نورٌ أضاء



يا دارَ ميّةَ بالعليــاء فالسنَـــــدِ ======= ويا غُبارَ انتظاري يا هوى كبِــــدي
بعضُ النهارِ وبعض العمرِ قد نفِـــدا==== إذْ كنتُ أبحثُ عن وجهي فلم أجِــــدِ
وكنتُ أبحثُ عن عينيكِ إنّهمـــــا ====== وجهي بدونهما وهْـــمٌ بلا سنَـــدِ
فكيفَ يسعَدُ مفتوناً بسحرهمـــــا ======= والأمرُ صـــارَ إلـى نَفّاثةِ العُقَـــدِ
بيني وبينَ نِدائي ألـــفُ مُتّهَـــمٍ ======= وألفُ متَّهِمٍ من ســالفِ الأمَـــــدِ
قالَ الغرابُ فأغرتْنـــا مَقولتُـــهُ ======= وظلَّ فرعونُ مختومــاً على الأبَـــدِ
وظلَّ قابيلُ يجري في مقاتلِنـــــا ======= ضِلعـاً فضلعـاً سكاكيناً بألـفِ يـــدِ
وحدّثَتْنــا ليـــالٍ كيفَ مـا بَرِحَتْ ======= أحلامُنــا نُطَفـــاً والدهْرُ لم يَلِــدِ
وكيفَ سِرنا طويلاً كي نرى قمَـــراً ======= يجُبُّ عنّـــا دياجيراً من الفَنَــــدِ
فلَجْلَجَ الصبح عـن أرقـى مطامحِنـا ==== واخضرَّ غصنٌ بأوجاعِ اليبابِ نَـــدي
وجِئتَ ضوءً من الرايــاتِ تجمعُنـا ======= ورايةُ الحقِّ غطّتْ مُرتقــى نجِـــدِ
تكحّلتْ أعينُ الرائينَ إذ وَجَــــدوا ======= نوراً أضاءَ بنورِ الواحــــدِ الأحَـدِ
واستقبلتكَ زهــورُ الأرض وابتسمَتْ ===== وغردَت في لسـان الطائـرِ الغَـــرِدِ
ونِلْتَ ما لم يَنَلْهُ الرُّسْـلُ قاطبـــةً ===== من آدمِ الخلــقِ حتّى منتهـى الأبَـدِ
* * * *
يا سيّدي يا أبا الزّهرا أنـــا كَمِـدٌ ======= مَنْ لي سواكَ يواسينــي على الكمَـدِ
هذا العراقُ الذي قـد كــانَ جُمْجُمَةً ======= للعُرْبِ صار بلا روحٍ ولا جَسَــــدِ
وكـانَ محضَ اجتماعِ الناسِ أجمَعِهمْ ======= واليومَ لا أحَدٌ يُصغــي إلى أحَـــدِ
ودارُ مَيّةَ عادتْ كــلُّ ضِلّتِهــــا ======= إذْ وزّعونــا على سبعيــنَ مُعتَقَـدِ
وصــارَ مشرِقُنــا نِدّاً لمغربِنــا ======= والأرضُ تجري بطوفــانٍ مِنَ الحَـرَدِ
عيونُ أطفالِنــا جَفّّتْ محاجرُهــا ======= وكلّـلتْهــا سحـابـاتٌ من الرَّمَــدِ
مَن لي سواكَ على البلوى إذا اجتمعَتْ ====== كـلُّ الأعاصيـرِ والنيـرانِ في بلـدي