منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رمز (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16039)

ابو ساعده الهيومي 02-22-2015 09:28 PM

رمز
 
ظهرت فجأة من بين الجبال السود سيارة تتبعها سحابة من الغبار
اقتربت رويدا رويدا ،وتوقفت بجانب مقبرة قرية هجرها ساكنيها منذ زمن غير بعيد ، يوم جفت أبارها وتوقفت قصبات عيونها عن ايصال المياه لها
نزل منها (رجلا ) تجاوز السبعين عاما حاملا جالونا كبيرا مملوءا بالماء ،ومسحاة ،وعدد من الأكياس الفارغة،
دخل المقبرة التي اخفت الرياح الكثير من معالمها ،
واتجه الى احد اركانها ووقف أمام (صخرتان برزتا )من بين عدد كبير من الصخور المتناثرة
اخذ مسحاته وقام بنزع( تلك الصخرتان الغائصتان )في الرمال ووضعها جانبا وخرج من المقبرة ،وقام بملء العديد من الأكياس بالرمل ،
حمل الأكياس وسكبها في نفس الموضع ، وأرجع ( الصخرتان اللتان) تم نزعهما الى موقعهما ،وقام برش كومة التراب بعناية بالماء ، وخرج بخطوات بطيئة وهو يلتفت يمنة ويسره وكأنه يبحث عن شيء ،
صعد احد التلال المشرفة على القرية، وقف قليلا ثم هبط منها وسلك ( احد) الطرق االمتعرجة، التي تتخلل بيوت القرية الطينية، ودخل منزلا سقط بابه المصنوع من خشب الاثل بعد ان تخلت عنه دعامته المصنوعة من الحديد،
تجول داخله واتجه الى (احد) الشرفات المصممة على شكل مثلث، نظر من خلالها الى جذوع النخيل الجافة الحزينة ، ، وقد رمت ما على رؤوسها وتخلت ؛كي تخفف عن نفسها، بعضها وقف صامدا ،و اخرى انحنت وتقوست ،ومنها من استسلم ،(خر وسقط وتوسد الليف والجريد ). تتجول بينهم زوبعة ترمي بحصبائها في كل اتجاه
رفع بصره الى (احد )التلال القريبة فلاحظ مجموعة من الحمير ، واقفة في مكانها تحدق فيه ،فاختالت على شفتيه ابتسامة ما لبثت ان تلاشت ،عندما سمع صوت وصدى ضحكات ليست غريبة عليه،
اتجه مسرعا بنظره الى مصدر الصوت ،حيث (احد )الغرف التي خر سقفها
اتسعت عيناه ،وتجمدت نظراته ، عندما (تراء ) له طيف ما لبث ان تلاشى واختفى وغادر معه ذلك الصوت وصدى الضحكات؛ ليحل مكانه السكون
ترقرقت دمعة في عينه وفاضت نفسه بحزن عميق ،وجلس على الأرض، واسند ظهره على الجدار، وتسمرت عيناه على الموقع الذى( تراء) له فيها ذلك الطيف ولكن لم يظهر شيء
استلقى على ظهره
اغمض عيناه
عصر افكاره
استنجد بخياله
وعندما فقد الامل غادر المكان متثاقلا تتبعه أصوات خطواته على الارض اليابسة الجافة ، وصرير الرياح التي تجري ،وتتراقص ،وتلهو بين تلك الازقة
تداعب ما تبقى من أبواب نخره ،جذوع خاوية ،ومنازل طينيه تتعرض لهجره جماعية لحبيبات رملها

فاطمة جلال 02-22-2015 09:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ساعده الهيومي (المشاركة 188210)
ظهرت فجأة من بين الجبال السود سيارة تتبعها سحابة من الغبار
اقتربت رويدا رويدا ،وتوقفت بجانب مقبرة قرية هجرها ساكنيها منذ زمن غير بعيد ، يوم جفت أبارها وتوقفت قصبات عيونها عن ايصال المياه لها
نزل منها رجلا تجاوز السبعين عاما حاملا جالونا كبيرا مملوءا بالماء ،ومسحاة ،وعدد من الأكياس الفارغة،
دخل المقبرة التي اخفت الرياح الكثير من معالمها ،
واتجه الى احد اركانها ووقف أمام صخرتان برزتا من بين عدد كبير من الصخور المتناثرة
اخذ مسحاته وقام بنزع تلك الصخرتان الغائصتان في الرمال ووضعها جانبا وخرج من المقبرة ،وقام بملء العديد من الأكياس بالرمل ،
حمل الأكياس وسكبها في نفس الموضع ، وأرجع الصخرتان اللتان تم نزعهما الى موقعهما ،وقام برش كومة التراب بعناية بالماء ، وخرج بخطوات بطيئة وهو يلتفت يمنة ويسره وكأنه يبحث عن شيء ،
صعد احد التلال المشرفة على القرية، وقف قليلا ثم هبط منها وسلك احد الطرق االمتعرجة، التي تتخلل بيوت القرية الطينية، ودخل منزلا سقط بابه المصنوع من خشب الاثل بعد ان تخلت عنه دعامته المصنوعة من الحديد،
تجول داخله واتجه الى احد الشرفات المصممة على شكل مثلث، نظر من خلالها الى جذوع النخيل الجافة الحزينة ، ، وقد رمت ما على رؤوسها وتخلت ؛كي تخفف عن نفسها، بعضها وقف صامدا ،و اخرى انحنت وتقوست ،ومنها من استسلم ،خر وسقط وتوسد الليف والجريد . تتجول بينهم زوبعة ترمي بحصبائها في كل اتجاه
رفع بصره الى احد التلال القريبة فلاحظ مجموعة من الحمير ، واقفة في مكانها تحدق فيه ،فاختالت على شفتيه ابتسامة ما لبثت ان تلاشت ،عندما سمع صوت وصدى ضحكات ليست غريبة عليه،
اتجه مسرعا بنظره الى مصدر الصوت ،حيث احد الغرف التي خر سقفها
اتسعت عيناه ،وتجمدت نظراته ، عندما تراء له طيف ما لبث ان تلاشى واختفى وغادر معه ذلك الصوت وصدى الضحكات؛ ليحل مكانه السكون
ترقرقت دمعة في عينه وفاضت نفسه بحزن عميق ،وجلس على الأرض، واسند ظهره على الجدار، وتسمرت عيناه على الموقع الذى تراء له فيها ذلك الطيف ولكن لم يظهر شيء
استلقى على ظهره
اغمض عيناه
عصر افكاره
استنجد بخياله
وعندما فقد الامل غادر المكان متثاقلا تتبعه أصوات خطواته على الارض اليابسة الجافة ، وصرير الرياح التي تجري ،وتتراقص ،وتلهو بين تلك الازقة
تداعب ما تبقى من أبواب نخره ،جذوع خاوية ،ومنازل طينيه تتعرض لهجره جماعية لحبيبات رملها


تسجيل اولي ولي عودة

مع التقدير

حسام الدين بهي الدين ريشو 02-22-2015 09:58 PM

الطيف
وما أدراك مالطيف
اذا طال الغياب
الرحيل
الفراق القدري
تأخذنا الذكريات الى مرابع الأجساد
لعلها تشفي الحنين

الأستاذ القاص / ابو ساعدة الهيومى
خالص التحية
والتقدير
وكن بألف خير

عبير المعموري 02-26-2015 07:37 PM

تحية طيبة عاطرة أ.ابو ساعده
سرد جميل وقص متميز..تشبث بماقدر عليه عندما راى ذلك الطيف وكأنه يريد التمسك بأي سبب يدعوه للبقاء ولكن الارض(القرية) امست تخلو من مظاهر الحياة..
سرني المكوث في مساحتك الراقية
دمت بفيض التألق
عبير المعموري

محمد الشرادي 03-02-2015 05:10 PM

اهلا اخي الهيومي
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل. بسقط اللوى بين الدخول و حول
حنين جميل في هذا النص.لم ينس صاحبة الطيف و لم ينس صوتها و ضحكتها.
سرد جميل وشيق.
تحياتي بقلمك الرشيق.

ابو ساعده الهيومي 03-05-2015 12:15 PM

الاستاذ حسام الدين
شكرا على المرور والكلمات الطيبه وفقك الله ورعاك

ابو ساعده الهيومي 03-05-2015 12:17 PM

الاستاذه العزيزه عبير
شكرا اختي العزيزه على مرورك واهتمامك وفقك الله ورعاك

ابو ساعده الهيومي 03-05-2015 12:24 PM

الاستاذ محمد الشرادي
نعم اخي العزيز اطلال من طين وحجار تعيش فيها ذكريات نزورها يدفعنا لها الشوق احيانا تبكينا واحيانا ترسم الابتسامة
شكرا اخي على مرورك واهتمامك

زياد القنطار 03-06-2015 04:08 AM

الأستاذ أبا ساعدة .
ما أدركه تماماً هي ومضة في خيالك أردّت تلقفها ,باتكاءة على ذاكرة تحسست صقيع تغريب أو غربة المكان ,أما الحنين فكان أكثر وطأة بحر جمره من هجيرٍ عبث بذلك المكان الذي تحنُّ وتشتاق .
في مشهد القص .
1 ــ حقيقة النص في انتمائه ,ولم أستطع تصنيفه أهو من أدب السيرة الذاتية ,أم من الخيال السحري ,أو القص الإخباري .وهذا يمكن أن يكون قصوراً مني .
2 ــ في المقدمة "الإثارة " منذ بداية النص استطاع الكاتب أن يخلق حالة الشد والترقب في ذهن القارئ واستدراجه إلى عقدة النص ,والتي عادة ما تنهي حالة الشد عند القاري ويهنأ في التقاط أولى أنفاسه ليتنفس الصعداء عند الخاتمة ...وهذا مالم ألحظه حيث بقي المتابع يتلقف مخرجاً ومرده لتغول الحالة السردية في صميم الخاتمة .
3 ــ كان النص بحاجة لفك اشتباك بين الرمزية التي لاتعني التعمية على الحدث بالمطلق وبين توظيف المفردة لصالحها وأعتقد أن هذه كانت إحدى القضايا التي أحدثت اللبس ولم تستطع أن تنير على فكرة النص الأساسية .
4 ــ في اللغة هناك عدد من الهنات اللغوية ,وهناك إشكالية في إلتفاتة الضمائر وحذف بعضها فبانت بعض الجمل مبهمة ولايدرك مردها وضاع فاعلها ...
5 ــ الواضح الجلي نفس سردي جميل ويستحق التقدير ,وخيال استطاع أن يولد اللحظة في ذهن الكاتب لامست فينا سطوة الهجر والغربة والتعلق بإرث لايمكننا أن نعيش إلا بتنفس واشتمام هوائه مهما بعدت المسافات .
أخي أبا ساعدة ...تقبل مني هذه الوقفة واعذر فجاجتي إنما هي وجهة نظر قارئ لاتقلل من قيمة حرفك والقصد هو التفاعل من خلال مفردة نقد أرجو أن تؤدي غرضها ,,خالص الود والاحترام .

ابو ساعده الهيومي 03-10-2015 04:04 PM

الاستاذ العزيز زياد القنطار
شكرا استاذي العزيز على هذا التوجيه وفي الحقيقه انا في امس الحاجة اليه ولكن كان بودي ان ان يعين الخطاء ويصحح فمثال انا لا اعرف ولن استحي من قول ذلك ما المقصود بالهنات فانا احب الكتابة وتخصصي ليس لغه عربية ولم استطع ان احصل على معلومة مفيدة عن طريق النت او عن طريق الاشخاص الذين سالتهم وكل ماحصلت عليه ان الهنه هي شيء شاذ في سياق الكلام او في اللغة
ولا القصد ب---- "وإشكالية في إلتفاتة الضمائر وحذف بعضها "
شكرا مرة اخرى استاذي الفاضل وفقك الله ورعاك


الساعة الآن 03:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team