منتديات منابر ثقافية

#بعثرة
كنت مرهقة ، اختنقت و ضجت الكلمات في صدري ، لكن الشعور كان أكبر من الكلام ، شعرت بالعجز، بالضياع ، تبعثرت أشلائي هنا و هناك .. لماذا استسلمت الآن.. لم كل هذا الهوان.. لممت شتات نفسي و جئتك أيها البحر الهائج ، كنت تصرخ غضبا ، أتيتك لأشفق على حالي فوجدتني أبادر بالسؤال عن حالك ، قلت لي حينها أنك مللت من ترهات القلوب الحائرة التي يلقيها عليك أصحابها.. مللت من شكاويهم و حكاياتهم المأساوية التي يقصونها عليك صباح مساء ، لكني فهمت ما قيل بين الكلام.. كنت وحيدا يا بحر.. لم يكن همك أنك سئمت شكواهم أكبر من كونهم يرحلون بعد جلستهم الاستشفائية و لا يعودون ، يجعلونك تبدو مميزا في البداية ثم يغادرون و كأن شيئاً لم يكن ، و كأنك يوما لم تكن ، نظرت اليك و نسيت ما كنت بصدد قوله و ما كان يعتريني.. و كيف لا أنسى و صوت أنينك قد زعزع كياني و سلب اللب من عقلي ، شعرت بك و أنت تقول : اقتربي.. اقتربي قليلا بعد.. فلم أتردد ، لامست مياهك الباردة و سمحت لامواجك بانتشالي... لكنها أغرقتني.. الى أعماقك ساقتني.. كانت صورة الشمس و هي تغرب آخر شيء أتذكره عن ذاك العالم العلوي..