منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   جسر الـــــشك (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15659)

الفرحان بوعزة 01-16-2015 09:50 PM

جسر الـــــشك
 
.. زوالا ، رمقته من النافذة آتياً ، نفضت ملابسها ، بسرعة هرعت إلى المرآة ، مررت أحمر الشفاه على شفتيها ، سوت شعرها ، توهمت أن بعد الجفاف سوف تمطر سماء هذا اليوم .. خطت بسرعة ، قفلت راجعة إلى المرآة ، لامست صدرها ، هزت ثديها إلى أعلى .. نظرت إلى مؤخرتها ، ابتسمت وقلبها يغلي ..
فتحت الباب ، اعــــترضته تنتظر منه عـــناقاً حاراً .. أزاحها عن طريقه وهو يتفجـــر غضباً ..
ــــ بالأمس رأيتك تتحدثين مع جارتنا الجديدة ، تلك التي سكنت قبالة منزلنا ..
ردد كلمة حذار عدة مرات وهو ينفض أذنه اليمنى بإبهامه ..
لـيلا ، لم يعد إلى المنزل مبكراً كعادته ، قلقت .. ظنون تحرق أنفاسها ، سيول الشك تجرف دم عروقها ..أحست أنها أساءت إلى قلبها لما أرغمته على حبه من أول لقاء قريب. تمتمت وقالت :
أنت ؟ أيا هذا .. بنيت لـك بيتاً من الورد الأبيض في قلبي .. ياه .. بل جعلت قلبي وطناً تأوي إليه متى شئت .. من أنت ؟ ما أنت إلا ..لا أدري ماذا ؟.. لكني أقول : إنك صاحب وجهين ، ما كنت أعتقد أنك سوف تتحول إلى طفل مشاغب يمشي على أنفاسي . يشم الورد ، ويتنكر للعطر ..
مررت يدها على غطاء السرير .. أخذت وسادته ، استنشقت برودة خفية في داخلها ، ضمتها إلى صدرها ، شمت رائحة الخداع تفوح من خيوطها.. انتفضت ، لغة طائشة تستنفر لسانها .. زفرات أنفاسها تحرق الهواء ..
في الطابق العلوي ، وقفت مدة خلف ستار النافذة تنتظر عودته والهواجس تأكل ذاكرتها .. عبر زقاق ضيق ، عمود كهرباء يتيم ينشر نوره من بعيد بمقدار.. رأت شبح رجل يصارع خطواته ، وهو يزرع أنغاماً باهتة في الهواء . على التو تدحرجت عبر الدرج ..أطلت من ثقب الباب وقالت : إنه هو .. لا .. إن لم يكن بوعلام فمن يكون إذن؟ القامة قامته ، البدانة بدانته .. أعرف بوعلام جيداً ، إنه يتلون كالحرباء ..
فتحت الباب .. ودت أن تناديه ، لكنها كتمت صوتها بيدها..
صفعت خدها عدة مرات ، عضت على شفتها السفلى لما رأته يدس جسمه الضخم عبر دفـــتي باب الجارة الجديدة...

فاطمة جلال 01-17-2015 08:40 AM

وتبقى الحكايات تحوم حول منعطف لا أخلاقي في واقعنا المؤلم
من خلال ما تجسد في قلم الكاتب الذي القى الضوء عليه
بصورة رائعة ومعبره من خلال السرد والتشويق والانتظار
وفي النهاية الغير متوقعة والصفعة التي غيرت مجرى الطريق


أهلا بعودتك أديبنا القاص الفرحان بو عزه


مع التقدير

طارق أحمد 01-17-2015 12:57 PM

(وتبقى الحكايات تحوم حول منعطف لا أخلاقي في واقعنا المؤلم)
نعم أ. فاطمة الأن .. أ الفرحان يتحدث عن خيانة المرأة و قبله أ سعاد
تتحدث عن خيانة الرجل ..هل صارت حياتنا الزوجية كلها خيانة ..!؟
أ.الفرحان صياغة جميلة صاغها يراعك المبدع ..
بلغة قليلة مختزله و فخمه ..
التحيه لك و ليراعك ..


محمد الشرادي 01-17-2015 02:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة (المشاركة 186303)
.. زوالا ، رمقته من النافذة آتياً ، نفضت ملابسها ، بسرعة هرعت إلى المرآة ، مررت أحمر الشفاه على شفتيها ، سوت شعرها ، توهمت أن بعد الجفاف سوف تمطر سماء هذا اليوم .. خطت بسرعة ، قفلت راجعة إلى المرآة ، لامست صدرها ، هزت ثديها إلى أعلى .. نظرت إلى مؤخرتها ، ابتسمت وقلبها يغلي ..
فتحت الباب ، اعــــترضته تنتظر منه عـــناقاً حاراً .. أزاحها عن طريقه وهو يتفجـــر غضباً ..
ــــ بالأمس رأيتك تتحدثين مع جارتنا الجديدة ، تلك التي سكنت قبالة منزلنا ..
ردد كلمة حذار عدة مرات وهو ينفض أذنه اليمنى بإبهامه ..
لـيلا ، لم يعد إلى المنزل مبكراً كعادته ، قلقت .. ظنون تحرق أنفاسها ، سيول الشك تجرف دم عروقها ..أحست أنها أساءت إلى قلبها لما أرغمته على حبه من أول لقاء قريب. تمتمت وقالت :
أنت ؟ أيا هذا .. بنيت لـك بيتاً من الورد الأبيض في قلبي .. ياه .. بل جعلت قلبي وطناً تأوي إليه متى شئت .. من أنت ؟ ما أنت إلا ..لا أدري ماذا ؟.. لكني أقول : إنك صاحب وجهين ، ما كنت أعتقد أنك سوف تتحول إلى طفل مشاغب يمشي على أنفاسي . يشم الورد ، ويتنكر للعطر ..
مررت يدها على غطاء السرير .. أخذت وسادته ، استنشقت برودة خفية في داخلها ، ضمتها إلى صدرها ، شمت رائحة الخداع تفوح من خيوطها.. انتفضت ، لغة طائشة تستنفر لسانها .. زفرات أنفاسها تحرق الهواء ..
في الطابق العلوي ، وقفت مدة خلف ستار النافذة تنتظر عودته والهواجس تأكل ذاكرتها .. عبر زقاق ضيق ، عمود كهرباء يتيم ينشر نوره من بعيد بمقدار.. رأت شبح رجل يصارع خطواته ، وهو يزرع أنغاماً باهتة في الهواء . على التو تدحرجت عبر الدرج ..أطلت من ثقب الباب وقالت : إنه هو .. لا .. إن لم يكن بوعلام فمن يكون إذن؟ القامة قامته ، البدانة بدانته .. أعرف بوعلام جيداً ، إنه يتلون كالحرباء ..
فتحت الباب .. ودت أن تناديه ، لكنها كتمت صوتها بيدها..
صفعت خدها عدة مرات ، عضت على شفتها السفلى لما رأته يدس جسمه الضخم عبر دفـــتي باب الجارة الجديدة...

أهلا بالصديق الجميل بوعزة
أشرقت الأنوار على هذا المنتدي بقدومك. تواجدك هنا سيجعلك تنثر نجومك المضيئة في رحاب منتدانا ليظل مشرقا.
سبق لي أن قرأت هذا النص الجميل، و مررت للتحية .
ربما ينفض أذنه اليمنى بسبابته.
تحياتي

[/tabletext]
فاطمة جلال 01-17-2015 03:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق أحمد (المشاركة 186333)
(وتبقى الحكايات تحوم حول منعطف لا أخلاقي في واقعنا المؤلم)
نعم أ. فاطمة الأن .. أ الفرحان يتحدث عن خيانة المرأة و قبله أ سعاد
تتحدث عن خيانة الرجل ..هل صارت حياتنا الزوجية كلها خيانة ..!؟
أ.الفرحان صياغة جميلة صاغها يراعك المبدع ..
بلغة قليلة مختزله و فخمه ..
التحيه لك و ليراعك ..

[tabletext="width:70%;"]

من بعد اذن الاستاذه الكرام
اهلا بك أديبنا القدير طارق أحمد
فعلا أحداث القصتان تناولت ذات الموضوع وهذه ظاهرة للاسف مؤلمة
في ظل غياب الوعي الديني لدى الطرفين في القصتين محور الناقش
لكن كان تناول الكاتب فرحان والاستاذه سعاد من ناحية القصة
من شخوص وأحداث حبكة كانا متميزين فقد صاغت أقلامهم واقع مؤلم
ومخجل ,,, ونهاية رائعة وان تعددت واختلف وجة نظر بعض الكتاب
والهدف توصيل رسالة معينة نهاية كل انسان لا ضمير يردعه
ولا ذرة ايمان في قلبه

شكرا لك

زياد القنطار 01-17-2015 04:02 PM

مرحباً بالأستاذ بوعزة ,ومرحباً بهذا الحرف الجميل الألق .
قص رائع ,ولقطة مميزة .حشد وتجيش ودهشة .توظيف للجملة الفعلية حركت شخوص النص وسواكنه وحركت معهما تفاعلنا مع النص .وجاء المونولوج بقنديله ليعطي النص إنارته الكافية ويؤطر شخصية بطلته مظهراً لمعاناة واشكالية الاخلاص والابتعاد عن فراش الزوجية ,وما يرافقهما من هواجس مقلقة تحضر بحضورها .لتأتي لحظة الانقلاب التي الزمت الخد راحة كقّنا .
نص قوي بكل تفاصيله ,لغة وسبكاً وفكرة ..خالص التقدير

مصطفى الطاهري 01-17-2015 05:37 PM

أهلا وسهلا بالصديق العزيز سي بوعزة ، أضاء هذا الصرح الجميل
بهاء قلمك ، تحياتي لك والمحبة

سعاد الأمين 01-17-2015 10:05 PM

الأديب أبوعزة
تحية بعد غيبة
لقلمك ألق .. وقصك مائز كما عودتنا..الكثير يكتب عن الخيانه لأنها جزء من سلوكيات البشر..لايمكن تجاهله فى الأدب قص أو شعر أو خاطرة..ولكن القلم المائز هو الذى يشرق بالمعني
شكرا لك على هذا النص الماتع..

سعاد الأمين 01-17-2015 10:21 PM

(هل صارت حياتنا الزوجية كلها خيانة ..!؟)
الأخ طارق أراك دائما تطلق الأحكام.. دون تروي تصادف نصان لكاتبين على بعد جغرافي..فى موقع أدبي واحد هل يعني..ذلك مانسخته بعاليه...أنت لم تقرأ لشخصى غير هذه النصوص القليلة فى هذا الموقع..لدى نصوص عن الزواح بعشرات الأفكار..الإخلاص التضحية الوفاء..العنف والقتل والفنتازيا والواقعية السحريةوالخ لاتكّون فكرة آنيه وتجمع بين نصين وتستفهم وتستعجب ..!؟ حين كتبت لم يكن هناك اتفاق...نصيحة حين تبدي رأيك عن كاتب أقرأ له كثيرا..
مع اعتذارى لصاحب المتصفح رديت هنا لأنه ذ كر اسمي...مع تحياتي

الفرحان بوعزة 01-18-2015 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 186327)
وتبقى الحكايات تحوم حول منعطف لا أخلاقي في واقعنا المؤلم
من خلال ما تجسد في قلم الكاتب الذي القى الضوء عليه
بصورة رائعة ومعبره من خلال السرد والتشويق والانتظار
وفي النهاية الغير متوقعة والصفعة التي غيرت مجرى الطريق
أهلا بعودتك أديبنا القاص الفرحان بو عزه
مع التقدير

شكراً لك أختي الأديبة المتألقة فاطمة على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ،
شكراً على اهتمامك النبيل ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..


الساعة الآن 05:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team