عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 03:12 PM
المشاركة 13
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

توفيت خديجة , رضي الله عنها , في السنة الثالثة قبل الهجرة ( 621 م ) وكانت وفاتها ووفاة أبي طالب ( عبد مناف بن عبد المطلب )

عم ِّرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عام واحد , فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ذلك العام ( عام الحزن )

وظل ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد ذلك يذكرها , ويكرم كل من يلوذ بها حتى أثار هذا غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها

فقالت : ما غِرت على امرأة للنبي ّ - صلى الله عليه وسلم - كما غرت من خديجة لما كنت أسمعه يذكرها - وقد هلكت قبل أن يتزّوجني

أمره الله أن يبشرها ببيت ٍ من قصب ٍ .

وكان يذبح الشاة فيهدي خلائلها , منها ما يسعهن .

قالت : فربما قلت له : كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة . فيقول : ( إنها كانت , وكانت , وكان لي منها ولد ) .

قالت عائشة - رضي الله عنها - استأذنت ْ هالة بنت خويلد , أخت خديجة , على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فعرف استئذان خديجة , فارتاع لذلك , فقال : ( اللهم هالة ) قالت : فغِرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ٍ , حمراء الشدقين ,

هلكت في الدهر , قد أبدلك الله خيراً منها .

وقد نقل علي ّ - رضي الله عنه - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم , في بيان مكانتها : ( خير نسائها مريم ابنة عمران , وخير نسائها خديجة )

عن عائشة , رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم , كان إذا ذبح الشاة قال : ( أرسلوها إلى أصدقاء خديجة ) فذكرته له يوما ً

فقال : ( إني لأحب حبيبها ) . صحيح مسلم

وروت عائشة - رضي الله عنها - قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم :

( من أنت ِ ؟ )

قالت : أنا جثامة المزنية .

قال : ( بل أنت حسانة المزنية , كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف أنتم بعدنا ؟ )

قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ,

فلما خرجت , قلت : يا رسول الله , تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ .

قال : ( إنها كانت تأتينا زمن خديجة , وإن حسن العهد من الأيمان ) .

يتبع إن شاء الله ..


كتاب أمهات المؤمنين لمحمود شاكر