منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   القلب لا يضرب طبوله عبثا (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24662)

عبدالعزيز صلاح الظاهري 07-10-2018 12:10 AM

القلب لا يضرب طبوله عبثا
 
"مَن أصم أُذنيه وأطلق العنان للسانه من أين له هذا الكلام ؟!
هذه العبارة كانت ترددها والدتي بانزعاج وهي تحملق في بعينين غاضبتين، نعم كنت ثرثاراً من يوم الذي عرفت فيه نفسي فقد كنت مصدر إزعاج لأقراني وعائلتي وبسببها أُهملت بل أصبحت مكروهاً يؤسفني قول ذلك
فلم أجد حاضناً لي سوى جدتي لوالدي المريضة – لا اعلم سبب مرضها – فهي تفضل العزلة والصمت فكنت أتسلل إلى غرفتها وأثرثر معها وهي صامته دافنة رأسها خلف خصلات شعرها الأبيض الطويل
كنت على يقين أن جدتي تستمع إلي بل تتكلم معي وتضحك على نكاتي رغم صمتها كان إخواني وأخواتي يسخرون مني عندما اخبرهم بذلك
على كل حال في احد الأيام وهذا بيت القصيد من هذه القصة سألت جدتي قائلا :يقولون انك في ما مضى كنت من أجمل النساء وأكثرهم حكمه
بما أني حفيدك المحب بما تنصحيني ؟
كانت المفاجأة أنها تكلمت معي لأول وآخر مرة في حياتي !
حركت رأسها وأخرجت وجهها المدفون من بين خصلات شعرها الأبيض فظهر عنقها الطويل وبعد برهة نظر من عينيها الواسعتان ولحظة تردد تحركت يدها وبنعومة وبطء وضعتها على صدري وقالت : الإذن ،العين و القلب لديهم جميعا لحنا قد يبعث في نفسك الطمأنينة أو الخوف
لكن القلب هو من يستشار عندما تقف على مفترق الطرق
لأنه لا ينام ولا يستمد إيقاعه من محيطه بل يضرب طبوله ليل نهار داخل سجنه المظلم بين الضلوع
ولكي لا يختلط عليك الأمر ضع إصبعيك في إذنيك ،أغمض عينيك ، و استمع إليه
من يومها عملت بنصيحتها كانت تلك الكلمات كالسحر كانت نتائجها مذهله ، لكن كعادتي لم أكن حذق في إدراك الشيء ومداومة فعله
ففي احد الأيام استيقظت مبكرا فتحت نافذتي كان الجو باردا غائما شيء ما أقلقني وأنا انظر إلى تلك الغيوم السوداء فأنا لم أرى مثيل لها من قبل وزاد الأمر سوء عندما سمعت نعيقا فالتفت فإذا به سرب لغربان ينتشر في الأفق
فجأة انفصل فريق منه واتجه نحوي أخذت أتابعه بذهول وهو يهبط على غصن جاف أعلى شجرة ألليمون في حديقة منزلنا كنت من محلى اسمع أنيين ذلك الغصن الهرم
انكسر ذلك الغصن وهوى ساقطا على الأرض فحلقت الغربان عائدة إلى سربها الذي غادرته يرافقها صريخها المزعج نذير الشؤم
لم يمر على هذا المشهد مرور الكرام شعرت بالتوتر فأخذت اردد أنها رسالة نعم هي رسالة فشعرت بالرعب فصرخت :جدتي وأسرعت مذعورا إلى غرفتها ودفعت الباب ودخلت فوجدتها جالسة على سريرها ،التفتت إلى فرأيت ابتسامة في عينيها يرافقها عتاب
" الم تتذكر كلماتي : فقط أنصت لذلك الحبيس!"

يارا عمر 08-12-2018 06:35 PM

ا / عبد العزيز
القلب لا يدق طبوله عبثا حقيقة لا يدركها الكثيرين

ففى زحمة الاحداث والايام ننسى او نتناسى صوت ذلك الخافق القابع خلف الضلوع

وتضيع منا مفرداته فنقف عاجزين عن فهم اشاراته

قصة قصيرة حملت فى طياتها عبق الماضى وحكايا الجدات وحكمتهم

وقدرتهم على فهم اصعب الامور بكل سلاسة دون كتاب او معلم

استفت قلبك اذا خدعتك المظاهر وعجز عقلك عن الادراك

شكرا لك

ايوب صابر 08-17-2018 01:58 PM

سرد رائع. وان كانت حبكتها وشخوصها واقعية لكنها تنتمي في تقديري الى نمط الخيال السحري الجميل .

عبدالعزيز صلاح الظاهري 08-21-2018 03:03 PM

شكرا أستاذي الفاضل أيوب صابر والشكر موصول
للأستاذة يرا عمر
شكرا وكل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك


الساعة الآن 11:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team