قلب حزين
 

كثيرة هي مناسبات الحزن في حياتي.. لعلك أنت أبرزها.. صدفة التقيتك في زحمة العمر.. نسجنا معا خيوط قصة جميلة اسمها الحب.. نسجناها لنعيشها معا.. طافت بنا أحلام وردية بغد مشرق وهّاج .. لكنها بقيت مجرد أحلام تداعب الأجفان .. ثم ما لبثت هذه الأحلام أن تبخرت وتحولت الى أحزان .. كم كنت ساذجة ..فلم أفكر يوما بسرّ أصرارك على أن تقدّم لي في كل مناسباتي وردة طبيعية ..حمراء أو صفراء ... ربما لأن لون الورد يبهرني مثلما يبهرني أريجه وعبيره.. لم أفكر بأنك تراهن على ذبول هذه الوردة سريعا.. لكن قلبك ذبل قبل آخر وردة أهديتها لي.

أسكنتني قصورا في الخيال.. فانهارت قصورك فوق رأسي في غمرة ادماني على كل مفردة من مفردات عشقك: أدمنت النظر الى ملامحك.. طلعتك.. عطرك.. لباسك.. صوتك.. همساتك.. ضحكاتك.. خبّأت عمري كله في قلبك فصرت عالمي وحياتي كلها.. أتيتني بعد أمنية وطول انتظار.. وأدمنت وجودي معك.. فسافرت في دمي وشراييني..

تغيرت حياتي كلها.. صارت حياة جميلة .. يبدد ظلامها فرح وآمال.. ما كنت أعتقد أنها مجرد أوهام.. وما دار بخلدي أنني ألهث خلف السراب .. لكنه الظمأ في صحارى العمر الموحشة.. حتى السراب يبدو له رونق أخّاذ كلما جف الريق وازداد الظمأ..

ها أنت تغيب مثلما يغيب الفرح.. ومثلما تسافر البسمة عن الشفاه.. تغيب وتبتعد دون أن أسمع منك كلمة.. دون أن أرى يدك تلّوح لي من بعيد .. ها أنت تفارق.. ولا تفارق.. فلئن غابت كلماتك فسيبقى صوتك في أذنيّ.. ولئن ابتعدت فستبقى صورتك.. تختفي ويبقى طيفك حاضرا في العقل والقلب..

سأجمع بقايا الذكريات .. سألملمها دون أن أنسى منها شيئا .. سأرسم صورتك على جدران غرفتي.. سأحاور هذه الصورة كل ليلة بالدمع تارة وبالأبتسام تارة أخرى.. وسأشد رحال الحنين وأسافر اليك دون أن أبرح مكاني خطوة واحدة.. فمهما نأت بك الأسفار فأنت في قلبي.. تحرسك وتحبسك فيه الضلوع..

أواه من فراقك .. جعلني أهذي.. هل سيأتي العيد من غير أن تكون معي.. كيف لي أن أستقبل المطر بمفردي.. وكيف للربيع أن يأتي وأنا وحيدة..كيف لي أن أسهر والقمر .. وقمري غائب.... ها هو الحنين يطرق بابي.. وأخاف أن ينسحب بساط الزمن من تحت أقدامي وأنت بعيد.. فلا أراك..

هل ستجمعنا دروب العمر ذات صباح أو مساء.. فأراك بصحبة فتاة أخرى.. ممسكة بيدك أو ممسكا بيدها.. أنظر اليك فلا تعرفني.. ولا تسمع صوت الماضي يناديك بأعلى صوته .. تتجاهله وتمضي معها .. عمري يناديك.. قلبي يناديك.. أفلا تسمع نداءات قلب أقسم ألا يحب غيرك.. ربما ألفظ أنفاسي دون أن أراك.. وأفارق هذه الدنيا ويرحل معي حبك.. ربما يصلك نبأ موتي.. وتحضر كالغرباء.. فلا ترى الا قبرا ضم من ضمت حبك فسافر معها في لحدها....

أمانا لو زرت قبري فلا ترق دمعة .. فدمعك أغلى من الدرر.. لا أطلب منك الا أن تترحم عليّ فارفع أكفك للسماء فيكفيني أن تترحم على من أقسمت بأن تحبك.. وبرّت بقسمها..


(رشة عطر)

مدهشة هي الأنثى حين تحبّ، مدهشة هي حين تبوحُ بما يجول في خوالج صدرها، مبهرة هي حين تُريقُ دماء مشاعرها وخواطرها فداءً لمن تحبّ للغائب الذي قد لا يعود، إنها الدنيا تفعل ما تريد بقلوبنا، فتارة تسعدها وتاراتٍ تتعسها، ولا يبقى من هذه العواصف العشقية سوى حرفٌ يحمل على كاهليهِ عناء قلوبنا.

الأستاذة الفاضلة
هذا نصّ ماتع لذيذ رغم مرارة مشاعره إلا أنّ حروفه من سكّر أجدتِ صياغتها.
مودتي وتقديري
مطر

حتى السراب يبدو له رونق أخّاذ كلما جف الريق وازداد الظمأ..
* جميل ما قرأت هنا .. شكرا لك .. مودتي .

الاستاذ مطر ابراهيم

بعد قسط من التأمل ورشفات من قهوتي...هدوءٌ ...... عشته هنا بين أنسام تلك الحروف...يا للاسف لم يسعفني حرفي في انتقاء ما يليق ببهاء حضورك...باقة من رياحين الربيع لك..ودعوات من القلب ان لا تفارقك الابتسامه...

احترامي ومودتي

الاستاذ محمد عبد الرزاق عمران
فاح عطر حروفك ليملأ المكان باريج لا يشبه الا ياسمين أيلول رقة وعذوبة وشذى

مودتي واحترامي

الاديب محمود عباس مسعود
تنعدم الكلمات و تصير يتيمة و انا ابحث في الحروف لاصف لك حرفاً يليق بديوان بوحك
أطقطق اصابع الكتابة ولا اجد ما يليق بك , هل تكفيك شكراً من القلب

راما بوح راقي أعجبني كثيرا
لك باقات الياسمين

العذبة حنان عرفه
اهلاً بك
تشرفت بحضورك
مدائن ياسمين لروحك

أختي الفاضلة راما حفظها الله

بوح شفاف وأنيق

تبقى الذكريات هي كل ما لدينا أحياناً ،

تحيتي وأحترامي