|
|
|
مقابلة!!
مر هشام مع صديقه أحمد..في شارع مزدحم بالسلع المتراكمة أمام المحال القديمة الضيقة التي لاتسع مساحتها لاحتواء ذلك الكم من البضائع..مع جموع المارة التي قصدت السوق الكبير المعروف دائما بتلك الزحمة..ابتسم هشام قليلا ثم أطرق الى الأرض..وكأنه غرق في تأملات عميقة..أو سافر عبر الزمن إلى بلدان بعيدة..هز أحمد كتفه بلطف بعد أن ناداه مرارا دون أن يشعر بذلك..عذرا صديقي(رد هشام بخجل شديد)..ثم أضاف:
_غرقت في ذكرى أعادها لمخيلتي مرور بعض النساء المترفات من هنا..ذات مساء قريب حدثت أبي عن خطبة إحدى زميلاتي في الجامعة..دون إبطاء وافق والدي على الذهاب معي..فقد استسلمت عواطف الأبوة أمام سيل توسلاتي العارم..لم تكن مقابلة خاصة كما ظننت وأبي..بل كان في مجلس أباها عدة رجال..أولئك المتخمون مالا وغطرسة..قلوبهم لم تعد تخفق لأي مشاعر إنسانية..ملامحهم ونظراتهم الجامدة تربك خطواتك عندما تسير بينهم..و كأنك تلقي التحية على تماثيل رخامية ترتدي أزياء مألوفة..جلسنا على إحدى الأرائك الوثيرة..بين تحف نفيسة..و زهور طبيعية يملىء عبيرها المكان..رمقتنا عيونهم بتفحص يقطرمقتا واحتقار..وإشارات أصابعهم اتحدت لتقول لنا عبارة واحدة(اذهبوا ليس مرغوبا بكم هنا!)..اتخذ أبي وضعا ملائما لجلسته أمام والد الفتاة يطلبها لي..بابتسامة باردة قاطع حديث أبي قبل أن يبدأه لإنهاء تلك المقابلة بأسرع وقت ممكن قائلا: _عشرة ملايين مهر ابنتي الغالية على قلبي..ولكن! اعترض أبي على الفور..عاد صوت أباها المزعج يكرر: _عشرة ملايين ومنزل كبير..و رفاهية لاتقل عن التي تعيشها في بيت أباها..! تبادلت مع أبي نظرات الدهشة بالتناوب..(أدركت أن حمى البيع والشراء مازلت تلازمه حتى في طلب يد ابنته) رد أبي بصبر وهدوء شديد: _ولكنك حتما لاتبيع سلعة..إنها ابنتك أليس كذلك؟؟ نهض والدها من مكانه وعينيه تتطايران شررا ..فلم يجد جوابا لسؤال والدي سوى طردنا بتهذيب جاف و مصطنع: _انتهت المقابلة أيها السادة!! دنا أبي و همس في أذنيه قبل انصرافنا و خروجنا برفقة الخادم(إذن دع ابنتك تتخلل في بيتك لعشر سنوات قادمة!!). |
أعجبني هذا الربط في النص بين البضائع المعروضة للبيع في ذلك الشارع المزدحم
والفتاة التي يطلب أبوها مبلغا محددا من المال صداقا لها ، وكأنها بضاعة للبيع هي أيضا ... الفكرة رائعة والسرد سلس بلغة لا تصنع فيها ولا تكلف، فقط أشير إلى بعض الهنات الرقنية التي جاءت في النص مثل :كان في مجلس اباها /أبيها عدة رجال -وزهور طبيعية بملىء / يملأعبيرها المكان - نهض والدها من مكانه وعينيه /وعيناه تتطايران شررا ... وتقبلي أخت عبير خالص مودتي وتقديري |
مرحباً بالأستاذة عبير .
ها أنا أصافح حرفك في هذا المكان ,وتسعدني هذه المصافحة .لغة سردية جميلة ولقطة جد رائعة ,تظهر حالة اجتماعية متحجرة لاتلتفت إلا للقيمة المادية لكل ما يدور حولها أجدت في وصف التعالي بصور جميلة غير مقحمة ولا مبتذلة .والربط بين السوق والحدث كان توظيفاً جميلاً كما أشار الأستاذ مصطفى واللافت هو تحيد رأي الأنثى وعدم الاكتراث لخيارها ,وكان الأمر طبيعياً بما أن المشهد لم يتعرض لأي بناء عاطفي بين الخاطب والمخطوبه والأرجح أن يكون ذلك الزواج التقليدي ....لي رأي في النهاية فأنا أفضل نهايتها عند جملة انتهت المقابلة أيها الساده ,وكأني بما بعدها أتى زائداً ولم يعط أي قيمة مضافة للنص . يبقى لي أن أشكر لك هذا الحضور الجميل بهذه اللقطة الجميلة ..ونطمع بالمزيد من نتاج حرفك في هذا المنتدى .. تقبلي مروري وخالص الاحترام والتقدير |
الأستاذة عبير
نص توافرت فيه عناصر القص وهولا يخلو من سخرية لاذعة لواقع مرير طغت فيه البروتوكولات البراقة على الجوهر النفيس... تحياتي |
الاخ الفاضل مصطفى الطاهري
تحية عاطرة بذكر الله ادخلت البهجة على قلبي بمرورك العبق والمتفاعل مع النص الفكرة رائعة والسرد سلس بلغة لا تصنع فيها ولا تكلف شرف لقلمي اعجابك بالفكرة فقط أشير إلى بعض الهنات الرقنية التي جاءت في النص مثل :كان في مجلس اباها /أبيها عدة رجال -وزهور طبيعية بملىء / يملأعبيرها المكان - نهض والدها من مكانه وعينيه /وعيناه تتطايران شررا ... نعم ذلك ماأقع فيه دائما.ويفسد جمال النص في بعض الاحيان..احاول بما قدرت تلافيها ان شاءلله لك اطيب المنى وارق التحايا عبير المعموري اقتباس:
|
الاستاذه العزيزة عبير
العادات الجهل يبني اركانها والحاجة ، المال ، الفكر يهدم هذه الاركان ويسويها بتراب |
اقتباس:
وإثنان لا يتعلمان المستحي والمتكبر ... ولقد أبنت أختاه الكريمة في ردك عن صدرك الرحب بتقبلك لكل الملاحظات ، وهذا دليل جلي على أنك على الطريق ، وإن شاء الله ستصلين إلى ماتتمنينه ... وإني إذ أتمنى لك التوفيق ، تقبلي مني خالص المودة والتقدير |
تحية طيبة اخي الفاضل زياد القنطار
لغة سردية جميلة ولقطة جد رائعة ,تظهر حالة اجتماعية متحجرة لاتلتفت إلا للقيمة المادية لكل ما يدور حولها أجدت في وصف التعالي بصور جميلة غير مقحمة ولا مبتذلة . اسعدتني متابعتك الكريمة للقصة كانت تلك رؤيتي للنهاية..احترم واقدر رؤيتك للنهاية فما انا الا في بداية الطريق ان شاء المولى ستكون لي اعمال قادمة سررت بحضورك في مساحتي المتواضعة دمت بخير عبير المعموري اقتباس:
|
الاخ الفاضل محمد ابو الفضل سحبان
تحية من الله عليك ممتنة لتواجدك العطر في متصفحي المتواضع غالبا تكون نظرة الاغنياء لمن دونهم نظرة متعالية وكلامهم جاف يحمل كل معاني التسلط والاحتقار جزيل شكري لتعليقك المميز دمت بحفظ المولى عبير المعموري اقتباس:
|
هي قوة و جبروت الحواجز التي تفصل بين الطبقات الإجتماعية ، فأصبحت الحياة تغادرها قيمها المعنوية و رموزها الجمالية و يستوطنها المعدن الأصفر و الجرأة على سفك دماء الوجوه .
تقديري الأستاذة عبير المعموري |
| الساعة الآن 08:42 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.