منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   أرض النساء (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7348)

سناء محمد 12-01-2011 09:07 PM

أرض النساء
 


على صفحات دفتري الأزرق سطورٌ كتبتها دموع الكثيرات من النساء .. تساو أمواج البحر بل أكثر .. حروبٌ خاضتها كراهية بعضهن وأخرى صيغت بلغات من الحب لا قواميس لها .. كقصة تفاحةٍ لم تنته بخروج أحدٍ من الجنة بل بدأت على أرض النساء ..






ساد الصمت أرجاء الغرفة الباردة برودة دماء من فيها .. لحظات استراحةٍ عفوية التقط الجميع فيها أنفاسهم إثر مشادةٍ حدثت بين سيدتين من الحاضرات .. الكل منشغلٌ في أداء العرض جيداً .. ثيابٌ مطرزة وأخرى حريرية كتلك التي تعرض في دور الأزياء .. تلك الوجوه استقطبت من المساحيق لوحاً فنية على أرض النساء .. وأظهر الجميع براعتهن في التملق والمجاملة ..
سنوات تتكرر من عمري لم يتغير فيها سوى التقويم .. وفراغٌ قاتل يرافق حياتي الصاخبة وقد كستها حلة إنسانية مزيفة كتلك الدعاوى التي تعرض على أغلفة بعض المجلات لحضور مأدبة خيرية أو لمزاد فاخر تجمع فيه التبرعات ..

- ليال لايزال الوقت مبكراً للمغادرة ..
-اسمحي لي .. يا .. ياسمين ..بالفعل تأخرت عن المنزل ..

تبادلت الحاضرات نظرات ذات مغزى مع ابتساماتٍ صفراء .. فقد قدمت لهن ياسمين وجبةً جديدة يتسلون بها , وذلك بفضل ما نقلته عن ليال بالخفاء ..
لقد شبعوا من فضائح بعضهن .. وكانوا يتوقون إلى فضائح جديدة تبث فيهم روح الحماس والتسلية ..

أخفت ليال مشاعر الحرج وهي تلملم أغراضها الشخصية داخل حقيبتها الجلدية .. وقد قرأت تلك النظرات في وجوههن .. لتخرج في عجالة بعد أن سلمت عليهن ..












يتبع..

أحمد فؤاد صوفي 12-03-2011 02:16 PM

الأديبة الكريمة سناء محمد المحترمة

مشهد يتكرر نفذ بأدب عالٍ وعناية . .
الحقيقة إنها لمتعة لنا أن نقرأ شيئاً جميلاً . .
وقد قلت في نفسي . . ليت هذا المشهد يطول ليزيد استمتاعنا به . .

عزيزتي . .
تقبلي من أخيك التحية والتقدير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

طارق الأحمدي 12-04-2011 03:17 PM

أرض النساء خصبة وممتدة ومعطاءة ..
أرض النساء تنبت فيها الأخاديد والتعرجات والكثير من الحفر ..
أرض النساء تكسوها الخضرة والورد وبين هذا وذاك تتحفّز الأشواك ..
ومن أرض النساء تختار لنا الكاتبة " سناء " ركنا تحاول أن تسلط عليه الضوء بعد أن مررته على محك التجربة واستقت عناصره من عمق الحدث ..
وعلى ركح الحياة رفع الستار ليسلّط الضوء على بقعة مجهولة / معلومة من أرض النساء ..
بقعة كشفها ضوء الحقيقة فسقطت جميع الأقنعة التي تغطي عمق المأساة .. لم تقدر ا
لثيابٌ المطرزة والأخرى الحريرية أن تزرع الصدق في جنائن الروح .. لم تتمكن تلك المساحيق من بعث الروح في العواطف المجمدة ..
الكل ينافق الكل .. بل قل أن الواحدة منهن لم تكن راضية على نفسها تمام الرضا لتصل حد التملق والمجاملة ..
ولأن أرض النساء يقهرها الصمت والرتابة .. فكل طارىء مهما كان بسيطا لا بد أن يحدث سابقة ..
فحتى انسحاب " ليال " من الحفل لتأخر الوقت أحدث الفارق وفتح شرخا في أرجاء الغرفة الباردة .. سرت حرارة النميمة من كل صوب ومن كل جانب .. نبتت في أرض النساء الابتسامات الصفراء .. فاضت ينابيع الفضائح ...
وهاهي فريسة أخرى تقع بين اللاتي يأكلهن الملل والرتابة وينتظرن ..
وحتى وإن خرجت " ليال " في سلام .. فهل ستدعها " ياسمين " والبقية في سلام ؟

لنتابع ونكتشف بقية الأحداث ...

الأخت الفاضلة : سناء محمد
ها إننا ندخل معك أرض النساء وكلنا توق لاكتشاف هذه الأرض بما تحويه من امتداد ..
فهل سنكتشف وجها آخر لهذه الأرض ؟
سأتابع بقية الأحداث وكلي شوق أن أظفر بالمتعة التي عودتنا بها دائما في نصوصك ..

سلم مدادك يا سناء ..

ودمت بود .


الشيخ احمد محمد 12-04-2011 05:07 PM

قصة مشوقة وجميلة سلم قلمك المبدع.

ايوب صابر 12-05-2011 03:13 PM

ارض النساء ....نص بارع وسر البراعة فيه انه حشد الكثير من عناصر التأثير، والجمال، ومكتوب بحرفية ملفته.
حيث نجد بأن العنوان ... يوحي بالكثير، ويثير الكثير من الأسئلة في ذهن المتلقي، ويدفعه لمتابعة القراءة ليتعرف على مجريات قصة ارض النساء هذه.
ثم في المقدمة التي لا تبدو جزء من جسم القصة هناك ذكر لعدد من عناصر الجمال والتأثير مثل تسخير اللون الأزرق الذي هو لون السماء والبحر، ثم ذكر الدموع المنهمرة من عيون النساء، وفي ذلك إثارة للمشاعر وتسخير لحاسة البصر، وفي ذكر البحر والموج رومانسية معبرة، ثم هناك تسخير للصراع ( حروب خاضتها كراهية ) الذي هو من أهم عوامل نجاح العمل الأدبي بحيث يجعله حيويا واقرب إلى الحياة.
وفي ذكر الحب مزيد من الرومانسية، وتكثيف للصراع، وتسخير للتضاد المتمثل (بالكراهية والحب)، وفي ذكر الجنة، وقصة التفاحة تسخير للموروث الثقافي...كل هذا جاء توطئة للنص الذي عنون بـ "أرض النساء".

واضح ان ارض النساء ليست قصة قصيرة حتى ولو لم تظهر كلمة يتبع في آخر النص وانما هو رواية طويلة او مجموعة حكايات تصور ما يجري في ارض النساء...

سناء محمد 12-06-2011 03:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 97942)
الأديبة الكريمة سناء محمد المحترمة

مشهد يتكرر نفذ بأدب عالٍ وعناية . .
الحقيقة إنها لمتعة لنا أن نقرأ شيئاً جميلاً . .
وقد قلت في نفسي . . ليت هذا المشهد يطول ليزيد استمتاعنا به . .

عزيزتي . .
تقبلي من أخيك التحية والتقدير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

أخي الفاضل احمد فؤاد صوفي .. اشكرك جزيل الشكر .. واعتذر عن تأخري في استكمال ما بدأت دمت بحفظ الله ورعايته

سناء محمد 12-08-2011 10:02 AM

اخي طارق الاحمدي .. كل الشكر والمودة لحضورك المتألق هنا .. سعدت لكل كلمة في تعقيبك ومرورك

دمت بحفظ الله ورعايته

سناء محمد 12-08-2011 10:02 AM

الشيخ أحمد محمد .. كل الشكر لك أخي الفاضل على تواجدك الكريم

دمت بحفظ الله ورعايته

سناء محمد 12-08-2011 10:04 AM

الاخ الفاضل أيوب صابر .. شكراً جزيلاً على كلماتك الطيبة .. نسأل الله أن نوفق فيما نعرضه هنا .. اتمنى عليك المتابعة باقي الصفحات

دمت بحفظ الله ورعايته

سناء محمد 12-08-2011 12:42 PM



هناك تحت أضواء المدينة وبين زحام المارة .. أمنية لا تزال تلفظ أنفاسها .. تتمنى على النور أن يعطيها قبساً .. هو الحلم لا يزال حياً في قلوب النساء منذ أعوام .. ألف عام ولا تزال كما أنت .. أتيت من نجم بعيد .. لتحل بيننا كتمثال.. لكنه بديع ..




أي امرأةٍ من النساء أكون .. كان يجب أن لا أقحم ليال بين صديقاتي الأخريات اللاتي لا يكترثن بمشاعر غيرهن.. ولا يفهمن سوى العبث والسخرية من بعضهن .. أو ليتني لم أنقل أية تفاصيل عنها ..

هكذا كنت أحدث نفسي فيما كنت منشغلة بترتيب المنزل بعد مغادرة صديقاتي, وأما زوجي وائل فقد وصل هو الآخر بعد أن قضى سهرته بين أصدقاءه في المنتزه .. وبينما كنا نشاهد التلفاز .. أحس بشرودي وعلامات الضجر باديةٌ علي ..

- كيف كانت السهرة ؟
- آه .. لا تذكرني
- هل حدث شيء ؟
- لا أعرف .. لماذا لا تسير الأمور على ما يرام .. في كل مرة .. لابد أن تتضايق إحداهن من أخرى ولو كان أمراً تافهاً
- الحمد لله أنني رجل
- فعلاً .. الحمد لله أنك رجل .. فأنت لا تنقصني
- كما هي عادتك .. تتضايقين بسرعة ..

سادت لحظات صمت معدودة لم أستطع إلا قطعها في بث ما يؤرقني

- لا أعرف .. شعرت أن ليال غير منسجمة مع البقـية ..
- وما الداعي لهذا الشعور ؟؟ هذه المرة الأولى التي تأتي فيها منزلنا .. هل يعرفون شيئاً عنها ؟؟
- لا .. هو مجرد شعور .. ربما كانت الأجواء جديدة عليها ..

رد وائل وهو منشغل بتقليب محطات التلفاز

- أو ربما بالفعل لم تنسجم .. فهي منشغلةٌ بأمور زوجها وأولادها
- وائل .. وكأنني لا أهتم بك أو بالأولاد ..!
- ههههههه .. نعم تهتمين .. ولكن تختلف السيدات في أهتمامهن وأولوياتهن .. يا سيدتي ..

نظرت إليه نظرة استنكار .. فأنا لازلت مقتنعة بأنه كباقي الرجال ..ليس له إلا كلمة أو موقف يبني عليه أحكامه .. دون أن يكلف نفسه عناء المناقشة أو الحوار ..

- اطمئن يا عزيزي أنت من أولى اهتماماتي
- أوووووه ... حقاً ؟؟ كم أنا سعيد .. شكراً على كل حال
- عفواً

لازالت أحاديثنا متشابهة .. سنواتنا الخمسة عشر قضيناها كفصول سنةٍ جديدة لا تنبئ بشئ .. وأعاصير من التيه والخوف لا تزال تجتاح كياني في كل مرة أختلف فيها معه ولو كان أمراً صغيراً .. لازلت أسمع ذات الشكاوى من صديقاتي هنا وهناك .. وإن اختلفت الصيغة .. وإن اختلفت الألفاظ .. ولكنها في الغالب تتشابه كثيراً .. الزوجات غير راضيات .. والأزواج كذلك .. كثيرٌ من الامور في نظر الرجال لا تعني شيئاً ولكنها كل شيء بالنسبة لنا .. حتى ليال تلك التي يعتبرها الرجال المرأة المثالية , لديها من الحزن الكبير ما يجعلها امرأةً تعيسة ..

- ليال شعرت بأنك لم تكوني مرتاحة بيننا ..
- لا .. على العكس يا ياسمين .. كانت أمسيةً جميلة .. رأيت وجوهاً جديدة .. وكسرت فيها بعض الروتين .
- هن صديقاتي هكذا .. ثرثارات .. ومزاجهن متقلب .. يمزحن مع بعضهن من دون أي خطوط حمراء أو حتى صفراء ..
- ههههههه .... بالفعل أشكرك على دعوتي .. لديك صديقات لهن روح عالية ..
- ولكني تمنيتك لو تأخرتي ..
- في مرات أخرى .. أكون أكثر استعداداً .. سأكون من أوائل الحاضرات

في كل مرة أتكلم معها أشعر بأن العالم لا يزال بخير ... طيبتها كبراءة الأطفال قلما أجدها عند أحد .. ولديها من الحياء ما أصبح قليلاً بين نسوة هذه الأيام .. لم تكن كباقي النساء .. بل كنت أراها في ثوب قديسة .. وكانت من الحشمة ما يجعلها كمريم العذراء .. ربما هذا الذي أزعجهن .. فلا تغار المرأة إلا ممن كانت تتفوق عليها في العقل والأدب ..


ايوب صابر 12-08-2011 04:20 PM

قراءة معمقة في نص ( ارض النساء):

نغوص الآن في جسد النص الاول ( ارض النساء ) فنجد أن العنوان يوحي بالمكان الذي تدور فيه الأحداث، والمكان هو عالم المرأة، فمن الطبيعي إذا أن تكون الأحداث مرتبطة بشخوص من ذلك العالم، عالم المرأة وبكل ما له ارتباط بطباعها وسلوكها وازيائيها وكيدها ومشاكلها الخ....

ونجد أن الكاتبة قد حشدت مجموعة غير قليلة من المفردات ذات الدلالة والتأثير والوقع والإيحاء الكبير (بلغت 32 كلمة ) في نص لا يحتوى إلا على 182 كلمة.

"ساد الصمت أرجاء الغرفة الباردة برودة دماء من فيها .. لحظات استراحةٍ عفوية التقط الجميع فيها أنفاسهم إثر مشادةٍ حدثت بين سيدتين من الحاضرات .. الكل منشغلٌ في أداء العرض جيداً .. ثيابٌ مطرزة وأخرى حريرية كتلك التي تعرض في دور الأزياء .. تلك الوجوه استقطبت من المساحيق لوحاً فنية على أرض النساء .. وأظهر الجميع براعتهن في التملق والمجاملة ..
---

سنوات تتكرر من عمري لم يتغير فيها سوى التقويم .. وفراغٌ قاتل يرافق حياتي الصاخبة وقد كستها حلة إنسانية مزيفة كتلك الدعاوى التي تعرض على أغلفة بعض المجلات لحضور مأدبة خيرية أو لمزاد فاخر تجمع فيه التبرعات ..
-ليال لا يزال الوقت مبكراً للمغادرة ..
-اسمحي .. ياسمين ..بالفعل تأخرت عن المنزل ..

تبادلت الحاضرات نظرات ذات مغزى مع ابتساماتٍ صفراء .. فقد قدمت لهن ياسمين وجبةً جديدة يتسلون بها , وذلك بفضل ما نقلته عن ليال بالخفاء ..
لقد شبعوا من فضائح بعضهن .. وكانوا يتوقون إلى فضائح جديدة تبث فيهم روح الحماس والتسلية ..

أخفت ليال مشاعرالحرج وهي تلملم أغراضها الشخصية داخل حقيبتها الجلدية .. وقد قرأت تلك النظرات في وجوههن .. لتخرج في عجالة بسلامٍ عابر ..".

وقد تمكنت الكاتبة مع الكلمات الأولى من استقطاب اهتمام المتلقي من خلال رسم مشهد فيه الكثير من الإثارة والغموض، فالمكان (غرفة باردة ساد فيها الصمت فيها نساء من ذوات الدم البارد) وهو ما جعلها باردة... المهم أننا نكاد نستشعر برودة جو تلك الغرفة من خلال هذا الرسم المؤثر بأقل عدد من الكلمات ذات المعزي الكبير.

لكن الشد لا يتوقف هناك، فالصمت الذي ساد جو الغرفة ما هو إلا استراحة عفوية ( التقط الجميع فيها أنفاسهم ) ، وهو ما يشير إلى أن الجو هو أشبه بجو معركة نسائية كانت رحاها تدور في تلك الغرفة، إلى حد استدعى الحاجة لبرهة يتم فيها التقاط الأنفاس، وما نلبث ان نعرف بأن السبب هو ( مشادة ) كانت قد حدثت بين سيدتين من الحاضرات...

لتنتقل الكاتبة لتصف لنا وعلى لسان الراوي في النص بعض اهتمامات المرأة التي هي محور النص في ارض النساء تلك، من خلال تصوير اهتمام هذه المجموعة منهن (الكل منشغلٌ في أداء العرض جيداً .. ثيابٌ مطرزة وأخرىحريرية كتلك التي تعرض في دور الأزياء، تلك الوجوه استقطبت من المساحيق لوحاًفنية على أرض النساء .) ومن خلال التعرض وإبراز بعض جوانب سلوك تلك المجموعة (وأظهر الجميع براعتهن في التملق والمجاملة ..) وهو وصف وتصوير جميل يصلح كسيناريو لفلم سينمائي.

ونجد أن الكاتبة قد تمكنت في هذه الفقرة الأولى من النص من إيقاع تأثير كبير على المتلقي من خلال استخدام كلمات ( الصمت، الباردة، دماء، التقاط الأنفاس، مشادة، انشغال، وجوه، مساحيق، تملق).

وفي الفقرة تسخير للتضاد فلا بد أن الصمت ساد بعد أن كانت الغرفة تضج بالحديث والنبرة العالية، والتضاد في وصف الدماء بالبرودة ونحن نعرف أن الدماء حارة، وفي كلمات (التقاط الأنفاس، والمشادة، ومنشغل) تسخير لما يشير إلى الحركة، والنشاط وهو ما جعل النص حيويا. وفي ذكر الوجوه تسخير لحاسة البصر.

ولا شك أن الكاتبة قد تمكنت من تضمين النص ومحورته حول صراع أنثوي يبدو انه يدور بشكل دائم في ارض النساء....وبذلك تمكنت ومن الفقرة الأولى من حشد عدد لا بأس به من عناصر التأثير المهمة التي جعلت النص حيويا ينبض بالحركة...ومن بين تلك العناصر اختيارها للراوي العليم من خلال استخدام ضمير المتكلم.

لكننا نحتاج أن ننتظر لنعرف كيف ستقوم الكاتبة على تطوير الحدث؟ وهل سيكون الحدث نامي متطور على نفس الدرجة من الشد والادهاش وأحداثه تساند بعضها بعضا؟ أم أن القصة أو الرواية ستشمل أحداث منفصلة بعضها عن بعض كل واحد منها يركز على سمة أو سلوك أو جانب من جوانب حياة نساء ارض النساء؟ ثم هل ستسعى الكاتبة لإبراز شخصيات محددة من بين نساء ارض النساء؟ وهل ستنجح في بناء تلك الشخصيات بصورة مؤثرة تجعلنا نمقت بعضها ونتعاطف مع بعضها الآخر؟...

أن اللغة التي كتب فيه هذا النص الأول وكل عناصر التأثير هذه تشير إلى أن الكاتبة ستكون قادرة إذا ما نجحت على تطوير الحدث بنفس التكثيف وجمال الوصف ومحورته حول جوانب من الصراع والحركة وبناء الشخوص باقتدار وبحيث تكون هذه الشخوص مكتلمة البناء well rounded ، مع حشد عناصر التأثير الأخرى من ذكر للحواس والتضاد والأرقام والألوان واستثارة المشاعر الخ... ستكون قادرة حتما على ابداع رواية غاية في الجمال والتاثير ، يفوق نص بنات الرياض خاصة اذا ما تحلت الكاتبة بالشجاعة للحديث عن نساء ارض النساء بعمق وتحاول رسم وكشف اسرار ذلك العالم بريشة الفنان وكاميرا المصور الفذ، وتضمين النص بعضا من الجوانب النفسية لنساء عالم النساء بلغة ساخرة مؤثرة فيها الكثير من الادهاش والتشويق والشد...

طارق الأحمدي 12-10-2011 09:20 PM


أي امرأة من النساء هي ؟
أتكون أمنية مكسورة في زمن ضاعت فيه الأماني بين أحلام اليقظة ومارد الأقنعة ؟
أيمكن أن تكون قبس أمل انتفض في غفلة من أرض النساء في حلم بعيد ؟
وأيّا كان السؤال فإن ياسمين قد زادت من امتداد أرض النساء وتعقيداتها بزرع " ليال " فيها .
" ليال " التي مازالت بتلات تجربتها طرية تقع بين أشواك الأخريات اللاتي خبرن الأرض وامتلكن أسلحتهن من عبث
ولا مبالاة وسخرية ليواجهن الرتابة ..
" ليال " التي أحدثت شرخا في اللحظات البائدة " لياسمين " .. جعلتها تصطدم بكثبان القلق لترميها من جديد في أخدود ممتد من الندم ..
أهو الندم يا ياسمين ؟
وهل يندم من يزيد لأرضه نبتة جديدة تحدّ من رتابة امتدادها ؟
أهو الندم يا ياسمين ؟
وهل يندم من يضيء أرضه بقبس أمل ؟
هي أرض النساء التي يحجبنا عنها أفق ثرثرتهن ومهاتراتهن .. إنا نقف على مشارفها ولم ندخل بعد عمقها ..
والعمق يختفي خلف لا مبالاتهن ..
العمق يخفي الكثير من الجراح والآلام والأماني الشريدة , والأحلام الضائعة ..
وهاهي ياسمين تكشف لنا عن جانب من أرضها وما يشوبها في كل حين من خوف وتيه ..
ها هي تلمّح للسر الذي تخفيه " ليال " من خلال تساؤلات زوجها " هل يعرفون عنها شيئا " ؟
فهل تشرق شمس الحقيقة على أرض النساء ؟
هل تعود " ليال " مرة أخرى لتكون أكثر استعدادا ؟
هل ستبقى " ليال " مختلفة عن بقية النساء ؟
هل ستحافظ على ثوب القديسة الذي وهبته لها " ياسمين "؟

أكثر من سؤال يقف على مداخل أرض النساء يطلب الإذن للإجابة ..
فهل تنجلي مجاهل هذه الأرض ؟
سننتظــــــــــــر .

الأخت الفاضلة : سناء

مازلنا على أبواب أرض النساء واقفين ننتظر لندخل معك مجاهلها ونكتشف أسرارها بأسلوبك المشوق وصحبة شخصياتك اللاتي يخفين الكثير ..
سنبقى خلف خطاك سائرين يا سناء وكلنا أمل أن نعرف ولو قليلا مما تخفيه أرضك عنا ..
سلم إبداعك أختي الرائعة .. وشكرا لقلمك الذي يبدع دوما ..
ودمت بود .




ايوب صابر 12-11-2011 12:22 PM

تابع ،،،


تعالوا نتابع قراءتنا المعمقة لنص "ارض النساء"...

ارض النساء
......
سنوات تتكرر من عمري لم يتغير فيها سوى التقويم .. وفراغٌقاتل يرافقحياتي الصاخبة وقد كستها حلة إنسانية مزيفة كتلك الدعاوى التي تعرض على أغلفة بعضالمجلات لحضور مأدبة خيرية أو لمزاد فاخر تجمع فيه التبرعات ..
-ليال لايزال الوقت مبكراً للمغادرة ..
-اسمحي .. ياسمين ..بالفعل تأخرت عن المنزل ..

تبادلت الحاضرات نظرات ذات مغزى مع ابتساماتٍ صفراء .. فقد قدمت لهنياسمين وجبةً جديدة يتسلون بها , وذلك بفضل ما نقلته عن ليال بالخفاء ..
لقد شبعوا من فضائح بعضهن .. وكانوا يتوقون إلى فضائح جديدة تبث فيهمروحالحماس والتسلية ..

أخفت ليال مشاعرالحرج وهي تلملم أغراضهاالشخصية داخل حقيبتها الجلدية .. وقد قرأت تلك النظرات في وجوههن .. لتخرج في عجالةبسلامٍ عابر ..".

لا نزال في الجزء الأول من النص، وقد تعرفنا من خلال الأسطر الأولى على طبيعية المشهد الذي يدور فيه الحدث، غرفة تجتمع فيه مجموعة من النساء صديقات الراوية، غرفة باردة ربما لان الطقس بارد، وربما لان الجو الذي كان يسود الغرفة يوحي بالبرودة. مجموعة من النساء والتي تنحصر اهتماتهن بالأزياء والمساحيق، والنميمة والتملق والقيل والقال...يحدث شجار بين اثنتين من الحاضرات...

هذا هو المشهد الأولى للنص...لتنتقل القاصة لتعريفينا على ما يبدو ببطلة القصة وهي الراوية نفسها، ونعرف لاحقا أن اسمها ( ياسمين ) وان اللقاء النسائي كان يتم في بيتها في بعض الأمسيات ...

تصف هذه الراوية بطلة القصة، وهي الشخصية الرئيسة على ما يبدو في القصة، تصف حياتها لنا على أنها تكرار، ولا يكاد يتغير فيها شيء غير مرور الأيام على المفكرة...وتصفها ايضا على أنها فراغ قاتل رغم أن حياتها صاخبة، وتكسو تلك الحياة حلة إنسانية زائفة مثل الإعلانات الزائفة.

وقبل أن تبتعد بنا كثيرا بالأحداث تقوم القاصة بتعريفنا بنقيض البطلة على ما يبدو ..وهي امرأة اسمها ( ليال ) ويأتي هذا التعريف من خلال حوار قصير يدور بين تلك المرأة وياسمين البطلة حينما تقرر ليال أن تغادر الحفلة النسائية فجأة وقبل انتهاء السهرة بحجة انها تأخرت عن المنزل ولكننا نكتشف ان السبب هو تلك الغمزات واللمزات التي لاحظتها ( ليال ) على وجوه النساء الحاضرات... لنكتشف ان بطلة القصة ياسمين هي التي نقلت لتلك النساء شيئا عن ليال ليكون بمثابة مادة للحديث والقيل والقال كنوع من الترفيه عن هذه المجموعة التي يبدو أنهن مللن رتابة الحياة وعدم حدوث تغيير فيها.... وكأنهن النار التي إن لم تجد ما تأكله تأكل نفسها.
لنعرف لاحقا بأن ما نقلته البطلة ياسمين عن ليال مادة دسمة ترقى إلى شكل من أشكال الفضائح، لان مثل هذه الفضائح هي مادة التسلية الوحيدة عند هذه المجموعة من بنات حواء التي تعاني من الفراغ والرتابة...

لقد قرأت ليال ما يدور في عقول تلك المجموعة من النساء من خلال (تبادلت الحاضرات نظرات ذات مغزى مع ابتساماتٍ صفراء ) ولذلك شعرت بالحرج الذي حاولت إخفاءه وهي تلملم أغراضها الشخصية لتغادر على عجل بينما كانت تلك النظرات ما تزال تلاحقها...

ونجد أن القاصة قد ضمنت هذه الأسطر بمزيد من الكلمات ذات الدلالة والتأثير مثل ( فراغ قاتل، صاخبة، ابتسامات صفراء، خفاء، فضائح، فضائح جديدة، روح ، الحماس، تسلية، الحرج، نظرات، وجوههن). ونجد أن القاصة تسخر التضاد بقولها ( فراغ قاتل + حياتي الصاخبة ) ، ومن خلال ( حلة إنسانية + مزيفة ) ، وفي استخدام كلمة ( صاخبة ) ما يشير إلى الحركة التي تبعث الحيوية في النص.

ثم تستثمر القاصة أسلوب لغة الحوار وهو من الأساليب المهمة التي تشد المتلقي للنص وتجعله أكثر واقعية وتجعل شخوصه اقرب إلى الحياة، ومن خلال الحوار تبدأ بتعريفنا بصفات الشخصيات التي يبدو أنها ستلعب الأدوار الرئيسية في الرواية وأحداث ارض النساء.

ونجد أن شخصية ياسمين ( البطلة وراوية الأحداثthe protagonist and the narrator) وتتصف بأنها تعيش حياة رتيبة، سنوات من عمرها تتكرر، لا يحدث في حياتها تغيير سوى التقويم، وهي في نفس الوقت حياة صاخبة، تكسوها حلة إنسانية مزيفة.

هذه الياسمين تقود مجموعة من بنات حواء واللواتي يجتمعن في منزلها للتسلية، لنجد أن مادة التسلية هي فضائحهن، تلك الفضائح التي أصبحت بدورها جزء من الرتابة والروتين القاتل مما حتم على ياسمين ودفعها أن تدعو إلى جلسة الأنس تلك في تلك الامسية امرأة جديدة، وتنسج حولها فضيحة تسربها بالخفاء للنساء المجتمعات، لتكون مادة لتسلية المجموعة بعد أن أصبحت فضائحهن مادة مستهلكة...ولكننا لا نعرف أن كانت هذه الفضيحة من نسج خيال ياسمين أم هي معلومات حقيقية كشفت عنها وفي ذلك نوع من التشويق يدفع المتلقي للاستمرار في القراءة..

ونجد أن القاصة تسخر عناصر تأثير أخرى في هذه الفقرة مثل تسخير الحواس باستخدام كلمات مثل ( نظرات) وهو ما يشير إلى حاسة البصر، و(ابتسامات صفراء) وهو ما يشير إلى حاسة الذوق.

كما نجد بأن القاصة تسخير الألوان... فمرة تتحدث عن اللون الأزرق، وهنا تتحدث عن ابتسامات (صفراء)... وتسخير الألوان له تأثير كبير حيث يجعل النص اقرب إلى اللوحة الفنية المفعمة بالألوان.

وفي حديثها عن (فضائح، مشاعر الحرج، وروح الحماس) ما يستنفر مشاعر المتلقي.

وأخيرا نجد أن القاصة تهتم بالتفاصيل وتسخرها من خلال وصفها مثلا لحقيبة ليال بأنها ( داخل حقيبتها الجلدية ).

ثم تعود لتسخير مزيد من الكلمات التي تدل على الحواس ( النظرات في وجوههن ) وهي هنا حاسة البصر... ثم مزيد من الحركة بقولها لتخرج في عجالة...

ملاحظات على النص الأول:
1- ربما أن هناك حاجة لإضافة كلمات ( لي يا ) بعد – اسمحي (لي يا) ياسمين.
2- لا أرى ضرورة لوصف السلام بالعابر...اعتقد انه يمكن حذف كلمة عابر ، ثم كيف يكون السلام عابر؟

بشكل عام أقول أن القاصة قد نجحت في إقحام المتلقي في النص، وأنا شخصيا اشعر بتوق لمعرفة أين سيتجه بنا الحدث أو سلسلة الأحداث في ارض النساء...

ولا شك أن بناء الشخصيات حتى الآن يبدو جيدا جدا (شخصية ياسمين )، واللغة جميلة، والنص يبدو تصوير واقعي لعالم المرأة ومكنوناتها النفسية، رغم أن اللغة السائدة هي لغة اقرب إلى الرومانسية.

يبدو اننا سنتعرف من خلال هذه الرواية على الكثير من اسرار عالم المرأة من خلال احداث ارض النساء وشخوصها النسائية خاصة ان الراوي من بنات حواء تجيد تصوير ذلك العالم كونها تنتمي اليه وتعرفه حق المعرفة، وتستطيع نقل مكنونات بنات حواء وربما ان هذا العنصر وهو تصوير الصراع النفسي الذي يدور في خلد بنت حواء هو الذي سيجعل لهذه الرواية قيمة عالية...


يتبع،،

ريما ريماوي 12-13-2011 12:59 AM

روعة الاستاذة سناء, كأنني اقرأ مذكرات امرأة,
متابعة معك.

مع أحلى تحياااتي.

ايوب صابر 12-18-2011 04:52 PM

قراءة معمقة لرواية " ارض النساء"

يبدأ الجزء الثاني من النص بلازمة شبيهه بتلك التي سبقت الجزء الأول...فيها شيء من التوطئه لما يدور في جسم النص على ما يبدو..
هناك تحت أضواء المدينة وبين زحام المارة .. أمنية لا تزال تلفظ أنفاسها .. تتمنىعلى النور أن يعطيها قبساً .. هو الحلم لا يزال حياً في قلوب النساء منذ أعوام .. ألف عام ولا تزال كما أنت .. أتيت من نجم بعيد .. لتحل بيننا كتمثال.. لكنه بديع ..


ومرة أخرى نجد أن الكاتبة تحشد عدد من الكلمات الرومانسية وكلمات ذات دلاله، فالمشهد (تحت أضواء المدينة وبين الزحام )، هناك (أمنية ما تزال تلفظ أنفاسها) ، ثم هناك ذكر للنور مرة أخرى وذكر لـ ( القبس... وهي كلمة توحي بالنور أيضا)، ثم هناك ذكر للحلم الذي ما يزال حيا في قلوب النساء وهو ما يؤشر إلى أن المرأة تقاد بقلبها فحتى الحلم يأتي من القلب عند بنات حواء حسب الكاتبة...حلم لرجل بديع يأتي من نجم بعيد...تنتظره النساء منذ ألف عام وفي ذلك كناية ربما عن معاناة المرأة التي تظل في انتظار الرجل فيكون للزمن معنى آخر...
ونجد أن الكاتبة تسخر الحركة في هذه الفقرة بذكر ( زحام المارة ) كما أنها تُسَخِرّ التضاد بذكر ( تلفظ أنفاسها + حيا )، وتضاد أخر يتمثل في (المرأة + والرجل)...ونجد الكثير من النور والإضاءة وكأننا في مشهد تصويري.
وفي النص تشخيص للأمنية وكأنها كائن حي يلفظ أنفاسه...وتتمنى على النور أن يعطيها قبسا..وفي نفس الوقت تنفي عن الرجل إنسانيته بأن تجعله مثل تمثال...وفي ذلك ما يشير إلى ذلك الصراع المبطن بين الذكر والأنثى...رغم أن الواحد منهما يظل في انتظار الآخر ولو لألف عام.

ايوب صابر 12-20-2011 04:41 PM

تابع ...قراءة معمقة لنص ارض النساء " الجزء الثاني ":
هناك تحت أضواء المدينة وبين زحام المارة .. أمنية لا تزال تلفظ أنفاسها .. تتمنىعلى النور أن يعطيها قبساً .. هو الحلم لا يزال حياً في قلوب النساء منذ أعوام .. ألف عام ولا تزال كما أنت .. أتيت من نجم بعيد .. لتحل بيننا كتمثال.. لكنه بديع ..

أي امرأةٍ من النساء أكون؟ كان يجب أن لا أقحم ليال بين صديقاتيالأخريات اللاتي لا يكترثن بمشاعر غيرهن.. ولا يفهمن سوى العبث والسخرية من بعضهن .. أو ليتني لم أنقل أية تفاصيل عنها ..
هكذا كنت أحدث نفسي فيما كنت منشغلةبترتيب المنزل بعد مغادرة صديقاتي, وأما زوجي وائل فقد وصل هو الآخر بعد أن قضىسهرته بين أصدقاءه في المنتزه....وبينما كنا نشاهد التلفاز .. أحس بشرودي وعلاماتالضجر باديةٌ علي ..
- كيف كانت السهرة ؟
- آه .. لا تذكرني
- هل حدثشيء ؟
- لا أعرف .. لماذا لا تسير الأمور على ما يرام .. في كل مرة .. لابد أنتتضايق إحداهن من أخرى ولو كان أمراً تافهاً
- الحمد لله أنني رجل
- فعلاً .. الحمد لله أنك رجل .. فأنت لا تنقصني
- كما هي عادتك .. تتضايقين بسرعة ..

سادت لحظات صمتمعدودة لم أستطع إلا قطعها في بث ما يؤرقني

- لاأعرف .. شعرت أن ليال غير منسجمة مع البقـية ..
- وما الداعي لهذا الشعور ؟؟ هذهالمرة الأولى التي تأتي فيها منزلنا .. هل يعرفون شيئاً عنها؟؟
- لا .. هو مجردشعور .. ربما كانت الأجواء جديدة عليها ..

رد وائل وهو منشغل بتقليب محطاتالتلفاز

- أو ربما بالفعل لم تنسجم .. بالكاد تهتم بأمور زوجهاوأولادها
- وائل .. وكأنني لا أهتم بك أو بالأولاد ..!
- ههههههه .. نعمتهتمين .. ولكن تختلف السيدات في أهتمامهن وأولوياتهن .. يا سيدتي ..

نظرتإليه نظرة استنكار .. فأنا لازلت مقتنعة بأنه كباقي الرجال ..ليس له إلا كلمة أوموقف يبني عليه أحكامه .. دون أن يكلف نفسه عناء المناقشة أو الحوار ..

- اطمئن يا عزيزي أنت من أولى اهتماماتي
- أوووووه ... حقاً ؟؟ كم أنا سعيد ..شكراً على كل حال
- عفواً
إذ نعبر متن النص الثاني نسمع صوت الراوية بطلة القصة ( ياسمين) وهي تلوم نفسها على ما فعلته بصديقتها ( ليال ) حيث نجد أن القاصة تستثمر هذا الوصف لاستكمال بناء الشخصية لبطلة النص (ياسمين) وفي نفس الوقت البدء بإضافة الرتوش لبناء شخصية ( ليال ) التي تبدو بأنها ستكون نقيض البطلة antagonist . ثم تقوم الكاتبة بإدخال شخصية جديدة وهي هذه المرة شخصية ( وائل ) زوج ياسمين...وتستمر الكاتبة الحوار الذي يدور بينها وبين زوجها لتقديم مزيد من المعلومات حولها وحول نقيضها ( ليال ) ومن ثم حول الرجل الذي لا نعرف ماذا سيكون دوره في الرواية..لكن مجرد حضوره من خلال هذا النقاش جعل الحدث يبدو واقعيا، وجعل النص ينبض بالحياة...كما ان الكاتبة تستثمر الحوار ربما لتلقي الضوء حول الطريقة التي يفكر فيه الرجل مقارنة مع المرأة وفي ذلك ابراز للتضاد والصراع الذي يجعل النص اكثر حيوية.
ونجد ان الكاتبة حشدت في هذا الجزء من النص كلمات ذات دلاله ولها وقع وتأثير كبير على المتلقي مثل ( أقحم، مشاعر، عبث، سخرية، أحس، ضجر، تتضايق، صمت ، يؤرقني، شعرت، شعور، منشغل، استنكار، سعيد).
وهي أيضا تستثمر هنا مجموعة من المحسنات مثل استخدام كلمات تستثير المشاعر، وكلمات اخرى تدل على الحركة والنشاط ( منشغلة ، ترتيب) ، وكلمات فيها تضاد ( مغادرة + وصل+) ، وكلمات تستثير الحواس ( احدث نفسي+ كنا نشاهد+ نظرت + نظرة ).
ونجد أيضا آن هذا الجزء من النص يكشف لنا عن أنواع ثلاثة من الصراع..أولا صراع نفسي داخلي في نفس البطلة ( ياسمين) حيث نجدها تلوم نفسها على ما فعلته بصديقتها الجديدة (هكذا كنت أحدث نفسي)، وثانيا صراع بين الزوج وزوجته حول الأولويات (نظرتإليه نظرة استنكار .. فأنا لازلت مقتنعة بأنه كباقي الرجال ..ليس له إلا كلمة أوموقف يبني عليه أحكامه )، وثالثا صراع بين البطلة ونقيضتها ويظهر ذلك من خلال الحوار الذي دار بين ياسمين وزوجها وائل.
يتبع،،،

سناء محمد 12-20-2011 09:33 PM

أخي الفاضل ايوب صابر .. اشكرك جزيل الشكر على كل ما تقوم به

بارك الله بك وسدد خطاك لما هو خير

سناء محمد 12-20-2011 09:34 PM

اخي الفاضل طارق الأحمدي .. أشكرك كثيراً على وقفاتك المتتالية في نصوصي .. ممتنة لك ولكل ما كتبت

دمت بحفظ الله ورعايته

سناء محمد 12-20-2011 09:34 PM

ريما ريماوي .. بارك الله بك اختي الطيبة

دمت بحفظ الله ورعايته

ايوب صابر 12-22-2011 12:01 PM

تابع ...قراءة معمقة لنص ارض النساء " الجزء الثاني ":

نستمر في هذه القراءة المعمقة لنص " ارض النساء"..

لازالت أحاديثنا متشابهة .. سنواتنا الخمسة عشرقضيناها كفصول سنةٍ جديدة لا تنبئ بشئ .. وأعاصير من التيه والخوف لا تزال تجتاحكياني في كل مرة أختلف فيها معه ولو كان أمراً صغيراً .. لازلت أسمع ذات الشكاوى منصديقاتي هنا وهناك .. وإن اختلفت الصيغة .. وإن اختلفت الألفاظ .. ولكنها في الغالبتتشابه كثيراً .. الزوجات غير راضيات .. والأزواج كذلك .. كثيرٌ من الأمور في نظرالرجال لا تعني شيئاً ولكنها كل شيء بالنسبة لنا .. حتى ليال تلك التي يعتبرهاالرجال المرأة المثالية , لديها من الحزن الكبير ما يجعلها امرأةً تعيسة ..

- ليال شعرت بأنك لم تكوني مرتاحة بيننا ..
- لا .. على العكس ياياسمين .. كانت أمسيةً جميلة .. رأيت وجوهاً جديدة .. وكسرت فيها بعض الروتين .
- هن صديقاتي هكذا .. ثرثارات .. ومزاجهن متقلب .. يمزحن مع بعضهن من دون أيخطوط حمراء أو حتى صفراء ..
- ههههههه .... بالفعل أشكرك على دعوتي .. لديكصديقات لهن روح عالية ..
- ولكني تمنيتك لو تأخرتي ..
- في مرات أخرى .. أكونأكثر استعداداً .. سأكون من أوائل الحاضرات

في كل مرة أتكلم معها أشعر بأنالعالم لا يزال بخير ... طيبتها كبراءة الأطفال قلما أجدها عند أحد .. ولديها منالحياء ما أصبح قليلاً بين نسوة هذه الأيام .. لم تكن كباقي النساء .. بل كنت أراهافي ثوب قديسة .. وكانت من الحشمة ما يجعلها كمريم العذراء .. ربما هذا الذي أزعجهن .. فلا تغار المرأة إلا ممن كانت تتفوق عليها في العقل والأدب ..

وفي هذا الجزء ما نزال نسمع صوت بطلة النص الراوية ( ياسمين ) وهي تتحدث لنفسها Monologue عن طبيعة علاقتها مع زوجها ( وائل )، ومن خلال هذا الحديث تبرز الكاتبة من ناحية ما تشعر به المرأة من بنات ارض النساء من ملل كنتيجة لرتابة الحياة الزوجية فعلى الرغم أن عدد سنوات الزواج وصلت إلى الـ 15 سنه لكنها كانت رتيبة (كفصول سنة جديدة لا تنبئ بشيء).

ومن ناحية أخرى تبرز الكاتبة ذلك الصراع النفسي الداخلي وذلك الألم والخوف الذي تكنه المرأة من بنات ارض الناس، ذلك ربما لان عصمة المرأة في يد الرجل، ولا تعرف هي متى ستنتهي علاقتها به ولو كان الخلاف معه أمرا صغيرا فهو المتحكم والمسيطر ( وأعاصير من التيه والخوف لا تزال تجتاحكياني في كل مرة أختلف فيها معه ولو كان أمراً صغيراً).

ولكن هذا الخوف الذي تشعر به بطلة النص (ياسمين) لا يقتصر عليها لوحدها فهي تسمع ذات الشكوى من صديقاتها ...وكأن لا احد من بنات ارض النساء راضية عن زوجها وكذلك الازواج...والسبب كما تورده بطلة النص هو الاختلاف في الرؤيا والأولويات (كثيرٌ من الأمور في نظرالرجال لا تعني شيئاً ولكنها كل شيء بالنسبة لنا .. حتى ليال تلك التي يعتبرهاالرجال المرأة المثالية , لديها من الحزن الكبير ما يجعلها امرأةً تعيسة) .

ونجد أن القاصة تعود في هذه الفقرة للحديث عن شخصية نقيض البطلة ( ليال ) لترسم هذه الشخصية بوضوح أكثر وتبرز تلك الصفات التي تجعلها نقيض لبطلة النص (يعتبرهاالرجال المرأة المثالية , لديها من الحزن الكبير ما يجعلها امرأةً تعيسة) فهي من ناحية امرأة مثالية في نظر الرجال لكنها حزينة أيضا كباقي نساء ارض النساء.

وفجأة نجد أنفسنا نستمع لحوار بين ( البطلة ياسمين ) ونقبض البطلة ( ليال ) ويدور على ما يظهر من خلال الهاتف ومن خلال هذا الحوار تتعمد الكاتبة تقديم مزيد من سمات شخصية ( ليال ) فهي متسامحة لكنها تبدي مثل باقي نساء (ارض النساء) حاجتها لكسر الروتين الذي يبدو انه مشكلة نساء ارض النساء كلهن بلا استثناء.

وتستكمل الكاتبة رسم شخصية ( ليال ) من خلال تقديم مزيد من صفات شخصيتها فهي: طيبة، ولديها حياء، ليست كباقي النساء، بل هي اقرب إلى قديسه، محتشمة، واقرب إلى صورة مريم العذراء، وذات عقل وأدب...( في كل مرة أتكلم معها أشعر بأنالعالم لا يزال بخير ... طيبتهاكبراءة الأطفال قلما أجدها عند أحد .. ولديها منالحياء ما أصبح قليلاً بين نسوة هذه الأيام .. لم تكن كباقي النساء .. بل كنت أراهافي ثوب قديسة .. وكانت من الحشمة ما يجعلها كمريم العذراء .. ربما هذا الذي أزعجهن .. فلا تغار المرأة إلا ممن كانت تتفوق عليها في العقل والأدب) ومن خلال هذا الوصف تبرز الكاتبة بعض صفات نساء ارض النساء بشكل عام...وهو ما يزيد من حدة الصراع والتضاد الذي يكون له وقع كبير على عقل المتلقي....ويزيد من حدة التشويق والشد في النص.

ولا شك أن الكاتبة تمكنت من تضمين النص عدد من عناصر الشد والتأثير مثل استثارة الحواس من خلال استخدام كلمات لها ارتباط بالحواس ( أحاديثنا + اسمع+ نظر + رأيت+ ثرثارات+ اراها ) ومن خلال استخدام الأرقام وهي لغة الكون ( سنواتنا الخمسة عشر)، وتسخير التضاد مثل (الازواج + والزوجات , احاديثنا + اسمع) ، وهناك ايضا استثارة للمشاعر من خلال استخدام حشد من الكلمات ذات الدلالة ( التيه + الخوف+ الحزن الكبير+ تعيسه + شعرت+ اشعر) ولا يفوت الكاتبة تسخير الالوان ايضا بذكرها ( احمر + اصفر وقد أبدعت القاصة في وصف ما تشعر به المرأة من خوف وقلق كونها ملحقة بالرجل من خلال هذه الصورة المعبرة والتي رسمتها لتعبر فيها عن مثل تلك المشاعر ( وأعاصير من التيه والخوف لا تزال تجتاحكياني في كل مرة أختلف فيها معه ولو كان أمراً صغيراً)...وهي كلها عناصر تجعل النص بديعا جميلا له تأثير ووقع على المتلقي مما يجعله مشدود للنص وراغب في متابعة ما يجري، منتظرا الى اين ستطور الاحداث.

واجد أن الكاتبة نجحت حتى الآن في رسم الشخصيات الثلاث في النص ( ياسمين + و وائل + ليال) بشكل جيد. والجميل أنها استخدمت تكتيك إدخال كل شخصية بصورة منفصلة، وبشكل متتابع مما سهل على المتلقي استيعاب هذه الشخصيات بسهولة وبتدرج. فقد بدأت برسم صورة ياسمين ثم وائل ثم ليال... وسوف ننتظر إن كانت ستتمكن من جعل هذه الشخصيات دينامكية نامية ومتطورة (dynamic ) أم أنها ستصبح شخصيات جامدة مملة؟

سننتظر لنعرف أن كانت ستتمكن من جعلنا نحب ليال؟ ونكره ياسمين؟ أم أن الأمور ستنقلب لنتعرف على شخصية ليال الحقيقية والتي سيتبين أنها إمرة شريرة أي ذئب في جلد حمل؟

كما سننتظر لنعرف هل ستنجح الكاتبة في رفع وتيرة الصراع بين البطلة ونقيضها أم أن الأحداث ستتوجه اتجاهات أخرى لا نعرفها حتى الآن؟ ام انا بصدد التعرف على نوع آخر من الصراع؟
- فهل ستكون ليال سببا في طلاق ياسمين من وائل مثلا؟
- هل يتزوج وائل من ليال؟
- أين ستتجه هذه الأحداث؟
- أم أننا ما نزال في المقدمات؟
- وأين سينصب تركيز الكاتبة؟
- هل هو على علاقة الرجل بالمرأة؟
- أم هو ما تواجهه المرأة في عالم النساء من ملل وخوف وقلق كنتيجة لتحكم الرجل بأرض النساء؟
- وهل ستكون الكاتبة قادرة على نقل مكنونات نساء ارض النساء وكشف المستور؟
- هل ستتمكن من النفاذ على عقول وقلوب النساء وتعكسه لنا من خلال أحداث هذه الرواية؟
- فقط الكاتبة هي التي تعرف أين ستأخذنا فلا بد أنها ووضعت تصورا كاملا لنص ارض النساء هذا؟؟؟!!!

ملاحظة على النص: أعتقد ان الانتقال من الحديث النفسي الى الحوار عبر الهاتف يحتاج الى رابط حيث يمكن اضافة جملة مثل " احست برغبة شديدة لمهاتفت ليال وتبادل اطراف الحديث معها"...او شيء من هذا القبيل والرأي لك طبعا فانت مبدعة النص ولك الحرية في اختيار الشكل الذي ترغبين.

يتبع،،



والان ،،،

تعرف على سر الأفضلية في أفضل مائة رواية عربية هنا على الرابط أدناه :






ايضا ،،
تعرف على سر الروعة في أروع 100 رواية عالمية على الرابط ادناه:




سناء محمد 12-26-2011 11:19 PM



لا تزال أبخرة الماضي تتصاعد من فوهة الألم كلما تسعرت ألسنة الذكريات .. أنا السبب .. هو .. وربما هي .. لازلنا بحاجةٍ إلى كثيرٍ من الرهانات .. فلا يزال الوقت مبكراً على إعلان النتائج .. الخاسرة



كان الجميع مستغرقاً بالنوم عداي , وبالرغم من التعب الذي شعرت به خلال النهار لم أستطع الاسترخاء أو أخذ قسطٍ من الراحة .. منذ أعوام وأنا لا أستطيع ترك هذه العادة , أو ربما التخلص من معاناتي مع الأرق .. انتظرت طلوع الفجر بفارغ الصبر , وأيقنت بأنني هذه الليلة قد غرقت في دوامة القلق ..
وما أن بدأت ساعات الليل تسفر عن مخاض فجرٍ جديد , يحمل بين طياته مزيداً من التساؤلات وكذلك الأعمال .. تسللت من سريري بهدوءٍ لئلا أوقظ وائل من نومه .. وقمت بتفقد أبنائي وتغطيت من تكشف منهم ..
كان الصباح باكراً ورائحة الندى لا تزال تعبق بالأرجاء .. شعرت برغبةٍ كبيرة ٍ بالخروج إلى باحة الدار .. فتناولت شالاً رمادياً لا تزال ذكريات أمي عالقةً به منذ الشتاء المنصرم ..

- ارتدي هذا الشال .. قد قمت بغزله من بقايا كور الصوف التي زادت لدي ..
- ولكن لونه لا يعجبني
- يبقى ذلك أفضل من جلوسك هكذا وأنت تشعرين بالبرد ..

في كل مرةٍ أتذكرها أشعر بالندم على ضياع أوقاتٍ كثيرة لم أعبر فيها عن امتناني أو ..... ربما حبي الكبير لها !! ولكني أشبهها كثيراً , لكم تمنيت التخلص من كبريائي وعنادي اللذان يلازماني مع من حولي ..

لديك شخصية مزاجية .. أو ربما تفتقدين إلى الثقة .. كلا .. قلتها بملء قناعتي و أنا أدافع عن نفسي أمام زوجي الذي أتخذ من الحياد ملاذاً من التدخل بيني وبين أخته .. تلك الماكرة .. تصر في كل مرةٍ أن أبدو بغاية السوء أمامه .. ولكني لن أسمح بتكرار حماقتي معها أو مع غيرها أوالمبالغة بالثقة مع أحد ..
كنت لا أزال أستثير ذكرياتي و أتجرع مرارة بعضها دون أن أشعر بالوقت وقد بدأ يتراكض من أمامي ..هاهي شمس الشتاء الباردة تدغدغني بأشعتها .. ورويداً رويداً بدأ أبنائي بالإستيقاظ واحداً تلو آخر إلى أن قام وائل من نومه إثر الأصوات المتعالية ..

- صباح الخير
- صباح النور
- استيقظت باكراً !
- بل قل لم تنامي بعد
- يا روحي .. ستقضين النهار بالنوم ؟؟
- لا .. اطمئن تدبرت أمري مع إيمان منذ البارحة
- إذن حضري الفطور بينما أجهز نفسي
- وهل ستخرج ؟؟
- إذا لم تمانعي




سناء محمد 01-30-2012 10:45 PM




تتأرجح الأشواق بين ربيعٍ وخريف .. تلك الساقية جفت .. و طرزت قلوبنا شالات عناق بالية .. قد أغمضنا أعيننا عن حمد الوصال .. بعد أن تكسرت زجاجة العطر وتناثر عبيرها في الفضاء




في قاموس الحياة الزوجية تبقى الكثير من الكلمات معلقةً وبلا معنى , غالباً ما تدرج تحت بنود التأويلات أو الظنون ..
عادةً ما تختلف الإجابات باختلاف المدارك .. ولكن بقاءها بهذا الشكل هو الطريقة المثلى لاختصار المناقشات الغير مجدية .. أو ربما كان الأمر أبسط مما أتصور حين أقتنع بأن صبر الرجل على المرأة أقل منه عنها .. لينتهي الأمر حين يتراضى الاثنان بعمل كل واحدٍ منهما ما يحلو له .. فيبدو الأمر بمجمله مثالياً أمام الناس .. المجتمع .. وكذلك أمام نفسيهما ..

بقيت نصف الساعة وتصل صديقتي منزلي لتقلني في نزهة ٍ صباحية بعيدة عن الضوضاء .. وكذلك الأبناء
لم تكن إيمان مجرد صديقة , بل كانت جارةً قديمةً عرفتها بدء حياتي الاجتماعية .. وبالرغم من تباعد الأوقات التي تجمعنا .. إلا أن تواصلنا النفسي لم ينقطع للحظة ..
تناولت ملابسي ذات ألوانٍ فاتحة تناسب لون بشرتي وعيناي الزرقاوان ..
- لا أحب هذه الألوان .. ألا تستطيعين التزام الأسود أو البني في ملابسك وأنت في الخارج ؟؟ فعلاً النساء ناقصات دين ..
أتذكر وائل في كل لحظات حياتي .. تدخله الزائد في شؤوني يشعرني بالتملل الدائم منه .. لم يؤمن يوماً بالديمقراطية , بالرغم من حديثه الدائم عنها وتمجيدها بين أصدقاءه .. ياااااااااه تبدو الحياة من دون الرجال غايةً في البساطة ..

سمعت صوت سيارتها وأنا لازلت أرتب نفسي , فسارعت في تجهيز نفسي وخرجت إليها وانطلقنا

- منذ زمن لم نأخذ عطلة عن عائلاتنا ..
- صحيح .. ثمة ما يضايقك ؟؟
- هي الدنيا وقصصها التي لا تنتهي , لا أكثر
- بالفعل .. الكل لديه نصيب من التعب والكدر
- هل تعلمين .. أتمنى أن أغيب عن جميع من أعرف
- يا إلهي .. وأنا من الجميع !
- هههههه .. حقاً أتمنى الانفصال عن هذا العالم .. ولو ليوم واحد
- انسي ما أنت فيه وفكري الآن أين سنذهب
- أه .. هذا أهم بالفعل
اتفقنا على مطعم هادئ ذو مساحات واسعة .. وزبائنه قليلون .. وبعد أن اخترنا من القائمة عدة أصناف .. أخذنا بالنبش عن العديد من الأحداث التي مرت علينا خلال السنوات الماضية .. كانت هذه الذكريات بمثابة الدروس التي حفرت داخلي
- ياسمين .. لازلت أتذكر حدثاً عندما كنت جارتي .. واستغربت منه
- نعم .. قوليه
- أتذكر لما كنتِ في المستوصف لساعات ثم جاء وائل لإرجاعك إلى المنزل مع الوقت قد قارب الظهيرة .. كيف أحضر معه الكثير من الخضار وطلب منك أن تقومي بالطبخ بالرغم من تعبك ..
- حقاً .. هل حدث هذا ؟؟ لا أتذكر .. تصدقين !!
- ولكنني أتذكر .. حتى أنني قلت لزوجي حدث كذا وكذا
- يا حبيبي .. ولماذا لم تنصحيني
- لا أعرف .. شعرت بأنك متقبلة للأمور من حبك له
- آه .. لما كنت أحبه .. في الماضي
- لم تتغيري عني .. صدقيني ..
- ولكني تغيرت كثيراً .. مع أنني كنت أسعد ..
- كلنا يتغير .. ولكنه تغير طبيعي وتدريجي ولكن صفاتنا الحقيقيِة تبقى على حالها
- ومن قال لك يا إيمان أنني أحب أن أرجع كما كنت .. أو يرجع الماضي بي
ومع ذلك .. كانت أياماً جميلة .. هل كنت ساذجة ؟؟
- لا تهتمي.. وأنا كذلك كنت ساذجة ولكن في أمور أخرى
- ههههه هل الرجال أذكى منا أم أقسى ؟؟
- أظن أقسى .. إياك أن تعترفي بالأخرى
- أها أنت تقرين بذلك
- لا .. مجرد تنويه
- تقول أحد الدراسات أن عقل الرجل أثقل من عقل المرأة .. ولكن تبقى المرأة أكثر دهاءً
- مجرد كلام للتخفيف عنا .. قلب المرأة لا يطاوعها ..
- صدقيني يا إيمان .. سيأتي اليوم الذي نكسر فيه جميع القواعد



الساعة الآن 03:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team