الموضوع
:
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
01-02-2013, 11:02 AM
المشاركة
44
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
اعترافات زينو
الموت هو من أكثر الموضوعات التي تحفل بها أعمال الشعراء والروائيين والمسرحيين المحدثين. فوعي الإنسان بان حياته لها بداية ولها نهاية دفعه إلى تأمل القوى التي تقف وراء الوجود ومعنى الوجود وطبيعته. وبالرغم من أن كل كاتب يعالج قضية الموت بشكل مختلف فإن النقاد والباحثين توصلوا إلى جملة من الطرق التي تعالج بها فكرة الموت في الأدب.
قدم الكتاب المحدثون الموت على انه المشكلة الوجودية النهائية التي تثير كثيرا من القلق لأنها تفتح طريقا لاكتشاف الذات. كما أن الموت يمكن فهمه في سياق اكبر يتمثل في انه جزء من دورة طبيعية من الفناء والتجدد. وقد عالج بعض كتاب الكوميديا السوداء والكتاب العبثيين الموت بشكل هزلي وجعلوه فكرة تبعث على الضحك. ومع ذلك فان هؤلاء الكتاب يدركون أن الموت موضوع على درجة عالية من الجدية. ويحمل الموت في الأدب العديد من المضامين الرمزية، فارتبط بالهروب والانسحاب فأصبح بذلك مصدرا من مصادر المعاني في الأدب.
احتل الموت في الرواية والقصة القصيرة الحديثة مكانا بارزا. يرى النقاد في أعمال فرانز كافكا
Franz Kafka
ودي اتش لورانس
D. H. Lawrence
اهتماما وجوديا بمشكلة الموت التي تقف وراء حالات من الاستلاب والخوف والانسحاب والتقوقع في داخل الذات من اجل تجنب مواجهة قوى الموت والفناء. والموت في أعمال الكتاب المحدثين يرتبط في الغالب بأفراد تتعاون قوى داخلية وخارجية لفصلهم عن الإنسانية على نحو رمزي. ويرى الباحثون أن اهتمام الكتاب المحدثين بدراسة الموت يفتح لكثير منهم الطريق أمام فهم أكمل للحياة وكيف يحياها الإنسان.
ففي أعمال كتاب من امثال غيرترود شتاين GertrudeStein وايتالو سفيفو Italo Svevo وخاصة في كتابه – اعترافات زينو- يفضي التأمل والبحث في محدودية الحياة البشرية إلى فهم الهوية الشخصية وإلى الكشف عن معنى الحياة. وقد استعمل الكتاب المحدثون الموت كاستعارة ساخرة للحياة والفن في القرن العشرين، فالموت يتسلل إلى ثنايا القصة والى عقول الشخصيات ويرسم شكلا عبثيا لقصر حياتهم ولا جدواها.
وتمتد أشكال الهزل الأسود في الرواية إلى ميدان الدراما فيبحث كتاب الكوميديا المأساوية ومسرح العبث من أمثال ساميويل بيكيت
Samuel Beckett
ويوجين يونسكو
Eugène
Ionesco
وهارولد بنتر
Harold Pinter
الجانب الهزلي للموت. ومع ذلك فان النقاد اكتشفوا كثيرا من التنوع في كتابات هؤلاء المسرحيين. يعتقد بيكيت انه في وجه عجزنا عن فهم الموت ومعناه لا يسعنا إلا أن نضحك من عبثية هذا الكون. ويرى النقاد أن يونيسكو في معالجته لفكرة الموت أكد معنى الحياة وجدواها. أما يوجين أونيل
Eugene
O’Neill
وتنيسي وليامز
Tennessee Williams
فاستعملا الموت لتتويج الحدث المأساوي على خشبة المسرح وانهائه. وقال الناقد فيليب ارماتو إن مسرحيات تنيسي وليامز هي بحث شاعر عن حل للمشكلات التي تولدت من وعي الانسان بحتمية الموت. بينما رأى ناقد اخر هو روبرت فيلدمان ان مسرحيات يوجين أونيل تعبير عن الشوق إلى الموت هربا من آلام الحياة.
هذه المواقف من الموت تنعكس في الشعر كذلك. ويرى النقاد أن أكثر الشعراء الذين بحثوا في الموت هم الذين كتبوا أشعارا اعترفوا فيها بمكنونات نفوسهم من امثال سيلفيا بلاث
Sylvia Plath
وآن سيكستون
Anne Sexton
وروبرت لويل
Robert Lowell
وجون باريمان
John Berryman
. في أشعار هؤلاء وأمثالهم يقع الوعي بحتمية الموت في أعماق الخبرة الحياتية، وهي الخبرة التي أدت في حال بلاث وسيكستون إلى الانتحار.
رد مع الإقتباس