عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2013, 08:52 PM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ومضي الإخوان حتى عصرهم الحالى فى هذا الغلو المتواتر , والذى لم يقف عند حد , فاتخذوا من مؤلفات البنا قدس الأقداس وأصبحت عندهم بديلا للقرآن والسنة وأقوال العلماء على مر العصور , ولم يخل الأمر من صفاقة فى بعض الأحيان ,
فالباحث الإخوانى سامح عيد يروى أنه تعرض للتحقيق الداخلى فى الجماعة عندما ناقش إحدى القضايا وقال ( أخطأ فيها الإمام البنا )
فقامت قيامة الإخوان , ولما سألوه فى التحقيق وعنفوه على هذا القول غير اللائق ! , أحب سامح عيد أن يذكرهم بأن نبي الله موسي عليه السلام فى قصته مع الخضر تعجل الإجابات وأنكر عليه الخضر ذلك ,
فعلق المحقق فى تبجح منقطع النظير ( وايه يعنى يا آخى , سيدنا موسي أخطأ يا آخى فيها ايه )
أى أنهم قبلوا بأن يقال موسي عليه السلام أخطأ , ولم يقبلوا أن يقال هذا بحق البنا ..
وهناك رسالات مختصرة ــ ومؤلفات البنا كلها كذلك ــ ومن ضمنها رسالة ( الأصول العشرين لدعوة الإخوان المسلمين ) وهى كلام لا يغنى ولا يسمن من جوع ومع ذلك صدرت حقها وحق كل رسائل البنا عشرات الشروحات التى عكف عليها كبار الإخوان , وبلغت ــ وفق إحصاء الخرباوى ــ مائة وخمسين مؤلفا , كلها تهتم بشرح وتمحيص مؤلفات البنا الهزيلة واستخراج الدروس والعبر منها ..
فى نفس الوقت الذى لا تجد فيها لعلماء ودعاة الإخوان كتابا واحدا يهتم بالقرآن والسنة شرحا أو تفسيرا أو استخراجا للأحكام !!
ومنذ عدة سنوات قامت قناة ( المستقلة ) التى تبث من لندن ببث برنامجها الشهير للمناظرات العلمية ــ وهو تقليد علمى رفيع للقناة ــ وكان هذا الموسم موعدا لمناظرة بين مختلف الفرق والتيارات الإسلامية حول حقيقة التوحيد وأبعاد خطر الشرك ــ عياذا بالله ــ على المسلم ..
وشارك علماء من الشيعة ومن السلفية ومن الصوفية , واختارت القناة القطب الإخوانى الكبير ( جمعة أمين ) ليكون ممثلا للإخوان فى المناظرة وجمعة أمين هو الملقب بالأمين على الأصول العشرين , واحتدم الجدل والنقاش حول الشركيات التى يرتكبها الصوفية والشيعة فى أضرحة الأولياء والصالحين , وقويت شوكة التيار السلفي فى المناظرة بالطبع لأن التوحيد هو قضيتهم الأساسية التى لو اكتفوا بها وابتعدوا عن السياسة لكانوا بحق أمناء على العقيدة الإسلامية الصحيحة التى تحصر الأدلة بالقرآن والسنة فى مجال العقائد ..
الذى يهمنا فى الموضوع أن جمعة أمين مارس التقية بوضوح فى المناظرة عندما ناصر الجانب السلفي فى المناظرة , لأن حقيقة عقيدة الإخوان أقرب ما تكون للشيعة والصوفية فى هذا الشأن , ويكفي أن حسن البنا نفسه كان صوفيا على الطريقة الحصافية المغالية ,
ليس هذا فقط ..
بل المثير فى جمعة أمين ــ وهو رجل كما ظهر دارس وباحث ــ رغم علميته وإطلاعه , إلا أنه أغرق كثيرا فى الاستشهاد بأقوال حسن البنا , وبدا الأمر كما لو أن أقوال البنا تنافس القرآن والسنة فى مقام الأدلة لا سيما وأن تكرار استشهاده بأقوال البنا تفوق حتى على استشهاده بالقرآن والسنة !!
وحاول بشتى السبل أن يثبت أن البنا كان سلفي العقيدة بينما أصغر طفل فى ميدان البحث العلمى يعلم تمام العلم أن عقيدة حسن البنا شطحت أبعد ما يكون عن فكر السلف الصالح , وكيف لا ومنشأ ومبدأ تأسيس جماعة الإخوان ذاته هو مبدأ يعارض العقيدة الإسلامية ويصادمها , كما شرحنا آنفا !
لكن الرجل وجد نفسه فى مأزق حرج بعد علو كعب السلفيين فى المناظرة ووضوح أدلتهم واتساقها مع القرآن وصحيح السنة , فأحب أن يلحق بالركب ولو على حساب الحقيقة , واستخدم التقية الشهيرة فى ذلك ..

ويظهر التطابق والتشابه التام بين الشيعة الإثناعشرية والإخوان من خلال طريقة تعامل الإخوانى العادى مع التنظيم والقادة , فليس الأمر مقصورا فى مجال الطاعة على نشاط الجماعة أو خدماتها بل يمتد التحكم الكامل للجماعة إلى أدق الشئون الشخصية للعضو
ففي البداية يلتزم العضو بضريبة محددة ــ مثل الخمس عند الشيعة ــ يؤديها العضو الإخوانى ولو كان تلميذا فى المدرسة الإبتدائية ! , يؤدى النسبة المقررة للجماعة شهريا من مصروفه الشخصي !
فالتنظيم يتحكم تحكما كاملا فى حياة الفرد الإخوانى ــ تماما كالشيعى العامى مع المرجع ــ وكافة أموه الشخصية من العمل والزواج وعلاقته بأسرته أو أبنائه أو معارفه وأصدقائه مرهونة لصالح التنظيم وحده , وحسن البنا فى رسالة التعاليم أوضح هذا الأمر بجلاء عندما أعلن للإخوان أن وظيفة كل منهم يجب أن تكون فى خدمة دعوة الإخوان , فإذا تعارضت المصالح يكون التعارض لصالح الإخوان , وجاء المرشدون من بعده فنقحوا وأضافوا حتى وصل الأمر بالإخوانى أن يرهن معارفه وصداقته بهدف واحد وهو تجنيد العناصر التى يراها صالحة للإنضمام للإخوان , فإذا ئيس من ذلك فعليه مفارقتهم فورا ولو كانوا أقرب الناس إليه
ناهيك عن أن الإخوانى لا يستطيع الزواج من خارج الإخوان , وإلا كانت القارعة فى انتظاره والفصل من الجماعة , وهم يسمحون لبعض شبابهم بالاستثناء فى حدود ضيقة , أما نساء وفتيات الإخوان , فممنوع قطعيا أن يتزوجوا من خارج الإخوان مهما كانت الأسباب ( وعلى اللبيب أن يتذكر أن المسلم يجوز له الزواج من أهل الكتاب بينما المسلمة لا يسمح لها قط بالزواج إلا من مسلم , وهذا دليل إضافي على أن الإخوان يعتبرون من هو خارجهم ولو كان مسلما فى عداد الكفر وليس من حقه الزواج من فتاة إخوانية ! )
والمفروض على العضو الإخوانى هنا أن يلغي عقله تماما ويعطله عن العمل إذا تعلق الأمر بأى توجيه يصدر له مهما كانت طبيعته أو حتى مخالفته للدين أو أبسط الحقوق الفردية فى الإسلام ..
ومبدأ الطاعة العمياء بهذا الشكل هو كما قلنا تعريف كامل للشرك بالله تعالى , إذ أصبح القائد الإخوانى حاكما بأمره فيما لا يخصه , بل وتعدى الأمر إلى تقديم أوامر الإمام على أوامر الشرع ذاتها , فالشرع أحل الزواج بأى مسلمة طالما توافر التكافؤ , فيأتى القائد الإخوانى فيحرم ما أحل الله , والله عز وجل حرم القتل ونهى عنه أشد النهى فجاءت تعليمات القائد الإخوانى بالطاعة فى القتل بغير حق , وهذا هو الشرك بعينه ..
وقد حمل الإمام الغزالى على هذا المبدأ حملة شعواء عقب تركه للإخوان , ويقول فى كتابه سالف الذكر عن هذه الطاعة :
( أما الطاعة العمياء لا لشيئ إلا لأن القائد أمر , وأمره واجب النفاذ لذلك , فهذا منكر كبير وجهالة غامضة لا يقرها شرع ولا عقل إنما استكبر من استكبر من الفراعنة والجبابرة لأنهم وجدوا من الرعاع من يسارع إلى إجابة أهوائهم وإطاعة نزواتهم ولو أنهم وجدوا من يناقش أوامرهم ويتريث فى تنفيذها لتريثوا طويلا قبل أن يتمادوا فى باطلهم )
ثم يضيف الشيخ الغزالى :
(إن الجماعات الدينية تغرس حسن الظن فتجعل الناس يتلقون أمرهم بمحمل حسن مطمئنا إلى أنه يطيع فى المعروف ومن هنا جاء فساد الأديان جاء من طراوة الأتباع وتحولهم مع مبدأ السمع والطاعة إلى أذناب لا فكر ولا رأى )
انتهى كلام الغزالى رحمه الله ..
فهذا هو قول وشهادة الغزالى الذى يفاخرنا الإخوان اليوم بأنه كان من أعضائهم , فسبحان الله , لو كنتم تحترمون الغزالى فلماذا تغضبون عندما نصف طاعتكم البلهاء وعبوديتكم لمرشدكم بأنها من فعل الأذناب وأنها شرك بالله تعالى , فهذا هو قول الغزالى عن تجربة , وليس قولنا !
ويضيف الشيخ الغزالى فى كتابه الماتع ( من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى ) بالنص :
( قال لى واحد من أقرب الرجال إلى المرشد , أن الإيمان بالقائد جزء من الإيمان بالإسلام ــ !! ــ ألا ترى أن الله ضم الإيمان بالإسلام إلى الإيمان بالرسول عليه السلام ) ــ انتهى كلام الغزالى ــ
هل رأيتم الطامة والمصيبة الكبري التى يتردى فيها الإخوان , وكيف أنهم جعلوا الإيمان بحسن البنا جزء من الإيمان بالله , قياسا على أن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام جزء من الإيمان بالإسلام !!
هل هناك مفهوم أعظم وأكبر للشرك من هذا القول ؟!
ولهذا كان من الطبيعى أن يصف الغزالى مرشد الإخوان بأنه ( صنم حى ) يأمر فيطاع , ويأتى إليه الأشياع فيطوفوا به ويتمسحوا به !!
ومهما قلنا أو وصفنا درجة التحكم التى يفرضها نظام الإخوان على أتباعهم فلن نصل إلى الدرجة الواقعية , وهى كلها مأخوذة حرفيا من أسلوب الشيعة , فحتى الحركات والسكنات والتصريحات كلها تأتى بأوامر قيادية , ونكتفي بضرب مثال من الشيعة يوضح ذلك ونقرنه بمثال آخر من الإخوان ..
فى المناظرات الشهيرة التى أجرتها قناة المستقلة عام 2003 م بين الشيعة وأهل السنة ,
وكانت أولى مناظرات هذه القناة المباركة وحظيت بانتشار هائل , شارك فيها عدد كبير من علماء الشيعة وعلماء السنة أيضا , وبالصدفة كان من المشاركين بشكل جزئي رئيس حزب الوسط والإخوانى السابق المهندس أبو العلا ماضي , والذى كان ظاهريا بين صفوف علماء السنة ولكنه فعليا أخذ جانب الدفاع عن الشيعة تجاه شراسة الهجوم السلفي الذى شنه المناظرون السنة كالباحث الإيرانى السنى أبو منتصر البلوشي والشيخ عبد الرحمن دمشقية والشيخ الخميس وغيرهم ..
القصد ,
ولأن أبو المنتصر البلوشي إيرانى فى الأصل وله تاريخ مع الشيعة وأساليبهم , فقد كشف أمام الجماهير على الهواء مباشرة عن مفاجأة مذهلة , إذ أشار فجأة إلى أحد المناظرين الشيعة وهو الدكتور عبد الحميد النجدى وسأله :
ماذا تفعل بهذه السماعة المتصلة بأذنك يا نجدى ؟!
وصعق النجدى بالطبع ! وسكت ولم يجب , ليواصل البلوشي قائلا : نحن هنا قدمنا لمناظرة من يمثلون الشيعة , ولا نقبل أن نناظر عالما شيعيا يحركه غيره من وراء ستار كالدمية , فالدكتور النجدى يضع سماعة بأذنه متصلة بهاتفه المحمول المفتوح بخط مباشر مع مرجعه الشيعى الإيرانى يوجهه بها حسب مقتضيات المناظرة , بل يوجه حتى ضحكاته وردود أفعاله !!
وكانت فضيحة بالطبع ..
ومثال آخر فى مناظرة جرت فى مصر على قناة دريم منذ عدة سنوات , و
كانت بين عدد من علماء الأزهر وبين بعض المتشيعين المصريين وعلى رأسهم الدكتور أحمد راسم النفيس والدكتور أحمد هلال ,
ولأن علماء الأزهر كانوا لينو العريكة فى مواجهة الشيعة لأن النظرة العامة فى مصر للشيعة ليست كدول الخليج لخلو مصر منهم , بينما هم فى الخليج أكثرية وقوة قادرة وخباياهم معروفة هناك حتى للعوام , لهذا انتهز أحمد النفيس وأحمد هلال الفرصة ليتلاعبوا بمبدأ التقية , وكاد الأمر ينجح الفعل .. لولا تدخل القدر
ففي الجزء الأخير من المناظرة كان المناظر الأزهرى ــ لسوء حظ الشيعة ــ هو الدكتور عبد الله سمك أستاذ ورئيس قسم العقيدة والمذاهب بالأزهر , وهو بطبيعة تخصصه كان على دراية واسعة جدا بمراجع وأمهات كتب الشيعة , ولهذا لم يمنح مناظره الشيعى الدكتور أحمد هلال فرصة لملاعبته بالتقية , وشن عليه الهجوم بمدفعيته الثقيلة حيث فتح أمامه الكتب الأصلية للشيعة وقرأ منها على الملأ ما يشيب لهوله الولدان ..
ففقد المناظر الشيعى أعصابه وثار ثورة عارمة , ثم انسحب من الحلقة بعد أن فضحهم عبد الله سمك , وفى موعد الحلقة التالية لم يأت أى مناظر شيعى وعندما اتصلت قناة دريم بالدكتور أحمد هلال أبلغهم بأنه جاءته التعليمات من مرجعيته الشيعية فى لبنان بعدم مناظرة الدكتور عبد الله سمك أو الجلوس معه أيا كانت الأسباب !!
ومفهوم بالطبع لماذا جاءت الأوامر بهذا الشكل لأن الدكتور المتخصص فضح حقيقة التقية وكشف الوجه الآخر للتشيع , ولكن الذى يعنينا هو مدى تبعية أستاذ جامعى مثل الدكتور أحمد هلال للتعليمات الواردة من لبنان وكأنها أوامر مقدسة ينفذها ولو على حساب سمعته العلمية وفضيحته بهذا الهروب الفاضح !!
وبالمثل ..
يمضي الأمر تماما مع الإخوان ومن المعلوم قطعا أن أى إخوانى حتى لو كان من القيادات من المستحيل أن ينطق بتصريح ما لم يكن هناك أوامر مسبقة بفحواه أو السماح بإخراجه , ولهذا عندما يحب الإخوان أن يتراجعوا عن أى تصريح يثير المتاعب يحملون العضو القائل مسئولية قوله متخلين عنه على الفور , ويكون على العضو الإخوانى الإمتثال لهذا الإنكار المزرى وتحمل التبعات وحده فى سبيل حفظ صورة الجماعة واستجابة لأوامرها !!
وهذه الطباع المخيفة فى التبعية الصريحة من أبجديات رسالة التعاليم التى نحتها البنا للإخوان , واستحدث القيادات من بعده عشرات مثلها ..

وبالطبع أخفي الإخوان حقيقة هذه المعتقدات المخيفة , ولهذا فإن كتب الإخوان المقررة للدراسة على الأعضاء الجدد والشباب , هى كتب مخفية وغير قابلة للتوزيع , ولذلك أيضا توسع الإخوان فى استخدام التقية ( بالمفهوم الشيعى طبعا ) والتى هى فريضة الفرائض عند الشيعة ومن بعدهم الإخوان
التقية فهى مبدأ شيعى شربه الإخوان بالمفهوم الشيعى شربا تاما , وسنجد مدى تطابق النصوص فى هذا الشأن بين الإخوان والشيعة ,
وللمرة الألف نؤكد على أن المفاهيم الشرعية التى نعرفها نحن أهل السنة تختلف جذريا عن مضمون نفس تلك المفاهيم عند الشيعة والإخوان ,
فالتقية عندنا نحن أهل السنة هى رخصة ــ مجرد رخصة ــ يلجأ إليها المسلم للضرورة القصوى ــ والضرورة بقدرها ــ بمعنى أنه لا يجوز للمسلم أن يكذب ولو على كافر ولو على عدو ــ إلا فى الحرب ــ , ما لم يكن هذا فى سبيل تحقيق مقاصد الشريعة للحفاظ على النفس ومخافة الهلكة أو للنجاة من التعذيب أو الضرر الشديد
مع ملاحظة أن عدم استخدام هذه الرخصة هو الأكثر اعتبارا فى الشريعة الإسلامية , ولهذا تفوق الصحابة الأوائل الذين نالوا أشد النكال ولم ينكروا أو يتنكروا لمعتقداتهم تجاه المشركين ولو حتى بمجرد النطق بالكفر , مثلما فعل بلال بن رباح رضي الله عنه والذى هانت عليه نفسه فى الله عز وجل , فضرب أروع أمثلة البطولة التى عرفها الإسلام عندما تعب وكل المشركون أنفسهم من تعذيبه بينما هو تحت النيران والصهد صابر صامد لا يبل صدى المشركين بحرف واحد ينطقه إلا كلمة ( أحد أحد ) حتى تركوه فى النهاية بعد أن أذلهم أشد الإذلال ..
وهنا لا يعنى ذلك أن المسلم مجبر على عدم اتباع الرخصة فإن اتبع الرخصة لا حرج عليه , لكنه إن أخذ بالعزيمة وهى الصدق يؤجر أجر المجاهدين بلا شك ..
وعندما فقد عمار بن ياسر الوعى من شدة التعذيب بالنار والكى , نطق وهو فاقد للوعى بكلمات الكفر وعندما أفاق ــ ورغم أن النبي عليه السلام صرح له بذلك ــ إلا أنه أغرق فى البكاء والندم وتمنى لو صبر ولم ينطق بالكذب ولهذا لم يأخذ بالرخصة بعدها قط ,
والإسلام أعلى قيمة الصدق والوفاء بالعهد إلى أبعد الحدود واعتبر المؤمن لا يكون مؤمنا صادق الإيمان ما لم يكن صادق اللسان , ولهذا جاء التصريح بالكذب على سبيل الرخصة الدقيقة فى حالة الحرب واستخدام الخداع الإستراتيجى مع العدو , وفى غير حالة الحرب يعود الأصل وهو صدق العهد ..
وطيلة تاريخ المسلمين لم يغدر الخلفاء بعهد أبرموه مع عدو لهم قط , إلا أن يكون العدو هو المبادر بالخداع والكذب ونقض العهد ..
هذا فى الإسلام الذى نعرفه أما عند الشيعة والإخوان فالأمر مختلف جذرا فقد قلبوا التقية من رخصة إلى عزيمة , أى أنهم حولوا الكذب من مباح عند الضرورة إلى فريضة كالصلاة والصوم , وسترى أيها القارئ الكريم عجبا من نصوصهم فى ذلك ..
يتبع ..