( أمّتي )
أمتي هل لك بـــــــين الأمم
منبرا للســـــــيف أو للقلم
***
أتلقاك وطرفـــــــي مطرق
خجلا من أمـــــسك المنصرم
***
ويكاد الدّمع يهـــــمي عابثا
ببقايا كـــــــــبرياء الألم
***
أين دنياك التـــــي أوحت إلى
وتري كلّ يــــــــتيم النّغم
***
كم تخطيت عــــــلى أصدائه
ملعب العزّ ومــــــغنى الشمم
***
وتهاديت كــــــــأني ساحب
مئزري فوق جــــــباه الأنجم
***
أمّتي كم غــــــــصة دامية
خنقت عــــــــلاك في فمي
***
أيّ جرح في إبـــــائي راعف
فاته الأســــــــى فلم يلتئم
***
ألأسرائيل تــــــــعلو راية
في حمى المــــهد وظلّ الحرم !
***
كيف أغــــضيت على الذّل ولم
تنفضي عنــــــك غبار التهم
أو ما كنت إذا الـــــبغي اعتدى
موجة من لــــــهب أو من دم
***
فيم أقدمت وأحــــــجمت ولم
يشتف الـــــــثأر ولم تنتقمي
***
أسمعي نوح الــــحزانى وأطربي
وانظري دمع الــــيتامى وابسمي
***
ودعي القادة فـــــــي أهوائها
تتفانى في خـــــــسيس المغنم
***
ربّ " وامعتــــــصماه " انطلقت
ملء أفواه الـــــــــبنات اليتّم
لامست أسمـــــــــاعهم لكنها
لم تلامس نــــــــخوة المعتصم
***
أمتي كم صــــــــــنم مجدته
لم يكن يحـــــــمل طهر الصّنم
***
لا يلام الذئــــــــب في عدوانه
إن يك الرّاعــــــــي عدوّ الغنم
***
فاحبسي الشكـــــــوى فلولاك لما
كان في الحــــــــكم عبيد الدّرهم
***
أيّها الجندي يــــــــا كبش الفدى
يا شعاع الأمــــــــــل المبتسم
***
ما عرفت البــــــــخل بالروح إذا
طلبتها غصـــــــص المجد الضمي
***
بورك الجّرح الـــــــــذي تحمله
شرفا تحـــــــــــت ظلال العلم
( عمر أبو ريشة / لبنان )