منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر مختارات من الشتات. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   وشّيتُها ذهبًا ..للشاعر أنس الدغيم (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=31205)

ثريا نبوي 02-05-2024 06:32 AM

وشّيتُها ذهبًا ..للشاعر أنس الدغيم
 
وشّيتُها ذهبًا


وشّيتُها ذهبًا وراقَ الماءُ
في كأسها فتسابقَ النّدماءُ
رقّتْ محاسنُها فلا هي أحرفٌ
تُتلى ولا هي غادةٌ صهباءُ
القاصراتُ الطّرفِ من خَفَرٍ لها
دِيَمٌ وأنت لمائهنّ إناءُ
يوشينَ بالمعنى ويمسكُ بعضها
خجلًا فلا ألِفٌ يُرى أو باءُ
يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي
سُقيا لزهر قصائدي يا ماءُ
آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري
قبسًا يضيءُ القلبَ يا سيناءُ
تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعًا
ومُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ
يا أيّها المكتوبُ في أعماقِنا
أنت الكتابُ وكلّنا قُرّاءُ
إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى
منك الذي يرجو ولا الشّعراءُ
كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ وكم
راحوا على طُرقِ البيانِ وجاؤوا
وتظلُّ في كلّ القلوبِ محمّدًا
الصّمتُ فيكم والكلامُ سَواءُ
‏صِلْني فَوافقري إذا لم ترضَ عن
وصْلي وترضَ القبّةُ الخضراءُ
وإذا قريشٌ لم تسَعْكَ بيوتُها
فالشِّعبُ قلبي والفِدا الأحشاءُ
يا أمَّ معبدَ ليتَ قلبي خيمةٌ
لتدوسَه بنعالها النّزلاءُ
يا سيّدًا ومحمّدًا يا فوقَ أنْ
ترقى إليك الأعينُ العمياءُ
هم حاولوكَ فلم ينالوا وانتهَوا
وسَمَوتَ حتّى لا تُرى فاستاؤوا
لم يعرفوا قدرَ النّبوّةِ فارتقَوْا
عبثاً لكي يصلوا إليك فباؤوا
وتسلّقوا سورَ الجمالِ فأُتبِعوا
بشهابِ صدقٍ من يديك فساؤوا
لتظلّ في خَلدِ الزّمان محمّدًا
مهما جنتْهُ رسومُهم وأساؤوا
هم حاربوكَ فأنت أوّلُ ضوئنا
ليموتَ في أُفقِ الشّعوبِ ضياءُ
هم حاربونا فاستفاقتْ غزَّةٌ
في كلّ قلبٍ واستجدّ لواءُ
ولكي يظلّ الدّينُ هانتْ أنفسٌ
وتوسّدتْ هذا التّرابَ دماءُ
فنموتُ ألفًا كي تعيشَ عقيدةٌ
ونُهَدُّ ألفًا كي يتمّ بناءُ
فلْيحبسوا صوتًا سيوقظُ ليلَهم
من صبحِ أرضِ الرّافدينِ قُباءُ
ولْيشعلوا نارًا سيطفئُ نارَها
" حم " والأنفالُ والإسراءُ
وستعلنُ الدّنيا خلافتَنا فلا
نامتْ عيونٌ أهلُها جبناءُ
إن شئتَ سلْ عنّا تجبْكَ الصّينُ عن
أخبارِنا وتردّدُ الحمراءُ
سلْ أيُّ بحرٍ ما لهُ من رُوحنا
موجٌ ونجمٍ ما له لألاءُ؟!
نسقي الورودَ الظّامئاتِ بطيبِنا
ومن العيونِ الباكياتِ الماءُ
فإذا لبسنا للحروبِ دروعَنا
فمن الدّماء المسكُ والعرفاءُ
طافتْ على وجه الثّرى حملاتُنا
فلهَديها في العالمين رُخاءُ
فسيوفُنا حمراءُ من وهجِ الهُدى
وقلوبُنا من وهجهِ بيضاءُ
في بيعةِ الرّضوان كانَ لقاؤنا
وعلى تخومِ الرّومِ كان لقاءُ
فرجالُنا عند المعارك عامرٌ
و نساؤنا عندّ اللّقا خنساءُ
وقوافلُ الخيلِ الأصائلِ حُوّمٌ
عمْروٌ على صهواتها وبراءُ
فسطاطُ عمْروٍ في صحائفِ حُسننا
و يمامُ مِصرٍ كلّه شهداءُ
غنّى لنا رملُ الحجازِ وأزهرتْ
جرّاءَ خيلِ محمّدٍ سيناءُ
إنْ يحمدِ القومُ السُّرى في صبحِهم
فلخالدٍ عندَ الصّباحِ بلاءُ
من كان في هذا الوجودِ محمّدًا
أو منه فالدّنيا له دهماءُ
مولاي ذكرُ الخالدين مفازةٌ
تُرجى ووصلُكَ للقلوبِ رجاءُ
الباقياتُ الصّالحاتُ وما حوتْ
من غير حبّكَ ما لهنّ بقاءُ
فعليك من ديَمِ الصّلاةِ هواطلٌ
مُزنٌ ومن دِيَم السّلام رُواءُ

أنس إبراهيم الدغيم


الساعة الآن 03:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team