بيروت .. و غربتي و حنيني
و غيمتي الوفية السوداء
حقيبة تعبت من الترحال
ذاكرة تئن في جمجمتي
يردد البحر الحزين نغمتها
تبكيها الرياح بلا نحيب
بدمعة حبيسة في محاجر السماء
ذرفتها عيون القلب ملحا يسري في عروقي
يبعثرني كنسمة شوق .. خلف أغنية الغياب
بلا قرار ... ولا جواب

طيف ياسمينة يغازل خاطري
يذكرني بجرحي
يحملني إلى بيتي القديم
يضعني بين قوسين
يجعلني علامة استفهام
هل سأعود يا وطني ?
و تذكرني ?
و أنت يا فراشي .. هل ستظل تحضن دفئي
أم أن رائحتي تطايرت مع دخان الحرب و اندثرت كمعالم الحب في مدينتنا ?
آه يا قاسيون كم قسوت و كم أحبك
آه ألف آه با بردى .. أنى لدمعك أن يجف
و أنت يا غوطتنا ... حتام يغزوك الضباب
متى ستستعيد ورودك بهجتها
و يعود إلى ربوعك الأهل و الأحباب

تغرب الشمس منكسرة كنظراتي
تودعنا معاتبة و تخشى أن تعود
تغادر بحثا عن سكينة ضوء حائر و شريد
تطارده تلال الظلم و تحجبه سحائب القسوة
كئيبة أيامنا تنعي محبتنا للنور و الأحلام
خذلناك يا حب .. تهنا و ضيعناك
حبسناك داخل زهرة قطفناها
و بين سطور قصيدة جوفاء خبأناك
كسرتنا هزيمتنا أمام أنفسنا
خدعتنا المرايا ... فشوهناك
مغرورة قلوبنا .. ظنت بأنها من دون نبضك تحيا
مخدوعة نفوسنا ... مريضة حمقاء
الحرص أعماها .. الصدق جافاها .. الطهر غادرها و خاصمها النقاء
قتلنا آخر بسمة للنور و اخترنا كهوف الذات
غرقنا في رمال الوهم و لهثنا وراء سراب
اختبأنا خلف أقنعة تواري سوأة مكرنا
و نسينا بأن كل ما فوق التراب ... تراب