هل انتشر الاسلام بقوة السيف ؟
 

هل انتشر الإسلام بقوة السيف ؟
يعتقد البعض من الناس أن الإسلام انتشر بقوة السيف ...
الحقيقة أنه عندما جاء الرسول محمد r برسالته كان يبشر بها في الخفاء ، لا لعيب في رسالته و لكن لكي لا تغتال في مهدها ، فرسالته كانت تدعوا إلى توحيد الله بالعبادة ونبذ عبادة الأصنام التي كان قومه يعبدونها ، ولم يكن الجهل هو وحده السبب لعبادتها و لكن هناك مصالح دنيويه لفريق يرى في هذا التخلف سوقاً رابحاً لتجارته ، و آخرين كانت هذه الأصنام داعماً قوياً لزعامتهم ورئاستهم ، فزوالها هو زوال لهيبتهم وقطعاً لأرزاقهم لذا لن يسمحوا بأي حال من الأحوال أن تنفتح هذه العقول أو تبصر تلك العيون النور ، ذلك النور الذي سيبدد الظلام وتُفضح تلك الأيادي الخفية التي كانت تعمل خلطاتها السرية لتسقيه لأولئك الجهلة لتبقى عقولهم مستقبلة لكل توجيه صادر لهم ، وأخيراً جاء الإذن من السماء للرسول r بأن يعلن دعوته على الملأ
} فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ { الحجر : 94
فتحول محمد r الذي كان يدعوه قومه بالصادق الأمين والذي خرج من أشرف بيت من بيوتهم ، تحول في نظرهم إلى كاذب ، ساحر ، كاهن ، ومجنون ، وبدؤوا بمعاداته و محاولة قتله وقتل أتباعه أو التنكيل بهم
ولقد دامت هذه المعاناة فترة طويلة قد تزيد على ثلاثة عشر عاماً.
وخلال هذه الفترة هاجر بعض أصحابه إلى الحبشة وبقي من كانت له عائلة تحميه ، وتعرض المستضعفين والذين لم يتمكنوا من الهجرة من الذين اتبعوه إلى التعذيب والتنكيل حتى مات بعضهم ، وأخيراً يأتي الفرج ويأذن الله عز وجل لرسوله بالهجرة للمدينة ليتخلص من مشركي مكة ليجد أعداءً آخرين لديهم نفس المصالح ،
فجزيرة العرب كانت توجد حولها قوى عظمى والمتمثلة في الفرس والروم ولهذه القوى دياناتها و مستعمراتها وأتباعها في الجزيرة العربية وما حولها ، إضافة إلى الوثنيون العرب واليهود الذين كانوا يسكنون أجزاءً من الجزيرة العربية وهذه القوى جميعها رفضت هذا الدين وحاربته لظنهم أنه يهدد نفوذهم ، لذا قام المسلمون بمواجهة هذا التحدي ونصرة دينهم وإيصال هذا الدين وسماحته إلى الناس ، ولقد تقبله هؤلاء الناس واعتنقوه وفضلوه على ما سواه ، وما زالت هذه المناطق تدين بالإسلام رغم أن الفتوحات مر عليها أكثر من (1400) سنة ، إضافة إلى أن كثيراً من شعوب شرق أفريقيا ووسطها وجنوبها دخلت الإسلام بدون فتوحات أو حروب وكذلك شعوب أخرى في الهند وسيلان وجنوب شرق آسيا واندونيسيا والفلبين ، كلها دخلت الإسلام بدون سلاح ، وما نراه للإسلام من انتشار في جميع بقاع العالم لدليل واضح على عظمة هذا الدين وأنه دين العقل والمنطق والفطرة التي فطر الله الناس عليها ،
قال جل وعلا : } فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا {الروم : 30 .

يسلموا كتير لهذا الطرح

جزاك الله الف خير الاستاذه العزيزه رشا مختار