منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أيـــام خالدة في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5609)

ناريمان الشريف 08-04-2011 02:22 AM

أيـــام خالدة في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
 
هذه الأيام العشرة المباركة منقولة عن كتاب:
عشرة أيام في حياة الرسول (للكاتب الإسلامي / خالد محمد خالد )




بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ثلاثة وستون عاماً عاشها صاحبها العظيم في جلال يبهر الألباب ، ، ،
اصطفاه الله لرسالته ، فكانت أيامه مثالاً بالغ الكمال في التقى والطهر والجلال ، ، ،





ولقد كانت حياته ، ، ولا تزال كتاباً مفتوحاً


فكل مشاهد حياته ، نقلت إلينا بحروف كبار ، موثقة بـأصدق وأعرق ما عرف التاريخ الإنساني من وسائل وبينات . . . !





لقد رحل عن دنيانا منذ قرابة ألف وأربعمائة عام ، ومع هذا فنحن إذ نقرأ سيرته اليوم ، لكأننا نسمعه ونراه ونعيش معه


* * * * *

ومن بين أيام حياته العظيمة التي كانت سواء في السمو والمجد ، نختار هذه الأيام العشرة ، لنرى من خلالها بعض خصائص ذلك التفوق الذي خص به المولى سبحانه رسوله الكريم . . .



* * * * *

ونحن إذ نخصها بالاختيار ، لا يعني المفاضلة بين أيامه ، فحياته بكل أيامها سواء في المجد والفضل والسمو ، ، ،
إنما يعني أننا وجدنا فيها مدخلاً رحباً لتلك الحياة الشاهقة العظيمة ، لنتعرف على أسرارها المضيئة وشمائلها المتأنقة ، وعطائها اللا محدود



* * * * *

وطبيعي أننا لانعني باليوم الوحدة الزمنية ، إنما نعني بها الظرف التاريخي للمناسبة أو الواقعة سواء تمثل هذا الظرف في يوم واحد أو عدة أيام



* * * *





هذه كانت مقدمة ( باختصار وتصرف ) لكتاب ( عشرة أيام في حياة الرسول ) للكاتب الإسلامي / خالد محمد خالد

وهو كتاب بديع الأسلوب ، رائع المحتوى يضم أحداثاُ مهمة من السيرة النبوية

في عشرة أيام





اليوم الأول : يوم التحكيم ، ، ، اليوم الثاني : يوم الوحي

اليوم الثالث : يوم الطائف ، ، ، اليوم الرابع : يوم العقبة
اليوم الخامس : يوم حمزة ، ، ، اليوم السادس : يوم الحديبية
اليوم السابع : يوم الفتح ، ، ، اليوم الثامن : يوم حنين
اليوم التاسع : يوم التخيير ، ، ، اليوم العاشر : يوم الوداع



* * * * *

وسنحاول في هذا القسم المبارك ، معايشة كل يوم من هذه الأيام المباركة
لنسعد بمصاحبة هذه السيرة العطرة ، لعل المولى جل وعلا أن يسعدنا بمصاحبته صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.. اللهم آمين






يتبــــــــــع





ناريمان الشريف 08-04-2011 02:36 AM

اليوم الأول

يوم التحكيم

" وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ "الأنفال33

إنه اليوم الوحيد بين الأيام العشرة من سنوات قبل الوحي ، سنوات التهيؤ والإعداد

إنه يوم قوي النبض ، باهر السَّمت ، بالغ الدلالة ، يعلمنا بصوت مسموع تفسير الآية الكريمة

"اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " الأنعام 124
، ، ، ، ، ،

ويكشف لنا كل ما زخرت به الأربعون عاماً من أمانة وطهر وعظمة . . .

وإليكم نبأ ذلك اليوم
:

* * *

قبل بزوغ الإسلام بسنوات خمس ، والرسول صلى الله عليه وسلم في الخامسة والثلاثين من عمره

المبارك ، لم يأته الوحي بعد ، ، ،

أجمعت قريش أمرها لبناء الكعبة أقدس ما ورثوا وما عرفوا ، ، لقد وقف فيهم

( أبو وهب بن عمر بن عائذ بن مخزوم ) وهوخال والد الرسول قائلاً :

( يا معشر قريش : لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً
)

ونهضت قريش بالعمل في البناء إلى أن وصلوا إلى الركن الذي يوضع فيه الحجر الأسود ! ! ! !

فمن سينال شرف وضع الحجر في مكانه ؟ ؟ ؟ ؟ ؟


واشتد الجدل ، واحتدم الخصام ، حتى أن بني عبد الدار جاؤا بجفنة مملوءة دماً فوضعوا

هم وبنو عدي أيديهم ، متعاهدين ألا يفوتهم هذا الفضل .
. .

بقيت قريش على هذا التوتر خمسة أيام ، ثم أشار عليهم أحد شيوخهم أن يحكموا

بينهم أول داخل عليهم ، ، ، ، ،

فشخصت الأبصار نحو الباب تترقب . . . ! ! !

وفجأة هتفوا قائلين :

هذا الأمين رضينا ، ، ، ، هذا محمد . . . ! ! !

أمر محمد صلى الله عليه وسلم بثوب ، بسطه ، ووضع الحجر في وسطه ، ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ

بطرف الثوب ، ورفعوه جميعاً ثم وضعه بيد الشريفة في مكانه وثبته ، ، ،

وواصلت قريش عملية البناء في هدوء . . . .

* * * * *

لقد كان أسلوب الرسول يوم التحكيم أسلوباً توفيقياً ، سيكون لباب منهجه حين يوحى إليه . . ! !

تقول عائشة رضي الله عنها ك " ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً "
رواه الشيخان

* * *

إن الذي حدث يوم التحكيم إرهاصاً وثيقاًً بالمستقبل القريب لهذا الرجل . .

وأن قوة أعلى من قوة البشر ستصطفيه وتختاره لمهام أجل وأعظم ، ،

ولكأن المولى سبحانه وضع قريشاً أمام هذه الحقيقة لتكون أبلغ حجة عليها ، ، ،

حين يبعث فيهم صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . . .

يتبع ..





ماجد جابر 08-04-2011 04:12 AM

تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف على هذا الموضوع الديني الماتع حول رسول الله خير البشرية .
بوركتِ وبورك اليراع.

ناريمان الشريف 08-05-2011 02:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 80403)
تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف على هذا الموضوع الديني الماتع حول رسول الله خير البشرية .
بوركتِ وبورك اليراع.


بعد السلام عليك .. أنا التي أشكرك جزيل الشكرعلى متابعتك
فهذا يسعدني ..


تحية...ناريمان

ناريمان الشريف 08-05-2011 02:57 AM

اليوم الثاني

يوم الوحي

" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ " ( العلق 3)


كانت مكة تموج بالمباهج والمسرات ، وقوافل التجارة في حركة دائمة ، والأسواق مفعمة بمباريات

الشعر و الرياضة ، ودار الندوة مليئة بزعماء العشائر والقبائل ، ، ،

ومجاثم الأصنام حول الكعبة،وخارجها زاخرة بالوافدين يهتفون باللات والعزى

وتمضي الأيام في مكة هادرة صاخبة ، مليئة بفجورها وتقواها ، وما أندر تقواها . . . . .

* * *

لكن إن كانت مكة يومئذ بلاد الأوثان ، ، فقد كانت من قبل وطن الحنفية السمحة

التي هتف بها إبراهيم عليه السلام . . . .

فبعيداً هن ذلك الصخب وتلك الحياة ، كانت روح نقية ورعة سامية ، تتطلع للحق ، وتبحث عنه ،

تتطلع إلى ملة أبيها ، ،
قال صلى الله عليه وسلم:

{
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل

كنانة واصطفى من بني كنانة قريشآ واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم }
رواه مسلم

كان صلى الله عليه وسلم يدرك عن طريق روحه حاجته وحاجة قومه ، بل وحاجة البشرية كلها إلى دعوة

إبراهيم عليه السلام ، تسمو بهم وترفعهم إلى عبادة الخالق وحده . . . .

ومع كل يوم كانت روحه تسمو وتضيف إلى رصيدها مزيداًمن الصفاء والألق

وأخذت سمات النبوة تظهر عليه ، فكان لا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح

* * * *


وذات نهار من شهر رمضان سنة تسع وستمائة للميلاد . . والرسول في الأربعين من عمره ، ،

جاء اليوم الموعود ، ، ، يوم الحي والاصطفاء ،،

وإليكم نبأ ذلك اليوم كما جاءت في الصحيحين :


وقفات مع يوم الوحي


نستطيع أن نستخلص من هذا اليوم العظيم يوم الوحي ما يلي : _




لماذا كانت أول كلمات الله لرسوله ( اقرأ ) . . ! ! ولم تكن ( صلّ ) ، ( صُمْ ) ولا (تعبّدَ ) . . ! ! ؟ ؟

هذه الكلمة لخصت جوهر الإسلام ، وبينت حقيقة مبادئه ، فهو ليس دين عقيدة فحسب ، وليس دين

سلوكي فقط ، لكنه مع هذا وذاك دين حضارة ، صالح لكل زمان ومكان ، ،

* * *


• لعل الضمات الثلاث التي ذكرها النبي صلى الله علي وسلم " فغطني حتى ظننت أنه

الموت " تدبيراً مقصوداً حتى يتسع جسده وروحه للقوة الجديدة ، ليحتمل عبء الرسالة والجهاد

* * *

إن انقطاع الوحي عنه لفترة كان فرصة ليستوعب الجسد هذه القوة الجديدة

، وفرصة له صلى الله عليه وسلم ليتعود الصبر والاحتمال في سبيل الدعوة

* * *


• كان موقف السيدة خديجة جديراً بما اختاره المولى لها لتكون زوج رسول الله صلى الله عليه

وسلم، فقد تلقت المفاجأة بثبات فريد ، وموقف عظيم


* * *

هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً




الساعة الآن 10:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team