سيدي النبيل ..
كان للحرامي الذي انهكته البطالة والعوز ثوابت فرضها عليه ما تبقى من ضمير .. فصار لا يستبيح داره ولا جاره , رغم ما يمتلكه من مساحات هائلة من اللامبالاة , والجرأة.
أما لصوص اليوم المصنعين بدكاكين سيئة السمعة في الشوارع الخلفية والغرف الرطبة .. اهترأت ضمائرهم تماماً , فاستباحوا الشرف والمال والدم والذاكرة التأريخية .. وسرقوا الدار قبل الجار نهاراً جهاراً .. وكرّموا الأرامل بسحل أبنائهن إلى مصحة (بوكا ) العقلية , ومصحة ( أبوغريب ) النفسية .. سحلوهم ولم يبلغوا سن الرشد بعد .. ولم ينسوا - وفقاً لما تمليه عليهم الشفافية والديموقراطية - توزيع القنابل المسيلة للدموع بعدالة لا توصف .. وزرعوا الطرقات بالأسلاك الشائكة لتكتظ عليها الخفافيش ..
سيدي النبيل .. لقد إنكسر الضوء فتسربت العتمة إلى الدروب .. كل هذا على مسمع ومرأى الجميع .. فاسقني الشاي وغنّي .. لكننا لم ننس سماع النشيد الوطني قبل النوم كمخدر مؤقت لهتك ما تبقى من ستر الليل .. لأن بنات أفكارنا عاريات .. ننشد ( اريد الله يبيّن حوبتي بيهم ) .. ومعذرة لحرامية حبل الغسيل وقناني الغاز الظرفاء .. وانتقامي من الحرامي.

رائعة هذا الإلتقاطة "بقيت المهنة وهربت الأخلاقية"
كونها تشي بملامح العصر الحجري الحديث هذا.
نعم.. كانت لهذه الفئة أخلاقيات، حينما كانت الحياة نقية من الساسة وتجار الحروب.
وياليت لو اكتفوا بسرقة الكحل أيتها العطرة.. لكنهم سرقوا حتى يبريق العيون.
دمتتِ مدججة بالألق.