_…ـ- * الحب الخالص * ـ-…_ إن من أشق المراحل لطالبي لقاء الحق المتعال ، هو الوصول إلى مرحلة الحب ( الخالص ) له . فإن السائر في أول الطريق يلقّن نفسه الحب ( تلقيناً ) ، ويتصوره في نفسه تصوراً ، ثم يتعالى بعده ( ليستشعره ) واقعاً في نفسه ، مبتغياً بذلك القرب من ذلك المحبوب ، فيستمتع بلوازم ذلك القرب من الطمأنينة في الدنيا ، والأنس في الآخرة . و لكن العبد يترقى إلى مرحلة لا يكون حبه للحق مقدمة لحيازة مزايا القرب ، واستجلاب عطاء المحبوب إلى نفسه ، بل لأجل أنه لا يرى محلاً في قلبه لغير ذكر المحبوب وحبّـه . فإن القلب شأنه شأن باقي عناصر هذا الوجود مخلوق للحق المتعال ، ومن أولى - بهذا الظرف - من خالقه ليحل حبّه وذكره فيه ؟! . فلغة المحب الواصل هي لغة ( استحقاق ) الحق للحب المنحصر من العبد ، لا لغة استحقاق العبد للمزايا المنحصرة في حب الحق . حميد عاشق العراق 25 - 1 - 2013