الإعرابُ المفصلُ لأم القرآن ومعانيها
الإعرابُ المفصلُ لأم القرآن ومعانيها لابن خالويه الإعراب : الحمد ُ: رفعٌ بالإبتداء ، علامة ُرفعِهِ ضمُّ آخره ، فإن قيل لك : لِمَ رَفعَ الإبتداءُ ؟ فقل : لأن الإبتداء أولُ الكلام والرفع أولُ الإعراب ، فأُتبـِعَ الأولُ الأولَ ، وقرأ الحسن ورؤبة ُ (الحمدِ لِله ) بكسر الدال إذ أتبعا الكسرَ الكسرَ وذلك لأن الدال مضمومة وبعدها لام الإضافة مكسورة في لفظ الجلالة ، فكرهوا أن يخرجوا من ضم ٍالى كسر فأتبعوا الكسرَ الكسرَ ، وقرأ إبراهيم بن أبي عَبلة ( الحمدُ لُله ) بضم لام لفظ الجلالة فأتبعَ الضمَّ الضمَّ ،كما أتبع أولئك الكسرَ الكسرَ، وقد رُويتْ عن الحسن أيضا أن تجعله مصدرا لِحَمِدْتُ أحْمَدُ حَمْدَا فأنا حامِدٌ ، ودخلتِ الألفُ واللام في المصدر تخصيصا ، كما تقول : النجا النجا أي أنجُ أنجُ. قال تعالى ( فـَضَرْبَ الرِّقابِ ) أي اضْرِبوا ، وهذه الوجوه في الحمد وإن كانت سائغة في العربية لكنْ لا يُقرأ بشيء من ذلك إلا بما عليه الناس في كل مصر( الحمدُ لِلهِ ) بضم الدال وكسر اللام ...ومعنى الحمدُ لِلهِ : الشكرُ للهِ ، وبينهما فصلٌ ، وذلك أن الشكر لا يكون إلا مكافأة ً، كأنّ رجلا أحسن إليك فتقول : شكرتُ له فعله ، ولا تقول : حمدْتُ له ، لكنك تقول حمدتُ شجاعة َفلان ، حين تثني على شجاعته ، فالشكر يُوضعُ موضعَ الحمد ، والحمدُ لا يُوضعُ مَوضعَ الشكر. قال ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أولُ مَن يُدعى الى الجنةِ يومَ القيامةِ الحامدون الذين يحمدون اللهَ في السراء والضراء ) وقال أحد الصحابة : ( أفضلُ الدعاءِ الحمدُ ، لأنه يجمع ثلاثة أشياء : ثناءً على الله سبحانه ، وشكرا له ، وذكرا له . لِلهِ : جرٌ باللام الزائدة ، لأن الأصل الله بلامين ثم دخلت لام المِلك التي تسمى لام التحقيق أي استحق اللهُ الحمدَ ، فاللام الأولى لامُ المِلك ، والثانية دخلت مع الألف للتعريف ، واللام الثالثة أصلية ، لأن الأصل هو (لاهٌ) ، قال الشاعر: ( لاهُ ابنُ عَمِّكَ لا أفضلْتَ في حَسَبٍ ... عني ولا أنتَ ديّاني فتخزوني ) أي تسوسني وتقهرني .ففي (لِلهِ) ثلاثُ لاماتٍ كما رأيت ، غير أن الخط بلامين كان كراهية لاجتماع ثلاث صور وذلك أن العرب لا تكاد تجمع بين صورتين حتى يُدغموا ، فكانوا للثلاثة أشد استثقالا ، وللهِ مجرور علامة جره كسرة الهاء وهو خبر الإبتداء ، فإن قدمتَ أو أخرتَ فالإعراب ُ والمعنى سواءٌ ، تقول : للهِ الحمدُ والحمدُ للهِ ، كما قال سبحانه : (والأمرُ يومئذٍ للهِ ) وقال في موضع آخر ( للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ). وقد يكون الجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف فيكون التقدير: الحمدُ مختصٌ للهِ . رَبِّ : جرٌ نعتٌ لله أو بدلٌ منه . والربُّ في اللغة السيد والمالك ، وشُددتِ الباء لأنهما باءان من رَببْت ، ورب اسمٌ مشترك ، يُقال : رب الضيعة ورب الدار ، ولا يقال الرب بالألف واللام إلا لله تعالى . العَالمِينَ : جرٌ بالإضافة ، وعلامة جره الياء التي قبل النون ، وفي الياء ثلاث علامات هي : علامة الجرِّ ، وعلامة الجمع ، وعلامة التذكير . وفُتحتِ النونُ لالتقاء الساكنين (النون والياء ) والعالمينَ جمعٌ واحدهم عَالَم ، والعالمُ جمعٌ أيضا لا واحد له من لفظه ، وواحده من غير لفظه رجل أو فرس أو امرأة ، وقال آخرون : العالَمُ لا واحدَ له من لفظه ولا من غير لفظه ، لأنه جمعٌ لأشياءَ مختلفة ، وعن الفرّاء قال : العالَم يقع على الناس والملائكة والجن . الرَّحْمنِ : جرٌّ صفة ٌ لله تعالى الرَّحِيمِ : جرٌ صفة ٌ للهِ تعالى ، فإن سألك سائل فقال : إذا جُعلتْ بسم الله الرحمن الرحيم آية من أم الكتاب ، فما وجه التكرير ؟ فالجواب في ذلك أن الآية إذا ذُكرتْ مع الزيادة فائدةً لم تُسمَّ تكريرا. (مَالِكِ): مالكِ جرٌ نعتٌ للهِ وعلامة جره كسرةُ آخره ، وفي مالِكِ لغاتٌ أحسنها (مَلِكٌ ومالِكٌ ) وقد رويتْ جميعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك أن أعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا اليه امرأته فقال : (إليكَ أشكو ذِرْبةً من الذّرَبْ .. يا مالكَ المُلكِ وديَّانَ العَرَبْ ) فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (ذلك اللهُ ) وقيل أن مَلِكاً أمدحُ من مالكٍ ، وذلك أن المالكَ قد يكون غيرَ مَلكٍ ، ولا يكون المَلكُ إلا مالكا ، وقيل عكس ذلك ، وذلك أن الملكَ لا يملك مملكتَه ، لكن مالكَ الدار يملكُها ، واللغة الثالثة هي (مَليكٌ )، ولم يقرأ به أحد لأنه يخالف المصحف الشريف ولا إمام له ، قال ابن الزِّبَعْرَى _ والزبعرى في اللغة الرجل السّيءُ الخُلُقِ أوالكثيرُ شعرِ الأُذُنِ : ( يا رسولَ المَليكِ إن لساني .. راتقٌ ما فتَقْتُ إذ أنا بورُ ) واللغة الرابعة ( مَلْكٌ ) مُسكَّنة اللام تخفيفا ، كما يقال في فَخِذٍ فَخْذٌ ، قال الشاعر: ( من مشيه في شَعَرٍ يُرَجِّلُهُ.. تَمَشِّيَ المَلْكِ عليه حُلَلُهْ ) وقرأ أبو هريرة ( مَالِكَ يومِ الدّين ) على النداء المضاف أي يا مالكَ يومِ الدينِ ، وقرأ أبو حَيْوَة ( مَلِكُ يومِ الدين ) ، وقرأ أنَسُ بنُ مالك ( مَلـَكَ ) إذ جعله فعلا ماضيا ، ويجوز في النحو : مالكٌ يومَ الدين ، على معنى هو مالكٌ ، ولا يُقرأ به لأن القراءة سُنةٌ ولا تُحملُ على قياس العربية . وجمعُ المَلِك أملاك وملوك، وجمعُ المالك مُلّاكٌ ومالكون . (يومِ الدّينِ) : يوم ِ جرٌ بالإضافة ، والدينِ جرٌ بإضافة اليوم اليه ، فإذا جمعتَ (اليوم) قلتَ أيام والأصل أيْوام ، قُلبت الواو ياءً وأدغمتِ الياء في الياء ، والدين الحساب والجزاء، تقول العرب : كما تَدينُ تُدان أي كما تفعل يُفعل بك ، قال الشاعر : ( واعْلَمْ وأيقنْ أن مُلكَكَ زائلٌ.. واعلمْ بأنَّ كما تَدينُ تُدانُ ) فإن سأل سائل فقال : الله تبارك وتعالى مَلِكُ الدنيا والآخرة ، فلِمَ قال : ملكِ يوم الدين ؟ فالجواب في ذلك أن الدنيا قد ملَّكها اللهُ أقواما فنُسِب المِلْكُ اليهم ، فلما كانت الدنيا يملكها الله تعالى ويملكُها غيرُهُ بالنسبة لا على الحقيقة ، والآخرة لا يملكها إلا الله تبارك وتعالى ولا مالكَ في ذلك اليوم غيره فخُصَّ لذلك ، وقد قيل إن الدنيا مَلَكَهَا أربعة : إثنان مؤمنان وإثنان كافران ، فالمؤمنان سليمان عليه السلام وذو القرنين ، والكافران نمرود وبُختَنَصَّرْ. وللدين معانٍ ، فالدينُ الجزاءُ ، والدينُ الطاعةُ كقوله تعالى ( في دينِ المَلِكِ ) أي في طاعته ، والدين المِلَّة قال تعالى (إن الدينَ عند اللهِ الإسلامُ ) والدين العادة ، قال الشاعر: ( تقول إذا درأتُ لها وضيني ..أهذا دِينُهُ أبدا وديني) أي عادته وعادتي . (إيَّاكَ ): ضمير المنصوب المخاطب كقولك : إيَّاكَ كلمتُ ، والثوبَ لبستُ ، فإذا أضمرتَ قلتَ :إيّاهُ لبستُ ، ولا يكون إلا منفصلا إذا تقدم ، فإذا تأخر قلتَ : نعبدكَ ولا يجوز نعبدُ إيّاكَ ، ولبِستُهُ ولا تقول لبستُ إياهُ ، لأنك إذا قدرتَ على المُتصل لم تأتِ بمنفصل إلا أن يُضظرَّ شاعرٌ كما قال ذو الإصبع : ( كأنّا يوم َ قُرَّى إنـَّ .. ما نقتل إيّانا ) واللغة الجيدة ما قاله العجاج ( إيَّاكَ أدعو فتقبّلْ مَلـَقِي...واغفرْ خطايايَ وثمّرْ وَرِقي ) والوَرِقُ والوَرَقُ والوُرْقُ والوِرْقُ كله الدراهم ، ويقال للرجل أيضا ورّاق أي كثير الدراهم ، والوَرَقُ الصّبيان المِلاحُ ، والوَرَقُ أيضا قدر الدرهم من الدم على الثوب ، والوَرَقُ ورق الشجر وورقُ المُصحَف . واختلفَ أهل النحو ، فقال بعضهم : لفظة إياك كلها في موضع الضمير المنصوب ، وقال آخرون : الكاف في موضع الجر، كقولك : إيّا زيدٍ . ( نَعْبُدُ ): فعلٌ مضارعٌ، علامةمضارعتِه النون، وعلامة رفعه ضم آخره والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، والعبادة في اللغة التذلل والخضوع . تقول العرب : أرضٌ مُعبَّدًةٌ أي مُذللة ، وسُميت الصحراء أم عُبَيْدٍ لأنها تُذِلُّ من سَلكها ، وأما عَبـِدَ يَعْبَدُ فمعناه أنِفَ يأنَفُ ، قال الشاعر : وأعْبَدُ أن تُهجى كُليْبٌ بدارمٍ.. أي آنَفُ ، وقال تعالى : (قُلْ إنْ كان للرحمنِ ولدٌ فأنا أولُ العابدين ) أي الآنفين ( وإيّاك ) : الواو حرف نسق ( عطف ) ينسق آخر الكلام على أوله ويشركه في إعرابه اسما على اسم وفعلا على فعل وجملة على جملة ،وإياك عطف جملة على جملة ، فتُعرب إعرابَ إياك الأولى . ( نَسْتَعِيْنُ ) : فعلٌ مضارعٌ . علامة مضارعته النون وعلامة رفعه ضم آخره ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، وإنما ارتفع الفعل المضارع لوقوعه موقع الإسم ، ومعنى استعنتُ اللهَ أي سألته أن يُعينني على عبادته . (إهْدِنَا ) : (إهدِ ) موقوف لأنه في موضع دعاء ، ولفظه لفظ الأمر سواء ، والنون والألف اسم المتكلمين في موضع نصب ، ولا علامة فيه لأنه مَكْنيٌ ، وهو عند الكوفيين مجزوم بلام مُقدَّرة ، والأصل لِتهدِنا يا ربَّنا ، ، كما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فبذلك فَلـْتَفرحُوا) والألف فيه ألف وصل لأنه من هَدَى يَهْدي هدايةً ، والله هادٍ والعباد مهديُّون ، فأما قوله تعالى: ( ولكلِّ قوم ٍ هادٍ ) فمعناه داعٍ يدعوهم الى الله تبارك وتعالى . (الصِّراطَ ) مفعولٌ ثانٍ منصوب وعلامة نصبه فتحة الطاء ، ولم ننوِّنه لدخول الألف واللام ، وشُدِّدَت الصاد بالإدغام فيها ، والصراط الطريق الواضح والمنهاج ، وهو هاهنا دين الإسلام ، أجَلُّ الأديان وأوضحُ السبل الى طريق الآخرة ، وفي الصراط أربع لغات هي : السراط بالسين وهو الأصل ، وبالصاد لمجيء الطاء بعدها ، وبالزاي الخالصة ، وبإشمام الصاد الزاي ، كل ذلك قد قُرىء به ، ومثل ذلك صُندوقُ وسندوق وزندوق ، قيل اختلف اثنان في السّقْر والصّقْر، فقال أحدهما بالسين وقال الآخر بالصاد ، فسألا اعرابيا : كيف تقول أبالصاد أم بالسين ؟ فقال : أما أنا فأقول بالزاي وأنشد قول ابن دُريد :( ولا تهيّبني الموماةُ أركبها ..إذا تجاوبتِ الأزداءُ بالسحرِ) أراد الأصداء ، والصدى هو ذَكَرُ البوم ِ وصوت البوم . والصدى ايضأ العطش ( المُسْتقِيمَ ) نصبٌ نعتٌ للصِراطوذلك ان النعت يتبع المنعوت في إعرابه ، ولا تُنعتُ معرفة الا بمعرفة ولا نكرة الا بنكرة ، فان جئت بالنكرة بعد المعرفة نصبته على الحال. (صِرَاطَ) نصبٌ بدلٌ من صراط الاول ، وذلك ان البدل يجري مجرى النعت بان يجري على اعراب ماقبله (الذين) جرٌ بأضافة الصراط اليه ولا علامة للجر فيه لأنه اسم ناقص يحتاج لصلة وعائد . وكل ماصلح ان يكون خبر الابتداء جاز ان يكون صلة الذي ، ومن العرب من يقول : جاءني الَّذون ، ومررتُ بالذين فيكون معرباً قال ابن مجاهد: (وبنو نُوَيْجـِيَة َالـَّذونَ هُمُ .. مُعْط ٌمُخَدّمَة ٌمنَ الخِزّانِ) والخِزّانُ : جمع خُزز وهو ولد الارنب ، ومن العرب من يقول : جاء اللاءون ومررت باللاءين وانشد الفراء : (همُ اللاءون فـَكّوا الغُلَّ عنّي.. بِمَرْوِ الشاهجاني وهم جناحي) ( أنْعمْتَ ) فعلٌ ماض ، والتاء اسم الله تبارك وتعالى وهو رفع ، وكل تاء اذا خاطبتَ مذكراً فهي مفتوحة ، والمؤنث مكسورة ، وتاء النفس مضمومة والالف في اول (انعمت) الف قطعٍ ، فكل الف ثبتت في الماضي وكان اول الفعل المستقبل مضموماً نحو أكرم يُكرم وأنعم يُنعم فهي مفتوحة في الامر والماضي ومكسورة في المصدر (عَلَيْهِمْ) على حرف جرٍ وتكتب بالياء لان الفها تصير مع المَكْنِي ياءً نحو عليك وإليك وليدك وهم ضميرٌ في محل جر بحرف الجر ، وقد يكون (علا) فعلاً ماضياً كقوله تعالى : (ولَعَلا بعضُهُم على بعض ) تقول العرب : علا زيدٌ الجبلَ يعلو عُلواً ، وعَلِيتُ في المكارم أعلى علاءً انشد الشاعر : لمّا عَلا كعبُكَ لي عَلِيتُ .. مابي غِنى عنكَ وإنْ غَنِيتُ والهاء والميم جرٌ بعلا . وقيل الذين انعمت عليهم هم الانبياء عليهم السلام . (غَيْرِ) نعت للذين ، والتقدير : صراطالذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم (غير اليهود) ، لانك اذا قلت مررت برجل صادق غير كاذب ، فغير كاذب هو الصادق ، واعلم ان (غيراً) تكون صفةً واستثناءً ، فاذا كانت صفة جرت على ماقبلها من الاعراب ، تقول جاءني رجلٌ غيرُك ، ومررتُ برجلٍ غيرِك ورأيتُ رجلاً غيرَك ، ، وإذا كانت استثناءً جاءت مفتوحة ًوخفضتْ ما بعدها كقولك : جاءني قومٌ غيرَ زيدٍ ، وتقول : عندي درهمٌ غيرَ دانقٍ ، أي إلا دانقا ، واعلم أنك إذا قلتَ : مررتُ بغير واحد فمعناه أنك مررتَ بجماعة ، وغيرُ لا تكون عند المبرد إلا نكرة وعند غيره مَعرفة في حال ونكرة في حال . (المَغْضُوبِ ) : جرٌ بغير ، لأن الإضافة على ضربين : إضافة اسم الى اسم ، وإضافة حرف الى اسم ، والمغضوب عليهم هم النصارى ، فإن قال قائل : لِمَ لم يجمع سبحانه فيقول غير المغضوبين ؟! فالجواب في ذلك أن الفعل إذا لم يَستتِرْ فيه الضمير كان موحدا ، لذا فالتقدير : غير الذين غُضبَ عليهم . (وَلَا ) : الواوحرف نسق ، و(لا) قيل هي صلةٌ والتقدير: والضالين ، وقيل (لا ) تأكيد للجّحْدِ أي النفي وذلك أن (لا) لا تكون صلة إلا إذا تقدمها جَحْدٌ كقول الشاعر : ما كان يرضى رسولُ اللهِ فعلَهُمُ .. والطّيِّبانِ أبو بكرٍولا عمرُ ويجوز في ( غيرِ المغضوب) النصبُ على الحال من الهاء والميم في عليهم ، ويجوز النصب على الإستثناء أيضا. (الضَّالّينَ): نسقٌ ، معطوف على المغضوب عليهم وهم اليهود والنصارى . أرجو أحبتي المنابريين الذين يشرفونني بالمرور بي ها هنا أن يتفضلوا علي بإضافة ماكان ناقصا في الإعراب أو تصحيح خطأ نحوي يبدو لهم ، بأسلوب ( قال النحوي فلان ..) لا بأسلوب ( أنا أقول !!!!) كما قالها أحد المنابريين الجدد في تصحيح موضوع لي سابق . |
لأم القرآن ومعانيها لابن خالويه ------------------- الإعراب : الحمد ُ: رفعٌ بالإبتداء ، علامة ُرفعِهِ ضمُّ آخره ، فإن قيل لك : لِمَ رَفعَ الإبتداءُ ؟ فقل : لأن الإبتداء أولُ الكلام والرفع أولُ الإعراب ، فأُتبـِعَ الأولُ الأولَ ، وقرأ الحسن ورؤبة ُ (الحمدِ لِله ) بكسر الدال إذ أتبعا الكسرَ الكسرَ وذلك لأن الدال مضمومة وبعدها لام الإضافة مكسورة في لفظ الجلالة ، فكرهوا أن يخرجوا من ضم ٍالى كسر فأتبعوا الكسرَ الكسرَ ، وقرأ إبراهيم بن أبي عَبلة ( الحمدُ لُله ) بضم لام لفظ الجلالة فأتبعَ الضمَّ الضمَّ ،كما أتبع أولئك الكسرَ الكسرَ، وقد رُويتْ عن الحسن أيضا أن تجعله مصدرا لِحَمِدْتُ أحْمَدُ حَمْدَا فأنا حامِدٌ ، ودخلتِ الألفُ واللام في المصدر تخصيصا ، كما تقول : النجا النجا أي أنجُ أنجُ. قال تعالى ( فـَضَرْبَ الرِّقابِ ) أي اضْرِبوا ، وهذه الوجوه في الحمد وإن كانت سائغة في العربية لكنْ لا يُقرأ بشيء من ذلك إلا بما عليه الناس في كل مصر( الحمدُ لِلهِ ) بضم الدال وكسر اللام ...ومعنى الحمدُ لِلهِ : الشكرُ للهِ ، وبينهما فصلٌ ، وذلك أن الشكر لا يكون إلا مكافأة ً، كأنّ رجلا أحسن إليك فتقول : شكرتُ له فعله ، ولا تقول : حمدْتُ له ، لكنك تقول حمدتُ شجاعة َفلان ، حين تثني على شجاعته ، فالشكر يُوضعُ موضعَ الحمد ، والحمدُ لا يُوضعُ مَوضعَ الشكر. قال ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أولُ مَن يُدعى الى الجنةِ يومَ القيامةِ الحامدون الذين يحمدون اللهَ في السراء والضراء ) وقال أحد الصحابة : ( أفضلُ الدعاءِ الحمدُ ، لأنه يجمع ثلاثة أشياء : ثناءً على الله سبحانه ، وشكرا له ، وذكرا له . لِلهِ : جرٌ باللام الزائدة ، لأن الأصل الله بلامين ثم دخلت لام المِلك التي تسمى لام التحقيق أي استحق اللهُ الحمدَ ، فاللام الأولى لامُ المِلك ، والثانية دخلت مع الألف للتعريف ، واللام الثالثة أصلية ، لأن الأصل هو (لاهٌ) ، قال الشاعر: ( لاهُ ابنُ عَمِّكَ لا أفضلْتَ في حَسَبٍ ... عني ولا أنتَ ديّاني فتخزوني ) أي تسوسني وتقهرني .ففي (لِلهِ) ثلاثُ لاماتٍ كما رأيت ، غير أن الخط بلامين كان كراهية لاجتماع ثلاث صور وذلك أن العرب لا تكاد تجمع بين صورتين حتى يُدغموا ، فكانوا للثلاثة أشد استثقالا ، وللهِ مجرور علامة جره كسرة الهاء وهو خبر الإبتداء ، فإن قدمتَ أو أخرتَ فالإعراب ُ والمعنى سواءٌ ، تقول : للهِ الحمدُ والحمدُ للهِ ، كما قال سبحانه : (والأمرُ يومئذٍ للهِ ) وقال في موضع آخر ( للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ). وقد يكون الجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف فيكون التقدير: الحمدُ مختصٌ للهِ . رَبِّ : جرٌ نعتٌ لله أو بدلٌ منه . والربُّ في اللغة السيد والمالك ، وشُددتِ الباء لأنهما باءان من رَببْت ، ورب اسمٌ مشترك ، يُقال : رب الضيعة ورب الدار ، ولا يقال الرب بالألف واللام إلا لله تعالى . العَالمِينَ : جرٌ بالإضافة ، وعلامة جره الياء التي قبل النون ، وفي الياء ثلاث علامات هي : علامة الجرِّ ، وعلامة الجمع ، وعلامة التذكير . وفُتحتِ النونُ لالتقاء الساكنين (النون والياء ) والعالمينَ جمعٌ واحدهم عَالَم ، والعالمُ جمعٌ أيضا لا واحد له من لفظه ، وواحده من غير لفظه رجل أو فرس أو امرأة ، وقال آخرون : العالَمُ لا واحدَ له من لفظه ولا من غير لفظه ، لأنه جمعٌ لأشياءَ مختلفة ، وعن الفرّاء قال : العالَم يقع على الناس والملائكة والجن . الرَّحْمنِ : جرٌّ صفة ٌ لله تعالى . الرَّحِيمِ : جرٌ صفة ٌ للهِ تعالى ، فإن سألك سائل فقال : إذا جُعلتْ بسم الله الرحمن الرحيم آية من أم الكتاب ، فما وجه التكرير ؟ فالجواب في ذلك أن الآية إذا ذُكرتْ مع الزيادة فائدةً لم تُسمَّ تكريرا. (مَالِكِ): مالكِ جرٌ نعتٌ للهِ وعلامة جره كسرةُ آخره ، وفي مالِكِ لغاتٌ أحسنها (مَلِكٌ ومالِكٌ ) وقد رويتْ جميعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك أن أعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا اليه امرأته فقال : (إليكَ أشكو ذِرْبةً من الذّرَبْ .. يا مالكَ المُلكِ وديَّانَ العَرَبْ ) فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (ذلك اللهُ ) وقيل أن مَلِكاً أمدحُ من مالكٍ ، وذلك أن المالكَ قد يكون غيرَ مَلكٍ ، ولا يكون المَلكُ إلا مالكا ، وقيل عكس ذلك ، وذلك أن الملكَ لا يملك مملكتَه ، لكن مالكَ الدار يملكُها ، واللغة الثالثة هي (مَليكٌ )، ولم يقرأ به أحد لأنه يخالف المصحف الشريف ولا إمام له ، قال ابن الزِّبَعْرَى _ والزبعرى في اللغة الرجل السّيءُ الخُلُقِ أوالكثيرُ شعرِ الأُذُنِ : ( يا رسولَ المَليكِ إن لساني .. راتقٌ ما فتَقْتُ إذ أنا بورُ ) واللغة الرابعة ( مَلْكٌ ) مُسكَّنة اللام تخفيفا ، كما يقال في فَخِذٍ فَخْذٌ ، قال الشاعر: ( من مشيه في شَعَرٍ يُرَجِّلُهُ.. تَمَشِّيَ المَلْكِ عليه حُلَلُهْ ) وقرأ أبو هريرة ( مَالِكَ يومِ الدّين ) على النداء المضاف أي يا مالكَ يومِ الدينِ ، وقرأ أبو حَيْوَة ( مَلِكُ يومِ الدين ) ، وقرأ أنَسُ بنُ مالك ( مَلـَكَ ) إذ جعله فعلا ماضيا ، ويجوز في النحو : مالكٌ يومَ الدين ، على معنى هو مالكٌ ، ولا يُقرأ به لأن القراءة سُنةٌ ولا تُحملُ على قياس العربية . وجمعُ المَلِك أملاك وملوك، وجمعُ المالك مُلّاكٌ ومالكون . (يومِ الدّينِ) : يوم ِ جرٌ بالإضافة ، والدينِ جرٌ بإضافة اليوم اليه ، فإذا جمعتَ (اليوم) قلتَ أيام والأصل أيْوام ، قُلبت الواو ياءً وأدغمتِ الياء في الياء ، والدين الحساب والجزاء، تقول العرب : كما تَدينُ تُدان أي كما تفعل يُفعل بك ، قال الشاعر : ( واعْلَمْ وأيقنْ أن مُلكَكَ زائلٌ.. واعلمْ بأنَّ كما تَدينُ تُدانُ ) فإن سأل سائل فقال : الله تبارك وتعالى مَلِكُ الدنيا والآخرة ، فلِمَ قال : ملكِ يوم الدين ؟ فالجواب في ذلك أن الدنيا قد ملَّكها اللهُ أقواما فنُسِب المِلْكُ اليهم ، فلما كانت الدنيا يملكها الله تعالى ويملكُها غيرُهُ بالنسبة لا على الحقيقة ، والآخرة لا يملكها إلا الله تبارك وتعالى ولا مالكَ في ذلك اليوم غيره فخُصَّ لذلك ، وقد قيل إن الدنيا مَلَكَهَا أربعة : إثنان مؤمنان وإثنان كافران ، فالمؤمنان سليمان عليه السلام وذو القرنين ، والكافران نمرود وبُختَنَصَّرْ. وللدين معانٍ ، فالدينُ الجزاءُ ، والدينُ الطاعةُ كقوله تعالى ( في دينِ المَلِكِ ) أي في طاعته ، والدين المِلَّة قال تعالى (إن الدينَ عند اللهِ الإسلامُ ) والدين العادة ، قال الشاعر: ( تقول إذا درأتُ لها وضيني ..أهذا دِينُهُ أبدا وديني) أي عادته وعادتي . (إيَّاكَ ): ضمير المنصوب المخاطب كقولك : إيَّاكَ كلمتُ ، والثوبَ لبستُ ، فإذا أضمرتَ قلتَ :إيّاهُ لبستُ ، ولا يكون إلا منفصلا إذا تقدم ، فإذا تأخر قلتَ : نعبدكَ ولا يجوز نعبدُ إيّاكَ ، ولبِستُهُ ولا تقول لبستُ إياهُ ، لأنك إذا قدرتَ على المُتصل لم تأتِ بمنفصل إلا أن يُضظرَّ شاعرٌ كما قال ذو الإصبع : ( كأنّا يوم َ قُرَّى إنـَّ .. ما نقتل إيّانا ) واللغة الجيدة ما قاله العجاج ( إيَّاكَ أدعو فتقبّلْ مَلـَقِي...واغفرْ خطايايَ وثمّرْ وَرِقي ) والوَرِقُ والوَرَقُ والوُرْقُ والوِرْقُ كله الدراهم ، ويقال للرجل أيضا ورّاق أي كثير الدراهم ، والوَرَقُ الصّبيان المِلاحُ ، والوَرَقُ أيضا قدر الدرهم من الدم على الثوب ، والوَرَقُ ورق الشجر وورقُ المُصحَف . واختلفَ أهل النحو ، فقال بعضهم : لفظة إياك كلها في موضع الضمير المنصوب ، وقال آخرون : الكاف في موضع الجر، كقولك : إيّا زيدٍ . ( نَعْبُدُ ): فعلٌ مضارعٌ، علامةمضارعتِه النون، وعلامة رفعه ضم آخره والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، والعبادة في اللغة التذلل والخضوع . تقول العرب : أرضٌ مُعبَّدًةٌ أي مُذللة ، وسُميت الصحراء أم عُبَيْدٍ لأنها تُذِلُّ من سَلكها ، وأما عَبـِدَ يَعْبَدُ فمعناه أنِفَ يأنَفُ ، قال الشاعر : وأعْبَدُ أن تُهجى كُليْبٌ بدارمٍ.. أي آنَفُ ، وقال تعالى : (قُلْ إنْ كان للرحمنِ ولدٌ فأنا أولُ العابدين ) أي الآنفين. ( وإيّاك ) : الواو حرف نسق ( عطف ) ينسق آخر الكلام على أوله ويشركه في إعرابه اسما على اسم وفعلا على فعل وجملة على جملة ،وإياك عطف جملة على جملة ، فتُعرب إعرابَ إياك الأولى . ( نَسْتَعِيْنُ ) : فعلٌ مضارعٌ . علامة مضارعته النون وعلامة رفعه ضم آخره ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، وإنما ارتفع الفعل المضارع لوقوعه موقع الإسم ، ومعنى استعنتُ اللهَ أي سألته أن يُعينني على عبادته . (إهْدِنَا ) : (إهدِ ) موقوف لأنه في موضع دعاء ، ولفظه لفظ الأمر سواء ، والنون والألف اسم المتكلمين في موضع نصب ، ولا علامة فيه لأنه مَكْنيٌ ، وهو عند الكوفيين مجزوم بلام مُقدَّرة ، والأصل لِتهدِنا يا ربَّنا ، ، كما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فبذلك فَلـْتَفرحُوا) والألف فيه ألف وصل لأنه من هَدَى يَهْدي هدايةً ، والله هادٍ والعباد مهديُّون ، فأما قوله تعالى: ( ولكلِّ قوم ٍ هادٍ ) فمعناه داعٍ يدعوهم الى الله تبارك وتعالى . (الصِّراطَ ) مفعولٌ ثانٍ منصوب وعلامة نصبه فتحة الطاء ، ولم ننوِّنه لدخول الألف واللام ، وشُدِّدَت الصاد بالإدغام فيها ، والصراط الطريق الواضح والمنهاج ، وهو هاهنا دين الإسلام ، أجَلُّ الأديان وأوضحُ السبل الى طريق الآخرة ، وفي الصراط أربع لغات هي : السراط بالسين وهو الأصل ، وبالصاد لمجيء الطاء بعدها ، وبالزاي الخالصة ، وبإشمام الصاد الزاي ، كل ذلك قد قُرىء به ، ومثل ذلك صُندوقُ وسندوق وزندوق ، قيل اختلف اثنان في السّقْر والصّقْر، فقال أحدهما بالسين وقال الآخر بالصاد ، فسألا اعرابيا : كيف تقول أبالصاد أم بالسين ؟ فقال : أما أنا فأقول بالزاي وأنشد قول ابن دُريد :( ولا تهيّبني الموماةُ أركبها ..إذا تجاوبتِ الأزداءُ بالسحرِ) أراد الأصداء ، والصدى هو ذَكَرُ البوم ِ وصوت البوم . والصدى ايضأ العطش. ( المُسْتقِيمَ ) نصبٌ نعتٌ للصِراطوذلك ان النعت يتبع المنعوت في إعرابه ، ولا تُنعتُ معرفة الا بمعرفة ولا نكرة الا بنكرة ، فان جئت بالنكرة بعد المعرفة نصبته على الحال. (صِرَاطَ) نصبٌ بدلٌ من صراط الاول ، وذلك ان البدل يجري مجرى النعت بان يجري على اعراب ماقبله. (الذين) جرٌ بأضافة الصراط اليه ولا علامة للجر فيه لأنه اسم ناقص يحتاج لصلة وعائد . وكل ماصلح ان يكون خبر الابتداء جاز ان يكون صلة الذي ، ومن العرب من يقول : جاءني الَّذون ، ومررتُ بالذين فيكون معرباً قال ابن مجاهد: (وبنو نُوَيْجـِيَة َالـَّذونَ هُمُ .. مُعْط ٌمُخَدّمَة ٌمنَ الخِزّانِ) والخِزّانُ : جمع خُزز وهو ولد الارنب ، ومن العرب من يقول : جاء اللاءون ومررت باللاءين وانشد الفراء : (همُ اللاءون فـَكّوا الغُلَّ عنّي.. بِمَرْوِ الشاهجاني وهم جناحي) ( أنْعمْتَ ) فعلٌ ماض ، والتاء اسم الله تبارك وتعالى وهو رفع ، وكل تاء اذا خاطبتَ مذكراً فهي مفتوحة ، والمؤنث مكسورة ، وتاء النفس مضمومة والالف في اول (انعمت) الف قطعٍ ، فكل الف ثبتت في الماضي وكان اول الفعل المستقبل مضموماً نحو أكرم يُكرم وأنعم يُنعم فهي مفتوحة في الامر والماضي ومكسورة في المصدر (عَلَيْهِمْ) على حرف جرٍ وتكتب بالياء لان الفها تصير مع المَكْنِي ياءً نحو عليك وإليك وليدك وهم ضميرٌ في محل جر بحرف الجر ، وقد يكون (علا) فعلاً ماضياً كقوله تعالى : (ولَعَلا بعضُهُم على بعض ) تقول العرب : علا زيدٌ الجبلَ يعلو عُلواً ، وعَلِيتُ في المكارم أعلى علاءً انشد الشاعر : لمّا عَلا كعبُكَ لي عَلِيتُ .. مابي غِنى عنكَ وإنْ غَنِيتُ والهاء والميم جرٌ بعلا . وقيل الذين انعمت عليهم هم الانبياء عليهم السلام . (غَيْرِ) نعت للذين ، والتقدير : صراطالذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم (غير اليهود) ، لانك اذا قلت مررت برجل صادق غير كاذب ، فغير كاذب هو الصادق ، واعلم ان (غيراً) تكون صفةً واستثناءً ، فاذا كانت صفة جرت على ماقبلها من الاعراب ، تقول جاءني رجلٌ غيرُك ، ومررتُ برجلٍ غيرِك ورأيتُ رجلاً غيرَك ، ، وإذا كانت استثناءً جاءت مفتوحة ًوخفضتْ ما بعدها كقولك : جاءني قومٌ غيرَ زيدٍ ، وتقول : عندي درهمٌ غيرَ دانقٍ ، أي إلا دانقا ، واعلم أنك إذا قلتَ : مررتُ بغير واحد فمعناه أنك مررتَ بجماعة ، وغيرُ لا تكون عند المبرد إلا نكرة وعند غيره مَعرفة في حال ونكرة في حال . (المَغْضُوبِ ) : جرٌ بغير ، لأن الإضافة على ضربين : إضافة اسم الى اسم ، وإضافة حرف الى اسم ، والمغضوب عليهم هم النصارى ، فإن قال قائل : لِمَ لم يجمع سبحانه فيقول غير المغضوبين ؟! فالجواب في ذلك أن الفعل إذا لم يَستتِرْ فيه الضمير كان موحدا ، لذا فالتقدير : غير الذين غُضبَ عليهم . (وَلَا ) : الواوحرف نسق ، و(لا) قيل هي صلةٌ والتقدير: والضالين ، وقيل (لا ) تأكيد للجّحْدِ أي النفي وذلك أن (لا) لا تكون صلة إلا إذا تقدمها جَحْدٌ كقول الشاعر : ما كان يرضى رسولُ اللهِ فعلَهُمُ .. والطّيِّبانِ أبو بكرٍولا عمرُ ويجوز في ( غيرِ المغضوب) النصبُ على الحال من الهاء والميم في عليهم ، ويجوز النصب على الإستثناء أيضا. (الضَّالّينَ): نسقٌ ، معطوف على المغضوب عليهم وهم اليهود والنصارى . ----------------------------------------------------------------- الأديب الكريم عبد الأمير البكاء المحترم جهد كبير مبارك . . أدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتك . . صعبت علي المتابعة قليلاً مع الخط الصغير ، فآثرت تكبيره لتسهيل القراءة . . عزيزي . . تقبل تحيتي واحترامي . . دمت بصحة وخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
أخي الأعز أحمد فؤاد ينتابني الفخر حين تمر بي ، لك مني كل الشكر والإمتنان ودمت لي أخا كريما |
تحيّاتي
أشكرك أستاذنا القدير عبد الكريم البكاء على موضوعك الماتع. نحن نتابع ما تكتب بشغف. لا تحرمنا متعة قلمك. بوركت ، وبورك المداد. |
الساعة الآن 01:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.