الموضوع
:
أرض النساء
عرض مشاركة واحدة
12-20-2011, 04:41 PM
المشاركة
16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع ...قراءة معمقة لنص ارض النساء " الجزء الثاني ":
هناك تحت أضواء المدينة وبين زحام المارة .. أمنية لا تزال تلفظ أنفاسها .. تتمنى
على النور أن يعطيها قبساً .. هو الحلم لا يزال حياً في قلوب النساء منذ أعوام
..
ألف عام ولا تزال كما أنت .. أتيت من نجم بعيد .. لتحل بيننا كتمثال.. لكنه بديع
..
أي امرأةٍ من النساء أكون؟ كان يجب أن لا
أقحم
ليال بين صديقاتي
الأخريات اللاتي لا يكترثن
بمشاعر
غيرهن.. ولا يفهمن سوى
العبث
وال
سخرية
من بعضهن
..
أو ليتني لم أنقل أية تفاصيل عنها
..
هكذا كنت أحدث نفسي
فيما كنت
منشغلة
ب
ترتيب
المنزل بعد
مغادرة
صديقاتي, وأما زوجي وائل فقد
وصل
هو الآخر بعد أن قضى
سهرته بين أصدقاءه في المنتزه....وبينما كنا
نشاهد
التلفاز ..
أحس
بشرودي وعلامات
الضجر
باديةٌ علي
..
-
كيف كانت السهرة ؟
-
آه .. لا تذكرني
-
هل حدث
شيء ؟
-
لا أعرف .. لماذا لا تسير الأمور على ما يرام .. في كل مرة .. لابد أن
تتضايق
إحداهن من أخرى ولو كان أمراً تافهاً
-
الحمد لله أنني رجل
-
فعلاً
..
الحمد لله أنك رجل .. فأنت لا تنقصني
-
كما هي عادتك .. تتضايقين بسرعة
..
سادت لحظات
صمت
معدودة لم أستطع إلا قطعها في
بث ما يؤرقني
-
لا
أعرف ..
شعرت
أن ليال غير منسجمة مع البقـية
..
-
وما الداعي لهذا
الشعور
؟؟ هذه
المرة الأولى التي تأتي فيها منزلنا .. هل يعرفون شيئاً عنها؟؟
-
لا .. هو مجرد
شعور
.. ربما كانت الأجواء جديدة عليها
..
رد وائل وهو
منشغل
بتقليب محطات
التلفاز
-
أو ربما بالفعل لم تنسجم .. بالكاد تهتم بأمور زوجها
وأولادها
-
وائل .. وكأنني لا أهتم بك أو بالأولاد
..!
-
ههههههه .. نعم
تهتمين .. ولكن تختلف السيدات في أهتمامهن وأولوياتهن .. يا سيدتي
..
نظرت
إليه نظرة
استنكار
.. فأنا لازلت مقتنعة بأنه كباقي الرجال ..ليس له إلا كلمة أو
موقف يبني عليه أحكامه .. دون أن يكلف نفسه عناء المناقشة أو الحوار
..
-
اطمئن يا عزيزي أنت من أولى اهتماماتي
-
أوووووه ... حقاً ؟؟ كم أنا
سعيد
..
شكراً على كل حال
-
عفواً
إذ نعبر متن النص الثاني نسمع صوت الراوية بطلة القصة ( ياسمين) وهي تلوم نفسها على ما فعلته بصديقتها ( ليال ) حيث نجد أن القاصة تستثمر هذا الوصف لاستكمال بناء الشخصية لبطلة النص (ياسمين) وفي نفس الوقت البدء بإضافة الرتوش لبناء شخصية ( ليال ) التي تبدو بأنها ستكون نقيض البطلة
antagonist
. ثم تقوم الكاتبة بإدخال شخصية جديدة وهي هذه المرة شخصية ( وائل ) زوج ياسمين...وتستمر الكاتبة الحوار الذي يدور بينها وبين زوجها لتقديم مزيد من المعلومات حولها وحول نقيضها ( ليال ) ومن ثم حول الرجل الذي لا نعرف ماذا سيكون دوره في الرواية..لكن مجرد حضوره من خلال هذا النقاش جعل الحدث يبدو واقعيا، وجعل النص ينبض بالحياة...كما ان الكاتبة تستثمر الحوار ربما لتلقي الضوء حول الطريقة التي يفكر فيه الرجل مقارنة مع المرأة وفي ذلك ابراز للتضاد والصراع الذي يجعل النص اكثر حيوية.
ونجد ان الكاتبة حشدت في هذا الجزء من النص كلمات ذات دلاله ولها وقع وتأثير كبير على المتلقي مثل (
أقحم، مشاعر، عبث، سخرية، أحس، ضجر، تتضايق، صمت ، يؤرقني، شعرت، شعور، منشغل، استنكار، سعيد
).
وهي أيضا تستثمر هنا مجموعة من المحسنات مثل استخدام كلمات تستثير المشاعر، وكلمات اخرى تدل على الحركة والنشاط (
منشغلة ، ترتيب
) ، وكلمات فيها تضاد (
مغادرة + وصل
+) ، وكلمات تستثير الحواس (
احدث نفسي+ كنا نشاهد+ نظرت + نظرة
).
ونجد أيضا آن هذا الجزء من النص يكشف لنا عن أنواع ثلاثة من الصراع..أولا صراع نفسي داخلي في نفس البطلة ( ياسمين) حيث نجدها تلوم نفسها على ما فعلته بصديقتها الجديدة (
هكذا كنت أحدث نفسي)
، وثانيا صراع بين الزوج وزوجته حول الأولويات (
نظرت
إليه نظرة
استنكار
.. فأنا لازلت مقتنعة بأنه كباقي الرجال ..ليس له إلا كلمة أو
موقف يبني عليه أحكامه )
، وثالثا صراع بين البطلة ونقيضتها ويظهر ذلك من خلال الحوار الذي دار بين ياسمين وزوجها وائل.
يتبع،،،
رد مع الإقتباس