منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   المدجنون.. سفراء الغرب الوثني. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15495)

عمرو مصطفى 12-29-2014 12:39 PM

المدجنون.. سفراء الغرب الوثني
 
تمهيد



بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والتي لا تتم إلا بنعمة
السنة والتي لا تتم إلا باتباع السلف سادة هذه الأمة ..
أولاً أشرع في توضيح مصطلح المدجنين حتى يكون الكلام
كما يقال : على نور ..
الداجن هو كل ما يربى في البيوت من حيوانات وطيور وخلافه يتم
تدجينها أي ربطها بالبيت أو الحظيرة التي تربى فيها ..
يصير هناك نوع ولاء بين ذلك الداجن وبين المكان الذي تربى فيه
فهو مهما غادر تلك الحظيرة إلى الفضاء فهو يعود دوماً إلى
مدجنه الذي سيذبحه يوماً ليصنع منه حساءً ساخناً لذيذاً ..
هذا هو دوره الذي من أجله خلقه الله ..
لكن الداجن الذي نقصده ههنا وننسبه للغرب.. لا يعرف لماذا خلقه الله
ولا هى حقيقة وظيفته كإنسان ..هو فقط يعرف سيده الأبيض الذي يربيه ويعلفه ثم يقذفه على أبناء
جنسه ممن لم يتدجنوا بعد مثله ليصير بينهم كالوباء .. ينفث حقد سيده وسمومه حتى تنفد بطاريته المشحونة بالضلالات من
ثم يؤوب إلى سيده فرحاً ليقدم بين يديه القربات منتظراً جزاؤه الأوفى
الذي لا يختلف كثيراً عن نهاية الدواجن التي نربيها في البيوت ..
مع الاعتذار للدواجن فهى تظلم كثيراً حينما تقرن بهؤلاء ..
لكن ليس المشبه كالمشبه به من كل الوجوه ..
الأن وبعد أن تم توضيح مصطلح المدجنين أو دواجن الغرب التي تمت صناعتها على يد السيد الأبيض المستعمر (المستخرب) لبلاد الإسلام ..
نبدأ في الكلام على طريقة تعامل المسلم اليقظ الوطني الذي يتبع المدرسة الإسلامية الوطنية ..
مع الدواجن الغربية ..

يتبع ..

عمرو مصطفى 12-30-2014 12:16 PM

أقسام المدجنين وطريقة التعامل معهم



ينبغي التفريق في المعاملة مع المدجنين بحسب درجة التدجين التي وصل إليها .. ويمكن تقسيم دواجن الغرب إلى قسمين ..قسم داخل دائرة الإسلام

وقسم خارج دائرة الإسلام..

والقسم الذي مازال داخلاً في دائرة الإسلام يمكن تقسيمه إلى قسمين

قسم زائغ يتبع الهوى وقسم جاهل يحتاج إلى من يرشده ويضعه على الطريق

وهذه الأصناف تعامل كل منها على حدة..

فالذي خرج من دائرة الإسلام بردة صريحة حتى وإن زعم أنه مسلم فهذا

لا يخاطب في الفروع التي لا يؤمن هو بأصولها .. بل مثل هذا تقام عليه

الحجة ويدعى إلى الدخول مرة أخرى في الإسلام ويكلم في التوحيد ونواقضه ويخوف بالله وبأياته حتى إذا التزم فنبدأ في إلزامه بالشرائع التي

جاء لينقضها .. حيث أن العقيدة تقوم على شيئين .. تصديق خبر الله وتنفيذ أمره وهذا لن يكون من ملحد لا يؤمن بالربوبية أصلاً حتى تكلمه في العبودية ..

فإذا أمن أنه عبد لله فهذا نلزمه بتصديق أخبار الله الغيبية وتنفيذ أوامره

الشرعية بموجب العقد الذي عقده أولاً وصار عقيدة تلزمه وتلزم كل مسلم ..

القسم الذي دخل في دائرة الإسلام .. ولكنه ضال يتبع هواه لا يعامل كما يعامل الجاهل الذي لايدري ولا يدري أنه لا يدري .. فينكر أشياء قد تخرجه من الملة لولا العذر بالجهل .. فالضال صاحب الهوى يتبع هواه وقد يصل به

هواه إلى المروق من الدين فهو على خطر .. والجاهل الذي يحتاج للعلم وهو يبحث عن الحق ولا يجده ولا يستطيع تمييزه ( وقد أصابته عدوى التدجن بفعل المؤثرات السمعية والبصرية) ينصاع إليك مع أول ومضة حق تسطع أمام ناظريه .. فهذا يعامل بالرفق واللين بخلاف صاحب الهوى

الذي هو أقرب للنفاق والكفر منه للإيمان فهو يعامل بالشدة والغلظة كما أمر النبي عليه السلام بمعاملة الكفار والمنافقين ..

قال تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير .. الأيات ..من سورة التوبة أية 73) ونحن نعامله بحسب ما يظهر منه.. فلا يناظر صاحب الهوى ولا يرفع شأنه إلا إذا دعت الحاجة والضرورة ويكون المناظر له عالماً متمكناً ..راسخاً في العلم ..

فإن ظهر منه ضلال بواح ضللناه وإن ظهر منه كفر بواح كفرناه ..أما إذا كان الحكم بكفره أو ضلاله بحاجة لتوفر شروط وانتفاء موانع فيكون الحكم عليه منوط بالعلماء الكبار ونحن لهم تبعاً .. إلا الكفر والضلال البواح هذا لا يحتاج لفتوى عالم ..

فليس الأمر فوضى في دين الله.. بل هو محكوم بنظام وقواعد دقيقة قعدها أهل العلم من أهل السنة والجماعة السائرين على درب السلف الصالح ..

وما يترتب على الحكم هو من شأن ولاة الأمر لا دخل للعامة فيه فقط يلزمهم

الحذر والتحذير من المحكوم عليهم سواء بالضلال والبدعة أو بالكفر والردة ..

فلا يستمع لكلام مبتدع في دين الله فضلاً عن مرتد ..

ياسر علي 12-30-2014 02:23 PM

الأستاذ عمرو مصطفى : السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

رغم أنكم سيدي قدمتم شرحا للمدجن فهو يبقى غامضا ، فهل تقصدون العميل الذي يكون ولاؤه للمؤسسات الغربية ، و يعمل على تخريب المؤسسة المحلية . أم تقصدون بالمدجن ، ذلك الذي تعلم في المدارس الغربية و يحب المساهمة في تنمية بلاده فكريا وحضاريا وماديا ، أو تقصدون بالمدجن الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استيراد النموذج الغربي ؟

أما طرقة التعامل مع المدجنين ، فقلت إن ظهر منه الضلال ضللناه ، وإن ظهر منه الكفر كفرناه .
هذا المقطع أيضا يحتاج إلى توضيح ، ما المؤسسة التي ستقر بضلاله و ما المؤسسة التي تقر بكفره . لأن مصطلح العالم هكذا مفتوح جدا .
طريقة التعامل اقترحت فيها الحوار والتأديب ، فهلا عمقت الشرح قليلا في هاتين الطرقتين ؟

وشكرا .

عمرو مصطفى 12-30-2014 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 185485)
الأستاذ عمرو مصطفى : السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

رغم أنكم سيدي قدمتم شرحا للمدجن فهو يبقى غامضا ، فهل تقصدون العميل الذي يكون ولاؤه للمؤسسات الغربية ، و يعمل على تخريب المؤسسة المحلية . أم تقصدون بالمدجن ، ذلك الذي تعلم في المدارس الغربية و يحب المساهمة في تنمية بلاده فكريا وحضاريا وماديا ، أو تقصدون بالدجن الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استرادج النموذج الغربي ؟

أما طرقة التعامل مع المدجنين ، فقلت إن ظهر منه الضلال ضللناه ، وإن ظهر منه الكفر كفرناه .
هذا المقطع أيضا يحتاج إلى توضيح ، ما المؤسسة التي ستقر بضلاله و ما المؤسسة التي تقر بكفره . لأن مصطلح العالم هكذا مفتوح جدا .
طريقة التعامل اقترحت فيها الحوار والتأديب ، فهلا عمقت الشرح قليلا في هاتين الطرقتين ؟

وشكرا .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

لزيادة الإيضاح والبيان .. بخصوص تعريف المدجن ..
كل ما ذكرت أنت يا أخي في الجملة يندرج تحت كلمة مدجن ..
مع ملاحظة دقيقة تفصيلية حتى لا تبقى الأمور غامضة كما تقول بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكرته أنت .. أقول :
الذي درس على يد الأجانب وتم غزوه ثقافياً وبدلاً من أن يعود
بشيء نافع لوطنه عاد ليغير ثقافته ( التي لا تفترق عن دينه وأخلاقه ..كما يزعم المدجنون)
فهذا سيحمل اللقب عن جداره (لقب مدجن) ولا فرق بينه وبين النوع الثالث الذي ذكرته أنت بقولك :
(( الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استرادج النموذج الغربي ؟ ))


أما من تعلم شيئاً مادياً (في الطب والهندسة ألخ ...)ولا علاقة له بالغزو الثقافي الفكري
وعاد لينفع به بلده ( لو كان هناك شيء كهذا في عالمنا) فهذا لا أنكره
ولا أعتبر صاحبه مدجن ..
لكن للأسف صعب أن تجد مثل هذا .. ذلك الذي يقتنص شيئاً من فنون القوم المادية
والتي تحاط بسياج مكهرب من قبل السيد الأبيض .. ولا يتلوث بشيء من ملوثات القوم
وتاريخ الابتعاث ليس عنا ببعيد .. منذ أيام رفاعة وإلى يوم الناس هذا .. وعندنا مثل شعبي
يقول : الحدأة لا تقذف الكتاكيت .. بل تلتهمها...

والاستشكال التالي بخصوص مسـألة الأحكام على المدجنين .. فهى موضحة في مشاركتي
ويمكنك العودة إليها.. وفرقت بين من صدر منه كفر وضلال بواح لا يختلف عليه رجلان وبين من يحتاج إلى الرجوع في شأنه للعلماء ..
وللتوضيح أكثر ..وفيه تكرار ..بخصوص مسألة( العالم ) حيث زعمت أنه مصطلح مفتوح جداً هكذا!..
أقول : العالم المتقيد بالكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح والذي يرجع إليه في الفتوى
في أمور الدين من عقيدة وفقه وخلافه .. ولا يعني هذا إهمال المؤسسات القضائية والمجامع العلمية
بل أحياناً تكون المؤسسات والمجامع كلامها أقوى في الوقع على قلوب العوام ..وأقرب للصواب
من كلام العالم الواحد .. أقول أحياناً .. وأحياناً أخرى يكون رسوخ عالم في مسألة بوزن ألف عالم..
المهم ان يكون الحكم مبني على الدليل والبرهان .. ولا ننشغل بالحكم كثيراً المهم هو الفائدة التي تعود على الناس بالحذر من دعاة التغريب والعودة إلى النبع الصافي لهذا الدين القويم ..
مسألة معاملة المدجن بين الرفق واللين بحسب حاله موضحة في المشاركة .. لا أدري أين الإشكال عندك لو أمكن
التوضيح ..

عمرو مصطفى 12-30-2014 03:30 PM

حينما عدت لقراءة مشاركتي الأولى بالفعل تبين لي أن تعريف المدجن كان يحتاج لزيادة إيضاح ..
لقد تصورت أن القاريء ستكفيه الإشارة ليفهم ما أعنيه بالمدجن.. وكأن كل القراء مشاركين لي في نفس المنهج والمسار ومتفقين معي !
لكن جاءت مشاركة الأخ ياسر لتزيد الأمور
وضوحاً .. وإن كان الوضوح أحياناً يكون صادماً !
وفي حالة وجود عدم وضوح في أي شيء ( وهذا يعود لسوء تقدير الكاتب أحياناً للقاريء المتلقي ) يرجى التنبيه
والمساهمة في إثراء الموضوع ..

ياسر علي 12-30-2014 11:35 PM

أهلا بالأستاذ عمرو مصطفى

شكرا للتوضيح ، إذا فهمت المدجن جيدا ، فهو ذلك الشخص الذي اغترف نصيبا من الثقافة الغربية ، وأثرت على فكره و ربما سلوكه و يبتغي اسقاطا من نوع ما لهذه الثقافة على مجتمعه .

إذا كانت العلوم المادية لا غبار عليها كالطب والهندسة وغيرها لا تشكل إشكالا من هذه الناحية ، فيبقى الإشكال ربما خاصا بالعلوم ذات الطابع الفلسفي ، او التي تنطلق من نظريات تبدو غريبة بعض الشيء عن بيئتنا . وأعطي عناوين كنظرية النسبية أو نظرية التطور ، أو نظرية التحليل النفسي ، و بعض القيم كالعلمانية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و المجتمع المدني ، و فصل السلط ، والقوانين الوضعية .

و إذا فهمت كيفية التعاطي مع المدجنين ، هو أن يعطي العالم الفقيه رأيه "الفتوى" في شخص مدجن ، و يفضح أمره بين الناس ، و للسطة القضائية أو السياسية الحق في معاقبته بعد أن تعطى له فرصة التوبة . و يقرن ذلك بمناظرات بين علماء الأمة يظهرون فيها نواقص الثقافة الغربية و مقارعة هؤلاء الخصوم " الغربيون " بالحجة والدليل على فساد منهجهم .

الآن يمكن أطرح رأيي في الموضوع .

ربما لا يخفى حالنا على أحد أننا أمة متخلفة عن الركب العالمي ، و التخلف ليس مسالة جزئية على ما أعتقد ، فتخلفنا مركّب جدا ، أقصد أننا لسنا متخلفين في مجال محدد كالطب والهندسة ، فنعطيه أولوية لاستدراك تأخرنا ، فالمجتمع كله مكبل ، تسوده البدائية ، انطلاقا من علاقة الأسرة بالطفل الرضيع إلى أن يودع في قبره ، فلو تأملنا أساليب التربية فهي لا تزال تقليدية صرفة ، والتقليدية هنا ليست مرتبطة بالوسائل فحسب ، بل العقلية ، والعقلية نتاج ثقافة ، فنحن لانزال نؤمن أن التربية هي إعادة إنتاج ، لذواتنا أي لثقافتنا ، فنمارس التربية عموديا على الأبناء ، أي اننا لا نؤمن بأن الطفل يستطيع أن يكون فاعلا و له كيان يبني شخصيته ، بل نريد منه نسخة معينة جاهزة ، تتمثل في ذاتنا ، فالأب يرى الطفل كامتداد له يريده نسخة منه ، وهذا طبعا ناتج عن إيمان مطلق أنه الصواب بعينه .
كل تخلفنا ناتج عن هذه الأنانية المفرطة و هذه النظرة التأديبية للآخر المخالف ، فالتربية في قاموسنا هي تأديب " عقاب" و ترويض بمعنى التدجين .

التخلف هو ثقافة ، أي ثقافة متخلفة ، هو إيمان بسمو النفس والذات و الخوف من التجديد والتغيير ، فلو كان أسلافنا عملوا على تجديد ثقافتهم ، لما بقينا في هذا الدرك الأسفل و هذه الحفرة العميقة . إلى اليوم ما زلت أتساءل ما المانع من الانفتاح على جميع الثقافات ، و ما العيب في الاغتراف من المنتوج الإنساني عامة . وما الذي يحتم علينا التقوقع على النفس هكذا ، واعتبار كل شيء مخالف هو بالضرورة عدو يفترسنا .

لا أومن بوجود تدجين بهذا المعنى ، ولا أومن بوجود استلاب بهذا المعنى ، هناك فعل واع يمارسه كل شخص ، هناك عملاء لهم أجنداتهم ، وجب وضعها في الاعتبار ، و هناك علماء مفكرون في مجالات اختصاص ثقافية ، معرفية و سياسية ، يبحثون عن العلاج لأمراضنا ، هناك متطفلون ، هناك علماء فقه مجتهدون ، هناك علماء فقه لهم أجنداتهم .

إذن ما السبيل إلى الوصول ، إنه التعايش أولا و أخيرا ، إعطاء الفرصة للإنسان أن يعبر عن رأيه ومن ثم الاجتهاد في البحث عن الخلل ، و ليس أن تفحمه و تسكته فقط لأنه قال ما لا يروقك .

لا يمكن أن نتقدم و نحن نظر للأمور بهذا المنظار ، ليس الغرب كابوسا بعينه في ثقافته ، بل في بعض سياساته ، و أقصد بالضبط السياسة الامبريالية ، التي تريد وضع العالم تحت وطأتها ، لاشك أن الغرب يتهافث على أدمغتنا بشكل مريب ، و لم ير فيهم يوما تهديدا لثقافته ، وهجرة الأدمغة نحو الغرب مستفحلة جدا ، و عندما يرجع واحد من أبناء أوطاننا خبر من الحياة ما لم نختبره ، عاش ثقافتنا وعاش ثقافتهم ، وربما حاول التوفيق بين الثقافتين ، نرميه نحن بالمروق . قد يخطئ نعم لكن أبدا لا يستحق التحقير مادام يحاول البحث عن السبيل نحو التقدم .

وشكرا

عمرو مصطفى 12-31-2014 11:43 AM

تصحيح المسار


سبق وأن قسمنا المدجنين إلى ثلاثة أقسام .. وبينت كيف يتم التعامل
مع ثلاثتهم المعاملة الشرعية التي تناسب كل منهم بحسب حاله ونسبة
التدجين التي وصل إليها ..
والأن سنقوم بتجربة عملية مع أحد الأنواع الثلاثة .. وهو النوع الذي
لايدري ولا يدري أنه لا يدري ..
كيف نقوم بتصحيح مساره ؟
نعم فهذا النموذج بحاجة إلى تصحيح مسار وقبل تصحيح المسار هو بحاجة إلى تصحيح أوضاع .. فالذي يمشي على رأسه ويفكر بقدميه لا شك أنه بحاجة
إلى تصحيح وضعه أولاً .. لأنك لو ذهبت تكلمه فلن يسمعك برجليه! .. لكن لو صححت له وضعه
وصارت أذنه مما يليك .. ساعتها .. يمكن أن يسمعك ويقبل منك .. فتبدأ في توجيهه في المسار الصحيح
والذي تم تدمير ونسف خريطته في كثير من الأذهان عبر العصور
منذ أن بدأ إبليس يعبث بالعقل البشري ويحرفه عن المهمة الأساسية
التي من أجلها خلق .. نعم .. فبداية التدجين أبعد مما تتصور ..
فالشيطان هو أول من اخترع التدجين .. واتخذ ممن دجنهم حزباً وجنداً .. الأمر قديم يا صاحبي .. فكن طويل النفس وتعال معي نصحح المسار .. ولا أدعي علماً خفياً ولا فلسفة شقية ..
إنما الميزان الذي سنزن به الأفكار والتوجهات هو ميزان متوفر
لدى كل مسلم .. إنه الوحي المعصوم .. فلم يتركنا ربنا عالة على
مائدة إبليس ولم يهبط الإنسان على الأرض إلا وقد تعلم الأسماء
كلها .. علم الرب جل وعلا أدم أسماء كل شيء .. التوحيد والشرك الحلال والحرام .. الحق والباطل .. المعروف والمنكر ..
هبط الإنسان
وهو يعرف ربه .. ويعرف حقيقة ما حوله وطبيعة مهمته ومن عدوه
ومن وليه .. ومن أين يستقي معارفه .. وهبط معه عدوه الأبدي..
الذي يعرف مهمته أيضاً .. وهى نسف المهمة الإلهية التي هبط بها
الإنسان على الأرض ببث مفاهيم مغايرة ومعارف مضادة لما تلقاه الإنسان من ربه .. فيصير الإنسان تائهاًُ لايدري من أين بدأ وكيف يسير وإلى أين ينتهي (*)..
كثير من هؤلاء لا يدري حقيقة وجوده في هذا الكون ..
لماذا هو هنا على هذه الأرض .. ولو أجاب فسيجيب من مائدة إبليس
ولن يجيبك من كتاب ربه الذي أنزله الله لهداية البشر .. وإرشادهم إلى المسار الصحيح .. بل ستجده يستنكف أن يذكر لك أية أو حديث
وسيأتي لك بكلام أفلاطون وسقراط وهو يشعر من داخله بالفخر والخيلاء وهو ينقل عن هؤلاء .. وهؤلاء نقلوا علومهم من من ..
من الوحي الإلهي المعصوم .. أم من وحي الشيطان الرجيم ..
بعضهم لو قلت له قال ابن عباس اشمأزت نفسه .. ولسان حاله ومقاله
يقول : ستعيدنا للقرن الأول الهجري .. ثم تجده يستدل بقول فيلسوف
عاش قبل ميلاد المسيح عليه السلام! ..
عاد بك إلى نخالة زبالة أفكار الوثنيين قبل ألفي عام .. وهو فخور!
من ابن عباس ومن أرسطو ؟..
الأول هو صاحب رسول الله ..صلى الله عليه وسلم ..
والثاني صاحب ماذا؟ .. من أين استقى علومه ومعارفه ..
فهمت الفرق الأن ...
ومازلنا في محاولة تصحيح الوضع والمسار..


ــــــــــــــــــــــــــ


(*) مراجع :أوائل حلقات في عالم السر والخفاء للدكتور بهاء الأمير مع الحذر مما فيها من
بذور إخوانية قمت بتلافيها أثناء صياغتي للكلام .. لكنها مفيدة في بابها ..

ياسر علي 12-31-2014 07:04 PM

صحيح أن المسار بحاجة إلى تصحيح ، وهذه الرؤية بحاجة إلى التعميم ، فبالإمكان نقلها من "المثقف" أو المدجن حسب تعبيركم لتشمل السياسي والحقوقي و رجل الدين و غيرهم من الفاعلين المهتمين بالشأن العام ، من هذا المنطلق فنحن بحاجة إلى ميثاق مجتمعي جديد ، يوفر البيئة السليمة لهؤلاء للتنافس في خدمة المجتمع ، بدل أن يحرض بعضهم على بعض ، أو يمارس الواحد منهم الوصاية على الآخر ، فمتى انتفى الصراع السلبي بين هذه الأطراف حولوا مجهوداتهم إلى الإبداع في منافسة حقيقية قصد خدمة المجتمع .

لكن متى سعى الواحد منهم لممارسة وصايته على الآخر كانوا مصدرا للفتن و التنازع ، وحوّلوا مجهوداتهم نحو العصبية و الانغلاق الفئوي ، الذي يتنج صدامات لا تكون في صالح المجتمع ، فالمجتمع لابد أن يستفيد من كل طاقاته إن أراد السير قدما في تحقيق وجود حقيقي ، لا وجودا طوبويا فقط .

العودة إلى الأصول وصفة لا بأس بها إن كانت العودة ترمي إلى قراءة التاريخ ، و امتلاك الجرأة لقول هذا خاطئ وهذا متجاوز وهذا قابل للحياة وهذا هو روح وجوهر القوة ، لكن إن كانت العودة للسكن في الماضي ، و تكبيل المجتمع باجتهادات الأقدمين الصالحة لبيئتهم يومها فهذا لن ينفع في شيء ، بل هو نكوص وانهزام أمام الحاضر والمستقبل . نعم الأربيون قاموا بقراءة تاريخهم و أخذوا زبدة ما يوجد فيه من أقوال الحكماء وطوروها ، لكنهم لم يستنسخوا البيئة اليونانية . و لم يقوموا بإعادة إنتاج الماضي ، بل صنعوا حضارة جديدة .

ليس كل ما نطق به أفلاطون و أرسطو وغيرهم من الحكماء ضربا من ضروب الوسوسة ، وغلة من غلال إبليس ، فنحن على يقين تام أن كيد الشيطان ضعيف حتى أمام الإنسان ، وعندما تنسب إليه كل تلك المعارف و كل ذلك المنطق و كل تلك العلوم فهذا تعظيم لشأنه خارج عن نطاق المنطق .

ما الحل إذن : " نعم للتلاقح الحضاري ، نعم لقراءة التاريخ ، نعم للتعايش والتنافس الشريف ، لا للانغلاق ، لا للوصاية ، لا لاحتكار الحقيقة .

وشكرا

عمرو مصطفى 01-05-2015 03:28 PM

المهمة والغاية




سبق الإشارة إلى قضية الغاية والهدف من خلق الإنسان ودور الشيطان وحزبه في حرفه عن تلك الغاية ..

(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))الذاريات 56

((يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون )) الاعراف

(( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) البقرة


وقال صلى الله عليه وسلم :إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون.. الحديث..

وقال عليه السلام : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..

خلق الله الإنسان لعبادته وجعل له الأرض مقر قيامه بتلك العبودية دار الابتلاء والامتحان .. وانزل عليه الكتب وأرسل له الرسل من أجل هدايته

إلى طريق الرشاد .. وفي المقابل .. قام الشيطان وحزبه باجتيال البشر وحرفهم عن تلك الغاية إلى غايات أخرى بكلمات براقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها السم الزعاف ..

((فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ))

لم يقل إبليس لأدم هل أدلك على الشجرة المحرمة .. بل سماها شجرة الخلد

وهذا هو ديدن الشيطان وحزبه .. تسمية الأشياء بغير اسمها حتى تنطلى الشعارات الخداعة على بني البشر .. فلن يسمى لك الخمر باسمه ولا الزنى باسمه .. ولا حتى الكفر باسمه .. بل سيسمى لك الخمر شراباً روحياً ..

والزنى .. صداقة وحرية شخصية .. وسيسمى لك الشرك إبداع فكري ..

وهذا نسف للمعاني الشرعية التي علمها رب العزة لأدم عليه السلام وانزلها في الكتب السماوية على قلوب أنبيائه ورسله المقربين ..

مهمتك هى التوحيد .. وضدها الشرك .. ومن لم يعرف الشرك وقع فيه ..

مهمتك في الأرض ان تكون عبداً لله .. حق عبادته .. وخلق لك ما في الأرض من أجل تيسير مهمتك.. فهى وسائل وليست غايات (*)..

مهمتك أن تقوم بتسخير تلك الوسائل لتحقيق معاني العبودية ..

أنت لا تعمر الأرض غاية .. بل تعمرها طاعة لله .. فالأرض لله وليست لك وأنت مجرد مستخلف فيها ..سائراً فيها على شريعة الله (المنهج والمحجة .. أفعل ولا تفعل ) تتزوج طاعة لله وتنجب

وتربي ولدك ليكون في طاعة الله ويحمل من بعدك لواء التوحيد ..

الموظف مستخلف في وظيفته يطيع ربه في وظيفته .. والزوج مستخلف على زوجته وبيته .. والحاكم مستخلف على رعيته ومسئول عنها أمام الله فلابد أن يطيع الله فيهم ويقوم بحقوقهم عليه .. والرعية تقوم بحقوقها تجاه راعيها

طاعة لله .. وحده لاشريك له ..

والشيطان يقول لك .. الله في المعابد وفقط (عياذاً بالله ).. والأرض تسوسها

بحسب ما تراه أنت مصلحة فهى غايتك (الوصول للسعادة البشرية)

أن تلبس جيداً وتأكل جيداً وتحيا في رخاء.. ثم .... ماذا بعد ..

تكون حطباً لجهنم !....

تنتحر لأنك لم تهتم بغذاء الروح كاهتمامك بغذاء البدن .. لأنك لم تعرف غاية وجودك .. وأن عزل الدين عن الحياة هو نسف للغاية التي من أجلها رزقك الله الحياة .. فحياتك هبة من الله لغاية وهدف .. فكيف تنسف الغاية والهدف

وتتمسك بحياة زائلة بلا طعم او رائحة .. بلا هدف حقيقي ..

تصور رجل استعمل خادماً على أرضه وشرع له طريقة العمل في تلك الأرض

قال له :افمل فيها كذا وكذا..ولا تفعل فيها كذا وكذا.. فلما تمكن من الأرض .. صار يعمل فيها كما يحلوا له كأنها أرضه .. ولم تنتهى بجاحته عند ذلك الحد ..قال لصاحب الأرض : الأرض ملكي ولا علاقة لك بها .. أسوسها كما أشاء.. ترى كيف سيكون رد فعل صاحب الأرض.. المالك الحقيقي ..

(( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))

الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن ..

((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))..

(( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) والغاية عند من تأثر بفكر الجماعات المنبثقة من رحم الجماعة الأم (الإخوان المسلمون) ليست مجرد الشعائر التعبدية بل الخلافة بمعنى القيادة والحكم.. حكم العالم .. فاحذره.

ياسر علي 01-06-2015 01:58 AM

قد لا نختلف كثيرا أستاذ عمرو مصطفى . فالغاية التي خلق لها الإنسان هي عبادة الله ، و العبادة طاعة ناجمة عن حب الله و تأتي بعد معرفة يقينية بوجود الخالق ، وهي اختيارية من غير إكراه ، فالتذكير عمل صالح و الدعوة إلى الله كلها خير و كلها عبادة وهذه أمور لا شك فيها ، و لن تجد من يجادل فيها .

فأين يوجد الإشكال الحقيقي ، لاشك أن وراء الاختلاف حكمة كبيرة لا يعرفها إلا الذي خلق الناس شعوبا و قبائل ، وجعلهم هكذا أمما ، و لم تشأ حكمته أن تجعل منهم نسخة على قلب رجل واحد ، و تلك سنة سنها الله في الحياة الدنيا ، فالذي يسعى إلى جعل الناس على منهج واحد فهو واهم لا أكثر ، فالإنسان عندما خلقه الله لم يخلقه لأنه محتاج لمن يعبده ، فالله غني عن العالمين سبحانه . فلا أدل على هذا الاختلاف ما نشاهد عليه الفرق الإسلامية اليوم ، فهي كلها تنهل من نفس المعين ، لكن لكل منها أولوياتها ، و لكل منها أسسها المعرفية التي تستنبطها من الكتاب والسنة . وتصل هذه الفرق حد التناحر والتنافر و التناقض ، و السبب هو في أنانيتها و سعيها إلى احتكار الحقيقة ، مما يجعلها تلجأ إلى المنهج الإقصائي و عدم قبول الآخر .

أعلم أن الإسلام منهج متكامل ، و صالح لكل زمان و مكان ، و قابل للحياة ، لكن لن يتم تنزيله بدون اجتهاد حقيقي ، يقف على الضوابط الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق الحد الأدنى من الالتزام ، هنا نحن بحاجة إلى الثقافة الغربية ، فلا يمكن أن تحمل فكرا أنانيا و اقصائيا و تبني به أمة ، فالغرب يعج بمختلف الطوائف و مختلف الملل والنحل ، لكنها استطاعت أن تتعايش ، و يحترم بعضها بعضا في ظل القانون و العدالة ، وهذا فكر ليس شيطانيا بل عصارة اجتهادات و توافقات و احترام سنن الله في كونه .

فهل نستطيع أن نقرأ واقعنا بحكمة و نترجل من أبراجنا العالية و نؤمن أننا متخلفون أولا ، و نحتاج إلى تصحيح المسار ، أم سنبقى نجتر و نفرمل الحياة في انتظار أن يؤمن الجميع بمذهب واحد . إن العبادة عمل صالح ، وكل من استطاع أن يحد من هذه الفتن التي ترزح تحت وطأتها أمتنا و هذا التخلف المغلف بالأنانية المعصومة ، يكون خير العابدين . لأن هذه أولوية عظمى في زماننا هذا ، و هو ابتلاء شديد لن ينجح فيه غير مؤمن صادق الإيمان عارف بزمنه ، وغير قابع في القرون الخالية .

وشكرا

عمرو مصطفى 01-06-2015 01:56 PM

أستاذ ياسر علي ..
بما أننا وصلنا لنقاط اتفاق عامة ..
فالتفاصيل إذا أحيلت على الأصول الكلية المتفق
عليها فلن يكون هناك خلاف إن شاء الله .. والخلاف يرد إلى ما يرفع
به الخلاف (وهو الوحي المعصوم) ..لكن قبل هذا
سأناقشك في بعض ما ذكرت في المشاركة السابقة ..

تقول :
فالذي يسعى إلى جعل الناس على منهج واحد فهو واهم لا أكثر


أقول :
ومن الذي يسعى إلى ذلك ..؟ الذي يسعى إلى ذلك يعتدي على سنن الله الكونية ..
إنما الدعوة تكون إلى جعل ((المسلمين)) على منهج واحد لأن دينهم واحد
وكتابهم واحد .. وكتابهم دعاهم إلى الاجتماع ونهاهم عن التفرق ..
التفرق حتى في أبسط صوره ..
روى أبو داود (2628) عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ) فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وروى مسلم (430) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنَا حَلَقًا فَقَالَ : (مَالِي أَرَاكُمْ عِزِينَ) ؟



تقول :
فلا أدل على هذا الاختلاف ما نشاهد عليه الفرق الإسلامية اليوم ، فهي كلها تنهل من نفس المعين ، لكن لكل منها أولوياتها ، و لكل منها أسسها المعرفية التي تستنبطها من الكتاب والسنة . وتصل هذه الفرق حد التناحر والتنافر و التناقض ، و السبب هو في أنانيتها و سعيها إلى احتكار الحقيقة ، مما يجعلها تلجأ إلى المنهج الإقصائي و عدم قبول الآخر .



أقول لك:
الافتراق داخل دائرة الإسلام هو من علامات النبوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به فلابد أن يقع وليس هذا إلا من باب القدر الكوني لا الشرعي .. فالتفرق سنة كونية لكنها مبغوضة في الشرع
فكما أخبرنا عليه السلام بوقوع الخلاف دلنا على سبيل النجاة والأتلاف.. ولو كانت الفرق ترد الخلاف لما يرفع الخلاف لما وقع التناحر والإقصاء .. ولو كانت تنهل من معين واحد لما اختلفت.. هذا تناقض في القول .. ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا .. الأيات ))
الرسول أخبر أن كل الفرق في النار ( وهذا إقصاء منه صلى الله عليه وسلم بمصطلح العصر) إلا واحدة .. وهى تلك التي تتبع الكتاب والسنة بفهم الصحابة سلف هذه الأمة ..
وكلها في النار أي متوعدة بالنار وليست مخلدة فيها كالمشرك .. فهم في دائرة الإسلام لكنهم مبتدعة خارج دائرة السنة ..
فأي شخص يكتل بعض المسلمين في تنظيم ويضع لهم أصولاً تخالف أصول السنة فلابد ان يحصل منه الشقاق والخلاف والتناحر
ولابد أن يؤول الأمر للسيف كما قال أئمة السلف .. لن تجد مبتدعاً
في دين الله إلا وأخر أمره السيف واستحلال القتل للمخالف .. وليس
لمخالف السنة بل لمخالفه هو فيما ابتدعه في دين الله ..



تقول :
أعلم أن الإسلام منهج متكامل ، و صالح لكل زمان و مكان ، و قابل للحياة ، لكن لن يتم تنزيله بدون اجتهاد حقيقي ، يقف على الضوابط الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق الحد الأدنى من الالتزام



أقول :
انتبه لعبارتك تلك فسوف تنقضها بما يلي .. الإسلام منهج متكامل
أى لا يعوزه شيء .. فلماذا قلت بعدها :
هنا نحن بحاجة إلى الثقافة الغربية ، فلا يمكن أن تحمل فكرا أنانيا و اقصائيا و تبني به أمة ، فالغرب يعج بمختلف الطوائف و مختلف الملل والنحل ، لكنها استطاعت أن تتعايش ، و يحترم بعضها بعضا في ظل القانون و العدالة ، وهذا فكر ليس شيطانيا بل عصارة اجتهادات و توافقات و احترام سنن الله في كونه .

أقول : والسؤال الأن .. هل الإسلام صاحب المنهج المتكامل يحتاج
للثقافة الغربية حتى يستطيع التعايش مع الملل المخالفة.. إذن هو ليس بنمهج متكامل !
أم أن المسلم المنحرف (الأناني )بحاجة إلى العودة إلى منهج الإسلام الحق وليس منهجه هو ليعرف كيف يتعايش مع المخالف ..
يا أخى الكريم ..كل هذا المدح للغرب في تعايشه هل ترى أنه واقع حقيقي للغرب ..
لا عنصرية ولا قتل للمخالف .. ولا لتحطيم رؤوس الأطفال على الصخور.. لو شئت لأتيك بنقول من معتقدات القوم يشيب لهولها الولدان ..
ألم تبني أمريكا حضارتها إن ساغ لنا تسميتها حضارة على جماجم الهنود الحمر ..
ألم تقرأ تاريخ الحروب الدينية في الغرب داخل الملة الواحدة..
ألم تسمع عن لافتة (ممنوع دخول الكلاب والزنوج) .. من صاحبها ..
ولن أحدثك عن جرائمهم مع المسلمين فلاأخالك تنكرها.
لاشك أن الأمة تعاني من التخلف في الدنيا .. وهذا مترتب على التخلف والتخالف في الدين ..
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))
لابد أن تضع يدك على أصل الداء .. كانت العرب قبائل متفرقة لايعبأ
بهم أحد ولا يقيم لهم وزنا .. ثم جاءهم هذا الدين الحنيف ..فصاروا
به أعز وأقوى وأنجب الأمم .. صارت ترتجف لهم القلوب مهابة وإجلال .. اهتزت لهم عروش الشرق والغرب وجائتهم الدنيا زاحفة
وكانوا فيها أزهد الناس .. وهذا هو الرعيل الأول ..
السلف الصالح ...
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات .. بدلو وحرفوا وابتغوا العزة في غير هذا الدين فأزلهم الله ..
هذا هو بيت القصيد .. إذا أردت الإصلاح فعليك بطريقة الانبياء والرسل .. دعوة للتوحيد ونبذ للشرك .. مع توحيد المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ونبذ للأفكار المخالفة المنحرفة ..نبذ للخرافة والدجل والعته الفكري.. والعمل الصالح بهذا المعتقد المصفى .. فنعود للأيام التي قد خلت .. ويتحقق لنا وعد ربنا ..
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ))
((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " .))

ياسر علي 01-06-2015 03:06 PM

الإسلام منهمج متكامل ، يعني أن الإسلام دين إنساني رحمة للعالمين كمبادئ عامة ، ميزته الأساسية الانفتاح أكثر من الانغلاق ، فلو أخذنا اللغة وجدناه يعلمنا أن لا أفضلية لسان على لسان و لو أخذنا العرق وجدناه حسم في أمر المساواة ، ولو أخذنا العدل وجدناه يمكن الجميع من العدالة ، و جعل العدل أساس التقوى ، و لو أخذنا العقيدة وجدناه يقول لكم دينكم ولي ديني ، و لا إكراه في الدين ، و الإسلام حرم الاعتداء ، و الظلم و قيد حتى رد العدوان بالاعداد و الاستعداد ، و الأخذ بأخف الضريين ، و غيرها من المبادئ الأساسية التي لا تختلف عن أساسيات بناء الحضارة الغربية الحالية .
والاسلام منهج متكامل لا يعني أن الإسلام يتضمن كل دقائق الحياة ، فالاسلام " كدين" لم يتحدث عن علم الرياضيات مثلا أو الفزياء و لم يضع قوانينها ، لكنه حض على طلب العلم ، فتلك إجتهادات إنسانية ، وعندما أتحدث عن الثقافة الغربية ، فهي منتوج الإنسان الغربي الصالح في مجالات التسيير و العلوم ، و هذا أمر مفروغ منه ، فالبيئة الغربية أنتجت تلك الثقافة ، والثقافة منظومة متكاملة ، فهناك عقل غربي متفوق ، وهذه مسألة بديهية ، فعقلنا لحد الآن لا يزال تابعا و لم يصل بعد إلى درجة الإبداع ، أو إن شئت أن يكون له السبق في ابتكار الحلول لمعضلات الكون ، وإكراهات الحياة . فالقول أن الإسلام منهاج متكامل والركون إلى التواكلية فهذه من معضلاتنا الأساسية .

فالمشكلة أذن ليست في الإسلام لكن في فهمنا للاسلام ، في تخلفنا الذي نقرأ به الإسلام ، في عدم قدرتنا على تسيير أمونا التي أضحت محط عبث العابثين ، و كرد على القصور ، و تكريسا للهزيمة ، نرمي الأمم المتقدمة بالبلوى و نجتهد من أجل الوقوف على عيوبهم لكي نستر بها ضعفنا الواضح الذي لا يحتاج إلى أن يبحث الإنسان الغربي ليتأكد له أننا شعوب بدائية ، فنظرة بسيطة إلى تصرفاتنا عبر العالم تؤكد من نحن ، وتعطي صورة مخجلة عن المسلمين .

وشكرا

عمرو مصطفى 01-06-2015 03:39 PM

لو كانت أساسيات الإسلام هى نفس أساسيات الغرب لكنا نحن وهم على دين واحد ..
حينما تكلمت عن تناقضك في قول الإسلام دين متكامل .. كان بسبب ذكرك الحاجة للغرب
لنتعلم كيف نتعايش مع المخالف .. وهل هذا مفقود في ديننا .. حتى نذهب لنتعلمه من غيرنا ..
لو كان هذا مفقود لما وجد ذمي واحد على أرض دخلها الإسلام .. بل بلاد الإسلام فيها أهل الذمة
ومصطلح اهل الذمة ليس سبة في حقهم .. فهؤلاء في ذمة المسلمين يعنى لو تعرضوا لأذى فهو عار
في حق المسلمين حتى يعيدو لهم حقهم .. كما تقول فلان في ذمة الله .. لايصل إليه أحد بالأذى..
واتذكر موقف شيخ الإسلام حينما دخل على ملك التتار وكلمه في شآن الأسرى .. أجيب إلى فك أسرى المسلمين
دون أهل الذمة (يهود ونصارى)فأبى شيخ الإسلام إلا أن يطلق الأسرى من الذميين مع أسرى المسلمين..
المشكلة لديك أخي الكريم .. انك تمزج بين الثقافة وبين العلوم المادية التي لا تأثير للثقافة عليها
كالطب والهندسة والفلك والتي تعود لاجتهاد البشر في الاستفادة من الماديات التي خلقها لنا الله
ومن أجل سد حاجات البشر .. هذا لا خلاف فيه .. لكن الثقافة لا تنفك عن الاخلاق والدين ..
وقل لي ما دين الطب والهندسة ؟ ..
الأصل عندنا أن الامور الدنيوية مباحة مالم تكن ممنوعة في ديننا ..
ولنضرب أمثلة لنبين الفرق بين المستفيد من الغرب والمتدجن :
فرق بين أن يتعلم الطبيب كيف يمسك المبضع بطريقة صحيحة تفيده في إجراء العملية حتى وإن كانت
الطريقة مستفادة من غير المسلمين ..
وبين أن يمسك المبضع بطريقة تجعله يشبه فقط استاذه الغربي الذي كان يمسك المبضع بتلك الطريقة ..
الأول مستفيد والأخر قرد مقلد ويرى الخير كل الخير في تقليد استاذه الغربي حتى تكون فضلاته كفضلاته !
ودائماً المهزوم مولع بتقليد المنتصر .. وسائراً في فلكه ..
فرق بين أن استعمل سيارة حديثة تعينني على السفر وعلى متطلبات الحياة وبين أن استعمل سيارة حديثة لأنها
على نفس النوذج الغربي في التصميم فتجعلني فقط شبيها بهؤلاء السادة البيض المتحضرون..ولأنني لن اشعر بتحضري إلا لو صرت أركب ما يركبون واكل ما ياكلون وألبس كما يلبسون ..
الإسلام يجعل للمسلم شخصيته المتفردة التي تؤثر ولا تتأثر .. وهذا لن يكون إلا بالعودة لأصول هذا الدين
العظيم والتمسك بها .. لن تكون إلا حينما نعرف أن لنا نهر ولهم نهر .. فعلينا تنظيف نهرنا واستغلاله
في تقدمنا لا أن نكتفي بشق قناة من نهرهم ليفيض علينا بالخير الموهوم ..
كلامي لا يرفع اللائمة أبداً عن أصحاب تلك الملة السمحة .. فالعيب فيهم بالأصالة وليس في غيرهم .. بل إن تسلط غيرهم عليهم هو بسبب تقصيرهم هم ..
ياله من دين لو كان له رجال ..

ياسر علي 01-06-2015 11:35 PM

الإسلام دين متكامل كمبادئ عامة ، و الثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة . فالإسلام كمنهاج نظري متكامل ، و المسلمون متخلفون جدا في ابتكار آليات التنزيل ، التي فلح الغرب في ابتكارها وتأسيسها . وتنزيلها على الوجه الأمثل و رغم ذلك لا زالوا يبحثون عن أساليب التطوير ، أما نحن فقد اكتفينا بالمبادئ العامة نجترها دون أن نتزحزح قيد أنملة في آليات التنزيل .

سنأخذ أمثلة عينية ، عندما سألتك من يفتي لم تتردد في القول العالم التقي الورع العارف بأمور الدين ، وجاء على لسانك هكذا بسرعة ، وأعتقد اعتقادا جازما أن هذا نابع من نظرتنا العامة إلى الأمور ، نحن لازلنا في زمن نعتبر فيه الفرد قادرا على حل كل المعضلات و هذا زمن متجاوز كلية أستاذي الكريم ، و هذه هي ذهنية التخلف بالتمام والكمال ، لا يوجد على الأرض شخص قادر على الإفتاء اليوم و أظن أن هذه المسألة ستصدمك كثيرا . لو أخذنا مثال الطّب الذي هو علم من العلوم ، فالأطباء فيه كل واختصاصه ، فلا يمكن لطبيب العيون أن يداوي الأنف أو أمراض الجهاز الهضمي .... فأول مفتاح للاقدام على الفتوى هو التخصص ، فلا يفتي الفقيه في مجال لا يعرفه و نحن نعلم علم اليقين مدى الأنانية التي يحس بها علماؤنا و عدم قدرتهم على قول لا أعلم ، بل من هب ودب يفتي في كل شيء ، ثم أضف إلى ذلك ، الاختراع والابتكار في الطب لم يعد من اختصاص الفرد ، بل دائما نجد فريقا تابعا لمؤسسة ، وهنا ضع تحت المؤسسة أكثر من خط ، فالابداع و الابتكار هو نابع من مؤسسة ، فكذلك الافتاء ، لو أردنا تحويله إلى علم الافتاء ، يبتكر الحلول الحقيقية ، فلابد أن يسند إلى مؤسسات ، ولو كنا في مرتبة الدول الغربية حضاريا لما أنصتنا بعد إلى المفتي المتسرع يقول رأيه فنعتبره قانونا نسير على منواله . فكل الفتاوى التي تصدر من الأشخاص هي مجرد آراء لأنها لا تخضع للعلمية . فما هي العلمية في الفتوى .

الشخص الذي ينتمي إلى هيئة الإفتاء يجب أن يكون عارفا ليس فقط بأمور الدين بل بأمور الدنيا أيضا ، فالفتوى لها مضاعفات على السياسة على الاقتصاد على سلوك الأفراد على مصير الأمة عامة ، فلا يمكن أن تصدر الفتوى دون دراسة الظاهرة التي سيفتي فيها الشخص من جميع النواحي ، الجانب النفسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي .... وهذا لن يقوم به عالم واحد وربما ما سمع يوما بعلم النفس أو علم الاجتماع أو يستطيع أن ينجز دراسة علمية في هذه الميادين ، فليست الأمور بهذه البساطة التي نتصورها ، وسبق أن قلت لا يمكن أن نقول أن الإسلام منهج متكامل فقط ، فنطمئن إلى جهلنا وتخلفنا .

سأعطيك مثالا واضحا ، وعمليا أكثر ، في إطار الشراكات التي تبرمها جمعيات تنومية محلية في بلدان العالم الاسلامي مع جمعيات "الإتحاد الأوربي" و تساهم فيها الجمعيات الأوربية ماديا بتوفير بعض الآليات أو تتبنى كلفة المشروع كلية أو تساهم فيه ، فعندما يأتي هؤلاء أول عمل يقومون به هو دراسة جدوى المشروع ، ثم الترويج للمشروع حتى يتبناه الأفراد ، ثم انجاز المشروع وتكوين الأشخاص الذين سيسيرونه ، ثم بعد ذلك تتبع المشروع بعد الإنجاز . لنأخذ مثالا في هذا .

قرية صغيرة تريد تدبير نفاياتها ، رغم أننا مجتمع تعتبر فيه الطهارة شطر الإيمان ، فمشكلتنا أن الطهارة مقتصرة عندنا في الوضوء لا أكثر ، بينما طهارة المكان وتدبير النفايات قضية ثانوية ، رغم ما يوجد في أدبياتنا الإسلامية من نصوص تعالج البيئة والرفق بالحيوان و الحفاظ على الطبيعة وغيرها ، لكن لا نملك الثقافة اللازمة و الميكانيزمات لتنفيد هذا المقصد الشريف ، و لذلك نبقى مجرد بدائيين ، فلإنجاز مشروع كهذا يقف الأوروبيون على المشروع ودراسته ، ويروجون له بمساعدة الأطر المحلية ، ثم في الغالب يتكفلون بإحضار الآليات و بناء المطارح ، و من ثم يسهرون على تلقين الجمعيات كيفية التعامل مع النفايات ، و النفايات القابلة منها لإعادة الاستعمال و التي سيتم حرقها وغيرها من الأدبيات، و يرسلون أساتذة متخصصين في مجالات التواصل و كيفة إدارة الاختلافات بالإضافة إلى المتخصصين في المجال المحدد الذي تشمله .

فهنا تنقل مجتمعا من طريقة بدائية في التعامل والسلوك إلى طريقة حضارية . تعلم شخصا كيف يرتقي من التقليدية إلى الحضارة ، تنقل الإنسان من ثقافة تقليدية إلى ثقافة حضارية .
الثقافة الغربية ليست كلها شرا . بل لم نصل بعد حتى إلى أجزاء في المئة مما وصولوا إليه ثقافيا .

عمرو مصطفى 01-10-2015 11:37 AM

يقول الأخ ياسر علي :

الإسلام دين متكامل كمبادئ عامة ، و الثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة . فالإسلام كمنهاج نظري متكامل ، و المسلمون متخلفون جدا في ابتكار آليات التنزيل ، التي فلح الغرب في ابتكارها وتأسيسها . وتنزيلها على الوجه الأمثل و رغم ذلك لا زالوا يبحثون عن أساليب التطوير ، أما نحن فقد اكتفينا بالمبادئ العامة نجترها دون أن نتزحزح قيد أنملة في آليات التنزيل .

أقول :
قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..
ولاتنس أننا حينما نتكلم عن الإسلام فنحن نتكلم عن دين .. لا عن الطب والهندسة بل عن ( عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق)
ودعني أسالك لو كان الغرب كما تدعي يملك ألية التنزيل فمالذي منعهم أن يكونوا مسلمين أفضل منا علماً وعملاً وتنزيلاً ؟..
لأن الأمر يبنى أولاً على صحة المعتقد .. وقولك أننا اكتفينا بالمبادئ
العامة فهذا صحيح بالنسبة لدعاة الليبرالية.. هم لا يريدون إلا المبادئ العامة التي لا تفرق بين إسلام ونصرانية ويهودية .. أما أهل الحق
يلحون في تطبيق الإسلام بكل تفاصيله أصوله وفروعه وشعارهم قوله تعالى (( ادخلوا في السلم كافة)) و ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض))..
هل تعتقد أن الإسلام أنزل علينا أحاجي وألغاز وتركنا لنبتكر أليات فك شفرتها وتنزيلها على الواقع ونحن قصرنا ولم نقم بمايجب؟! ..
الإسلام الذي علم الناس كيف يتخلون .. وكيف يتطهرون .. تركهم
هكذا بمجرد المبادئ العامة التي لا تختلف عليها الأديان..
ماهو الإسلام إذن ؟..

يقول :
سنأخذ أمثلة عينية ، عندما سألتك من يفتي لم تتردد في القول العالم التقي الورع العارف بأمور الدين ، وجاء على لسانك هكذا بسرعة ، وأعتقد اعتقادا جازما أن هذا نابع من نظرتنا العامة إلى الأمور ، نحن لازلنا في زمن نعتبر فيه الفرد قادرا على حل كل المعضلات و هذا زمن متجاوز كلية أستاذي الكريم ، و هذه هي ذهنية التخلف بالتمام والكمال

أقول :
كان الجواب العام على سؤال عام ..(من الذي يفتي في الدين؟)
فإذا أردت جواباً تفصيليلاً لأجبتك .. ولعلي فعلت دون التعريج على مسألة التخصص لأنها منتهية عند أهل العلم .. وفرق كبير بين الفتاوى الشرعية والمعضلات الاقتصادية والسياسية .. أنا لن أذهب
لأستفتي عالم حديث عن كيفية الزراعة وتربية الماشية مثلاً ..
لكن دعني أخبرك عن أمر عملي .. كلنا يمر به .. الفرد فينا حينما يمرض ماذا يفعل ؟.. لن يذهب للسباك طبعاً!.. سيختار طبيباً جيداً ويستفتيه..
وسيأخذ بكلامه.. وهو مجرد فرد واحد .. لكن حينما تكون هناك مسألة قومية متعلقة بصحة المواطنين .. لا شك سيجتمع لها أكبر المتخصصين الرسميين وغيرهم لحلها ولن نكتفي بالذهاب لطبيبك الخاص .. هل عرفت الفرق الذي جعلك تقيس مع الفارق ..
هذا والله مستفاد من ديننا الحنيف..
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا )).
أما ذهنية التخلف فدعني أوضحها لك .. في كلمتين ..
المتخلف الحقيقي هو ذلك الذي اخترع في دين الله واتبع في الدنيا ..
والمتحضر الحقيقي ( المسلم الحق).. هو ذلك الذي اتبع في الدين واخترع في الدنيا..
ديننا يحثنا على الإبداع في الدنيا لا مجرد أن تكون مستهلكاً لاختراعات غيرك تابعاً لهم.. وأن تكون في الدين متبعاً ..فكم بين دعوة الدين الحق .. ودعوة التغريبيين ..

يقول :
لا يوجد على الأرض شخص قادر على الإفتاء اليوم و أظن أن هذه المسألة ستصدمك كثيرا . لو أخذنا مثال الطّب الذي هو علم من العلوم ، فالأطباء فيه كل واختصاصه ، فلا يمكن لطبيب العيون
أن يداوي الأنف أو أمراض الجهاز الهضمي ...


أقول :
الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك ..
فهل هذا القول منك نابع من دراسة ما .. فأسلوب الحصر والقصر هذا لا يليق بمن هو مثلك الذين لا يسلمون إلا بالفتاوى المؤسسة على العمل الجماعي المنظم الخاضع للنظم الغربية .. فكيف نقبل كلامك
لو طبقنا عليه قواعدك ..
ثم لاتترد في رمي العلماء بعدم الاهتمام بالتخصص في العلوم الشرعية وهى أشياء يعرفها حتى العوام .. التخصصات الشرعية موجودة ويمكنك التخصص فيها لو أردت لتنفع بها العوام .. لكنك تنكرها .. وهذا لم ينكره حتى المستشرقون.. بل لدينا من التخصصات ما يثير العجب والدهشة ..
فلم يخدم قوم دينهم كما خدم أهل السنة دينهم حتى أنك تستطيع التحديث بحديث تسنده بنفسك عن شيخك حتى تصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وغيرك لا يرقى حديثهم لأضعف حديث عندك ..

بسبب ذلك العلم الفذ الوعر .. علم الحديث .. وداخله علوم أخرى أدق وأكثر تخصصاًُ وصعوبة .. صاغ قواعدها جهابذة الحفاظ ..


يقول :

و نحن نعلم علم اليقين مدى الأنانية التي يحس بها علماؤنا و عدم قدرتهم على قول لا أعلم ، بل من هب ودب يفتي في كل شيء ، ثم أضف إلى ذلك

أقول :

أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!
ألم تسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
وأن الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد للأمة دينها .. وأن العلماء ورثة الأنبياء .. وان لحوم العلماء مسمومة..
وان الله أمرنا بسؤال أهل الذكر .. فإذا لم يوجد أهل الذكر فقد أمرنا
الله بما لا نطيق وهذا محال .. وأن ذهاب العلم بذهاب العلماء فإذا رفع العلم بقبض العلماء قامت القيامة وهى لا تقوم إلا على شرار الخلق.. فهل ترى أننا في زمن شرار الخلق ..
بل مدح الله الذين أوتو العلم ورفع
درجتهم .. ومن هنا جاءت عبارة لحوم العلماء مسمومة.. لقد خضت في لحم مسموم.. فتب إلى ربك قبل فوات الأوان..
لو كنت تريد الإنصاف فلا تعمم .. والتعميم هكذا مذموم فيمن لا يرضيهم التوقف عند العمومات من أمثالك.. ولو كان مستندك في الكلام الشرع الأغر لما قلت ما قلت .. فنعم قد كثر الجهل وقل العلم وكثر علماء السوء.. لكن هذا لا ينفي وجود أهل العلم الراسخين..
وليس ذنبهم أنك لا تعرفهم ..

يقول :

الاختراع والابتكار في الطب لم يعد من اختصاص الفرد ، بل دائما نجد فريقا تابعا لمؤسسة ، وهنا ضع تحت المؤسسة أكثر من خط ، فالابداع و الابتكار هو نابع من مؤسسة ، فكذلك الافتاء ، لو أردنا تحويله إلى علم الافتاء ، يبتكر الحلول الحقيقية ، فلابد أن يسند إلى مؤسسات ، ولو كنا في مرتبة الدول الغربية حضاريا لما أنصتنا بعد إلى المفتي المتسرع يقول رأيه فنعتبره قانونا نسير على منواله . فكل الفتاوى التي تصدر من الأشخاص هي مجرد آراء لأنها لا تخضع للعلمية . فما هي العلمية في الفتوى

أقول :
وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل .. مع وجود الخلل فى الموجود لا شك ..
لكنه أمر غير مرفوض
والمطلوب تحسين الوضع لا مجرد التعالي عليه.. فأنت صاحب المبدأ
أن علينا الرفق بمن يخوض في ثوابت الدين وعدم إصدار الأحكام مع التعالي عليه ..
لو كنت تنظر بمنظار أسلافك العظام لرأيت عمر يجمع الصحابة أكابر الصحابة لاستشارتهم في المستجدات من الحوادث التي تحتاج
لحكم شرعي وتعم بها البلوى ..
لكن لو اجمتع الخلق وصح الأثر عن رسول الله فلا عبرة بأحد ولاميزان
إلا ميزان قال الله قال الرسول قال الصحابة ..
ودعك من الخلط المستمر بين أمور الدين والدنيا فقد ذكرت لك القاعدة التي قعدها أهل العلم .. ان الأصل في الأشياء الإباحة مالم يوجد دليل على التحريم .. والأصل في الدين المنع حتى يوجد دليل
على الإباحة..
فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !
بل أركب ما شئت ما دام حلالاً وقل دعاء الركوب ..
وتبقى الخيل معقود في نواصيها الخير .. هى رمز لماضي نحن إليه....
ولا نحتقره ..
فكم بيننا ..

ياسر علي 01-10-2015 09:27 PM

قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..

كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .



أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!


أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .

وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل


يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .




الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك


أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله ، ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء . هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات ، هناك من حرم مشروبات غازية عادية ، هناك من أفتى بتزويج القاصرات ، هناك من يفتي بالإخراج من الملة ، هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية ، هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .





فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !



جميل هذا الحض على العمل الصالح ، و اتباع السلف الصالح ، و هنا لا مشكلة أبدا ، و الأجمل هو لا أقول لك اذهب على فرس ، فأحيانا نسير على أقل من الفرس دون علم ، فعندما نسقط ظرف الماضي على الحاضر فهو أعمق ، فعندما يفتي فقيه عالم خارج السياق العلمي أي ما وصلت إليه العلوم فهو نفي للحاضر تماما و ركوب على الفرس ، فحنينه إلى الماضي لا يجعله يتبين أنه راكب على راحلته في ممر سكة الحديد .

عندما ندبر حاضرنا خارج أليات الحاضر ، خارج المدنية ، فهو أعظم من هذا المظهر .

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر ، وانسلاخ عن الواقع ، فالنقابة منظمة من منظمات المجتمع المدني التي لها الحق في مناقشة القوانين التي تضعها الحكومة التي من خلالها سينجز العامل واجباته على أحسن وجه دون أن تضر بحقه في العيش الكريم .


و شكرا

عمرو مصطفى 01-11-2015 04:43 PM

كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .


أيضاً سأقول لك هذا الكلام ينتقص من قدر الإسلام .. فكيف يكون الإسلام مجرد منهج نظري يترك تطبيقه لأهواء البشر .. أو يحتاج إلى الثقافة الغربية كي نحسن تطبيقه عملياً !.. هذا كلام يضحك الثكلى يا عزيزي .
هل تعرف تعريف الإيمان كما هو عند أهل السنة ؟
قول وعمل ونية .. قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح .. فالإيمان لا يكون إيمان إلا بالعمل .. فكيف يكون الإسلام
دين نظري وليس عملي؟
كلامك مازال فيه تعميم معيب .. بسبب المنظار الغربي الاستشراقي
الذي تضعه على عينيك .. المسلمون اليوم واقعهم يبقى رمزاً للتخلف
كل المسلمين! .. لايوجد مسلم قائم بدين الله على منهاج النبوة ؟!..
لايوجد مسلم ليس بمتخلف؟!.. كل ما سبق مخالف للسنن والأثار عن النبي صلى الله عليه وسلم ..وقد ذكرت لك نحواً منها في الرد السابق ..
أما استدلالك بالـ(مفكر) محمد عبده فجيد أنك سميته مفكراً .. وبما أننا كلنا ذوي عقول فكلنا مفكرين وكلنا نتكلم في أي شيءفي الدين..
إلا التخصصات العلمية الدنيوية كالطب والهندسة !.. فالكلام فيه دون تخصص ودون دراسة جماعية خاضعة لمؤسسات هو عين التخلف! ألا يذكرك هذا بشيء ما ؟!
العبارة التي نقلتها أنت وتتناقلها الألسن دون وعي .. هل فكرت فيها جيداً .. كيف يكون هناك إسلام بلا مسلمين ومسلمين بلا إسلام ..
ستقول لي أنه يقصد تطبيق الغرب العملي للإسلام النظري ..أقول لك
هذا غير واقعي وغير صحيح .. الإسلام لا يفصل بين العمل والاعتقاد .. لايوجد مسلم يعتقد ولا يعمل ولا يوجد مسلم يعمل ولا يعتقد ..
تبقى الأمور المشتركة التي قد تصدر من بوذي أو عابد قرد .. الصدق والوفاء بالوعد والجدية في العمل .. وهذا عند المسلم يكون وازعه تقوى الله وعند غير المسلم يكون وازعه المصلحة الدنيوية أو
تقوى غير الله .. تقوى القرد الذي يعبده من دون الله ..
وهل ما سبق هو الإسلام .. الصدق والوفاء بالعهد والجدية في العمل
كل ما سبق أخلاق يجب على المسلم أن يتصف بها .. لكن لو اتصف بها غير مسلم هل نقول هذا صار إسلاماً .. بل نقول فيه شبه بأخلاق المسلمين ..
لو كان المتكلم ضابطاً لما يقول .. لقال رأيت في الغرب أخلاق إسلامية بلا مسلمين .. ورأيت في بلادي مسلمين بلا أخلاق إسلامية..
هكذا ينضبط الكلام .. فليس كل المسلمين بلا أخلاق إسلامية..
لكن لعل صديق اللورد كرومر كان يرمي إلى شيء أخر بعيد..
ناهيك عن أن الفساد في الغرب قد فسد .. فلا تحدثني عن الوهم والسراب الذي عاد به من عاد من خارج بعد أن تمت( قرطسته ).

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .
قل لي بربك .. ما هو دور الدين في الحياة إذن .. ؟
وما هو تعريف الحياة الكريمة ؟.. وهل الإسلام لم يخبرك كيف تحيا حياة كريمة ولم يطبق الرسول والصحابة عملياً معنى الحياة الكريمة؟
السبب في ذلك التعميم ..هو خلطك بين الأمور الشرعية والأمور الدنيوية التي قاعدتها الشرعية أنتم أعلم بشؤن دنياكم ..
وأنا لا أقولك مالم تقله .. فرق بين القول ولازم القول .. وأنا لا أخلط بين الإسلام وتصرفات المسلمين.. كلامك مسطور وواضح والرد عليه واضح أيضاً..

أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .


أسأل الله ان يتقبل مني ومنك صالح الأعمال ..
ولا داعي لصرف اللفظ عن ظاهره في السياق.. فالمدح قد يكون ذماً بحسب السياق.. وهذا معروف عند العرب..
والإمام مالك كان يجيب بلا أعلم أحياناً كثيرة .. وليس جل إجاباته..
وكذلك على دربه سار العلماء من بعده إلى يومنا هذا .. هناك كلمة مشتهرة على لسان الشيخ الألباني رحمه الله كان يجيب كثيراً على الفتاوى بقوله : نصف العلم ..لا أدري.. أى أن قولك: لا أدري تحوز بها نصف العلم ..
وأنا أريحك فمن وصفت لا ينطبق عليهم وصف عالم أصلاً ..
فالعالم الشرعي ليس بكثرة الروايات والإجازات الشرعية بل العالم الحقيقي هو المتبع للأثار والسنن.. الذي يعلم ويعمل ويدعو الناس للعلم النافع والعمل الصالح .. وهذا موجود في كلام السلف رحمهم الله
فنحن في زمان قل أن تجد عالم .. بل حتى طلاب العلم على منهاج النبوة هم قلة ..

يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .

المشكلة كما قلت .. أنك لا تدرك أن الثقافة لا تنفصل عن الدين ..
وأنا أدندن معك منذ بدا الحوار حول هذا ولعلك لم تنتبه ..
وما يضيرك لو قلت نأخذ من القوم ما به نتقدم في الأمور الدنيوية
وقد سبقونا إليه ولا نكتفي بالاستهلاك بل نطور ونبتكر.. لكنك مصر على لفظة (ثقافة).
ومسألة الفتوى .. لابد أن تفرق هل الفتوى في أمر شرعي ورد فيه نص .. مثل أمور العقائد وعلوم الفرائض والمعلوم من الدين بالضرورة ؟..
أم في أمر حادث يحتاج لاجتهاد لمعرفة حكمه الشرعي ..؟
الثاني لاشك يحتاج فيه العالم للبحث والدراسة والتصور وسؤال أهل التخصص كل بحسبه .. مثلاً حكم التدخين .. لم يفتي العلماء بحرمته
إلا بعد التأكد من ضرره الطبي والمادي الغالب على ما فيه من مصلحه.. فصار الحكم في المسائل الحادثة التي ليس فيها نص بعينها مبني على التصور الصحيح لها ثم إدراجها تحت نص عام فتأخذ الحكم العام .. سواء بالتحليل أو التحريم ..
فلا يجوز الخلط بين الحالتين فنصير لبحث مسائل ورد فيها نص وحكم شرعي ونعيد الحكم عليها من جديد .. وهذا هو العبث بالثوابت.

أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

أعرف أنك لا تدعي الإفتاء لكنك وقعت في الإفتاء دون أن تدري
وقولك أن هذا مجرد رأي .. تنسف وجود العلماء القادرين على الفتيا وتقول مجرد رأي .. وأنه حق من حقوق الإنسان .. من أين أتيت بهذا الحق .. من عند الله .. أم من الأمم المتحدة ؟!
لو قلت هذا الرأي في الطب لقامت الدنيا ولم تقعد لكن العلم الشرعي مستباح.. كل يقول رأيه وكأنها مبارة كرة قدم .. حتى كرة القدم لها محللين متخصصين ..

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله

هذا تعريف الفتوى الشرعية .. ومن قال أن الفتوى المجردة عن الإضافة لا تكون إلا في الشرع.. هل تعتقد أن كلامك الذي انتقدته عليك له علاقة بالشرع ..
أنا قلت أنك نفيت وجود من يقوم بالفتيا الشرعية بفتوة منك .. ولم أنسبها للشرع لتعرف مقصدي ..

ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء .


هذا الكلام غير منضبط وغير دقيق.. ليست كل فتوى شرعية تكون ملزمة فهناك فتاوى كثيرة لعلماء في مسائل لم يلزموا بها أحد لوجود الخلاف السائغ في حكم تلك المسألة بل كل يعمل بما ترجح له من الأدلة الشرعية .. وما المذاهب الأربعة إلا نتاج الاختلاف في الفتوى
في الأمور الفقهية .. ولا يلزم مسلم التقيد بالفتوى إلا في حالتين .. أن يكون الدليل مع تلك الفتوى فلا ترد .. أو يكون المذهب الرسمي للدولة ملتزم بتلك الفتوى ويلزم به الرعية .. ويحكم به القضاة الشرعيين في مسائل النزاع .. أما عموم الفتوى فلو سألت عالم فأفتاك بغير دليل شرعي فلا يجب عليك أن تلتزمها .. إلا عند الضرورة كما بينه المحققون ..
ولعلك تقصد القضاء بما ذهبت إليه..
القضاء الشرعي هو صاحب الحكم الملزم وليس مجرد الفتوى ..
والإنسان لن يلجا للقضاء من أجل فتوى في مسألة فقهية ..
الأمور الشرعية أكثر دقة مما تتصور..

هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات


هذا يتوقف على نوع النازلة .. وطبيعة الدراسة .. فليس كل نازلة
تحتاج لدراسة كما تقول .. ولو عرفت شروط المجتهد في النوازل
لأصابك العجب من شدة القيود التي وضعت للمجتهد ..
ولعرفت أن المجتهد لابد أن يعرف الواقع الذي ينزل عليه الحكم
ولعرفت أنه بعد كل ذلك إما أن يصيب أجراً أو أجرين .. ومن أفتى في نازلة بدون ضوابط شرعية فهو أثم ..

هناك من أفتى بتزويج القاصرات



وهل تزويج القاصرات بمصطلحك أمر نازل .. يحتاج لاجتهاد ..
ومامعنى قاصر في الشرع .. مازلت تخلط ..

هناك من يفتي بالإخراج من الملة

التكفير حكم شرعي له ضوابط شرعية إذا توفرت في المعين
حكم به أهل التخصص في هذا الشأن .. فلو كانت فتوى من عالم
فهى غير ملزمة إلا بالضوابط التي ذكرت .. ولو كانت من هيئة قضائية فهي ملزمة وتترتب عليها أحكام أخرى يقوم بتنفيذها الحكام ..

هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية

هذه فتاوى جماعات حزبية وليست بفتوى عالم مجتهد مثل الألباني
وابن باز وغيرهم .. فالمجتهدين ستجدهم قد حسموا تلك المسائل أن مردها لولي الأمر فهو الذي يقدر الخسائر والمكاسب من تلك المقاطعات ولا تقوم بها أفراد وجماعات فهي افتئات على ولي الأمر.
وأن هذه من الأفكار الدخيلة على بلاد الإسلام وليست من منهاج المسلم ..

هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .

مرة أخرة تخلط بين المسائل القديمة التي أدلى فيها العلماء بدلوهم
ثم تجعلها مع النوازل الحادثة.. مسألة الإقامة في ديار الكفر عد إليها في كتب أهل العلم.. وفرق بينها وبين السفر المؤقت لقضاء الحاجات..
وليس العيب في العلماء بل العيب فيمن تسوروا العلم من غير بابه
وشوهوا الدين في نظر العوام .. وتلقف هذا التغريبيون وبدلاً من أن
يوجهوا النقد لهؤلاء المتسلقين .. بدأو في الحط على ثوابت الدين ووصم الجميع بالجهل .. بعضهم فعلها عن جهل بسبب فيروس التغريب وبعضهم مغرض..

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر..


بما أن الأصول عندك غير واضحة فلاشك سيترتب عليها عدم استيعاب لما قد يتفرع عنها .. فأنت لا تدري لماذا يحرم العلماء زيادة أعياد من عند أنفسنا ولا لماذا يمنع الإضراب في ديننا (الإضرار على الحقيقة).. فالمسألة ليست نازلة في أمر دنيوي بحت .. الأمر متعلق بالاعتقاد يا أخي الكريم .. فبدلاً من الكلام في التفريعات نردك إلى الأصل الأصيل الذي يريحك .. عد لكتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) ومضمونه واضح من اسمه .. كذلك راجع ما كتب في البدع والسنن كذلك السنن التركية ..
ونصحية عامة لك .. عد لكتابات الشيخ العلامة الأديب محمود شاكر
أباطيل وأسمار .. ورسالة في الطريق لثقافتنا .. عد لكتابات الأستاذ
محمد جلال كشك .. الغزو الفكري ..ودخلت الخيل الأزهر..
لتطلع على جزء مهم من المعركة الطويلة المريرة معركة الغزو الفكري للأمة بعد فشل الغزو العسكري لها ..
عد لثقافتك الإسلامية الوطنية وضع أول قدميك على الطريق الصحيح.. بعد خلع المنظار الغربي طبعاً !
والله أسأل أن يهديني وإياك لصراطه المستقيم .. وأن يجعل ما نكتبه هنا خالصاً لوجهه .. فالإخلاص عزيز .. والذي لا يخلص يتعثر..

د محمد رأفت عثمان 01-13-2015 11:35 AM

أ. عمرو : تابعت معك جل هذا الحوار, و الحقيقة أن طريقة تفكيرك و أسلوبك في الدفاع عن الإسلام أسعدتني .
جزاك الله خيراً و أكثر من أمثالك و جعلك نبراساً يهتدى به .

عمرو مصطفى 01-13-2015 02:02 PM

أستاذ محمد رأفت عثمان .. بارك الله فيك وجمعني وإياك في فردوسه الأعلى ..

ياسر علي 01-13-2015 11:59 PM

نبدأ في الكلام على طريقة تعامل المسلم اليقظ الوطني الذي يتبع المدرسة الإسلامية الوطنية

تمنيت أن توضح أكثر ما تقصده بالمسلم اليقظ الوطني
وماهي هذه المدرسة الإسلامية الوطنية فالوطنية هنا غير مفهومة .



وسيأتي لك بكلام أفلاطون وسقراط وهو يشعر من داخله بالفخر والخيلاء وهو ينقل عن هؤلاء .. وهؤلاء نقلوا علومهم من من ..
من الوحي الإلهي المعصوم .. أم من وحي الشيطان الرجيم ..


أين نقل الطبيب علمه ، من ملاحظة و تجربة فهو اسنباط من معطيات موجودة في الكون ، وإن شئت أكثر عمقا ، فهو استكشاف و تعرف على قوانين الله في كونه ، أي التفاعلات الكيميائية و غيرها .

فالفيلسوف أيضا يقف على قوانين الفكر الإنساني انطلاقا من دراسة التصرف أو السلوك ، و دراسة أساليب المحاججة . فهو تفكيك للبنيات اجتماعية و لغوية و ثقافية سائدة ، و دراسة لصفات إنسانية كالفضول والمعرفة والعقل وغيرها ، فهو محاولة مقاربة أنماط التفكير ، رصد للسلوك الاجتماعي ، و الخروج بقوانين و استعدادات هي أيضا في الأخير سنن الله في الطبيعة الإنسانية لا أنفي أنه قد يفشل في الوقوف على كل تلك السنن لأن ما أوتي الإنسان إلا القليل من العلم كما يفشل أيضا الباحثون في الطب و الفزياء و غيرها من العلوم .
فالعلوم كلها هكذا ، تبحث عن طريقة لتجويد السلوك الإنساني ، إن لم نقل كل جوانب حياته .


أقول :
ومن الذي يسعى إلى ذلك ..؟ الذي يسعى إلى ذلك يعتدي على سنن الله الكونية ..
إنما الدعوة تكون إلى جعل ((المسلمين)) على منهج واحد لأن دينهم واحد
وكتابهم واحد .. وكتابهم دعاهم إلى الاجتماع ونهاهم عن التفرق ..



جميل ، أشرت إلى المذاهب الأربعة أنها كلها صحيحة رغم ما يوجد فيها من اختلاف ، فالاختلاف ما لم يتحول إلى انغلاق فكله رحمة ، ما لم يتحول إلى احتقار الآخر و فرض الوصاية عليه ، و هل يعجز علماء اليوم و أقصد المجامع الفقهية و الجامعات في تذويب هذه الاختلافات و ربما وضع مذهب خامس قادر على احتواء كل المسلمين و الانطلاق من جديد .

انك تمزج بين الثقافة وبين العلوم المادية التي لا تأثير للثقافة عليها
كالطب والهندسة والفلك والتي تعود لاجتهاد البشر في الاستفادة من الماديات التي خلقها لنا الله
ومن أجل سد حاجات البشر .. هذا لا خلاف فيه .. لكن الثقافة لا تنفك عن الاخلاق والدين


الإختلاف بيني وبينك بالضبط هو حول مفهوم الثقافة ، إذا حصرت الثقافة في الدين كعقيدة و عبادات وأخلاق و شريعة ، فليس بيننا اختلاف أن عقيدة الغربيين فاسدة و أخلاقهم فيها جوانب فجور و عبادتهم مزيفة و ربما منعدمة ، أما إذا كنت تعني بالثقافة كل منتوج الفكر الإسلامي ، و كل المنتوج الإنساني كعلوم كعادات وتقاليد وغيرها ، فكل ما لا يتنافى مع الكتاب والسنة فهو مرحب به .

أما أن تتحجج بأن من فسدت عقيدته فسد كل عمله الإنساني الدنيوي أي منتوجه من الإبداع والابتكار لتحرم النقابة أو البرلمان أو حقوق الإنسان ، فهذا تفكير غير منطقي ، لأن هؤلاء هم أنفسهم من أنتجوا التقدم في الطب والهندسة والصناعة و كافة العلوم ، فبهذا المنطق فهي أيضا فاسدة .

لي سؤال آخر ، هل محمد عبده و الأفغاني و الكواكبي لم يقدموا شيئا للأمة ؟

عمرو مصطفى 01-14-2015 01:57 PM

يقول الأستاذ ياسر علي :

تمنيت أن توضح أكثر ما تقصده بالمسلم اليقظ الوطني
وماهي هذه المدرسة الإسلامية الوطنية فالوطنية هنا غير مفهومة .

أقول :
لعل سبب عدم الوضوح لديك هو فهمك للوطنية وشعورك أنها تعارض المباديء الإسلامية .. وهذا بسبب الدعايات التي رفعت شعار الإسلام وحطت من قدر الأوطان وزعمت أن الوطن حفنة من التراب النجس! .. أما أهل السنة والجماعة فلا تعارض عندهم بين حب الوطن والانتماء للإسلام.. فحب الوطن شيء فطري لايأثم المرء عليه ولا يؤجر .. أما حب الوطن لكونه وطن إسلامي فهذا الحب إيمان يثاب المرء عليه ويأثم لتركه .. بل قد يكفر لو كان بغضه له لأنه وطن إسلامي..
والمدرسة الإسلامية الوطنية هي تلك التي لاتكفر بالأوطان الإسلامية
ولا تسعى في تسليط عدوها عليها من أجل فكرة .. فلا تعلي الفكرة وتقدسها وتجعلها هى الإسلام حتى وإن تخلت عن الأرض الإسلامية لعدوها..
فتحل الفكرة محل الوطن .. بل الوطن مادام وطن إسلام فإنه يحب ولا يدفع به إلى الفوضى ولا يغامر بمقدراته .. بل يدافع عنه ويفدى
بالأرواح والأنفس..
وهى ضد المدرسة الوطنية العالمانية .. التي تقدس الوطن وترفعه فوق الدين والملة .. وتلك المدرسة العالمانية تخدم أيضاً نفس العدو وتمهد له كما مهد له الفريق الأول.. بقصد أو بدون قصد ..

يقول :

فالعلوم كلها هكذا ، تبحث عن طريقة لتجويد السلوك الإنساني ، إن لم نقل كل جوانب حياته .

أقول :
مازال الخلط هو ديدنك .. بين العلوم الطبيعية والفلسفية والثقافية ..
لم يعترض أحد على كلام رجل قبل الميلاد في مسألة رياضية أو فزيائية خضعت للتجريب .. إنما الاعتراض على الكلام الذي يمس الدين وقضية الخلق وهذا هو ديدن الفلسفة والمتفلسفة ..
دعني أوضح لك..
الفرق بين الفلاسفة وبين أهل الاتباع للوحي المعصوم .. مصدر التلقي .. كليهما يبحث في مسائل غيبية مثل الخلق ونشأة الكون وماهية الخالق عز وجل ودور الإنسان وغايته وما سيؤول إليه .. لكن من أين يستقى هؤلاء وهؤلاء معارفهم .. تلك هى المسألة ..
الفلاسفة يعتقدون أن الإله القدير هو عقل ويسمونه العقل الأول وأنه فاض في الموجودات فكان الخلق .. وعد لمسألة العقول العشرة عند أفلاطونك لتدرك هل الكلام في الطب والهندسة والرياضيات أم في صميم العقيدة والدين .. في ماهية الخالق عز وجل .. والسبب في تخبط الفلاسفة هو مصدر التلقي أنهم لا يتلقون من وحي معصوم مثل الأنبياء ولم يدعو حتى النبوة .. فمن أين لهم هذا .. من عقولهم الفاسدة التي تربت وترعرت على طقوس الوثنية والإلحاد ..وباض فيها الشيطان وفرخ ..
وهل الإسلام لم يأتي بما يجود السلوك الإنساني .. بل الإسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق .. هل قصر الإسلام في ناحية من نواحي الاخلاق والسلوك والتربية حتى تذهب لتبحث عن متمم له من نخالة عقول عششت فيها الوثنية والخرافة ؟.. لا أحسبك هكذا يا أخي الفاضل.


يقول :

جميل ، أشرت إلى المذاهب الأربعة أنها كلها صحيحة رغم ما يوجد فيها من اختلاف ، فالاختلاف ما لم يتحول إلى انغلاق فكله رحمة ، ما لم يتحول إلى احتقار الآخر و فرض الوصاية عليه ، و هل يعجز علماء اليوم و أقصد المجامع الفقهية و الجامعات في تذويب هذه الاختلافات و ربما وضع مذهب خامس قادر على احتواء كل المسلمين و الانطلاق من جديد .

الرد :

من قال أن المذاهب الأربعة كلها صحيحة .. يعني كيف يقول لك مالك في مسألة بالجواز ويقول الشافعي مثلاً بالحرمة ويكون الكل صحيح .. فرق بين صحة المعتقد وبين الخلاف السائغ في مسائل الفقه .. فالمذاهب الأربعة على عقيدة واحدة والخلاف بينهم في الأحكام الفقهية .. وهذا هو محل اجتهاد المجتهدين داخل المذاهب وخارجها .. هناك أقوال وافقت الأدلة وأقوال اعتمدت على نقول غير صحيحة وأقوال نتجت عن اجتهاد في غير محله لأن المجتهد بشر
وأقوال تحتمل لا تستطيع أن تجزم بصحة أحدها وحسم الخلاف فيها وكل ذلك في الفروع وليس في الأصول خلاف عند أهل السنة
ومسألة مذهب خامس يجمع عليه الأمة كلها .. تناقض منك لأنك رفضت بعدها الوصاية.. ثم طالبت بالعمل على إيجاد مذهب خامس
وجمع المسلمين عليه .. وهذا لن يتم دون فرض وصاية وإلزام
وكلامك عن كل المسلمين يعني أنك لم تستوعب الفرق بين الخلاف الفقهي والخلاف العقدي ..المذاهب الأربعة مذاهب فقهية سنية .. والمسلمون فيهم السني والشيعي بالتقسيم العام ..
المذهب الحق الذي على الأمة اتباعه هو مذهب السلف في المعتقد وفي الفقه والعمل .. يعني الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وما خالف ذلك يطرح .. هذا هو المذهب الحق ..أما جمع المسلمين عليه
فهذا لن يكون إلا بالدعوة والبيان وتصفية العقائد من الشوائب وتربيتها على العقيدة المصفاة .. ولن يكون هذا باتباع الفكر الغربي
ولا الفلسفات وما علاقة هؤلاء بديننا أصلاً ..
ولا يهم أن نصل لتلك الغاية التي لن تتحقق فعلياً إلا مع عودة الخلافة على منهاج النبوة في أخر الزمان ..كما اخبر النبي عليه السلام .. المهم أن نموت ونحن في الطريق الصحيح..


يقول :
أما أن تتحجج بأن من فسدت عقيدته فسد كل عمله الإنساني الدنيوي أي منتوجه من الإبداع


أقول :
هات من كلامي ما يفيد ما ذكرت أعلاه.. بل في كلامي العكس ..
المشكلة في مصطلحاتك العامة التي تحتمل عدة أوجه .. فأنا لا أرفض العلوم الطبيعية الثابتة بالتجربة والمفيدة للبشر بل أشكر من أثبتها حتى وإن كان كافراً .. من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
إنما أرفض الغزو الفكري الثقافي الذي يمسخ المسلمين إلى قرود تقلد الغرب تقليداً أعمى .. وتجعلهم يتخلون عن دينهم واخلاقهم شيئاً فشيئا
والتجربة العملية واضحة للعيان .. حملة التغريب في الأمة قاربت على القرنين من الزمان ..و الأن .. صرنا نلبس كما يلبسون ونرطن بمصطلاحتهم و نأكل كما يأكلون .. بل ونفكر كما يفكرون .. وما ازددنا إلا تخلفاً إلا من رحم.. وهذا هو رأيك أيضاً.. بينما كنا في يوم من الأيام
في نفس موقفهم هم .. كانوا هم القرود المقلدة لنا.. وكنا نحن السادة المتحضرون .. حينما كنا نحتفظ بشخصيتنا ولم نفرط في ثقافتنا وهويتنا .. وهم أدركوا ذلك .. أخذو منا العلوم ولم يأخذوا ثقافتنا..
ثم بدأو في التقدم .. في الوقت الذي كانت حضارتنا تنحدر نحو المغيب بسبب تفريطنا في ديننا وميلنا إلى مشابهة الأقوام الذين نهينا عن التشبه بهم .. وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال:
" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " ، رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 ) .

يقول :

والابتكار لتحرم النقابة أو البرلمان أو حقوق الإنسان ، فهذا تفكير غير منطقي ، لأن هؤلاء هم أنفسهم من أنتجوا التقدم في الطب والهندسة والصناعة و كافة العلوم ، فبهذا المنطق فهي أيضا فاسدة .

أقول :

حينما ترى العلماء يحرمون شيئاً .. عليك أولاً أن تبحث عن دليل التحريم لا تنزعج لمجرد أنه متعلق بمن تحب.. إذا كان هناك دليل فخذ به وإلا فاترك ..
سبق واستنكرت إباحة المقاطعة ومنع الإضراب .. سبحان الله
وما هذا في رأيي إلا لأن المقاطعة تكون غالباً للغرب .. الذي تهواه
والإضراب يكون على الحكومات التي في الدول المراد تفكيكها من قبل الغرب .. فهل هذه مصادفة .. لا اتهمك لكني فقط انبهك ..
ودعني أخبرك أنني لا أحاورك كي انتصر عليك .. بل أحاورك لأني أظن فيك الخير .. فأنا أرد على شخصين صاحب شبهات يلقي الشبه ليضل الناس وأخر مخلص (أحسبه كذلك والله حسيبه) لكن لديه شيء من الخلط والشبه تخفي عنه بعض الحقائق ..
وأذكر نفسي بنفسي .. ((كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ..))

يقول :

لي سؤال آخر ، هل محمد عبده و الأفغاني و الكواكبي لم يقدموا شيئا للأمة ؟

الرد :
جاوب أنت على هذا السؤال .. أذكر ماذا قدم هؤلاء للغرب..أأ..
أقصد للأمة!!
وقل لي .. هل ذهبت للكتب التي نصحتك بها ؟..

عمرو مصطفى 01-14-2015 04:29 PM

ملحق بالرد السابق بخصوص موضوع الفلاسفة ..
ماهو المعيار الذي يقيس به الفيلسوف السلوك البشري ويحكم عليه بالصواب والخطأ؟..
وكيف سيقف على قوانين الفكر الإنساني ومن الذي يصوغ تلك القوانين التي سيقف عليها سيادته؟!
هناك فلسفة شهيرة لكنها معبرة عند (دي صاد) الفيلسوف الداعر الشهير الذي لم يكن فجوره
إلا نوع من الفلسفة .. يقول ما معناه: إذا لم يكن للإله وجود فمن الذي يضع المعايير للصواب
والخطأ .. وإذا كان الحال كذلك فالكل يعمل مايريد ..والهدف هو الوصول للمتعة..
فكانت فلسفته قائمة على عدم الإيمان بوجود رب يضع لنا الضوابط والمعايير ..

ياسر علي 01-14-2015 10:29 PM

لعل سبب عدم الوضوح لديك هو فهمك للوطنية وشعورك أنها تعارض المباديء الإسلامية .. وهذا بسبب الدعايات التي رفعت شعار الإسلام وحطت من قدر الأوطان وزعمت أن الوطن حفنة من التراب النجس!



عندما أستوضح عن فكرة معينة فلأنني لا أحب أن أقرأها على غير ما تقصد منها ، فالتوضيح يسد باب التأويل . فبما أن حب الأوطان الإسلامية من الإيمان ، فزيادة الوطنية قد توحي بوجود مدرسة إسلامية غير وطنية .

مازال الخلط هو ديدنك .. بين العلوم الطبيعية والفلسفية والثقافية ..
لم يعترض أحد على كلام رجل قبل الميلاد في مسألة رياضية أو فزيائية خضعت للتجريب .. إنما الاعتراض على الكلام الذي يمس الدين وقضية الخلق وهذا هو ديدن الفلسفة والمتفلسفة ..




من قال بهذا ، كل العلوم تعتبر حقائقها محدودة ، ففزياء نيوطن رغم كل قوتها التي أنتجت التفوق الميكانيكي ، حقيقة هشة بظهور فزياء انشطاين ، و الهنسة الإقليدية ، طمست بظهور الهدنسة غير الإقليدية ، والقطيعة الإبستمولوجية في العلوم مسلم بها.

ليس ديدن الفلسفة والمتفلسفة الدين وحده ، فمحاور الفلسفة والنسق الفلسفي واضحة و ظاهرة وهي ، الوجود والقيم والمعرفة ، الوجود وجود الكون والمخلوقات وجود الله ، وكلها يتناولها ديننا الحنيف وليس فيها أي إشكال ، القيم بما فيها الأخلاق ويتناولها ديننا الحنيف ، و المعرفة أي الإبداع الإنساني العلمي والفني ، و الدين أوسع بكثير من الفلسفة فهو يشمل كل هذا وأكثر لأنه من الله العالم بكل شيء .
وما ذنب الفلسفة إن كنت ترى فيها فقط الجانب المتمرد و تريد أن تعممه ، أليس ابن رشد فيلسوفا و عالم دين و الفلاسفة المسلمون موجودون إلى اليوم .




وهل الإسلام لم يأتي بما يجود السلوك الإنساني .. بل الإسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق .. هل قصر الإسلام في ناحية من نواحي الاخلاق والسلوك والتربية حتى تذهب لتبحث عن متمم له من نخالة عقول عششت فيها الوثنية والخرافة ؟.. لا أحسبك هكذا يا أخي الفاضل.

من قال أن الإسلام لم يأت بالأخلاق الفاضلة ومن هذا الذي تطالول على الأخلاق يا أخي الكريم ، أنت تخلط كثيرا ، ربما تعتقد أن السلوك مقتصر على الأخلاق وهذه مشكلتك ، فالسلوك هو كل ما يقوم به الفرد كطرقة الجلوس و طريقة المشي أو مضغ الطعام ، والمدرسة السلوكية مدرسة كبيرة في علم النفس ، تقيس على السلوك و تعتبر السلوك وحده القادر على تحديد نفسية الفرد و التعلم بالتكرار والتدريب واحدة من قوانينها . ربما بدأت تستكشف أنك تتسرع في الأحكام وتنطلق من خلفيات معينة قبل أن تجيب .

من قال أن المذاهب الأربعة كلها صحيحة .. يعني كيف يقول لك مالك في مسألة بالجواز ويقول الشافعي مثلاً بالحرمة و يكون الكل صحيح .. فرق بين صحة المعتقد وبين الخلاف السائغ في مسائل الفقه .. فالمذاهب الأربعة على عقيدة واحدة والخلاف بينهم في الأحكام الفقهية .. وهذا هو محل اجتهاد المجتهدين داخل المذاهب وخارجها .. هناك أقوال وافقت الأدلة وأقوال اعتمدت على نقول غير صحيحة وأقوال نتجت عن اجتهاد في غير محله لأن المجتهد بشر


جميل هذا بالضبط ما أقوله لك منذ البداية ، هي صحيحة كاجتهاد للحظة معينة ، لظرف ما لوقت ما ، وفق براديغم سوسيو معرفي ثقافي معين ، وفق ما امتلكه المجتهد من أدوات وأليات يبني عليها حجته ، فأضحت ثقافة تلك اللحظة ، و ربما يأتي طور تصبح فيه متجاوزة . لكن العقيدة والنصوص التي تبنى عليها الاجتهادات تبقى دائما صالحة لكل زمان ومكان و لن تقهرها الفلسفة ولا العلوم مهما بلغت قوتها ، وهنا يأتي الفرق بيني وبينك ، فأنت تعتبر الفلسفة خطرا على الدين وأنا أرى الفلسفة محفزا على خلق أنماط جديدة من التفكير والمحاججة و حصيلة العلوم وما توصلت إليه من أليات و قوانين منطلقا لبناء أنماط جديدة للتفكير و السلوك .
وهذا بالضبط ما حاول محمد عبده فعله ، وما حاول قبله ابن رشد القيام به .

والتجربة العملية واضحة للعيان .. حملة التغريب في الأمة قاربت على القرنين من الزمان ..و الأن .. صرنا نلبس كما يلبسون ونرطن بمصطلاحتهم و نأكل كما يأكلون .. بل ونفكر كما يفكرون .. وما ازددنا إلا تخلفاً إلا من رحم.. وهذا هو رأيك أيضاً.. بينما كنا في يوم من الأيام


ربما أنت تلاحظها مجرد حملة تغريب فقط ، وهذا منظار خاطئ ، رغم أننا متخلفين فهذا لا يعني أننا تخلفنا أكثر مما كنا عليه ، نحن متخلفين عن الغرب لأسباب كثيرة ، ناهيك على أن الغرب بسياساته اخترق لحمة الأوطان ، واستغل تشتتنا ليعمق العداوة بين الإخوة و ليس لسبب أننا أنشأنا جامعات أو ندرس الفلسفة أو أنشأنا معاهد و مستشفيات ، و قمنا بتعليم بناتنا وغيرها من الأشياء التي وجب ترسيخها ، نحن متخلفون لأننا لازلنا في طور التقليد ، لا زلنا لم نستعمل عقولنا كما يستعملها هؤلاء ، لأننا لم ننجح في احترام ذواتنا ، بل كل جيل يهدم ما بناه الجيل قبله لينطلق من جديد من الصفر ، لأننا نسفه الآخر المخالف ، ونعتبره دخيلا يمكن أن نستغني عن خدماته ، و لأننا لم نستطع أن نتوافق على الحد الأدنى للتعايش كأمة تحترم أبناءها .

أحاورك لأني أظن فيك الخير .. فأنا أرد على شخصين صاحب شبهات يلقي الشبه ليضل الناس وأخر مخلص (أحسبه كذلك والله حسيبه) لكن لديه شيء من الخلط والشبه تخفي عنه بعض الحقائق ..
وأذكر نفسي بنفسي .. ((كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ..))

الخير يا أستاذي في هذه الأمة سيبقى إلى يوم يأذن فيه الله بالنهاية ، نحن هنا فقط نتحاور ، لعلنا نصل إلى شيء ما يكون منطلقا لشخص ربما أتى يوما إلى هذه المنابر و اجتهد و ابتكر و فتح الله على يديه و وجد المسار السليم الذي من خلاله ستنهض هذه الأمة . التي رغم تخلفها و تخلفنا ، فنحن نحبها و نريد لها كل الرقي .




جاوب أنت على هذا السؤال .. أذكر ماذا قدم هؤلاء للغرب..أأ..
أقصد للأمة!!
وقل لي .. هل ذهبت للكتب التي نصحتك بها ؟..


سأجيبك باختصار ، ليس من طبعي إطلاق حكم قيمة على شخص معين ، فلكل شخص ظروف عمل فيها لا يعلمها إلا هو ، هؤلاء جاؤوا في زمن تقهقر الدولة العثمانية ، و في أوج القوى الاستعمارية ممثلة في فرنسا و انجلترا ، قاموا بما استطاعوا لاستنهاض الأمة في زمن متأخر ، رجعوا إلى أصول الدين وخاصة الأفغاني ومحمد عبده ، وحاولوا قراءة حاضرهم والتوفيق بين مرتكزات الحضارة الغربية العلمية و الدين لدفع عجلة المجتمع نحو التطور ، في زمن الضعف المطلق ، وحافظوا على الدين ، و قاموا بتحبيب المدنية إلى الناس البسطاء ، ليقبلوا على التعلم ، فمحمد عبده كرس جزءا كبيرا من حياته لتحديث المدرسة فهو رجل تربية .

أستاذي العزيز ، ليس الأمر مرتبطا بالعناوين التي يمكن قراءتها ، فحتى وأنا لم أقرأ أيا من تلك الكتب ، فلربما قرأت في أخرى نفس الخطاب ، سواء كتاب محمد قطب في جاهلية القرن العشرين ، أو كتب سيد قطب العدالة الاجتماعية في الإسلام ، أو نحو مجتمع اسلامي ، أو المستقبل لهذا الدين ، وفي كتاب القرضاوي أولويات الحركة الإسلامية ، أو حوار مع الفضلاء الديموقراطيين عند عبد السلام ياسين .... و غيرها .

وشكرا

محمد جاد الزغبي 01-15-2015 04:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكاتب عمرو مصطفي
أقرأ ما سطرته يمينك الآن وقد خرجت أخيرا بشعور افتقدته من مدة طويلة
أنه لا زال فى الشباب من يفكر بطريقة مستقلة بعيدا عن الإفراط الذى يمثله المتاجرون بالدين وبعيدا فى نفس الوقت عن التفريط الذى يريده العلمانيون دينا للأمة
مع ملاحظة أن الكثيرين من المخلصين إنما يتبعون هذا الفكر غرورا به وليس عن قناعة حقيقية
وهؤلاء من الممكن أن يتبينوا الحقيقة بنقاش هادئ كهذا
لا أجد لدى ما أضيفه بعدما قرأت ردودك
وفقك الله

عمرو مصطفى 01-17-2015 12:51 PM

يقول الأستاذ ياسر علي :

عندما أستوضح عن فكرة معينة فلأنني لا أحب أن أقرأها على غير ما تقصد منها ، فالتوضيح يسد باب التأويل . فبما أن حب الأوطان الإسلامية من الإيمان ، فزيادة الوطنية قد توحي بوجود مدرسة إسلامية غير وطنية.


الرد :
وقد تبين لك من خلال ردي وجود ذلك .. وما الذبح باسم الدين عنا ببعيد .. هناك مدارس تنتسب للإسلام وللأسف أبعد ما يكون عن الوطنية .

يقول :
ليس ديدن الفلسفة والمتفلسفة الدين وحده ، فمحاور الفلسفة والنسق الفلسفي واضحة و ظاهرة وهي ، الوجود والقيم والمعرفة ، الوجود وجود الكون والمخلوقات وجود الله ، وكلها يتناولها ديننا الحنيف وليس فيها أي إشكال

الرد :
تعريفك للفلسفة يعني أن الدين جزء من اهتماماتها ..
وحينما تقول أن محور الفلسفة الوجود والقيم والمعرفة .. أطلب منك ذكر المعايير التي بها ستفهم حقيقة الوجود والقيم والمعرفة هل ستعتمد على معيار الوحي المعصوم فلا تنسب ذلك للفلاسفة ..
أو ستعتمد على عقل الفلاسفة فلا تنسب ذلك الفهم للدين ..
أو تخلط بين الاثنين وتنسب ذلك للدين .. فمعرفة حقيقة الوجود والقيم مصدرها الوحي .. وقد ذكرت لك فلسفة دي صاد ونتائجها
لأنها لا تعتمد على وجود وحي أصلاً .. كذلك من يدعي وجود وحي لكن مصدره إلهامه العقلي .. فهل تقبل منه ذلك ؟
واذكر لي مباحث الفلسفة التي لا متعلق لها بالدين .. في الأمور التي هي الأصل فيها الإباحة مالم يرد نص بالمنع كما ذكرت لك سابقاً ..بانتظارك ..

يقول :

وما ذنب الفلسفة إن كنت ترى فيها فقط الجانب المتمرد و تريد أن تعممه ، أليس ابن رشد فيلسوفا و
عالم دين و الفلاسفة المسلمون موجودون إلى اليوم


الرد :

بل أريد منك رداً عملياً .. أذكر لي الجوانب الحسنة في الفلسفة
التي لا تعارض الدين.. أما ذكرك لبعض الفلاسفة المسلمين فهذا حجة عليهم وليس لهم .. بل لدينا تاريخ طويل مرير ـ وهو من أسباب وعوامل انحدار حضارتنا ـ حينما دخلت الفلسفة على المسلمين فأفسدت عليهم عقيدتهم ونشأ علم الكلام .. وتاريخ الرد على المتكلمين ( الفلاسفة في ثياب رجال الدين) محفوظ في دواوين أهل السنة من الأئمة الأربعة وحتى شيخ الإسلام ابن تيمية .. يكفيك أن تعرف أن من أسباب تفرق الأمة كان دخول الفلسفة على العقيدة
فنشأت الفرق الكلامية التي تلوي النصوص وتصرفها عن ظاهرها
حتى توافق القواعد التي قعدها فلاسفة اليونان..
والرسول حينما شاهد عمر يمسك بصحائف من التوارة وفيها حق وفيها باطل.. نهره .. وأمره بلزوم الوحي ففيه الحق الخالص .. ما بالك وذلك كتاب منزل من عند الله طرأ عليه بعض التحريف والتحريف هنا نتاج عمل عقول بشرية ومع ذلك منعه الرسول صلى الله عليه وسلم من النظر في تلك الصحائف.. أما المتفلسفة فليس لديهم كتاب منزل .. مصدر وحيهم هو العقل الأول .. لماذا تحيد عن صلب معتقدهم وتتكلم في مسائل لا نزاع فيها .. من علوم طبيعية لا دخل للوحي فيها إلا من باب الإطار العام ..

يقول :

من قال أن الإسلام لم يأت بالأخلاق الفاضلة ومن هذا الذي تطالول على الأخلاق يا أخي الكريم ، أنت تخلط كثيرا ، ربما تعتقد أن السلوك مقتصر على الأخلاق وهذه مشكلتك ، فالسلوك هو كل ما يقوم به الفرد كطرقة الجلوس و طريقة المشي أو مضغ الطعام ، والمدرسة السلوكية مدرسة كبيرة في علم النفس


الرد :
وما رأيك أن ماذكرت من سلوك ندرسه نحن في باب الأداب..
لدينا في الإسلام أداب الجلوس والمشي والأكل .. وإن كنت تقصد
باب علم النفس فهذا فيه تفصيل ..
فقد يدخل هذا تحت عنوان أوسع وهو الطب عموماً
فلماذا تخلطه بما ننازع فيه ..أو تكون أمراض متعلقة بالنفس تجد علاجها في الشرع .. لأنها متعلقة بالنفس البشرية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله .. ولا يصلح معها ألف طبيب نفسي..على شاكلة فرويد.. أما إذا ما كان الأمر عضوياً..فعلاجه بالعقاقير عند أطباء النفس.. لكن مما لاشك فيه أن علم النفس والسلوك في الجملة متأثر بكلام الفلاسفة المبني على معايير مخالفة للوحي.. وعد لكلام فرويد وطرق علاجه للمرضى النفسيين تجد الخلل العقدي مستشري فيه ستجد دجلاً وأشياء ما انزل الله بها من سلطان ..
لكن قد يكون هناك بالفعل خلل ناتج عن مرض عضوي فهذا يعالج بالعقاقير وليس بأساليب الدجالين المعاصرين الذين يظهرون في صور علماء متحضرون.. أما أمراض النفس المعنوية فهي كلها راجعة لعلاقة الشخص بربه .. ومدى تسلط وساوس الشيطان على قلبه الغافل فإن أصلح ما بينه وبين ربه واتبع العلاج الشرعي من ذكر وخلافه ذهب عنه ما به من مرض نفسي .. ولن تجد مسلماً متديناً حقاً مصاباً بمرض نفسي (غير عضوي) أما الأمراض النفسية
المترتبة على أسباب عضوية مثل زيادة الكهرباء في المخ فهذا قد يقع للمسلم المتدين مثل سائر الأمراض ويكون علاجه بالعقاقير الطبية وليس بجلسات الشعوذة المسماة بأسماء براقة للخداع والتمويه والابهار (تنويم مغناطيسي ـ برمجة عصبية).. كلها إعادة صياغة للوثنية الهندوسية والبوذية في غلاف عصري مزخرف بالمصطلحات الإفرنجية للتعمية والإبهار ..
واسأل من غاص في تلك الأشياء وخرج منها وهو يقرع سن الندم.
وهذه الاعتبارات على الطبيب النفسي المسلم أن يدركها جيداً ويفرق بين الدراسة الإجبارية والحياة العملية .

يقول :

تقيس على السلوك و تعتبر السلوك وحده القادر على تحديد نفسية الفرد و التعلم بالتكرار والتدريب واحدة من قوانينها .


الرد :

يرجى ذكر تفاصيل وأمثلة لما تقول لنزنها بميزان الشرع ..
فما ذكرت ليس بحاجة لمدارس فلسفية وخلافه ..وليس فيه اختراع . أنت تحكم على الشخص من خلال مواقفه السلوكية وتصرفاته .. هذا موجود في ديننا وكذلك أنت تتعلم الفنون المختلفة بالتدريب وبالتكرار .. هل هذا شيء بحاجة لفلسفة ..هذا يعرفه كل عاقل ..


يقول :

ربما بدأت تستكشف أنك تتسرع في الأحكام وتنطلق من خلفيات معينة قبل أن تجيب .

الرد :

لا .. لم أكتشف بعد.. ربما كنت بحاجة إلى جرعة زائدة منك في المرة القادمة لأكتشف ذلك !


يقول :

جميل هذا بالضبط ما أقوله لك منذ البداية ، هي صحيحة كاجتهاد للحظة معينة ، لظرف ما لوقت ما ، وفق براديغم سوسيو معرفي ثقافي معين ، وفق ما امتلكه المجتهد من أدوات وأليات يبني عليها حجته ، فأضحت ثقافة تلك اللحظة ، و ربما يأتي طور تصبح فيه متجاوزة .


الرد :

طبعاً أطالبك بفك شفرة الكلام المذكور أعلاه أولاً (براديغم سوسيو)
اتمنى ألا يكون هذا اسم شيطان من الشياطين السفلية!!
أما الكلام في مسائل الاجتهاد فهى مضبوطة بميزان الشرع كما ذكرت لك .. وليس الكلام على إطلاقه كما ذكرت .. فإذا امتكلت أدوات الاجتهاد الشرعي لا الغربي فيمكنك الاختلاف مع مجتهد أخر في حكم نازلة ليست فيها نص بعينها ولا دليل واضح ..
فالأدلة ( التي يبنى عليها الحكم عند المجتهد بشروطه)على أقسام مرتبة في علم الأصول هي الكتاب والسنة ثم الإجماع ثم القياس .. هذا مجمع عليه.. وهناك بقية أدلة مختلف فيها .. فالذي سيبني حكمه على دليل مختلف فيه يمكن أن يخالف فيما ذهب إليه ..
لكن لو كان دليل المجتهد كتاب أو سنة أو إجماع .. فهذا لايرد لو ثبت..
فمثلاً .. حكم الفودكا .. لايوجد نص ولا إجماع على حرمة شيء
كهذا باللفظ .. لكن يوجد القياس .. يقاس مشروب الفودكا الفرع على الخمر الأصل لعلة جامعة وهى الإسكار.. فصارت الفودكا
حرام بالقياس .. هل سيختلف حكم الفودكا من زمان إلى أخر ؟
لن يزول الحكم ما دامت العلة موجودة .. فتغير الحكم بتغير الواقع
لا يكون إلا إذا كان الواقع مؤثراً في الحكم ..
فإذا حدثت نازلة واجتهد المجتهد بدليل ساطع كالشمس فلا يرد
وكذلك إذا حدثت حادثة وأجمع على حكمها العلماء فالإجماع لا ينقض بكلام يأتي من بعد انعقاده ولو كان المتكلم شيخ الإسلام ..
هذه دعوة لك ولغيرك لدراسة تلك العلوم الشرعية الممتعة في الحقيقة فستستفيد منها في دينك ودنياك أفضل بكثير من الرطانة
بمصطلحات القوم البعداء!

يقول :

فأنت تعتبر الفلسفة خطرا على الدين وأنا أرى الفلسفة محفزا على خلق أنماط جديدة من التفكير والمحاججة و حصيلة العلوم وما توصلت إليه من أليات و قوانين منطلقا لبناء أنماط جديدة للتفكير و السلوك .
وهذا بالضبط ما حاول محمد عبده فعله ، وما حاول قبله ابن رشد القيام به .

الرد :
مشكلتك في استعمال التعاريف الفضفاضة التي تحمل على ألف وجه
كلامك هذا ممكن يستفاد منه في كل العلوم الطبيعية لكن هل خلافي معك في مسائل العلوم الطبيعية الخاضعة للتجربة والبحث ؟..
هذه المعاني الفضفاضة هى الباب الذي يدخل منه الشر .. لذا أحسنت حينما دللت على كلامك الفضفاض بذكر محمد عبده وابن رشد ..هكذا نتكلم على نور .. أسقط كلامك على الواقع
لنفهم مرادك .. ونحن بانتظار ذكرك لفضل هؤلاء على الأمة وبيان
الإنجازات العالية التي أنجزوها بالفلسفة المزعومة.. وهل كانت إنجازاتهم في العلوم الطبيعية أم في العقيدة والمنهج ..
ولا تنس أنك تتكلم عن رجال دين أدخلوا المذاهب العقلية والفلسفية في فهم النصوص الشرعية وهذا يخالف ما اتفقنا عليه أن الدين والعقيدة لا مجال للعبث فيهما بالفلسفة ..
مازالت انتظر إجابات ..

يقول :
ربما أنت تلاحظها مجرد حملة تغريب فقط ، وهذا منظار خاطئ ، رغم أننا متخلفين فهذا لا يعني أننا تخلفنا أكثر مما كنا عليه ، نحن متخلفين عن الغرب لأسباب كثيرة

الرد :
عد لكلامي ستجد ما ينافي زعمك ..أنا لم أجعل سبب تخلفنا في الغزو الثقافي الغربي فقط .. قلت البداية في التفريط في الدين وهذا يعقبه البحث عن مصادر أخرى لسد الحاجة في الجزء الذي ترك وأهمل هنا لابد أن تذهب الأمة للشرق والغرب وتنهل من قيحهم .. مع أن الحل سهل وبسيط .. عد لدينك .. سيغنيك الله عن السؤال ..

يقول :

ناهيك على أن الغرب بسياساته اخترق لحمة الأوطان ، واستغل تشتتنا ليعمق العداوة بين الإخوة و ليس لسبب أننا أنشأنا جامعات أو ندرس الفلسفة أو أنشأنا معاهد و مستشفيات ، و قمنا بتعليم بناتنا وغيرها من الأشياء التي وجب ترسيخها ، نحن متخلفون لأننا لازلنا في طور التقليد ، لا زلنا لم نستعمل عقولنا كما يستعملها هؤلاء ، لأننا لم ننجح في احترام ذواتنا ، بل كل جيل يهدم ما بناه الجيل قبله لينطلق من جديد من الصفر ، لأننا نسفه الآخر المخالف ، ونعتبره دخيلا يمكن أن نستغني عن خدماته ، و لأننا لم نستطع أن نتوافق على الحد الأدنى للتعايش كأمة تحترم أبناءها .


الرد :

أنت تحاول تشخيص الداء بكل ما ذكرت مع وجود العور أحياناً في التشخيص .. ففرق بين الاستفادة من تقنيات القوم وبين التغرييب
تغيير الهوية ومسخ الشخصية .. وإلا فمن الذي يرفض استعمال الوسائل الحديثة في قضاء حاجاته اليومية.. ويقول هذا تغريب وهذه بدعة في الدين ؟
لكن الذي ينظر اليوم لحال المسلمين ويستنكر .. لماذا نقص شعورنا كشعورهم ونرتدي وفقا لما رسموه سلفاً من أزياء .. ونستعمل لغتهم فيما بيننا مع الشعور بالفخر والانتشاء أنك تجيد لغة القوم ..
هل لهذا علاقة بالتقدم .. هل صرنا بهذا متقدمين ؟..
بل صرنا مدجنين في حظيرة السيد الأبيض نحاكي سيدنا المبجل في طريقة الكلام والمشية واللباس والأكل ولا ندري أنه ينظر إلينا تماماً كما ينظر أحدنا لخروف يربيه عنده قد ألبسه شيء من ثيابه ووضع على رأسه قبعته وجمع الأهل والأصحاب ليتفرجوا على تلك المسخة قبل أن تذبح يوم النحر .. هل يظن الخروف أنه بهذا قد صار إنساناً ؟!..
كلامي واضح ولا أدري فيما الجدل الطويل .. لعله الإخلاص الشحيح ..
إذا قل الإخلاص كثر التعثر .. وأنا لا استطيع الزعم أنني حتى الأن
فيما كتبت من كلام كنت مخلصاً فيه لله دون نزعة للنفس والهوى .. اللهم إني أسألك الإخلاص فيما أكتب.. وان تغفر لي ما قد سبق ..

يقول :
سأجيبك باختصار ، ليس من طبعي إطلاق حكم قيمة على شخص معين ، فلكل شخص ظروف عمل فيها لا يعلمها إلا هو ، هؤلاء جاؤوا في زمن تقهقر الدولة العثمانية ، و في أوج القوى الاستعمارية ممثلة في فرنسا و انجلترا ، قاموا بما استطاعوا لاستنهاض الأمة في زمن متأخر ، رجعوا إلى أصول الدين وخاصة الأفغاني ومحمد عبده ، وحاولوا قراءة حاضرهم والتوفيق بين مرتكزات الحضارة الغربية العلمية و الدين لدفع عجلة المجتمع نحو التطور ، في زمن الضعف المطلق ، وحافظوا على الدين ، و قاموا بتحبيب المدنية إلى الناس البسطاء ، ليقبلوا على التعلم ، فمحمد عبده كرس جزءا كبيرا من حياته لتحديث المدرسة فهو رجل تربية .

الرد :

سبق لي الرد على جملة شهيرة لمحمد عبده الماسوني تلميذ الأستاذ
الأعظم الغامض جداً المدعو جمال الدين الأفغاني ..
وهذه مجرد عبارة لكن تحتوي على معاني باطلة .. ذكرتها لك ولا داعي للإعادة .. لكن دعني أخبرك أنك إذا أردت ان تحكم على عمل شخص اختلط عليك عمله .. أحكم عليه بالثمرة .. من ثمارها
تعرفونها .. وهذا ما أردته منك أن تذكر لي الثمرة .. ماذا فعل الأفغاني وتلميذه للعقيدة الإسلامية وماذا فعلا لبلاد الإسلام ..
كانت بلاد الإسلام خاضعة للعثمانيين ولو بمجرد الاسم فصارت أجزاء شاسعة منها نهباً للمحتل وهذا حدث في نفس الوقت الذي بدأت دعوة الأفغاني الغامض تتسلل لأبناء الأمة الغافية ..
لو شئت لاتحفتك بمقالات هؤلاء وما قيل فيهم .. وخدمتهم للاستعمار وزيغهم العقدي والعملي ..ومازلت انتظر منك زيادة توضيح حول ثمرة دعوة باكورة التدجين محمد عبده
وسيده الأعظم جمال الدين الكابلي ( هكذا سمى نفسه وهو يتقدم لالتحاق بالمحفل الماسوني! )

يقول :

ليس الأمر مرتبطا بالعناوين التي يمكن قراءتها ، فحتى وأنا لم أقرأ أيا من تلك الكتب ، فلربما قرأت في أخرى نفس الخطاب ، سواء كتاب محمد قطب في جاهلية القرن العشرين ، أو كتب سيد قطب العدالة الاجتماعية في الإسلام ، أو نحو مجتمع اسلامي ، أو المستقبل لهذا الدين ، وفي كتاب القرضاوي أولويات الحركة الإسلامية

الرد :
مازلت ألح عليك بالرجوع لما ذكرت لك من كتب .. فخلطك بين كتابات شيخ الإسلام والشيخ محمود شاكر وبين كتابات سيد قطب وأخيه والقرضاوي يدل على أنك تماماً كما نوهت لك في ردي السابق..
وقعت أولاً في مصيدة (الوطن حفنة من التراب النجس) وكان لابد لك أن تنفر.. لكنك لم تنفر عنها إلا وقد سرت في الطرف الأخر ..
الحق دائماً وسط بين طرفي النقيض ..
وتذكر دائماً .. طرفي النقيض (المدرسة الإسلامية الحركية اللاوطنية ..و..المدرسة الوطنية العالمانية ) كلاهما لعبة بأيدي الغرب وبأيدي أعداء هذه الأمة ..
علم من علم وجهل من جهل ..
والحق وسط بين طرفي الضلال ..

عمرو مصطفى 01-17-2015 12:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي (المشاركة 186234)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكاتب عمرو مصطفي
أقرأ ما سطرته يمينك الآن وقد خرجت أخيرا بشعور افتقدته من مدة طويلة
أنه لا زال فى الشباب من يفكر بطريقة مستقلة بعيدا عن الإفراط الذى يمثله المتاجرون بالدين وبعيدا فى نفس الوقت عن التفريط الذى يريده العلمانيون دينا للأمة
مع ملاحظة أن الكثيرين من المخلصين إنما يتبعون هذا الفكر غرورا به وليس عن قناعة حقيقية
وهؤلاء من الممكن أن يتبينوا الحقيقة بنقاش هادئ كهذا
لا أجد لدى ما أضيفه بعدما قرأت ردودك
وفقك الله

الحقيقة أنني أرجو الله أن يكون كلامك هذا وغيره من المبشرات ..
أسأل الله ان تكون من عاجل بشرى المؤمن في الدنيا..
وأن يثبتني وإياك على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ..
ليس صعباً أن تصل للحق .. الصعوبة بعد الوصول للحق ..في أن تقبله أولاً وتثبت عليه ثانياً..

ياسر علي 01-18-2015 12:58 AM

وقد تبين لك من خلال ردي وجود ذلك .. و ما الذبح باسم الدين عنا ببعيد .. هناك مدارس تنتسب للإسلام وللأسف أبعد ما يكون عن الوطنية .

وضح هذه الفكرة أكثر ، و لا تكتف بالتلميح ، مدارس تنتسب للإسلام و ليست وطنية " هل تقصد أنها أقرب إلى الإسلام وأبعد من الوطنية ، أم تقصد أن الإسلام الصحيح هو الوطنية ، هنا عمقت المشكل أكثر من توضيحه ، وضح موقفك أيضا من المعاهد الإسلامية الموجودة في الغرب ، و لا تنس أنك صاحب الموضوع ، ومن حق كل من مرّ من هنا أن يتثبت مما يقرأه و من حقه أن يسأل و يستمع منك إلى الجواب و ليس العكس .

و حينما تقول أن محور الفلسفة الوجود والقيم والمعرفة .. أطلب منك ذكر المعايير التي بها ستفهم حقيقة الوجود والقيم والمعرفة هل ستعتمد على معيار الوحي المعصوم فلا تنسب ذلك للفلاسفة ..
أو ستعتمد على عقل الفلاسفة فلا تنسب ذلك الفهم للدين


أي فكر ينسب لصاحبه و تلك أمانة علمية ، حتى المجتهدين المسلمين فكل فكرة تنسب إليهم ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، و من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ... ، فمن أين أتيت بتقديس أفكار الناس ، فالوحي ظاهر بيّن و هو كتاب الله جل جلاله و ما صح من حديث رسوله صلى الله عليه و سلم ، و سبق أن قلت لك أن كل الحقائق العلمية والفلسفية محدودة و ليست مطلقة فهي اجتهاد بشري ، وليست وحيا معصوما ولو ظهر لنا أنها توافق الشرع فربما غدا أو بعد غد ظهر عيبها و لكن نأخذ بها ما لم يظهر تنافيها مع الشرع ، دون اعتبارها في منزلة المقدس .

تحدثت مرارا عن المعايير ، و قلت لك سابقا أن المنهاج الفلسفي ، استدلالي و برهاني ، ينطلق من ظاهرة و يدرسها ، و يخرج بخلاصة أو استناتج أو نظرية ، كالمدرسة السلوكية في علم النفس ، فهي مدرسة طبقت المنهاج العلمي الكلاسيكي ، المستند على الملاحظة ، فكل ما لا يلاحظ لا تعيره اهتماما ما ، و هي عكس مدرسة التحليلي النفسي، و المدرسة الجشطالتية و... ، والمنهاج العلمي كله مستمد من الفلسفة ، فهو استدلال يربط بين مقدمة و نتيجة .
سأسألك سؤالا محددا ، هل العقل " الفكر" مرتبط بالعقيدة ، أو بصيغة أوضح ، هل كل إنسان عقيدته فاسدة يعتبر مجنونا أو رفع عنه القلم ؟ إذا كان هذا سليما ، يمكن اعتبار مخرجات عقله الاستدلالية مجرد زبالة وقيح كما تحب أن تسمي كل فكرة لا تنسجم وفهمك للأمور .

و لي سؤال محدد آخر بما أنك أديب ، ما رأيك في المدارس الأدبية الكلاسيكية أو الرومانسية و الواقعية والرمزية .... ، إن كنت تعتبر الأدب ثقافة ؟


مشكلتك في استعمال التعاريف الفضفاضة التي تحمل على ألف وجه
كلامك هذا ممكن يستفاد منه في كل العلوم الطبيعية لكن هل خلافي معك في مسائل العلوم الطبيعية الخاضعة للتجربة والبحث ؟..


مشكلتي أنني أخاطب العقل ، فمشكلتك أنك تعترف ببعض العلوم وتنفي أخرى ، و أنت تعرف أن العلوم مترابطة و انبجست من رحم الفلسفة التي ماهي إلا قراءة لمعطيات الواقع و استخلاص القوانين منها ، و على نتائج العلوم يؤسس الفكر الفلسفي المعاصر كمقاربات نقدية أو تطويرية و استشرافية لحفز العقل على الابتكار . فالغربيون تقدموا لأنهم أعطوا العقل هذه المنزلة التي تميز الإنسان عن الحيوان .



بل أريد منك رداً عملياً .. أذكر لي الجوانب الحسنة في الفلسفة
التي لا تعارض الدين.. أما ذكرك لبعض الفلاسفة المسلمين فهذا حجة عليهم وليس لهم .. بل لدينا تاريخ طويل مرير ـ وهو من أسباب وعوامل انحدار حضارتنا ـ حينما دخلت الفلسفة على المسلمين فأفسدت عليهم عقيدتهم ونشأ علم الكلام .. وتاريخ الرد على المتكلمين ( الفلاسفة في ثياب رجال الدين) محفوظ في دواوين أهل السنة من الأئمة الأربعة و حتى شيخ الإسلام ابن تيمية .. يكفيك أن تعرف أن من أسباب تفرق الأمة كان دخول الفلسفة على العقيدة
فنشأت الفرق الكلامية التي تلوي النصوص وتصرفها عن ظاهرها
حتى توافق القواعد التي قعدها فلاسفة اليونان..



كلامك غير دقيق و تمرّر مغالطة كبيرة ، فهل الفلسفة هي التي سببت التخلف أم عدم قدرة النظام السياسي على ابتكار أساليب جديدة في التعامل مع الثورة العقلية التي وصل إليها المجتمع و اهتمام الجميع بالشأن العام و من ثم السعي إلى تكميم الأفواه و إغلاق باب الاجتهاد و قطع الطريق على كل المجدّدين و من تم سياسة الانغلاق التي تنم عن العجز عن مجاراة المجتمع . فالانغلاق هو بداية الاندحار ، لأن الله خلق الانسان في مجتمع فطريقة تدبير المجتمع هي التي تنتهي إلى الافلاس ، و ليس ما يروج في المجتمع . أتعلم أن هتلر حاول في أوربا كبح جماح الفكر و كان مستعدا لإفناء الجميع كي يؤسس لنظام شمولي فؤوي عنصري فاجتمع عليه الغرب تفاديا للنكوص والرجوع إلى الماضي العنيف . هل الخلاف الشيعي و السني مبعثه فلسفي أو سياسي ؟ ألم تظهر الفرق الإسلامية قبل انتشار التدوين و الترجمة وازدهار الفنون . إذا كان الفرد يقرأ التاريخ يجب أن لا يكون انتقائيا . سم الأمور بمسمياتها ثم انطلق . و كلما تهاونا عن قراءة التاريخ وتحديد نقاط القوية للبناء عليها ، و تعرف نقاط الضعف ، ومحاولة الحد من تأصيلها و توظيفها فنحن سنبقى هكذا .



فلماذا تخلطه بما ننازع فيه ..أو تكون أمراض متعلقة بالنفس تجد علاجها في الشرع .. لأنها متعلقة بالنفس البشرية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله .. و لا يصلح معها ألف طبيب نفسي..على شاكلة فرويد.. أما إذا ما كان الأمر عضوياً..فعلاجه بالعقاقير عند أطباء النفس.. لكن مما لاشك فيه أن علم النفس والسلوك في الجملة متأثر بكلام الفلاسفة المبني على معايير مخالفة للوحي.. وعد لكلام فرويد وطرق علاجه للمرضى النفسيين تجد الخلل العقدي مستشري فيه ستجد دجلاً وأشياء ما انزل الله بها من سلطان ..


لم يقل فرويد دجلا و لم يكن يوما دجّالا بل كان طبيبا ممارسا و باحثا ، أفنى حياته كلها في سبيل إيجاد طرق لعلاج أمراض الأعصاب و الأمراض النفسية ، و منذ بدأت حوارك وأنت ترمي التهم جزافا ، أنت قلت أن الطب علم من العلوم والآن انسلخت عنه في لحظة ، فقط لأن فرويد لا تعجبك أفكاره التي حاول من خلالها الوصول إلى أسباب الأمراض النفسية ، قد لا يكون كل كلامه معقولا كله و لكن هذا لا ينفي أنه قدم علما و استفاد العديد من المرضى من تلك الأساليب ، وكانت نظريته منطلقا و حافزا للعديد من مدارس علم النفس لتعديل قوانينها ، و الأخذ بعين الاعتبار الغرائز كعنصر لا غنى عنه في نفسية الانسان .

لا تخلط بين الروح و النفس ، فالنفس غير ظاهرة لك أنت أما أي طبيب نفسي ، فسيقرأك ويعرفك من خلال حركاتك و من كتاباتك أو حتى تموجات خط قلمك على ورقة بيضاء ، و درجة حدة صوتك ، وغيرها ، أو فقط من ملامحك ...
و لعلمك لأول مرة ألتقي بشخص لا يؤمن بعلم النفس .


سبق لي الرد على جملة شهيرة لمحمد عبده الماسوني تلميذ الأستاذ الأعظم الغامض جداً المدعو جمال الدين الأفغاني ..

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



كانت بلاد الإسلام خاضعة للعثمانيين ولو بمجرد الاسم فصارت أجزاء شاسعة منها نهباً للمحتل وهذا حدث في نفس الوقت الذي بدأت دعوة الأفغاني الغامض تتسلل لأبناء الأمة الغافية



صحح معلوماتك فحملة نابوليون على الشام كانت قبل ميلاد الأفغاني وكذلك احتلال الجزائر . والأفغاني كرس جل حياته في مناهضة الاستعمار و لا تتسرع في الأحكام و لا تخض في ما ليس لك به علم .


مازلت ألح عليك بالرجوع لما ذكرت لك من كتب .. فخلطك بين كتابات شيخ الإسلام والشيخ محمود شاكر وبين كتابات سيد قطب وأخيه والقرضاوي يدل على أنك تماماً كما نوهت لك في ردي السابق..
وقعت أولاً في مصيدة (الوطن حفنة من التراب النجس) وكان لابد لك أن تنفر.. لكنك لم تنفر عنها إلا وقد سرت في الطرف الأخر ..
الحق دائماً وسط بين طرفي النقيض ..
وتذكر دائماً .. طرفي النقيض (المدرسة الإسلامية الحركية اللاوطنية ..و..المدرسة الوطنية العالمانية ) كلاهما لعبة بأيدي الغرب وبأيدي أعداء هذه الأمة ..


يا أخي الكريم ، كفى من التنقيص في قدر الناس ، كل الناس عندك سواء ، لا بأس أنا إن شاء الله سأحاول أن أقرأ لهم متى توفرت الفرصة لذلك .

وشكرا .

عمرو مصطفى 01-18-2015 04:03 PM

مشغول جداً الأن ..
سأنتقي جزئية من رد الاستاذ ياسر لحين اتفرغ لباقي الرد

يقول :

و قلت لك سابقا أن المنهاج الفلسفي ، استدلالي و برهاني ، ينطلق من ظاهرة و يدرسها ، و يخرج بخلاصة أو استناتج أو نظرية

وأقول :

هذا الكلام يمكن أن ينطبق على سائر العلوم الطبيعية .. ولا يسمى
من يطبق هذا المنهج في علمه أو عمله فيلسوفاً .. ولو أصررت على تسميته أنت كذلك فسأقول لك ليس هذا موطن النزاع بيني وبينك ..
طلبت منك ذكر المعايير
الفلسفية التي بها سنفهم حقيقة الوجود من حولنا ماهية الخالق عز وجل ما هي مهمة البشر على الأرض .. ما هو الحلال والحرام ؟..
ما هي الجزئية الذي سنعود فيها لمعيار الشرع وما هي الجزئية التي سنعود فيها للفلاسفة ؟..
بانتظار ((إجابة)) لحين العودة واستكمال الرد على باقي النقاط ..

عمرو مصطفى 01-18-2015 04:42 PM

نص رسالة الأفغاني للماسون (طلب التحاق بريء)
«يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة -جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة-: بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل»
قال العلامة الأثري محمود شاكر رحمه الله رداً على محمد عمارة بشأن الأفغاني ومحمد عبده في حوار نقله حسين ابن أحمد أمين:

((ـ محمد عمارة هذا تبلغ به الصفاقة والإدعاء والجهل مبلغاً يجعله يصف كتاب محمد عبده ( رسالة التوحيد )بأنه أهم ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام !! لاياشيخ ؟!!
هل قرأت ياسيد عمارة كل ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام

ثم وصلت إلى اقتناع بأن هذا الكتاب الهزيل الحقير الغث لمؤلفه ضحل الثقافة من أهم الكتب في هذا الموضوع ؟! ماهذا العبث وهذا الاستغلال لجهل الناس ؟؟ لا.. الأمر أخطر من ذلك ..
إنها مؤامرة !
ـ مؤامرة ؟؟ (سؤال للشيخ من ابن أحمد أمين ناقل الحوار)

ـ مؤامرة تستهدف تمجيد رجلين من أخطر عملاء الاستعمار في تاريخ أمة الإسلام

جمال الدين الأفغاني الماسوني ومحمد عبده الصديق الصدوق لكرومر .))

( ص289-290 في بيت أحمد أمين )

ياسر علي 01-19-2015 01:49 AM

خذ كامل راحتك في عملك ، أنا لست على عجلة من أمري ، لككني أريد أجوبة و ليس تلميحات فقط ، و أريدها مركزة ، و ليس فقط ردودا سريعة و حاول أن لا تكون انتقائيا أو تقدم أنصاف أجوبة و تمهل وضع كلامك في سياقه التاريخي ، و لا تسقط معطيات الحاضر على الماضي لتحاكم الناس في زمنهم ، و لا تسقط الماضي على الحاضر ، فتظلم زمنك .

عمرو مصطفى 01-19-2015 12:57 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يقول الأستاذ ياسر :

مدارس تنتسب للإسلام و ليست وطنية " هل تقصد أنها أقرب إلى الإسلام وأبعد من الوطنية ، أم تقصد أن الإسلام الصحيح هو الوطنية

أقول :
الكلام واضح جداً ولا أدري لماذا لم يصل إليك حتى الأن ..
عد للمشاركة 21 في بدايتها .. ستجد الرد ..

يقول :

وضح موقفك أيضا من المعاهد الإسلامية الموجودة في الغرب

أقول :
وضح أنت .. هل هى معاهد تابعة لهيئات إسلامية أم غربية ؟

يقول :
و على نتائج العلوم يؤسس الفكر الفلسفي المعاصر كمقاربات نقدية أو تطويرية و استشرافية لحفز العقل على الابتكار . فالغربيون تقدموا لأنهم أعطوا العقل هذه المنزلة التي تميز الإنسان عن الحيوان .

الرد :
هل تعتقد أن الفارق الذي يميز بيننا وبين الحيوان هو العقل ؟!..
أم أن الفارق بيننا وبين الحيوان اننا نعطي لعقولنا منزلة
لا يعطيها الحيوان لعقله ؟..
لو كان الأول فهو نتاج الغزو الثقافي .. ليس هذا من معين الوحي المعصوم ..
في الوحي ستجد الأيات :
﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18]
النمل له عقل تصور !..بل وعقل راجح قد لا تجده عند بعض بني أدم.. مثل هدهد سليمان عليه السلام..
(( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ))
الجبال والسماوات أيضاً لديها عقل !

إذن مالفرق بيننا وبينهم ياترى؟ ..
أنك حملت الأمانة (الاستخلاف في الأرض والقيام بالتكاليف الشرعية)
ولو كان قصدك هو الثاني .. فبعض الحيوانات أعقل من كثير من بني أدم كما ذكرت ..
الهدد استنكر شرك مملكة سبأ وتحدث عن التوحيد بأسلوب غاية في العقل والحكمة ..
وعلى قواعدك .. بما أن للحيوانات عقول فلها أيضاً فلسفة في الحياة بالمعنى العام لكن سبحان الله
لن تجد حيوان مشرك بالله .. لن تجد حيوان يعبث بأيات الله ويحرفها عن معناها الحقيقي
لتوافق عقله .. لن تجد حيواناً يعبد إنسان لكن ستجد العكس !
والغرب حينما نحى الكنيسة جانباً بسبب فكرها المضاد للعلم وللعقل واهتم بالدنيا فتقدم في الدنيا .. لكنه ظل يرسف في أغلال الوثنية والإلحاد لكن الشرك والإلحاد لا ينحصران في معتقدات كنيسة أو كنيس ..
الشرك والإلحاد سببه البعد عن الوحي المعصوم ..


يقول :

كلامك غير دقيق و تمرّر مغالطة كبيرة ، فهل الفلسفة هي التي سببت التخلف أم عدم قدرة النظام السياسي على ابتكار أساليب جديدة في التعامل مع الثورة العقلية التي وصل إليها المجتمع و اهتمام الجميع بالشأن العام و من ثم السعي إلى تكميم الأفواه و إغلاق باب الاجتهاد و قطع الطريق على كل المجدّدين و من تم سياسة الانغلاق التي تنم عن العجز عن مجاراة المجتمع . فالانغلاق هو بداية الاندحار ،

الرد :
كلامك يدل على عدم دراية بالتاريخ جيداً .. ربما لديك دراية بتاريخ الغرب فمصطلحاتك الغربية لاتنم عن معرفة دقيقة بتاريخنا ..
سأذكر لك قصة واحدة وعد إليها في مصادرها ..لتعرف أنك عكست المسألة ..
حينما دخلت الفلسفة والمذاهب العقلية على الحكام عن طريق ترجمة كتب اليونان وعن طريق دعاة السوء انتهى زمن السلف الصالح كعقيدة وبدأ زمن المعتزلة وذلك بدأ في عهد المأمون بن هارون ..الاهتمام بكتب الحضارات القديمة
وإقحام الفلسفة في الدين فصار هناك ذلك المزيج المسمى المذهب العقلي يفرض بالسيف على رقاب أهل السنة .. من لم يقل بخلق القرءان يقتل .. ومات بسبب القمع الكثير من العلماء من أهل السنة ..قمعهم الخليفة المتنور ..
فالذي حدث في البداية عكس ما ذكرت أنت.. الفلسفة كانت سبب
في تكميم الأفواه وسفك الدم ولكنها لم تنتصر في النهاية ..
واذكر لي المسائل الفلسفية التي لا تعارض الدين وتمت محاربتها من قبل حكام المسلمين السابقين ؟
( ترى هل سيجيب ؟.. فلنأمل ذلك..)

يقول :
و لعلمك لأول مرة ألتقي بشخص لا يؤمن بعلم النفس .

ولأول مرة التقي بشخص يقرأ غير ما يفهم .. عد للمشاركة 25
وراجع كلامي عن علم النفس ستجد بالنص(( باب علم النفس فهذا فيه تفصيل ..فقد يدخل هذا تحت عنوان أوسع وهو الطب عموماً))
ثم بدأت أذكر تفاصيل أرجو أن تعود لها لعدم التكرار ..

يقول :

صحح معلوماتك فحملة نابوليون على الشام كانت قبل ميلاد الأفغاني وكذلك احتلال الجزائر . والأفغاني كرس جل حياته في مناهضة الاستعمار و لا تتسرع في الأحكام و لا تخض في ما ليس لك به علم .

الرد :

حملة بونابرت فشلت عسكرياً في بضع سنين لأننا في وقتها كنا
محافظين على هويتنا ولم يتم غزونا فكرياً بعد.. بعد الحملة بدأت تنمو بذور فكرة الغزو الثقافي الفكري ( والتي ترجع في أصلها لخطة لويس التاسع بعد فشل حملاته العسكرية) والتي رعاها وقام عليها نظام محمد على بجهله وقناصلته وعن طريق أجهزة الاستشراق..
بعد ظهور حركة الأفغاني (استاذ عرابي) تم احتلال مصر من قبل الإنجليز.. ثم تلا ذلك في مطلع القرن العشرين أحداث الثورة العربية على العثمانيين بدعم إنجليزي ووعود قرطست بها الشريف حسين وانتهت باحتلال الشام ودخول اللمبي للقدس ثم تسليمها لليهود
بعد وعد بلفور .. صارت معظم الدول العربية تحت الاحتلال .. بريطاني فرنسي إيطالي وأخيراً يهودي..
ثم كيف أزعم أنني أناضل اليهود واحتلالهم للقدس وأنا صديق لشارون شخصياً ؟!
لو فهمت هذا ستتفهم عزيزي بكل دبلوماسية كيف كان محمد عبده صديقاً للورد كرومر وهو في ذات نفس الوقت مناضلاً للاستعمار!
وكيف كان الأفغاني ماسونياً وهو في ذات نفس الوقت مناضلاً للاستعمارالذي تحركه الحركات السرية الماسونية !..
عجبي...

ياسر علي 01-19-2015 07:21 PM

هل تعتقد أن الفارق الذي يميز بيننا وبين الحيوان هو العقل ؟!..

طبعا أقصد ذلك ولا يتنافى مع الوحي أبدا و هذا بهتان عظيم تختلقه من عندك . قال تعالى :

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179} الأعراف


أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً {44} الفرقان

فميزة التعقل و التفقه ليست من ميزة الأنعام ، لكن هذا لا يعني أنها لا تسبح الله تسبيحا ، و أعطاها الله ما به تمارس مهمتها في الأرض التي خصها بها ، وهذا ما سماه العلماء بالغريزة . ليميزوها عن العقل ، لها دماغ وحواس وجهاز عصبي نعم ، لها سلوك و تصرف ، لها عقيدة و تسبيح و سجود لها منطقها " لسانها " لها كل هذا وأكثر لكنها لا تملك تطوير أسلوب الحياة يا أستاذي ، و ولا تملك أن تنجز مقاربات ودراسات أو تصدر فتاوى ، و هذا هو عين العقل ، ولأريحك من هذا ، أليس العقل شرطا أساسيا في الإسلام . فالذي فقد عقله يسقط عنه التكليف ، إذن فالعقل هو أساس الدين أيضا ، و يعتبر من أهم ما كرّم به الله ابن آدم بعد أن صوره في أحسن صورة ، و نفخ فيه من روحه ، و هيأه للتكليف و لاستخلافه في الأرض و فضله على كثير من خلقه .

يا أستاذي العزيز ، لا تستدل يوما بالمعجزات ، فهي أكبر من أن يستوعبها عقلك و لا عقلي و لا تقم يوما بالقياس عليها ، اقبلها كما هي من غير فضول و لا كيف ؟ و لا لماذا ؟ فهل تحول عصا نبي الله موسى إلى حية يعني أن العصي كلها حيات . خض بعقلك في ما هو مهيأ له ، و انتبه فقبولي بالفلسفة كمنهج استدلالي و أسلوب تفكير ، لا يعني يوما أنني أقبل بأي اجتهاد يتنافي مع ثوابت الدين .


(ـ محمد عمارة هذا تبلغ به الصفاقة والإدعاء والجهل مبلغاً يجعله يصف كتاب محمد عبده ( رسالة التوحيد )بأنه أهم ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام !! لاياشيخ ؟!!
هل قرأت ياسيد عمارة كل ماكتب في التراث الإسلامي في علم الكلام

ثم وصلت إلى اقتناع بأن هذا الكتاب الهزيل الحقير الغث لمؤلفه ضحل الثقافة من أهم الكتب في هذا الموضوع ؟! ماهذا العبث وهذا الاستغلال لجهل الناس ؟؟ لا.. الأمر أخطر من ذلك ..
إنها مؤامرة !



هذا المقطع الذي جئت به للاستدلال لا يقدم صورة جيدة عن العلامة الشيخ محمود شاكر ، فببساطة العالم الهادئ المتيقن من قوة حجته لا يحتاج أن يستعمل ألفاظا مثل : الصفاقة والادعاء و الجهل ليرمي بها مناظره ، بل يقدم الحجة وهذا كاف ، أما أن تصف كتابا ما بأنه هزيل حقير غث فهذه ألفاظ خارجة عن اللياقة أولا ، مثلها مثل ما تعودت على قوله من زبالة و قيح وغيرها ... فهذا الأسلوب الحواري متجاوز حضاريا .

ثانيا سأجيبك عن الماسونية التي تحدث عنها ، فلا تظن يوما أن الماسونية يعاديها المسلمون لأنها يهودية ، فالدين اليهودي دين سماوي و قد تحدث عن أهل الذمة و عيشهم بجوار المسلمين فالتعايش مع اليهود مسلم به في ديننا ، لكن مالذي جعل من الماسونية عدوة للمسلمين اليوم ؟ هذا ما وجب عليك فهمه قبل أن ترمي فقهاء الأمة بالضلال ، و تسحب من أيديهم أفضالهم وتغالط الجميع في حقهم .

كانت الماسونية في القرن التاسع عشر تحمل شعار الإيخاء و المساواة و العدالة و الكل يعلم أنها شعارات الثورة الفرنسية أيضا ، و هي شعارات عادية كلها لا تتنافى مع دين الإسلام ، ولا أبرئها أن تكون لها أجندات سرية غير معلنة ، لكن المسلم يحكم بالظاهر ، ما لم يتبن له في تصرف القوم ما يتناقض مع ظاهرهم المعلن ، فالمحافل الماسونية كانت موجودة في الشرق الأوسط منذ حملة نابوليون التي ذكرت لك أنها ما تجرأت على الدولة العثمانية إلا لأنها ضعيفة أصلا ، و لم تتراجع لأنها هزمت بل لوجود خلافات داخل الدولة الفرنسية نفسها . و الدليل أن الحملة الاستعمارية استمرت بعد ذلك ، ونجحت في اخضاع جل مناطق الدولة العثمانية . الجزائر احتلت قبل مولد الأفغاني ومحمد عبده وبقيت محتلة إلى 1962 . فالأفغاني قدم طلبا بالدخول إلى المحفل الماسوني رغبة في التعرف على النخب التي توجد فيه ، وأيضا بحثا لدعم مشروعه الاصلاحي ، والذي ناهضته الدولة العثمانية و بريطانيا و المؤسسات الدينية ، فهو أكثر شخصية تعرضت للتهجير والنفي من كل تلك القوى ، فمشروعه الإصلاحي " الثوري" له صبغة سياسية أيضا ، و لما وجد المحفل الماسوني يتذرع أنه لا يساند المشاريع السياسية ، ترك الماسونية ، التي هي يومها كانت "شبه" منظمة مدنية تبتغى العدالة و تدخلها كل الأجناس .
لكن بظهور الحركة الصهيونية و استغلالها للقوى الاستعمارية و توظيفها لمحرقة هتلر و اغتصابها للأرض الإسلامية فلسطين ، ظهرالوجه الآخر للماسونية . و عندها تم طردها من كل البلاد الاسلامية ، وأصبح التعامل معها خيانة عظمى للأوطان .

سأعطيك مثالا حيا ، العديد من المنظمات العالمية إلى اليوم لها فروع في أغلب بلاد المسلمين ، ونأخذ مثالا ، أطباء بلا حدود أو هيومن رايتس ووتش "مراقبة حقوق الانسان" و تستفيد العديد من الدول من خدماتها الإنسانية ، فلو ظهر بعد قرن أن واحدة منها كانت لها أجندة معينة ، فهل سنقوم بتخوين ذوي النيات الحسنة أو حتى البراغماتيين الذين استفادوا من خدماتها الإنسانية أو نشطوا في محافلها . فهذا تفكير غير سليم ، لذلك عندما وضعت أكثر من علامة استفهام كنت أود منك أن تضع الأمور في صورتها الحقيقية و لا تكن مجرد شخص يجتر ما يقوله الآخرون لغاية في نفوسهم .


ما أستغربه حقا يا أستاذي الكريم هو أنك أضفت اسما آخر إلى قائمة ضحاياك و هو الأستاذ محمد عمارة ، غريب حقا أن يكون المسلم ينظر إلى أخيه المسلم بهذه الطريقة ، و ينتظر من الآخر أن يقدره .

شكرا

عمرو مصطفى 01-21-2015 10:12 AM

ألم أقل لكم دعونا نأمل في أن يجيب على الأسئلة ..
مازال الأمل موجود إذن..
ولي عودة للرد على الأستاذ ياسر المتخبط كثيراً ..
بسبب المنظار الغربي الذي لا يفارق عينيه..

عمرو مصطفى 01-21-2015 11:36 AM

بالنسبة للحديث عن مسألة العقل عند الإنسان والحيوان
سبب الخلط عند الأستاذ أنه لايفرق بين العقل الذي هو مناط
التكليف وبين العقل الذي به يحدث التمييز عند سائر الكائنات ..
وكان ينبغي عليه أن يجمع بين الأيات التي ذكرتها له وبين الأيات
التي يستدل بها جمعاً صحيحاً حتى لا يتهم القرءان بالتناقض.
لكن سبق لي كثيراً التدليل على أن التناقض هو ديدن الأستاذ.
المعجزة يا أستاذ هى معرفة سليمان لمنطق الحيوان.. لا في كون الحيوان تصرف تصرفاً يدل على وجود عقل وأن هذا التصرف مرتبط بوقت المعجزة..
قال الشافعي رحمة الله عليه: الحمام أعقل الطائر.
أما وصف ربنا للكفار أنهم لا يعقلون وأنهم كالأنعام بل هم أضل
لا ينفى ذلك وجود العقل عموماً عند الأنعام.. وإنما هو تشبيه حال الكفار الذين يأكلون ويتمتعون كأنهم غير مكلفون تماماً كالأنعام .. ليست مكلفة .. تأكل وتشرب وتموت وتتحول لتراب .. وهذا نفي للعقل الذي هو مناط التكليف عند الإنسان ..
بل هم أضل ..
كلام واضح في أن بعض بني أدم أضل من الحيوان .. كما بينت لك في ردي السابق.
وهذا دليل أن العقل غير الذكاء.. فكثير من الكفار أذكياء دنيوياً لكنهم لا يعقلون بنفس تلك الأية التي تستدل بها ..
هكذا يكون الجمع بين النصوص .

أما الكلام على الماسونية .. فهو يدل على طيبة قلب الأستاذ ياسر نحسبه كذلك .. وسيأتي الرد إن شاء الله في مشاركة أخرى ..

عمرو مصطفى 01-21-2015 01:35 PM

الأفغاني والماسونية


الماسونية ( البناء الحر)

هى أخوية تعود في أصلها بحسب ما ترجح لي إلى نقابات عمال بناء
القلاع والكاتدرائيات في أوربا القرون الوسطى .. وهى أخوية تربط بين عمال البناء وتحفظ لهم أسرار الصنعة وتيسر لهم أماكن اللقاء (المحفل) وتبادل المعلومات والأفكار الحرفية وكذلك للنظر في حوائج المنتمين لها والاهتمام بشؤنهم .. تماماً كالنقابات العمالية اليوم ..
كانت هذه هى البداية .. ثم مع نكبة فرسان الهيكل التنظيم العسكري
السري الباطني القادم من الشرق وعلاقاته المشبوهة مع الحشاشين
الباطنيين بدأت تستغل محافل عمال البناء تلك في أحياء تلك التنظيمات السرية على مدار القرون حتى وصل الأمر لما يسمى بالماسونية التأملية (الباطنية) ولم تعد تلك الماسونية المتعلقة بالبناء وفن المعمار
بل صارت تلك المفاهيم مجرد طقوس رمزية ..
بل صارت الماسونية ملعب (كالفيسبوك في زمننا ) لكل التيارات والمؤامرات من كل توجه ومن كل حدب وصوب ..
فخرجت ماسنوية الطقس الاسكتلندي التي تختلف عن ماسونية الشرق
الفرنسي.. والتي تختلف عن الماسونية الألمانية .. صارت الماسونية
مرادف للتأمر والعمل السري .. ومنبع للأفكار الباطنية والسحر والشعوذة طبعاً مع اجتياح أوربا هوس القبالاه اليهودية ..فكل من يريد أن يهدم ملكاً ويقيم أخر كان يخترق الماسونية ويسيطر عليها أولاً ويطوعها لتنفيذ أغراضه
سياسية استعمارية أو دينية ..
كل هذا كان خافياً عن مجتمعنا الإسلامي حتى مع بدء ظهور المحافل الماسونية في تركيا القرن السابع عشر وفي مصر بعد حملة بونابرت..
والذي سيرى الماسونية من الخارج في ذلك الوقت سيرى جمعية تدعو للحرية والمساواة والإخاء وكان من السهل عليه السير وراء الشعارات البراقة والولوج في الماسونية.. لكن .. هل سيظل الجهل
صفة لازمة له مع الترقي والولوج في سلك الماسون للنهاية ..
الماسونية كما هو معروف درجات في الترقي .. وكل درجة لها أسرارها التي تتكشف للمرتقي .. بل هناك محافل لا تعرف من الماسونية سوى القشور .. مثل محفل الفن الذي انخرط فيه كثير
من الممثلين العرب عن جهل .. مع أن الماسونية لا تخلو من ريبة
على المتقدم لها لما فيها من رموز تقدم للملتحق تثير الريبة في نفس أي مسلم ..
أقول هذا عن المحافل الساذجة التي أنشئت في مصر .. لكن ماذا عن
محفل الطقس الاسكتلندي البريطاني ( المستعمر) الذي انضم له الأفغاني ..
ثم استقال لحفظ ماء الوجه وانضم لمحفل الشرق الفرنسي(وكأن فرنسا ليست دولة استعمارية ولا تستعمر الجزائر)
و صار أستاذ أعظم لمحفل كوكب الشرق التابع لفرنسا في مصر ..
هل سيقال عن ذلك الولوج والتوغل أنه كان جاهلاً مقرطساً ياولداه!
هل يعرف المدافع عن ماسونية جمال الدين البريئة .. كيف يتم تكريس المنضم للماسونية أصلاً ..
هل تجاهل الخطاب الفج الذي راسل به الأفغاني محفل فرنسا
يعد تجاهلاً طبيعياً من منصف !
((أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل))
بل هو خطاب من يعرف ويدري .. وعقيدة الأفغاني وفكره خير شاهد ودليل ممن عاصروه ..
والمشاركات التالية سنتناول فكر وعقيدة الأفغاني وتلميذه صديق اللورد
كرومر .. وهما عميدا مدرسة التغريب والتدجين .. لذا نفهم سر دفاع
التغريبيين عنهم .. سنفهم لماذا كان الأفغاني مطارد من قبل الحكومات الإسلامية مقرباً للمحافل الاستعمارية ..

عمرو مصطفى 01-21-2015 02:26 PM

الأفغاني ذلك الغامض

قال الوردي:
«وقد اعتاد الأفغاني أن يغير لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر؛ فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقب نفسه بـ (الأفغاني)، بينما هو في إيران يلقب نفسه بـ (الحسيني)(!)
ويتضح من أوراقه المحفوظة أنه كان يتخذ ألقاباً أخرى؛ مثل:
(الإستانبولي) و(الكابلي) و(الروسي) و(الطوسي)، و(الأسدأباذي)!
وكان الأفغاني يغير زيَّه ولباس رأسه مثلما كان يغير لقبه؛ فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر؛ لبس العمامة البيضاء فوق طربوش تارة، وبغير طربوش تارة أخرى، وقد لبس الطربوش مجرداً في أوروبا أحياناً، أما في الحجاز؛ فقد لبس العقال والكوفية، وقيل: إنه في بعض جولاته لبس العمامة الخضراء، ومن يدري؟! فربما لبس القبعة أحياناً»( لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث» (3/313).).

قال مصطفى فوزي غزال:
«فهذا يدل على أن له مهمة خفية يسعى لتنفيذها، وأنه يوجد وراءه من يخطط له، ويطلب منه التلون بهذه الألوان، والتسمي بتلك الأسماء»( دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام» (ص63).

عمرو مصطفى 01-21-2015 02:53 PM

قال مصطفى غزال: «وكان ينسب إلى جمال الدين الأفغاني أنه بابي، وكان أبو الهدى الصيادي يقول عن جمال الدين بأنه مازندراني؛ أي: بابي؛ لما يرى عنده من أفكار متقاربة مع أفكار ومعتقدات البابية . وانظر كتاب «رشيد رضا الإمام المجاهد» لإبراهيم العدوي (ص97)»

ماهى البابية ؟
البابية مذهب أعلن انسلاخه عن الإسلام عام 1843
وكان جمال الدين الأفغاني يرى أن النبوة مكتسبة كالصناعات.

«زعماء الإصلاح في العصر الحديث» (ص110).

وقال سليم عنجوري -أحد طلاب الأفغاني من النصارى-: «ارتجل خطبة في الصناعات، غالى فيها إلى حد أن أدمج النبوة في عداد الصنائع المعنوية، فشغب عليه طلبة العلم، وشددت صحيفة الوقت عليه النكير»

«تاريخ الأستاذ الإمام» (1/44).

قال مرزا لطف الله أسد آبادي ابن اخت جمال الدين المشهور بالأفغاني في كتابه « جمال الدين الأسدابادي » ( ص 34) : « وكان كشف حقيقة جمال الدين أمام السلطان عبد الحميد ضربة قاضية وجَّهها مظفر الدين شاه إلى جمال الدين بوثيقة سلمها علاء الملك سفير إيران في تركيا إلى الحكومة التركية تثبت بالأدلة القاطعة أن جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني ، ويتّخذ المذهب السني ستاراً يحتمي به »

كيف خاطب الأفغاني عوام المصريين وهذا بعد دخوله للماسونية لندرك مدى توغله فيها ..
قال : (( إنكم معاشر المصريين قد نشأتم في الاستعباد وربيتم بحجر الاستبداد وتوالت عليكم قرون منذ زمن الملوك الرعاة حتى اليوم وأنتم تحملون عبء نير الفاتحين وتعنون لوطأة الغزاة الظالمين تسومكم حكوماتكم الحيف والجور، وتنـزل بكم الخسف والذل، وأنتم صابرون بل راضون، وتنتزف قوام حياتكم ومواد غذائكم المجموعة بما يتحلب من عروق جباهكم بالمقرعة والسوط..
إلى أن قال: "وأنتم ضاحكون، تناوبتكم أيدي الرعاة ثم اليونان والرومان والفرس ثم العرب والأكراد، والمماليك، ثم الفرنسيين والمماليك والعلويين كلهم يشق جلودكم بمبضع نهمه ويهيض عظامكم بأداة عسفه وأنتم كالصخرة الملقاة في الفلاة لا حس لكم ولا صوت، انظروا أهرام مصر وهياكل منفيس وآثار ثيبة ومشاهد سيون وحصون دمياط شاهدة بمنعة أجدادكم.))
انظر كيف أدخل العرب المسلمون من ضمن الغزاة الذين شقو جلود المصريين بالسياط ..
ثم لا يجد مفخرة ينتسب إليها المصريين إلا الانتساب
للفراعنة .. ولا عجب فأنت حينما تتأمل رموز الماسونية التأملية ستجدها طافحة بالرموز الفرعونية لاتحاد الأصل
الوثني الباطني ..

عمرو مصطفى 01-21-2015 04:39 PM

والأن مع التلميذ صديق اللورد كرومر

رسائل محمد عبده للأفغاني..

كتب محمد عبده هذه الرسالة وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، أثناء إقامته في المنفى في بيروت، عام (1300هـ) ونشر محمد رشيد رضا مقاطع منها في (تاريخ الإستاذ الإمام) (2/ 599 ـ 603) مسقطا منها ما رآه مستهجنا. قال: (وهو أغرب كتبه، بل هو الشاذ فيما يصف به أستاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق والقائلين بوحدة الوجود، التي كان ينكرها عليهم بالمعنى المشهور عنهم، وفيه من الإغراق والغلو في السيد -الأفغاني- ما يستغرب صدوره عنه، وإن كان من قبيل الشعريات، وكذا ما يصف به نفسه بالتبع لأستاذه من الدعوى التي لم تعهد منه البتة) ثم نشرت الرسالة كاملة ضمن نشرة د. على شلش (سلسلة الأعمال المجهولة) (ص 47 ـ 52) ونشر صورتها (ص 147) وميز ما حذفه رشيد رضا بالبنط الأسود..
(موقع الوراق)

نصوص من الرسالة :


((مولاي الأعظم حفظه الله وأيّد مقاصده:

ليتني كنتُ أعلم ماذا أكتب إليك، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك. صنعتنا بيديك، وأفضتَ على موادنا صورَها الكمالية، وأنشأتنا في أحسن تقويم.

فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين.

فعلمك بنا كما لا يخفاك علمٌ من طريق الموجب، وهو علمك بذاتك، وثقتك بقدرتك وإرادتك. فعنك صدرنا، وإليك إليك المآب.))

((كأنك يا مولاي منحتني نوع القدرة، وللدلالة على قوة سلطانك حصرته في الأفراد، فاستثنيتَ منه ما يتعلق بالخطاب معك، والتقدم إلى مقامك الجليل هذا.

مع أنني منك في ثلاث أرواح، لو حلت إحداها في العالم بأسره، وكان جمادا لحال إنسانا كاملا. فصورتك تجلت في قوتي الخيالية، وامتد سلطانها على حسي المشترك، ومعي رسم الشهامة، وشبح الحكمة، وهيكل الكمال.

فإليها رُدَّت جميع محسوساتي، وفيها فنيت مجامع مشهوداتي، وروح حكمتك التي أحييت بها مواتنا، وأنرت بها عقولنا، ولطفت بها نفوسنا.

بل التي بطنتَ بها فينا فظهرتَ في أشخاصنا، فكنّا أعدادَك وأنت الواحد، وغيبَك وأنت الشاهد. ورسمك الفوتغرافي الذي أقمته في قبلة صلاتي رقيبا على ما أقدّم من أعمالي، ومسيطرا علي في أحوالي.

وما تحركتُ حركة، ولا تكلمتُ كلمة، ولا مضيت إلى غاية، ولا انثنيت عن نهاية حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك، وهي ثلاثة.

فمضيتُ على حكمها سعيا في الخير، وإعلاء لكلمة الحق، وتأييدا لشوكة الحكمة وسلطان الفضيلة. ولست في ذلك إلا آلة لتنفيذ الرأي المثلث، وما لي من ذاتي إرادة حتى ينقلب مربّعاً.

غير أن قواي العالية تخلت عني في مكاتبتي إليك، وخلت بيني وبين نفسي التزاما لحكم أن المعلول لا يعود على علته بالتأثير.

على أن ما يكون إلى المولى من رقائم عبده ليس إلا نوعا من التضرع والابتهال، لا أحسب فيه ما يكشف خفاء أو يزيد جاها.

ومع ذلك فإني لا أتوسل إليك في العفو عما تجد من قلق العبارة، وما ترى مما يخالف سني البلاغة بشفيع أقوى من عجز العقل عن إحداق نظره إليك، وإطراق الفكر خشية منك بين يديك. وأي شفيع أقوى من رحمتك بالضعفاء، وحنوك لمغلوبين هباء ))

ياسر علي 01-22-2015 10:32 PM

ألم أقل لكم دعونا نأمل في أن يجيب على الأسئلة ..
مازال الأمل موجود إذن..
ولي عودة للرد على الأستاذ ياسر المتخبط كثيراً ..
بسبب المنظار الغربي الذي لا يفارق عينيه..


حاورني من فضلك واترك المتابع فله عقل لا يحتاج لاستدراجه ، أما منهجيتك في المساجلة فأنا أدرسها بدقة لأعرف بالضبط أين يوجد الخلل ، ليس كشخص ، فأنا في الغالب لا يهمني الشخص بل يهمني فكره . ومخرجات عقله .
ولا تظن أنه تنطلي علي أساليب الاستدراج أو أساليب الهروب إلى الأمام أو أساليب الحفز للتداعي الحر أو أساليب الدفع إلى الخطأ ، و رغم ذلك فأنا سأجاريك حتى النهاية . فإبمكانك الرجوع إلى مشاركاتي و تعرف بالضبط كم سؤالا أجبت عنه من أسئلتي الواضحة الصريحة .


بالنسبة للحديث عن مسألة العقل عند الإنسان والحيوان
سبب الخلط عند الأستاذ أنه لايفرق بين العقل الذي هو مناط
التكليف وبين العقل الذي به يحدث التمييز عند سائر الكائنات ..
وكان ينبغي عليه أن يجمع بين الأيات التي ذكرتها له وبين الأيات
التي يستدل بها جمعاً صحيحاً حتى لا يتهم القرءان بالتناقض.
لكن سبق لي كثيراً التدليل على أن التناقض هو ديدن الأستاذ.

أين التناقض ، بدل استهلاك الوقت في محاكمتي هات حجتك يا من يعتبر الحيوان عاقلا ، فحتى اللغويون ما استعملوا يوما "من" العاقلة لغير العاقل .

تتهمون الناس بمحورة النصوص و لا تتورعون في محورتها وفق ما تريدونه ، فقط لتقول أن الإنسان حيوان أو أن الحيوان أفضل من الإنسان . و الله حسم في تكريم بني آدم ، والعقل من أكبر النعم التي كرم بها الإنسان ، لست أدري كيف لك أن تشرح لي عقلا لا يعقل و عقلا لا يتفقه و التشبيه صريح في القرآن فجئت بمعجزة لتستخرج منها أحكاما و المعجزة شيء خارق للعادة ، فميلاد المسيح بدون أب كأمر إلاهي داخل تحت حكم " كن فيكون "، لا يعني أن كل من ولدت بدون زواج نقبل أنها طاهرة . و أن كل صبي وليد يمكنه أن يتحدث بلسان قومه قبل تعلمه ، و أن مياه اليم الواقفة كالطود العظيم إكراما لنبي الله موسى فاسحة المجال لنجاته بأمر من الله ، يجعل المياه قابلة لمقاومة الضغط الجوي .

قال الشافعي رحمة الله عليه: الحمام أعقل الطائر.

لا يكفي أن يقول الإمام الشافعي أن الحمامة عاقلة في صيغة تفضيلية لتكون الحمامة عاقلة . العقل يحتاج إلى وجود مراقي الإدراك المتدرجة من الفهم ثم التطبيق لتصل إلى التركيب و من ثم الابتكار ، فالمعرفة لا تكاد تساوي شيا ما لم يستطع الفرد تحريكها و من ثم القدرة على الفعل ثم القدرة على حسن التصرف لتحقيق الوجود أو الانوجاد الإنساني . فمتى غابت واحدة فقط غاب العقل . أما القياس على الحيوان فالمدرسة السلوكية و خاصة في شقها المعتمد على علم الأعصاب فكل أبحاثها جاءت على الحيوانات ، و هذا بالضبط موطن قصورها ، لأنها تعتبر التدريب و التكرار كاف لبناء العقل ، و تغفل جميع العمليات الذهنية والاستعداد والتصورات والتمثلات بل عاجزة عن الانطلاق من الكل كبنية غير قابلة لتفتيت أجزائها ، و أن الانطلاق من الجزء إلى الكل ظلم للبنية ، فإذا غاب استبصار البنية ، لن تجد حقيقة الجزء ، ومادمت سألتني عن الفلسفة مرارا ، فهذه قوانينها الأساسية .
عندما أرسل الله غرابين يقتتلان ليعلما قابيل كيف يواري سوأة أخيه ، لا يعني ذلك أن الغربان أعقل من الإنسان ، بل اكتشاف قابيل لهذا هو العقل ، لأن الحيوانات تظل ترى الإنسان يقبر أخاه ، لكنها يوما لم تستطع القيام بذلك الفعل . و هذه هي قوة الإنسان العقلية و هي القدرة على القياس الذي هو نوع من التصنيف و القدرة على اكتساب السلوك وتعميمه و تطويره .

و الله كرم الإنسان بالعقل ليضبط به أحوال النفس وهل الحيوانات تضبط نفسها ، كلما جاءتها رغبة سعت إلى تلبيتها حد الإشباع . فهي مخلوقات سخرها الله للانسان كما سخر له الأرض والرياح والجبال ... تساعده في مهمة التكليف و عمارة الأرض و في نفس الوقت يرشده إلى الصلاح و يبعده من الهلاك .

أما وصف ربنا للكفار أنهم لا يعقلون وأنهم كالأنعام بل هم أضل
لا ينفى ذلك وجود العقل عموماً عند الأنعام..


هات برهانك إن كنت صادقا ، أنت تفند نصا صريحا بمجرد استنباط من معجزة . أما الطبيعي هو أن الحيوانات ليس لها عقل .

وكان ينبغي عليه أن يجمع بين الأيات التي ذكرتها له وبين الأيات
التي يستدل بها جمعاً صحيحاً حتى لا يتهم القرءان بالتناقض.


يا أخي الكريم أتعلم ماذا تقول ، من هذا الذي يستطيع أن يأتي بآية من القرآن ليتجرأ على اتهامه بالتناقض ، أتحسب أنك غيور على القرآن أكثر من المسلمين ، و حتى ذلك الذي يتعالى على القرآن أتظنه إلا ظالما لنفسه و ما يضر البحر أن رماه فتى بحصاة .
ما أسرعك في توجيه التهم لكن لعلمك هذا لا يزعجني إطلاقا ، فكل شخص يعبر عن ذاته بلسانه .

ياسر علي 01-23-2015 01:12 AM

تجاوزا سأقبل بمنقولاتك عن الأفغاني و عن محمد عبده التي لا تخرج عن مقالات في المواقع الإلترونية لذلك سنسلم بها جدلا أنها صحيحة و إن كان حوارك كله يتجه نحو الأشخاص و لا يختلف ذلك كثيرا عن منهجية العلامة محمود شاكر في الدراسات النقدية الأدبية ، فهو يهمه الشخص أكثر مما يهمه ما أبدع . و هذه المنهجية معروفة ، أي تمجيد الشخص أولا ليسهل تمرير خطابه ، أو شيطنته ليسهل ضحد خطابه .
غالبا عندما يكثر السجال حول شخص معين فاعلم أنه جاء بشيء جديد لا يروق لحراس الماضي ، فحتى الأنبياء لم يسلموا من قوى الماضي فهناك من وصمهم بالجنون و الغموض وقلة الحيلة ... ، و كان جوابهم غالبا هذا ما وجدنا عليه آباءنا التي تكررت في القرآن عددا هائلا من المرات ، فالرجعية ليست وليدة اليوم ، والتشبت بالماضي سيبقى سلوكا إنسانيا ، وصراع الأجيال حاضر في بيوتنا و مجتمعاتنا فكذلك صراع الحضارات .
رغم وجود الفارق بين حالة الأنبياء لكمال دعوتهم و سمو منزلتهم لذلك تعرضوا للأذى أكثر من غيرهم من عامة الناس الذين يريدون الإصلاح . إنما أقدم قراءة للصورة العامة ، كيف أن الماضي يعمي بصيرة الإنسان فيتمسك به حتى و لو أحس أنه متجاوز ، كأسلوب حياة .
ليس الماضي معيبا كله و إلا فقد الإنسان البوصلة ، فشرب الماء كان في الماضي و سيبقى على الدوام كما أكل الفاكهة ، فهذا غذاء لبناء الجسم ، كما التدين غذاء للروح ، لذلك ستبقى عبادة الله عز وجل في الأرض و اتباع أنبيائه و على قائمتهم سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ، فالغذاء الروحي باق إلى أن يأذن الله بنهاية الحياة الدنيا و بداية الحياة الأخرى ، فينبئ الناس عم اختلفوا فيه و نطلب من الله العفو والعافية و يضمنا إلى رحمته الواسعة و يجيرنا من عذابه الأليم .

الأفغاني مجهول ، غامض ، شيعي ، سني ، رافضي ، بهائي ، إيراني أفغاني ، ماسوني كلها موثقة كل حسب رؤيته للأفغاني ومن أحب أن يعرف الأفغاني يكفي أن تضع اسمه على قوقل لترى ترجمته تختلف من موقع إلى موقع ، فهناك من يمدح وهناك من يذم . لكن كل ذلك لا ينفي حقيقة أن الأفغاني له مشروع نهضوي وإصلاحي ، ومشروع الأفغاني ثوري لتأثره أيضا بالمدرسة الثورية الاشتراكية و مشروع محمد عبده مشروع إصلاحي تربوي .

لمن لا يعرف حالة الأمة في القرن التاسع عشر ، فالمدرسة فيها مقتصرة على علوم الدين و اللغة و شيء من علم الفلك ، وهذا ما يقدم إلى اليوم في بعض دور التربية العتيقة الدينية في المغرب قبل العشر سنوات الأخيرة عندما تدخلت الدولة لتأهيل الأئمة ، وفرضت عليهم الحد الأدنى من تعلم اللغات الأجنبية وبعض العلوم كالحساب و العلوم الطبيعية ، ورغم ذلك لاتزال مناهجها العملية أكثر من عتيقة ، عكس المدرسة الحديثة التي اكتسحت كل البلاد و رغم كل عيوبها فهي تحاول اللحاق بالركب .

فالأفغاني كان ثائرا على مناهج التربية و تحز في نفسه حالة التخلف التي أضحى عليها المسلمون و خاصة أنه كثير التنقل و الإطلاع و تعلم مختلف أصناف العلوم و في مقدمتها الفلسفة ، بل أينما حل سرعان ما يستقطب أنصارا من الطلبة الراغبين في معرفة سر هذا التقهقر الفاضح الذي وصلت إليه حال الأمة .
رغبة الرجلين في تحديث مناهج التربية اصطدم مباشرة بالمؤسسة الدينية التي ترعى التربية التقليدية ، وهنا بدأت رحلتهما و صراعهما مع المستعمر الذي لا يريد أن تتعلم الأمة بل يريدها أن تبقى ضعيفة للاستغلالها ، و صراعهما مع السلطة السياسية التي تناهض مشرعهما الإصلاحي السياسي لأنهما يؤسسان جمعيات مدنية و سياسية و لأنهما اقتحما الإعلام و بدأ صوتهما يصل إلى العوام .

فلا أحد ينكر دور الرجلين في وجود الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ، ولا أحد سينكر دورهما في وجود المدرسة الحديثة التي تتخرج منها الكفاءات اليوم ، ولا أحد سينكر دورهما في النهوض بشؤون المرأة و ذهابها إلى المدرسة و لا أحد سينكر فضلهما في تحديث المجتمع ، وانفتاحه على الثقافة ودورهما في ظهور الرأي الحر في الاعلام ، و لا أحد سينكر دورهما في النهضة الأدبية والثقافية التي حدثت في ما بعد . وهذا بالضبط ما يزعج القوى المناهضة لهما ، فترسخ قيم الدولة الحديثة هي من ثمرة جهدهما .

لهذا كلما سألت الأستاذ عن رأيه فيهما ذهب إلى شخصهما متجاهلا دورهما في المجتمع ، فشخصهما لا أقر فيه رأي معارضيهما و لا مؤيديهما ، عندما جئته من تعامل المجتمع مع منظمات الأوربية في كيفة تدبير النفايات تجاهل الموضوع ، وقال ارجع إلى الأصل ، عندما حدثته على الفلسفة قال ارجع إلى الأصل فالسلف ناهضها ، عندما حدثته عن علم النفس قال أن كل الناس يعرفون علم النفس ، يا أخي فلماذا تريد من أبنائك أن لا يتعلموا الفلسفة و قد تعلمتها أنت ولم تؤثر في عقيدتك . و لماذا تريد أن لا يتعلم الناس اللغات الغربية و كل أبحاث العلوم تصدر باللغات الأجنبية ، لماذا لم تجبني عن المدارس الأدبية و أنت تكتب الرواية و لا تريد أن يستفيد أبناؤنا من هذه المدارس النقدية لتطوير مهاراتهم الأدبية و اكتساب تقنيات جديدة في التواصل و المساهمة في رفع الذوق الأدبي .

كلما جئتك من الواقع ذهبت إلى عالم آخر ، كما لو كنا في بداية القرن التاسع عشر في بحبوحة أخلاقية و دينية ، و في بلادي كانت تعم يومها كل أصناف الضلالات ، من الشعوذة إلى التناحر القبلي ، إلى اغتصاب أبسط الحقوق ، إلى الرق ...





شكرا


الساعة الآن 05:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team