الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
01-01-2012, 02:31 AM
المشاركة
140
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,393
.... إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيْقِ العَصَا ....
قالوا : هذا من قول غُنَيَّة الأعرابية لابنها ، وكان
عَارِماً كثيرَ التلفت إلى الناس ، مع ضعف أَسْرٍ
ودقَّة عظم ، فواثب يوماً فتى فقطع الفتى أنفه ،
فأخذت غُنَيَّةُ دِيَة أنفه فَحَسُنَتْ حالُها بعد فقرٍ مُدْقِع ،
ثم واثب آخر فقطع أذنه ، فأخذت دِيَتَها فزادت
حُسْنَ حال ، ثم واثب آخر فقطع شَفَته ، فأخذت
الدية ، فلما رأت ما صار عندها من الإبل والغنم
والمَتَاع ، وذلك من كَسْب جوارح ابنها حَسُن رأيُها
فيه وذكرته في أرجوزتها فقالت :
أَحْلِفُ بالمَرْوَةِ حَقَّاً والصَّفَا
أنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا
قيل لأعرابي : ما تَفَاريق العصا ؟ قال : العصا
تُقْطع سَاجوراً ، والسَّوَاجير تكون للكلاب وللأَسْرى
من الناس ، ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتاداً ،
ويفرق الوتد ، فتصير كل قطعة شِظَاظاً ، فإن جعل
لرأس الشِّظاظ كالفَلَكة صار للبُخْتي مِهَاراً ، وهو العود
الذي يدخل في أَنْف البُخْتي ، وإذا فرق المِهار جاءتْ
منه تَوَادٍ ، وهي الخشبة التي تشد على خِلْفِ الناقة إذا
صُرَّتْ ، هذا إذا كانت عصاً ، فإذا كانت قَنَاة فكل شَق
منها قَوْس بندقٍ ، فإن فرقت الشقة صارت سِهَاماً ، فإن
فرقت السهام صارت حِظاء ، فإن فرقت الحِظاء صارت
مَغَازل ، فإن فرقت المغازل شَعَبَ به الشَّعَّابُ أقداحه
المَصْدُوعَةَ وقِصَاعه المشقوقة على أنه لا يجد لها أصلح
منها وأليق بها .
يضرب فيمن نَفْعُه أَعَمُّ من نفع غيره .
رد مع الإقتباس