رحمة الله على المروءة !!!!
يروى أن أعرابياً أضاع ناقته في الصحراء فتقطعت به السبل .. فالتقى رجلاً عابر طريق .. فتعلق الأعرابي به .. فحمله الرجل على فرسه ومشى هو خلفه .. فما كان من الأعرابي إلا أن شدّ لجام الفرس وهرب تاركاً صاحبها يتلظى في حر الصحراء خلفه .. فصاح الرجل بالأعرابي أين تذهب وتتركني يا رجل ؟ أهذا هو جزاء المعروف ؟
لم يكترث الأعرابي لكلامه ومضى .. فصاح الرجل : خذ الفرس ولكن إياك أن تخبر احداً بما فعلت بي .. حتى لا يعتقد الناس أن المروءة قد ماتت...!!!!!!!!!!!
لم يخبرنا الأعرابي بفعلته حتى الآن ولكننا عرفنا أن المروءة قد ماتت
وهاكم الدليل :
في سوريا .. المسلمة العربية
الأطفال يذبحون كالبهائم .. والعالم يتفرج
والسجناء يقتلون داخل السجون .. والعالم يراقب
النساء والصبايا يُغتصبن على مرأى ومسمع من أهاليهم .. ورجال الافتاء يصدرون الفتاوى بجواز إجهاض الصبايا
آلاف المشردين الباحثين عن الحياة في تركيا والأردن والدول المجاورة
والعالم يغض الطرف
كل ما يجري يؤكد صحة المثل الشعبي القائل (كل واحد بدير النار على قرصه )
فما يجري في سورية العربية لا يعني مصر ..
وما يحدث في العراق من تفجيرات وقتلى بالجملة .. لا يهم تونس
وما يجري باليمن لا يعني السودان .. وهكذا
كل من هذه الدول يعيش بمفرده في حارة ( كل من إيده إله ) .. وكل منها يقول ( الله يعينا على مشاكلنا وفينا اللي مكفينا )
وحتى اللحظة .. لم تكن مشاهد الموت والقتل والدمار والذبح في سوريا كافية لتحريك المشاعر الانسانية في عالمنا العربي
أما الولايات المتحدة ( مختار العالم ) وإزاء كل ما يجري .. تراقب عن كثب مخزون سوريا من الاسلحة الكيماوية و"تتشاور بشكل مكثف" مع جيران دمشق للتأكيد على القلق ازاء الامن بسبب هذه الاسلحة ومسؤولية سوريا عن تأمينها.
إن ما يجري في العالم العربي اليوم .. وما يحدث من ردود أفعال باهتة تذكرني بالقول ( قرأت كثيراً عن مضار التدخين .. لذلك قررت الامتناع عن القراءة ) لذلك تراهم يخوضون في أحاديث ومشاكل أخرى وكأنهم لا يسمعون !!!
وتحضرني هنا كلمات الشاعر يوسف الخطيب إذ يقول :
( الفاتحة )
1
مَعاً ، أَيها الصَّحْبُ ، فلنقرأ " الفاتـحـهْ "
على روحِ دهرٍ.. من القهرِ..
غَـيَّـبَهُ الموتُ سبعينَ باعاً
بأعْماق مقبرةِ الأَبَدِ، الليلةَ البارحهْ..
وفي عُرس جيلٍ .. جديدٍ ..
غَرَسناهُ بالدِّمِ، والدمعِ
فانشقَّ ،عن جِذرِهِ ، كَبِدُ الصخرِ
واختطَّ عَـقْدَ قِرانِ المصيرِ
بِزَوبعـةِ الـقـَدَرِ الجامـحـه ..
2
معاً، أَيها الصحبُ ، فلنقرأ " الفاتـحـهْ "..
أَهِيلُوا الترابَ على " شُعراءِ البلاطِ "
وَخِصْيانِ ماضي الزمانِ
وَكُـلِّ قياصرةِ الشمعِ ..
قد عَـفَّنتْ جُثَثُ الـخَيْبةِ الكالحهْ ..
تحية ... ناريمان