الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-20-2013, 01:31 PM
المشاركة
951
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
والان مع عناصر القوة في رواية
-19-
الحب في
المنفى
–
بهاء طاهر
–
مصر
-
تدور أحداث الحب في المنفى في بداية الثمانينيات، قبل وبعد
الاحتلال الإسرائيلي
لبيروت
، تحكي بلسان صحفي مصري
ناصري
في الخمسين من عمره، صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيل
رحيل
عبد الناصر
نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد. مر بعدة
اضطرابات في حياته الزوجية إنتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلى
سويسرا
حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعد
تنشر له أي شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر
!
تستمر أحداث الرواية فيتعرف
إلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها. ثم يظهر في حياته أمير خليجي ثري
يحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوي إنشائها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايا
مشبوهة فيبتعد.
-
الرواية خيالية ولكن من خلالها ذكر الكاتب عدد من الوقائع الحقيقية، كقصة
تعذيب بيدرو ومصرع شقيقه فريدي في تشيلي، وما حدث في عين الحلوة بجنوب لبنان حسب
شهادة الممرضة النرويجية (حسب الكاتب فهذه الوقائع حصلت كما هي وهناك نصوص مقتبسة
من هذه الشهادات كما هي)
.
-
يعيب
البعض على الرواية
رتابة الأحداث وبطئها، إلا أنني لم أجدها سيئة إلى هذا الحد لأن الرواية معتمدة على
السرد مما يفتح الباب للبوح سواء بين السارد ونفسه أو بينه وبين الشخصيات الأخرى،
وهذه الجزئية تحديدا قد تكون ميزة في أعين بعض
القراء، وعيبا لدي البعض الآخر - لا قاعدة هنا حيث التفضيل
الشخصي
.
-
علاقة
المثقف بالسلطة، وآثار التحولات
الاجتماعية تكاد أن تكون القيمتين الغالبتين على أدب بهاء
طاهر.
-
واذا أضفناهما ثالثا يشغل بهاء طاهر وهو علاقة الشرق والغرب أو الذات والآخر
لخرجنا بمعادلة تختزل المشروع الإبداعي لبهاء طاهر وهي قضية النهضة والتقدم.
-
في روايته الحب في المنفى يشتغل بهاء طاهر علي نقد الذات الفردية والجماعية برصد خيباتها وفشل مشاريعها
وأحلامها علي أرض الواقع، وخيبات الشخصيات وخيبات الإنجاز العربي ساعيا إلي إزالة
الأقنعة عما يظهر في السطح، وإظهار الواقع والذات العربية علي ما هي عليه
عبر
أسلوبي السخرية والاعتراف
.
-
تشترك شخصيات حب في
المنفي في مجموعة من السمات
:
إنها شخصيات مكتملة، تقدمها الرواية في
لحظة اكتمالها، فيعمل السارد وتعمل معه الشخصيات علي إضاءة ذلك الاكتمال عبر مجموعة
من الاسترجاعات، التي تؤكد أن وراء كل شخصية حكاية دعتها إلي
المنفي
.
-
كل الشخصيات الرئيسية في الرواية تعيش
المنفي الاضطراري، انطلاقا من السارد ومرورا ببريجيت وإبراهيم ووصولا إلي يوسف،
كانت تعاني في بلدها من مشكلة إما مرتبطة بتمسكها بمبادئ تتعارض مع واقعها أو أنها
تحمل أفكارا معادية للنظام، كيوسف الذي هاجر نتيجة اشتراكه في مظاهرة ضد السادات فاضطر للفرار والسارد الذي ظل وفيا لعبد الناصر فتم إبعاده من الجريدة كمراسل
لها بسويسرا. تفضل الشخصيات البقاء في المنفي علي العودة إلي بلدها. أفضل البقاء
هنا علي العودة إلي البلد
.
-
جل الشخصيات لم تختر مصائرها، ولم تختر
الوضع الجديد بالمنفي. تقول بريجيت النمساوية التي تعمل كمرشدة سياحية بجنيف: لم
أختره ولكنه كان العمل الممكن لي كأجنبية في هذا البلد
.
-
فمصائرها ليست بأيديها وتعرف أن ما تقوم
به خارج عن إرادتها، وأنها مجبرة علي فعله: يقول السارد متسائلا عن وضعه: وكنت أسأل
نفسي في دهشة هل ما زلت بالفعل صحافيا له حاسة الصحافي؟ بعد كل السنين التي مارست
فيها البطالة في هذه المدينة الأوروبية أنقل الأخبار الرديئة لصحيفة رديئة؟
-
إن منفي الشخصيات مرحلة انتقالية لكنها
طالت
.
-
يعمل السارد علي تسليط الضوء علي
الشخصيات في لحظة فشلها وانهزام أحلامها علي أرض الواقع، فتؤمن بأنها كانت تحلم
بأفكار لا تلائم الواقع، فتعيش خللا وجوديا، ما بين الواقع والحلم، ودائما ينتصر
الواقع، لتفشل مشاريعها وأحلامها فالسارد كان يحلم بانتصار الثورة واستمرار الفكر
الناصري، وإبراهيم كان يحلم بانتصار الفكر الماركسي، ويوسف الذي كان يحلم بأن يصبح
صحافيا كبيرا لكنه انتهي إلي مشتغل في مقهي بالمنفي
.
-
كل أحلام الشخصيات، إذن تحطمت علي أرض الواقع، حتي بالمنفي عند ما حاول
السارد ومعه يوسف إنشاء جريدة، فاكتشف السارد أن صاحب الفكرة وممولها الأمير حامد
يقوم بأعمال مشبوهة، فهناك فشل في أرض الوطن وخارج
الوطن كبريجيت التي فشلت في
زواجها من إفريقي بوطنها النمسا، وفشلت في الحصول علي عمل بالمنفي، مما جعل الرواية
تركز كثيرا علي خيبات الشخصيات
، وتحاول تقديمها في أوضاع الهزيمة والخيبة، مما
يجعلها تؤمن بفشلها، وتغير قناعاتها وتتخلي عن بعض مبادئها، لتدخل إلي مسارات لا
ترضي بها، مثل السارد الذي أصبح يتقاضي أجرا بدون عمل. هذا الوضع دفع الشخصيات إلي
السخرية من ذاتها ومن واقعها المتردي
.
رد مع الإقتباس