الموضوع: عطر اللوز
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2013, 02:21 PM
المشاركة 5
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تستفيق الذكريات فجأة وتثور على مارد النسيان .. تستطيل وتتطاول وتسيل مع أول قطرة شوق ..

انفرط عقد الشوق مرّة واحدة وتناثرت حباته تدقّ باب القلب مرة وتجري مع النبض مرة أخرى .. تدفّقت سيلا يبدّد خريف العمر .. يقتلع أشجار الصبر النابتة في مساحات النسيان .. يحفر بقايا ذكرى حجبها ركام الماضي ..
في زحام الطريق , وحين كانت سنين العمر تتدحرج سريعا .. في زحام الطريق , وحين كان غيره يلاحق لحظاته ويحث الخطى نحو غده يتوقّف زمنه وتتجمّد ساعاته وتعود به عقارب الذكرى إلى ربيعه , إلى بقية منه فقدها في غفلة منه .. في زحام الطريق يراها , يشمّ عطرها , يلمح جدائلها , يصله نفسها حارا ..
ومن بين الزحام تسقط جدران النسيان وتتعرّى دواخله ويفضحه عشقه ويتوقّف زمنه ويتجمّد واقعه وينصاع لتيار الشوق ..
الشوق يجلده .. الشوق يخدّره .. الشوق يسكنه .. الشوق يسلب إرادته .. الشوق يوقف خطواته , بل يعيدها إلى الخلف , إلى ماض ربما امّحت ألوانه الزاهية وذبلت بتلاته وهجره الربيع ..
لكنه يعود ..
يعود وكلّه أمل .. يعود ليصدمه الواقع , لتوقفه الحقيقة , ليعلم أخيرا أن وهمه كان أكبر من أمله , ليعرف أن الزمن حين يغزو الذاكرة ربما يحدث فيها ثقوبا تتسرّب منها أفضل الأشياء ..
وحين عرف , حين عاد إلى زحام الطريق حمل معه بقايا من عطر الماضي ستبدّد حتما حين تضيع خطواته في مسيرة الحياة ..

القاص : حسام الدين ريشو

عطر اللوز كما زهر اللوز يكون أوّل من يستقبل الربيع , لكنه يغادر باكرا ويأفل عطره قبل أوانه , وكذلك وجدنا شوق هذا العاشق الذي تحطّمت أمانيه قبل أن يصلها الدفء ..

رائعة هذه اللوحة والأروع أنك من كتبها ..

سلمت وسلم مدادك

ودمت بود .

استاذي الأديب الناقد / طارق الأحمدي
حقيقة
اجدني عاجزا تماما
عن محاكاة مداخلتك الراقية
والسامقة
والمحملة بكنز المعلومات
فضلا
عن مجاملتك الرقيقة
لكاتب هذه الاقصوصة
سيدى / طارق
كن بالقرب دائما
وكن بألف خير
والم من كل سوء