منتديات منابر ثقافية

*بلدي غرامي*
ذكريات من عمر مضى

بلدي .. غرامي
أنا بعشقك وبعشق بحرك
ما بيشبه أي بحر تاني
يمكن ريحتو .. يمكن شكلو ..
ولّلا يمكن لونو ..
بس أكيد أنو ما في متلو أبداً ..
أنا بعشق موجاتو ..
وبعشق سماه ورملاتو ..
حاسس إلك بحنين كبير يا بلدي ..
حنين طالع من قلب مشتاق ..
وشوق كبير لكل حجر فيا ..
كل زواريبا .. وكل نحلاتا ..
وبعشق الزمان البعيد لما كنا سوا ..
ذكريات كل ما خطرت عبالي ..
بحس لسه كأنَّا صايرة مبارح ..
بتذكر الزاروب الديق جنب البيت ..
بتذكر فيه أبو طانيوس بياع العرق ..
ومرتو قاعدة بالبلكون وبإيدا الأرجيلة ..
ما بتتركا ابداً ..
والقصاب بياع اللحمة ..
محله إلو تلات درجات ..
وشجرة التوت عالمفرق ..
وبياع العئابية جنب الفرن ..
وبعدو بشوي بيجي جامع الشيخ ضاهر ..
كنا بنصلي هنيك صلاة الجمعة ..
بتذكر مدرسة جول جمال وبوابة الحديد ..
من جنب الحيط هنيك كنا نشتري وقت الفرصة ..
سندويشات وكاتو من البياعين ..
واللي كان بدو يهرب من المدرسة ..
كمان من هنيك كان ينط ويفركا ..
بتذكر ريحة الأرض بعد ما بينزل المطر ..
والبرد الئرناصي بالشتوية ..
وبعشق كمان الغيم ..
بيضل المطر ينزل إيّام ورا بعضا ..
وبعدين يبدا يفتّح ..
كأنو هالغيم زهرة عم تفتّح ..
وتطل منو الشمس شوي ..
وتتخبى ورا الغيمة شوي ..
بتذكر الضحكات ..
بتذكر النظرات .. والهمسات .. واللمسات ..
كيف فيني إنساها .. !
كنت عيش فيّون أيام ورا بعضا ..
ما لقيت متلن بكل البلاد ..
وكل ما بيخطرو عبالي..
بقلبي من جوا بلاقيني عم اضحك
كانت ضحكتنا تطلع من القلب ..
مليانة حب ..
مليانة أنو هَيْ هيي بلدنا ..
ما بنبدلها بكل بلاد الدني ..
مهما صار ..
وبعدين بنتبه وبرجع لنفسي ..
بحس كأني كنت عم احلم ..
أو كأني بعالم تاني ..
غير عن عالمنا اللي عايشين فيه ..
وهلأ أنا ساكن بعيد ..
وما قدرت لهلأ ارجع ..
يا ريت لو فيني شم ريحة البحر ..
مرة وحدة بس .. يا ريت لو فيني شوف هلوجوه الحلوة .. وضحكات الأطفال كمان مرة بس .. يا ريت لو أعجن روحي بأرواحن ولا أبعد عنن أبداً
ولا أبعد عن ترابك يا بلدي أبداً
قبل ما يخلص العمر ..

أحمد فؤاد صوفي – 2020 اللاذقية - سوريا