها
ونفيها للشيخِ غير الهوان
واهاً لأيّام الشباب الذي
ظلّ به يحلم حتى اللسان
سلني عن الدّنْيا فعندي لها
في كلّ فنّ خبرٌ أو عيانْ
فما على الأرض عليمٌ بما
تجتمع الشهبُ له في القران
ولا مكانٌ تتجارى به
خيلُ القوافي غيرُ هذا المكان
ولا ندى فيه ضروبُ الغنى
إلاَّ ندى هذا، مليكِ الزّمان
هذا عليٌّ نجل يحيى الّذي
في قَصْدِهِ نيلُ المنى والأمان
هذا الذي في الملك أضحى له
عرضٌ مصونٌ، ونوالٌ مُهانْ
هذا الذي شامَ لنصرِ الهُدى
منْ غيرِ شمّ كلَّ عَضْبٍ يمان
مَنْ بشرُهُ تَرْجَمَ عن جوده
والجود في البشر له ترجمان
من تلزمُ الناسَ له طاعة ٌ
قد أمرَ اللهُ بها في القُرآنْ
فمشرقا الأرضِ على فضله
لمغربيها أبداً حاسدان
القاتلُ الفقرَ بسيفِ الغنى
بحيثُ حدّاهُ له راحتان
والثابتُ الحلمِ إذا ما هفتْ
له من الحلم هضابُ الرّعان
لا يَعْرِضُ المطلُ لانجازه
ولا يشين المنّ منه امتنان
تمنّ ما شئتَ على فضله
من الأماني وعليه الضمان
مُملَّكٌ تخفقُ راياته
فيتّقيهِ مَنْ حوَى الخافقان
لقاؤه مُرْدٍ لأقرانه
إذا تلاقتْ حلقات البطان
يبني بركضِ الجرد من أرضه
سماءَ نقع يومَ حربٍ عوان
يكرّ كاللّيْثِ مُبيدا إذا
ما عرّدَ النكسُ وخامَ الهدان
ضرْباً وطعناً بشبا مُنصُلٍ
كأنَّه لفظٌ له معنيان
نورُ هُدى ً في الصدر من دسته
ونارُ بأسٍ فوقَ ظهر الحصان
لا تخشَ من كيد عدوّ الهدى
إنّ عليّاً لعليهِ مُعانْ
عانى خداعَ الحربِ طفلاً فما
يُقعْقعُ القِرْنُ له بالشنان
حمى حِمى الإسلام من ضَيمهِ
واستنصرَ الحقَّ به واستعان
يقدّمُ الأبطال في جحفلٍ
والطيرُ والوحش له جحفلان
معتادة ً أكْلَ لحوم العدى
عذت خماصا ثم راحت بطان
من كلّ ذئبٍ أو عُقابٍ له
كلَّ مكرٍ، فيه شلوٌ خِوانْ
من كلّ مرهوب الشّذا مُقدمٍ
بَرْدٌ عليه حرُّ لذْعِ الطّعان
يِغْشَى بهِ الطِّرْفُ صدورَ القنا
فهو سليمُ الرّدْفِ دامي اللبان
إذا التقى الجمعان في مأزقٍ
وفلّ بالطعن سنانٌ سنانْ
يامن يُفيضُ العرفَ من راحة ٍ
مفاتحُ الأرزاقِ منها بنان
بقيتَ للجود حليفَ العُلى
فأنتَ والجودُ رضيعاً لبانْ
وإن تلاكَ العيدُ في بهجة ٍ
فأنْتَ عيدٌ أوّلٌ، وهو ثان

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:38 AM

أبا هاشم هشمتني الشفار
( عبد الجبار بن حمديس )


أبا هاشم هشمتني الشفار
فلله صبري لذاك الأوار
ذكرت شخيصك ما بينها
فلم يدعني حبّه للفرار

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:39 AM

أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
( عبد الجبار بن حمديس )


أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
وأنتَ مقيمٌ في قيودكَ عانيا
وإنْ لمْ أُبارِ المُزْنِ قطرا بأدمعٍ
عليكَ فلا سُقيتُ منها الغواديا
تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً
فما ألْبَسُ الأجْفانَ إلا بواكيا
وما فرحي يومَ المسرّة ِ طائعاً
ولا حَزَني يوْمَ المساءَة ِ عاصيا
وهل أنا إلاّ سائلٌ عنك سامعٌ
أحاديثَ تبْكي بالنّجِيع المعاليا
قيُودُكَ صيغتْ من حديدٍ ولم تكنْ
لأهلِ الخطايا منك إلا أياديا
تعينك من غير اقتراحك نعمة ٌ
فتقطعُ بالابراقِ فينا اللياليا
كشفتَ لها ساقاً وكنتَ لكشفها
تحزّ الهوادي أو تجزّ النواصيا
وقفنَ ثقالاً لم تُتِحْ لط مشية ً
كأنَّك لم تُجْرِ الجفاف المذاكيا
قعاقع دُهمٍ أسهرتكَ وطالما
أنامتْكَ بِيضٌ أسْمرَتْكَ الأغانيا
و ماكنتُ أخشى أن يقال: محمدٌ
يميلُ عليه صائب الدهر قاسيا
حسامُ كفاحٍ باتَ في السجن مغمدا
وأصبحَ من حليِ الرياسة ِ عاريا
وليث حروب فيه أعدوا برقِّه
وقد كان مقداماً على الليث عاديا
فيا جَبَلاً هَدّ الزمانُ هضابَهُ
أما كنتَ بالتمكين في العزّ راسيا
قُصِرَتَ ولمّا تقضِ حاجتِكَ التي
جرى الدهر فيها راجلاً لك حافيا
وقد يعقلُ الأبطالَ خَوْفُ صيالها
ويُحكمُ تثقيف الأسودِ ضواريا
أقولُ وإني مُهْطِعٌ خوفَ صيحة ٍ
يُجيبُ بها كلٌّ إلى الله داعيا
أسَيْرَ جبالٍ وانْتشارَ كواكبٍ
دنا من شروط الحشر ما كان آتيا
كأنَّكَ لم تجعل قناك مَراودا
تَشُقُّ من الليل البهيم مآقيا
ولم تزد الإظلام بالنقع ظلمة ً
إذا بَيّضَ الإصباحُ منه حواشيا
ولم تثن ماء البيض بالضرب آجناً
إذا صُبّ في الهيجا على الهام صافيا
ولم تُصْدِرِ الإلالَ نواهلاً
إذا ورَدَتْ ماءَ النحور صوافيا
وخيلٍ عليها كلّ رامٍ بنفسه
رضاكَ إذا ما كنتَ بالموت راضيا
وقد لبسوا الغدْرانَ وهي تموجّتْ
دروعاً وسلُّوا المرهفات سواقيا
وكم من طغاة ٍ قد أخذتَ نفوسهمْ
وأبقيتَ منهم في الصدور العواليا
بمعترك بالضرب والطَّعن جُرْدهُ
تمرّ على صرْعى العوادي عواديا
مضى ذاك أيام السرور وأقبلتْ
مناقِضَة ً من بعده هي ما هيا
إذِ المُلْكُ يمضي فيه أمرك بالهدى
كما أعلمت يمناك في الضرب ماضيا
وإذ أنْتَ محجوبُ السرادق لم يكن
له كلماتُ الدهر إلاّ تهانيا
أمرٌ بأبوابِ القصور وأغتدي
لمن بانَ عنها في الضمير مناجيا
وأنشد لا ما كنت فيهنّ منشدا
ألا حيّ بالزُّرْق الرسوم الخواليا
وأدعو بينها سيّدا بعد سيّدٍ
ومن بعدهم أصبحتُ همّاً مواليا
وأحداث آثار إذا ما غشيتُها
فَجَرتُ عليها أدمعي والقوافيا
مضيتَ حميدا كالغمامة ِ أقشعَتْ
وقد ألْبَسَتْ وشْيَ الربيع المغانيا
سأدمي جفوني بالسهاد عقوبة ً
إذا وقفت عنك الدموعَ الجواريا
وأمنعُ نفسي من حياة ٍ هنيئة ٍ
لأنّكَ حيٌّ تستحقُّ المراثيا

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:40 AM

أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
وليالٍ دجتْ لنا أم شعورُ
وغصُونٌ تأوّدَتْ أم قدودٌ
حاملاتٌ رمّانهنّ الصدّور

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:40 AM

أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمَ
من غادة ٍ في وصل هجرانها
يَقْنَعُ منها بوصالِ الحُلُم
صوّرَ منها شوقهُ صورة ً
في فكرة ٍ ساهرة ٍ لم تنم
قالقلبُ يُذكي جذوة ً تلتظي
والعينُ تُدري عبرة ً تنسجم
غيداءُ تاجُ الحسنِ من غيرها
يُضحِي لديها وهو نَعْلُ القدم
أثمرَ بالرّمان من قَدّها
غُصْنٌ ومن أطرَافها بالعَنَم
لمياءُ تبدي الدرّ من أشنبٍ
يحرق بالأنوار جُنحَ الظُّلم
يُبرِدُ حرّ الشّوق ترشافُهُ
عنكَ بمعسولِ الثنايا شَبم
كأنما برقٌ ومسكٌ به
إليه يدعوك بشَيمٍ وشمّ
والصبحُ في مشرقه هازمٌ
والليلُ في مغربه منهزم
أرى اختلافَ الناس دانوا به
في صِيدِ عُرْبٍ منهم أو عجم
وابنُ عليّ حسنٌ سيّدٌ
بلا خلافٍ في جميع الأمم
مُملَّكٌ في كفّه صارم
عزّ به دين الهدى واعتصم
مُبَدِّدُ المعروف من كفّه
وللعلى شملٌ به منتظم
منفّذُ الأمرِ كريمٌ إذا
قالَ: نعم فابْشِرْ بنيلِ النّعم
ومُرهفٍ الحدّ إذا سَلّهُ
سال إلى ضرب الطلى واضطرام
يخطفُ رأسَ الذِّمْرِ قطفاً به
كَحذفِ حرف اللين جزماً بلم
يصرّفُ الرمحَ على طوله
كأنما صُرّفَ منه قلم
لئن همى من راحتيه الحيا
فالبدرُ منه يحتبي بالديم
يُهْدِى به مَنْ ضَلّ في ليله
توقُّدَ النارِ برأسِ العلم
تُقبِّلُ الآمالُ منه يدا
فهي لأفواه الورى مُستلم
منتصرٌ بالله في حربه
لله من أعدائه منتقم
في رَبْعِهِ الرحبِ سماءُ العلى
طالعٌ فيها نجومُ الهمم
كم ضربة ٍ أوسعها سيفهُ
فهو لسانٌ ناطقٌ وهي فم
تعدو سراحينُ الوغى حوله
مجلِّحاتٍ بأسودِ الأجم
يا من وجدنا الجودَ من بذله
ملءَ الأماني، وعدمنا العدم
بقيتَ في الملك لِصونِ العلى
ونضرة ِ الدين، ورَعي الذمم

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:41 AM

أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
وأن يهدم الإيمان ما شاده الكفرُ
وأن يُرْجعَ الأعلاجَ بعد عِلاجها
خزايا على آثارها الذلّ والقهرُ
ليهنك فتحٌ أولغ السيف فيهمُ
ولاح بوجه الدين من ذكره بشرُ
بِسَعْدٍ كساكَ الله منه مهابة ً
وإشراقَ نور منه تقتبسُ الزُّهر
ودون مرامِ الروم فيما سموْا له
قلائدُ أعناقٍ هي القضبُ البتر
وخطية ٌ تختطّ منهم حيازماً
وأحداقها زرقٌ وأجسادها حمرُ
إذا أُشْرِعَتْ للطّعنِ سَرَتْ كأنَّما
كأن حبياً ساكباً فيضَ ودقه
أشبّهها بالقطر يبدي تألقاً
بأطرافِ أغصان يحاصرها غُدْرُ
وَسُحْبٌ بأجوافِ الكنائن أودعت
شآبيبها نبلٌ من الزنج لا قطر
وخيلٌ ترى خيلَ العلوج، مضافة ً
إليها، حميرا لا التي نتج القَفْرُ
كأنّ على العقبان منها ضراغماً
فأنيابها عصلٌ وأبصارها جمرُ
وحمرُ دماءٍ كالخمور التي سقوا
تحمّرَ منها في الظبا ورقٌ خضرُ
بنو الأصفرِ اصفرّت حذاراً وجوههم
فأيديهمُ من كل ما طلبوا صفرُ
تنادوا كأسراب القطا في بلادهم
وكان لهم في كلّ قاصية ٍ نَفْرُ
ولمّا تناهى جمعهمْ ركبوا به
تولْتْ جنودُ الله بالّريح حَرْبَهُمْ
وليس لمخلوقٍ على حربها صبر
فكم من فريقٍ منهمُ إذ تفرقوا
له غَرقٌ في زخرة ِ الموج أو أسر
وظلّت سباغُ الماءِ وهي تنوشُهُمْ
فلا شلو منهم في ضريحٍ ولا قبرُ
فإن سَلِمَ الشطرُ الذي لا سلامة ٌ
له من ظُبا الهيجا فقد عَطِبَ الشطر
أتوْا بأساطِيلٍ تمرّ كأنَّها
وخيلٍ حَشَوا منها السفينَ ولم يكنْ
لها في مجال الحرب كرّ ولا فرّ
وقد ركبتْ فرسانُها صَهَواتِها
سلاهبُ أهدوْها إليك ولم يكنْ
جزاءٌ لذاكَ من علاك ولا شكر
فسلْ عنهم الديماسَ تسمعْ حديثهم
فهم بالمواضي في جزيرته جَزْر
وما غنموا إلاّ مُنى ً كذبتْ لهم
وكان لهم بالقصْرِ عن نيلها قصر
شَرَوْهُ فباعوا بالرّدى فيه أنفساً
أربحٌ لهم في ذلك البيع أم خُسْر
وقد طمعوا في الزعم أن يثبتوا له
جناحين يُضْحي منهما وهوَ النّسْر
وراموا به صيدَ البلاد وغنمها
فأضحى وقد قصّت خوافقه العشرُ
أُذيقوا به حصراً أذلّ عرامهم
كما ضاق عند الموت عن نفسٍ صدر
وجرّ إليهم في جبال من القنا
مناياهم بالقتل جحفلكَ المجرُ
وقائِدكَ الشهمُ الذي كان بينهمْ
صبيحة لاقاهم على يده النصرُ
رأوا بأبي إسحق سحقاً لجمعهم
فإبْرامُهُمْ نَقْضٌ ونظمهمُ نثر
ولو لبثوا في ضِيقِ حصرهمُ ولمْ
يَطِرْ منهمُ شوقاً إلى أجلٍ عُمْر
لقامَ عليهم منجنيقٌ يُظلّهمْ
بِصمّ مرادٍ ما لما كَسَرَتْ جبر
إذا وُزنَ الموتُ الزؤامُ عليهمُ
بكفّة وزّانٍ مثاقيله الصخرُ
فكم جهدوا أن يفتدوا من حِمامهم
بأوزانهم تبراً فما قُبِلَ التبر
هناكَ شَفى الإسلامُ منهم غليلَهُ
بطعن له بترٌ وضربٍ له هبرُ
وكانوا رأوا مَهْدِيَّتَيْكَ وفيهما
لعزِّ الهدى أمرٌ فهالهمُ الأمرُ
كأن بروجَ الجوّ منكَ رمتهمُ
بشهبٍ لها نارٌ وليس لها جمرُ
فما للعلوج امتدّ في الغيّ جهلهم
أما كان فيهم مِنْ لبيبٍ له حجرُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:42 AM

أبيع من الأيام عمري وأشتري
( عبد الجبار بن حمديس )


أبيع من الأيام عمري وأشتري
ذنوباً كأني حين أخْسَرُ أربحُ
فهلاَّ أذبت القلب من حرق الأسى
وصَيّرْتُهُ دمعاً من العين يُسفح
وأنّي وفي عقبى الشباب عقوبة ٌ
أُسَرُّ بها ـ بئس السرورُ ـ وأفرح

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:42 AM

أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
( عبد الجبار بن حمديس )


أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
كالورد لوناً ونشرها عبقُ
كأنَّما كوكبٌ يصافحني
مجوَّفُ الجسم روحهُ شفقُ
حمراءُ مشمولة ٌ لها عمرٌ
في طرفٍ منه دهرها غَرقُ
أسالها حُمرة َ العقيق فلي
من لؤلؤٍ، بعد شربها عرق
راحٌ أضافتْ إلى دمي دمها:
طبائعٌ في المزاج تَتَفِق
وللثّرَيا يدٌ مُخَتَّمَة ٌ
منها بناناً خضابُها الغَسَقُ
كأنها والصباح يقطفها
عنقودُ نَوْرٍ له الدّجَى ورق
وفحمة الليل كلما اعترضتْ
ألْهَبَ فيها اتّقادَهُ الفلق
عجبتُ من مُحرقٍ ومحترقٍ
لا فحمة ٌ منهما ولا حرق

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:43 AM

أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
تفاءلتُ باسمٍ لا يصحّ به الفالُ
وحلّيتُ نفسي بالأباطيلِ في الهوى
ونفسٌ تُحلّى بالأباطيل مِعطالُ
وكنتُ كصادٍ خالَ رَيّاً بقفرة ٍ
وقد غيضَ فيها الماءُ واطّردَ الآلُ
أيشكو بحرّ الشوق منك الصدى فمٌ
وماءُ المآقي فوق خدّك هطّال
وتَغْرِسُ منك العينُ في القلب فتنة ً
ووجدٌ جناها بالضمير وبلبالُ
ولا بدّ من أمنية ٍ تخدعُ الهوَى
لِتُدْرَكَ منها بالتعلّلِ آمال
فمثّلْ لعينيكَ الكرى فعسى الكرى
يزورُكَ فيه من حبيبك تمثال
وسلْ أرجَ الريحَ القبولَ لعلّهُ
لمعرضة ٍ عَطْفٌ عليك وإقبال
وإن لم تَفُزْ فَوْزَ المحبّين بالهوى
فقد نلتَ من برحِ الصبابة ِ ما نالوا
وليلٍ حكى للناظرين ظَلامُهُ
ظَليماً له من رَوْعَة ِ الصبح إجفال
كأنَّ له ثوباً على الأفْق جيبه
وقد سُحِبَتْ منه على الأرضِ أذيال
عجبتُ لطودٍ من دُجَاهُ تهيله
لطائفُ أنفاسِ الصباحِ فينهال
وقد نَشَرَتْ في جانبيه ليَ النّوَى
قفارا طواها بي طمّر وشملال
ودون مصوناتِ المها بذلُ أنفس
تريك ولوعَ البيضِ فيهنّ أبطال
وفي مُضّمَرِ الظلماءِ كالىء ُ ظبية ٍ
بثعلبة ٍ يُسْقَى بها الموت رئبال
فصيحٌ بأسماءِ الكماة ِ مبارزا
لِتُعْمَلَ فيها بالمهنَّد أفْعال
فيا بُعدَ قُربٍ لم يبتْ فيه نافعاً
بسيرك بالبزلِ الرواسمِ إيغال
سقامَ جفونٍ ما لها من إبلال
لدى الغِيد غَرْثانان: قلبٌ وخلخال
فتاة ٌ تداوي كلّ حين بصحتّي
سقام جفونٍ ما لها منه إبلالُ
منعَّمة ٌ سكرى بصهباء ريقة ٍ
لها في اللمى طعمٌ، وفي الخدّ جريال
نظرتُ إليها نظرة ً عَرَفَتْ بها
إشارة َ لحظٍ، بالصبابة ، عُذالُ
فقالوا: لأدْمَى خدَّها وَحْيُ طَرْفِهِ
فقلتُ: لعمري فتّحَ الورد إخجالُ
فلجّوا وقالو: جنّة كَذّبَتْ بها
ظنونٌ ظنَنّاها، ويا صِدْقَ ما قالوا
أبنتَ كريمِ الحيّ هل من كرامة ٍ
تُرفَّعُ مخفوضاً به عندك الحالُ
نهضتِ إلى هجرِ الوصالِ نشيطة ً
وأنتِ أناة ٌ في النواعم مكسال
أرى العينَ من عينيك جانسن خِلقه
فمن أجلها حوليك ترتعُ آجال
فما لكِ عنَّا تنفرين نِفارَها
أفي الخَلْقِ منّا عند شكلِك إشكال
متى نتلقّى منكِ إنجازَ موعدٍ
وفعلُكِ ذو بخلٍ وقولكِ مفضالُ
وفيكِ على الرُّوَّاضِ إدلالُ صعبة ٍ
ينالُ بها عزَّ امرىء القيس إذلال
ويُقْسِمُ للتقبيل فوكِ مُصَدَّقاً
بأن التي تحوي القسيمة متفالُ
ولو سُلّ روحي من عروقي لردّهُ
إليّ رضابٌ من ثناياكِ سلسال
أرى الوَقْفَ أضحى منك في الزند ثابتاً
ولكنْ وشاحٌ منك في الخصرِ جوّال
وأنتِ مكذبِ الماءِ يُحْيَي وربَّما
غدا شَرَقٌ من شربه وهو قَتّال
أيُؤمَن منك الحتف والكيدُ في الهوى
وطرفُكِ مُغْتالٌ وعِطْفُكَ مُخْتال
حبيسٌ عليكِ العُجبُ إذْ ما لبسته
من الحسنِ نعلاً عند غيركِ سربال
ولابسة ٍ ظلَّيْ دُجاها وأيكهِا
وللسجع منها في القلائد إعمال
تَكَفّلَ في الوادي لها بنعيمها
رياضٌ كوشيِ العبقري وأوشالُ
شدَتْ فانثنى رقصاً بكلّ سميعة ٍ
من الطير مهتزّ من القُضْبِ ميّالُ
فهل علماءٌ في الشوادي مصيخة ٌ
إليهنّ خْرْسٌ بالترنّم جُهّال
فورقاءُ لم تأرقْ بحزنٍ جفونُها
وبلبلة ٌ لم يدرِ منها الأسى بالُ
وأذكرتِني عَصْرَ الشبابِ الذي مضى
لبُرديَ فيه بالتنعّمِ إسبالُ
ونضرة َ عيشٍ كان عمّيَ جامداً
به حيث تِبْري في الزجاجة سيّال
ودارٍ غدونا عن حماها ولم نَرُحْ
ونحن إليها بالعزائم قُفّال
بها كنت طفلاً في ترعرع شِرّتي
أُلاعبُ أيّام الصّبا وهي أطفال
كستني الخطوبُ السودُ بيضَ ذوائب
ففي خلّتي منها لدى البيض إخلال
أبعد أنيسات الهوى أقطعُ الفلا
ويسنح لي من وحشها الجأب والرّالُ
ومن بعد وردٍ في مقيلي وسوسنٍ
أقيلُ ومشمومي بها الطّلْحُ والضال
أحالفُ كورَ الحرفِ من كل مهمهٍ
تَوارَدَ فيه الماءَ أطْلَسُ عَسّال
له في حِجاجِ العين نارية ٌ، لها
إذا طُفئتْ نارية ُ الشمسِ، إشعال
ويهديه هادٍ من دلالة ِ معطسٍ
إلى ما عليه من ظلام الفلا خال
إذا جاء في جنح الدجى نحو غيله
تصدّى له في القوس أسمرُ مُغتالُ
تطيرُ مع الفولاذ والعُودِ نحوه
من الموْت في الريش الخفائفِ أثْقال
ولي عزمة ٌ لا يطبعُ القينُ مثلها
ولو أنَّهُ في الغمد للهامِ فَصّال
وحزمٌ يبيتُ العجز عنه بمعزلٍ
ورأيٌ به اللبس يُرفعُ إشكال
أصيرُ أخفاف النجيب مفاتحاً
لهمّ عليه للتنائف أقْفال
واركبُ إذ لا أرض إلا غُطامطٌ
مطيَّة َ ماءٍ سَبْحُها فيه إرقال
حمامة َ أيْكٍ ما لها فوق غُصْنها
غِناءٌ له عند المعرّيْ إعوال
وأقسمُ ما هوّمتُ إلاّ وزارني
على بُعْده الوادي الذي عنده الآل
بأرضٍ نباتُ العزِّ فيها فوارسٌ
تصولُ المنايا في الحروب إذا صالوا
تظلّلهم، والروع يشوي أوارُهُ،
ذوابل فيها للأسنة ذُبَال
إذا أطفأ الدجنُ الكواكبَ أسرجوا
وجوهاً بها تُهدى المسالكَ ضُلاّلُ
فمن كلّ قرمٍ في الندي هديرهُ
إذا ما احتبى قيلٌ من المجد أو قال
شُجاعٌ يصيدُ القِرْنَ حتى كأنَّهُ
إذا ما كساهُ الرمحُ أحقبُ ذَيّالُ
وموسومة بالبِيض والسمر هُلْهِلَتْ
عليهنّ من نسجِ العجاجاتِ أجلالُ
فقرّحها يومَ الوغى ومهارُها
فوارسها منهم ليوثٌ وأشبالُ
ألا حبّذا تلك الديارُ أواهلاً
ويا حبّذا منها رسومٌ وأطلالُ
ويا حبذا منها تنسمُ نفحة ٍ
تؤدّيه أسحارٌ إلينا وآصالُ
ويا حبّذا الأحياء منهم وحبّذا
مفاصلُ منهم في القبور وأوْصَال
ويا حبّذا ما بينهم طولُ نومة ٍ
تُنَبّهُني منها إلى الحشر أهوالُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:44 AM

أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
( عبد الجبار بن حمديس )


أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
ثلاثون يمشي المرءُ فيها إلى خلفِ
ولو صحّ مشيٌ نحوه لا بتدرته
فجئتُ الصِّبا أحبو على العينِ والأنْفِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:44 AM

أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
( عبد الجبار بن حمديس )


أحْرَقْتُ فضلَة َ مِسْواكٍ لها حَسَدا
له على لثم دُرٍّ في اللمى يَقَقٍ
وما علمتُ بجهلٍ أنّ ريقتها
تُعطي السلامة ريَّ المندل العبق
لا عدتُ أُحْرِقُ عودا من سواكِ فمٍ
يزيدُ إحراقهُ في شِدّة ِ الحُرَقِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:45 AM

أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ
وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني
حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه
وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي
ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه
دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ
إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ
وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ
فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه
كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ
وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه
فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه
فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه
مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ
وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه
برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ،
أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ
وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ
رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما
تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه
كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ
وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه
فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا
يغايره في حسنها ويماحكه
على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه
إذا ما مضى عني من العمر هاتكه
شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى
وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه
كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ
مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه
غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي
له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه
وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ
بعارضها والغيث درّتْ حواشكه
وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ
إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه
ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً
حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه
على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى
ملوكاً على الأجسام منهم درانكه
وبات لجينُ الماء بالقر جامدا
لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه
أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ
يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه
وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ
مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه
مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً
وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه
بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ
بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه
ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ
صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه
أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً
فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه
تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ
وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه
إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ
فما بال جدوى راحتي لا تُداركه

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:46 AM

أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أخذتْ سفاقس منك عهدَ أمانِ
وَدَدْتُ أهليها إلى الأطانِ
أطلقتَ بالكرم الصريح سراحَهُمْ
فرعوا بقاعَ العزّ بعد هوانِ
وعطفتَ عطفة َ قادمٍ أسيافهُ
غُمِدَتْ على الجانين في الغفران
كم من مسيءٍ تحتَ حكمك منهم
قلّدتهُ منناً من الإحسان
ومروَّعٍ وقع الردى في رُوعه
أطفأتَ جَمْرَة َ جَوْفِهِ بأمان
كان الزّمانُ عدّوهم فثنيتهُ
وهو الصّديقُ لهم بلا عُدوان
أمسى وأصبح طيبُ ذكركَ فيهم
بأريجهِ يتأرجح الملوان
ولقد يكون من الضلوع حديثُهُم
في مُعْضِلاتِ تَوَقّعِ الحدثان
يا يومَ ردّهمُ إلى أوطانهم
لرددتَ أرواحاً إلى أبدان
نزلتْ بك الأفراحُ في عَرَصَاتهمْ
وبها يكونُ تَرَحّلُ الأحزان
فِلَذُ القلوب إلى القلوب تراجعت
في مُلتقى الآباء بالولدان
والأمّهاتُ على البناتِ عَواطِفٌ
والمشفقاتُ على اللّداتِ حوانِ
سُرَّ القرابة ُ بالقرابة ِ منهمُ
وتأنسَ الجيران بالجيران
وتَزَاوَرَ الأحبابُ بعد قطيعة ٍ
دخلتْ بذكر الودّ في النّسْيان
في كلّ بيتٍ نعمة ٌ ومسرة ٌ
شربوا سُلافتها بلا كيزان
ودُعاؤهم لك في السماء مُحلّقٌ
حتى لضاقَ بعرضه الأفقان
كحجيج مكة في ارْتفاع عجيجهم
وطوافهم بالبيتِ ذي الأركان
صَيّرْتَ في الدّنْيا حديثك فيهمُ
مثلاً يمرّ بأهل كلّ زمان
فخرٌ يقيمُ إلى القيامة ذكرهُ
مثلَ الشنوفِ تُناط بالآذان
لك يا ابن يحيى في علائك مرتقى
لم تَرْقَهُ من أكبرٍ قدمان
إن كنتَ في الأيمان أشرعتَ القنا
فبها أقمتَ شرائع الإيمان
أو كان فضْلُكَ ليس يُجحَد حقُّه
فعليه مُتّفِقٌ ذوو الأديان
أو كنتَ مرهوبَ الأناة ِ فكامنٌ
فيها وثوبُ الضيغم الغضبان
لا يأمن الأعداء وقعَ صورام
نامتْ مناياهنّ في الأجفان
فلها انتباهٌ في يديكَ وإنَّها
لقطوف هامات الجُناة ِ جوان
كم للعدى في الروع من خَرَسٍ إذا
نطقَ الردى لهمُ من الخرصان
لله دركَ من هُمامٍ حازمٍ
يَرْضى ويغضَبُ في رضى الرحمان
لله منك جميلُ صنعٍ سائحٌ
في الأرضِ منْه حديثُ كل لسان
سرّحتْ مالكِ من يمين سميحة ٍ
والمال في المينى السميحة عان
إني امرؤ أبني القريض ولا أرى
زَمناً يحاولُ هدْمَ ما أنا باني
صنعٌ بتحبير الثناء وَحَوْكِهِ
فكأنما صنعاءُ تحت لساني
وأفيدُ نوّارَ البديع تضوّعاً
مُتَنَسّماً بدقائقِ الأذهان
والشعرُ يسري في النفوس ولا كما
يَسْرِي مع الصّهباءِ والألحان
ولقد شأوتُ الريح فيه مُسابقاً
من بعد ما أمسكتُ فضْل عِناني
وطعنتُ في سنّ الكبير وما نبا
عن طَعْنِ شاكلة البديع سناني
ولو أنني أصْفيْتُ منه لولّدتْ
علياك في فكري ضروبَ معاني
فافْخَرْ فإنَّكَ من ملُوكٍ لم يَزَلْ
لهمُ قديمُ مَفاخِرِ الأزمان
ولقد عكفتَ على مواصلَة ِ النّدى
فكأنَّهُ حُبٌّ بلا سلوان
وغمرتَ بالطَّولِ الزّمانَ فقل لنا
أهُوَ الهواءُ يعمّ كلّ مكان
نُفني مدائحنا عليكَ لأنها
سُقيتْ ظماءً منك ماءَ بنانِ
والرّوضُ إن رَوّى الغمامُ بقاعهُ
أثْنَى عليه تَنَفّسُ الريحان

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:46 AM

أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
( عبد الجبار بن حمديس )


أدهمٌ كالظلام تشرقُ فيه
شَعَراتٌ منيرة ٌ للعيون
كالّذي يخضب المشيبَ ويبقي
شاهدات بهنّ نفي الظنون

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:47 AM

أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أدِمِ المروءَة َ والوفاءَ ولا يكنْ
حبلُ الديانة منك غيرَ متين
والعزّ أبقى ما تراه لمكرم
إكرامه لمروءة ٍ أو دينِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:49 AM

إذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
( عبد الجبار بن حمديس )



إذا البدرُ يُطْوَى في ربوعِ البلى لَحْدا
أم الطوْدَ حطّوا في ثرى القبر إذ هُدّا
كسوفٌ وهدٌّ تحسب الدهرَ منهما
لعين وأذن: ظلمة ً مُلِئَتْ رعدا
تولّى عن الدنيا عليّ بن أحمدٍ
وأبقى لها من ذكره الفخر والحمدا
حملنا على التكذيبِ تصديقَ نَعْيِهِ
وَسُدّتْ له الأسماعُ وانصرفت صَدّا
وقال لمن أدّى المُصاب معنَّفٌ:
فظيعٌ من الأنباءِ جئتَ به إدّا
إلى أن نعاهُ الدهر ملءَ لسانهِ
ومن ذا الذي يُخفي من الرزء ما أبدى
هنالك خضنا في العويل ولم نَجِدْ
على الكره، من تصديق ما قاله بُدّا
وقال الورى ، والأرضُ مائدة ٌ بهم،
أمِنْ سيرها في الحشر قد ذكرت وعدا
أرى الشَرفَ الفهريّ يبكي ابنَ بيته
عليّا، أما يبكي فتى ً راضَعَ المجدا
فيا معشرا حَثّوا به نحو قبره
مطيَّة َ حَتْفٍ فوقَ أيديهُمُ تُحدى
حملتمْ على الأعواد من قدْ حملتمُ
فكلّ جلالٍ قد وجدتم له فقدا
لقد دفعتْ أيديكم منه للبلى
يداً بجديد العُرفِ كانت لكم تندى
تجمّعتِ الأحزانُ في عُقْرِ داره
وفرّقتِ الأزمان عن بابه الوفدا
وسُدّ عن العافين مَهْيَعُهُمْ إلى
مكارمَ كانت من أناملهِ تُسدى
فقلْ لبني أخفقَ سعيكم
فقد حَسَرَ البحرُ الذي لكمُ مَدّا
وكم من ظباءٍ بعدما غارَ عزّهُ
حوائمَ في الآفاقِ تلتقطُ الوردا
لتبكِ عليّاً همة ٌ كرمية ٌ
ثنى قاصدوا الركبان عن ربعها القصدا
وملتحفٌ بالأثْرِ أصبح عارياً
من الفخرِ يوم الضّربِ إذ لبس الغِمدا
وأسمرُ خطيّ أمامَ كعوبه
سنانٌ ذليقٌ ينفذُ الحلقَ السردا
وحصداءُ فولاذية ٌ النسجِ لم تزلْ
من اللهذمِ الوقّادِ مطفئة ً وقدا
وأجرَدُ يُبكي الجردَ يومَ صهيله
غدا مُرجلاً عنه فلم يَسدِ الجردا
وداعٍ دعا للمعضلات ابنَ أحمدٍ
فليّنَ في كفيه منهنّ ما اشتدا
وناهيكَ في الإعظامِ من ماجدٍ به
على الزمن العادي على الناس يُستعدى
حياة ٌ تعمّ الأولياءَ هنيئة ً
وموتٌ زؤامٌ في مقارعة ِ الأعدا
وقسورة ُ الحربِ الذي يُرجعُ القنا
رواعف تكسو الأرض من علق وردا
وفيّ بنصح الملك ما ذُمَ رأيهُ
ولا حلّ ذو كيدٍ لإبرامه عقدا
وما يستطير الحلم في حلمه ولا
يجاوز هزلٌ في سجيته الجدّا
إذا عَلَمٌ بالنَّارِ أُعْلِمَ رأسُهُ
رأيتَ عليّاً منه في ليلة أهدى
ألا فُجِعَتْ أبناءُ فهر بأروع
إذا انتسبوا عدّوا له الحسب العدا
فلا قابلٌ هجرا، ولا مضمرٌ أذًى ،
ولا مخلفٌ وعداً، ولا مانعٌ رفدا
إذا ما عدا معْ قُرَّحِ السَّبقِ فاتها
وجاء بفضل الشَّدِّ ينتهب المعدى
وما قَصّرَ الله المدى إذ جرى به
ولا مدّ فيه للسوابق فامتدا
ولكنْ حدودُ العِتْقِ تجري بسابقٍ
فلا طَلَقٌ إلاَّ أعَدّ له حدّا
نماهُ من الأشراف أهلُ مفاخرٍ
يديرون في الأفواه ألسنة ً لُدّا
إذا وقف الأبطالُ عن غمرة الردى
مشى بأسهُمُ نحو الحتوفِ بهم أُسْدا
وتحسبهم قد سُرْبلوا من عِيابِهِمْ
سيوفاً، وسلّوا من سيوفهم الهندا
فما عُدّ أهلُ الرأي والبأس والندى
وإن كثُروا إلا ووفّى بهم عدّا
إذا جُمِعَتْ هذي السجايا لأوحدٍ
فما الحقُ إلا أن يراه الورى فردا
فما ظنكم في وصفنا بمملّك
يكونُ عليٌّ ذو المعالي له عبدا
عزيزٌ علينا أنْ بكته كرائمٌ
تذيبُ قلوباً في مدامعها وجدا
يَنُحْنَ مع الأشجارِ نَوْحَ حمائِمٍ
تهزّ بها الأحْزانُ أغصانَها المُلدَا
وكم في مديمات الأسى من خبيئة ٍ
مع الصّونِ أبقى الدّمعُ في خدّها خدّا
فلو رُدّ من كف المنية ِ هالكٌ
بنوحٍ بناتٍ كانَ أوّلَ مَنْ رُدّا
مضى بمضاءِ السيفِ جُربَ حدّه
فَأُبْفِي في أفعاله جاوَزَ الحدّا
وما مات مُبقي أحمدٍ ومحمدٍ
فإنَّهما سدّا المكانِ الذي سدّا
بنَى لهما مجدينِ يَحْيَى بِعزّة ٍ
وإن كان مجدٌ واحدٌ لهما هُدّا
بَدا منهما حزمٌ يسيرٌ تَمَامُهُ
وقد يثقب النار الذي يقدح الزندا
ومن لحظته عينُ يحيَى برفعة ٍ
فقد ركبَ الأيامَ واستخدمَ السعدا
فيا ساكنَ القبرِ الذي ضَمّ تُرْبُهُ
شهيدا كأنَّ الموتَ كان له شهدا
لئن فاحَ طيبٌ من ثراه لناشقٍ
ففخرُكَ فيه فتّقَ المسكَ والنّدّا
وقيتَ جلال الخطب، ما جلّ خطبه،
وقمتَ كريم النّفسِ من دونه سدّا
ورحتَ ببعضِ الرّوح فيك مودّعاً
بمؤنسة العوّادِ زُرْتَ بها اللّحدا
رثيتك حزناً بالقوافي التي بها
مَدَحتُك وُدّا، فاعتقدت ليَ الودّا
وما المدحُ إلاَّ كالثويّ نسامعٍ
ولكن بذكر الموت عادَ له ضدّا
ودنياكَ كالحرباءِ ذاتُ تلوّنٍ
ومبيضّها في العين أصبحَ مسودا
أردنا لكَ الدنيا القليلَ بقاؤها
وربّكَ في الأخرى أرادَ لك الخلدّا
فلا بَرِحَتْ، من رحمة ِ الله دائباً
تزورُ ندى كفّيك، في قبرك الأندا

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:50 AM

أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أذابلُ النرجس في مقلتيكْ
أن ناضرُ الورد على وجنتيك
لا تنكري أنّكِ حورية ٌ
فنفحة ُ الجنة نَمّتْ عليك
وعقربا صدغيكِ من عنبرٍ
سَمُّهُما ويلاهُ من عقربيكْ
وردفكِ المرتجّ في غُصْنِهِ
ميّاسٌ آهتزّ برمانتيك
ويحُ وشاحيك فمتا أصبحا
صِفْرَينِ إلاَّ حَسَدا دُمْلجيك
أفي نطاقيك تثَنَّيْتِ أمْ
دفعتِ خصريك إلى خاتميك
بالله من صيّر من ناظريك
سهميكِ أم رُمحيكِ أم صارميك
فحيثما كنتِ خشيتُ الرّدى
منكِ، أكلّ القتل في ناظريك؟
لو شئتِ حييتِ نشاوى الهوى
من لون خدّيك بتفاحتيك
وإن تَغَنّيْتِ لنا لم نَزَلْ
نخلعُ أفواهاً على أخمصيك
لا صبرَ لي عنك وإن كان لي
على جناياتك، صبرٌ عليك

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:50 AM

أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
( عبد الجبار بن حمديس )


أذاعَ منه لسانُ الدَّمعِ ما كتما
لم يبكِ حتى رأى شيباً له ابتسما
لله بالعيد بيضُ الغيدِ نافرة ٌ
أهيَ الحمائم شامتْ أشبهاً قَرماً
لا تعجبنّ لدمعٍ بلّ وَجْنَتُهُ
لابدّ للقطرِ من أرضٍ إذا انسجما
صدّتْ سليمى فما تأتي معاتبة ً
ولا عتابَ إذا حبلُ الهوى انصرما
وأورثَ الموتَ سرُّ البين حين فشا
عندي وعند حبيبٍ أورَثَ الصمما
ريحانة ٌ في لطيفِ الروح قد غُرستْ
لها النسيمُ الذي تُحيي به النّسما
كطينة ِ المسك لا تخليكَ من أرجٍ
إذا تنسّمَ ريّاها امرؤ فغما
لها نظيرُ أقاحٍ ما به صدأ
بإسحلٍ زار من أطرافها عنما
لا تنكرِ الظُّلمَ من خودٍ مدلَّلَة ٍ
في ظَلمها الدرُّ بالمسواكِ قد ظُلما
يَسمو بها عن صفاتِ العين أنّ لها
عيناً يُسفِّهُ منّا سحُرها الحُلما
وهل لعينٍ مهاة ِ الرملِ من سقمٍ
يُهْدِي لكلّ صحيح في الهوى سقما
يا هذه، إنْ أراكِ الدهرُ فيّ بلى ً
فجدّة ُ الثوبِ تبْلى كلما قدما
إن الشبيبة َ في كفَّيكِ عارية ٌ
فإن وجدت لها رَدّا فلا جَرَما
أصابَ فودي بسهمٍ يا له عجباً
رمى المشيبَ، ومن جُول الطويّ رمى
فشيبُ رأسيَ من قلبي الذي ازدحمتْ
فيه صروف همومٍ تُعثرُ الهمما
كأنَّ سِقْطَ زنادٍ كان أوّلُهُ
لمَا تغذى بِعمري في الوقود نما
وبلدة ٍ لطمتْ أيدي القلاصِ بنا
منها وجوهَ قفارٍ بُرْقِعتْ ظُلَما
إذا رميتُ بلحظ العين ساريَها
حسبتُهُ بين أجفانِ الدّجى حُلُما
ساريتُ فيها هداة ً خلتُهُمْ ركبوا
رُبدَ النقانقِ فيها أينُقاً رُسما
شقّوا بها جُنحَ ليلٍ أليلٍ رحلوا
عن غُرة ِ الصبح من ديجوره غُمما
حادتْ بهم عن بقاع المحل جامحة ٌ
ومن بنانِ عليّ زارتِ الدّيما
مملَّكٌ في رُواقِ الملك محتجبٌ
له تبرّجُ نُعمى تغمر الأمما
ترعى سجاياهُ من قُصّاده ذِمماً
وليس يرعى لمالٍ بذلهُ ذِمما
لئن تأخر عنه كلُّ ذي هممٍ
فالله قَدّمَ منه في العلى قدما
تُكاثر القطرَ في الجدوى مكارمه
وهي البحور، فمن ذا يشتكي العدما
إنّ الذي بذلَ الأموالَ ذو هِمَمٍ
سلّ الذكور فصانَ الدينَ والحُرما
ومدّ ظلاً على دينِ الهدى خصراً
لمّا تلظّى حرورُ الكفر واحتدما
لا يقدحُ العفُو في تمكين قدرته
ولا يواقعُ ذنباً كلّما انتقما
ما زال يهشمُ من أسيافه وَرَقاً
من عهد حمير خضرا تحصدُ القِمما
من كلّ برقٍ له بالقَرْعِ صاعقة ٌ
على الأعادي بِضَرْبِ القَطْرِ منه رمى
ماءٌ ونارٌ منايا الأُسْدِ بينهما
ما سُلّ للضرب إلاَّ سالَ واضطرما
في كلّ جيشٍ تثير النقعَ ضُمّرُهُ
يا جُنحَ ليلٍ بهيمٍ ظَلّلَ البُهما
من كلّ مُقتحمِ الهيجاء يوقدها
كمسعرِ النار أنّى همّ واعتزما
إن ضاقَ خطوُ عبوس الأسد من جزع
مَشَى إليه فسيحَ الخطو مبتسما
ما الليثُ يرتد للخطيّ في أجَمٍ
إلا كظبي كناسٍ عنده بغما
يا ابن الملوك ذوي الفخر الألى ملكوا
رقّ الزمان وسادوا العُرب والعجما
كم من عُداة ٍ وسمتمْ لهمْ
يوماً فشيبَ من ولدانهم لِمما
أصبحتَ في الملك ذا قدرٍ إذا طمحتْ
عينُ المُسامي إليه فاتَها وَسَمَا
إنَّا أُناسٌ بما نُثني عليك به
نُهدي إليك رياضاً نَوّرْتْ كَلِما
من كلّ ناظمِ بيْتٍ لا شبيهَ له
فليس يُنثرُ منه الدهرَ ما نظما
مستغرق الذوق للأسماع يحسبه
من قالبِ السحر منه أُفْرِغَ الحكما
فانعمْ بعيدٍ سعيدٍ قد بسطت له
للمعتقين يميناً تَبْسُطُ النعما

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:51 AM

أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أذَبتَ فؤادِي، يا فَديتُكَ، بالعَتْبِ
ولو بتَّ صبَّاً ما عنفتَ على صبِّ
وقاتلتي بينَ الغواني كَأنّهَا
مصورة ٌ بالعين في حبة ِ القلب
حياة ٌ، ولكنْ طَرْفُها ذو منيَّة ٍ
أما يتوقى الموت من طرفِ العضب
شكَوْتُ إليها لوعة َ الحبِّ فانْثَنَتْ
تقول لتربيها: ومالوعة الحبّ؟
فقيل: عذابٌ لو أحطت بعلمه
لجدتِ على الصّادِي بماءِ اللّمَى العذبِ
وقاكِ الهوى ، إذ لم تذوقيه، ضُرَّهُ
وهل تحدث الخمر الخمارَ بلا شرب

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:52 AM

أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
( عبد الجبار بن حمديس )


أراك ركبتَ في الأهوال بحرا
عظيماً ليس يؤمن من خطوبهْ
تُسَيِّرُ فلْكه شَرْقاً وغَرْباً
وَتُدْفَعُ من صَبَاهُ إلى جنوبه
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي
أمورٌ ألجأتكَ إلى ركوبه

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:53 AM

أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
( عبد الجبار بن حمديس )


أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
وَعْدا به أُبرىء أسقامي
فعاد عنه للحشا جارحاً
كَرَجْعة ِ السهمِ إلى الرّامي
فقاتلي طرفيَ لا طرفُهَا
والجفنُ من جرحِ الحشا دامِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:54 AM

أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
مشيباً أفاضَ عليه النهارا
وضعفاً يَهُدّ قُوَى جِسْمِهِ
وينقل منه خطاه قصارا
فكيف يُجشّمها طفلة ً
يطيرُ بها القلب عنه نفارا
وعارٌ على الشيخ تقريبهُ
فتاة ً ترى قُرْبَة ً منه عارا
وقد جُبِلَ الغانياتُ. الصّغارُ
على بُغْضِهِنّ الشيوخَ الكبارا

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:56 AM

أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
( عبد الجبار بن حمديس )


أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
وأعننت للأخطئات الأملْ؟
وربّتما سالَ بعضُ النفوس
وبعضٌ لها بالمُنَى مُشْتَغَل

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:57 AM

أسلمني الدّهرُ للرزايا
( عبد الجبار بن حمديس )


أسلمني الدّهرُ للرزايا
وغيرَ الحادثاتُ قفشي
وكنْتْ أمْشي ولستُ أعْيَا
فصرتُ أعيا ولستُ أمشي
كأنَّني إذْ كبرتُ نسْرٌ
يُطْعِمُهُ فَرْخُهُ بِعُشّ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:57 AM

أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
( عبد الجبار بن حمديس )


أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أم قِداحٌ مفوِّقات لضربي
صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ
ويحَ قلبي ماذا يُعدّ لقلبي
تلكم الأعينُ التي خذلتني
في التصابي بها خواذل سرب
رَبَة َ البُرْقُعِ التي فيه تحمي
وردة َ الخدّ عقربٌ ذات لسب
قد مَزَجْتِ العَذَابَ لي فهو عذبٌ
بزلالٍ من ماء ثغرِكِ عَذْبِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:59 AM

أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
( عبد الجبار بن حمديس )


أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
فرأيْتُ بدرَ التمّ عَنْهُ ناقِصا
أرُضَابُ فيكِ سلافة ٌ نَشَوَاتُها
يمشين من طربٍ بقدّكِ راقصاً
بحرٌ بعيني لم يزلْ إنسانها
فيه على دُرِّ المدامِعِ عائصاً
كم أحورٍ لمّا رآكِ رأيته
يَرْنُو إلى تفْتِيرِ طرفِكِ شاخصا
هل ظنَّ ثَغْرَكِ أقحواناً ناضرا
ترعاهُ غزلانُ الفلاة ِ خمائصا
حتى إذ لاح ابتسامك يجتلي
دُرّاً على عينيه ولّى ناكصا
لا تقنصيه كما قضتِ متيَّماً
فالرئمُ لا يغدو لرِئمٍ قانصا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:00 AM

أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
( عبد الجبار بن حمديس )


أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
بأنّ غرابَ البَينِ يَنعَبُ في الصّبحِ
فقلتُ أقيمي من عِقاصِكِ صبغَة ً
على الليل تهدي منه جنحاً إلى جنح
عسَى طوله يَثْنِي عن البَينِ عَزْمهُ
وتُفْضِي به حَرْبُ الفراقِ إلى الصّلح
وبين خلال الدُّرّ من ظبية اللوى
رضابٌ قراحٌ لا يُداوى به قرحي
منعَّمَة ٌ في الحي نيطت لصونها
جهارا بحد السّيفِ عالية ُ الرّمْحِ
فقف بحياة النفس عن مصرع الردى
فمن لا يدانِ النَّارَ ينجُ من اللّفح
فكمْ مُهجَة ٍ قد غَرّها الحبّ بالمُنى
فأسلفها الخسرانَ في طَلَبِ الرّبح

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:01 AM


أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
( عبد الجبار بن حمديس )


أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري
كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه
جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري
كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ
فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار
كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ
بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري
كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ
ترمي سواحل جفنيها بعّوار
تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ
لهجعَة ٍ منهما نارا على نار
كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها
ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ
إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ
لبانَ أسحم يغدوه بمقدار
في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً
يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار
كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً
في دفعه منهما الكافورَ بالقار
كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك
على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ
كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى
في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار
يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ
كالضيم يقسمُ بين الجار والجار
فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ
وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ
كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ
فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:02 AM

أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أم سراجٌ نارهُ ماءُ العنب
أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي
يجتليها اللهو في عقد الحبب
يا شقيق النفس، أنفاس الصَّبا
بردت، والصبح لاشكّ اقترب
قمْ أمتِّعك بعيشٍ لمْ تَقَعْ
في صفاءٍ منهُ أقذاءُ النوب
فلقد حان لضوء الفجر أنْ
يضربَ السرحانُ فيه بذنبْ
فأدِرْهَا تَحْتَ لَيْلٍ سَقْفُهُ
ظلمة ٌ فيها من النور ثقب
أو على برقِ سماءٍ ضاحكٍ
غيمُهُ بالدّمْع منه منسكِب
سَكِرَ الرّوْضُ وغنَّى طيرُهُ
أفلا ترقصُ قامات القضب
هات دراً فيه ياقوتٌ وخذ
جسمَ ماءٍ حاملاً روحَ لهب
قهْوَة ً لو سُقِيَتْها صخرة ٌ
أورقتْ باللّهو منها والطَّربْ
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها
ألطف الشيءين عندي ما انجذب
وُلِدْتْ بالشّيبِ في عنقودها
وهِيَ اليومَ عجوزٌ لم تشب
كلَّما مَوّجَهَا المزنُ أرَتْ
حبب الفضة في ماء الذهب
ما درى خمَّارُها عاصِرَها
فحدِيثُ الصدق فيها كالكذب
خندريس عتقت في أجوفٍ
من دم العنقود مملوء نخبْ
واضعٌ كفّيه في أخصاره
وقيامٌ في قعود قد وجب
دفنوا اللذّة فيها حية ً
وأتى الدهرُ عليها.. وذهب
ظَنَّهُ كنزا فلمَّا انْتسَبَتْ
منه للأنف درى ذاك النسب
قلتُ إذا أبرَزَها في قعبه:
أهيَ بنت الكرم أم أمّ الحقب
قتلتني وهي بي مقتولة ٌ
صولة ُ الميت على الحيّ عجب
كيفَ لا تصرعني صوّالة ٌ
وهي منِّي في عروقٍ وعصب
ومليح الدلّ إنْ علّ بها
قلتَ نجمٌ في فمِ البدر غرب
شعشع القهوة َ في صوب الحيا
وسقانِي فضلة ً مما شربْ
فتلاقى في فمي من كأسِهِ
ماءُ كَرْمِ وغمامٌ وَشَنَبْ
وشدا من مدح يحيى نغماً
هزَّ منه الملكُ عِطفيه طَرَبْ
من معزِّ الدين في الفخر له
خيرُ جَدٍّ، وتميمٌ خيرُ أبْ
مَنْ له وَجْهُ سمَاحٍ سافرا
أبداً للمجتدي لا ينتقب
ملكٌ عن ثغرة ِ الدين اتقى
ورمى الأعداءَ بالجيش اللجب
في سرير الملك منه قمرٌ
يُجتلى يومَ العطايا بالسحب
طاهرُ الأخلاق مألوفُ العلى
طيِّبُ الأعراق مصقول الحسب
عادلٌ تعكف بالحمد على
ذكره أفواهُ عُجمٍ وعرب
سالبٌ منه الندى ما سَلَبَتْ
من أعاديه عواليه السُّلُبْ
في نصابٍ لم يزل من حمير
مُعْرِقاً في كلّ قَوْمٍ مُنْتَخَبْ
بُهْمٌ إنْ ذُكِرَ الجيشُ بِهِمْ
هالَ منه الرعبُ واشتدّ الرّهَب
والحديدُ الصلبُ لولا بأسُهُ
لم يخَفْ في الطعنِ من لين القصب
أثبت الإقدامُ في أنفسهِم
أنَّ مُرَّ الضّرْبِ حُلْوٌ كالضَّرْبِ
يتّقي فيضَ النّدى مَنْ كَفّهُ
عيل منه لدغ دهر يَنتهِب
وإذا ما ضحكت سنّ الرضى
منه لم يُخشَ عبوسٌ في الغضب
كلّ قطر منه يلقى مشرباً
من جداه ولقد كان سرب
يحسب الطودَ حصاة ً حِلْمُهُ
وتظنّ البحرَ نعماهُ ثُغَب
نال أهلُ الفضل منه فضلهم
ومن الشمس سنا نور الشّهب
تتّقِي الأعداءُ منه سطوة ً
وهو في ظلّ علاه مُحتجب
والهصور الوردُ يخشى وثبه
وهو في الغيل مقيمٌ لم يثب
كم فمٍ طاب لنا من ذكره
فهو كالمسكِ، وكم ثغر عَذُب
وكأنَّ الرَّوضَ في أوصافِهِ
تُغْمَسُ الأشْعار فيه والخطب
ثابتٌ كالطود في معترك
جائلِ الأبطال خفَّاقِ العَذَبْ
ورؤوس بالمواضي تُختلى
ونفوسٌ بالعوالي تُنتهب
كم شجاعٍ خاض في مهجته
بسنانٍ في الحيازيم رسب
قلمٌ يمشق في الطعن فقلْ
أمحا العيش أم الموت كتب
أيها الوصلُ من إحسانه
سبباً من كل منبٍ السبب
ربّ رأيٍ لك جهزتَ به
جحفلاً ذاقَ العدى منه الشجب
كنتَ يوم الحرب عنه غائباً
وظُبى نصركَ فيه لم تغب
كالذي يلعب في شطرنجه
رأيُهُ عنه تَخَطَّى في اللّعب
أنا من صاح به يوم النوى
عن مغانيه غرابٌ فاغترب
طفت في الآفاق حتى اكتهلت
غُرْبَتِي واحتنكتْ سنّ الأدب
ثمَّ أقبلتُ إلى المَلْكِ الَّذِي
مدّ بالطول على الدنيا طنب
مَنَح العلياء كَفَّيْ ناقِدٍ
فانتقى الدرّ وأبقى المخشلب
فَلَعَلِّي ببقايا عُمُري
منه أقضي البعضَ من حقٍّ وَجبْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:02 AM

أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
والكأس تهدي إلى الفتى طرَبَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ
من خجلٍ بالشّقيق منتقبه
في حجره أجوفٌ له عنقٌ
نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَهْ
يمُدُّ كفاً إليهِ ضاربة ً
أعناق أحزاننا إذا ضربه
تحسب لفظاً بأختها نغماً
ويودعُ المِسْمَعِينَ ما حسَبَهْ
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ
جاءَ بِسِحْرٍ فَأنْطَقَ الخَشَبهْ
وقهوة ٍ في الزجاج تحسبها
شعلة َ برقٍ في الغيم ملتهبه
كأنّمَا الدهرُ من تَقَادمِها
أَوْدَعَ في طول عمرها حقِبَهْ
ماءُ عقِيقٍ إذا ارتدى زبدا
حسبتَ دُرا مجَوِّفاً حَبَبَهْ
يُسْكِرُ مَن شَمَّهُ بَسَوْرَتِهِ
فكيف بالمنتشي إذا شربه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا
إليه مُنقادة ٍ ومنجذبهْ
يفشيه ذو حكمة ٍ، أنامله
منغماتٌ بزمره ثقبه
يرسلُ عن منخريه من فمهِ
ريحاً لها نغمة ٌ من القصبَهْ
كأنّ ألحانَهُ الفصيحة َ منْ
صرِيرِ بابِ الجنَانِ مُكْتَسَبَهْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:03 AM

أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أضْحَتْ أيادي يَدَيْهِ وهي تؤْنِسُهُ
إذ أوحشتهُ معاليهِ من النُّظرا
مؤيد بمضاء الرأي يحمده
لا يُحمَدُ السيفُ إلا ماضياً ذكرا
يُمضي الأمورَ بآراءٍ مسدَّدة ٍ
كأنهنّ سهامٌ تقصد الثُّغرا
من العوارف آلافٌ مجدِّدَة ٌ
للناس في كلّ معلماً دثَرا
لو كان يُنظمُ حباً في مدائحه
حَبُّ القلوب نظمناها له فِقَرا
رَدَّتْ زمانَ الجهل هِمَّتُهُ
وغيّرَتْ فيه من عاداتها الغِيرا
يا من أياديه في الأنعام -لاعُقلتْ
أطْلَقْنَ بالمدح فيه ألْسُنَ الشُّعَرا
دمْ في جلالة قدرٍ بالعلى قرنتْ
وَحالَفَ السّعْدُ فيما تأمُلُ القَدَرا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:04 AM

أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أصْبَحْتُ عندكِ أرتجي وأخافُ
ما هكذا يُتألّفُ الأُلاّفُ
يا كيف باتَ عليّ قلبكِ جامداً
يَقْسو فلَيْسَ يُلينُه استعطافُ
وجمانُ ثغركِ رفّ من لمعانهِ
وعقيقُ خدّكِ رائقٌ شفّافُ
لم تنصفيني في معاملة الهوى
وأعزّ شيءٍ في الدمى الإنصاف

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:04 AM

أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
( عبد الجبار بن حمديس )


أظلومُ منكِ تعلّمتْ ظلمي
حرباً وكانت قبل ذا سَلْمى
كانت بهجري غيرَ عالمة ٍ
فَهَدَيْتِها منه إلى علمِ
هذا وفاقٌ عن مخَالفَة ٍ
كالزيرِ تُصْلِحُهُ على البمّ
خودٌ تلقّنُ تِرْبَها حُججاً
كالبنتِ مُصْغِيَة ً إلى الأمِ
والغادتانِ تفيضُ بينهما
خُدعُ الهوى وقطيعة ُ الحلمِ
إنّ النواعمَ في العتاب لها
غَرَضٌ إليه جميعها ترْمي
لو قدْ وقفتِ على ضنى جسدي
لوقفتِ باكية ً على رسمِ
ورأيتِ أضداداً أذوبُ بها:
حُرقاً تُشبّ، وأدمعاً تهمي
وبنفسيَ الخودُ التي برئَتْ
في قتلها نفسي من الاثم
لمياءُ تبسمُ عن مؤشَّرَة ٍ
تجلو الظلامَ ببارقِ الظَّلمِ
وتخوضُ من سَفَهِ الصِّبا مُلَحاً
فتحلّ منك معاقدَ الحِلْم
مرّتْ تميس فقلتُ: هل سكرَتْ
من ريقها بسُلافة ِ الكرْم
كَمُنَعَّمِ الأطرافِ، بَلّلَهُ
شرقُ النسيم بريقهِ الوسمي

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:05 AM

أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أعليتَ بين النجم والدّبرانِ
قصراً بناهُ من السعادة بانِ
فَضَحَ الخوَرنَقَ والسديرَ بحسنه
وسما بقمّتهِ على الإيوان
فإذا نظرتَ إلى مراتبِ مُلكهِ
وبدتْ إليك شواهدُ البرهان
أوْجَبَبْتَ للمنصور سابقة َ العُلَى
وعَدَلْتَ عن كسرَى أنوشروان
قصرٌ يقصِّرُ، وهو عير مقصِّر،
عن وصفه في الحسن والإحسانِ
وكأنهُ من دُرّة ٍ شفافة ٍ
تُعْشي العيونَ بشدّة اللمعان
لا يرتقي الراقي إلى شُرفاتِهِ
إلا بمعراج من اللحظان
عرّجْ بأرض الناصرية كي ترى
شرفَ المكان وقُدرة َ الإمكانِ
في جنَّة ٍ غَنَّاءَ فِرْدَوْسِية ٍ
مخفوقة ٍ بالرَّوْح والرّيحان
وتوقدتْ بالجمر من نارنجها
فكأنما خُلقتْ من النيران
وكأنَّهنّ كراتُ تبرٍ أحمرٍ
جُعِلَتْ صوالجها من القضبان
إن فاخر الأترجُّ قال له: ازدجر
حتى تحوزَ طبائع الايمانِ
لي نفحة ُ المحبوب حين يَشمني
طيباً، ولونُ الصبّ حين يراني
مني المصبَّغ حين يبسط كفّه
فبنانُ كلّ خريدة كبناني
والماءُ منه سبائكٌ فضيّة ٌ
ذابتْ على درجاتِ شاذروان
وكأنَّما سيفٌ هنام مُشَطَّبٌ
ألْقَتْهُ يوم الحرب كفّ جبان
كم شاخصٍ فيه يطيلُ تَعَجّباً
من دوحَة ٍ نَبَتَتْ من العقيان
عجباً لها تسقي الرياض ينابعاً
نبعتْ من الثمراتِ والأغصانِ
خصّتْ بطائرة ٍ على فَنَنٍ لها
حَسُنَتْ فَأُفْرِدَ حُسْنُها من ثان
قُسّ الطيورِ الخاشعاتِ بلاغة ً
وفصاحة َ من منطقٍ وبيان
فإذا أُتِيحَ لها الكلامَ تَكَلّمَتْ
بخرير ماءٍ دائمِ الهملان
وكأنَّ صانِعَها استبدّ بصنعة ٍ
فخرَ الجمادُ بها على الحيوان
أوفتْ على حوضٍ لها فكأنها
منها إلى العجبِ العُجابِ رواني
فكأنها ظنّتْ حلاوة َ مائها
شهداً فذاقتهُ بكلّ لسان
وزرافة ٍ في الجوْفِ من أنبوبها
ماءٌ يريكَ الجري في الطيران
مركوزة كالرمح حيثُ ترى له
من طعنه الحلق انعطاف سنان
وكأنها تَرْمي السماء ببندق
مستنبَطٍ من لؤلؤ وحجان
لو عاد ذاك الماءُ نفطاً أحرقت
في الجوّ منه قميصَ كلّ عنان
في بركة ٍ قامتْ على حافاتها
أسدٌ تذلُّ لعزّة السلطان
نَزَعتْ إلى ظلم النفوس نفوسها
فلذلك انتزعت من الأبدان
وكأن بَردَ الماءِ منها مُطفىء ٌ
نارا مُضَرّمَة ً من العدوان
وكأنما الحيّات من أفواهها
يطرحن أنفسهن في الغدارن
وكأنما الحيتان إذ لم تخشها
أخذت من المنصور عقد أمان
كم مجلسٍ يجري السرور مسابقاً
منه خيولَ اللهو في ميدان
يجول دماه على الخدود ملاحة ً
فكأنَّهُ المحراب من غمدان
فسماؤه في سمكها علويَّة ٌ
وقبابهُ فَلَكيّة ُ البنيان

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:06 AM

أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
( عبد الجبار بن حمديس )


أغُمْرَ الهوى كم ذا تُقَطّعُني عَذْلا
قتلتُ الهوى علماً، أتقتلني جهلا
أظنّك لم تُفتحْ عليك نواظرٌ
إذا هي أعْطَتْ صبوة ً أخذَتْ عقلا
ولا عرضتْ من بيضهنّ سوافرٌ
عليكَ الخدودَ الحُمرَ والأعينَ النُّجلا
لم يصبِ منكَ القلبَ مَشّيُ جآذرٍ
يُنَزِّعُ فيه التّيهَ أقدامَها نَقْلا
ولم ترَ سحراً كالعيون تخالُنا
بِزَعْمِكَ أحياءً ونحنُ بها قتْلى
ومن أعجبِ الأشياءِ أنّ سيوفها
تعودُ رماحاً، حيثُ تلحظُ، أو نبلا
خرجتُ على حدّ القياس مع الهوى
فقلْ مَنْ أمرّ الكأس من بعد ما أحلى
ولما كتبتُ الحبّ في القلب وارتقى
إلى الطَرْفِ ماءُ الشوقِ أنكرَ ما أملى
وبي كلّ غيداءِ القَوامِ كأنَّما
يُطاولُ منها قدُّها شعراً جثلاً
لها بله بالحبّ تحسبُ جِدّهُ
إذا هزّ أعطافي بنشوته هزلا
إذا غرسَتْ في مسمعِ الصّبِّ مَوْعِدا
جنى بيد التسويف من غرسها مطلا
وإن هي زارَتْ خلتَها مستعيرة ً
لها من خطيب الحفل جلسته العَجْلى
أرى البيضَ مثل البيض تقطعُ وصْل من
يُقْطعُ في كفّيه من غيره وصلا
فلا تأمننْ منهنّ إن كنتَ حازماً
ولا من هواها المرءَ خبلاً ولا ختلا
وساقٍ، على ساقٍ، يُصرِّفُ بيننا
بكأسٍ نَظَمْنا للسرور بها شَملا
كلؤلؤة ٍ بيضاءَ في الكفِّ أقبلتْ
بياقونة ٍ حمراءَ مظهرة ً حَمْلا
كأنّ وثوبَ السُّكرِ فيها مُساورٌ
يدبّبُ منه في مفاصلها نملا
ترَكْنا لها من جَوْرِها ما يُسِيئُنا
فمن مزجها بالماء قارنتْ العدلا
وعذراء كانت وردة ً قبل مزجها
ومن بعده عنّتْ لمبصرها شعلا
إذا واجهتْ كاساتُها الليلَ خلتَها
تهتّكُ من ظلمائه حُجُباً كُحلا
وتحسبُها تجلو علينا عرائساً
وشاربُها يفتضّ منهنّ ما يُجْلى
وجدنا نعم في الناس يُهجَرُ قوْلُهَا
كأن على الأفواه من لفظها ثِقلا
ولما احتواها كل حيٍّ تعلّقت
بلفظ ابن عبادٍ فكان لها أهلا
جوادٌ بما فوق الغنى لك والمُنى
فهّمْتُكَ العُلْيا لهمتّه سفلى
ترى الناس يستصحون من جود كفّه
إذا الوبلُ منه أنهلّ واتّبعَ الوبلا
هزبرٌ الوغى بالسيف والرمح مقدمٌ
له الضربة ُ الفرغاءُ والطعنة ُ النجلا
تنوءُ به غِرّا حفيظة ُ عَزْمِهِ
وترجحُ أسبابُ الأناة ِ به كهلا
وحربٍ أذيقتْ في بنيها ببأسه
مرارة َ كأسِ الثكل لا عَدِمَتْ ثكلا
وكانتْ عيونُ الماءِ زُرْقاً فأصبحتْ
بما مازَجَتْهُ من دمائهمُ شُهْلا
وما ولدتْ سودُ المنايا وحُمرها
على الكره حتى كان صارمُكَ الفحلا
أقائدها قبَّ الأياطلِ لم تلدعْ
له عند أعداءٍ إغارتُها ذَحْلا
حميتَ حمى الاسلام إذ ذدتَ دونه
هزبراً ورشّحتَ الرشيدَ له شبلا
لئن قلتُ فيه صحّ تأليفُ سُؤدَدٍ
فبارعُ نَقْلٍ من شمائلكَ استملى
ألا حبذا العيدُ الذي عكفت به
على كفّك الأمواه تُمطرها قُبلا
ويا حبذا دارٌ يدُ الله مسحتْ
عليها بتجديدِ البقاءِ فما تبلى
مُقَدَّسَة ٌ لو أنَّ موسى كليمَهُ
مَشَى قَدماً في أرضها خَلَعَ النعلا
وما هي إلاَّ حطة ُ الملِكِ الذي
يحطّ لديه كل ذي أملٍ رَحلا
إذا فتحت أبوابها خلتَ أنها
تقولُ بترحيبٍ لداخلها: أهلا
وقد نقلتْ صُنّاعُها من صفائه
إليها أفانينا فأحسنتِ النقلا
فمن صدره رحباً ومن وجهه سناً
ومن صيتِه فرعا، ومن حمله أصلا
وأعلتْ بها في رتبة ِ الملك ناديا
وقلّ له فوْق السماكين أن يُعْلى
نسيتُ به إيوانَ كسرى لأنَّه
أراني له مَوْلى من الفضلِ لا مثلا
كأن سليمان بنّ داودَ لم تُبحْ
مخافتهُ للجنّ في شيْدهِ مَهلا
كأنَّ عيونَ السحر نافذة ٌ له
على كلّ بانٍ غاية ٍ منه أو فضلا
فجاء مكانَ القول نبعثُ وصفهُ
رقيقاً، وأذنُ الدهر تسمعه جذلى
تجوزُ له الأمواهُ بركة َ جدولٍ
تخالُ الصَّبا منه مشَطِّبَة ً نصلا
إذا اتخذتها الشمسُ مرآة وجهها
أحالتْ عليها من مداوسِها صقلا
ترى الشمسَ فيه ليقة ً تستمدّها
أكفٌّ أقامتْ من تصاويرها شكلا
لها حركاتٌ أُودِعَتْ في سُكونِها
فما تبعَتْ في نقلهنّ يدٌ رِجلا
وقد توّج البهو البهيّ بقيّة ٍ
فقلْ في عروسٍ في جلابيبها تُجلى
تجمعت الأضدادُ فيها مصانعاً
ولم أرَ خَلْقاً قبلها جَمَعَ الشّمْلا
وأغربُ ما أبصرتُ بعد مليكها
بها مُتْرعٌ يعدي الشجاعة َ والبذلا
تنادمُ في غنّاءَ غنّتْ حَمَامُها
فوارسَ أغصانٍ ترجّحها حَملا
إذا شَربتْ وُدّ المؤيد صيّرتْ
خلائقَهُ راحاً ورؤيتَهُ نُقْلا
كأنَّ مها الأحْداج حلّتْ سماءَها
وإن لم تكن إلاَّ حنياته بُزْلا
كأن سهماً أُرسلتْ عن قسيّها
فما عَدمتْ عينُ الحسود بها سَملا
وما شئتُ ممات لو عُنيتُ بوَصْفِهِ
سلكتُ إليه كلّ قافية ٍ سبيلا
فتحسبُ ما في الأرض من حيوانها
رقى شرفاً فيه إلى الفلك الأعلى
ولمّا عشينا من توقّد نورها
تخذْنا سناه من نواظرنا كُحلا
فيا دارُ أغضى الدهرُ عنكِ وأكثرتْ
أسودُكِ نسلاً فيه يختتل النسلا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:07 AM

قولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أشامَكَ من أشْبَهْتَ حُسْنُ ابتسامه
وهلْ بِتْ منْعِ مُسْتعيرا أناملاً
تشيرُ إلينا حُمْرها بسلامه
وكيفَ يشيمُ البرقَ مَنْ باتَ جَفْنُهُ
إلى الصبح مكحولاً بطولِ منامه
أمنْ بردتْأنفاسه من سُلوّهِ
كمن حميت أحشاؤه من غرامه
غزالٌ سقيم الطرفِ أفنيتُ صحتي
ولم تغنِ شيئاً في علاجِ سقامه
وغصنٌ، ذبولي في الهوى باخضراره
وبدرٌ، مُحاقي بالضنا من تمامه
ولوْ شئتُ عَقْدَ الخصرِ منه لحضْني
عليه تثني خيزران قوامه
يصدّ بوردٍ فوقَ خدّ كأنهُ
يقبّلهُ صدغٌ بِعَطْفهِ لامه
وَمُسْتَوْطَنٍ كُورَ النّجيبِ بِعَزْمِهِ
وطارَ له في القفْرِ وَحْيُ زِمَامِهِ
تزاحمُ هماتُ العلا في فؤاده
وغُرّ المعاني في فصيح كلامه
وفي المَيْسِ مَيّاسٌ بإيجافِ سَيْرِهِ
رجومٌ بأجواز الفلا بلغامه
إذا ثار صكّ الصدر بالخف شِرّة ً
فما زال سهبُ الأرض قوتاً لأرضه
ولا انفكّ قوتُ الرحل شحمَ سنامه
وأعملتهُ بدراً ولكنُ رددته
هلالاً، مشى فيه مُحاقُ المهامهِ
وَمَرّتٍ يَطولُ سَفْرَهُ بِنَفاذِهِ
أُتيحَ له مُسْتَنّجِدٌ باعْتزامِهِ
إذا صرصرُ الأرواحِ أغشتهُ صرَّها
شوى الوجهَ منها حرُّهُ باحتدامه
يبلّ صَدَى الأرْماق في القيظ رَكبُهُ
بِمُلْتَقَطٍ يثْنِي القَطَا عن جمانِهِ
تمزَّقُ عنه الكفُّ جلبابَ عرمضٍ
فيبدو كنورِ الصّبْح تحتَ ظلامِهِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:07 AM

أكْرِمْ صديقك
( عبد الجبار بن حمديس )


أكْرِمْ صديقك عن سؤا
لك عنه واحفظ منه ذِمّهْ
فلربما استخبرت عنـ
ـهُ عَدُوَّهُ فسمعتَ ذَمَّه

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:08 AM

ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
( عبد الجبار بن حمديس )


ألا ربَّ كأسٍ تقْتَضِي كلَّ لَذة ٍ
أكلتُمْ عليها، طولَ ليلكمُ، لحمي
بلى لو قَدَرْتُمْ لاتَّخذتُمْ شرابَكمْ
دمي في كؤوسٍ وهي تنحتُ من عظمي
سلامٌ عليمك أوقدوا نارَ حَربكم
فإني مفيضٌ ماءَ سلمي من حلمي
فللحم عندي إن أكلتم عواقبٌ
تُقصّرُ عنهنّ العواقب للظلم
وَلي مِقْوَلٌ قد أطْلَقَتْهُ سَجيّتي
عن الحمد لما عقّلتْهُ عن الذمِّ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:09 AM

ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
( عبد الجبار بن حمديس )


ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
تخاطبه ولا يدري الخطابا
أتطمع أن يرد عليك إلفاً
ويُبقي ما حييت لك الشبابا
لم تَرَ صرفه يُبْلِي جديداً
ويتركُ کهلَ الدُّنْيا يَبابا
وإن كان الثواءُ عليك داءُ
فبرؤك في نوى ً تمطي الركابا
وهمّك همّ مرتقبٍ أموراً
تسيحُ على غرائبها اغترابا
وإن أخا الحزامة من كراه
كَحَسوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا
فتى ً يستطعمُ البيضَ المواضي
ويستسقي اللهاذم لا السحابا
فصرِّفْ في العُلَى الأفعالُ حزْماً
وعزماً إن نحوتَ بها الصوابا
وكن في جانبِ التحريضِ نارا
تزيدُ بنفحة ِ الرِّيحِ التهابا
فلم يمهِ الحسام القين إلاّ
ليصرفَ عند سلَّتهِ الرِّقابا
ولاترغبْ بنفسك عن فلاة
تخالُ سَرَابَ قَيْعَتها شَرَابا
فكم ملكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ
فلا يُبهِمْ عليك الخوْفُ بابا
وقفتُ من التناقضِ مُستريبا
وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
كأن الدهر محسنه مسيءٌ
فما يجزي على عمل ثوابا
ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ
لكان بطبعِهِ أمْرا عُجابا
يَجُرّ عليّ شُرْبُ الراحِ هَمّاً
ويورثُ قلبيَ الشدُوُ اكتئابا
وفي خُلُق الزّمان طباعُ خُلْفٍ
تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
وقد بدلت بعد سراة قومي
ذئاباً في الصحابة لا الصحابا
وألفيتُ الجليس على خلافي
فلسْتُ مجالِساً إلاَّ كِتابَا
وما العنقاء أعوزُ من صديق
إذا خبثُ الزمانُ عليك طابا
وما ضاقَتْ عليَّ الأرضُ إلاَّ
دَحَوْتُ مكانها خُلُقاً رحابا
سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاَتٍ
تجاوزنِي سباسِبَها انْتهابا
تخالُ حديث أيديها سراعاً
حثيث أنامل لقطت حسابا
وتحسب خافق الهادي وجيفاً
يظن زمام مخمطه حبابا
وأسري تحتَ نَجمٍ من سناني
إذا نجمٌ عن الأبصار غابا
وإن المَيْتَ في سَفَرِ المعالِي
كمن نال المُنى منها وآبا
ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ
يذلل قرعه النوبَ الصعابا
يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً
به من عارض المهَجات صابا
كأن عليه نارَ القين تذكي
فلولا ماءُ رونَقِهِ لذابا
كأن شعاعَ عين الشمس فيه
وإن كان الفِرِنْدُ به ضبَابا
كأن الدهر شيبهُ قديماً
فما زال النجيع له خضابا
كأن ذبابهُ شادي صبوحٍ
يحرّك، إن ضربتُ به رقابا
وكنّا في مواطنِنِا كِراماً
تعافُ الضيم أنفسنا وتابى
ونطلع في مطالعنا نجوماً
تعدّ لكلّ شيطان شهابا
صبرنا للخطوب على صرُوفٍ
ولم تَسْلمْ لنا إلا نفوسٌ
وأحسابٌ نُكَرِّمها احتسابا
ولم تخْلُ الكواكب من سقوطٍ
ولكن لا يُبلّغها الترابا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:09 AM

أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
( عبد الجبار بن حمديس )


أليس بنو الزّمان بنو أبيكا
فجرّدْ عن حقائقكَ الشكوكا
ولا تسألْ مِنَ المملوكِ شيئاً
فترجعَ خائباً وسلِ المليكا
فلستَ تنالُ رزقاً لم تَنَلْهُ
ولو أبصرته مما يليكا
فكم خيرٍ به نضيجاً
وكنتَ حُرمتَ رؤيتهُ فريكا


الساعة الآن 05:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team