عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3419
 
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية

عبدالأمير البكاء is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
342

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة
العراق / النجف الأشرف

رقم العضوية
8844
02-19-2012, 03:17 PM
المشاركة 1
02-19-2012, 03:17 PM
المشاركة 1
افتراضي روعة حبنا وتفاهة حبهم /بقلم عبدالأمير البكّاء
إزدحم جهازي النقال وموقعي في النت قبل أيام ، برسائل تحمل لي التهاني والتبريكات ، والورود الحمراء والقلوب الزاهية الألوان
، مرسلة من قبل بعض الأصدقاء والصديقات والمعارف ، يهنئونني بمناسبةٍ لم أعهدها من قبل ، ولم أستسغها يوما ، لأنها مناسبة طارئة وغريبة علينا وعلى عاداتنا وتقاليدنا ، إذ لم يصادفني أحد مذ وعيت وهو يصافحني ويعانقني ، لأنه أحبني في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، فجاءني ( لتثبيت !) ذلك الحب بمناسبة عيد الحب ! ولم أرَ يوما مسلماً عانق مسلما ، مباركا إياه بإضافة عيد جديد لأعياد الفطر والأضحى ورأس السنة ! لذا فإن ما نعانيه نحن المسلمين ، ومنذ احتلالنا من قبل الأجنبي غير المسلم ، هو اننا ننظر الى ذلك المحتل نظرة الإعجاب والإنبهار ، واعتباره القدوة الحسنة للأفذاذ والعقلاء منا في السلوك والتصرف ، فمادام هو يحتل أسواقنا وبيوتنا بمخترعاته وصناعاته عالية الجودة ، فلابد إذن من أن ننظر الى صرعاته في السلوك والتصرف نظرة المماثَلة في جودة الصناعة والإختراع ، فنركض للأسف الشديد وراءه ، لاهثين لتقليده في الصرعات والسلوكيات التافهة ، غير آبهين أو مدركين أن الأرض التي صلحت لتنمو فيها مثل هذه التوافه هي غير أرضنا ، وأن ناسهم غير ناسنا ، وأن حبهم غير حبنا ! فالحب عندنا مثل الزكام ، لاموعد له ولا مناسبة تُذكرعند الإصابة به ! وإن الحب عندنا هو نسمة ُنعناع منعشة ، تمرُّ على أنوفنا فلا ندعها من دون أن نستنشقها بعمق فتسري في مفاصلنا خمرا معتقا وخدرا ماتعا ، بينما الحب عندهم ليس إلا نزوة عابرة ، يزول مفعوله بزوال ( المؤثر!) ، وبالتالي فإنهم معذورون وفي أمسِّ الحاجة الى مناسبة لتحيي الحب من جديد من بعد اضمحلاله وضموره في الصدور ! وإلا فمَنْ يعطيني من الأخوة المهنئين مثالا لأجنبي إذا ما سقط من يده شيء فجأة صاح باسم حبيبته بصوت عال من دون أن يشعر ؟! أنا وغيري كثير من الوالهين نفعل ذلك ولا فخر! لأننا نموت إن لم نفز بمن نحب ، والذي يخالف مذهبنا هذا فليس منا بل هو من فئة مخترعي عيد الحب المزيف الذين باتت حبيبتهم رقما ضمن قائمةٍ تنضح فسقا وفجورا كلما استذكروا مفرداتها بالتفصيل .
دمتم أحبتي المنابريين على المودة الدائمة والحب النقي الذي ترغبون . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته