منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   التوسل ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15000)

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 08:18 PM

التوسل !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته ، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فدعوة الإسلام _وهو الدين الحق _ هي التوحيد ،و التوحيد هو مطلوب الله من عباده ؛و له أرسل الأنبياء و الرسل وشرع الشرائع و أنزل الكتب و خلق الجنة و النار ، فمن عبد الله بالتوحيد الخالص فله رضوان الله و جناته ،و من أشرك معه غيره كبَّه على وجهه في نار السعير،و من هذا الشرك هو دعاء غير الله و طلب الحاجات و الاستغاثة بغير الله ، و السجود عند أعتاب الأضرحة و قبور الأولياء و الصالحين .
و من أول الخلق كان هناك المؤمن و الكافر كما قال تعالى:
(
هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة التغابن -آية(2) ، و من حيل إبليس و تلبيسه على أهل الأهواء و البدع
تزيين عبادة غير الله بمسميات باطلة و شعارات زائفة لا تغير من حقيقة شركهم و لا تنفي الوصف عن ذات ضلالاتهم قيد أنملة
،فرفعوا تلك الشعارات فعادوا الله بها و حاربوا أولياء الله الصالحين و أكلوا أموال الناس بالباطل، فوجب على أهل الحق أن ينتصروا لله تعالى و لدينه و لكتابه و لنبيه صلى الله عليه و سلم بالدليل و الفهم المستقيم .

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 08:52 PM

و لقد عمد أعداء الله من يهود و نصارى و من شاكلهم على محاربة الإسلام بالسيف فلما أعياهم سلكوا مسالك الكيد؛ فزرعوا بين المسلمين أئمة الضلال لتشتيت الصف و فرقة الجماعة فظهرت الطوائف المبتدعة عقديا وعمليا كالمتصوفة و الروافض و المعتزلة و الأشاعرة و الجهمية و الخوارج المكفرة و..... الخ ، و كلٌّ يدعي الحق و اتباع السنة المطهرة ، و كلهم مع تباغضهم و تناحرهم و تسفيه بعضهم أحلام بعض اتفقوا على معاداة طائفة واحدة و هم أهل الحديث أو ما يعرفون بأهل السنة و الجماعة الذين يفهمون الدين من كتاب و سنة على مراد الله و مراد نبيه صلى الله عليه و سلم و فهم السلف و على رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم .

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 09:01 PM

و صاحب البدعة و الضلالة لا يجد له من كتاب الله و لا من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم مستندا و لا دليلا يعضِّد به مروقه من الدين فيذهب إلى المتشابه فيثير الشبه و يروج مسائل الخلاف ظناً منه أن هذا يغنيه بين يدى الله أو يعفيه من بيان حقيقته من قبل الراسخين في العلم و صدق الله تعالى:
( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ( 7 ) ) سورة آل عمران.
و من هذه الشبه التي يثيرها دعاة الشرك و عبادة العباد و صرف العباد عن ربهم لما سواه شبهة ( التوسل و الوسيلة).
فإذا قام من ينهى عن زيارة الأضرحة والتبرك بها و بتربتها و دعاء أصحابها من دون الله و استغاثتهم ، أو التوسل بهم _ و هم أموات_ إلى الله لتعجيل قضاء حاجاتهم ، شنعوا عليه و حرفوا كلام الله عن مواضعه و تأوَّلوا كلام الله تعالى و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم تأولا سقيما و استدلو بحجج واهية لا تصمد لمنطق الشرع و لا الفهم المستنير بالوحيين، و سنناقش مسألة التوسل و سنرد بعون الله على مزاعم من أجاز دعاء غير الله أو التوسل بالموتى.

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 09:19 PM

و من الموجز المفيد في هذه المسألة جواب الشيخ صالح بن محمد المنجد في موقع ( الإسلام سؤال و جواب ) ففي المسألة رقم:
979: أنواع التوسل

السؤال : ما هي أنواع التوسل ؟


الحمد لله
التوسل والوسيلة يراد به أحد أمور أربعة :
أحدها : لايتم الإيمان إلا به ، وهو التوسل إلى الله بالإيمان به وبرسوله وطاعته وطاعة رسوله ، وهذا هو المراد بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) سورة المائدة 35 [ ويدخل في هذا ؛ التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته والتوسّل إليه بطاعات عملها المتوسّل يسأل الله بها ونحو ذلك]
والثاني : التوسل إلى الله بطلب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وطلب المؤمنين بعضهم بعضاً أن يدعو لهم ؛ فهذا تابع للأول ومرغب فيه .
الثالث :التوسل بجاه المخلوق وذواتهم ، مثل قوله : اللهم ! إني أتوجه إليك بجاه نبيك أو نحوه ؛ فهذا قد أجازه بعض العلماء ، ولكنه ضعيف ، والصواب الجزم بتحريمه ؛ لأنه لا يتوسل إلى الله في الدعاء إلا بأسمائه وصفاته .
الرابع : التوسل في عرف كثير من المتأخرين ، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به ( والاستغاثة بالأموات والأولياء ) ؛ فهذا من الشرك الأكبر؛ لأن الدعاء والاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله عبادة ، فتوجيهها لغير الله شرك أكبر . والله أعلم.


الشيخ محمد صالح المنجد

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 09:29 PM

يزعم أهل البدع أن التوسل البدعي كان حلالا حتى حرمه ابن تيمية و هذه من عجائب الافتراءات ، و قد رد عليه أهل العلم قديما و حديثا و من هذا ما جاء في موفع اسلام ويب في المسألة رقم (81554 ) تحت عنوان :
(
آراء العلماء في التوسل بالأنبياء والصالحين قبل ابن تيمية)

و نصها و الجواب عنها :
(

كانت لدي مناظرة مع أحد الأصدقاء عنده اعتقاد بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين، ويقول قبل شيخ الإسلام كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين جائزا، ولكن شيخ الإسلام منعه، ولديه أدلة كثيرة من السنة تأكدت منها في موقعكم وأكثرها صحيح، فما هي أقوال الأئمة الأربعة في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين؟ وما هو شرح الأحاديث الواردة في هذا الباب من شرح العلماء قبل شيخ الإسلام؟ أنا أعلم آراء شيخ الإسلام ومن بعده، ولكنه يريد أقوال العلماء قبل شيخ الإسلام، وفقكم الله.



الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التوسل بالأنبياء والصالحين بمعنى سؤال الله بذواتهم، كقول: اللهم إني أسألك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو أدعوك بحق فلان، فيه خلاف مشهور بين المتأخرين، وأما الأئمة المتقدمون: فقد نص أبو حنيفة على كراهته، جاء في شرح الطحاوية لابن أبي العزالحنفي: وإن كان مراده الإقسام على الله، فذلك محذور أيضا، لأن الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فكيف على الخالق؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد أشرك ـ ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام، والمشعر الحرام، ونحو ذلك حتى كره أبو حنيفة ومحمد ـ رضي الله عنهما ـ أن يقول الرجل: اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك، ولم يكرهه أبو يوسف ـ رحمه الله ـ لما بلغه الأثر فيه. اهـ.
وقال ابن تيمية: وأما إذا قال: أسألك بمعاقد العز من عرشك ـ فهذا فيه نزاع، رخص فيه غير واحد، لمجيء الأثر به، ونقل عن أبي حنيفة كراهته، قال أبو الحسين القدوري في شرح الكرخي: قال بشر بن الوليد سمعت أبا يوسف قال: قال أبو حنيفة رحمه الله: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعقد العز من عرشك، أو بحق خلقك، قال أبو يوسف: بمعقد العز من عرشه هو الله، فلا أكره هذا، وأكره: بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت والمشعر الحرام، بهذا الحق يكره، قالوا جميعًا: فالمسألة بخلقه لا تجوز، لأنه لا حق للخلق على الخالق، فلا يجوز أن يسأل بما ليس مستحقا ولكن معقد العز من عرشك هل هو سؤال بمخلوق أو خالق؟ فيه نزاع بينهم، فلذلك تنازعوا فيه، وأبو يوسف بلغه الأثر فيه: أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة، فجوزه لذلك. اهـ.
والكراهة قد تطلق عند المتقدمين والمراد بها التحريم، قال ابن تيمية: والكراهية في كلام السلف كثيرا وغالبا يراد بها التحريم. اهـ.
وأما الإمام مالك: فلم ينقل عنه جواز هذا النوع من التوسل، قال ابن تيمية: وهذا التوسل بالأنبياء ـ بمعنى السؤال بهم ـ وهو الذي قال أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم: إنه لا يجوز، ليس في المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك، فضلاً أن يجعل هذا من مسائل السب، فمن نقل عن مذهب مالك: أنه جوَّز التوسل به بمعنى الإقسام به أو السؤال به فليس معه في ذلك نقل عن مالك وأصحابه فضلاً عن أن يقول مالك: إن هذا سب للرسول أو تنقص به، بل المعروف عن مالك أنه كره للداعي أن يقول: يا سيدي سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم، وكره أيضاً أن يقول: ياحنان يامنان، فإنه ليس بمأثور عنه فإذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء، إذ لم يكن مشروعاً عنده، فكيف يجوز عنده أن يسأل الله بمخلوق نبيًّا كان أو غيره؟!. اهـ.
وأما الإمام أحمد فقد نقل ابن تيمية عنه مشروعية التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وقد ذكر المروذي في منسكه عن الإمام أحمد بن حنبل أن الداعي المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل به في دعائه، فهذا النقل يجعل معارضا لما نقل عن أبي حنيفة وغيره. اهـ.
ولم نقف على كلام للإمام الشافعي في هذه المسألة، وفي كلام ابن تيمية أنه نقل عن المتقدمين، فقد قال: بخلاف قولهم أسألك بجاه نبينا أو بحقه، فإن هذا مما نقل عن بعض المتقدمين فعله، ولم يكن مشهوراً بينهم ولا فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل السنة تدل على النهي عنه، كما نقل ذلك عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما. اهـ.
لكن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة يرون جواز هذا النوع من التوسل، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 11669.
وقد ذكرنا بعض أدلتهم في الفتوى رقم: 17593.
وهذا النوع من التوسل الراجح أنه محرم وليس بمشروع، إلا أن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف، قال ابن تيمية: وساغ النزاع في السؤال بالأنبياء والصالحين دون الإقسام بهم، لأن بين السؤال والإقسام فرقا، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم، والمقسم لا يقسم إلا على من يرى أنه يبرُّ قسمه. اهـ.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً، وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهي عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، لكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وإعطاء الرغبات، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين، فأين هذا مما نحن فيه؟. اهـ.
وانظر للفائدة الفتويين رقم: 58306، ورقم: 138103.
وننبه إلى الفرق الواضح الجلي بين هذا التوسل المختلف فيه، وبين الاستغاثة الشركية المتفق على منعها، فالأول: سؤال لله تعالى بجاه أو حق خلقه، والثاني: سؤال للمخلوق والتجاء إليه، وهذا هو الشرك الصريح، وهو محرم بإجماع المسلمين وحرمته مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، قال ابن تيمية: فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين. اهـ.
وكثير من الناس يخلطون بين المسألتين، وقد مضى بيان ذلك في الفتويين رقم: 3835، ورقم: 3779.
وكذلك ينبغي التفريق بين التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، وبين طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم بعد موته فإن طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته محرم، ولم يقل بجوازه أحد من أئمة المسلمين، قال الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي: أما دعاؤه هو صلى الله عليه وسلم وطلب استغفاره وشفاعته بعد موته: فهذا لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين ـ لا من الأئمة الأربعة ولا غيرهم ـ بل الأدعية التي ذكروها خالية من ذلك. هـ.
وقد بينا ذلك في الفتويين رقم: 128815، ورقم: 187225.
والله أعلم.



جابر الناصر 10-30-2014 09:35 PM

السلام عليكم
قبل البدء بالبحث وقبل ان يتشعب حيث ذكرت بعض النقاط التي قد يتشعب بها البحث فنحيد عن الموضوع الأساس كنقطة الفرقة الناجية والتي قد تكون على الحق وبعض النقاط الاخرى . وقبل البدء بما لديك من ادلة عن التوسل بالاموات سؤالي الاول في نقطة البحث هو
هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأموات
ان قلت نعم فهل الشهداء أفضل منه وكيف ترفع أعمالنا اليه ؟

جابر الناصر 10-30-2014 09:38 PM

وسنرد لاحقا على النقاط التي ذكرتها آنفا بشيء من التفصيل

جابر الناصر 10-30-2014 10:27 PM

كل ماذكر سابقا لا يعدوا الا موضوعا إنشائيا لايرقى الى البحث العلمي وقد أتيناك بأدلة لم تفندها الا أقوال ابن تيمية وهذا رأيه وفي الحقيقة استغرب من هذا التناقض الواضح فهو يحرم التوسل ومن جهة اخرى يوافق عليه

ففي كتابه الكلم الطيب الجزء الاول ص ١٧٣
يروي عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال له ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال : يامحمد فذهب خدره

والمتبحر في كتب ابن تيمية يجد تناقضات كثيرة

جابر الناصر 10-30-2014 10:35 PM

ثم ان الباحث في كتب السيرة والآثار ككتاب ابن كثير في البداية والنهاية الجزء 6 ص 357 كان شعار المسلمين في معركة اليمامة ( يامحمد)

وتذكر كتب السيرة ان انتصار العرب ( المشركين )على المجوس بمعركة ذي قار ( يامحمد يامنصور ) وعندما وصل الخبر لرسول الله قال ( بي نصروا)

تاريخ اليعقوبي

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 10:41 PM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته!
يسعدني أن أجيب عن كل ما تطرحه في أوجز عبارة و أسهل جملة، و لكن إذا لم تجب ما أطرحه فلن أعير كلامك أيَّ اهتمام.

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183178)
السلام عليكم
قبل البدء بالبحث وقبل ان يتشعب حيث ذكرت بعض النقاط التي قد يتشعب بها البحث فنحيد عن الموضوع الأساس كنقطة الفرقة الناجية والتي قد تكون على الحق وبعض النقاط الاخرى . وقبل البدء بما لديك من ادلة عن التوسل بالاموات سؤالي الاول في نقطة البحث هو
هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأموات
ان قلت نعم فهل الشهداء أفضل منه وكيف ترفع أعمالنا اليه ؟

الدين يؤخذ من كتاب الله ، و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم بالسند المتصل الذي يصححه أهل الحديث و أهل الحديث هم الفرقة الناجية لأنهم يفهمون كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم على مراد الله و مراده نبيه صلى الله عليه و سلم.
و إجابة لسؤالك:
هل النبي صلى الله عليه و سلم من الأموات؟
فالجواب: نعم،
فالله يقول للنبي نفسه صلوات ربي و سلامه عليه:
( إنك ميتٌ و إنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامةعند ربكم تختصمون)
و الله يقول :
( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( 34 ) كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ( 35 ) ) سورة الأنبياء .

و كل هنا تفيد الحصر و لم يستثن الله أحداً من خلقه من ورود الموت عليه.

و لقد مات نبينا صلوات ربي و سلامه عليه شهيدا و إن مات على فراشه بين سحر و نحر أمنا أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها و عن أبيها ، و قصة الشاة المسمومة التي أهدتها يهودية للنبي صلى الله عليه و سلم مشهورة .

و الأنبياء هم خيرة الله من عباده و هم خير من الصديقين و الشهداء ، و أثبت القرآن موتهم و من هذا قول الحقِّ تبارك و تعالى:
(
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)آية 133- سورة البقرة.

و الأنبياء هم دعاة الإسلام و التوحيد و هم يعلمون أنهم بشرُ من طين و أنهم إلى الله صائرون و الموت نازل عليهم لا محالاة و لهذا تأملوا ما قاله القرآن عن نبي الله يوسف الكريم بن الكريم الكريم عليهم صوات ربي و سلامه فى آواخر سورة يوسف:
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) سورة يوسف آية ، فهو يسأل الله الوفاة على الإسلام و الوفاة حضور الموت.


و الله يقول في هذا الشأن في شأن سيدنا سليمان بن داوود عليهم صلوات ربي و سلامه:
( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( 14 ) )


و عقيدة أهل الإسلام قديما و حديثا أنهم يثبتون ما أثبته الله في الكتب المنزلة
من أن الأنبياء يموتون موتة حقيقة ،ففي سورة غافر شاهد عظيم فيما حكاه القرآن من قول مؤمن آل فرعون:
(
ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا .)

و ما يؤكد أن الأنبياء يموتون الموت الذي نعرفه حقيقة و ما يلي:
( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ( 16 ) ) سورة النمل.
و سيدنا زكريا عليه الصلاو و السلام كان يعلم أن الموت يقطع الميت عن تدبير أحواله و أحوال من بعده و لهذا سأل الله أن يهب له وليا صالحا يرثه ، قال الله تعالى عنه:
(

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
كهيعص﴿١ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا﴿٢إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا﴿٣قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴿٤وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا﴿٥يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا﴿٦يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا﴿٧

قلت: و الميراث هنا النبوة و الحكمة ، و الوارث يرث ميتاً مات قبله، فدل على أن الأنبياء بشر و يموتون و لكنه فضل الله الذي آتاهم إياه والله ذو الفضل العظيم .

جابر الناصر 10-30-2014 11:08 PM

لقد قلنا سابقا لانريد ان نتشعب في نقاط البحث اما قولك الفرقة الناجية التي تتبع سنة النبي ابسط امر لايتبعونه ولايأخذون بسنته بعدم قولهم الصلاة الصحيحة عليه كما ورد عنه في احاديث متواترة اللهم صلي على محمد وال محمد
ثم سنأتي بالإجابة عن موت الأنبياء لاحقا

عبده فايز الزبيدي 10-30-2014 11:54 PM

و أما تكملة سؤالك:
(
إن قلت نعم ، فهل الشهداء أفضل منه ،وكيف ترفع أعمالنا اليه ؟
راجع جوابي أعلاه من أن الموت الذي نزل برسولنا الكريم هو الموت الذي قدره الله عل كل خلقه ، و أما حياته بعد الموت فهي حياة برزخية لا كحياتنا التي نعرفها التي فيه الحياة و الموت و الصحة و المرض و الأكل و الشرب ، و هذا غيب لا يعلم كنهه إلا الله وحده ،و ما جاء في السنبة النبوية الصحيحة نقبله لفظاً و معنى و لا نرد شيئا منه و نفهمه على مراد الوحيين و فهم أصحاب رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم،
و لو كانت الصحابة تفهم حياة النبي البرزخية فهمك و فهم من هم على مثل معتقدك يا أستاذ / جابر الناصر !، لم ترك الصحابة رضوان الله عليهم التوسل به و استشارته و الاشتغاثة به.

و سؤالي الآن:
- هل لديك دليل يثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم توسلوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موته أو طلبوا منه النصر أو قضاء الحوائج؟.
_ متى بدأت مسألة التوسل و الوسيلة البدعية ، أيْ في أيِّ قرنٍ أثارتْ المبتدعة هذه الشبهة ،أعني التوسل بالأموت؟

جابر الناصر 10-31-2014 02:04 PM

معتقدي أيها الكريم هو إعلاء شأن النبي صلى الله عليه وآله وان يكون دون الله وفوق ماخلق الله والذي لو بحثت جيدا لن تجد هذه المنزلة التي اعتقدها قد توفرت في كتب وآراء المسلمين

جابر الناصر 10-31-2014 02:06 PM

وأما سؤالك
و سؤالي الآن:
- هل لديك دليل يثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم توسلوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موته أو طلبوا منه النصر أو قضاء الحوائج؟.
_ متى بدأت مسألة التوسل و الوسيلة البدعية ، أيْ في أيِّ قرنٍ أثارتْ المبتدعة هذه الشبهة ،أعني التوسل بالأموت

لقد قلنا ان يكون البحث دقيق السؤال والإجابة فكيف تسأل سؤالان يؤديان نفس المعنى اي ان اثبتنا ان الصحابة توسلوا بالنبي بعد وفاته فهذا ينفي السؤال الثاني


ثم لقد اجبنا على سؤالك لكن لا بأس سنعيده لك وسنزيد

ولكن قبل ذلك سنذكر هذين الفقرتين

جابر الناصر 10-31-2014 02:07 PM

قال الإمام المحدث السلفي الشيخ محمد بن علي الشوكاني في رسالته (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) : أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلب العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي


على أن الشيخ ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه أثبت جواز التوسل بالنبي r دون تفريق أو تفصيل بين حياته وموته وحضوره وغيابه ، ونقل عن الإمام أحمد والعز بن عبد السلام جواز ذلك في الفتاوى الكبرى .

قال الشيخ : وكذلك مما يشرع التوسل به صلى الله عليه وسلم في الدعاء

كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه : ((أن النبي r علم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد r نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه فيَّ)) .. فهذا التوسل به حسن . اهـ ( الفتاوى ج3 ص276 ) .

جابر الناصر 10-31-2014 02:12 PM

هل أشرك ابن عمر

روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".

جابر الناصر 10-31-2014 02:14 PM

أشركت ام المؤمنين

روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

جابر الناصر 10-31-2014 02:15 PM

هل أشرك بلال بن الحارث


في كتاب البداية والنهاية لابن كثير في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة.

جابر الناصر 10-31-2014 02:20 PM

ففي كتابه الكلم الطيب الجزء الاول ص 173
يروي عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال له ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال : يامحمد فذهب خدره

جابر الناصر 10-31-2014 02:22 PM

وسنأتي بالمزيد انشاء الله

عبده فايز الزبيدي 10-31-2014 02:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183209)
معتقدي أيها الكريم هو إعلاء شأن النبي صلى الله عليه وآله وان يكون دون الله وفوق ماخلق الله والذي لو بحثت جيدا لن تجد هذه المنزلة التي اعتقدها قد توفرت في كتب وآراء المسلمين

الله يبارك فيك!
و الحمدلله على أن منطقك منطق محاور يريد الحق فأسأل الله لي و لك الهداية و الاستقامة و الثبات عليهما ! آمين!

أستاذ جابر الناصر!
يقول الله تبارك و تعالى في كتابه الكريم محددا لنا علاقتنا بنبيه صلوات ربي و سلامه عليه على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ) سورة آل عمران .
و يقول الله تعالى:

{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
فمذهب أهل السنة و الجماعة إثبات ما وصف الله به نفسه أو نبيه من غير زيادة و لا نقصان، و من هذا
يقول الله في آخر آية من سورة الكهف موجها نبيه كيف يصف نفسه لمن سأله عن حاله:
(
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)

و هل هناك أصرح من هذه الآية الكريمة:
( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) سورة الإسراء .

فالأنبياء و المرسلون بشر مثلنا و على رأسهم سيدنا محمد بن عبدالله _ صلى الله عليه و سلم يأكلون و يشربون و يتزوجون و يمرضون و يفرحون و يحزنون و يموتون إلا أن الله خصهم بمزيد الفضل و كبير العطاء فقال تعالى:
( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ( 20 ) )

و جاء تحذير المصطفى عليه الصلاة و السلام أمته من الغلو فيه:
(
لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه) صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
و هو سيد ولد آدم كما جاء في الصحيح :
(
أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيامَةِ و لا فَخْرَ ، و بيدِي لِواءُ الحَمْدِ و لا فَخْرَ ، و ما من نَبيٍّ يومَئِذٍ آدَمَ فمَنْ سِواهُ إلا تحتَ لِوائِي ، وأنا أوَّلُ شافِعٍ ، و أوَّلُ مُشَفَّعٍ ، ولا فَخْرَ)

و كونه عبدا لله و رسولا له ، لا ينافي كونه خيرَ خلق الله أجمعين
و خاتم الأنبياء و المرسلين .

و ما شذت عن اجماع المسلمين في تقرير مثل هذه المسائل إلا طوائف البدع و لا مسوغ لإطالة الحديث بذكر أقوالهم و الرد عليها .

عبده فايز الزبيدي 10-31-2014 02:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183210)
وأما سؤالك
و سؤالي الآن:
- هل لديك دليل يثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم توسلوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موته أو طلبوا منه النصر أو قضاء الحوائج؟.
_ متى بدأت مسألة التوسل و الوسيلة البدعية ، أيْ في أيِّ قرنٍ أثارتْ المبتدعة هذه الشبهة ،أعني التوسل بالأموت

لقد قلنا ان يكون البحث دقيق السؤال والإجابة فكيف تسأل سؤالان يؤديان نفس المعنى اي ان اثبتنا ان الصحابة توسلوا بالنبي بعد وفاته فهذا ينفي السؤال الثاني


ثم لقد اجبنا على سؤالك لكن لا بأس سنعيده لك وسنزيد

ولكن قبل ذلك سنذكر هذين الفقرتين

سألتمس لك العذر ، في تركك الإجابة إما لعدم فهمك للسؤالين أو لربما ظننت أن فحوى السؤالين واحد، و لعلك أن تجيب فيما بعد. فلسنا في اختبار س & ج ، المهم أن يأخذ الله بأيدينا لما يحبه و يرضاه من القول و العمل.

عبده فايز الزبيدي 10-31-2014 03:07 PM

أستاذ جابر الناصر
لا مانع عندي من مناقشة كل شبهاتك أو سمها إشكالاتك بشرطين و هما:
_ أن تنسب القول إلى صاحبه و أن تبين الكتاب و رقم الصفحة .
- أن لا تتطرح سؤالاً إلا بعد أن أجيبك على سابقه.
و هذا ما ألزم نفسي به.

و سؤالي :
ما رقم الصفحة التي أوردت منها كلام الشوكاني رحمه الله من كتابه الدر النضيد؟

جابر الناصر 10-31-2014 07:22 PM

سبحان الله
اجبناك بأحاديث وأدلة هنا وفي موضوعك الاخر ثم تقول أين الإجابة بل انا من يسألك أين الإجابة وكأنك لاتقرأ
وتقول أنكم ترفعون من شأن النبي الكريم بينما تؤمنون إيمانا قاطعا ان النبي لم يعرف الله الا بعد البعثة اي بعد ان اصبح عمره أربعون سنة وتؤلون قول الله ( فوجدك ضالا فهدى ) على هذا القول رغم ان النبي خلق نورا قبل آدم وهذا مالم تؤمنوا به وتقولون ان أبوي النبي كافرين والعياذ بالله ليصبح المسيح أفضل منه رغم انه صلى الله عليه وآله كان نورا في اصلاب الساجدين هذا غير الأحاديث الموضوعة والمليئة بالكتب التي تقلل من شأنه وعظمته وحياءه .
عموما أيها الكريم لا اجد بغيتي عندك فالمناورة واضحة من بدءها
فلتكن على ماأنت عليه وسأكون متوسلا بالرسول وقبره وآثاره متشرفا ومتشوقا لذلك

عبده فايز الزبيدي 10-31-2014 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183211)
قال الإمام المحدث السلفي الشيخ محمد بن علي الشوكاني في رسالته (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) : أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلب العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي


على أن الشيخ ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه أثبت جواز التوسل بالنبي r دون تفريق أو تفصيل بين حياته وموته وحضوره وغيابه ، ونقل عن الإمام أحمد والعز بن عبد السلام جواز ذلك في الفتاوى الكبرى .

قال الشيخ : وكذلك مما يشرع التوسل به صلى الله عليه وسلم في الدعاء

كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه : ((أن النبي r علم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد r نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه فيَّ)) .. فهذا التوسل به حسن . اهـ ( الفتاوى ج3 ص276 ) .

_____________________

سأجيبك عن معنى كلام الشيخ الشوكاني رحمه الله ، جاء في ص 18 من كتاب الدر النضيد للشوكاني رحمه الله تعالى :
( و أما التوسل إلى الله سبحانه بأحدٍ من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربِّه ، فقد قال الشيخ عزّالدين بن عبدالسلام : إنه لا يجوز التَّوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه و سلم ، إن صحَّ الحديث.
و لعلَّه يشير إلى الحديث الذي أخرجه النَّسائي في سننه ، و الترمذي و صححه ، و ابن ماجه ، و غيرهم ، أنّ أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال:
( يا رسول الله إني أصبت في بصري فادع الله لي ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : (( توضأ و صلِّ ركعتين ، ثمَّ قل: اللهم إني أسألكَ و أتوجَّه إليك بنبيك محمد ، يا محمد إني أستشفع بك في رد بصري اللهم شفِّع النبيّ فيَّ ))
و قال: (( فإن كان لك حاجة فمثل ذلك )) فردَّ الله بصره. (1)


و للناس في معنى هذا قولان:
أحدهما: أنَّ التَّوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا قال: كنَّا إذا أُجدبنا نتوسلّ إليك بنبيك فتُسقينا و إنَّا نتوسلُّ إليك بعمِّ نبينا . و هو في صحيح البخاري ، و غيره (2) . فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنَّهم كانوا يتوَّسلون بالنبي صلى الله عليه و سلم في حياته في الاستسقاء ، ثم توسل بعمِّه العباس بعد موته ، و توسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو و يدعون معه ، فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى ، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان في مثل هذا شافعاً و داعياً .




و القول الثاني : أن التّوسل به صلى الله عليه و آله و سلم يكون في حياته ، و بعد موته ، و في حضرته ، و مغيبه ، و لا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه و آله و سلم في حياته ، و ثبت التوسل بغيره بعد موته ، بإجماع الصحابة إجماعاً سكوتيا ، لعد إنكار أحدٍ منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه.

و عندي أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بلنبي صلى الله عليه و آله و سلم ، كما زعمه الشيخ عزُّالدين بن عبدالسلام ....)

و جاء في ص 86:
( فمن جاء إلى رجل صالح و استمد منه أن يدعو له فهذا ليس من ذلك الذي يفعله المعتقدون في الأموات ...)
و جاء في ص87 :
( ... و الحاصل أنَّ طلب الحوائج من الأحياء جائز إذا كانوا يقدرون عليها ...)

فيا أستاذ جابر!
مفاد كلام الإمام الشوكاني جواز التوسل بالصالحين في طلب دعائهم ما داموا أحياء، فإن ماتوا فالاستغاثة بهم تحرم و طلب قضاء الحوائج منهم شرك.

فلماذا دلست على الإمام الشوكاني ؟

أما ابن تيمية فهو في غنى عن تعريفي بأنه قامع المبتدعة و قاهر أهل الأهواء،فيستحيل أن يميل مع من هم على مثل معتقدك، و من باب الافتراض ، هات نصا من كلام ابن تيمية يؤكد كلامك !

عبده فايز الزبيدي 10-31-2014 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر;183213[color=blue
]هل أشرك ابن عمر

روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".[/color]

[overline]سند هذا الحديث ضعيف![/overline]
و لو كان يرقى إلى الصحيح لذكره الإمام البخاري في صحيحه.
و أهل الأهواء يستدلون بما تشابه و لا يجدون في المحكم ما يعينهم على باطلهم ، و الحمد لله رب العالمين.
و إليك تتبع أسانيد هذه الرواية و ما حمله عليها العلماء الأفذاذ فيما جاء به العلامة محمد بن صالح المنجد في موقع الإسلام سؤال و جواب:
(
162967: دراسة ما روي في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله

السؤال:
ورد عن ابن عمر في " الأدب المفرد " أنه إذا تخدَّرت قدمه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل هذا العمل مشروع ؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
مدار أسانيد هذا الأثر على أبي إسحاق السبيعي ، رواه عنه خمسة من أصحابه ، وهم :
سفيان الثوري ، وزهير بن معاوية ، وشعبة ، وإسرائيل بن يونس ، وأبو بكر بن عياش .
ولكنهم اختلفوا في رواية الأثر عن أبي إسحاق على أوجه :
1- سفيان الثوري وزهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد قال :
( خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : محمد )
رواه البخاري في " الأدب المفرد " (رقم/964)، والدارقطني في " العلل " (13/242) عن سفيان الثوري باللفظ السابق ، إلا أنه عند الدارقطني بلفظ : " يا محمد ".
ورواه علي بن الجعد في " المسند " (ص/369)، وإبراهيم الحربي في " غريب الحديث " (2/674)، وابن سعد في " الطبقات " (4/154)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (31/177)، عن زهير بلفظ : ( جئت ابن عمر فخدرت رجله فقلت : ما لرجلك ؟ قال : اجتمع عصبها . قلت : ادع أحب الناس إليك . قال : يا محمد . فبسطها ) .

وهذا إسناد لا يثبت بسبب عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي الكوفي ، مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – وفي " العلل " للدارقطني أنه مولى ابن الخطاب -، ترجمته في " الجرح والتعديل " (5/237)، وفي " تهذيب الكمال " (17/142) لم نقف فيها على جرح أو تعديل ، بل قيل ليحيى بن معين رحمه الله : " من عبد الرحمن بن سعد ؟ قال : لا أدري . " تاريخ ابن معين – رواية الدوري " (2953)
وأما قولُ الحافظ ابن حجر في " التهذيب " (6/186): قلت : وقال النسائي: ثقة .
فقد علق عليه الدكتور سعد الحميد حفظه الله بقوله :
" أخشى أن تكونَ هذه عبارة النسائي التي قالها في الراوي الذي قبله ، وهو عبد الرحمن بن سعد المدني الأعرج ، فهو يشتبه معه في الطبقة ، ولذا ذكر المزِّي في "تهذيب الكمال" (17/139-140) توثيقَ النسائي للمدني الأعرج ، ولم يذكر توثيقه للكوفي مولى ابن عمر " انتهى .
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/3004/14542/
تنبيه : ذكر الدارقطني في " العلل " (13/242) أن زهير بن معاوية رواه عن أبي إسحاق ، عن عبد الجبار بن سعيد ، عن ابن عمر . ولم أقف على أصل الرواية .

2- شعبةُ ، عن أبي إسحاق ، عمَّن سمع ابن عمر قال : ( خَدِرَت رِجلُه ، فقيل : اذكر أحبَّ الناس ، قال : يا محمد ) .
رواه إبراهيمُ الحربيُّ في " غريب الحديث " (2/673) .
وفي إسناده ضعف بسبب إبهام الراوي عن ابن عمر رضي الله عنهما .

3- إسرائيلُ ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : ( كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخَدِرَت رِجلُه ، فقال له رَجُل : اذكر أحبَّ الناس إليك : فقال : يا محمد ، قال : فقام ، فكأنما نَشِطَ من عِقال )
رواه ابنُ السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/169)
وهذا إسناد ضعيف أيضا بسبب الهيثم بن حَنَش ، ترجمته في " التاريخ الكبير " (8/213)، وفي " الجرح والتعديل " (9/79)، وليس لأحد من أهل العلم فيه توثيق ولا تجريح ، فهو مجهول الحال كما مثل به الخطيب البغدادي في " الكفاية " (ص/88) على المجاهيل .
ثم في الإسناد إلى إسرائيل راو اسمه محمد بن مصعب القرقساني ، ضعفه ابن معين والنسائي ، وقال ابن حبان : ساء حفظه ، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ; لا يجوز الاحتجاج به . ووثقه آخرون .
تنبيه : ذكر الدارقطني في " العلل " (13/242) أن إسرائيل رواه عن أبي إسحاق ، عن ابن عمر مرسلا . ولم أقف على الرواية .

4- أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السَّبيعي ، عن أبي شعبة قال : ( كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخَدِرَت رِجلُه ، فجلس فقال له رَجُل : اذكر أحبَّ الناس إليك ، فقال : يا محمَّداه ، فقام فمشى )
رواه ابن السني أيضًا في " عمل اليوم والليلة " (رقم/168)
وهذا إسناد ضعيف أيضا لا يدرى فيه من هو " أبو شعبة " هذا ، وأبو بكر بن عياش فيه كلام.

والحاصل أن هذه الأسانيد لا تخلو من علل ثلاثة :
1- اشتمال كل منها على أحد الرواة المجاهيل ، وذلك في طبقة من يحدث عنهم أبو إسحاق السبيعي ، وهم : عبد الرحمن بن سعد ، والهيثم بن حنش ، وأبو شعبة ، وراو آخر مبهم .
2- ثم إن سماع أبي إسحاق السبيعي عن كل من هؤلاء الأربعة غير مثبت في الكتب ، ومعلوم أن أبا إسحاق مشهور بالتدليس ، حتى ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين ، وذلك في كتاب : " تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس " (ص/42)، فيخشى أنه استعمله في بعض هذه الموضع أيضا ، فقد روى الحديث بالعنعنة ولم يصرح بالسماع ، وإن كانت عنعنعة أبي إسحاق الأصل فيها القبول ، غير أن استعمالها هنا في طبقة الشيوخ المجاهيل مدعاة إلى الريبة والتوقف .
3- اختلاف الرواة على أبي إسحاق السبيعي قد يؤدي بالناقد إلى التوقف في صحته بسبب هذا الاضطراب ، خاصة وأن أبا إسحاق قد تغير حفظه ونسي في آخر عمره ، وإن كان بالإمكان ترجيح رواية سفيان الثوري لأنه أحفظ الرواة عن أبي إسحاق ، لكنه ترجيح ظنِّي قد لا يسلم . يقول الدكتور سعد الحميد حفظه الله : " أرجح هذه الطرق رواية سفيان الثوري " انتهى. ويقول الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله : " والمعتمد رواية الثوري " انتهى من " الفتاوى الحديثية ". ويقول الشيخ صالح آل الشيخ : " سفيان من الحفاظ الأثبات ، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ ، وسواه غلط مردود " انتهى من " هذه مفاهيمنا " (ص/52)

ولا يتقوى أثر ابن عمر بما رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/169) قال : حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الله بن روح ، ثنا سلام بن سليمان ، ثنا غياث بن إبراهيم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خَدِرَت رِجلُ رَجُل عند ابن عباس ، فقال ابنُ عباس : اذكر أحبَّ الناس إليك ، فقال : محمد صلى الله عليه وسلم ، فذهب خَدَرُه .
وذلك لأنها رواية شديدة الضعف بسبب غياث بن إبراهيم ، قال فيه أحمد بن حنبل : ترك الناس حديثه . وقال البخاري : تركوه . انظر : " ميزان الاعتدال " (5/406)، وفيه أيضا ضعفاء آخرون .
وقد ضعف الأثر الشيخ الألباني رحمه الله في " ضعيف الأدب المفرد "، والشيخ بكر أبو زيد رحمه الله حيث يقول : " لا يصح في الذكر أو الدعاء عند خدر الرجل أثر ، ولم يرد فيه حديث مرفوع " انتهى من " تصحيح الدعاء " (ص/362)

ثانيا :
ذكر أحب الناس إلى ابن عمر ، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يرد – على فرض صحته - على سبيل الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام ، وإنما ورد على سبيل الذكر المجرد ، وفرق عظيم بين الأمرين .
فالذكر المجرد هو الذي قصده بعض العلماء الذين أثبتوا هذا الأثر في كتبهم ، كالإمام النووي في " الأذكار " (ص/305)، وابن تيمية في " الكلم الطيب " (ص/96) وغيرهم ، فقد كان هذا النوع من علاج الخدر مستعملا لدى العرب قديما ، يرون ذكر الحبيب مهيجا للدم في العروق ، فيكون سببا في ذهاب الخَدَر ، وفي شواهد الشعر العشرات من الأبيات التي تدل على هذا النوع من العلاج العربي ، يمكن مراجعتها في كتاب " بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب " للألوسي (2/320-321)
أما الاستغاثة فتعني أن ابن عمر سأل الشفاء العاجل من خدر الرجل من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس من الله تعالى ، وسؤال الشفاء لا يجوز أن يتوجه إلا لله عز وجل ، فهو الذي بيده الضر والنفع ، وهو الرب المتصرف في الكون كله ، وقد أمرنا سبحانه بسؤاله هو دون سؤال أحد من خلقه – فيما لا يقدر عليه إلا الله – فقال سبحانه : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا . وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا . قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا . قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) الجن/18-20.
يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله :
" فإن صح فلعل الله سبحانه وتعالى جعل في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الأمر خاصية والله أعلم ، ولم يقل : يا محمد أزل خدري ، أو أشكو إليك خدر رجلي ، كما قد احتج بهذا من يجوز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به ، وسؤاله قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات " انتهى من " رسائل وفتاوى أبا بطين " (ص/199)
ومن أراد أن يستدل بهذا الأثر على جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد أبعد النجعة ، وادعى ما ليس في الأثر ، وأسقط جميع أصول الاستدلال وقواعد فهم الآثار ، وتأمل قول الرجل : " اذكر "، ولم يقل : " استغث "، ولا " ادع " إلا في رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق قال : ادع أحب الناس إليك ، ولكن لا شك أن رواية سفيان الثوري أولى وأوثق ؛ لأنه أحفظ وأثبت في أبي إسحاق السبيعي ، ولأن زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد تغير حفظه في كبر سنه أيضا ، فيخشى أن يكون هذا من ذلك .

ثالثا :
على فرض صحة قول ابن عمر : " يا محمد " أيضا – مع أن رواية سفيان الثوري ليس فيها النداء – فذلك لا يلزم منه الاستغاثة ، وإنما يحمل على إرادة استحضار شخص النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه ، فيكون التقدير : يا محمد صلى الله عليك . كما قدره ابن حجر الهيتمي في " الدر المنضود " (ص/236)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قوله : ( يا محمد يا نبي الله ) هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب ، فيخاطب المشهود بالقلب ، كما يقول المصلي : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا ، يخاطب من يتصوره في نفسه وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب " انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم " (2/319)

رابعا :
قوله : ( اذكر أحب الناس إليك ) لا يلزم أن يكون جوابه واحدا لدى جميع من تخدر أرجلهم ، فقد يذكر أحدهم اسم زوجته ، وآخر يذكر اسم والده ، وثالث يذكر اسم صديقه ، ثم قد يكون هذا المذكور ليس من الصالحين ، ولا من العباد المتقين ، بل قد يكون فاسقا لا يلتزم بأحكام الدين ، فكيف يقال : إن الاستغاثة به ، أو حتى ذكر اسمه : سيكون سببا في ذهاب الخدر مباشرة عن الجسم ؟!!

والحاصل أنه لا يصح في هذا الباب شيء .
والله أعلم . )



عبده فايز الزبيدي 11-01-2014 12:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183214)
أشركت ام المؤمنين

روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

كتاب الإحياء أي ( إحياء علوم الدين ) للغزالي كتاب حشاه مؤلفه بعقائد التصوف الباطلة من وحدة الوجود و كل بدعة و ضلالة و لم يمدحه من علماء السلف معتبر في علمه و ديانته ، فكيف بشراحه و شروحوه.
و كما قال الشيخ الألباني رحمه الله:
( إذا كان المنطق سليما و شرحه سقيما فنعود للأصل ، أما إن كان المنطق سقيما و شرحه سليما فلا يغني من الحق شيئا ، فكيف إذا كان المنطق سقيما و شرحه مثله)

فكتاب الإحياء منطقه سقيم فكيف بشرحه؟

أما بخصوص الأثر الذي ذكر فيه السيدة عائشة رضي الله عنها فقد جاء في موقع
إسلام ويب في قسم الفتوى عنه ما يلي:
( ... أما بخصوص هذا الأثر المذكور: فقد ذكره الذهبي في السير وذكر في البطاقات الكبرى بدون ذكر القميص وقال الذهبي: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة والزبير وجماعة من الكبار ـ رضي الله عن الجميع.

ولم نطلع من خلال المصادر المتوفرة لدينا على من حكم عليه بصحة، أو وضع.

والله أعلم.)


عبده فايز الزبيدي 11-01-2014 12:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183215)
هل أشرك بلال بن الحارث


في كتاب البداية والنهاية لابن كثير في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة.

أجاب الشيخ / عبدالله بن عبدالرحيم السحيم عن من طرح مثل هذه الشبهة بقوله:
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/b/9.htm
( ...
ثانياً : قال ابن كثير في البداية والنهاية :
ثم روى سيف عن مبشر بن الفضيل عن جبير بن صخر عن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة فقال : ليس فيهن شيء ، فألَحُّوا عليه فذبح شاة فإذا عظامها حمر فقال يا محمداه ... . اهـ .
وهذا أولاً سياق تاريخي ، وكُتُب التواريخ يَتسمّح فيها العلماء ما لا يتسمّحون في غيرها .
هذا من جهة
ومن جهة ثانية أن العلماء كانوا يَرون إبراز وإظهار الإسناد إبراء للعُهدة ، فابن كثير أحال في هذه القصة على رواية راوٍ أخباري ضعيف ، وهو سيف بن عمر . فأقواله غير معتبرة في الحديث فضلا عن أن تكون مُعتبرة في العقائد !
قال عنه الإمام الذهبي : ضَعَّفَه ابن معين وغيره .
وقال عنه ابن حجر في التقريب : سيف بن عمر التميمي ، صاحب كتاب الرِّدّة ، ويُقال : الضبي ، ويُقال غير ذلك ، الكوفي ، ضعيف الحديث ، عمدة في التاريخ ، أفحش ابن حبان القول فيه . اهـ .
فهو في الحديث ضعيف ، فلا يُستدَلّ بما رواه في الأحاديث فضلا عن أن يُستَدَلّ بما رواه في العقائد .
أما في التاريخ فأمرها يسير ، إذ لا يُبنى عليها أحكام ، ولا يُعوّل على ما في كُتُب التواريخ والسِّيَر غالباً ، ولذا قال الإمام أحمد : ثلاثة كتب ليس لها أصل : المغازي والملاحم والتفاسير ...)

عبده فايز الزبيدي 11-01-2014 12:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر الناصر (المشاركة 183216)
ففي كتابه الكلم الطيب الجزء الاول ص 173
يروي عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال له ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال : يامحمد فذهب خدره

قال عنه محدث العصر الشيح محمد ناصر الدين الألباني:
موضوع

عبده فايز الزبيدي 11-01-2014 12:50 AM

كل أدلة دعاة التوسل بالأموات و عبادتهم _ بصرف شيء من حق الله على عباده لما سواه من خلقه _ واهية
و لا سند لها من الصحة .

و يا ليت أحدهم يأتي بدليل واحد من الكتاب محكم و اضح الدلالة يأمرنا بالتوسل بالأموات أو بدعائهم من دون الله!

_أو يأتي بحديث صحيح فيه يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بالتوسل بميت أكان نبياً أو رسولا أو وليا!

جابر الناصر 11-02-2014 12:09 AM

الرد على الوهابية في تضعيفهم حديث الطبراني في التوسل

________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أما خصوص حديث التوسل، فقد رواه عشرات المحدثين والحفاظ وعلى رأسهم إمام المحدثين البخاري (256هـ.) في التاريخ الكبيرفي ترجمة الصحابي عثمان بن حنيف رضي الله عنه، والإمام أحمد (241هـ.) في موضعين من مسنده.
ورواه الإمام الترمذي (279هـ.) الذي هو تلميذ البخاري ومسلم (261هـ.)، وقال في جامعه بعد أن رواه في كتاب الدّعوات منه: "هذا حديث حسن صحيح"، ورواه كذلك من أصحاب الكتب الستة ابن ماجه (273هـ.) في سننه وفيه: "قال الحافظ أبو إسحق إسناده صحيح". ورواه كذلك الإمام النسائي (303هـ.) في كتابيه السنن الكبرى وعمل اليوم والليلة، ورواه ابن خزيمة (311هـ.) في صحيحه والحاكم (405هـ.) في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ج1 ص 313)، ورواه كذلك البيهقي في دلائل النبوة ورواه كذلك ابن أبي خيثمة (279 هـ.) في تاريخه والحافظ أبو عبد الله المقدسي وصحّحه كما سيأتي.
وقد رواه كذلك الحافظ ابن السّـني (364هـ.) في عمل اليوم والليلة، والحافظ زكي الدين المنذري (656هـ.) في الترغيب والترهيب، والإمام النووي (676هـ.) في كتابه الأذكار والإمام ابن الجزري (833هـ.) في عدة الحصن الحصين.
ولم يقصر هؤلاء العلماء الأعلام التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم على حال حياته، ولا سيما أنه صلى الله عليه وسلم حيٌ في قبره يصلي لحديث "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" رواه أبو نعيم في تاريخ إصبهان وأبو يعلى الموصلي والبزار والديلمي والبيهقي من حديث أنس مرفوعاً وصحّحه وأقرّه الحافظ في شرح البخاري، فهل بطلت بركة النبوة بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى "وحسن أولئك رفيقاً"؟، حاشا وكلا، وقد كشف سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وقبله قائلاً "بأبي أنت وأمي، طبت حياً ومـيّـتاً" رواه البخاري في صحيحه والبيهقي في السنن.
3 – هذا ويلاحظ أن ما يستدل به المانعون من التوسل بالنبي بعد موته، من توسل عمر بالعباس، يلزم منه نسخ حديث التوسل وإبطاله بفعل صحابيّ، وهو ما لم يقل به أحد من أهل الملة، وهو على أي حال استدلال في غير محله إذ يحتمل فعل عمر بيان جواز التوسل بغير الأنبياء، وجواز التوسل بالمفضول من أهل الصلاح مع وجود من هو أفضل منه كعثمان وعليّ اللذين هما أفضل من العباس إجماعاً، إلى غير ذلك من الاحتمالات، ومن المعلوم عند الأصوليين أن الدليل إذا دخله الاحتمال سقط به الاستدلال كما قال السيوطي في الاقتراح في أصول النحو.
فائدة: أما قطع عمر رضي الله عنه شجرة بيعة الرضوان، فأين هو من ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته أبي بكر الصدّيق لها؟، ولو كان قطعها واجباً لما تأخر رسول الله عن ذلك، ولا سيما أنه لا يجوز عليه، عليه الصلاة والسلام، تأخير البيان عن وقت الحاجة كما هو مقرّر في علم الأصول، ولا يخفى أن الرسول وأبا بكر أفضل من عمر رضي الله عنهما، ومن هو الذي يظن أن فعل عمر في قطع الشجرة أصوب من فعل رسول الله وأبي بكر في تركها؟، ولكنه اجتهاده رضي الله عنه وكلٌ مثاب مأجور لكمال أهليته في الاجتهاد الذي صار يدّعيه كل من هبّ ودرج.
4 – هذا وليعلم أنه لا يجوز الهجوم على التصحيح والتضعيف إلا لمن اكتملت لديه أدوات الجرح والتعديل كما في ألفية الحافظ العراقي (806هـ.)، وفي ألفية السيوطي (911هـ.):
وخذه حيث حافظ عليه نص أو من مُصنف بجمعِهِ يُخص
فإذا علمنا ذلك، فماذا بعد تصحيح الترمذي وغيره من كبار الحفاظ وجهابذيهم لهذا الحديث الذين منهم مَن نصّ على صحته مع الزيادة التي توضح أن عثمان بن حنيف رضي الله عنه لم يفهم أن التوسل برسول الله خاص بحياته صلى الله عليه وسلم دون حال البرزخ التي هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى شأناً وأرفع مقاماً من الحياة الدنيا، "وللآخرة خير لك من الأولى" (الضحى4)، ومَن هو الذي يقول إنه أفهم من راوي الحديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه؟.
5 – ولتمام الفائدة أوردُ الرواية التي صحّحها الحافظ الطبراني (360هـ.) كاملة في معاجمه الثلاثة، وهو الذي وصفه الذهبي في تذكرة الحفاظ بـ"الحافظ الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ مسند الدنيا"، وأقرّه على تصحيحها الحافظ نور الدين الهيثمي (807هـ.) في مجمع البحرين في زوائد المعجمين الصغير والأوسط (ج2 ص 318)، وكذا في مجمع الزوائد (ج2 ص 279) بتحرير الحافظين الكبيرين زين الدين العراقي وابن حجر (852هـ.)، وصححها الحافظ البيهقي في دلائل النبوة، بل زاد إمام الذين نازعوا في التوسل، أعني ابن تيمية (728هـ.)، تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (569هـ.) لهذه الرواية بعد أن أقرّ بتصحيح الحافظ الطبراني لها كما سيأتي إن شاء الله من كتابه "التوسل والوسيلة".
وهذه الرواية الصحيحة الدالة على جواز التوسل برسول الله حياً وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم هي: "عن عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقيَ عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: إيت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلّ فيه ركعتين ثم قل: اللهمّ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبيّ الرحمة، يا محمّد إني أتوجّه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك ورُح إليّ حتى أروحَ معك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثمّ أتى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: حاجتك؟، فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال له (معتذراً) ما ذكرتُ حاجتك حتى الساعة، وقال ما كان لك من حاجة فأتنا. ثم إن الرجل خرج من عنده فلقيَ عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً ما كان ينظرُ في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو تصبر؟، فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق عليّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إئت الميضأة فتوضأ ثمّ صلّ ركعتين ثم أدعُ بهذه الكلمات، فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرّقنا وطالَ بنا الحديث حتى دخل عليه رجل كأنه لم يكن به ضرر قط". قال الطبراني: "والحديث صحيح".
ومن المعروف عند أهل هذا الفن أن الحديث لا يقتصر على المرفوع، بل هو شامل للمرفوع والموقوف كما في تدريب الراوي للسيوطي (ج1 ص42) وشرح النخبة للحافظ ابن حجر على صغره وغيرهما، ولو كان الصحيح من هذه الرواية هو المرفوع دون الموقوف لنصّ الطبراني على ذلك إذ لم يكن ليخفى على مثله أن الحديث شامل لكليهما.
وهنا تجدر ملاحظة أن العثمانين صحابيان معروفان والشخص المتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم للدخول على عثمان بن عفان رضي الله عنه، لا يعدو أن يكون صحابياً أو تابعياً رضي الله عن الجميع.
6 – ويطعن بعضهم بالرواية التي صحّحها الطبراني لأنها من طريق الإمام الفقيه المجتهد عبد الله بن وهب القرشي (197هـ.) عن شبيب بن سعيد الحبَطي، وهذا عجيب، فأما شبيب فهو من رجال البخاري في الصحيح، وأما الحافظ ابن وهب فهو من طبقة الإمام الشافعي (204هـ.) وهو من أجل أصحاب الإمام مالك (179هـ.) وقد روى له البخاري ومسلم 138 حديثاً وروى له بقية الـ289 حديثاً أصحابُ الكتب الستة، وقال الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ: "كان ثقة حجة حافظاً مجتهداً لا يقلد أحداً ذا تعبّد وتزهّد"، وفي ترجمته من سير أعلام النبلاء قال الذهبي: "إليه المنتهى في الإتقان"، وقال فيه الإمام أحمد: "صحيح الحديث، ما أصحّ حديثه وأثبته" كما في تهذيب الكمال للحافظ المزي (742هـ.)، فهل لأحد قول مع الإمام أحمد رضي الله عنه؟.
وليعلم أنهم يســتـندون للطعن فيه إلى كلام لابن عدي في الكامل نقضه بعد أن غزله إذ يقول في ترجمة ابن وهب: "لا أعلم له حديثاً منكراً من رواية ثقة عنه"، فإذا نظرنا في من روى هذا الحديث عن ابن وهب وجدناه الإمام الحافظ الفقيه أصبغ بن الفرج (225هـ.) أحد شيوخ البخاري كما ذكر الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ، فظهر أن من رجال هذا الإسناد أئمة في أعلى مراتب العلم والإتقان والتقوى فلا يَعجبن أحد بعد ذلك من تصحيح الطبراني وغيره من الحفاظ الأثبات لهذا الحديث بطوله.
ثم إن ابن عدي يجوّد الرواية عن شبيب من طريق ابنه أحمد، وهي إحدى طرق إسناد حديث التوسل بطوله كما سيأتي، فلا وجه للطعن في الحديث ولو استناداً إلى كلام ابن عدي في ابن وهب الذي هو أعلى بدرجات فقهاً وحفظاً وإتقاناً من ابن عدي وأمثاله.
هذا وليعلم أن طعن ابن عدي في كامله بابن وهب ردّه الذهبي في ميزان الاعتدال حيث قال: "عبد الله بن وهب أحد الأثبات والأئمة الأعلام وصاحب التصانيف، تـناكد ابن عدي بإيراده في الكامل".
وليعلم أن تـناكد ابن عدي لم يقتصر على ابن وهب، بل إنه تجشم العسر والعناء في تضعيف أحد الصحابة الذين أوردهم الحافظ ابن حجر وغيره، وضعّـف كذلك عدداً من الحفاظ الأثبات ما ردّه الذهبي في عدد من كتبه، فظهر أنه لا يُـلتفت إلى ما انفرد به ابن عدي عن غيره من أئمة هذا الشأن من الذين بينهم وبينه كما بين السموات والأرض كالإمام المبرّز أحمد (241هـ.) الذي هو أعرف بعبد الله بن وهب (197هـ.)، فلا أدري هل يأخذون بكلام ابن عدي على هناته وتناقضاته، أم بكلام إمام الائمة أحمد بن حنبل رضي الله عنه؟.
وهنا نذكر فائدة تفند كلام ابن عدي تماماً هي أن حديث التوسل بطوله كما رواه الطبراني وصحّحه لم يُـروَ من طريق عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد فحسب، بل رواه الحافظ البيهقي بطوله من طريق ولدَي شبيب، أحمد وإسماعيل، كما في دلائل النبوة للبيهقي (ج6 ص167 و168، دار الكتب العلمية 1985)، وأقرّ البيهقيَ على ذلك ابن تيمية في "التوسل والوسيلة"، فهل بقيَ مجال لطاعن في الحديث بطوله، سواء من رواية ابن وهب أو أحمد وإسماعيل ابني شبيب بن سعيد عنه؟.
7 – أما هؤلاء الناس الذين يحرّمون التوسل إلا بالحيّ الحاضر فقد كفانا إمامهم ابن تيمية (728هـ.) مؤنة الردّ عليهم، إذ إنه أثبت صحة الحديث في أكثر من موضع من كتابه الذي أسماه "التوسل والوسيلة" وذكر رواته ومخرجيه، بل إنه ذكر رواية الطبراني بطولها ولم يستطع الطعن فيها بل زاد على تصحيح الطبراني تصحيح الحافظ أبي عبد الله المقدسي للرواية بطولها، وكذا رواها من طريق البيهقي (458هـ.) في دلائل النبوة وابن السني (364هـ.) في عمل اليوم والليلة وغيرهم ممّن يصعب حصرهم، وأقرّ بأن عثمان بن حنيف رضي الله عنه كان يعتقد استحسان التوسل برسول الله بعد موته عليه الصلاة والسلام عملاً بالحديث، وإن كان في طيّات كلامه تعريض بعثمان رضي الله عنه، ومن العجب أن يطعن ابن تيمية الذي أتى بعد الصحابة بنحو سبعمائة سنة، على صحابي في عمله بحديث يرويه عن رسول الله، وذلك مما لم يسبقه إليه أحد.
ومع هذا فقد روى ابن تيمية جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته عن السلف الصالح حيث قال في كتابه "التوسل والوسيلة" (ص123، دار الكتاب العربي 1985) ما نصه: "ورويَ فى ذلك أثـر عن بعض السـلف مثـل ما رواه ابـن أبـي الدنيا فى كتاب ‏‏مجابـي الـدعاء‏، قال‏:‏ حـدثنا أبو هـاشم، سـمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول‏:‏ جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد بن أبجر فجسّ بطنه فقال‏:‏ بك داء لا يبرأ‏،‏ قال‏:‏ ما هو؟‏ قال‏:‏ الدّبيلة، قال‏:‏ فتحوّل الرجل فقال‏:‏ الله، الله، الله ربي لا أشرك به شيئاً، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد، نبي الرّحمة صلى الله عليه وسلم تسليماً، يا محمد، إنـي أتوجـه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بـي‏.‏ قال‏:‏ فجسّ بطنه فقال‏:‏ قد برئت ما بك علة‏،‏ قلت – أي ابن تيمية – :‏ فهذا الدعاء ونحوه قد رويَ أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل فى منسك المروزي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فى الدعاء. اهـ..
وأما عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر فهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي كما قال الذهبي في الكاشف وقال ثقة، وذكره الحافظ في تهذيب التهذيب ونقل توثيقه عن كثيرين بل قال فيه سفيان إنه من الأبرار، وهو من رجال حلية الاولياء للحافظ أبي نعيم (430هـ.).
ولينظر المنصف إلى رواية ابن تيمية توسل أحمد برسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وهو ما تطفح به كتب الحنابلة في باب الاستسقاء من أن الإمام أحمد استحب التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الاستسقاء، كما في الإنصاف للمرداوي (885هـ.) وغيره.

جابر الناصر 11-02-2014 12:11 AM

8 – هل هناك أحد من السلف خصّ التوسل أو التبرك بالحيّ الحاضر دون غيره؟، ومن شاء فلينظر في ما رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد في "باب ما يقول الرّجل إذا خدرت رجله" عن عبدالرحمن بن سعد المدني عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه كذلك الحافظ ابن السني (364هـ.) في عمل اليوم والليلة بأسانيد مختلفة. وكذا ذكره إمام الذين نازعوا في التوسل، ابن تيمية، في كتابه "الكلم الطيب" في باب "الرّجل إذا خدرت" ونصه: "عن الهيثم بن حنش قال كنا عند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل أذكر أحبّ الناس إليك، فقال يا محمد، فكأنما نشط من عقال"، انتهى بنصه وحروفه.
ومع ذلك فلم يسلم ابن تيمية من أن يقول الألباني فيه إنه "يروي الأحاديث التي تنافي التوحيد" كما في طبعة الشاويش الخامسة 1985 للكلم الطيب، والعجب أنه لم يخفَ على الألباني إطلاق "الحديث" على حديث "يا محمد" الموقوف على ابن عمر، وإن كان تلاميذه يقصرون تصحيح الطبراني على المرفوع من حديث التوسل دون موقوفه كما تقدم، وها هو شيخهم يناقضهم.
والأعجب أن في طيّات كلام الألباني المتقدّم تكفير ابن عمر ومعه ابن تيمية لروايته استغاثة ابن عمر برسول الله، إذ ليس هناك ما "ينافي التوحيد" إلا الكفر والشرك، ومع ذلك فالألباني يعتبر قول ابن تيمية بفناء جهنم اجتهاداً مأجوراً وإن ناقض قول الله تعالى في الكفار "خالدين فيها أبداً" (الأحزاب 65 والجن 23)، كما في مقدمته على كتاب "رفع الأستار في الرد على القائلين بفناء النار" للصنعاني (1182هـ.) (ص 32 طبعة الشاويش الأولى 1984، بيروت). وكلامهما – أي الألباني وابن تيمية – باطل لأن بقاء الجنة والنار ودوامهما مما أجمع عليه المسلمون كما ذكر الحافظ تقي الدين السبكي (756هـ.) في "الاعتبار ببقاء الجنة والنار"، وقبله ذكر ابن حزم (456هـ.) الإجماع على بقائهما في كتابه مراتب الإجماع تحت عنوان "باب في الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالفه بإجماع"، والحق أحق أن يتبع.
أما طعنهم بالتابعي أبي إسحق عمرو بن عبد الله السبيعي (127هـ.) راوي حديث "يا محمد" عند البخاري في الأدب المفرد، فقد ذكره كثيرون منهم الذهبي في الكاشف حيث قال: "أحد الأعلام، حدث عن جرير وابن عباس وأمم، وعنه السفيانان وغيرهم، هو كالزهري في الكثرة، غزا مرات وكان صوّاماً قوّاماً". وقال في سير أعلام النبلاء (ج5 ص 394): "هو ثقة حجة بلا خلاف"، فظهر أن لا مطعن في توسل ابن عمر رضي الله عنهما برسول الله صلى الله عليه وسلم عند خدر رجله.
9 – هذه كتب العلماء والفقهاء من المذاهب الأربعة بل وسواهم طافحة بالتوسل والتبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخصّ الإمام المبجل أحمد بن حنبل رضي الله عنه بالذكر، ففي كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد وهي نسخة مقابلة على أصل نسخة عبد الله بن أحمد بن حنبل، ما نصه: "عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألته عن الرجل يمسّ منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسّه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرّب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك"؛ انتهى (ج2 ص35 طبع المكتبة الإسلامية - تركيا)، وفي كتاب مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله كذلك ما نصه: "رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني قد رأيته يضعها على رأسه أوعينه فغمسها في الماء ثم شربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها إليه أبو يعقوب بن سليمان بن جعفر فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها"، (ص447 طبع الشاويش – بيروت)، ومثل ذلك نقل عن الإمام أحمد رضي الله عنه الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597هـ.) في مناقب أحمد (ص187، دار الآفاق الجديدة).
وقال الذهبي عقب إيراده ما ذكرناه من كتابي العلل ومسائل أحمد إنه "صحيح وثابت" ثم قال: "قلتُ أين المتنطعُ المنكرُ على أحمد؟، أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع" (سير أعلام النبلاء ج11 ص212). وقال: "وكان رضي الله عنه يحمل معه في ثوبه وهو في الحبس أيام محنته ثلاث شعرات من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوصى أن تجعل عند موته واحدة في فمه على لسانه وعلى كل عين شعرة"، (سير أعلام النبلاء ج11 ص337).
ولا أدري هل ترك أحمد رضي الله عنه مجالاً لمتكلم بعد كل ما قدّمنا عنه؟، ولو أردنا ذكر كل ما رويَ مما يشابه هذه الأخبار عن غيره من السلف رضي الله عنهم لضاق المقام، والله الهادي إلى سواء السبيل، ولله الحمد أولاً وآخراً

عبده فايز الزبيدي 11-02-2014 01:24 PM

سبحان الله !
يا أستاذ جابر
كلُّ أدلتك ساقطة ، فإما حديث موضوع ( مكذوب) على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أو أثر ضعيف أو تدليس على أئمة السلف
كما فعلت مع الإمام اشوكاني و الإمام ابن تيمية رحمهما الله تعالى!

و أحب أن أشرح نقطة هامة تهم كلَّ مسلم في معتقده ألا و هي الفرق بين المحكم و المتشابه في مسائل الدين، و سأحاول تقريبها من الأذهان بحول الله قدر المستطاع حتى تفهم جيدا و حتى يكون المرء على بينة من دينه في الدنيا فلا يغشه صاحب بدعة و لا داعية هوى و ناعق بضلالة ، و في الآخرة يلقى ما وعده الله به عباده الموحدين من النعيم، ثم نجيب عن شبهات الأستاذ جابر فكلامه لا يراعي المصداقية بشيء و لا يثبت أصوله و لا ينسب القول لصاحبه بموقع أو رقم صفحة بل وصل الأمر به أن دلس و اقتطع كلاما ليوهم القارىء بصدق دعواه فالله المستعان .

عبده فايز الزبيدي 11-02-2014 01:30 PM

سنعرض هنا مسألتين :
- الفرق بين المحكم و المتشابه.
- المسلمات البينات و ما عداها في مسائل الاعتقاد.

جابر الناصر 11-04-2014 02:40 AM

لن انزل الى مستوى المهاترات السخيفة ولن أرد على اتهامك لي بالكذب ووالتدليس
فهذا ديدنكم تحاولون بشتى الطرق تكذيب وتضعيف الأحاديث
هنا من يحكم هو القاريء
علما بأنك حين تذهب الى البيت الحرام يكون لزاما عليك التبرك وتقبيل الحجر ولكنكم لم تستطيعوا إلغاء هذه الشعيرة لعلكم ان الثائرة ستثور عليكم

عبده فايز الزبيدي 11-04-2014 12:47 PM

أنا من سيكف عن نقاشك حتى تأتي بآية صريحة من كتاب الله أو حديث صحيح أو أثر متفق عليه ، و إلى أن تورد كلام العلماء _ من أهل السنة و الجماعة، أهل الحديث _ كاملا دون اجتزاء.

عبده فايز الزبيدي 11-04-2014 10:51 PM

أيها الأحبة !
إن الله حين أرسل رُسله لخلقه أيدهم بالبينات و البينة هي الدليل المستنير الذي لا لبس فيه و لهذا جاء قوله تعالى:
( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ) سورة آل عمران - آية رقم (7)

و( الفرق بين المحكم والمتشابه:
أن المحكم : هو اللفظ الواضح الدلالة على معناه.
والمتشابه: ما استأثر الله تعالى بعلمه أو احتاج إلى بيان أو رد إلى المحكم...

قال صاحب المراقي في ألفية الأصول:
وذو وضوح محكم والمجمل = هو الذي المراد منه يجهل
وما به استأثر علم الخالق = فـذا تشابهــا عليها أطـلق) ( 1 )


و يقول الشيخ حسين المؤيد (2)_ حفظه الله _:
( إن الله ميز الإنسان بأن جعل فيه الإرادة و التمييز ، و ركب فيه العقل و الهوى ، و أوكل إليه حرية الاختيار فيما يعتقد ، و أمره بالصراط المستقيم و أنزل إليه البينات ليميز بعقله الهدى من الضلالة و الإيمان من الكفر بعقله و بما جاءه من بينة الوحي ( إن هديناه السبيل. إما شاكرا و إما كفورا ) ، و حملَّه نتيجة اختياره ، ( قد أفلح من زكاها . و قد خاب من دساها)(3)

و يقول:
( و عقيدة أهل السنة و في منهجها و أسسها تقوم على المنهج القرآني في إثبات العقيدة و تصويبها و بناء ثقافة الوحدة للأمة الإسلامية ، و هذا المنهج يقوم على البينات ) (4)

للحديث بقية نستكمله غدا ، إن شاء الله تعالى!



_________________
(1)http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=55396
(2) الشيخ العلامة حسين المؤيد كان مرجعاً شيعيا رافضيا ، و قد هداه الله لطريق الحق فرجع للإسلام و اتباع السنة.
(3) تلخيص ما فهمته عنه في حلقته الثانية من برنامجه ( الطريق إلى الهدى) على قناة وصال.
(4) نفس المرجع السابق.

عبده فايز الزبيدي 11-05-2014 10:36 PM

فما هي البينات التي يبني عليها المنهج القرآني العقيدة و يكلفنا المسئولية في الاختيار بعدها؟
-هي كل آيات القرآن الكريم
- و الصحيح من سنة النبي الأمين صلى الله عليه و سلم،
و هو ما نسميه بالنقل الصحيح.

و هذا تفصيل لما أوجزت أعلاه:
( ...
إن صحائح المنقول تشمل الكتاب العزيز والسنة الصحيحة، قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ [النحل:89]، والعقيدة في الله تعالى من أهم ما بين الله في كتابه، قال سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9]، وأهم ذلك العقيدة في الله وفي أنبيائه ورسالاته والغيب وما يحويه.
وعن السنة قال تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 3-4]، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)) .
وبيان مسائل الاعتقاد من أول وأولى ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في نصوص السنة، وهو صلى الله عليه وسلم أنصح الأمة وأفصحها، وأحرصها على أمانة البلاغ والرسالة، لهذا كانت نصوص السنة مع الكتاب هي معول السلف ومعتمدهم في الاستدلال على مسائل الاعتقاد.
قال شيخ الإسلام عن أهل السنة: هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد، ويتبعون آثاره صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً .
يقول الإمام البربهاري: واعلم أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة، فقد قال على الله ما لا يعلم، ومن قال على الله ما لا يعلم فهو من المتكلفين. والحق ما جاء من عند الله عز وجل، والسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان. ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلج على أهل البدعة كلهم، واستراح بدنه، وسلم له دينه إن شاء الله، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي))، وبيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية منها فقال: ((ما أنا عليه وأصحابي)) ، فهذا هو الشفاء والبيان، والأمر الواضح، والمنار المستقيم .
وأهل السنة لا يستدلون بالقرآن دون السنة؛ بل بالسنة والقرآن، ولا يكمل دين العبد إلا بالإيمان بما فيهما؛ لأنهما مما أوتيه الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) .
فهما في الاحتجاج والاستدلال سواء، لا يعزل أحدهما من أجل التحاكم إلى الآخر، قال تعالى: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [النساء: 59] وقال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ [النساء: 65].
يقول البربهاري: وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن، فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة، فقم عنه ودعه .
ولا يعارض صحيح النقل - من أدلة علم العقيدة - بوهم الرأي وخطل القياس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فكان من الأصول المتفق عليها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده.. فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط: قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل، والنقل إما أن يفوض وإما أن يؤول!.. ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية إلا بآية تفسرها أو تنسخها، أو بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسرها، فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين القرآن وتدل عليه وتعبر عنه .
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يحتج بها مطلقا - بشرط الصحة -، لا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام من حيث حجيتها ومجالها، ولا بين المتواتر والآحاد من حيث ثبوتها وقبولها ...) (1)
_____________
(1) http://www.dorar.net/enc/aqadia/107

عبده فايز الزبيدي 11-05-2014 10:47 PM

و بعد تلك المقدمة نقول أيها الأحبة!
من دعا إلى عقيدة أو عبادة في الإسلام و جب عليه أن يأتي بالبينة و لو بآية محكمة من القرآن الكريم واضحة كالشمس في نصها على تلك الدعوة ، أ و بحديث صحيح صريح قاطع الدلالالة لا يقبل التأويل؛ و إلا سنرد قوله و سنقول عنه ما يستحقه أهل الضلالات و الأهواء .


الساعة الآن 05:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team