منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الإعلانات التنظيمية و الإدارية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   الفائز بالمركز الثاني بمسابقة المرحوم عبدالله الخالد للقصة القصيرة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29814)

حاتم الحمَد 03-24-2022 09:23 PM

الفائز بالمركز الثاني بمسابقة المرحوم عبدالله الخالد للقصة القصيرة
 
المركز الثاني

الأستاذة القاصة غالية محمد


قصة ( مطر أسود )

قال الحارس: رأيته يقفز إلى الخارج، ولما حاولت اللحاق به كان قد ذاب في إحدى الجهات الأربع!
وفي التحقيق تحدثت أمه عن محاولاته اليائسة للحصول على بعض المال لعلاجها في الخارج.
أما أبوه الذي ترك المنزل قبل عامين وتزوج بإحدى الراقصات التائبات، فيرى أنه يستحق كل ما حدث له لأنه يدخن ، والتدخين حرام!
أخته سلمى ، التي بالت الكلاب على ثيابها، هزت كتفيها واتجهت لغرفتها تدندن بلحن أغنية قديمة.
أما سليم أخوه ذو الثلاث سنوات، فقد أخذ يشير إلى صورته المعلقة على الجدار المشقوق ويعوي كجرو صغير جائع.
بعيدا عنهم كان يجري لوحده ، وفي طريقه مرّ بأرملة تستجدي المارة لحمل طفلها المحصوب للمستشفى!
قال لها باكيا:
- القطة تأكل أولادها..!
وقال رجل قام من قبره وسكن في أحد الكتب الملقاة على الرصيف:
- إلى أين أنت ذاهب؟!
قال:
- إلى حيث لا أجدهم.
في المخفر قال كبير الضباط:
- كثفوا جهودكم للقبض عليه!
فتناثر الأفراد في الشوارع يبحثون عن منصور.
قال العريف لأحدهم:
-من منصور؟!
فأجاب :
- لا أدري ، لكنه سبب إزعاجا كبيرا، ثم أدخل يده في جيبه، وأخرج محفظة نقوده وقال:
- هذا لا يكفي.
وفي مبنى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قال القائد العام:
- الأمن في خطر! سدوا جميع المنافذ، ولا تتركوا له مجالا للهرب!
قال أحد الضباط :
- كم الساعة؟!
قال آخر :
- لا أدري، ليس معي ساعة!
وفي إحدى المقاهي تحلق مجموعة من الناس حول شاشة التلفاز الكبيرة لمشاهدة النشرة الثانية :
تعمل قوات الأمن والقوات المسلحة مجتمعة لمحاصرة الأخطار المحتملة.
قال أحدهم :
- بالأمس غنت مطربة جميلة.
قال آخر :
- أعطني نارجيلة!.
ومر بائع اليانصيب.
قالت امرأة لجارتها :
- البارحة وجدت زوجي في غرفة الخادمة!
قالت الأخرى :
- لا تأمني الرجال!.
ومر شاب وسيم فضحكت الاثنتان.
قال قيس :
- وليت ركاب القوم لم تقطع الغضا.
قالت ليلى:
- من المسؤول عن الخلل في شبكة الاتصالات؟
ثم وقفت تجدل ضفيرتها أمام عامود النور، فطار الغراب.
وظل هو يجري في شوارع المدينة كالكلب الضال، قال له طفل يتسول عند إشارة المرور :
- من مال الله!
فصاح :
- القطة تأكل أولادها.
وفي زاوية مهجورة تقرفص بحانب أحد صناديق القمامة ونام.
قال أحد المارة :
- متى ستمطر؟
فقفزت قطة سوداء من سور قريب.




إضاءة حول قصة مطر أسود

تجسد قصة "مطر أسود" قمع السلطة العنيف لمعارضيها، وعزلة المطارَد ووحدته أمام بطشها وجبروتها، في ظل لا مبالاة العامة وازدواجية المعايير.
وقد عالج القاص الفكرة بتقنيات فنية جميلة، توظف الرمز وتستخدم لغة سليمة وأسلوبا يخدم الحدث ويسايره في تقلباته، مع الاعتماد على التناص والحوار لخدمة تعدد الرؤية من زوايا مختلفة، وتحقيق متعة فنية ولغوية.


الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team