عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2012, 09:31 PM
المشاركة 3
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لتقديرك أ. محمد الصاوي على هذه المداخلة التحليلية والسياسية والتوصية الختامية نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحب أن أنوه إلى مغالطة إلقاء البرادعي لحصاة في الماء الراكد.. فالماء كان متموجا بشدة من قبل البرادعي بعقود، والحصى شارك في إلقائه الإخوان والسلفيون والناصريون وجريدة الشعب، ثم حركة كفاية وجريدة الدستور وقناة الجزيرة وغيرهم.
والأهم من كل هذا، أن الاحتجاجات خرجت لأول مرة من النطاق السياسي إلى النطاق الشعبي طوال السنوات العشر الماضية، فرأينا أكثر من عشرة آلاف إضراب واحتجاج عمالي ومهني، وأحرق عمال غزل المحلة صورة مبارك لأول مرة عام 2008 في مشهد كان يجب أن يشعره بدنو نهايته، ونام العمال والموظفون على رصيف مجلس الشعب لشهور في مشهد لم نره من قبل.. كل هذا حدث دون أي تدخل من البرادعي أو دور له.
أما الصخرة الهائلة التي سقطت على البركة فأثارت الطوفان فيها، فكانت هروب ابن علي فجأة ونجاح ثورة تونس، وبدونها كانت الثورة المصرية ستحتاج لعدة سنوات أخرى، وكنا جميعا نتوقع أن تحدث الثورة بعد التوريث بفترة، وكانت الصورة السائدة أنها ستكون ثورة جياع مدمرة تواكب انهيار الدولة كلها وليس النظام فقط!
باختصار: البرادعي كان مجرد ذرة رمل ألقيت في بركة متماوجة بالفعل، وأنا أهاجمه منذ بدء ظهوره على الساحة، لأنه بدا لي كمن هبط بالمظلات ليقود المسيرة بلا أي جهد، وكنت أقول عنه منذ ظهر أنه مجرد "استبن" احتياطي أمريكي تحسبا لاحتمال فشل مشروع التوريث، وكان مبرري لهذا بسيطا وواضحا: أنه رفض أن ينافس مبارك أو جمال في الانتخابات رغم إلحاح الأحزاب عليه للترشح، مما يعني أنه جاء ليكوّن رصيدا جماهيريا دون أن يشكل أي خطورة حقيقية على مشروع التوريث، ولهذا لم يمنعه مبارك من الحضور أو الذهاب، ولا حبسه ولا استجوبه ولا صادر أمواله ولا اعتقله وعذبه، كما كان يفعل مع باقي خصومه الحقيقيين!!
شكرا لك مرة أخرى..
تحياتي