منتديات منابر ثقافية - فضاء "أوسلو" في قصّ سمير الجندي، بقلم: عبد المجيد جابر .

أوسلو: هى عبارة عن اتفاق سلام وقعه الصهاينة مع منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر /أيلول 1993، وسمي الاتفاق بذلك الاسم نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية في وقت سابق من ذاك العام، والتي جاءت بعد ما عرف بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991م.
ومكّنت الاتفاقية الاحتلال من التحكم بكافة المعابر إلى الضفة والقطاع وخلال كل، وسمحت له بمواصلة الاستيطان والتحكم بمصادر المياه، فيما تركت للسلطة إدارة شؤون الناس الحياتية، واستغل الصهاينة كل بنودها لصالحهم أبشع استغلال، فأوسلو فضاء مكروه ومعادٍ للفلسطينيين.
ففضاء أوسلو يحمل في طياته للفلسطيني الشؤم والكره، فقبل اتفاقيات أوسلو كان الفلسطيني يسير مزهوا، وعيناه تلمعان ببريق الأمل والنصر، قلبه شاب ندي بالأمل والعزيمة والمضاء، لكن اتفاقيات أوسلو أضاعت كل ما سبق وضاع معها الوطن وسلبت الأراضي واتسعت المستوطنات، ففي قصته "خلف العتمة..." يقول القاص سمير الجندي: (كنت أسير على قدمي، أسير رافعا رأسي ليس تكبراً، كنت مزهواً، كل يوم عشت هكذا مزهواً.
جلدي يلمع كالذهب المصفى، وعيناي تبرقان بسحر الحياة، وروحي تحلق فتكاد تلمس النجوم، وحلمي على وشك الحضور، وقلبي عاد شابا يقطف لمحبوبته ألوان الزهور، وقدماي تلامسان الأرض على استحياء، وعزيمتي اتحدت مع الحديد فتكونت جسور الأمنيات، وهمتي تعانق السحاب، إلى أن جاء "أوسلو" فانتزع منا الحلم ووضعه على مذبح الخيانة، وجرد جرابنا من حرابها، فصارت جلودنا صفراء، وعيوننا صفراء، وقلوبنا لم تعد خضراء، وأرواحنا تشتتت، فتبعثرت بصائرنا، ولا مكان لقدمي على الأرض التي سحبت من تحتها، فصارت خطواتي تتلعثم...) (حوش الشاي22،23)