منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   عين على الصوفية! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11763)

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 08:37 PM

عين على الصوفية!
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فهذه مساحة عريضة يطوف فيها البحث في كل ما يتعلق بطريف الخبر و الأثر و الصور في شأن التصوف الأمس و اليوم ؛ حتى نعلم ما هو التصوف على حقيقته.

و الله المستعان و هو ولي التوفيق.

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 08:39 PM

يزعم ابن عربي أن رسول الله أعطاه كتاب فصوص الحكم ،وقال له : اخرج إلى الناس به حتى ينتفعوا .

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 08:42 PM

يقول الله سبحانه وتعالى

(( أَلاَ بِذِكْـــــــــــــــــــرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُــــــــــــــــوبُ ))

لكن الصوفية لهم رأي آخر كعادتهم فهم كباقي الفرق المبتدعة بعيدون كل البعد عن الكتاب والسنة

فهاهو "عبدالوهاب الشعراني" في كتابه (لواقح الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية)

:: يقــــــــــــــــــــــول ::

ألا بذكر الله تزداد الذنوب ــــــــــ وتنطمس البصائر والقلوب

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 08:44 PM

الحلاج يعترف بأن إبليس وفرعون أساتذته:

http://i207.photobucket.com/albums/b...g?t=1181956894

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 09:03 PM

http://i207.photobucket.com/albums/b...g?t=1181957353

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 09:04 PM

http://i207.photobucket.com/albums/b...g?t=1181957050

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 09:05 PM

http://i207.photobucket.com/albums/b...g?t=1181957081

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 09:23 PM

استمع إلي فضيلة الشيخ (كِشْك) و هو ينتقد بدعة الذكر الصوفي و كشك هو اسم اشتهر به ، و اسمه عبدالعز بن عبدالحميد كشك رحمه االله و هو عالم و داعية مصري شهير يلقب بأسد المنابر، ولد في عام 1933 م، و توفي في عام 1996 م:
http://www.youtube.com/watch?v=oO53qKenGnQ

عبده فايز الزبيدي 08-21-2013 10:53 PM

كتب صوفي سوري رمز لنفسه بـ (أفقر الورى) عرف نفسه بـطالب علم شرعي - جامعة دمشق ، في مقالة له بعنوان ( الخطاب الصوفي بين الجذور والإمدادات ) في مدونة (الصوفية الطريق إلي الله )http://0alsoufia.arabblogs.com/asd/ :
(...الملاحظ أن الخطاب الصوفي له بعدان، الأول البعد العالمي سواء في ماضي هذه التجربة أم اتساعها في كل الديانات والثقافات، وهذا يؤكد أن الإنسان يمتلك حساً عميقاً يكاد يكون من صفاته القريبة هذا الحس الذي يتوحد فيه الخالق مع المخلوق سواء كان ذلك عبر ذوبان الذات في الخالق أم حلول مقدرة الخالق في المخلوق...)
ثم أخذ يردد نفس الترهات التي يجادل بها هؤلاء الملاحدة كل من يرد عليهم:
(...وهي حالات أبداً لا يمكن أن تؤخذ على حرفيتها بل إنها ذات بعد مجازي تخيلي يعبر بها المتصوف عن تجربة ذات أفق لامتناهٍ وغير القابل على أن يترجم إلا عبر اللغة وبالتالي فإن كل المحاولات تغدو في عقلنة هذه التجربة تمثل حالة تجن مارستها السلطة الفقهية فحملت الكلمات معاني حرفية فأسقطت اللا محدود في حدود المحدود وبالتالي أعطيت معنى حرفياً قضى على الاستعارات فاتهم المتصوفة بما لم يقولوه...)
ثم فضح التصوف دون شعور منه حين ذكر النقاط الهامة التالية:
1.عقيدة الحول و الاتحاد ، و عقيدة وَحدة الوجود في الصوفية ،بقوله:
(... الإنسان يمتلك حساً عميقاً يكاد يكون من صفاته القريبة هذا الحس الذي يتوحد فيه الخالق مع المخلوق سواء كان ذلك عبر ذوبان الذات في الخالق أم حلول مقدرة الخالق في المخلوق...)

2.
التصوف أقدم من الإسلام:
(...هذه الهوية التي كانت تحاول أن تجذر لنفسها في اسم يمنحها تحديداً، كان هذا محل المتصوفة المسلمين قبل غيرهم فهذا القشيري في كتابه (الرسالة القشيرية) يؤكد على خصوصية التصوف الإسلامي وكل الأصول ما هي سوى (مؤثرات شهدها التصوف الإسلامي في نشأتها إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن التصوف في نشأته كان إسلامياً أو أنه نشأ على الأرض العربية حتى قبل ظهور الإسلام...)

3.
التصوف عمل بلا علم ، فقال:
(... التصوف بالدرجة الأولى سلوك يسير عليه المريد وهو مجموعة قواعد يتبعها السالك وهو في أساسه عمل لا علم...)


4.
غاية التصوف التلقي عن الله مباشرة و الاطلاع على الغيب، [SIZE=5]:
( ... [FONT=Verdana]فالهدف الأسمى من التصوف هو الحصول على معرفة عن طريق الإلهام ولكن ما أسمى منه هو الكشف أو المشاهدة وذلك بأن يكشف الله لعبده الذي اختاره عن خزائن علمه وعن حقيقة أسمائه بعد تنقله في المقامات ابتداء من مقام التوبة والورع والزهد والرضى والتوكل وبعدها يصبح السالك قادراً على تلقي المعارف من الله تعالى، وهذا التلقي يدعى حالاً والأحوال عند الصوفية عدة منها المحبة والخوف والرجاء والشوق والأنس..).

5. الغيبة عن الأغيار و الحضور مع ذات الله و التأمل فيها _ نعوذ بالله من هذا الإفك_ فيقول:
(... [FONT=Verdana]الأحوال جو نفساني يحيط بها المتصوف في أثناء تقدمه في المقامات هي ضمن الرياضات والمجاهدات التي يمارسها السالك فبعد تخطيه هذه الرياضات يصبح قلبه مستعداً لقبول نور اليقين واصبح ينظر بنور الله وهنا يتدخل التصوف في الوجد وهو حال من الشعور الخفي، وهو بدء النشوة في النفس الصوفي بالاقتراب من الله تعالى، [U][COLOR=Red]فتصرف حواسه كلها عما حوله إلى التأمل في الله الواحد ويبطل ش

عبده فايز الزبيدي 08-22-2013 06:36 PM

الـلَالُـوْبَة
تتفق الطرق الصوفية في بدعة الذكر الطرقي ، حيث يضع كل شيخ طريقة لمريديه و أتباعه أذكاراً ما أنزل الله بها من سلطان ،و فيها من مخالفة الشرع و عبادة غير الله ما لا يخفى على أحد، و يفرض الشيخ على السالكين معه ترديد تلك الأذكار آلاف المرات ؛و لهذا احتاجوا لما يعينهم على ذلك فظهرت المِسبحة أو السبحة ذات الألف حبة ،و هي ما تسمى عند صوفية السودان بـ (اللالوبة) و تنطق غالباً بتسكين التاء المربوطة فتصير هاءً ،و أحياناً تبدل التاء ألفاً هكذا (اللاوبا) و تصنع من شجر الهليلج أو الأهليلج و تسمى كذلك بالأرجان و الأركان و بتمر العبيد و باللوز الهنديو اسمها العلمي Terminalia chebula ، وهي شجرة معمرة ، و صوفية السودان يقدسون هذه الشجرة ، فالبدعة تجرُّ بدعة، ولهم فيها أشعار منشدة كثيرة و مشهورة ، و منها قصيدة (اللالوبة جَرْجَرَتْ توبة)
http://www.youtube.com/watch?v=OPxt_bJRLbM


عبده فايز الزبيدي 08-24-2013 12:30 AM

تلخيص و تهذيب كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ

ملخص الكتاب لم يكتب اسمه جزاه الله خيراً.
المصدر:

http://forums.roro44.com/7168718-262-post.html



ما هي حقيقة الصوفية؟

http://www.al3umq.net/images/content...fism/sofim.jpg




بدأت مؤخرا الحركات الصوفية بالعودة مجددا للسطح وبدأ تأثيرها يعود تدريجيا بعد ضعف دام عدة عقود، وبدأ الناس من جديد تتناقشون وتختلف الآراء حول الصوفية، فما هي الصوفية؟ وما هي حقيقتها؟ هل هي الإسلام والإيمان الحقيقي كما يقولون؟ أم أنها الزندقة والكفر كما يقول آخرون؟

يسر مجلة العمق أن تقدم لقرائها الكرام هذه المجموعة من الموضوعات نلخص فيها بشكل رئيس الكتاب الشهير الذي طالما تمنى الكثيرون تلخيصه، والذي نال درجة عالية من ثقة العلماء وطلبة العلم في مختلف البقاع والبلاد الإسلامية، وهو كتاب: " الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ " للشيخ محمود عبد الرؤوف القاسم المتوفي عام 1429هـ الموافق 2007م (رحمه الله)، فأهلا بكم.


مذهب واحد:

يقول الشيخ محمود القاسم في كتابه آنف الذكر (بتصرف واختصار):

[لا يوجد إلا صوفية واحدة، غايتها واحدة، وحقيقتها واحدة (وسنرى أن طريقتها واحدة) منذ أن وجدت الصوفية حتى النهاية، وإن اختلفت الأسماء، وهذه براهين من أقوال عارفيهم (وصاحب البيت أدرى بما فيه)، قال الجنيد([1]) (سيد الطائفة): (الصوفية أهل بيت واحد لا يدخل فيهم غيرهم)([2])، ويقول ابن عربي([3]) (الشيخ الأكبر): (...وينكرون الذوق؛ لأنهم ما عرفوه من نفوسهم، مع كونهم يعتقدون في نفوسهم أنهم على طريق واحدة، وكذلك هو الأمر، أصحاب الأذواق على طريق واحدة بلا شك، غير أن فيهم البصير والأعمى والأعمش، فلا يقول واحد منهم إلا ما أعطاه حاله، لا ما أعطاه الطريق، ولا ما هو الطريق عليه في نفسه([4])..)

ومذهب الصوفية هو الاتفاق في الأصول والفروع، أما الأصول فنهايتهم الشهود والعيان، وهم متفقون فيه لأنه أمر ذوقي لا يختلف([5]). هذه أقوال لبعض كبار القوم، نخلص منها إلى أن للصوفية عقيدة واحدة يدين بها كل المتصوفة قديمهم وحديثهم، وأن الطرق الصوفية (كالشاذلية والرفاعية والقادرية والخلوتية والنقشبندية واليشرطية والمولوية والبكطاشية والتجانية وغيرها وغيرها، وإن اختلفت أسماؤها، فهي كلها تؤدي إلى هدف واحد هو العقيدة الصوفية الواحدة.

فما هي هذه العقيدة؟ سيظن الكثيرون -بناء على ما تقدم- أنه يكفي لدراسة الصوفية أن ندرس عقيدة صوفي واحد، كالغزالي مثلاً، أَو ابن عربي، أو ابن عجيبة، أو غيره، ثم نطلق حكماً بكل ثقة واطمئنان على جميع المتصوفة، وإن حكمنا سيكون علمياً صحيحاً.

فنقول: هذا صحيح كل الصحة من الناحية العلمية، ولكننا أمام جماعة باطنية لهم عقيدة سرية، استهوت عقولهم ونفوسهم واستحوذت عليها، فلا يهتدون سبيلًا إِلا سبيلها، وهم يدافعون عنها بكل ما لديهم من إِمكانيات وبالمراوغات والمغالطات واللف والدوران وجميع الأساليب اللاعلمية واللاأخلاقية!

وكمثل على ذلك: إِنهم يعلمون يقيناً وخاصة الواصلون منهم أن الصوفية هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة الإسلامية، ومع ذلك فهم يكتمون هذه الحقيقة ويشيعون بين الناس أن الصوفية هي قمة الإسلام والإيمان وهي منتهى التقى والورع، وهي مقام الِإحسان! وقد انطلت هذه الخدعة على الناس وصدقوها، حتى لو قلت لأحدهم: إِن الصوفية زندقة، لثار عليك واتهمك الاتهامات التي لا تخطر لك على بال، رغم أَنه ليس صوفيًّا، ولكنه اقتنع بالخدعة وانجرت عليه ذيولها.

ومن الأجوبة التي نسمعها من غير المتصوفة أكثر الأحيان، ومن المتصوفة في بعضها، قولهم: الصوفية على وشك الانتهاء، أَو هي في طريقها إِلى الزوال، أو إِن الصوفيين قليلون لا تأثير لهم في المجتمع، أو إِن الكلام عنهم فيه مبالغة.. إِلخ.. مع العلم أن (90%) من الأمة الإِسلامية لهم صلة بالتصوف وأهله بشكل من الأشكال- كما يقول سعيد حوى- أما الحقيقة فنسبة المتأثرين بالتصوف تزيد على ذلك، بل والمدافعون أنفسهم الذين يدعون أن التصوف انتهى هم في أفكارهم ودفاعهم متأثرون بالصوفية إِلى حد بعيد.

أمام هذا الوضع الغريب عن الإِسلام، وعن قرآن الإِسلام، وعن سنة رسول الِإسلام.. أمام هذا الوضع الشاذ الذي تتخبط به المجتمعات الإسلامية.. أمام هذا الوضع، لا يكفي تقديم دراسة عن صوفي واحد أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة! لذلك ستكون الفصول الآتية أقوالاً لأكبر عدد يمكن للكتاب أن يستوعبه من أئمتهم وكبرائهم، منذ الجنيد وأقرانه حتى أصحاب الطرق في أيامنا الحاضرة، بحيث لا يبقى مجال لأولئك المدافعين، ولا يبقى مكان لحججهم.

ويجب أن نتذكر دائماً، وأن لا ننسى أبداً أن التصوف مذهب واحد، كما يقرره أصحاب هذا المذهب العارفون الواصلون. وكل ما هو آت من الفصول إِنما هو براهين على ذلك، ولنتذكر دائماً أن أصحاب البيت أدرى بما فيه.] أ.هـ

بالطبع لن نقدم كل فصول الكتاب فهو يقع في حوالي 600 صفحة، وإنما سنقدم موجزا لأهم الأفكار والموضوعات، فتابعونا لتعرفوا كيف تم الكشف عن الحقيقة العجيبة للصوفية لأول مرة في التاريخ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



([1]) الجنيد بن محمد، إمام الطائفة، مات في بغداد سنة (297هـ) ويعرف أيضاً بالقواريري.

([2]) الرسالة القشيرية (ص:127).

([3]) محمد بن علي بن عربي الحاتمي، أندلسي مات في دمشق سنة (638هـ).

([4]) الفتوحات المكية: (3/213).

([5]) الفتوحات الإلهية، (ص:101) وما بعدها

عبده فايز الزبيدي 08-24-2013 12:33 AM

المعاجم و المصطلحات الصوفية

أَلف بعض علماء التصوف معاجم للمصطلحات الصوفية، واكتفى بعضهم بإدراج بعض المصطلحات، أو جملة منها في ثنايا تواليفهم مع ما يسمونه (شروحها). وفي الواقع، ليست معاجمهم معاجم شروح وتفاسير، فالقارىء العادي لا يرى فيها إلا تفسير الألغاز بالألغاز، ولا يخرج منها بأي طائل؛ وذلك لأنها في حقيقة الأمر معاجم عبارات، فهي مصنوعة من أجل هدف واحد، هو أَن تقدم للسالك عبارات إشارية مرموزة جاهزة ليستعملها في كتاباته وفي حواره مع أهل الشريعة، وكذلك ما يقدمونه في ثنايا تواليفهم مما يسمونه (شروحاً) لمصطلحاتهم. فيما يلي مجموعة من مصطلحاتهم، مع شيء من العبارات التي تشير إلى معانيها الحقيقية بأسلوب رمزي، مأخوذة من معاجمهم ومن كتبهم، ولن أذكر اسم المرجع الذي آخذ منه العبارة، لئلا أزيد في حجم الكتاب من جهة؛ ولأن ذلك لا ضرورة له من جهة ثانية، إلا في حالات خاصة. وأترك للقارىء الكريم أن يتسلى باستخراج معانيها الحقيقية ليتمرس باللغة الصوفية، وقد أوضّح بعض المعاني عندما أظن ذلك ضروريًّا، وأضع التوضيح بين قوسين، إن كان في درج كلامهم، أو أجعله بعد كلامهم بشكل تعليق أو ملحوظة..
( لقد أورد مؤلف الكتاب الكثير جدا من المصطلحات وسوف نقتصر على أهمها في هذا الملخص، ويمكن لمن أحب العودة للكتاب الكامل بتحميله بالضغط هنا.)
* الجمع والفرق: الجمع شهود الأغيار بالله، والفرق شهود الأغيار لله، الجمع إشارة إلى حق بلا خلق، والفرق إِشارة إِلى خلق بلا حق، وقيل: مشاهدة العبودية، الجمع شهود الحق بلا خلق، والفرق (الأول) هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء الرسوم الخلقية بحالها، الجمع إزالة الشعث والتفرقة بين القدم والحدث، (أي: بين الخالق والمخلوق) ...
ومنها: قال قوم: الجمع ما جمع البشرية في شهود الربوبية، والتفرقة ما فرقها عن تقسيم الرسوم، وقد ذهب الجنيد إلى أن قربه بالوجد جمع، وغيبته في البشرية تفرقة (أي: قرب الله في الوجد، وغيبة الله في البشرية). وقال أبو بكر الواسطي: إذا نظرت إلى نفسك فرقت، وإذا نظرت إلى ربك جمعت.. يضيف الطوسي قوله: وهذه أحرف مختصرة في معنى الجمع والتفرقة ولمن يتدبر في فهمه إِن شاء الله. اهـ.
المعنى الصريح: الجمع: هو جمع الخالق والمخلوق في وحدة، وشهود أن الله سبحانه هو كل الأشياء والموجودات، (ما الكون إلا القيوم الحي)، أو أنها جزء منه.
والفرق: هو التفريق بين الخالق والمخلوق، والظن أن المخلوق غير الخالق، والمؤمن بهذا سماه الغزالي في إحيائه (مشرك تحقيقاً) ؛ لأنه يجعل مع الله شريكاً له في الوجود.
* الحق بالحق للحق: يقول الطوسي: وأما معنى قولهم: (الحق بالحق للحق) فالحق هو الله عز وجل. قال أبو سعيد الخراز: عبد موقوف مع الحق بالحق للحق، يعني: موقوف مع الله بالله لله، وكذلك: (منه له به) يعني: من الله لله بالله([1])...
أقول: يتوضح معنى العبارة إذا عرفنا أنها تشير إلى وحدة الوجود وإلى تحقق المعْنيِّ بها بالألوهية.
* التوحيد: محو آثار البشرية وتجريد الألوهية (والمعنى الصريح هو: توحيد كل الموجودات في وجود واحد، أي: لا موجود إلا الله، وقد خانتهم العبارة في هذا القول الذي يجب أن يكون (محو آثار الخلقية وتجريد الألوهية).
* الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه.. وذلك منهم مع كمال توكلهم على ربهم وصفاء توحيدهم وقطعهم النظر إلى الأغيار ورؤيتهم النعم من المنعم (معجم مصطلحات الصوفية). وهو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي: رؤية الحق موصوفاً بصفاته بعين صفته...لأنه تعالى هو الرائي وصفه، وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح (اصطلاحات الصوفية للكاشاني).
* الفناء: الطوسي في (اللمع) عن جعفر الخلدي: سمعت الجنيد يقول: وسئل عن الفناء فقال: إذا فني الفناء عن أوصافه وأدرك البقاء بتمامه. قال: وسمعت الجنيد يقول وقد سئل عن الفناء؟ فقال: استعجام كلك عن أوصافه، واستعمال الكل منك بكليتك.
الخلاصة: الفناء هو الجذبة، أو ما يحصل أثناء الجذبة من غيبوبة عن الخلق، وهذا هو الفناء عن الخلق، أو ما يحصل من غيبوبة يتوهمونها أنها في الحق، ويسمونها: الفناء في الله، وهي شعور المجذوب بالألوهية.
* الاتحاد: هو شهود وجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل به موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث أن له وجوداً خاصاً اتحد به، فإنه محال. [أي: أنهم يعنون بالاتحاد (وحدة الوجود). ولننتبه إلى الجملة (لا من حيث إن له وجوداً خاصاً اتحد به، فإنه محال)].
* الجلاء: هو ظهور الذات المقدسة لذاتها في ذاتها، والاستجلاء: ظهورها لذاته في تعيناته.
- لننتبه جيداً إلى الجملة الأخيرة: (ظهورها لذاته في تعيناته).
* الوجود: وجدان الحق ذاته بذاته، ولهذا تسمى حضرة الجمع حضرة الوجود، وجهان لعناية، هما: الجذبة والسكون، اللذان هما جهتا الهداية، وجهان للِإطلاق والتقييد، وهما جهتا اعتبار الذات بحسب سقوط جميع الاعتبارات، وبحسب إثباتها..
ملحوظة: ليس الفرق كبيراً بين قراءة هذا الهراء وبين علك اللباد. والمعنى بدون ثرثرة هو: الوجود هو الحالة التي يجد بها المجذوب أنه هو الله، وأن كل شيء هو الله (جل الله)، أو أنه يجد أن الله موجود به، أو أنه هو موجود في الله (تعالى الله)، ولذلك يطلقون على الله سبحانه اسم (الوجود)، وللهراء تتمة حذفناها رحمة بأعصاب القارىء.
* الحال: ما يرد على القلب بمحض الموهبة، من غير تعمل أو اجتناب كحزن أو خوف أو بسط أو قبض أو شوق أو ذوق (يجب الانتباه إلى معنى كلمة ذوق). ويزول بظهور صفات النفس، سواء يعقبه الميل أو لا، فإذا قام وصار ملكاً سمي مقاماً.
* الحجاب: انطباع الصور الكونية في القلب، المانعة لقبول تجلي الحقائق.
* حقيقة الحقائق: هي الذات الأحدية الجامعة، بجميع الحقائق وتسمى حضرهّ الجمع، وحضرة الوجود.
* الحقيقة المحمدية: هي الذات (أي: الِإلهية) مع التعين الأولى، فله (أي: لمحمد) الأسماء الحسنى كلها وهو الاسم الأعظم.
* السالك: هو السائر إلى الله (بل إلى الجذبة) المتوسط بين المريد والمنتهي، ما دام في السير (أي: يقوم بالذكر والخلوة).
* سر التجليات: هو شهود كل شيء في كل شيء، وذلك بانكشاف التجلي الأول للقلب، فيشهد الأحدية الجمعية بين الأسماء كلها، لاتصاف كل اسم بجميع الأسماء، لاتحادها بالذات الأحدية، وامتيازها بالتعينات التي تظهر في الأكوان التي هي صورها، فيشهدكل شيء.
* سر الربوبية: هو ظهور الرب بصور الأعيان، فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته الظاهر بتعيناته قائمة به موجودة بوجوده.
* العارف: من أشهدهُ الله تعالى ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله، فالمعرفة حال تحدث عن شهود (انظر معنى كلمة شهود فيما بعد).
* صورة الحق: هو محمد صلى الله عليه وسلم، لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية، ويعبر عنه بـ (صاد) كما لوح إليه ابن عباس رضي الله عنه، حين سئل عن معنى (ص) فقال: جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن.
* الشهود: رؤية الحق بالخلق (أي: رؤية الله في المخلوقات، يعني رؤية أن كل شيء هو الله).
* شهود المفصل في المجمل: رؤية الكثرة في الذات.
* الذوق: هو أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية، عن أدنى لبثة من التجلي البرقي، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود، سمي شرباً، فإذا بلغ النهاية سمي ريًّا.
* العبارة والإشارة والرمز: الإشارة أرق وأدق من العبارة، والرمز أدق من الإشارة، فالأمور ثلاثة: عبارات وإشارات ورموز، وكل واحدة أدق مما قبلها، فالعبارة توضح، و الإشارة تلوح، والرمز يفرح، أي: يفرح القلوب بإقبال المحبوب.
- أقول: هكذا يعرف ابن عجيبة العبارة والِإشارة والرمز في كتابه (إيقاظ الهمم) ص (118)، لكن أقوال القوم واستعمالاتهم تجعل المعنى خلاف ذلك.
فالعبارة: هي الجملة التي يستعملها المتصوفة فيتفاهمون بها فيما بينهم، ولا يفهم الآخرون من حقيقة معانيها شيئاً، إلا معان يتوهمونها لجهلهم، والعبارة تكون إشارة أو رمزاً أو لغزاً، وهذه الثلاثة متقاربة المعاني، ولا فائدة من تفصيلها هنا([2]).
* عالم المثال: الجذبة ورؤاها.
* الحضور: النفس حين تتحد بالواحد في حال الجذب (هذا التعريف هو لأفلوطين، من المعجم الفلسفي الصادر عن مجمع اللغة العربية)، وإذا أردنا أن نصيغ هذه الجملة بالعبارة الصوفية، نقول: الحضور هو الفناء في الذات.
([1]) اللمع، (ص:411).
([2]) من يريد التفصيل يمكنه الرجوع إلى كتبهم، مثل: (إيقاظ الهمم) لابن عجيبة، (ص:118، 119)، وغيره من كتبهم.

عبده فايز الزبيدي 08-24-2013 12:38 AM

وحدة الوجود عقيدة كل الصوفية إلا المبتدئين:

- يقول الدكتور سيد حسين نصر (صوفي شديد التحمس للصوفية):
..والأدب الصوفي الضخم الوارد فى جميع اللغات الِإسلامية.. هذا الأدب أشبه بمحيط يزخر بأمواج تندفع في جهات مختلفة، وتتخذ صوراً متباينة لكنها تعود دوماً إلى المنشأ الذي انطلقت منه.. لقد كان أقطاب التصوف على اتفاق في لباب ما قالوه عبر العصور وإن تباينت تعابيرهم([1])..
- يفهمنا هذا النص أن كل العبارات الصوفية المختلفة التي مرت والتي ستمر والتي لن تمر معنا، كلها تشير إلى معنى واحد، (وقد عرفناه، إنه وحدة الوجود).
جاء في كتاب (دقائق التفسير الجامع لتفسير الِإمام ابن تيمية) قول ابن تيمية رحمهُ الله:
(...وبين لهم الجنيد الفرق الثاني، وهو أنهم مع مشاهدة المشيئة العامة، لا بد لهم من مشاهدة الفرق بين ما يأمر الله به وما ينهى عنه، وهو الفرق بين ما يحبهُ وما يبغضه، وبين ذلك لهم الجنيد، كما قال في التوحيد: هو إفراد الحدوث عن القدم)([2]).. إلخ.
أقول: رحم الله ابن تيمية، لم يكلف نفسه دراسة اللغة الصوفية وعباراتها، فانزلق مثل هذا الانزلاق. وأظن أن عبارة الجنيد (مشاهدة المشيئة العامة) هي الآن واضحة المدلول.
الفصل الثالث
وحدة الوجود عقيدة كل الصوفية

إن كنت لم تقطع بـ (لا) عنق السِّوى في قصر (إلا الله) لستَ بواصل
عن أحمد الفاروقي السرهندي.
قبل البدء بقراءة هذا الفصل يجب استيعاب الفصلين السابقين، وهضمهما وتمثلهما، ليصبح القارىء ممتلكاً ناصية العبارة الصوفية، يفهمها كما يفهمها أصحابها وواضعوها، لا كما يحلو له أن يتوهم، أو كما يوهمونه. إن الصوفيين كلهم، من أولهم إلى آخرهم، (إلا المبتدئين)، يؤمنون بوحدة الوجود، وما مضى، ومئات النصوص التالية هي أدلة وبراهين.
يقول أبو بكر الكلاباذي في التعرف:
قال الجنيد: المعرفة وُجودُ جهلك عند قيام علمه. قيل له: زدنا. قال: هو العارف وهو المعروف.
يفسر أبو بكر الكلاباذي هذا الكلام فيقول: (معناه: أنك جاهل به من حيث أنت، وإنما عرفته من حيث هو)([3]).
- قوله: (العارف هو المعروف)، واضح تماماً، فالعاوف (وهو مخلوق) هو نفس المعروف (الذي هو الله).
- وقول الكلاباذي: (أنك جاهل به من حيث أنت..)، فضمير المخاطب (أنت) يرمز به إلى (الفرق)، فهو يريد أن يقول: (إنك جاهل به) (أي: بالحق) من حيث تعتقد أنك (أنت) ولست (هو)، وإنما عرفته من حيث أنك (هو).
وقال أيضاً (أي: الجنيد):
حقيقة التوكل: أن يكون لله تعالى كما لم يكن، فيكون الله له كما لم يزل([4]).
- قوله: أن يكون (أي: المتوكل الذي هو خلق)، كما لم يكن (أي: كأنه غير موجود كما كان سابقاً)، وهذا ما يسمونه (الفناء عن الخلق)، فيكون الله له كما لم يزل (أي: هو الموجود الوحيد ولا موجود غيره).
- في هذه الأقوال وضوح قد يغيب عن بعض القراء، لكن بالرجوع إلى ما سبق من نصوص، وبملاحقة ما يأتي، يتبين المعنى تماماً؟ إنه «لا موجود إلا الله»، و«الكون هو الله».
- وسنرى بعد قليل ما هي عقيدة الحلاج هذه التي كتمها الشبلي وأظهرها الحلاج فقُتل.
وعندما صُلب الحلاج ليُقتل، أرسل الشبلي امرأة متصوفة وأمرها أن تقول للحلاج: إن الله ائتمنك على سرٍّ من أسراره فأذعته؛ فأذاقك طعم الحديد([5]).
- ونحن نعرف الآن ما هو هذا السر، ومع ذلك فسنراه من أقوال الحلاج الصريحة.
ويقول إبراهيم بن محمد النصراباذي([6]):
إن كان بعد النبيين والصديقين موحدٌ فهو الحلاج([7]).
- نفهم مما سبق أن الشبلي والنصراباذي يوافقان الحلاج في عقيدته كل الموافقة، فعقيدته التي سنراها هي عقيدتهما. ويقول أبو سعيد الخزاز([8]): معنى الجمع: أنه أوجدهم نفسه في أنفسهم، بل أعدمهم وجود وجودهم لأنفسهم عند وجودهم له([9]).
يفسر الكلاباذي هذا الكلام بقوله: معناه قوله: (كنت له سمعاً وبصراً ويداً، فبي يسمع وبي يبصر..) الخبر.
ويقول الحلاج : فالحقيقة، والحقيقهّ خليقة، دع الخليقة لتكون أنت هو، أو هو أنت من حيث الحقيقة([10]).
ويقول: وما كان في أهل السماء موحد مثل إبليس، حيث إبليس تغيّر عليه العين، وهجر الألحاظ في السير، وعبد المعبود على التجريد([11]).
- وكتب كتاباً هذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، المتجلي عن كل شيء لمن يشاء. السلام عليك يا ولدي، ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر، فإن ظاهر الشريعة كفر خفي، وحقيقة الكفر معرفة جليلة.
أما بعد، حمداً لله الذي يتجلى على رأس إبرة لمن يشاء، ويستتر في السماوات والأرضين عمن يشاء، حتى يشهد هذا بأن لا هو، ويشهد ذلك بأن لا غيره، فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد بإثباته محمود، والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك أن لا تغتر بالله ولا تيئس منه. وإياك والتوحيد، والسلام([12]).
ويقول:..إن بعض الناس يشهدون عليّ بالكفر، وبعضهم يشهدون لي بالولاية، والذين يشهدون علي بالكفر أحب إلي وإلى الله من الذين يقرون لي بالولاية.. لأن الذين يشهدون لي بالولاية من حسن ظنهم بي، والذين يشهدون علي بالكفر تعصباً لدينهم، ومن تعصب لدينه أحبُّ إلي ممن أحسن الظن بأحد([13])...
وقال: ...يا إِله الآلهة، ويا رب الأرباب، ويا من لا تأخذه سنة ولا نوم، رُدّ إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك، يا من هو أنا وأنا هو، لا فرق بين أنّيتي وهويتك إلا الحدث والقدم([14])...
- هذه عقيدة الحلاج، عقيدة وحدة الوجود (الكون هو الله)، أو هو جزء من الله (!) سبحانك اللهم عما يصفون.
وسنرى أن هذا القسم المتعين (أي: المتشكل في أعيان) من اللاهوت، يسمى بلسان العارفين (الملكوت)، ويسميه المحجوبون أمثالنا (الملك)، أما القسم اللطيف من اللاهوت، الذي لم يتعين، فهو (الجبروت). وناقل الكفر ليس بكافر.
بمعرفتنا عقيدة الحلاج نعرف عقائد كثيرين من كبار الطائفة الذين يصرحون بولايته وصدِّيقيته. ومرت معنا أمثلة منها.
وقد درج كثير من كتابهم على ألا يذكروا اسمه صراحة، لئلا يفضحوا عقيدتهم، وإنما يقولون: (أحد الكبراء) أو (أحد كبار العارفين) أو ما شابه ذلك، وكمثل نورده: الكلاباذي في (التعرف) الذي يستعمل عبارة (بعض الكبار) بدلاً من اسمه الصريح، وقبل الانتقال إلى غير الحلاج، نورد له أمثله، تجري عباراتها على ألسنتهم وفي كتبهم.
ويقول: صفات البشرية لسان الحجة على ثبوت صفات الصمد، وصفات الصمدية لسان الِإشارة إلى فناء صفات البشرية، وهما طريقان إلى معرفة الأصل الذي هو قوام التوحيد([15]).
ويقول: نزول الجمع ورطة وغبطة، وحلول الفرق فكاك وهلاك([16]).
- مصطلحاً (الجمع والفرق) معروفان الآن، وأترك للقارىء أن يفسر لِمَ كان الجمع ورطة والفرق فكاكها؟ ولمَ كان الجمع غبطة والفرق هلاكاً؟
وللتوضيح: الجمع كفر بالنسبة للشريعة، والفرق كفر بالنسبة لعقيدة الصوفية.
([1]) الصوفية بين الأمس واليوم، (ص:22).
([2]) دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية، جمع وتحقيق د. محمد السيد الجليد: (1/426).
([3]) التعرف لمذهب أهل التصوف، باب: (22)، (ص:66).
([4]) التعرف، باب: (44)، (ص:101).
([5]) الفكر الصوفي، (ص:62).
([6]) أبو بكر النصراباذي من نيسابور، صحب الشبلي، وخرج في آخر حياته إلى مكة، ومات فيها عام: (367هـ).
([7]) تلبيس إبليس، (ص:172).
([8]) أحمد بن عيسى الخزاز (لسان التصوف) من أهل بغداد، صحب ذا النون المصري وغيره، مات سنة: (277هـ).
([9]) التعرف، (ص:121).
([10]) طاسين الصفاء.
([11]) طاسين الأزل والالتباس.
([12]) أخبار الحلاج، (ص:50).
([13]) أخبار الحلاج، (ص:26).
([14]) أخبار الحلاج، (ص:30).
([15]).
([16]) أخبار الحلاج، (ص:44).


عبده فايز الزبيدي 08-24-2013 12:38 AM

الصوفية تقرر صحة قول فرعون " أنا ربكم الأعلى ":

نستمر في تلخيص كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ للكاتب الأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم، وقد مر معنا في الموضوع السابق " وحدة الوجود عقيدة كل الصوفيين إلا المبتدئين "، فإن من نتائج عقيدة وحدة الوجود هي أن المشركين الذين يعبدون الأوثان والأصنام والأجرام والشمس والقمر والنجوم أو أي شيء إنما يعبدون الله !!، لأن كل شيء هو الله في عقيدة وحدة الوجود - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا - وهنا لدينا قول صريح للغزالي إمام الصوفية الأكبر في كتابه " إحياء علوم الدين " بأن الصوفية ترى أن فرعون القائل " أنا ربكم الأعلى " هو كما قال، ويقر الغزالي بهذا الكلام.
مر معنا ويمر هنا وفي كتبهم مصطلح (المشاهدة) والفعل منه (شاهد، يشاهد)، فماذا يعنون به؟ يقول القشيري: (...وتوهم قوم أن المشاهدة تشير إلى طرف من التفرقة؛ لأن باب المفاعلة في العربية بين اثنين، وهذا وهم من صاحبه، فإن في ظهور الحق سبحانه ثبور الخلق، وباب المفاعلة جملتُها لا تقضي مشاركة الاثنين، نحو: سافر، وطارق النعل، وأمثاله([1])...
- يفهمنا القشيري أن المشاهدة لا تكون بأن تشاهد الله سبحانه خارجاً عنك، فتكونا اثنين، لا، بل تشاهده في ذاتك، تشاهده أنك هو، إذن، منذ الآن، يجب أن نفهم مصطلح (المشاهدة ومشتقاتها) في كلام القوم حسب هذا المعنى. (مشاهدة الله تعني الاستشعار بالألوهية أو ذوق معنى الألوهية).
ويقول أبو حامد الغزالي (حجة الإسلام، الإمام): ...فمن عرف الحق رآه في كل شيء، إذ كل شيء فهو منه وإليه وبه وله، فهو الكل على التحقيق، ومن لا يراه في كل ما يراه فكأنه عرفه، ومن عرفه عرف أن كل شيء ما خلا الله باطل، وأن كل شيء هالك إلا وجهه، لا أنه سيبطل في ثاني الحال، بل هو الآن باطل([2])...
- يبين لنا الغزالي هنا كيف يفهمون الجملة (كل شيء ما خلا الله باطل)، والآية ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)) [القصص:88]، ومنذ الآن يجب أن نعرف كيف يفهمونها، ولا نحاول التأويل واللف والدوران مثلهم.
ويقول: ...واعلم أن الطواف الشريف هو طواف القلب بحضرة الربوبية، وأن البيت مثال ظاهر في عالم الملك لتلك الحضرة التي لا تشاهد بالبصر، وهي عالم الملكوت([3])...
- يبين الغزالي هنا أن حضرة الربوبية هي عالم الملكوت! فما هو عالم الملكوت؟
يشرحه ابن عجيبة بقوله: (مراتب الوجود هي العوالم الثلاثة: الملك والملكوت والجبروت، وذلك أن الوجود له ثلاثة اعتبارات: وجود أصلي أزلي، وهو الذي لم يدخل عالم التكوين، ويسمى عالم الأمر، وعالم الغيب، وهو المسمى بعالم الجبروت. ووجود فرعي، وهو النور المتدفق من بحر الجبروت، وهو كل ما دخل عالم التكوين لطيفاً كان أو كثيفاً، ويسمى عالم الشهادة، وعالم الخلق، وهو المسمى بعالم الملكوت([4])..
- إذن فحضرة الربويية يعني بها (الكون)، وسنرى هذا في نص آت، وقول ابن عجيبة: (وهو النور المتدفق من بحر الجبروت)، هو نفس نظرية (الفيض) اليونانية، والعريقة في تاريخ الوثنيات.
ويقول الغزالي أيضاً: ...نعلم أن للقلب ميلاً إلى صفات بهيمية.. وإلى صفات سبعية.. وإلى صفات شيطانية.. وإلى صفات ربوبية.. فهو لما فيه من الأمر الرباني يحب الربوبية بالطبع؟! ومعنى الربوبية التوحد بالكمال، والتفرد بالوجود على سبيل الاستقلال؛ فصار الكمال من صفات الإلهية، فصار محبوباً بالطبع للإنسان. والكمال بالتفرد بالوجود، فإن المشاركة في الوجود نقص لا محالة؛ فكمال الشمس في أنها موجودة وحدها، فلو كان معها شمس أخرى لكان ذلك نقصاً في حقها إذ لم تكن منفردة بكمال معنى الشمسية.
والمنفرد بالوجود هو الله تعالى إذ ليس معه موجود سواه، فإن ما سواه أثر من آثار قدرته لا قوام له بذاته، بل هو قائم به... وكما أن إشراق نور الشمس في أقطار الآفاق ليس نقصاناً في الشمس بل هو من جملة كمالها، وإنما نقصان الشمس بوجود شمس أخرى.. فكذلك وجود كل ما في العالم يرجع إلى إشراق أنوار القدرة.. فإذاً معنى الربوبية التفرد بالوجود، وهو الكمال...ولذلك قال بعض مشايخ الصوفية: (ما من إنسان إلا وفي باطنه ما صرح به فرعون من قوله: ((أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)) [النازعات:24]، ولكنه ليس يجد له مجالاً، وهو كما قال([5])...).
- هذا النص مشحون، لكن أهم ما فيه هو:
1- استعمال الغزالي أساليب علم الكلام لإثبات أمر غيبي تتعذر معرفته إلا عن طريق الوحي.
2- قوله: (المنفرد بالوجود هو الله تعالى إذ ليس معه موجود سواه) يعني: أن الله جلت قدرته، لم يخلق شيئاً من العدم، إذ لو خلق شيئاً من العدم لكان هذا الشيء غير الله، ولكان مع الله موجود آخر غيره، لكن الحجة يقرر أن ليس مع الله موجود سواه، وهذه هي: (وحدة الوجود).
3- إعطاؤه لكلمة «الربوبية» معنى لم يرد عن خير البشر، ولا عن خير القرون، ولا عن تابيعهم.
4- إيراده القول الذي يعزوه إلى بعض مشايخ الصوفية والذي يفيد:
أ- إن فرعون رب في الباطن، وقد صرح بهذه الربوبية. لننتبه إلى كلمة (صرّح).
ب- هذه الربوبية هي في باطن كل إنسان، أي: أن كل إنسان هو رب في الباطن، لكنه لا يجد مجالاً لاستشعار هذه الربوبية أو للتصريح بها مثل فرعون.
5- تقرير الغزالي صحة هذا القول لقوله: (وهو كما قال).
([1]) الرسالة القشيرية، (ص:40).
([2]) إحياء علوم الدين: (1/254).
([3]) إحياء علوم الدين: (1/242).
([4]) الفتوحات الإلهية حاشية إيقاظ الهمم، (ص:109).
([5]) إحياء علوم الدين: (3/243).

عبده فايز الزبيدي 08-24-2013 12:40 AM

أسرار الصوفية عند الجنيد و الحلاج:


http://lh3.ggpht.com/_elMDo2FkXfU/TE...jpg?imgmax=800

سر الصوفي
ة: نكمل معكم تلخيص كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ تأليف محمود عبد الرءوف القاسم لخصنا في الموضوع السابق حول أبرز أقوال كبار مشايخ الصوفية في أنها مذهب واحد وطريق واحد ونؤكد على ضرورة قراءة الفصلين الأول والثاني بهدوء وإمعان.
الفصل الثاني: مدخل إلى فهم النصوص الصوفية
قبل الولوج في متاهات النصوص الصوفية، ودهاليزها الملتوية المتعرجة، وزحاليقها المتقنة الصنع، قبل ذلك يجب أن نأخذ فكرة واضحة عن الأساليب التي يتبعونها في بسط أفكارهم وعقائدهم، في أقوالهم وكتاباتهم، في تواليفهم ودعاياتهم، لنستطيع فهم كلامهم بوضوح تام، وأن نعرف أغراضه وأهدافه، وبدون ذلك لا نستطيع دراسة الصوفية دراسة صحيحة، وستكون دراستنا لأساليبهم من أساليبهم، ومن أقوالهم وتواصيهم فيما بينهم. سنرى في هذه الدراسة بوضوح تام ما يلي:
1- هناك سر غريب يتواصون بكتمانه عن غير أهله وهم الصوفية.
3- هذا السر هو كفر وزندقة، يُقتل من يبوح به على أنه مرتد عن الإسلام.
4- يقسّمون المجتمع الإسلامي إِلى صنفين:
أ- أهل الشريعة: ويسمونهم أهل الظاهر أو أهل الرسوم أوالأوراق أو العامة.
ب- أهل الحقيقة: وهم الصوفية، ويسمونهم أيضاً أهل الباطن، وأهل الأذواق، أو الخاصة، وخاصة الخاصة هم كبارهم.
5- يتواصون دائماً وفي كل زمان ومكان، أن يظهروا لأهل الشريعة ما يوافقهم من الأحكام الإسلامية، وأن يكتموا عنهم ذلك السر لئلا تباح دماؤهم، إِلا في حالات معينة (ستمر بين ثنايا النصوص) حيث يعبرون عنه باللغز والرمز والإشارة والعبارة المنمقة.
6- لا يُعرف هذا السر إِلا بالذوق، أي: أن يذوقه الإنسان بنفسه، وضربوا لذلك مثلاً: اللذة الجنسية التي لا يعرفها إِلا من يذوقها كما يرمزون في العادة، إِلى الذات الإلهية بأسماء مؤنثة مثل ليلى وبثينة وغيرها..


وهذه نصوص لأئمتهم وأقطابهم وعارفيهم أوردها حسب التسلسل التاريخي (بدون دقة) (النصوص كثيرة وسيتم الاقتصار على أهمها):
- مما ينسبونه لزين العابدين (وهو في الواقع لكلثوم بن عمرو العتّابي توفي عام: 220هـ):
يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسناً([1])
فما هو هذا العلم الذي لو أباح به لرمي بالوثنية ولقتل على الردة؟
- ويقول أبو بكر الكلاباذي (تاج الِإسلام)([2]): "قال الجنيد للشبلي([3]): نحن حبرنا هذا العلم تحبيراً، ثم خبأناه في السراديب، فجئت أنت فأظهرته على رؤوس الملأ! فقال: أنا أقول، وأنا أسمع، فهل في الدارين غيري؟". أ.هـ
يهمنا في هذا النص قول الجنيد فقط إِنه يخبر عن علم حبره هو تحبيراً، (أي: وضع قواعده وأصوله)، ثم خبأه في السراديب! فما هو هذا العلم المخبأ؟! ولم خبأه في السراديب؟! أما قول الشبلي فسنراه فيما بعد.
- ويقول الجنيد أيضاً:" لا يكون الصدّيق صدِّيقاً حتى يشهد له في حقه سبعون صدِّيقاً أنه زنديق، فهم يشهدون على ظاهره، مما ظهر من حاله؛ لأن الصديق يعطي الظاهر حكم الظاهر، ويعطي الباطن حكم الباطن، فلا يلبسون بالباطن على الظاهر ولا بالظاهر على الباطن، فهم يشهدون أنه زنديق ظاهراً، كما يعلمون أنه صديق باطناً، لتحققهم بذلك الحال في نفوسهم"([4]). أ.هـ
يا للعجب! ظاهراً - أي حسب الشريعة- زنديق، وباطناً صديق!! فهل الشريعة تخدعنا؟؟ فأما العلم الظاهر، فقد عرفناه، إنه علم الشريعة. فما هو علم الباطن؟! ولم هو باطن؟!
- وقال الحلاج: (يخاطب الناس في المسجد) ويروي القصة عبد الودود بن سعيد الزاهد: "...اسمعوا، إن الله أباح لكم دمي فاقتلوني، فبكى بعض القوم، فتقدمت من بين الجماعة، وقلت: يا شيخ، كيف نقتل رجلاً يصلي ويصوم ويقرأ القرآن؟ فقال: يا شيخ، المعنى الذي به تحقن الدماء خارج عن الصلاة والصوم وقراءة القرآن، فاقتلوني تؤجروا وأستريح، فبكى القوم، وذهب، وتبعته إلى داره، وقلت: يا شيخ، ما معنى هذا؟ قال: ليس في الدنيا للمسلمين شغل أهمّ من قتلي. فقلت له: كيف الطريق إِلى الله تعالى؟ قال: الطريق بين اثنين، وليس مع الله أحد. فقلت: بين. قال: من لم يقف على إشارتنا لم ترشده عبارتنا"([5]). أ.هـ
إنه يقرر أن الشريعة تبيح قتله! فلِمَ؟ ويقرر أن المعنى الذي يباح قتله من أجله خارج عن الصلاة والصوم وقراءة القرآن! فما هو هذا المعنى؟ لننتبه إلى قوله: (ليس مع الله أحد)، وقوله: (من لم يقف على إِشارتنا لم ترشده عبارتنا). ويقول:
كفرت بدين الله والكفر واجب عليّ وعند المسلمين قبيح([6])
- يعني بقوله: (كفرت) أي: سترت، والكفر هو الستر، فهو يقول: سترت بالإسلام، والستر واجب عليّ. - فما هو هذا الأمر الذي يستره بدين الله؟! ما هو؟!
- فما هو هذا الأمر الذي يستره بدين الله؟! ما هو؟!
________________
([1]) الأنوار القدسية في بيان الآداب للشعراني، هامش الطبقات: (1/134)، والمناظر الإلهية، (ص:44)، والفتوحات الإلهية، (ص:44) وغيرها.
([2]) التعرف لمذهب أهل التصوف، [باب: 65، (ص:145)].
([3]) الشبلي من أصحاب الجنيد وأقرانه مات في بغداد عام (334هـ).
([4]) المناظر الإلهية، (ص:44)، وكشف الحجاب، (ص:373) وغيرها.
([5]) أخبار الحلاج، (ص:57).
([6]) ديوان الحلاج، (ص:28).

فيصل أحمد الجعمي 08-24-2013 06:22 AM

وتلك فعال الذابحين لأمتي ..
من الدين لامن يذبحون من الجيب
وماوجدوا من هزفيهم حسامه ..
وأوجعهم بالنفي والقتل والصلب

أخي الكريم
المحب المفدرالأستاذعبده فايزالزبيدي -حفظك الله وسددعلى طريق الخير خطاك وضاعف لك الأجروالثواب..
أسأل الله أن يجعل لك بكل حرف قرأته هناحسنة _محبتي الخالصة،،،

عبده فايز الزبيدي 08-25-2013 10:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل أحمد الجعمي (المشاركة 154491)
وتلك فعال الذابحين لأمتي ..
من الدين لامن يذبحون من الجيب
وماوجدوا من هزفيهم حسامه ..
وأوجعهم بالنفي والقتل والصلب

أخي الكريم
المحب المفدرالأستاذعبده فايزالزبيدي -حفظك الله وسددعلى طريق الخير خطاك وضاعف لك الأجروالثواب..
أسأل الله أن يجعل لك بكل حرف قرأته هناحسنة _محبتي الخالصة،،،

أخي الحبيب و الشاعر الأديب/ فيصل العجمي
شكرا لكريم التواصل و أسأل الله أن يبارك لك في عمرك و علمك و عملك
و أن يصلح لك الذُّرية و النية، و أن يجمعني بك في مقعد صدق عند مليك مقتدر! آمين

عبده فايز الزبيدي 08-25-2013 11:01 AM

ورد في كتاب ابن البيطار( النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية) هذا البيت لأحد الصوفية:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا = وما الله إلا راهب بكنيسة.


و سمعتُ الشيخ عثمان الخميس _ حفظه الله! _ معلقاً على هذا البيت و أمثاله من عبارات الصوفية : (و هذا كله كفرٌ و زندقة).


عبده فايز الزبيدي 08-25-2013 11:34 PM

أسرار الصوفية في الرسالة القشيرية



ذكرنا في الحلقة السابقة أن أهل الصوفية يخفون سرا يبيح دماءهم في الشريعة لأنه كفر وزندقة، ووصلنا لمقولة الحلاج بأنه يستر هذا السر بدين الله، فما هو هذا الأمر الذي يستره بدين الله؟! ما هو؟! من الممكن أن نعرف هذا السر من بعض أقواله وفلتات شعره، يقول:


http://lh3.ggpht.com/_elMDo2FkXfU/TF...jpg?imgmax=800
رأيت ربي بعين قلب فقلت: من أنت؟ قال: أنت([1]) ولا أعلق على هذا القول بشيء، فهو واضح، وهو السر الذي يكتمونه. - ومما يورده الغزالي: ...قال بعضهم: للربوبية سر لو أظهر لبطلت النبوة، وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم، وللعلماء بالله سر لو أظهروه لبطلت الأحكام([2]). أ.هـ

أسرار!! تبطل بها النبوة، ويبطل بها العلم، وتبطل بها الأحكام؟! فما هي هذه الأسرار؟


ويقول الطوسي (صاحب اللمع) في تعريف (التقية):


قال قوم: استعمال الأمر والنهي، وقال قوم: ترك الشبهات، وقال قوم: التقية حرم المؤمن كما أن الكعبة حرم مكة، وقال قوم: التقيه نور في القلب يفرق بها بين الحق والباطل([3])... أ.هـ


هكذا جعلوا التقية مقدسة يتسترون بها. إِذاً: فنحن أمام فرقة باطنية.


ويقول أَبو طالب المكي([4]):


...فتفصيل معاني التوحيد من شواهد الناظرين أضيق الضيق، وشهادة الجمع في التفرقة والبقاء في الفناء أخفى الخفي، وشرح غريب عن الأسماع يُنكر أكثره أكثر من سمعه، غير أَن من له نصيب منه يشهد ما رمزناه، فينكشف له ما غطيناه([5]).


* ملحوظة: يلاحظ القارىء هنا أن الألغاز تفسر بالألغاز، ويُشرح الغموض بالغموض؟! وذلك لأننا الآن وجهاً لوجه أمام السر الذي يكتمونه.


ولا بأس من وضع بعض الصور الصغيرة التي قد تساعد على فهم هذه الألغاز، على أن توضيحها الكامل سيأتي في ما يأتي إِن شاء الله.


فالفناء: ويسمى أيضاً: المحو، والسكر، والغيبة، والطي، والحضور بالحق، والجلوة، والإحسان، والجمع.. وكلها أسماء لمسمى واحد، وهو مقام الجمع (وهناك بعض الاختلاف بين مدلول الكلمات)، فالجمع هو الفناء، وضم تعريفيهما إِلى بعضهما يساعد- بعض الشيء- على فهم السر والألغاز.


أما البقاء: ويسمى أَيضاً: الفرق الثاني، أو الجمع في التفرقة، أو الفرق في الجمع، أو صحو الجمع، أو الِإطلاق.. فهو مقام أعلى من مقام الجمع، يجتمع فيه الفناء مع الصحو، أو الجمع مع الفرق، والاستغراق في مقام البقاء يسمى (جمع الجمع)، وبيت من تائية ابن الفارض قد يلقي أمام القارىء بعض النور، يقول:


ومن (أنا إِياها) إِلى (حيث لا إِلى) عرجت وعطرت الوجود برجعتي


في هذا البيت يخبرنا ابن الفارض أَنه بدأ عروجه إِلى الله (سبحانه وتعالى علوًّا كبيراً) من (أنا إِياها) الذي هو مقام الفناء، أو الجمع.. إِلخ، حتى وصل إِلى (حيث لا إِلى) ويكني بذلك عن مقام جمع الجمع.


- الرجاء من القارىء أن ينتبه إِلى كل عبارة، وخاصة (أنا إِياها)، وماذا يعني بـ (إِياها).


ويقول القشيري([6]) (صاحب الرسالة):


...وهذه الطائفة يستعملون ألفاظاً فيما بينهم، قصدوا بها الكشف عن معانيهم لأنفسهم، والإجمال والستر علي من باينهم في طريقتهم، لتكون معاني ألفاظهم مستبهمة على الأجانب غيرة منهم على أسرارهم أن يشيع استعمالها في غير أهلها، إِذ ليست حقائقهم مجموعة بنوع تكلف، أو مجلوبة بضرب تصرف، بل هي معانٍ أودعها الله تعالى قلوب قوم، واستخلص لحقائقها أسرار قوم([7]).


- عبارة غيره منهم على أسرارهم) هي أَيضاً مغالطة، وسنرى أَمثالها كثيراً، إِنها ليست الغيرة، وإنما هو الخوف من السيف (سيف الردة).


تابعوا الحلقة القادمة حول أقوال الشيخ أبو حامد الغزالي مؤلف إحياء علوم الدين.


([1]) الطواسين (طاسين النقطة).


([2]) إحياء علوم الدين: (1/88).


([3]) اللمع، (ص:303).


([4]) محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي، نشأ في مكة ومات في بغداد سنة: (386هـ).


([5]) قوت القلوب: (2/81).


([6]) أبو القاسم، عبد الكريم بن هوازن، مات سنة: (465هـ) في نيسابور.


([7]) الرسالة القشيريه، (ص:31).



عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 12:37 AM

وقفة فنية صوفية
خضر بشير
(1917م - 2002 م )
ينطق السودانيون اسمه (خِدْر بشير) مطرب سوداني يمثل ظاهرة فنية غريبة في أدائه الهستيري و تمكنه من الغناء يساعده عذوبة صوته ، لكن لماذا الهسترة المستغربة؟
ستجيبنا ترجمة حياته عن جريدة الوطن :
( ... يورد الأستاذ الطيب عبد الله الشيخ الحسن في بحث تخرجه لنيل درجة البكالريوس من جامعة النيلين تحت عنوان (دراسة توثيقية لحياةالفنان خضر بشير أحمد) أن الأستاذ خضر ولد عام1917 م... وفي نسبه يقول الأستاذ الطيب في الدراسة المشار إليها: هو خضر بن بشير بن أحمد بن رحمة بن أحمد الجعلي، وأصل جده من المتمة... أما أمه فهي: فاطمة بنت حسن بن أحمد العركي... أهل أمه من العبدلاب من سلالة عجيب المانجلك، وجدته من أبيه هي عمة الشاعر الكبير إدريس جماع... وليس لخضر إخوة أشقاء، فعبد السلام أمه من الكتياب وهي خالة الشاعر النابغة التيجاني يوسف بشير، أما أحمد فأمه من الميرفاب.
أما علاقته بالشيخ عبد الباقي المكاشفى فكانت: (يقول الأستاذ عوض بابكر على لسان خضر بشير: (أمضيت ستة أشهر في الفابريك، وذات ليلة من الليالي رأيت في ما يرى النائم مخلوقاً كريهاً في هيئة امرأة... بدأت هذه المرأة تصدر أصواتاً مخنوقة من خلال أنفها. وعندما دنت مني رأيت فناراً يضىء السماء وبظهوره اختفت المرأة في أقل من لمح البصر... بعدها طار الفنار وحط على القطية التي ننام فيها أنا وزملائي، وظهر فيه رجل خرج من داخل القطية ورأيته يتحدث اليّ وكان بجانبه شخص مجذوم يغتسل في حوض وكان القيح ينزل من كل جسده، فغرف ذلك الرجل من هذه المياه القذرة وملأ منها كوباً وطلب مني شرب ذلك الكوب، فترددت وعندها انتهرني فأخذت الكوب وشربته عن آخره
. وفي صباح اليوم التالي وبينما كنت أتجاذب أطراف الحديث مع بعض زملائي العاملين، بدأت أصف لهم الرجل الذي رأيته في المنام، وسألتهم عن الطرق الصوفية ومشائخها في الجزيرة... بعدها نصحوني بزيارة مسيد الشيخ العارف بالله
عبد الباقي المكاشفي في الشكينيبة، ودلوني على الطريق، فذهبت إليها راجلاً في صباح

اليوم التالي بعد أن فشلت في أن أجد سيارة تقلني الى هناك... وعند دخولي المسيد سنحت لي الفرصة برؤية الشيخ، فوجدته نفس الشخص الذي رأيته في المنام فدخلت وسلمت عليه... أخبرته من أنا ولماذا أتيت وقصصت عليه رؤياى فرحب بيّ وأحسن وفادتي.... مكثت بالمسيد أخدم مع الحيران وأدق النوبة عند الذكر وأتغنى بقصائد الشيخ عبد الباقي المكاشفي حتى سلكت في الطريقة المكاشفية القادرية على يد الشيخ... وأثناء فترتي مع الشيخ لاحظت أشياءً كثيرة عن صفاته الفريدة وكرمه وحسن معاملته لمحبيه ويكفيني شرفاً أنه كان يناديني بـولدي خضر
).في هذه الفترة ترك خضر بشير الغناء العاطفي وتحول كلياً الى المديح خاصة المدائح من تأليف شيخه المكاشفي...) أ. هـ

و تأخذ هذا الفنان حالات يسميها محبوه بالجذبة:
http://www.youtube.com/watch?v=i2eHf47DuiE

_ اشتهرت أغنية لـ ( خضر بشير) اسمها (إيه يا مولاي) كتب كلماتها الشاعر السوداني محمود أبوبكر:

ايه يامولاى ايه من حديث أشتهيه

وجمال أنت فيه بغية القلب النزيه


عسعس الليل فناما واكتسى الوادي ظلاما


إن يكن صمتي رهيبا فأن صمتك كلاما


وأرى الوجه تجلى فوقه الشعر تدلى


عجبت عيني لبدر منك بالليل استظل


دارى البارق حاكى بارقاً ابكى ملاكا


مابكى الافق ولكن إذ رأى دمعي تباكى


اسقني خمر الدناني نخب حب ودفاء


أن في عيناك رأى بعض آيات السماء


إيه يامولاي إيه من حديث أشتهيه


وجمال أنت فيه بغية القلب النزيه


ثم أضاف المطرب خضر بشير أبيات للأديب محمود العقاد لمحبته إياه ،وهي:
يا نديم الصبوات = اقبل الليل فهات
هاتها باسم حبيبي = قاتل الله العتات

ذهبي الشعر ساجي= الطرف حِلو اللفتات
وحييُ النفس يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات

علموه وهو لا يعـــ=ــــلم ما كيد العدات
ليتني علمته الــ=ـوصل وتكذيب الوشات .

وفي آخر المقطع بدا خضر يستلهم موروثه الصوفي و عقيدة (وَحدة الوجود) فقام بأمور عجيبة هي:
1. غير البيت التالي:

وحييُ النفس يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات
فصار على لسانه:

وحييُ اللهَ يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات.

2. أخذ يشطح على تعبير الصوفية ليقول كلاماً مبهما و عباراتٍ كفرية مثل:
( الله فوق زوزو ، يا حلات زوزو ...).

3. تربيته الصوفية في الطريقة المكاشفية ظهرت جلية في رقصه : من قفز للأعلى و تحريك اليدين كما تحركه الطريقة في حلقات الذكر.

http://www.youtube.com/watch?v=0WGQdNgoqss

عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 11:15 AM

من قلب التصوف شاهد على كفريات التصوف:
تلقت الطريقة التجانية إحدى كبرى الطرق الصوفية في العالم الإسلامي صفعة قوية و صيحة مدوية زلزلت مشائخها و مريديها ، هي و باقي الطرق حين أعلن أحد أقطاب الطريقة التيجانية إسلامه و توبته من التصوف و دخوله في دين الله على منهج السلف .
و هذا رد التجانية على محاضرات الشيح حامد آدم الصوفي القطب التائب حفظه الله:
( س: ماذا تقولون في الشيخ حامد ادم القطب التائب من التجانية كما يقول وفي كلامه الموجود على مواقع شبكة النت حول التصوف و السحر والشعوذة و قلب الآيات بالعكس وكثير من الأمور التي وردت... وشكرا

الجواب :
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله...
بالنسبة لسؤالك حول محاضرات حامد آدم عن التجانية و السحر

يوجد سحرة ومشعوذين يدخلون على العوام باسم التصوف أو تحت مسميات أخرى أو أنهم يريدون إيصالهم إلى الله ويظهرون أمامهم خوارق و سحر و أشياء شيطانية أخرى، ومن ثم يسيطرون عليهم ويسرقون أموالهم ويعلمونهم السحر والشعوذة، كما حدث مع هذا الشيخ حامد آدم

نحن نأسف لما حصل لهذا الرجل أو لغيره من التعرض لأنواع السحر و الشعوذة و الدجل لكننا ننكر عليه أنه جعل أمور الشعوذة والسحر التي يتكلم عنها متعلقة بأصحاب الطريقة التجانية أو الطرق الصوفية ، ألا يعلم هذا أن أمثال هؤلاء الناس موجودون في كل مكان و زمان ؟ و ما هم إلا دخلاء على التصوف و أول من يشوه صورته في قلوب الناس فيعتقد بعض العامة أن كل الشيوخ مثل هذا الشيخ الذي ضحك على حامد آدم وأراد أن يعلمه السحر والشعوذة وافتتن به
فقد وجد من لبس لباس المسلمين وخدعَ الناس وأمَّهم وخطب بهم وكان شيخاً عليهم ثم اكتشف الناس بعد ذلك أنه إما مشعوذ أو يهودي أو نصراني، فمن العيب والجهلٌ أن نقول أن كل أئمة المسلمين هكذا ! والمنصف يقول أنه يوجد صالحون ويوجد مفسدون في كل زمان و مكان وليس كلهم على سوية واحدة، فلماذا التعميم ؟
و من علامات هؤلاء المشايخ السحرة اللابسين لباس التصوف أنهم لا يقرؤون القرآن الكريم كما أنزل، بل يقرؤونه بشكل معكوس ، أو يخلطونه بطلسمات غير مفهومة ، ولا يذكرون معها أسماء الملائكة ولا أسماء الأنبياء والمرسلين و غيرها من الأشياء المنكرة النجسة التي يعجز اللسان عن التعبير عنها
فليس كل من ينسب نفسه للتجانية تجانيا إذا لم يلتزم بشروطها و أولها المحافظة على الحدود الشرعية فشيخه هذا بالعكس فعل الموبقات و تعاطى السحر الذي حرمه الدين و العياذ بالله

فهؤلاء السحرة و الدجالون و المشعوذون يتخفون في زي شيوخ كي يصلوا الى مآربهم و العياذ بالله ، و الكشف عنهم يسير جدا وهو أنهم لا يراعون الدين و الشريعة في شيء و لذلك نستغرب كيف يقع في مصائدهم من كان يدعي ان له دراية بعلوم الدين


جاء في رسائل الشيخ رضي الله عنه لمريديه
فتعلقك بالخواص في طلب الدنيا وأغراضها وشهواتها، وأنت مشغول بإطلاق لسانك في الغيبة والنميمة، وفيما لا يرضي الله، منهمك في البعد عن الله، لا ربح في هذه التجارة إلا التعب، فلا تظفر منها بشيء .
فلا ينبغي الخوض في الخواص المتعلقة بالأذكار و الأسماء و الحروف و الجداول لأن الإقبال عليها و الولوع بها يؤدي إلى خطر عظيم
"
يقول سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه ضمن كتابه سوق الأسرار إلى حضرة الشاهد الستار :

والتعرض للأرزاق بالأسباب الحلالية التي أذن فيها الله ولا يأذن الله إلا فيما فيه مصلحتك وعدم إذايتك لنفسك ولغيرك وهذه الحكمة مقررة في سياسة كتاب الله لتعيش في الدنيا والآخرة مُنعما فإن آذيت نفسك وغيرك يربك الله بما ذكره الله في كتابه ثم إن الأسباب الحسنة هي التي كانت في الطريقة الأولى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلاحة وتجارة بشروطها وحرفة بشروطها

وما أحدث بَعدهم من التعرض للأرزاق باستخدام الأسماء في عرفهم والروحانيين بإهلاكهم وقتل ملوكهم بإحراقهم بأنوار الأسماء الجلالية على كيفية معلومة عندهم وكأخذ الأجرة على تناول مثل الكتف فينظر فيها فيريه الشيطان صورا شيطانية تدل على المغيبات من موت أمير وغيره كالخط لرجم الغيب من نحو الزناتي وكرجم الغيب بالرمل وعلم النجوم عندهم وكرجم الغيب بمثل قرعة الأنبياء عندهم وقرعة الطيور وكاستعمال أسماء البركة وكتغيير سكة الأمير وكحرق مثل نحاس حتى يصير مثل فضة فيعيش بها فضة وكالتثقيف للجنين والولادة وإفساده ورميه وكالتفريق بين الأحبة وكالجمع بين الزناة وكالضمائر والخط وكل ما لم تأذن فيه حقيقة الشريعة فكل ذلك ضلال مبين لا شك في ضلال صاحبه لتلبسه بمثل الكفر وذلك كله عمل الكفر بل فعل الأغمار من العاجزين.إهـ

وقراءة الطالع والتنجيم وغيره من المسميات داخلة كلها في مسمى السحر.فعن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه :قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر } وقال النبي صلى الله عليه وسلم {اجتنبوا السبع الموبقات } فذكر منها السحر . انتهى
والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فريق موقع التجانية

Tidjaniya.com





أوردتُ أحبتي رد الطريقة التجانية حتى لا يشكك متصوف في ما جاء هنا ، فيا أخي الصوفي تب إلي الله !:
http://www.youtube.com/watch?v=CrwYPBWbvkc

عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 08:54 PM

أورد الأستاذ محمد مليان و هو محاضر في جامعة ليون -فرنسا في (كشف المكنون عن التصوف باللسان العربي)*:
( قال الحكيم الفيلسوف ابن سينا (369/980-428/1037):
و بَقيتُ لا شيئا أعاينه = إلا حسبت بأنه ربي
____________
* المصدر: http://books.openedition.org/ifpo/3101

عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 10:21 PM

حدثني أبي _ حفظه الله_ عن حالٍ أدركها لعبث المتصوفة أو الأولياء كما يسمونهم بعقول العامة في بلدنا قائلاً:
اجتمع وليّانِ في بيت من جريد الأثل عند إمرأة عجوز لها بهما صلة قرابة، فجرى التحدي بين هذين الصوفيين في مسألة الكرامة ، فقام أحدهما و كسر من جريد البيت كسرة و ألقاها في مِجمر أمامه فإذا الأثل يعود مسكاً،
فقال أبي: فكَرب الوليُّ الثاني أشدَّ الكرب، ثم طلب ماءً و رش به الأرض و هبَد براحة يده الأرض هبدةً عظيمة ثم رفعها فإذا سلسة من عقارب تتدلى من يده ، ثم أخذ يكسر حمة (دِبْرة) الواحدة تلو الأخرى و يلقي بها في المجمر فتفوح مسكاً ، ثم انفلتت عقرب و أخذت تدب في البيت ، فقيل له: وهذه؟
قال: ليست من أتباعي، أو ما في معناه.
و كانت الواحدة من النساء تلقي بنفسها عريانة على قبور من يدعون ولايتهم طلباً للولد أو الزواج.
ناهيك عن حجِّ الناس و إقامتهم حول هذه الأضرحة و ذبحهم و إقامتهم و دعائهم و تضرعهم و كانوا يقولون:
( يا شيخ فلان اسقنا المطر !) أو ( يا شيخ فلان اشف مريضنا) و كانوا يربطون المريض بالقبر و لا يفك حتى يشفى، و الحمدلله على دعوة التوحيد التي جاء بها سيخ العصر محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، التي حررت الناس من هذه الوثنية البغيضة.


عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 10:29 PM

يقول البروفسير حسن الفاتح قريب الله في كتابة
( قطرات من بحور الطريقة السمانية ) صفحه2

( من أخذ طريقتي دخل الجنة و من أكل طعامنا دخل الجنة ) .!!!

والرد علي ذلك الكفر وتلك الزندقة وأن ذلك هو من منهج اليهود فهم الذين أسسوا تلك العقيدة الفاسدة كما قال تعالي عنهم:
قَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
111 سورة البقرة.
ونحن نقول لهم اي الصوفيه ومن يساندهم علي ذلك جماعه الاخوان المسلمين

(هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)


وعقيدة الملة الإسلامية معلومة فإنه لا يشهد لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له القرآن والسنة

الدليل


لقول النبي صلي الله علية وسلم:

إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل النار حتى ما يبقي بينها وبينه إلا زراعا فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

(رواه مسلم ).


أما عن إدعائه أن من أكل طعامهم يدخل الجنة فإن امرأة نوح ولوط هما رسولان صالحان ومن شك في ذلك فقد كفر
قد طعمتا من طعام زوجيهما فقد دخلتا النار.


الدليل

قال تعالى :

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.

(10) سورة التحريم


أما عن طريقتهم فهي طريقة باطلة لا أساس لها من الصحيحة وهي من طرق الشياطين كما بين الله في كتابه


الدليل

قوله تعالي:

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

(153) سورة الأنعام


والطريقة الصحيحة هي طريقة النبي صلي الله علية وسلم


الدليل

جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلي علية وسلم قال:

(تركت فيكم أمرين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)

(رواه الترمزي ).

المصدر: https://www.facebook.com/SofiaMicros...ocation=stream

عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 10:48 PM

قال ابن المبارك رحمه الله تعالى :
" الدِّينُ لأهل الحديث ، والكلامُ والرأي لأهل الحيل ، والكذبُ للرافضة "*
قلتُ: و المتصوفة هم على رأس أهل الكلام و الرأي و الحيل.
______
*المصدر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=228601

عبده فايز الزبيدي 08-26-2013 11:11 PM

حوار مع صوفي:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=133095
عرفت أنه صوفي لكن لم أعلم أنه من غلاة الصوفيه ، كانت علاقة سطحيه تجمع بيننا لكن بالأمس دخلت خَلوته ،وجرى بيننا حوار أحببتُ أن أطلعكم عليه ، وخلوته عباره عن غرفه صغيره يتصدر قبلتها صورة كبيره للشيخ عبدالرحيم البرعي(1) ، ولاغرابه في ذلك فعليٌّ هو أحد طلابه ومريديه ، وبزاوية الغرفه سجادةٌ صغيره فرشت للصلاه وسبحة(2) ألفيه لزوم الأوراد والعزايم
.

ألفيته يدخن فلا إشكال في ذلك عند من يأتي بدواهي تقشعر منها الأبدان ويندى لها جبين المؤمنين
كان بي صداع عندما دخلت الخلوه فشكوت الالم برأسي لذلك الرجل،

_فقال :علاجك عندي .

وماهو ياعلي ؟

قال: أن تقرأ سورة الفاتحه 121مره فيذهب ذلك الالم
قلت لماذا 121مرة ، الأ تكفي 120 مرة؟

قال لا لابد من 121مره


_ من أين لك هذا التأكيد يا علي؟

قال : هذا من مجربات الصوفيه
.
سبحان الله ياعلي الله سبحانه وتعالى أكرم من الصوفيه فلو أراد أن يشفيني بقراءة الفاتحه مره واحده لفعل ؛
فأخذ يضحك
قلت له : ياعلي ! أنا لدي مشكله بالأ عداد فما الدليل عليه من الكتاب والسنه؟ لا يمكنني العمل به بهذه الطريقه!

قال: ألست تذكر اللهَ في دبر كل صلاة 100 مرة ؟
قلت :بلى (3) لكن ذلك ورد في السنه وأعدادك لم ترد .
قال : غريب أنك تتحدث عن السنه ؛ فأنتم دائما لاتقولون قال رسول الله، بل قال ابن تيميه وابن القيم .
قلت: هذا لمن لايحسن الاستنباط والفهم من كلامه صلى الله عليه وسلم يلجأ لشروحات واستنباطات العلماء.

هنا عاد الى قراءة الفاتحه 121مرة وفائدة ذلك العظيمه على من يقرأ هذا الورد ،
قلت له :وأي فائده في ذلك.
قال: حفظ الله تعالى وتيسيره لكل أعمالك وشفاء من كل مرض وغنى من كل فقر.
قلت: له وهل جربت ذلك ؟
ضحك ،ثم قال: أنا أقرأ هذا الورد كل يوم .
قلت: ولكن لم يغنك الله تعالى، وها أنت لاتزال في الغربه وحالك نعلمها.
قال : والله لو جربت حياة الصوفيه يوما لتغيرت حالك وأصبحت أكثر قرباً من الله كما هو حال علماءنا الصالحين خاصة ممن يتعبد الله داخل شجرة التبلدي، وشجرة التبلدي لمن لايعرفها شجره ضخمه تنبت في غرب السودان مجوفة الجذع تجعل لتخزين الماء او خلوات للصوفيه لها ثمر معروف بالجونجليس يصلح للعصير وطعمه شبيه بالاناناس وقد جربته لكن لم أدخل الشجره.

ثم قال: للصوفيه كرامات ، لمَ تنكرونها ؟

قلت : نحن لا ننكر الكرامات ، لكن مايقوم به بعض الصوفيه هو دجَل ،وتعامل مع الجان.
قال : بل مع الملائكه.

قلت : الملائكه؟ ياعلي !


نعم ، الملائكه وسأذكر لك قصه حدثت لعمي وكنت شاهدا عليها قال أصيب عمي بكسر في ساقه واصبح طريح الفراش لسنوات سبع ومثلكم يعلم التقرحات السريريه التي تحدث لمن هو في مثل حاله .

قلت :نعم ، أعلم .

قال : لكن عمي لم تحدث له هذه التقرحات ،ولم يقلبه منا أحد(4) .

قلت كيف ذلك ؟


قال: كان هناك ملكان يأتيانه كل يوم فيأخذانه معهم في جوله حول القريه .

سألته هل رأيتهم ؟
قال :لا!
قلت : ومن أخبرك أنهم ملائكه ؟
قال :عمي
ّ.
قلت : وبما أنهم ملائكه ، ألم يكن من الأسهل لهم أن يجبّرا قدم عمك المكسورة ، ،فيشفَ ويرتاحا من هذا التنقل اليومي معه ؟

قال: أوَ تحسب أن الملائكه أقوى من علمائنا الصالحين ؟
هنا شهقت ! ، وقلت : أنتم أقوى من الملائكه؟
قال: علماؤنا ، نعم، وسأدلل لك ذلك بقصه ، قال أحد الاولياء الصالحين وأصحاب العلم اللَّدُني ممن أعرف:
كانت ابنته مريضة، فصنع لها عزيمة (5) لايستطيع معها ملك الموت أن يقبض روحها
.

قلت :سبحان الله ! ، و ماهي العزيمة، وما يكتب فيها ؟

قال : القرآن، ولاشيء غيره، وهذه العزيمة وُضِعت في يد البنت سنوات طويلة،و بَعُد هذا المرض ، ثم مات أبوها " صاحب العلم اللدني " ولما حضرت البنت الوفاة، أخذت تحتضر أربعين يوماً، ما استطاع ملك الموت أن يقبض روحها حتى أمرهم عالم " صاحب علم لدنيّ آخر" أن يزيلوا العزيمة من يد البنت ؛فلما أزالوها استطاع ملك الموت أن يقبض روحها في دقائق .

قلت سبحان الله والله لايقول ذلك مسلم ولايهودي فكيف يقول به عالم ؟

قال: أنتم لاتؤمنون بكرامات الاولياء، وتضيّقون على من كان منهم بينكم ،فكيف تعلمون بها ؟



قلت : قال ابن كثير يصعب على المبتدع أن يعيش في مكان يكثر فيه الحنابلة.



فقال : سأجمعك _ إن شاء الله _ بعالم من علمائنا ،وهو الشيخ عمر،
قلت : ومن هو الشيخ عمر؟ قال: ذلك رجل من أصحاب الكرامات يصوم الدهر كله ولايفطر إلا يوم العيد
.

قلت : أكرم ! وأنعم !، واللهِ !
ثم أردفت قائلاً: وإذا أختلفت معكم فمنِ الحَكم بيننا؟
قال: اقرأ كتبنا !
قلت : وها أنت لاتقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل اعتقادكم في كتبكم ،والله سبحانه وتعالى يقول :
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
______________________
قلتُ:
(1) عبدالرحيم البرعي:هو الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد وقيع الله "البرعي" أحد أبرز شيوخ الصوفية العاملين في السودان، أسس والده الزريبة في عام 1900 م خلفه البرعي على سجادة الطريقة السمانية،ولد في عام 1923 م، و توفي في فبراير 2005 م.
(2): المسبحة أو السبحة الألفية تسمى في السودان بـ (اللألوبة).
(3) جاءت (نعم) و الصواب (بلى).
(4): (لم يقلبه من أحد): أظنه يقصد لم يعالجه منا أحد.
(5) العزيمة: نوع من الحجاب المحرم المشتهر عند مشائخ الصوفية.

ماجد جابر 08-27-2013 11:30 AM

من المتصوفات:
نساء متعبدات يتخلصن من الوهم والوهن
رابعة العدوية

إن الحبّ في الله والبغض في الله من مرتكزات الإيمان، روى البخاري أن رسول الله(ص) قال:(ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ،أن يكون الله ورسوله أحب الله إليه مما سواهما،وان يحب المرء لا يحبّه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
ومن ثمرات الإيمان انه مصدر سعادة الإنسان،وبدون الإيمان يشقى الإنسان وتصبح حياته جحيما لا تطاق ،والدليل على ذلك أن أكثر مرتادي العيادات النفسية عندنا،والمنتحرين في الغرب هم أولئك الذين أبحرت سفنهم عن شواطئ الإيمان جريا وراء الشهوات،و سرعان ما تنطفئ جذوة لذتها،فيطغى الجانب المادي في الإنسان على الجانب الروحي ويحدث الخلل فتنهار الروح وتحدث الأمراض النفسية.وها هي رابعة العدوية تنعم بنعيم حبها لله، وتقول متغزلة في الذات الإلهية:-
أحبّك حبين حبّ الهوى وحبٌاً لأنك أهلا لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى فشغلي بذكرك عمّن سواكا
وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتّى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
من أخبارها:
اخذ سفيان الثوري بيد جعفر بن سليمان ومرّا على رابعة ،التي قال فيها سفيان:(مرّ بي إلى المؤدبة التي لا أجدني أستريح إذا فارقتها)فلمّا دخلا عليها،رفع سفيان يده ،وقال:(اللهمّ إنّي أسأَلُكِ السلامة)فبكت رابعة،وقال لها:ما يبكيكِ؟قالت:أنت عرَّضتني للبكاء.فقال لها:وكيف؟فقالت:أما علمت أن السلامة من الدنيا ترك ما فيها،فكيف وأنت متلطِّخ بها؟
وقال الثوري بين يدي رابعة العدوية :(واحزناه ).فقالت له:لا تكذب، بل قُل :وا قلة حزناه.لو كنت محزونا ما هنّأك العيش.
وقيل لرابعة:كيف حبُّك لرسول الله؟فقالت: إني لأُحبُّه ولكن حبُّ الخالق شغلني عن حبّ المخلوقين.
وتقول رابعة العدوية:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.
لبابة المتعبدة:
من أهل بيت المقدس، وكانت من أهل المعرفة والمجاهدات. أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال حدثنا العباس بن حمزة قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا محمد بن روح قال قالت لبابة المتعبدة: إني لأستحيي من الله تعالى أن يراني مشتغلة بغيره. وقالت لبابة: ما زلت مجتهدة في العبادة حتى صرت أستروح بها،فإذا تعبت من لقاء الخلق آنسني ذكره،وإذا أعياني حديث الخلق روّحني التفرغ لعبادة الله والقيام إلى خدمته. وقال لها رجل: هو ذا أريد أن أحج فماذا أدعو في الموسم؟ فقالت: سل الله تعالى شيئين: أن يرضى عنك ويبلغك منزل الراضين عنه، وأن يخمل ذكر فيما بين أوليائه
ريحانة الوالهة:
من متعبدات البصرة. كانت في أيام صالح المري. كانت كتبت من وراء جيبها:
أنت أُنسي وهمتي وسروري
أبى القلب أن يحب سواكا
يا عزيزي وهمتي ومرادي
طال شوقي متى يكون لقاكا
ليس سؤلي من الجنان نعيم
غير أني أريد أن ألقاكا
الضغوطات النفسية:-
معظم الناس يسايرون ضغوط الحياة اليومية دون أن يدركوها، فهم يقعون بين زحمة هذه الظروف القاسية وبين محاولتهم نسيان آلامها ووقع تأثيرها على النفس المثقلة بالهموم ، فيبحث عن التوافق أو التكيف مع هذه الضغوط ، وهو ما يسمى بالتكيف الناجح رغم صعوبته، لذا يمكن أن نُعّرِف التوافق: بأنه محاولة لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة .
ففي ثنايا هذا التوافق تكمن محاولاتنا العديدة لان نبدو أو نتظاهر بوجه مبتسم حتى وان كانت تعترينا الآلام العديدة غير المزاحة ، ومشكلات حياتيا، منها: الاجتماعية والاقتصادية أو المهنية أو الأسرية نحاول حلها بطريقة تعيد إلينا شيئا من الموائمة الداخلية لكي نبدو سعداء أمام الآخرين. فلا نقوى إلا بالإيمان وبسند متين نركن إليه، كما ركنت إليه رابعة العدوية وقريناتها، فابتعدن عن سياط التوترات النفسية ووهج الصراعات النفسية.

إن اسعد البشر وأكثرهم توافقا مع أعمالهم أو مع أسرهم أو حتى ميسوري الحال يشعرون بالاحباطات المتعددة إلا المؤمنين ، فخيبات الأمل والصراعات وعوامل الضغوط اليومية المستمرة ومتطلباتنا نحو الأفضل تعرضنا إلى الإحباط وهي سّنة الحياة وديدنها ،و يستوجب علينا أن نواجه الإحباط وحجمه ومداه ، فالإحباط Frustration هو أي دافع نفسي أو نشاط لدى الفرد ينشط ويلح في طلب الإشباع وزيادة الرغبة في الطموح ، سواء كان هذا الدافع فطريا أو مكتسبا من البيئة التي نعيش بها ، شعوريا كان أو لا شعوريا ، فإن الموازنة الداخلية لأي منا يجب أن تلبي هذا الدافع وتحاول إشباعه ، وعندما لا يستطيع أي منا إشباع الدافع إشباعا مباشرا ، فإنه ينتج عنه إحباط. والمؤمن محصّن من الإحباط والاستسلام،فالسكينة سلاحه،فعندما كان يحين موعد الصلاة، كان رسول الله –صلى الله عليه وسلّم-يقول (:أرحنا بها يا بلال)

يقول علماء النفس: حينما لا يستطيع الفرد عمل شيء بنّاء ،فإنه لا يتمكن من تجنب التوتر بطريقة ما، فاستذكار المشكلة وتذكرها هو بحد ذاته مشكله سوف يعقدها بالتأكيد، ويشعره بعجزه عن إيجاد الحل المناسب لها،وبالتالي تضعف مقاومته لها . إذن تذكر المشكلة هو مبالغة فيها و تقلل من قدرته في إيجاد الحلول المناسبة لها، وإحساسه بالفشل والاستسلام بعد ذلك . لذا فأن علماء النفس قالوا: بأن الأفراد الذين يواجهون بعض التهديدات الحياتية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية أو المعاشية أو المتعلقة بالعمل والتي لا يمكن التحكم بها، تكون استجابتهم للمواقف التالية بمثابة الانسحاب والاستسلام أو الشعور بالاكتئاب .

إن أفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة الصعبة ،هو العمل على حلّها،وأن يقترن العمل بذكر الله،قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).فسلام على رابعة ومثيلاتها وعلى المؤمنين.
وآخر دعوانا ،أن الحمد لله رب العالمين.

الملخص:
بالإيمان تهدأ النفس وترتاح الأعصاب،وهو بلسم لعلاج كثير من أمراض العصر ؛ نتيجة لتشابك الحياة وتعقدها ، وسيادة رأس المال واستغلاله طبقة الفقراء المسحوقة وحاجاتهم.

عبده فايز الزبيدي 08-27-2013 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 154648)
من المتصوفات:
نساء متعبدات يتخلصن من الوهم والوهن
رابعة العدوية

إن الحبّ في الله والبغض في الله من مرتكزات الإيمان، روى البخاري أن رسول الله(ص) قال:(ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ،أن يكون الله ورسوله أحب الله إليه مما سواهما،وان يحب المرء لا يحبّه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
ومن ثمرات الإيمان انه مصدر سعادة الإنسان،وبدون الإيمان يشقى الإنسان وتصبح حياته جحيما لا تطاق ،والدليل على ذلك أن أكثر مرتادي العيادات النفسية عندنا،والمنتحرين في الغرب هم أولئك الذين أبحرت سفنهم عن شواطئ الإيمان جريا وراء الشهوات،و سرعان ما تنطفئ جذوة لذتها،فيطغى الجانب المادي في الإنسان على الجانب الروحي ويحدث الخلل فتنهار الروح وتحدث الأمراض النفسية.وها هي رابعة العدوية تنعم بنعيم حبها لله، وتقول متغزلة في الذات الإلهية:-
أحبّك حبين حبّ الهوى وحبٌاً لأنك أهلا لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى فشغلي بذكرك عمّن سواكا
وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتّى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
من أخبارها:
اخذ سفيان الثوري بيد جعفر بن سليمان ومرّا على رابعة ،التي قال فيها سفيان:(مرّ بي إلى المؤدبة التي لا أجدني أستريح إذا فارقتها)فلمّا دخلا عليها،رفع سفيان يده ،وقال:(اللهمّ إنّي أسأَلُكِ السلامة)فبكت رابعة،وقال لها:ما يبكيكِ؟قالت:أنت عرَّضتني للبكاء.فقال لها:وكيف؟فقالت:أما علمت أن السلامة من الدنيا ترك ما فيها،فكيف وأنت متلطِّخ بها؟
وقال الثوري بين يدي رابعة العدوية :(واحزناه ).فقالت له:لا تكذب، بل قُل :وا قلة حزناه.لو كنت محزونا ما هنّأك العيش.
وقيل لرابعة:كيف حبُّك لرسول الله؟فقالت: إني لأُحبُّه ولكن حبُّ الخالق شغلني عن حبّ المخلوقين.
وتقول رابعة العدوية:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.
لبابة المتعبدة:
من أهل بيت المقدس، وكانت من أهل المعرفة والمجاهدات. أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال حدثنا العباس بن حمزة قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا محمد بن روح قال قالت لبابة المتعبدة: إني لأستحيي من الله تعالى أن يراني مشتغلة بغيره. وقالت لبابة: ما زلت مجتهدة في العبادة حتى صرت أستروح بها،فإذا تعبت من لقاء الخلق آنسني ذكره،وإذا أعياني حديث الخلق روّحني التفرغ لعبادة الله والقيام إلى خدمته. وقال لها رجل: هو ذا أريد أن أحج فماذا أدعو في الموسم؟ فقالت: سل الله تعالى شيئين: أن يرضى عنك ويبلغك منزل الراضين عنه، وأن يخمل ذكر فيما بين أوليائه
ريحانة الوالهة:
من متعبدات البصرة. كانت في أيام صالح المري. كانت كتبت من وراء جيبها:
أنت أُنسي وهمتي وسروري
أبى القلب أن يحب سواكا
يا عزيزي وهمتي ومرادي
طال شوقي متى يكون لقاكا
ليس سؤلي من الجنان نعيم
غير أني أريد أن ألقاكا
الضغوطات النفسية:-
معظم الناس يسايرون ضغوط الحياة اليومية دون أن يدركوها، فهم يقعون بين زحمة هذه الظروف القاسية وبين محاولتهم نسيان آلامها ووقع تأثيرها على النفس المثقلة بالهموم ، فيبحث عن التوافق أو التكيف مع هذه الضغوط ، وهو ما يسمى بالتكيف الناجح رغم صعوبته، لذا يمكن أن نُعّرِف التوافق: بأنه محاولة لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة .
ففي ثنايا هذا التوافق تكمن محاولاتنا العديدة لان نبدو أو نتظاهر بوجه مبتسم حتى وان كانت تعترينا الآلام العديدة غير المزاحة ، ومشكلات حياتيا، منها: الاجتماعية والاقتصادية أو المهنية أو الأسرية نحاول حلها بطريقة تعيد إلينا شيئا من الموائمة الداخلية لكي نبدو سعداء أمام الآخرين. فلا نقوى إلا بالإيمان وبسند متين نركن إليه، كما ركنت إليه رابعة العدوية وقريناتها، فابتعدن عن سياط التوترات النفسية ووهج الصراعات النفسية.

إن اسعد البشر وأكثرهم توافقا مع أعمالهم أو مع أسرهم أو حتى ميسوري الحال يشعرون بالاحباطات المتعددة إلا المؤمنين ، فخيبات الأمل والصراعات وعوامل الضغوط اليومية المستمرة ومتطلباتنا نحو الأفضل تعرضنا إلى الإحباط وهي سّنة الحياة وديدنها ،و يستوجب علينا أن نواجه الإحباط وحجمه ومداه ، فالإحباط frustration هو أي دافع نفسي أو نشاط لدى الفرد ينشط ويلح في طلب الإشباع وزيادة الرغبة في الطموح ، سواء كان هذا الدافع فطريا أو مكتسبا من البيئة التي نعيش بها ، شعوريا كان أو لا شعوريا ، فإن الموازنة الداخلية لأي منا يجب أن تلبي هذا الدافع وتحاول إشباعه ، وعندما لا يستطيع أي منا إشباع الدافع إشباعا مباشرا ، فإنه ينتج عنه إحباط. والمؤمن محصّن من الإحباط والاستسلام،فالسكينة سلاحه،فعندما كان يحين موعد الصلاة، كان رسول الله –صلى الله عليه وسلّم-يقول (:أرحنا بها يا بلال)

يقول علماء النفس: حينما لا يستطيع الفرد عمل شيء بنّاء ،فإنه لا يتمكن من تجنب التوتر بطريقة ما، فاستذكار المشكلة وتذكرها هو بحد ذاته مشكله سوف يعقدها بالتأكيد، ويشعره بعجزه عن إيجاد الحل المناسب لها،وبالتالي تضعف مقاومته لها . إذن تذكر المشكلة هو مبالغة فيها و تقلل من قدرته في إيجاد الحلول المناسبة لها، وإحساسه بالفشل والاستسلام بعد ذلك . لذا فأن علماء النفس قالوا: بأن الأفراد الذين يواجهون بعض التهديدات الحياتية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية أو المعاشية أو المتعلقة بالعمل والتي لا يمكن التحكم بها، تكون استجابتهم للمواقف التالية بمثابة الانسحاب والاستسلام أو الشعور بالاكتئاب .

إن أفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة الصعبة ،هو العمل على حلّها،وأن يقترن العمل بذكر الله،قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).فسلام على رابعة ومثيلاتها وعلى المؤمنين.
وآخر دعوانا ،أن الحمد لله رب العالمين.

الملخص:
بالإيمان تهدأ النفس وترتاح الأعصاب،وهو بلسم لعلاج كثير من أمراض العصر ؛ نتيجة لتشابك الحياة وتعقدها ، وسيادة رأس المال واستغلاله طبقة الفقراء المسحوقة وحاجاتهم.


أخي الحبيب الأديب الرائع/ ماجد جابر!
رابعة العدوية بين قولين هي و مثيلاتها من العابدات.
فإما أن تكون المرأة صالحة و على مذهب السلف و إنما كذبَ عليها المتصوفة لشهرتها تسويقاً لكفرهم كما فعلوا مع شيخ من أشياخ السنة من الحنابلة كعبدالقادر الجيلاني الذي برأه علماء الشرع قديما و حديثا، و إما أن ما نسب إليها صحيح فتكون بهذا من القائلين بوحدة الوجود و من هذا ما أوردته أنت أخي المبارك عنها :
( ... وتقول متغزلة في الذات الإلهية(1):-
أحبّك حبين حبّ الهوى = وحبٌاً لأنك أهلا لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى = فشغلي بذكرك عمّن سواكا
وأما الذي أنت أهل له = فكشفك لي الحجب حتّى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي = ولكن لك الحمد في ذا وذاكا)...)
هذه الأبيات كلها ضلال في ضلال:
فقولها:( أحبّك حبين حبّ الهوى = وحبٌاً لأنك أهلا لذاكا
)
فهل يقول عاقل :أنا أحب الله حباً هوى ، وحبَّأً لذاته؟
و هذا الذي صدحت بها رابعة يتفق مع تقسيم الباحثين للحب في الشعر الصوفي يإلي حبين هما:
_ الحب العذري: و هو للعوام أصحاب الشريعة المحجوبين عن الله بزعمهم.
_ الحب الإلهي: و هو الحب الصوفي و التغزل في الذات الإلهية حيث يحضرونه و يشاهدونه و يأنسون معه في مقام الأنس بعد رفع الحجب، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.

و في ظني أن رابعة العدوية سبقت كل باحث في الشعر الصوفي بتقسيمها ، فهي تقسم الحب قسمين : حب الهوى، و حب الذات الإلهية:

فالمريد أو السالك الصوفي يبدأ رحلته نحو ذات الله_تعالى الله عن قولهم_ بالحب و معينه الذكر الصوفي المبتدع :

فأما الذي هو حبّ الهوى = فشغلي بذكرك عمّن سواكا
وهذا الطور يسمى (حب الهوى) و هو يشاكل الحب العذري عندنا ، حيث يتعشق المتصوف الذات الإلهية كتعشق العاشف الغير صوفي لسماعه بصفات من يحب دون أن يراه ،
و هذا في سلوكه نحو الوصول، فإذا وصل أضاف إلي حب الهوى حب المشاهدة و هو الحب الإلهي* ،و شاهدُ ما أذهب إليه تجده في قولها : ( فكشفك لي الحجب حتّى أراك) ،هو عين (عقيدة وحدة الوجود) في ما يدعونه الكشف و المشاهدة ، حيث يدعي المتصوف أنه يصل لمرحلة الكشف فيرى الغيب و يشاهد الله عياناً بياناً و هذا هو الكفر الشنيع.

و لا يصلحُ حال الناس إلا باتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم
و ما في أشعار المتصوفة سوى الضلال المبين و الصرف عن طريق رب العالمين .
_
* و ربما صحَّ لي القول أن الحب عند الصوفي هو حب تحول من هيئة إلى أخرى حسب مرحلة السالك فإذا عرفنا أن الصوفي في سلوكه يتنقل بين : حالٍ و مقام فإن حبه يكون حب هوى حسب حاله و حب ذات حسب مقامه، و سأجتهد للحديث عن الشعر الصوفي في مقالة منفردة إن شاء الله ،.

عبده فايز الزبيدي 08-27-2013 10:49 PM

حدثني رجل ثقة صادق

قال: كان لي صديق صوفي يلح في دعوتي إلى الصوفية بكل
الوسائل

وأتناقش معه ونختلف مع وجود العلاقة الحميمة

وذات يوم ونحن ذاهبون إلى صلاة العصر

مررنا في الطريق على كلب فقال وتعالى الله عما قال ،

والحمد لله أن ناقل الكفر ليس بكافر

قال: الله في هذا الكلب

ثم أخذ يقول انظر إلى كذا ويشير إلي الكلب

حتى قال: انظر إلى ذيله إنه هاء لفظ الجلالة ...
والذي لم يقرأ عن الصوفية المنحرفة

ربما يستبعد هذا الكفر فإليك أصل المسألة


قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق

فقال له رفيق له

وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود:

أهذا أيضا هو ذات الله ؟ مشيرا إلى جثة الكلب .


فقال التلمساني: نعم الجميع ذاته

فما من شيء خارج عنها

انظر: مجموعة الرسائل الكبرى.
ولهذا قال الإمام أحمد للجهمية وهو يناظرهم

في علو الله على عرشه :

إن القول بأنه في كل مكان كفر

لأنه إما دخل في كل مكان

أو أدخل المكان في نفسه


وهذا كله كفر

إذ معناه أنه دخل في نفوس الإنس والجن
والحيوانات

أو أدخلها في نفسه


تعالى الله عن ذلك

وإنما كان الله ولا مكان

فلما خلق المكان علا عليه سبحانه

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قال الشعراني:

فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت

فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!


ثانيا: قال الشعراني في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي 2/88

: " ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي رضي الله تعالى عنه ورحمه

إلى أن قال: " ولما دنت وفاته بأيام كان لا يغفل عن البكاء ليلا ولا
نهارا

وغلب عليه الذلة والمسكنة والخضوع

حتى سأل الله تعالى قبل موته أن يبتليه بالقمل

والنوم مع الكلاب

والموت على قارعة الطريق

وحصل له ذلك قبل موته فتزايد عليه

القمل حتى صار يمشي على فراشه


ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين وشيئا

ومات على طرف حوشه

والناس يمرون عليه في الشوارع".


واقرأ ترجمته كاملة لتعلم أنها عقوبة من الله

فقد كان بقول في مرض موته:

من كانت له حاجة فليأت إلى قبري

ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب.


" وقال له سيدي علي بن وفا :

ما تقول في رجل رحى الوجود بيده

يدورها كيف شاء ؟


فقال له سيدي محمد رضي الله عنه:

فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن تدور؟؟؟ ".


فأماته الله هذه الميتة .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

ولا زالت الكلاب في المسرح


ثالثا: قال الشعراني الصوفي في ترجمة

أبو الخير الكليباتي في الطبقات 2/143

قال: "كان رضي الله عنه من الأولياء المعتقدين

وله المكاشفات العظيمة مع أهل مصر و أهل عصره

وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن

وكانوا يقضون حوائج الناس

ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم

إذا ذهب معه لقضاء حاجته رطل لحم


وكان أغلب أوقاته واضعا وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع
الحاكم

ويدخل الجامع بالكلاب

فأنكر عليه بعض القضاة فقال

هؤلاء لا يحكمون باطلا ولا يشهدون زورا ".
فانظروا رحمكم الله هذا أحد أوليائهم ،

والملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة


رابعا: قال الشعراني 2/144


" ومنهم سيدي سعود المجذوب رضي الله عنه


كان رضي الله عنه من أهل الكشف التام

وكان له كلب قدر الحمار

لم يزل واضعا بوزه (فمه)على كتفه ".


وسترى فضائحم في ما يتعلق بالكشف

وهذا التعلق بالكلاب وملازمتها لما عليه القوم من الأحوال
الشيطانية ،

ومن الكلاب شياطين كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم


والمهم أن الشعراني من أئمة الصوفية

حتى لا يقال إننا نفتري عليهم

والحمد لله أن هتك الباطل نفسه


خامسا: في ترجمة سيدهم بركات الخياط 2/144

قال الشعراني:

" وكان دكانه منتنا قذرا لأن كل كلب وجده ميتا أو
قطا أو خروفا

يأتي به فيضعه داخل الدكان وكان لا يستطيع أحد
أن يجلس عنده " .

بلا تعليق !


وليس الأمر خاصا بالبهائم فسترى العجب تحت مسمى الكرامات

ا.هـ مختصراً


[ كتب هذا المقال بتاريخ 14/11/1998 ،

ضمن سلسلة من المعارك مع ضلال المتصوفة].


المصدر: صيد الفوائد


http://ar.islamway.net/article/2310?ref=search

عبده فايز الزبيدي 08-27-2013 11:19 PM

وحدة الوجود في كتابات أبو حامد الغزالي 1/2



نكمل معكم تلخيص كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية، ونستعرض هنا أقوال الشيخ أبو حامد الغزالي، وهي كثيرة وطويلة، وسوف نقتصر على أهمها وخاصة التي نقدم لنا معلومات جديدة. يقول أبو حامد الغزالي الذي يسمونه حجة الإسلام[1]:
... فأما إزالة الشبهة وكشف الحقائق، ومعرفة الأشياء على ما هي عليه، وإدراك الأسرار التي يترجمها ظاهر ألفاظ هذه العقيدة، فلا مفتاح له إلا المجاهدة وقمع الشهوات، ... فاعلم أن انقسام هذه العلوم إلى خفية وجلية لا ينكرها ذو بصيرة، وإنما ينكرها القاصرون الذين تلقفوا في أوائل الصبا شيئاً وجمدوا عليه، فلم يكن لهم ترقّ إلى شأو العلاء، ومقامات العلماء والأولياء[2].
* الملحوظات:
1- يقول: إن معرفة حقائق الأمور وكشفها، وإدراك الأسرار، كل هذا لا يعرف إلا بالمجاهدة وقمع الشهوات و..! فهل يجيز لنا (حجة الإسلام) هنا أن نتساءل: ما هو دور الرسل؟ وما هو دور الشريعة؟ وما هو دور العلم؟! بل ما هي الفائدة من إرسال الرسل؟! وما الذي كان يمنع محمداً صلى الله عليه وسلم من أن يعلمنا أن الحقيقة لا تعرف إِلا بالمجاهدة وقمع الشهوات، وما هو الخطر الذي كان يخشاهُ صلى الله عليه وسلم من ذلك حتى جاء هؤلاء العارفون ليعرفونا بهذا السر؟!
2- تقريره وتأكيده على وجود الظاهر والباطن، والسر والعلن، وان هذا لا ينكره إلا من عميت بصيرته! فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمى البصيرة عندما قال لنا: {قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك...}[3].
ويقول أبضاً:
.. فإن العقائد التي ذكرناها من أعمال القلب، وقد تعبدنا بتلقيها([4]) بالقبول والتصديق بعقد القلب عليها، لا بأَن يُتوصل إِلى أن ينكشف لنا حقائقها، فإِن ذلك لم يكلف به كافة الخلق... فمن قال: إِن الحقيقة تخالف الشريعة، أَو الباطن يناقض الظاهر، فهو إِلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان! بل الأسرار التي يختص بها المقربون يدركها ولا يشاركهم الأكثرون في علمها، ويمتنعون عن إِفشائها إليهم، ترجع إِلى خمسة أقسام:
القسم الأول: أَن يكون الشيء في نفسه دقيقاً تكل أكثر الأفهام عن دركه! فيختص بدركه الخواص، وعليهم أن لا يفشوه إِلى غير أَهله، فيصير ذلك فتنة عليهم حيث تقصر أَفهامهم عن الدرك، ... بل لذة الجماع إِذا ذُكرت للصبي أَو العنين لم يفهمها إِلا بمناسبة إِلى لذة المطعوم الذي يدركه، ولا يكون ذلك فهماً على التحقيق([5]).
* الملحوظات:
1- تقريره أنهم (أي: الصوفية) تعبدوا الله بتلقيها بالقبول المباشر، قبل أَن ينكشف لهم؛ لأن الكشف لمِ يكلف به كافة الخلق، وهذا الكلام هو عرض فيه إِيحاء للقارئ أَن يتلقى هو أَيضاً هذه العلوم الكشفية بالقبول المباشر، لا بأَن يتوصل إلى أن تنكشف له! وهذه الجملة (الأسرار التي يختص بها المقربون) وما فيها من إيهام وإيحاء مغري!
2- تقريرهُ أَن السر لا يمكن فهمه فهماً صحيحاً بالشرح، ولا يفهم إِلا بالذوق، ويشبهه بلذة الجماع.
ويقول: ... ثم إذا انكشف لهم أسرار الأمور على ما هي عليه، نظروا إِلى السمع والألفاظ الواردة، فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه، وما خالف أَولوه- فأَما من يأخذ معرفة هذه الأمور من السمع المجرد، فلا يستقر له فيها قدم، ولا يتعين موقف... والآن فكشف الغطاء عن حد الاقتصاد في هذه الأمور داخل في علم المكاشفة، والقول فيه يطول، فلا نخوض فيه، والغرض بيان موافقة الباطن الظاهر، وأنه غير مخالف له([6]).
* الملحوظات:
1- تقرير «حجة الإسلام» أن الحق لا يعرف بالسماع، والسماع بدهيًّا يكون من عالم بالقرآن أو عالم بالحديث أَو عالم بالفلسفة...وغيرها. وهؤلاء- طبعاً- أَخذوا علومهم بالسماع من علماء قبلهم، وهؤلاء- حسب قول الغزالي- لا يطلعون على حد الاقتصاد، ولا يمكن أن يعرفوه! إِذاً: فكيف يمكن معرفته؟! الجواب يقدمه (حجة الإسلام): لا يطلع عليه إِلا الموفقون الذين يدركون سر الأمور بنور إِلهي (أي: بالكشف)، لا بالسماع! فنسأله: ما هو دور القرآن والحديث؟ ولم أنزلا؟ ونسأل غيره: أليس هذا الكلام هو كفر من جهة، ومحاربة للعلم من جهة ثانية؟!
2- يقرر أن علم الكشف هو الحق، هو واقع الوجود وحقيقته، بقوله: (إِذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه)، وقوله: (ما شاهدوه بنور اليقين)! وسنرى فيما يأتي أنه مخدوع، وأن كشفه لا يمت إلى اليقين بأي صلة، واعترافه بوضوح كامل وصراحة تامة أنهم لا يأخذون بغير الكشف، وأنهم لا يعترفون بشيء من الشريعة إِلا إِن وافق كشفهم! وما يخالف كشفهم يؤولونه! وهذا يعني بكل جلاء، أنهم يعتبرون الشريعة غير صحيحة، وأنها ليست هي الحق، وأَنها - على الأقل- فيها أخطاء يجب أن تؤوّل لتتفق مع كشفهم!
والسؤال: إِذا لم يكن هذا ضلالًا وزندقة..! فما هو الضلال والزندقة..؟
وقد يقول قائل -وما أكثرهم-: إِنه لا يعني الشريعة بقوله: (السمع والألفاظ الواردة)، فنجيبه:
أ- الفلسفة، لا يحتاجون تأويل نصوصها؛ لأن من أَسهل الأمور أَن يقولوا عنها: إِنها كذب وخطأ وضلال وكفر وأي شيء يريدون، دون أَن يخافوا أحداً أو يخشوا شيئاً، أَما الشريعة فهي التي لا يستطيعون أن يقولوا عنها: إِنها كذب أَو خطأ، أَو يقولوا: فيها شيء من ذلك؛ لأن وراء هذا القول حد الردة، لذلك يستعملون الإشارة والرمز واللغز ليموّهوا علينا، فيقول قائلهم: (السمع والألفاظ الواردة) بدلًا من (الشريعة)!
ب- الغزالي نفسه يوضح لنا مراده من مثل هذا التعبير في مكان آخر من إِحيائه، يقول: (.. أن يكون مقلداً لمذهب سمعه بالتقليد، وجمد عليه وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إِليه ببصيرة ومشاهدة، فهذا شخص قيده معتقده.. فصار نظره موقوفاً على مسموعه، فإن لمع برق على بعد وبدا له من المعاني التي تباين مسموعه حمل عليه شيطان التقليد حملة([7])...
إِذن فالغزالي يعني بـ (السمع والألفاظ الواردة) الشريعة الإسلامية.
3- وقد يأتي متحمس، وقد يحمل شارة علمية ذات اسم أو ذات شكل، ليفور ويثور، ويأتي بنصوص من هنا وهناك، يحاول أَن يثبت له بها الإمامة والاستقامة! فنجيبه بأن هذا أسلوب معروف من أساليب المغالطة، والجواب عليه ورده واضح في هذه النصوص المنقولة عنهم، ونحن هنا أمام نصوص محددة نناقشها، وموضوع معين ندرسه.
4- بما أن سيف التأويل (السحري) مسلط على رقاب النصوص (من قرآن وحديث)، إذن فلا مخالفة بين الشريعة والكشف! (هذا ما يقرره الحجة)!
هنا نتقدم - بخشوع صوفي- لنسأله: ما معنى قوله سبحانه: ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)) [النساء:59]؟ وهل يا إمام عبارة ((فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ))، تعني: ردوه إلى الكشف!
جوابنا لهذا الإمام ولأتباع هذا الإمام، هو: أِن من يؤمن أن محمداً رسول الله، يقول: إذا خالف القرآن الكشف، ندوس الكشف تحت أقدامنا، ونتبع القرآن الكريم، هذا هو سبيل المسلم.




([1]) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي مات في طوس سنة: (505هـ).
([2]) إحياء علوم الدين: (1/88).
([3]) سنن ابن ماجة، المقدمة، حديث: (43).
([4]) بتلقينها، هكذا في الِإحياء، ولعلها غلطة في النسخ أو الطباعة، ولعل الصحيح هو (بتلقيها).
([5]) الإحياء: (1/89).
([6]) إحياء علوم الدين: (1/92).
([7]) إحياء علوم الدين: (1/255).

عبده فايز الزبيدي 08-27-2013 11:20 PM

وحدة الوجود في كتابات أبو حامد الغزالي 2/2



نكمل كلام الشيخ الغزالي في وحدة الوجود وملحوظات الشيخ محمود عبد الرؤوف القاسم عليها، يقول الغزالي أيضاً:

...علم المكاشفة -وهو علم الباطن- وذلك غاية العلوم، ...وهو علم الصديقين والمقربين فهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة [1]، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها، فيتوهم لها معانٍ مجملة، غير متضحة، فيتضح إِذ ذاك، حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه، ... ومعنى لقاء الله عز وجل، والنظر إِلى وجهه الكريم، ومعنى القرب منه والنزول في جواره... وبعضهم يدعي أموراً عظيمة في المعرفة بالله عز وجل... فنعني بعلم المكاشفة أن يرتفع الغطاء حتى تتضح له جلية الحق في هذه الأمور إيضاحاً يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه [2].

* الملحوظات:

أ- علم المكاشفة هو علم الباطن، وهو غاية العلوم. ب- يجب التصديق به والتسليم لأهله. ج- هو علم الصديقين والمقربين، وعلينا أن نلاحظ ما في الفقرتين (ب، ج) من إيحاء براق وجذاب! كما علينا أن ننتبه إلى تزكيتهم أنفسهم (صديقون ومقربون) بالرغم من الآيات الكريمة: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء:49-50] و((فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)) [النجم:32].

د- يلقي الغزالي هنا بصيص نور على السر الذي يكتمونه (نور يظهر في القلب، تتضح به المعرفة بذات الله وبصفاته التامات، حتى أن (بعضهم يدعي أموراً عظيمة)، وتتضح أيضاً معرفة معنى النظر إلى وجهه الكريم...)، وعلينا أن ننتبه بشكل خاص إلى قوله: (المعرفة بذات الله)، وهي بقية العبارات جزء يسير من السر سمح لنفسه أن يسطره في هذه الفقرات، فهذا الخيط إذا أمسكناه فسنصل إِلى السر.

ويقول: ...وعبر ابن عباس رضي الله عنهما عن اختصاص الراسخين في العلم بعلوم لا تحتملها أفهام الخلق، حيث قرأ قوله تعالى: ((يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ)) [الطلاق]، فقال: لو ذكرت ما أعرفه من معنى هذه الآية لرجمتموني، وفي لفظ آخر: لقلتم: إِنه كافر[3].

- وطبعاً ابن عباس بريء من هذه الضلالات والهذيانات.

ويقول أَيضاً: ... ولكنا نشير منها إِلى ملامح، ونقول: ها هنا نظران: نظر بعين التوحيد المحض، وهذا النظر يعرفك قطعاً أنه الشاكر وأَنه المشكور، وأنه المحب وأَنه المحبوب، وهذا نظر من عرف أنه ليس في الوجود غيره، وأن كل شيء هالك إِلا وجهه، وأن ذلك صدق في كل حال أزلاً وأبداً؛ لأن الغير هو الذي يتصور أن يكون له بنفسه قوام، ومثل هذا الغير لا وجود له، بل هو محال أن يوجد، إِذ الموجود المحقق هو القائم بنفسه، وما ليس له بنفسه قوام، فليس له بنفسه وجود، بل هو قائم بغيره، فهو موجود بغيره، فإِن اعتبر ذاته ولم يلتفت إِلى غيره لم يكن له وجود ألبتة، وإنما الموجود هو القائم بنفسه، والقائم بنفسه هو الذي لو قدر عدم غيره بقي موجوداً، فإِن كان مع قيامه بنفسه يقوم بوجوده وجود غيره، فهو قيوم، ولا قيوم إِلا واحد، ولا يتصور أن يكون غير ذلك.. فإِذا ليس في الوجود غير الحي القيوم، وهو الواحد الصمد، فإِذا نظرت من هذا المقام، عرفت أن الكل منه مصدره، وإليه مرجعه [4]

* ما يجب أَن نلاحظه:

أ- في هذا النص كشف الغزالي حجاباً آخر عن السر المصون، ومع ذلك فهو يشير إِلى ملامح منه، وقد سمى السر هنا (التوحيد المحض) (وهذا النظر بعين التوحيد المحض يعرفك أنه الشاكر وأنه المشكور، وأنه المحب وأنه المحبوب بل وأنه ليس في الوجود غيره)، (وأخيراً صرح بالسر المصون، فغدا السر غير مصون)، ومع هذا التصريح فقد لا يكون القارىء قد عرف هذا السر بعد.

ب- بعد التصريح بالسر (ليس في الوجود غيره)، هذا التصريح الذي قد يجرد عليه السيوف، بدأ الغزالي يلوك بأُسلوب علم الكلام، ليبعد به شبح ما بعد التكفير، ثم يعي ليقرر من جديد: (فإِذاً ليس في الوجود غير الحي القيوم...الكل منه مصدره، وإِليه مرجعه..).

ويقول: ...الفريق الثاني ليس بهم عمى، ولكن بهم عور؛ لأنهم يبصرون بإِحدى العينين وجود الموجود الحق، فلا ينكرونه، والعين الأخرى إِن تم عماها لم يبصر بها فناء غير الموجود الحق، فأثبت موجوداً آخر مع الله تعالى، وهذا مشرك تحقيقاً...فإِن جاوز حد العمى إِلى العمش أدرك تفاوتاً بين الموجودين، فأَثبت عبداً وربًّا، فبهذا القدر من إِثبات التفاوت والنقص من الموجود الآخر دخل في حد التوحيد، ثم إِن كحل بصره بما يزيد في أنواره، فيقل عمشه، وبقدر ما يزيد في بصره يظهر له نقصان ما أَثبته سوى الله تعالى، فإِن بقي في سلوكه كذلك، فلا يزال يفضي به النقصان إِلى المحو، فينمحي عن رؤية ما سوى الله، فلا يرى إِلا اللّه، فيكون قد بلغ كمال التوحيد، وحيث ادرك نقصاً في وجود ما سوى اللّه تعالى دخل في أوائل التوحيد...وترجمته قول: (لا إِله إِلا الله)، ومعناه أن لا يرى إلا الواحد الحق، والواصلون إِلى كمال التوحيد هم الأقلون...إذ عبدة الأوثان ((مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) [الزمر:3]، فكانوا داخلين في أوائل أَبواب التوحيد دخولاً ضعيفاً[5] .

لا بأس الآن من إِضافة فقرة متممة للنص، أفردتها عنه لأن لها قيمة خاصة، يقول: (.. وفيهم من تنفتح بصيرته في بعض الأحوال، فتلوح له حقائق التوحيد، ولكن كالبرق الخاطف لا يثبت، وفيهم من يلوح له ذلك ويثبت زماناً ولكن لا يدوم، والدوام فيه عزيز). وهذه صورة مما يحدث عندما يبلغ السالك إِلى ما يسمونه: (الفناء في الله أَو الجمع..)، ستفيدنا فيما بعد.

ويقول: ...فإِن قلت: كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة، وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحداً؟ ... وهو أن الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدة واعتبار، ويكون واحداً بنوع آخر من المشاهد والاعتبار، وهذا كما أن الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد، ... فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة، فهو باعتبار واحد من الاعتبارات واحدٌ، وباعتبارات أخر سواه كثيرٌ، وبعضها أشد كثرة من بعض... وهذه المشاهدة التي لا يظهر فيها إِلا الواحد الحق تارةً تدوم وتارةً تطرأ كالبرق الخاطف وهو الأكثر، والدوام نادر عزيز[6]

* الملحوظات على النصين الأخيرين:

أ- في النص الأول، قوله: (فأَثبت موجوداً مع الله تعالى وهذا مشرك تحقيقاً)، يقرر فيه بأسلوب فيه رونق، أَن من يرى أَن هذه المخلوقات هي شيء غير الله تعالى فهو مشرك تحقيقاً. أي إنه - آخر الأمر- شرح لنا ما هو السر، ولكن بأسلوب فيه شيء من الزحلقة للقارىء. وفي النص الثاني يرد على شبهة من يقول: كيف لا يشاهد إلا واحداً مع وجود السماوات والأرض؟.. ويقرر أَن هذا هو علم الكشف، وبالتالي هو السر الذي لا يجوز أَن يسطر في كتاب.

ب- قوله: (فلا يرى إلا الله، أَي: لا يرى في هذا الكون في كل ما يراه من المرئيات إِلا الله، فيكون قد بلغ كمال التوحيد. وفي النص الثاني، يوضح أَكثر فأَكثر، فيقول: (وكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات...فهو باعتبار واحد من الاعتبارات واحد..). إِذاً: فالخالق والمخلوق هما واحد، أو هما وحدة... وهكذا، وضح لنا السر أخيراً، إِنه (وحدة الوجود)، وما أدراك ما وحدة الوجود؟!

ج- في النص الأول يقرر أن عبدة الأوثان داخلون في أوائل التوحيد دخولاً ضعيفاً. فأسال: إِن لم يكن هذا هو الكفر والزندفة، فما هو الكفر والزندقة؟ وأُنبه إِلى أن القارىء الكريم عندما يمتلك ناصية العبارة الصوفية سيعرف أن معنى جملة الغزالي هو أن عبدة الأوثان دخلوا في التوحيد عندما عبدوا الوثن (لأنه جزء من الله) وكان دخولهم ضعيفاً بسبب قولهم: ((...لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) ؛ لأن هذا القول هو تفريق بين الخالق والمخلوق، وهو عكس التوحيد (عند الصوفية)، ولو كانوا داخلين في التوحيد دخولاً كاملاً لقالوا- عن إِيمان وعقيدة-: إِنهم يعبدون الله بعبادتهم للصنم؛ لأنه جزء من الله.

- أطلب من القارىء الكريم أن يقرأ النصين الأخيرين بتعمق ويكرر قراءتهما حتى يستوعبهما جيّداً، ففي هذا تسهيل كبير لفهم كل نصوصهم، وفهم سرهم. وأختم هذه الجرعة الضئيلة من بحر أقوال الغزالي في هذا الموضوع بنتف من تائيته؛ يقول:

إِذا كان قد صح الخلاف فواجب على كل ذي عقل لزوم التقية[7]
وهل أنا إِلا أنت ذاتاً ووحدة وهل أَنت إِلا نفسي عين هويتي
فدنت بأمر حرمته شريعتي وأحييت حكماً قد أماتته سنتي
- لا بأس من التنبيه إِلى فكرة (لزوم التقية) في البيت الأول، حيث نعرف أَننا أَمام (فرقة باطنية) ترى لزوم التقية، وقد مر هذا، وهي ملحوظة هامة جدًّا جدًّا. ويجب أَن أَعود فأنبه في أقوال الغزالي إلى ما يلي:
1- اعتبار الغزالي أَن كشفهم هو الحق والحقيقة والصدق، وإليه يجب أَن يرجع في كل الأمور، حتى القرآن الكريم والسنة يجب أن يعرضا عليه ليحكم في صحتهما، فهذا إِن لم يكن كفراً وزندقة، فما هو الكفر والزندقة؟!

2- ليس في الوجود غير الله، وكما يعلم كل من في بصيرته ذرة من عقل أو إيمان أن الكون موجود أوجده الله، ولكن عند الغزالي -وعندهم- الكون هو الله، وهي وحدة الوجود. ويقرر أن من يثبت موجوداً آخر مع الله، أي: (من يقول: إِن المخلوقات هي غير الله) هو مشرك تحقيقاً!! سبحان الله! ما هو هذا الكشف الغريب العجيب!!! إِننا نقرأ في كتاب الله مثلاً: ((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ)) [البقرة:173]، وواضح حتى للأغبياء أن عبارة (غير الله) تعني: الأوثان والقبور والأولياء وغيرهم، وكل هؤلاء مخلوقات. إِذاً: فالقرآن يقرر بوضوح كامل أن المخلوق غير الخالق، فنسأل (الحجة)، وأتباع الحجة، والمخدوعين بالحجة: هل القرآن شرك؟ أم الذين يخالفون القرآن هم المشركون؟

3- كلمة (التوحيد) يعني - ويعنون - بها (وحدة الوجود) وحيثما وردت في كلامهم فهذا هو معناها. ويقرر أن عابد الأصنام داخل في أوائل التوحيد. وتقريره أن وحدة الوجود هي مشاهدة الصديقين.

4- أنبه بشكل خاص إلى قوله في تائيته: (فدنت بأمر حرمته شريعتي وأحييت حكماً قد أماتته سنتي)، الذي نفهم منها أنهم يعرفون تماماً أن الصوفية تناقض الإسلام، كما يعترف بالشطر الثاني أن الإسلام أماتها، فجاء هو وأحياها؟! كما يُفهم من هذا الكلام أنها كانت موجودة قبل الإسلام.

في الموضوع القادم أقوال عبد القادر الجيلاني في وحدة الوجود

----------------------
([1]) مرّ معنا قبل صفحات معنى عبارة: (صفاته المذمومة).
([2]) الإحياء: (1/18).

([3]) الإحياء: (4/85).

([4]) الإحياء: (4/74).

([5]) الإحياء: (4/75).

([6]) الإِحياء: (4/213).

([7]) النفحات الغزالية، (ص:149).

عبده فايز الزبيدي 08-28-2013 12:22 AM

( علامة أهل السنة تعظيم المساجد ، وعلامة أهل البدعة تعظيم القبب والقبور)*

_
*https://www.facebook.com/SofiaMicros...ocation=stream

عبده فايز الزبيدي 08-28-2013 12:50 AM

قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي حفظه الله:
(إن التَّصوفَ هو الوجه الآخر للتشيعِ في أصوله و فروعه)

عبده فايز الزبيدي 08-28-2013 02:20 AM

شيخ الطريقة الأشراف المهدية بمصر صلاح الدين القوصي يقدم أنموذجاً لخطاب المحبة المزعومة عند الصوفية:
http://www.youtube.com/watch?v=yxOMaIUWuLs

بطاقة تعريف بصلاح الدين القوصي: يسمي نفسه هكذا:
عبدالله صلاح الدين علم الدين القوصي (1) ، من مواليد منفلوط بصعيد مصر(2) في عام 1940 م و يدعي أن نسبه يتصل بالحسين بن علي رضي الله عنهما، أسس الطرية الأشريفة المهدية و قال في دستورها:
(تأسست بعبد اللـه / صلاح الدين القوصى .
ليست جماعة و لا هيئة و لا تنظيم و لا طريقة .. و لكنهم إخوة فى اللـه اجتمعوا عـلــَـيـْـه و على محـبتـه .
الأشراف نسبة إلى نـسـل رســولِ اللـه (صلى اللـه عليه و سلـم) , و المهديـــة نسبة إلى الـمـهـدى .
هدفهم : الرجوع فى أسلوب العبادة إلى ما كان عليه رسول اللـه (صلى اللـه عليه و سلم) و صحابته فى القرون الثلاثة الأولى من الإسلام .
منهجهم : تقديس اللـه تعالَى و شكره و محبته و محبة رسوله و آل بيته .. أى العبودية المحضة للـه .
أورادهم : مختارات من آيات اللـه جَلّ و علا و أحاديث رسوله (صلى اللـه عليه وسلم) .
و موجز
لا إلــه إلا اللـه ، محمد رسول اللـه ، صلى اللـه عليه و سلم ، أستغفر اللـه .
و معناها :
لا إلـــه إلا اللـه ........... أى لا موجود حق الوجود إلا اللـه تعالَى وغيره فناء .(3)
محمد رسول اللـه ........... نور اللـه فى الكون و رحمته للعالمين .(4)
صلى اللـه عـلـيـه و سلـم قـُـرْبـَى إلى اللـه و رســوله .
أســتـغـفـر اللـه ........... من كل ما يخالف تقديس اللـه و تعظيمه و حب رسولـه .) (5)

توفي في عام 2008 م و لجماعته قناة المديح .
___
(1) هكذا ورد نسبه.
(2) جاء في الموسوعة العالمية ويكبيديا أنه ولد برباط بمنفلوط بصعيد مصر.
(3) هذه حقيقة عقيدة (وحدة الوجود).
(4) هذه عقيدة (نورانية الرسول صلى الله عليه و سلم ) عند المتصوفة ، فهو عندهم مخلوق من نور الله ، و ليس من البشر.
(5) http://www.alabd.com/index.php/about...-alashraf.html

عبده فايز الزبيدي 08-28-2013 02:53 AM

من أقوال صلاح الدين القوصي في مسألة (نورانية الرسول صلى الله عليه و سلم):
( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو النور الذاتي والنور الإلهي..... وهو عنوان النور وأصل الهداية الربانية ..... ومنبع الأسرار الإلهية.)
و هو يخالف صريح القرآن من أن البشر من تراب ، و قد رد الله في كتابه على هؤلاء الزنادقة و إخوانهم من المسيحين حين قالوا بمثل ما قال القوصي و المتصوفة:
( إنَّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) آل عمران 59.

عبده فايز الزبيدي 09-05-2013 10:22 PM

جاء في (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) للإمام ابن القيم الجوزية ما نصه:
(... و من كيده *: ما ألقاه إلي جُهال الصوفية من الشَّطح **و الطامات ، و أبرزه لهم في قالب الكشف من الخيالات ، فأوقعهم في أنواع الأباطيل و التّرهات و فتح لهم أبواب الدعاوي الهائلات، و أوحى إليهم : أن وراء العلم طريقاً إن سلكوه أفضى بهم إلي كشف العيان و أغناهم عن التقيد بالسنة و القرآن، فحسَّن لهم رياضة النفوس و تهذيبها و تصفية الأخلاق و التجافي عما عليه أهل الدنيا، و أهل الرياسة و الفقهاء ، و أرباب العلوم، و العمل على تفريغ القلب و خلوه من كلِّ شيء ، حتَّى ينتقش فيه الحق بلا واسطة علم،
فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول نقشَ الشيطان بحسب ما هو مستعد له من أنواع الباطل ، و خيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفاً و عياناً ، فإذا أنكره عليهم ورثة الرسل قالوا: لكم علم الظاهر ، و لنا الكشف الباطن، و لكم ظاهر الشريعة ، و عندنا باطن الحقيقة ، و لكم القشور و لنا اللباب ، فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب و السنة و الآثار كما ينسلخ الليل من النهار، ثم أحالها في سلوكهم على تلك الخيالات ، و أوهمهم أنها من الآيات البينات ، و أنها من قِبَلِ الله سبحانه و تعالى إلهامات و تعريفات ، فلا تُعْرض علة السنة ة القرآن ، و لا تعامل إلا بالقبول و الإذعان.
فلغير الله لا لَهُ سبحانه ما يفتحه عليهم الشيطانُ من الخيالات و الشطحات، و أنواع الهذيان ، و كلما ازدادوا بُعداً و إعراضاً عن القرآن و ما جاء به الرسول كان هذا الفتحُ على قلوبهم أعظم.) ص 128

___________
* أي من كيد الشيطان
** الكلام الذي يخرج صاحبه من الدين كقول أبي يزيد البسطامي: سبحاني!

عبده فايز الزبيدي 09-05-2013 11:03 PM

ويبيع الجنة (سباقاً مع الكنيسة):-
https://www.facebook.com/SofiaMicros...ocation=stream
...وأراد (أحمد الرفاعي) شراء بستان، فأبى صاحبه أن يبيعه إلا بقصر في الجنة، فارتعد وتغير واصفر، ثم قال: قد اشتريت منك بذلك، قال: اكتب لي خطك، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما ابتاع إسماعيل من العبد أحمد الرفاعي، ضامناً على كرم الله له قصراً في الجنة، يحف به حدود: الأول لجنة عدن، الثاني لجنة المأوى، الثالث: لجنة الخلد، الرابع: لجنة الفردوس، بجميع حوره وولدانه وفرشه وأشربته وأنهاره وأشجاره، عوضاً عن بستانه في الدنيا، والله شاهد على ذلك وكفيل؛ فلما مات إسماعيل دُفنت معه الورقة، فأصبحوا وإذا مكتوب على قبره: ((قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّاً)) [الأعراف:44]
حاشية العلامة الصاوي، (ص:144)، وجامع الكرامات للنبهاني: (1/492).

عبده فايز الزبيدي 09-07-2013 07:40 AM

يقول الحلاج الصوفي :
كفرتُ بدين الله والكفر واجب ٌ =عليَّ وعند المسلمين قبيحُ
في كتاب : ديوان الحلاج، (ص:28).


المصدر: https://www.facebook.com/SofiaMicros...ocation=stream

عبده فايز الزبيدي 09-07-2013 08:38 AM

جمع الحلاج مراحل السلوك الصوفي في قصيدته المسماة (مراحل) وهي من الوافر:
سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ =و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــس
و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ= و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــس
و حَزْنٌ ثم سهل ثم قَفْـٌـر= و نهر ثم بَحْرٌ ثم يَبْــــس
و سكر ثم صَحْوٌ ثم شوقٌ = و قرب ثم وفر ثم أُنْــــس
و قَبْضٌ ثم بسط ثم مَحْوٌ= و فرق ثم جمع ثم طَمْـــس
و أَخْذٌ ثم ردّ ثم جـذبٌ
=و وصف ثم كشف ثم لبــس
عبارات لأقوامٍ تسـاوتْ= لديهم هذه الدنيا و فِلْــــس
و أصوات وراء الباب لكنْ= عبارات الورى في القرب همس
وآخر ما يَؤول إليه عَبْـٌد = إذا بلغ المدَى حظّ و نفـــس
لأنّ الخلق خدّام الأمانـي = و حقّ الحقّ في التحقيق قُـدْس

و قد رأيت بعض الشعراء المعاصرين من الصوفيين الوجوديين ممن هم على شاكلة الحلاج
متأثراً بنظمه و معانيه.


عبده فايز الزبيدي 09-07-2013 09:16 AM

و يقول الحلاج أيضاً مخاطباً ربه فيما يسميه المتصوفة الحب الإلهي:
آأنت أم أنا هذا في إلهين؟=حاشاي حاشاي مِن إثبـات أثـنَـيْـن ِ
هــويةٌ لـك في لايئتي ابَــداً =كـلّي على الكلّ تلبيسٌ بـِوَجْـهـَيْـن ِ
فـَأَيْنَ ذاتك عنّي حيث كنت أرى = فـقد تـفرد ذاتـي حيت لا أيــني
.

قلت: والحلاج هو أول من صرَّح بسر الصوفية و هم يقولون أنه استحق القتل لا لكفره بل لخيانته
،ففي الأبيات أعلاه نجد أن الحلاج شرح وحدة الوجود (اخلق عين الحق) أي ان الله هو هذا الكون و الكون خيال
فهو ينفي عن نفسه أن يقول بالاثنينية أي ان هناك خالق و مخلوق فهو يقول هل أنت يا رب إله و أنا كذلك إله(آأنت أم أنا هذا في إلهين؟)
ثم يتبرأ من هذا القول الذي يوحي بفصل الله عن خلقه( حاشاي حاشاي مِن إثبـات أثـنَـيْـن ِ)
فحقيقة الله توجد حيث أفنى أنا ذاته و ذاتي حيث لا أشعر بأين ذاتي لبقائي فيه تعالى الله عن هذا الكفر المحض الشنيع.
و قد جاء به في صورة أكثر تصريحاً في قوله:


أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حللنا بدنا


فإذا أبصرتني أبصرته

وإذا أبصرته أبصرتنا


أي أنا الحبيب(الله) و الحبيب أنا فنحن روحان مزجتا حتى صارتا شيئاً واحد
اً
فما تراه مني فهو هو في تجليه و إذا أبصرت الله فذاك أنا.
ثم صار على هذا المنوال من جاء بعده كابن عربي في قوله:
و أحمده و يحمدني= و أعبده وز يعبدني

فهل انقرضت هذه الزندقة؟

لا، فهذا شاعر صوفي جريء فلسفي و جودي كما يسمي نفسه ،يقول: ( أنا الأحدُ)
ثم يؤكد هذه الحقيقة الصوفية: (أنا في كلِّ شيء كلِّ شيء)
و من طوامه في مسألة الفناء:
فَـفَـتَحْتُ عَـيْـنِيَ لِـلْـوُجودِ فَـلَـمْ أَجِـدْ
بَـيْـني وبـيـنَ الـحُـسْنِ بـابـاً مـوصَـدا

.


وَتَـرَكْـتُ قَـلْـبِيَ كَـيْ يَـشِفَّ فـأرْتَقي

مِــنّــي إلَــيْــهِ مُــجَــرّداً .. مُـتَـجَـرِّدا

.


حَــتّــى تَـخَـلّـلَني هَـــواهُ .. كـأنَّـمـا

مِـنْ كُـثْرِ ما اسْتَغْرَقْتُ فيهِ .. تَجَسَّدا


فالشاعر يقول لم يعد بينه و بين الله حجاب فالجمال و الحسن من إشارات الصوفية لله

فتداخل الخلق و الحق كما تدخل نسائم الهواء جوف الإنسان فتأخذ شكل المدخول و تتجسم بجسم الظرف الحاوي،
هكذا يتحدث الصوفي الجديد بلسان لا يبعد كثيرا عن لسان سلفه القديم.
وفي قادم الأيام سنتحدث عن الشعر الصوفي في مباحث منفصلة إن شاء الله تعالى.


الساعة الآن 07:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team