منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   خيمياء عشقٍ شرقي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15855)

ايهاب الشباطات 02-05-2015 11:21 PM

خيمياء عشقٍ شرقي
 
ألا يا "ورودَ الدارِ" نائتْ فَمَي السَّما = فَهَاتي يَداً عَلّي أرَى ما دَهى الفَما

فقالتْ "ورودُ الدارِ"-في همْسةِ النّدى-: = خيالُ حبيبٍ غابَ قلتُ :لربّما

أنينُ الهَوى إنْ حَنّ قلْبٌ لحِبِّهِ = وطابَ لهُ شهْداً إذا ذاقَ عَلْقما

تعاقبَ ليْلٌ معْ تَناسٍ بغُرْبتي = ووجْدي جَليْسي لمْ يزلْ مُترنِّما

وإنْ طَلَّ في العلْياءِ بدرٌ فقدْ خَفَى = بصوْرَةِ حِبٍّ والجَوى كانَ سُلَّما

جَرَتْ بالفَتى أوْهامُ عِشْقٍ لمغْرَم ٍ = يَرَى فِيه موتَ النفْسِ حُلْماً ومَغْنما

ألا لا أرَى داراً تطيبُ بذلَّةٍ = ولوْ كانتِ الفرْدوْسَ قلتُ : جهنّما

ومنْ لم يذُقْ في العشْقِ ذُلّاً بجهْلهِ = يظُنُّ الرَّدَى لهْواً وذا الجُرحَ بلْسَما

طَوَى اللهُ أعْواماً قبضْتُ بجمْرِها = كأنَّ الهَوى دِيْني لهُ جئْتُ مُسْلما

فصيحةُ روميّاتِ عيْنٍ لواحِظي = وفي العربيّاتِ الفؤادُ تعجَّما

بطبٍّ حِسانُ الغرْبِ تبْدوْ طبيعَةً = ولكنْ بسحْرِ الشرْقِ تُفضحُ كالدُمى

عَليَّ بني قوْمي حَرامٌ بناتُكمْ = عيونٌ ترَى قتْلَ القلوبِ تكرُّما

قتيلٌ بعشقِ المانعاتِ تحنُّناً = فإسْمي كقَلْبي قد بخلْنَ ترحُّما

تذكَّرْتُكمْ والدمْعُ حشْوَ وسائدي = وليْلي غِطاءيْ حينَ ضقْتُ تكتُّما

أ "يومُ العبورِ" اليومَ فينا مَفاوزاً ؟! = فلا والّتي جالتْ عبيْراً تنسُّما

سعيْتُ وما ظنّي بها ما ظنونُها = تعالتْ عَلى عيْني وحطَّتْ تجَهُّما

ومنْ يستخرْ عَقْلاً بُعيدَ لسانهِ = رَأى في عيونِ الناسِ نكْراءَ مُلهِما

وسارتْ أمامي خلفَ واجِفةِ الخُطى = مَعي واقِفٌ قلْبي وكادَ تكلُّما

كففْتُ يَدي والعينُ ظِلَّ خيالِها = وحارَ فَمي والقلْبُ يذْكُرُ مُعْجما

وخلْخالُها تُرْباً دَنا في تعجُّلٍ = فطارَ الثَّرى فوْقي لأرْقُبَ أنْجُما

تحومُ الحَمامُ البيْضُ في زرْعِ إثْرِها = وكادتْ بهِ أنْ تبعثَ الأرْضُ "جُرْهُما"

بدتْ حدقاتُ العينِ ليْلاً وشعْرُها = وعِلْمي بأنَّ الليلَ ما كانَ تؤْأَما

تجسَّدها أسحارُ "بابلَ" آنِساً = فحجَّ لها شيْطانُ شِعْري تعلُّما

وتُحْيي منَ الأمواتِ عقْلاً بخاطِرٍ = وتُفني منَ الأحياءِ قلْباً تتيُّما

لَها مِنْ وجوهِ الدهْرِ نرْدٌ بخافِقي = يُريْني عُبوسَ الدهْرِ إنْ صِبْتُ مَبْسِما

مراياً لهُ الأشْخاصُ حينَ تبسُّمي = أخالُ بها نَفْسي وكُنْتُ توهُّما

يُديرُ رحاهُ في شَبابي تسارُعاً = فدارَ غَدي أمْساً إذا عُدتُ مُقْدِما

لها في وريْدي ورْدُ ليْلٍ بترْكهِ = تثورُ الخلايا إذ تظنُّ تجرْثُما

وتعْلوْ ظُبا البيْضاءِ حمْراءَ أخْتِها = فكُلُّ الرؤى سوْدٌ إذا دانتِ العَمى

تغشَّتْ بليْلٍ روحُها في مدامِعي = مَلومٌ وما كانَ الذي فاءَ "مرْيما"

إذا جاءَني صُبْحٌ بمصْباحِ مُدْلِجٍ = بكَانا كِلانا إذ بَدا الدهْرُ مأْتما


الساعة الآن 07:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team