الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
04-27-2013, 10:56 AM
المشاركة
967
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع...
عناصر القوة والتأثير في رواية
-21-
الوباء
هاني الراهب
-
هاني الراهب هو سيد
الرواية السورية بدون منازع.
-
وسنردد مع الكاتب والباحث محمد جمال باروت
:
هاني الراهب كاتب إشكالي ويعتبر أنموذجاً للروائي المجدد والمتجدد.
-
عمل على تطوير
الرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه الدؤوب عن التعبير الروائي والتقنية الروائية
واقتصاد اللغة, وكان لكتاباته تأثير مميز على الرواية العربية شكلاً ومضموناً
وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية المعاصرة وتطورها
.
-
ويمكن القول: إنه ما من عمل روائي
أصدره الراهب إلا وأثار جدل ثقافياً وفكرياً كثيفاً، وهذا يعود إلى طبيعة كتابة
الراهب الإشكالية، بالمعنى الفني، وبالمعنى
السياسي
.
-
هاني الراهب أيها الوباء الذي أخاف الأقزام المهزومين وما يزال أهلاً بك بيننا هنا كاتباً كبيراً وعملاقاً سورياً نريد منه أن يرسم شرخاً في تاريخنا الطويل المتكدس تلالاً من البؤس .
-
هاني الراهب الكاتب المجدد
الذي اختار هوية المثقف الإشكالي
-
حاول كتابة الرواية وهو في الرابعة عشرة من عمره ,بعدها كتب
(
المهزومون) بنوع من الجنون وخلال ثلاثين يوما متتاليا مقتحما وبجرأة نادرة عالم
الرواية العربية وعالم المحرمات العربية الثلاث (الجنس,الدين, السياسة) .
-
يعتبر هاني الراهب أنموذجا
للروائي المجدد والمتجدد, عمل على تطويرالرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه
الدؤوب عن التعبير الروائي والتقـنية الروائية واقتصاد اللغة , فالتوتر اللغوي عنده
يستمد نسيجه من تصور موحد للغة باعتبارها هيولى لاتزال في حالة الصيرورة, وفي هذا
قال الراهب يوما : (ما دامت الرواية ظاهرة تكاد أن تكون حديثة العهد في تراثنا
الأدبي, فينبغي أن يحتويها بناء لغوي وأسلوبي جديد).
-
وقد كان لكتاباته تأثير مميز
على الرواية العربية شكلا ومضمونا وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية
المعاصرة وتطورها
.
-
بعد روايته الأولى (المهزومون) يقول الراهب:خفت خوفا
شديدا من الشهرة أن تؤثر على إجادتي لكتابة النص فرحت أعمل على تكثيف النص لغويا و
بنيويا إلى درجة أن الفصل الأول من روايتي الثانية(شرخ في تاريخ طويل) أخذ سبعة
أشهر والرواية كلها استغرقت سبع سنين بدل شهر واحد, هذا هو قلق المبدع الحقيقي
المسكون بالهواجس الحياتية والروائية والأسئلة الوجودية وحسب تعبيره (نحن سكان مدن
الأسئلة
).
-
شكلت روايته (ألف ليلة وليلتان) واستفادته من التراث القصصي
الشعبي واللغة والتقنية الروائية التي كتبت بها الرواية وبنية السرد المميزة والتي
تدل على رغبة الراهب في التجريب والتجديد , شكلت انعطافة هامة في مسيرته الروائية
,
فهي ذات طموح فني وتقني كبير للسيطرة على الحقيقة التاريخية.
-
وعنها يقول الروائي
والناقد السوري نبيل سليمان: (يقترب أسلوب هاني الراهب في هذه الرواية من أسلوب
الروائية الإنجليزية (جين اوستن
).
-
في الحرص على تقديم العادي ودقة النثر
وهجائيته الحادة) فهاني الراهب كثير الاهتمام باللغة والأسلوب الروائي
.
-
وقد
حاول الراهب فيها أن يحكي قصة ثلاثين شخصا على الأقل وكل واحد منهم يظن نفسه قائما
بذاته إلى أن تلطمه هزيمة حزيران (يونيو) فيكتشف أنه جزء صغير من مجتمع مهزوم وعمر
هذه الهزيمة ألف عام .
-
ولهذا لم يستطع الراهب تقديم هذه الرؤية عبر تقنيات السرد
والوصف والحوار والحبكة المحكمة وخاصة الحبكة , ذلك أن المجتمع الذي هزم هو مجتمع
متفكك ,منقسم على نفسه, وقد تمثلت الرواية في بنيتها شكل هذا المجتمع, والزمن فيها
هو زمن تجاوري أو تزامني , وعنها يقول الراهب: (أحسست بالثقة الكافية لتقديم حطام
رواية , أنا مدين إلى حد ما إلى بنية (ألف ليلة وليلة) التي تحكي ألف حكاية , لكن
البحث الأساسي بالنسبة له ظل يلاحق بنية جديدة للرواية سماها البنية الجماعية
.
-
وسنجد في روايته (التلال) تقديمه للعبة زمنية وبطريقة خاصة , حيث رأى فيها حاجة
ماسة لعنصري الأسطورة والرمز, واعتبارهما التقنية الأنجع في التعبير عن شمولية
التجربة , ويؤكد فيها على مقولته الأساسية في العمل الروائي وهي أن شكل وبنية
التجربة التي يكتب عنها يفرض شكل وبنية الرواية
.
-
كتب هاني الراهب روايتي
(
خضراء كالمستنقعات) و(خضراء كالحقول) وهو في حالة وعي متأزم بعد انهيار الإتحاد
السوفييتي وانهيار التقدم العربي وانهيار النظام الإقليمي العربي, أحس وكأن كل شيء
ينهار, وقد انعكس هذا الإحساس على أدواته الفنية وأسلوبه في الكتابة (بدأت ألعن
اللغة التي استخدمتها خلال ثلاثين عاما , كانت باهرة لغة شعرية , لغة ارتيادية
,
لغة تقدمية...لكن الشعر والتقدم والارتياد كله انهار, فلماذا أنا محتفظ بهذه اللغة
التي باتت الآن وكأنها مجرد زينة, مجرد حلية...)
-
لذلك سعى الراهب لكتابة رواية بلغة
ميتة, تحت ضغط جملة من الظروف الذاتية الداخلية والخارجية , وعكف على كتابة مجموعة
من الروايات الصغيرة بعنوان (كل نساء المدينة) وعندما صدر منها (خضراء كالمستنقعات
)
ظن البعض أنها رواية قائمة بذاتها واستغربوا وضعها على هذه الحالة, لقد كان لديه
طموح روائي أن (خضراء كالمستنقعات) ستليها خمس خضراوات تكمل الحلقة وتصدر ذات يوم
في رواية واحدة
.
-
رواية (التلال) التي
نشرت عام 1989 في بيروت,رواية جديدة في بنائها الفني ورؤيتها للعمل الروائي, وهي
تسقط من حساباتها الحوار وتستعيض عنه بالدلالات , فيها جرأة غير عادية, فهي تتناول
عالمين متناقضين ظاهريا عالم الأسطورة والأحلام والرغبات والهواجس المول دة من
عذابات المجتمع وقحله كما يصفها الروائي حسن حميد وفي الجانب الآخر هناك عالم
التاريخ الواقعي تماما والمعروف.
-
والتلال رواية تهز الداخل الجواني عند القارئ
وتحثه على التعامل معها بأكبر جدية ممكنة, إنها حفنة من التاريخ والواقع والأسطورة
,
غنية بإحساس كاتبها بأهمية النص الأدبي ودوره في الحياة,.
-
ففي (التلال) عدة
أزمنة متداخلة يفجر بعضها الآخر , فهناك الزمن التاريخي المشار إليه مباشرة في
الرواية (الحرب العالمية الأولى والثانية, وعام 1946 ) وهناك الزمن النفسي الذي
يبدو جليا في العديد من شخصيات الرواية ,وهناك الزمان الأسطوري(الذي تمثله فيضه
)
وهناك أيضا ما أسماه الراهب زمن اللازمان والذي يمثله الدراويش.
- وهي رواية تتكلم عن
العرب ,عن تجربة التقدم في تاريخ الأمة العربية المعاصر, وهي لا تخص قطرا عربيا دون آخر, وكمعادل روائي فقد وضع الراهب مكانا يتكون مما هو عام ومشترك , وكذلك أسماء الشخصيات والبلدان ذات الدلالة الخاصة والمستمدة من تاريخ المنطقة , وقد رأى الراهب في روايته هذه رهان حياته الأدبية , وكان يطمح أن تكون لها أجزاء لاحقة تكملها.
رد مع الإقتباس