منتديات منابر ثقافية

يوم أمس ذهبت إلى البنك مبكراً قبل ان يفتح أبوابه فعلت ذلك كي أضمن الحصول على رقم خدمه متقدم للانتهاء سريعا، فأنا أكره الأماكن المغلقة وأكره الانتظار الطويل، وعند وصولي وجدت أمامي أربعة اشخاص يقفون خلف بعضهم رحبوا بي وبإشارة منهم علمت أنهم يطلبون مني الوقوف خلف آخرهم
خمسة دقائق فقط تطلعت خلفي وإذا بطابور طويل ممتد ملتصق بجدار مبنى البنك، عشر دقائق أخرى انكمش هذا الطابور والتف حول نفسه وكأنه ثعبان من شدة الحرارة التي تلفح الأجساد ليصبح كومة لحم أمام بوابة البنك.
فتح رجل الأمن باب البنك وأخذ يدفعنا وهو يصرخ بصوت يصم الآذان تباعدوا، من ليس لديه تطبيق توكلنا يتوكل على الله.
أخرج الجميع هواتفهم ورفعوها وهم يتمايلون بسبب التدافع، وتابع رجل الأمن حديثه قائلاً سيُسمح فقط بالدخول لأربعة عشر عميلاً حسب تعليمات وزارة الصحة فدخلنا نترنح خطوة إلى الأمام خطوتين للخلف من شدة الزحام وكأننا بطاريق ورغم محاولة الانتهازيين قاتلت بشراسه واستطعت أن أحافظ على موقعي من حيث الترتيب
وبمجرد دخولي أسرعت إلى أحد الكراسي المواجهة لموظف علاقات العملاء وارتميت عليه والتفت وأنا أشعر بالفرح إلى البوابة والتي أُقفلت في وجه الكثير ومن المحزن كان بينهم شخصيين ممن رأيتهم أمامي عند حضوري مبكراً، لحظتها لا أعلم اُصبت بالهلع بسبب شعوري أن هنالك
"شيء ما مفقود"
أخذت أبحث في جيوبي كانت البطاقة الشخصية، بطاقة البنك، هاتفي، والمفاتيح كان كل شيء موجودا لكن ذلك الشعور الغريب بأن هنالك
"شيء ما مفقود "
ظل يرسل لي رسائله التحذيرية، وبينما أنا مشغول سارح بفكري أقلب يدي محاولا حل شفرة هذا الإنذار، رأيت رقماً يظهر على الشاشة مصحوباً بوميض ضوئى و تنبية صوتى فالتفتُ سريعا إلى ماكينة الترقيم الخاصة بنظام انتظار عملاء الخدمة، وصرخت بحسرة:
"يا الله نسيت أن أسحب رقم خدمة العميل!