|
الطلاق الديمقراطي ....!!!
الطلاق الديمقراطي - بقلم / ناريمان الشريف
الأعراس في فلسطين لا تتوقف ... فكل شيء هنا يختلف ..!!! سادتي : في المباريات الصاخبة بين فريقين يفوز أحدهما على الآخر.. ترى الناس أفواجاً يطبلون ويرقصون وينتفضون .. ويصفون الحدث ( عرساً رياضياً ) وعندما صنعوا أكبر صحن تبولة ...وأطول صينية كنافة وأشغلت وسائل الاعلام كلها غاضة الأنظار عن الأسرى وقضايا مصيرية أخرى .. ثم أسموا التجمع عليه والتهافت حوله ( عرساً شعبياً ) ثم تسابقت النسوة في تطريز أضخم ثوب فلسطيني وسمي الحدث إعلامياً ( عرساً تراثياً ) ولم تتوقف التحديات الكبيرة .. فنحن شعب ليس في دمائنا إلا التحدي .. ولا تنسوا .. كل إنجاز من هذا النوع يأخذنا خطوة نحو الدولة الفلسطينية المستقلة !!!!! وآخر الأكلات الفاخرة التي صنعها الفلسطينيون رغبة في الوصول إلى الدولة المستقلة وتحدث عنها العالم - وبه دخلنا للمرة الثالثة أو الرابعة مجموعة غينس للأرقام القياسية - هو صحن المفتول المتضخم كأورام السرطان .. هذا الصحن الذي فتل الدنيا ... فماذا لو صنعنا أكبر صدر مقلوبة .. بالتأكيد سنقلب به العالم .. ونتمتع برقم قياسي جديد في موسوعة عمنا المرحوم غينس وأقسم أننا سنقلب به الموازين ... ربما يفرج عن الأسرى وتبيض السجون ... ربما نعود بهذا الصحن إلى حدود السبعة وستين .. ربما .. نحصل على الكمية الكافية من مياه الشرب وتنقطع المياه عن المستوطنات وتتوقف الحكومة الاسرائيلية عن بناء المستوطنات .. ربما يفتح شارع الشهداء ..و يعود لنا النصف المسلوب من الحرم ويصبح الدخول والخروج منه هيناً ليناً من غير تفتيش ولا عرقلة .. ربما تتوقف الحفريات تحت المسجد الأقصى ... وقد يتحرر الأقصى إلى الأبد . . من الجائز أن يكون لهذا الصحن أو ذاك .. أهمية عظمى في أحد الأيام ....!!! فجيل اليوم يفخر بالشهداء والجرحى في الانتفاضات السابقة والدماء التي سالت على الثرى من أجل الوطن ... ترى ... بم سيفتخر الجيل القادم ؟؟ !! من المؤكد سيفتخرون بإنجازاتنا وأعراسنا فبعد مئة عام من الآن سيقول أولادنا لأبنائهم بكل فخر .. مستشهدين بموسوعة عالمية كموسوعة غينس : هذا هو شعب فلسطين ... هؤلاء هم أجدادكم وآباؤكم .. وهذه الأكلات الشعبية لنا وليست للإسرائيلين .. ليست لليهود .. لحظة من فضلك .... أقول ربما ... !!! أليس من الغريب أن نفخر بكل هذه ( الإنجازات ) ___ مع الاعتذار الشديد لمصطلح ( إنجازات ) ___ في حين يتعاطى الشعب بكل فئاته صغاراً وكباراً الأكلات الغربية والوجبات السريعة ( الكنتاكي - والبيتزة - الهمبرغر .... ) بشكل كبير وتكثر هذه المحال بشكل واسع في بلادنا ... حتى أن البعض صار يتباهى بأن عشاء البارحة كان وجبة لذيذة من محلات كنتاكي الشهيرة ... أليس من العيب أن نحتفل بأضخم ثوب فلسطيني وملبوساتنا كلها صناعة صينية وتركية ؟!! أليس من العجب ما يحدث أيها السادة ... ؟! أليس من الغريب أن نغض أبصارنا عن الانجازات الحقيقية الرائدة التي حققها طلبة جامعة بولتكنك فلسطين .. ونهتم بصحن المفتول ؟ أليس من المؤسف أن نلهو بصدر الكنافة وأسرانا البواسل يتلقون الضربات على صدورهم وظهورهم وجنوبهم .. ويموتون موتاً بطيئاً في أقبية التحقيق وزنازين الموت ؟ ما هو شعور أسرانا البواسل المضربين عن الطعام لأيام زادت على مئة يوم وهم يسمعون ويشاهدون أخبار هذا الشعب العظيم صاحب أشرف قضية وهم يختلفون وينقسمون على أنفسهم يقيمون عرساً حول صحن من المفتول ؟؟؟ كل حدث يبعدنا عن قضيتنا يسمى عرس .. عرس رياضي .. وشعبي .. وتراثي .. وأخيراً ( عرس ديمقراطي ) لله أنت أيها الشعب ... أتساءل الآن .. إذا كانت هذه كلها أعراس ديمقراطية .. فمتى يكون الطلاق الديمقراطي ؟؟ علنا نحزن .. ونعود إلى رشدنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! تقبلوني .. مع الاحترام تحية ... ناريمان الشريف |
عرب ٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب ٌ…. وضاعوا سلمت يداكي والقلمَ الذي تحملين |
الفاضله الاستاذه ناريمان ..
وضعتِ يدك على جرح غائر فينا .. ودائما اطرح نفس التساؤلات الى متى ؟ ولا جواب بل استنتاج انهم يريدون محو الماضي التليد من عقولنا وتوجيه البوصله نحو التفاهات الوافده واتباعها حالهم كحال الامه العربيه كلها في اتباع ما تريد منا الصهيوامريكيه ولكن يبقى الامل في شعب وصفه الرسول الكريم بالمرابطون .. سائلة المولى ان تكون مرحله عابره لا ولم ولن تترك اثرا في عقول اجيال الامل القادم ففيها يبقى الامل لاننا المرابطون كل التحيه |
لا أخفيك أخت ناريمان أني أايدك في كل ما قلتيه ..
يراودني جواب دائم "أليس من حقهم هم أيضا أن يحتفلوا ..." لكن ما حز في نفسي هو ذاك الشريط الذي أظهر فيه فتيات فلسطينيات يشربن الشيشة وهن يتباهين "أنه حق شخصي.." وكأن طاهرات فلسطين لا وجود لهن إلا في القصص.. عيد مبارك سعيد أخت |
لغة ساخرة تقول الكثير ما بين السطور توقظ النائم والغافل وميت القلب والشعور..اما متى يحدث الطلاق الديمقراطي سيحدث ذلك حتما عندما يرتفع منسوب الوعي ومثل هذا المقال وسيلة مهمة للتسريع في حصول فيضان المشاعر والأحاسيس والتالي وقوع الطلاق سواء كان ديمقراطي او دكتاتوري....* |
اقتباس:
أخي عايد جزيل شكري وامتناني على مرورك الطيب تحية ... ناريمان |
سؤالٌ يتردّدُ صداهُ بـ أُذُن كلّ حُرٍّ باحثٍ عن الحقّ والعِزّةٍ والكرامة
ولكن كم عدُ هؤلاءِ الأحرارِ الذين سـ يوقظهم هذا السؤال ؟؟ عزيزتي ~ ناريمان بورِكَ فيكِ هذا الفِكْرُ النيّر ~ |
أتفق معك في كل حرف أستاذة ناريمان... ولكن !
هل يعلم "المعرسون" حدود أعراسهم؟ ومن هم "معازيمهم" الذين آمنا بانهزامهم في عقر عرسهم، وليس دارهم؟. مازلنا نفرح بكل شيء "كبير"، ونتناسى "أكبر" هزيمة في التاريخ العربي المعاصر: هزيمة الأخلاق والقيم، التي "ربما" لم تسعها موسوعة "جينس"، أيضًا ! أو "ربما" أخفاها "جينس" في "كُمّ" كفنه المطرّز بــ"خيوط" عربية أصيلة ! مودتي أبو أسامة |
اقتباس:
يسرني أنك قرأت سطوري .. رغم أنني حزينة جداً على ما جاء فيها تحية ... ناريمان الشريف |
اقتباس:
أهلاً أخي الجيلالي أشكرك جزيلاً على مرورك وملاحظتك ... اللهم اهد فتياتنا لما فيه خيرهن دنيا وآخرة تحية ... ناريمان الشريف |
| الساعة الآن 05:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.