منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   يغفر لي الله (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16673)

ماجد الملاذي 04-14-2015 01:15 PM

يغفر لي الله
 
يغفر الله لي



ربِّ : إنِّي أسائلُ النَّفسَ حيناً :

هلْ أنا مَيِّتٌ و ما زلْتُ حَيّا؟


وبأنِّي أقضي قِصاصَ حياةٍ

عشتها قبل أن أموت وأحيا

لأعاني (عنْ سالفِ العمرِ) ماأقـْ

ـدَمْتُ فيهِ مِنَ الحَماقةِ غَيّا

أم تُراني (وقدْ عجِزْتُ عن العَدِّ) :

أسيراً في قيده ، منسيّا؟

ليسَ شَكّاً بِما قضَيتَ ، ولكنْ :

ضاقَ عقلي بما أراهُ ، وأعيا !

***

ما لِزهْرِ الرِّياضِ يَعبقُ ( إذْ يأ

تِي الرَّبيعُ الخضيلُ ) : طيباً زكيّا


يمسحُ الأرض بالفتون وبالعطـ

رِ، و يُغْني الحَياةَ بَوحاً ورِيّا

ثم يَذْوي (إذا الخريفُ تراءى) ،

فتَراهُ على الثرى مرْمِيّا

تسْرقُ الرِّيحُ عِطرَه ، ثمّ تَهوي

ببقـــاياهُ للتُّـــرابِ هَــوِيّا


ليتني شفتُه إلى أين يمضي

وعلام اصطفى التراب ثويا


***

أينَ منِّي الغِرِّيدُ يصْدَحُ بالحُبِّ

، و يختالُ في الدُّروبِ حَيِيّا


اين منِّي ذاكَ الذي كنتُهُ بالـ

ـأمـسِ : بَوحاَ وصُحْبَةً ومُحَيّا

أينَ منِّي قصائدُ البَوحِ ،والأيـّ

ـامُ تَطْوي صَحائفَ العمْرِ طَيّا

أينَ ماضِيَّ ؟ أينَ أصْحابُ ، كنّا

فيهِ نَحْسو حُلْوَ السُّلافِ سَوِيّا؟

أين أمْسَتْ رفيقةُ العمْرِ ( مجو

دٌ) ؟ وأينَ انتهتْ لمى وثُريّا؟

***

ويحَ نفسي ، أبعدَ هَذا التَّغَنّي

يبرمالحكمُنافذاً مقضياً


وأُوارَى ، مُطَوَّقا ، يَلجِمُني المو

تُ ، كأنّي ما كنْتُ في العُمْرِ شَيّا


قصصُ الحُبِّ تستحيلُ رَماداً

، وصَدى صوتي الأجشِّ خَفِيّا

وأجيجي في الصَّدرِ يُنثَرُ في الرِّيـ

ـحِ هُباباً ، و لَهْبـُـهُ مَطْفِيّا

وتَصيرُ الأقمارُ (ساجيةُ الطلـْ

ـعِة) : طَمْراً مِنَ الظَّلامِ دَجِيّا

و يَصيرُ الشادي كأنْ لمْ يكنْ يو

ماً يرودُ الأفياءَ بَوحاً شَذِيّا

***

من عِثارِالحَياةِ : كنتُ أمَنِّي الـ
ـقلبَ دَوماً : أنِّي أعودُ صَبِيّا

لرَبيعٍ ، قطفْتُ من أجملِ القطـْ

ـفِ ، وجُبْتُ الحياةَ ، فيه ،حَلِيّا

فأُدَاني ( إذا استَطعْتُ ) زَماناً ،

كنْتُ أغْزوهُ : مارداً إنسِيّا

وأُساقيهِ من عُيونِ قصيدي،

وأُجوبُ الغَرامَ فيه هَنِيّا

هكذا عِلَّةُ المَشيبِ ، يُخَلِّي الـ

التَوقَ للأمْسِ حافِزاً أبَدِيّا

إنَّما تصْدُمُ الفُؤادَ خَوافٍ

من شُرورِ الدُّنا ، فيَقْنَعُ عَيّا

***

لو تَأمَلْتَ الكونَ والخَلْقَ يَوماً،

أو تَفَكّرتَ في الوجودِ مَلِيّا

راعَكَ النَّظْمُ في الطَّبيعةِ والأفْـ

لاكِ في الكَونِ ( دانِياً وقَصِيّا)

و دَهاكَ البَديعُ في سِرِّنا الزَّا

هي : بهيّا كما الرَّبيعُ ،بَهِيّا

ليس سراً أفضيهِ للناس ، هَلْ في

نِعَــــمِ الله مايَظـَـلُّ خَفِيـّا؟

***

لنْ تُعيدَ الحياةَ للعمرِ ذِكرى
ما أقامَتْ بهِ هَدى ولُمَيّا


برزخٌ هذِهِ الحَياةُ ، يَعيشُ الـ

المرءُ فيها حياتَهُ يَتَهَيّا

فادع ُ لي من المَثوبةِ غُفرا

ناً وعَفْواً من الرّحيمِ علِيّا

واسْكبِ العِطرَ فوقَ جيديَ أطيا

باً ( تثيرُ الشُّجونَ ) : سَكْباً سَخِيّا

فمِنَ النَّظمِ ما يُباحُ ليَحكي

سيرةَ الحبِّ بُكْرَةً وعَشِيّا

***

(ربِّ إنِّي آمَنْتُ بالحقِّ ،والإسْـ
ـلامِ ديناً وبالحبيبِ نبيَّا)

أنـتَ أدْرىَ بِما أُسِرُّ ، وما أسْـ

ـرَفْتُ عُمْري ، وما فعَلْتُ فتِيّا

فارْسُ بي شاطئ الخلاص ، فإني

كنت غِرّاً ، غفوَ الضمير ،عَتِيّا

واعْفُ عَنِّي ، واسْتُرْ مَخازِيَ أيَّا

مي ، فإنِّي ما لي سِواكَ وَلِيّا

تلكَ أيَّامُ غفلةٍ . أسأل الرحـ

ـمن فيها أن لا أصار شقيَّا

وَ يُثيبَ الغفورُ صالحَ أعْما

لي بأجْرٍ من العَطاءِ ثَريّا

أتَرَجّى مِنْهُ الجِنانَ مَلاذاً

و بآلاءِ فَضْلِهِ أتَفَيّا



***



الساعة الآن 10:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team