منتديات منابر ثقافية

الجو صافيا"و السماء مكسوة بكساء رقيق من السحابات الكسوله..قصد النهر، باحثا"عن صيد...نشر خيط سنارته ثم رمى بها فى الماء ،انتظر طويلا،حتي اصابه دوار الاصغاء لزرقه النهر..اخيرا"احس بقوة جزب خفيفة علي الخيط،عندما انتبه امامه راى قطعة الاسفنج العائمه تغطس وتطفو مجددا"في حركة سريعة ومتتالية ...ضحك في سره ..قال ان هذه سمكة خبيثة دون شك ،انها تجيد المراوغه..!لكنه احس في نفسه بأرتياح طفيف كان يغذيه الامل ..و صرف جل تركيزه لمتابعة الاسفنجة العائمه...فجاة سادت دقائق من السكون ،بدا خلالها كأن السمكة قد كفت فيها عن مغازلة السنارة ،فاخذ هو يحدق مجددا"في النهر ..و قال مخاطبا" نفسه وهو يمسح خيطا"من العرق انحدر سريعا" عن جبينه ..هل يمكن ان تكون قد تحايلت علي الطعم ،فأكلته و هربت ..!خامره الشك سريعا" فجذب السناره للخارج ،ابتسم بفتور كأنما يهزأ من نفسه ،لقد كانت الطعم سليمه وكان هو واهما"، اعاد رمي السنارة مرة اخرى و في نفس الرقعة المائية التي يتوهم ان السمكة لا زالت تنتظره بها!.... و ما ان لامست الماء حتى غطست الاسفنجة على نحو مباغت ،اهتزت له ذراعه الممسكه بالعصا ... جذبها بحركه سريعة راسما" بها مثلثا" حاد الزاوية في الهواء ،ثم جذبها الي الخارج ...كانت دواخله ترقص فرحا"كطفل ،عندما احس بثقل ، وهو يجذب الخيط ....اخيرا" ها هي ذي المراوغة ...يا للسخرية ،انها سمكة متوسطة الحجم عكس ما يوحي به ثقل الخيط،لكنه جميلة بلونها الاحمر الوهاج ..اخذ يتأملها بين كفيه ،كانت ناعمة لزجة،تكاد تنزلق عن اليد اثناء فرفرتها غير المجديه...كان الوقت قد تأخر ،و الشمس في طريقها للهبوط.،اخذ صيده و مضى .... في البيت استقبلته زوجته قلقه،لم تكن تنتظر الصيد طبعا"،فلقد كان هو دائما" يمارسه بغية الترفيه ،لكنها كانت تنتظر قدومه ،لقد تأخر قليلا" اليوم .قال لها بزهو رافعا"صيده الثمين انظري لقد اصطدت اليوم سمكة حمراء ،رفعت هي حاجبيها بدهشة و هي تنظر اليها .كانها تفأجات بشيء ما ..قالت :حقا"؟..نعم يا الله كم هي جميلة ..اظنها من الانواع النادرة ،دارت بها في الغرفه قليلا"،ثم اندفعت الي الخارج مهرولة،لتخبر الناس ان زوجها اصطاد سمكة حمراء ...!