منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الساعة الذهبية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28055)

عبد الرزاق مربح 01-28-2021 05:23 PM

الساعة الذهبية
 

تم طردي من الدراسة، لأسباب مختلفة، منها عدم الجدية حسب أحد الأساتذة، فلم أكن أراجع الدروس أبدا، و عندما يأتي الإختبار أبدأ في اللف و الدوران في إجابات فلسفية خارجة عن المطلوب، لكن تلك الإجابات كانت توحي بمستوى كاتبها الذي يبدو أنه كانت تشغله أمور أخرى غير الدراسة..


سجلت في أحد المراكز، بغية نيل دبلوم ما و محاولة البحث عن عمل يخرجني من المأزق الذي أعيشه..

بدأت الدراسة بكل جدية هذه المرة، و بعد مضي أسبوع إلتحتقت فتاة جديدة بدورتنا التكوينية، و يا لها من فتاة!

كانت كأنها القمر و الشمس معا، عيناها تسبي الناظرين، أنوثة صارخة، بشرة نقية كالمرآة لا أدري إن كانت حقيقية فعلا...

المهم، لم يحضر ذلك القمر كراسه، طلب مني أن أعطيه دفتري، فهو لا يطيق أن يمضي اليوم بطوله مكتوف الأيدي،،،

جاء أحدهم من الإدارة، مراقب أو ناظر أو شيء من ذلك القبيل، بدأ في تفقد الحضور، لفت نظره عدم وجود دفتر على طاولتي،

- أنت! أين دفترك؟ ماذا جئت تصنع من دون دفتر؟ صب جام غضبه علي دون أن أنبس ببنت شفة،،

ذهل ذلك القمر من تصرفي، لماذا إحتملت كل تلك الإهانة؟ كان بإمكاني الإشارة إليها، لكنني لم أفعل، فعلت ذلك من أجلها...

في الصباح الموالي، أحضرت ساعة يد جميلة و طلبت مني أن أصلحها، فهي لا تعرف أين يقومون بذلك، ذهبت بتلك الساعة لأصلحها، ذهل ذلك الساعاتي، إنها ساعة ذهبية قيمة جدا يا ولد، من أين لك بها؟ أصلحها، انتهى عمر بطاريتها فقط..

أرجعت لها الساعة، شكرتني و رمقتني بنظرة إستغراب، كأنها كانت تنتظر كلاما مني لم أقله،

غابت أسبوعا، سألت عنها، قال لي أحدهم: هل تعرف من تكون؟

قلت: لا!

- ذهبت إلى فرنسا فلديهم بيت هناك، و لديهم شركات هنا، و هي تقصد المركز ليس لأجل نيل الدبلوم، و لكنها تفعل ذلك لأجل التسلية فقط!

- يا للهول! يا ويلي! مع من أعبث؟


أنا لا أملك بيتا، و لا سريرا، و لا حتى حذاء! أعبث مع هذا القمر؟! سأرحم ذلك القمر، لن يراني منذ اليوم!

أسبوع آخر يمضي، أسمع من أحدهم نبأ رحيل ذلك القمر إلى فرنسا، رحيل بلا عودة، استجمعت قواي، عزمت على مصارحتها، سألت عن عنوانها، و عندما و صلت، و جدتهم على أهبة الإستعداد للرحيل، يحملون الحقائب الى داخل السيارة رباعية الدفع، تذكرني أبوها، فقد رآني عندما كان يحضر إبنته الى المركز،

- هل أخدمك بشيء يا إبني؟


- أطلقت تنهيدة طويلة، و قلت له: بل جئت لأساعدك يا عم!


أكملت حمل حاجياتهم، و دعتهم الى الأبد، أعطاني ذلك القمر كيسا صغيرا، تحسسته بيدي، تبدو كساعة يد أنثوية ذهبية!

لا أستطيع فتح ذلك الكيس، لا أريد أن يتسرب ذلك العطر الى الفضاء المفتوح، أريده لي وحدي، ملكي أنا وحدي...


الساعة الآن 02:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team