|
سؤال **ق-ق-ج**
فتحت النافذة المطلة على البحر ومن ور اء نظارتها لمحت ضلوع البحر هادئة كنوم عميق بعد عناء
يوم مضن ، تنهدت قليلا وسألت أختها الكبير ة حديثة الزواج فقالت : ماهو الحب أختي ؟ بفرح عميق ردت : الحب صغيرتي هو أن تفعلي أشياء طفولية وتراقبين البحر بحثا عن النوارس المحلقة في الأفق البعيد ، منذ ذاك الوقت ،أصبحت الطفلة كل يوم تحضن دميتها ، مراقبة النوارس الحرة الطليقة كي تلامس عبر الضباب الكثيف ، عبير الحب . ... بعد سنوات سألت الشابة أختها الكبيرة : ماهو الحب عزيزتي ؟ امتزجت دموعها مع عرق الجبين المتصبب ولم تتنهد وردت مسرعة : لم يبق منه سوى أعمدة متهالكة ... |
وتبقى الأعمدة المتهالكة تحضن بين شقوقها الذكريات والكثير من الفرح الممزوج بالانتظار واللهفة ..
تبقى الأعمدة المتهالكة كما الأطلال نقف عليها لنستحضر الذكريات ونسأل عن الغائبين .. وما بين الأمس واليوم هاجرت النوارس وزادت ملوحة البحر .. لم يعد امتداد القلب الشغوف يسع النوارس الباحثة عن الانطلاق والحرية .. صار قلب الأخت الكبيرة سجنا للألم والأحزان .. ملوحة البحر انتقلت ذات خريف إلى حياة الزوجة فحطّمت أمواجه العاتية حلمها الأخضر وفرحها الطفولي .. بين الأمس واليوم تغيّر طعم البحر , وتقصّفت أجنحة النوارس .. صارت أيام الأخت الكبيرة بطعم البحر .. تقصّف حلمها وانهار في بحر من الدموع .. وما بين الأمس واليوم تجربة قاسية للزواج .. زواج تمّ برابط الحب .. ثم تآكل حتى لم يبق منه سوى أعمدة متهالكة .. الكاتب المتألق : فكري محمد نصك حمل في داخله لوحة تراجيدية استقى أدواتها من صلب الحياة وممراتها الواسعة والضيقة والمفرحة والمؤلمة .. تمازجت فيه الصور لتخرج الصورة ملأى بالعاطفة .. سلمت وسلم مدادك .. ودمت بود . |
المكرم طارق الأحمدي.
كلماتك الرقيقة حملت نسيما عليلا على نصي المتواضع. لك مني كل الإحترام. احترامي الواسع |
| الساعة الآن 08:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.