منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 10-26-2010 05:29 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ لوازم الهبات الروحية ]

طالما يتمنى العبد بعض الهبات الروحية المتميزة :
كالانقطاع إلى الحق ، أو الحب المتيّـم ، أو بعض الكرامات المبذولة للسالكين ، ولايجد استجابة مع الإصرار الشديد على ما يريد ..
والسبب في ذلك عدم قدرة العبد على الالتزام ( بلوازم ) هذه الحالات ، إذ أن الإعراض عن الحق بعد الإقبال الشديد ، يعرّض العبد لعقوبات قاسية ، كما هدد الحق به الحواريين ، عندما طلبوا كرامة المائدة السماوية فقال :
{ فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }
فتـزوى عن العبد هذه الدرجات رأفة به ، لعدم ( قابلية) العبد لتلقي تلك الدرجات العالية ،
لا بخلا ً من جهة ( فيّاضية ) الرب .
26
10
2010

حميد درويش عطية 10-27-2010 05:24 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ الوحشة الشديدة ]

لو استشعر الإنسان حقيقة الوحدة التي يعيشها ، لانتابه شعور بالوحشة شديد ..
فقد كان ( وحيداً ) قبل نفث الروح في الأبدان ، وسيكون ( وحيداً ) في برزخه إلى يوم يبعثون ..
ويأتي ربه ( وحيداً ) كما خلقه أول مرة ، وهو ( وحيد ) في الدنيا في ساعات نومه وكثير من ساعات يقظته ..
فتبقى الساعات التي يعاشر فيها الخلق ، وهي ساعة لقاء الأبدان بالأبدان بحواسها المادية ، فلم تمتزج الأرواح بالأرواح لترتفع الوحدة حقيقة ..
وعليه فإن الوحدة لا ترتفع إلا عند الارتياح إلى مرّوح الأرواح ، إذ :
{ بك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا } .

27
10
2010

حميد درويش عطية 10-28-2010 04:27 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ داعي الذكر الدائم ]

إن من دواعي الالتزام بالذكر الدائم أموراً :
الأول منها :
هو الالتفات التفصيلي إلى ( مراقبة ) الحق لعبده دائما ، فكيف يحق للعبد الإعراض عمن لا يغفل عنه
طرفة عين ؟! ..
الثاني :
وهو الالتفات إلى ( افتقار ) العبد الموجب للولع بذكر الحق تعالى استنـزالاً لرحمته ..
الثالث :
وهو الالتفات إلى عظمة ( الجزاء ) الذي وعد به الحق نفسه - ولا خُلْف لوعده - وذلك من خلال التدبر في قوله تعالى :
{ اذكروني أذكركم }
فإن آثار ذكر الحق للعبد مما لايمكن إدراكه ، لاتساع دائرة تلك الآثار لتشمل الدنيا والآخرة بما ليس في الحسبان ..
إذ كيف يحيط العبد - علماً - بكيفية ذكر الله تعالى له ، وهو المالك للأسباب جميعا ؟! .
28
10
2010

حميد درويش عطية 10-29-2010 05:41 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ الانبهار والتفاعل ]

تنتاب الإنسان حالة من الإعجاب عند رؤيته لمشاهد من دقة الصنع في الخلق ، وينتهي الأمر عند هذا الحد ، والمطلوب من العبد تجاوز حالة الانبهار الذهني
من ( دقّـة ) المخلوق ، إلى حالة التفاعل النفسي مع ( عظمة ) الخالق ..
هذا التفاعل بدوره يفيض على الإنسان حالة من ( الاطمئنان ) في حاضره ومستقبل أموره ، لما يرى من أن نواصي الخلق طراً بيد ذلك المدبر للكون المترامي الأطراف ..
ومن ( الخشوع ) لما يرى من أن من يقف بين يديه ، هو صاحب هذا الملك الواسع المتقن .

29
10
2010

حميد درويش عطية 10-30-2010 05:25 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ إستجابة ُ إرادة الحق ]

قد يتعجب المؤمن من قضاء المولى لحـوائجه العـظام بطلب يسير منه ، يتمثل بدعاء قصير يتوجه به إليه - وقد يخلو من إصرار وتأكيد -
والحال انه لاعجب في ذلك ، فيما لو التفت العبد إلى أن الدعاء وإن كان ( صادرا ) من العبد ، إلا أنه مؤثر في
( استجابة ) إرادة المولى لتحقيق حاجته ..
ومن المعلوم أنه إذا إستجابت إرادة المولى لتحقيق الحاجة ، فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
فالعَجَب إنما هو في نسبة دعاء العبد إلى حاجته ، لا في نسبة إرادة المولى إلى مراده ، إذ يستحيل تخلف مراد الحق عن إرادته ، فهي مستجيبة لمشيئته ومسرعة إلى إرادته ......

30
10
2010

عبدالسلام حمزة 10-30-2010 08:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 38978)
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ تحريك إرادة الحق ]

قد يتعجب المؤمن من قضاء المولى لحـوائجه العـظام بطلب يسير منه ، يتمثل بدعاء قصير يتوجه به إليه - وقد يخلو من إصرار وتأكيد -
والحال انه لاعجب في ذلك ، فيما لو التفت العبد إلى أن الدعاء وإن كان ( صادرا ) من العبد ، إلا أنه مؤثر في
( تحريك ) إرادة المولى لتحقيق حاجته ..
ومن المعلوم أنه إذا تحركت إرادة المولى لتحقيق الحاجة ، فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
فالعَجَب إنما هو في نسبة دعاء العبد إلى حاجته ، لا في نسبة إرادة المولى إلى مراده ، إذ يستحيل تخلف مراد الحق عن إرادته ، فهي مستجيبة لمشيئته ومسرعة إلى إرادته ......

30
10
2010



أخي الأستاذ الفاضل حميد

جزاك الله خيرا ً على كل تلك الدرر التي تتحفنا بها

وعلى هذا المجهود الكبير الذي تبذله

هنا يا صديقي لو وسعني صدرك الكبير , لي تعقيب بسيط

إن أسماء الله تعالى وصفاته يجب أن تكون نابعة من الشرع .

يعني ( تحريك إرادة الحق ) كلمة ( تحريك ) ربما لا تليق

بعظمة الخالق , لأنه العليم بأحوال عباده , الرحمن

الرحيم بهم , وهو اللطيف الخبير بهم , إنما الصفة الشرعية المعبرة هي

الاستجابة , فمن أسمائه الحسنى : ( المجيب ) ومن أفعاله المباركة : ( الاستجابة )

هذا وجزاك الله خيرا ً على هذه الومضات السلوكية

سلامي لك والتحية .

حميد درويش عطية 10-30-2010 12:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 38988)

أخي الأستاذ الفاضل حميد
جزاك الله خيرا ً على كل تلك الدرر التي تتحفنا بها
وعلى هذا المجهود الكبير الذي تبذله
هنا يا صديقي لو وسعني صدرك الكبير , لي تعقيب بسيط
إن أسماء الله تعالى وصفاته يجب أن تكون نابعة من الشرع .
يعني ( تحريك إرادة الحق ) كلمة ( تحريك ) ربما لا تليق
بعظمة الخالق , لأنه العليم بأحوال عباده , الرحمن
الرحيم بهم , وهو اللطيف الخبير بهم , إنما الصفة الشرعية المعبرة هي
الاستجابة , فمن أسمائه الحسنى : ( المجيب ) ومن أفعاله المباركة : ( الاستجابة )
هذا وجزاك الله خيرا ً على هذه الومضات السلوكية
سلامي لك والتحية .

صدقت أستاذي العزيز عبد السلام
معَ الإعتذار
فقد تسرعت ُ في نقل ِ الومضة المذكورة بدون تمعن ..
للثقة الزائدة بما نقلتُ و ممن نقلت .. !!!
قاتلَ اللهُ تعالى التسرع
و أستغفرُ اللهَ العظيم و أتوبُ إليه
تقبل امتناني وتقديري

حميد
30
10
2010

حميد درويش عطية 10-31-2010 05:21 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ البعد بعد الامتلاء ]

إن العبد يحس بحالة من ( البعد ) الواضح عن الحق عند ( امتلائه ) بالطعام والشراب ، فلا يكاد يجد إقبالا على الحق - في تلك الحالة - للتثاقل الطبعي الذي يسببه الامتلاء ..
فقد روي أنه :
{ ما ملأ إبن آدم وعاء شرا من جوفه }
أضف إلى أن العبد يحمل في جوفه ( أداة ) الجريمة ، وهو الزائد من الطعام ، الذي تصرف فيه بلا إذن من مالكه ، بل مع نهيه عنه ، إذ هو القائل سبحانهُ :
{ كلوا واشربوا ولا تسرفوا }
فكيف يستجاب دعاء عبد متلبس بأداة من أدوات الجريمة ، وإن عفا عنه من أجرم بحقه ؟!.

31
10
2010

حميد درويش عطية 11-01-2010 05:50 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ الفرص النادرة ]

لاشك في وجود بقاع مقدسة وأزمـنة مباركة يحب المولى أن يدعى فيها ..
فعلى العبد أن ( يتحيّن ) تلك الفرص ، بمعرفة مناسبات الشهـور قبل قدومها ، وفضل البقاع قبل الذهاب إليها ، فلطالما تفوت الفـرص النادرة والعبد في غفلة عنها ..
ولعل الغفلة عن وظائف العبودية في تلك المناسبات من صور الخذلان ، وذلك لتراكم ( الذنوب ) من دون استغفار ، أو ( للإعراض ) الاختياري عن تلك المناسبات ..
والحرمان من الأرباح العظيمة خسارة عظيمة ، لمن تعقّل حقيقة الربح والخسارة .

1
11
2010

حميد درويش عطية 11-02-2010 05:46 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ الطائع والتائب ]


قد ورد أن ( التائب ) من الذنب كمن لا ذنب له ، لكـن ذلك لا يعني المساواة في جميع الجهات لمن ( لم يذنب ) أصلا مع التعرض لمثيرات الذنوب ، وخاصة بعد طول مجاهـدة في عدم الوقوع في منـزلقاتها ..
وعليه فـلابد من التفات العبد إلى أن بعض الدرجات ( التفضّلية ) ، قد يُحرمها العبد بعد ممارسة الذنب وان قبلت توبته .

2
11
2010


الساعة الآن 02:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team